النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: العرب قبل الإسلام

الحالة الدينية عند العرب قبل الإسلام رغم إيمان العرب بالله إلا أنهم اتخذوا إليه شفعاء ووسطاء وقالوا: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إلى اللهِ زُلْفَى} . وبمرور الأيام أصبحوا يعتقدون أنّ

العرض المتطور

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1
    مشرف عام مجالس التاريخ وكنانة - عضو مجلس الادارة
    تاريخ التسجيل
    05-02-2010
    الدولة
    الحجاز
    المشاركات
    1,327

    افتراضي العرب قبل الإسلام

    الحالة الدينية عند العرب قبل الإسلام
    رغم إيمان العرب بالله إلا أنهم اتخذوا إليه شفعاء ووسطاء وقالوا: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إلى اللهِ زُلْفَى} [الزُّمر: 3]. وبمرور الأيام أصبحوا يعتقدون أنّ هذه الأصنام "الشفعاء" تملك قدرة ذاتية على النفع والضر والخير والشر، فأصبحوا يتوجهون إليها بعبادة مباشرة.
    وقد كان لكل مدينة صنم، بل كان لكل قبيلة صنم، فمكة -مثلاً- كان أعظم أصنامها (هُبُل)، بينما كان (اللاّت) أعظم أصنام الطائف، وهكذا.
    وكان لكل بيت صنم، وأصبحت تجارة الأصنام لها تجار وصناع، وقد امتلأت الكعبة بالأصنام حتى بلغ عددها ثلاثمائة وستين صنمًا من مختلف الأنواع والأشكال، ومن أعجبها (إساف) و(نائلة) وهما: رجل وامرأة من اليمن زنيا بالبيت الحرام فمسخهما الله أحجارًا، ومع مرور الزمن عبدهما الناس، ووضعوا أحدهما على الصفا، والآخر على المروة، إلى هذا الحد بلغت سفاهتهم!!
    وعن كيفية صناعتهم لهذه الأصنام، يروي البخاري عن أبي رجاء العطاردي -وهو من التابعين رغم معاصرته للرسول ؛ لأنه اتبع مسيلمة الكذاب ثم رجع وآمن مرةً أخرى بعد وفاة الرسول - يقول: "كُنَّا نَعْبُدُ الْحَجَرَ، فَإِذَا وَجَدْنَا حَجَرًا هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ أَلْقَيْنَاهُ وَأَخَذْنَا الآخَرَ، فَإِذَا لَمْ نَجِدْ حَجَرًا جَمَعْنَا جَثِيرَةً مِنْ تُرَابٍ (كوم من تراب)، ثُمَّ جِئْنَا بِالشَّاةِ فَحَلَبْنَاهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُفْنَا بِهِ".
    وكان عمرو بن الجموح يعبد في جاهليته صنمًا من خشب صنعه بيده.
    ولننتبه! فهؤلاء هم الذين سيصبحون بعد ذلك أعظم علماء في الأرض، وأعظم فاتحين لها، وأعظم مجاهدين فيها، وأعظم دعاةٍ على ظهرها، ثمّ سيكونون بعد ذلك أسبق أهل الأرض إلى الجنة؛ وذلك حتى ترى عظمة هذا الدين وإعجازه في تغيير الشخصيات.
    الحالة الأخلاقية عند العرب قبل الإسلام

    الحالة الأخلاقية عند العرب قبل الإسلامشناعة الأدواء الأخلاقية المتفشية في جزيرة العرب:
    (أ) تفشي شرب الخمر لأبعد درجة، حتى كتبت فيه أشعار تصفه، وتصف مجلسه بأدق التفاصيل، مع أنه كان يؤدي إلى كثير من النزاعات بين الناس.
    (ب) تفشي الميسر أيضًا بصورة واسعة، وكثيرًا ما أورث الناس البغضاء والشحناء، لذا يقول الله I: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ العَدَاوَةَ وَالبَغْضَاءَ فِي الخَمْرِ وَالمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة: 91].
    (جـ) كما كان الربا عندهم من المعاملات الأساسية وقالوا: {إِنَّمَا البَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا} [البقرة: 275].
    النكاح في الجاهلية
    كان للزنا صور بشعة في المجتمعات العربية قبل الإسلام، وتصف ذلك السيدة عائشة -رضي الله عنها- كما جاء في صحيح البخاري، فتقول: "النكاح في الجاهلية كان على أربعة أنحاء:
    * فنكاح منها نكاح الناس اليوم، يخطب الرجل إلى الرجل وليته أو ابنته فيصدقها ثم ينكحها.
    * ونكاح آخر كان الرجل يقول لامرأته إذا طهرت من طمثها: أرسلي إلى فلان فاستبضعي منه، ويعتزلها زوجها، ولا يمسها أبدًا حتى يتبين حملها من ذلك الرجل الذي تستبضع منه، فإذا تبين حملها أصابها زوجها إذا أحب، وإنما يفعلون ذلك رغبة في نجابة الولد، فكان هذا النكاح هو نكاح الاستبضاع (وتخيلوا أن رجلاً يفقد مروءته وغيرته، فيرسل زوجته إلى هذا الفعل الشنيع).
    * ونكاح آخر يجتمع الرهط ما دون العشرة، فيدخلون على المرأة كلهم يصيبها فإذا حملت ووضعت ويمرّ عليها ليالٍ بعد أن تضع حملها، أرسلت إليهم فلم يستطع رجل منهم أن يمتنع، حتى يجتمعوا عندها تقول لهم: قد عرفتم الذي كان من أمركم وقد ولدت فهو ابنك يا فلان، تسمي من أحبت باسمه فيلحق به ولدها لا يستطيع أن يمتنع منه الرجل.
    * ونكاح رابع يجتمع الناس الكثير، فيدخلون على المرأة، لا تمتنع ممَّن جاءها، وهنّ البغايا كنّ ينصبن على أبوابهن رايات تكون علمًا (الرايات الحمر)، فمن أرادهن دخل عليهن، فإذا حملت إحداهن ووضعت حملها جمعوا لها، ودعوا لها القافة (الرجال الذين يستطيعون تمييز الوالد للولد عن طريق الشبه) ثم ألحقوا ولدها بالذي يرون، فالتاط به (التصق به) ودُعي ابنه لا يمتنع من ذلك.
    فلما بعث محمد بالحق، هدم نكاح الجاهلية كله إلا نكاح الناس اليوم.
    وأد البنات قبل الإسلام
    وهي عادة بشعة غاية البشاعة، ومعناها: دفن البنت حيةً، وكان هذا الوأد يفعل لأسباب كثيرة أهمها:
    * خشية الفقر؛ لذا قال تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاَقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا} [الإسراء: 31].
    * خوف العار.
    * العيوب الخلقية أو اختلاف اللون، كمن ولدت سوداء.
    *ادعاؤهم أن الملائكة بنات الله -سبحانه عما يقولون- فقالوا: ألحقوا البنات به تعالى، فهو أحق بهن، يقول سبحانه: {وَإِذَا المَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} [التَّكوير: 8، 9].
    وحتى الذي لم يكن يئد ابنته كان يحزن حزنًا شديدًا إذا ذكروا له أنه رزق ببنت: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ القَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [النحل: 58، 59].
    وكانوا يئدون البنات أحيانًا وهن يعقلن، وفي بعض الأحيان كانوا يلقوهن من شاهقٍ. روى البخاري في صحيحه عن عبد الله مسعود أنه سأل رسول الله فقال: "أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ. قُلْتُ: إِنَّ ذَلِكَ لَعَظِيمٌ. قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ تَخَافُ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ. قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: ثُمَّ أَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ".
    الحالة السياسية عند العرب قبل الإسلام
    وتتمثل في العصبية والحروب المستمرة بين القبائل.. لقد كانت الإغارة على الغير عادة عند بعض القبائل، يظهر ذلك قول الشاعر:
    وَيَوْمًا عَلَى بَكْـرٍ أَخِينَا *** إِذَا لَمْ نَجِـدْ إِلاَّ أَخَـانَا
    فقد كانت الحروب تشتعل لأتفه الأسباب، ويتساقط الضحايا بالمئات والآلاف، فهذه حرب البسوس سببها أن رئيس قبيلة بني بكر ضرب ناقة امرأة من تغلب تسمى البسوس بنت منقذ، حتى اختلط لبنها بدمها، فقتل رجل من تغلب رجلاً من بني بكر، فدارت حرب بين القبيلتين استمرت أربعين سنة حتى كادتا تفنيان.
    حرب داحس والغبراء: اسمان لفرسين دخل صاحباهما سباقًا، لطم أحدهما فرس الآخر على وجهه، ليمنعه من الفوز، فقامت حرب بين القبيلتين قتل فيها الألوف.

    نور الإسلام
    نور الإسلامهكذا كان الوضع في مكة المكرمة، ولم يكن هناك أحد على الدين الصحيح إلا أقل القليل، مثل زيد بن عمرو بن نفيل والد سعيد بن زيد ، وكان حنيفيًّا على ملة إبراهيم ، وكذلك ورقة بن نوفل، وكان قد تَنَصّر، كما كان هناك قس بن ساعدة، وكان يبشر بمجيء نبيٍّ، وقد أدرك النبيّ فعلا، ولكنه لم يدرك البعثة.
    ترون حال الأرض على اتساعها قبل زمان البعثة، كما ترون الانهيار الشديد في الأخلاق والقيم والعادات والعلاقات والعقيدة وكل شيء، ظلمات بعضها فوق بعض.
    تستطيع الآن أن تدرك فعلاً قيمة النور الذي أنزل الله على الأرض ببعثة الرسول الحبيب محمد {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [المائدة: 15، 16].
    الأرض كانت تحتاج في هذا التوقيت إلى الإسلام، تحتاج إلى وحي السماء، تحتاج إلى الهداية إلى الطريق المستقيم في زمان تشعبت فيه طرق الضلال حتى استحال حصرها، كان هذا منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا، فماذا عن حالنا الآن؟
    هل الأرض في زماننا الآن تحتاج إلى الإسلام كما كانت تحتاج إليه قبل بعثة الرسول ؟ أم أن حال الأمم المختلفة في الأرض الآن لا يحتاج إلى تقويم إلهي، وتعديل ربّاني، وهداية سماوية، وشريعة إسلامية؟
    هذا ما سنعرفه في المقال القادم إن شاء الله.
    د. راغب السرجاني


    hguvf rfg hgYsghl


  2. #2
    مشرف عام مجالس الادب و التاريخ - عضو مجلس الادارة
    تاريخ التسجيل
    30-08-2012
    العمر
    47
    المشاركات
    2,865

    افتراضي

    سلمت أخي الكريم اكياد وسلمت اناملك علي جميل ما طرحت

  3. #3
    شاعر و كاتب في الانساب
    تاريخ التسجيل
    23-08-2015
    المشاركات
    445

    افتراضي

    حبيبي اكياد شكراً لك على الموضوع المتميّز جداً ، حبيت الفت نظرك ونظر القاريء الكريم بأن البسوس بنت منقذ ليست من تغلب كما جاء بالموضوع ، بل هي من بني سعد تميمية وهي خالت جساس وأبناء أختها من بني قيس بن ثعلبة أحد بطون اللهازم ويدعون البسوسيين ، وكان للهازم صنم تختصُّ به عنزة ابن اسد احد بطون اللهازم كذلك واسمه (السعير) قال الدكتور جواد علي : وأما السعير فهو صنم عنزة . وكان الناس يحجون اليه ويطوفون حوله ، ويعترون العتائر له ، وقد ورد في شعر لجعفر بن خلاس الكلبي ، أقول انا : لعله تصحيف من جلاس . وكان راكباً ناقة له ، فمرت به ، وقدت عترت عنزة عنده ، فنفرت ناقته منه ، فأنشا يقول :
    نفرت قلوصي من عتائر صرعت ** حول السعير تزوره ابنا يقدم
    وجموع يذكر مهطعين جنابه ** ما ان يحير اليهم بتكلم
    ويقدم ويذكر هم جذما عنزة في ذلك الوقت .
    وحرب البسوس وقصتها مشهورة ـ وكانت بسبب ناقة تلك البسوسية المشؤمة وقالوا بالمثل (أشأم من البسوس) والقاتل (جسّاس بن مرة الشيباني الذهلي) والمقتول سيّد معد المتوج (كليب وائل) شكراً ثانية على تميّزك أخي الكريم .

  4. #4
    مراقب عام الموقع - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف ابوعمر الدويري
    تاريخ التسجيل
    12-01-2011
    الدولة
    الاردن - عمان
    المشاركات
    16,550

    افتراضي

    المكرم - ألأخ اكياد
    نخشى أن نكون كما نوّت وسألت !! وما أشبه اليوم بالبارحة
    سلمت ودمت بخير

  5. #5
    مشرف عام المجالس الاسلامية - عضو مجلس الادارة - رحمه الله رحمة واسعة الصورة الرمزية م مخلد بن زيد بن حمدان
    تاريخ التسجيل
    07-04-2015
    الدولة
    الأردن
    المشاركات
    6,612

    افتراضي

    قطفات رائعة مختصرة مفيدة لمن أراد القراءة والتدبر.. فحال من مضى في الجاهلية.. نراه الآن في صور مشابهة كثيرة.. فلا العقيدة سليمة..ولا الأخلاق..مستقيمة..ولا...ولا..
    ولا حول ولا قوة إلاّ بالله..
    بوركت أخي اكياد.. وسلمت يمينك

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. أصل العرب ومادة الإسلام
    بواسطة محمد محمود فكرى الدراوى في المنتدى فضائل القبائل العربية و ايامها
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 03-10-2019, 02:32 PM
  2. تشريعات العرب قبل الإسلام
    بواسطة عبدالمنعم عبده الكناني في المنتدى تاريخ العرب البائدة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 15-03-2016, 05:41 PM
  3. لماذا يخاف الغرب من الإسلام
    بواسطة نسمات القرب في المنتدى الاسلام باقلامنا
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 05-09-2014, 03:16 PM
  4. القحطانيون هم ملوك العرب قبل الإسلام
    بواسطة صقر لصقور في المنتدى مجلس قبيلة قحطان
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 31-03-2011, 06:13 AM
  5. أمة الإسلام في الغرب (البلاليون)
    بواسطة حنان حسن في المنتدى موسوعة الفرق و المذاهب ( الملل والنحل )
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 21-06-2010, 05:32 AM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
MidPostAds By Yankee Fashion Forum