صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 1 2 3 الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 80 من 108

الموضوع: الرد الميسر على بطلان التوسل (1)

  1. #41
    مشرف مجلس قبائل بلاد الشام و الكمبيوتر الصورة الرمزية طارق العبيد الحموري
    تاريخ التسجيل
    26-02-2010
    العمر
    45
    المشاركات
    1,273

    افتراضي

    و أذكر بأن أقوال ابن تيمية ليست منزلة هو اجتهد
    و يؤخذ من أقواله و يرد

  2. #42
    مشرف عام مجلس السادة الاشراف - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف قاسم بن محمد السعدي
    تاريخ التسجيل
    02-02-2010
    العمر
    55
    المشاركات
    10,743

    افتراضي

    ما حكم قصيدة جمعت جميع اسامي سور القرآن ؟

    السؤال:

    قصيدة جمعت كل سور القرآن – بعضها بالاسم وبعضها ببداية السورة..

    في كل فاتحة للقول معتبرة ** حق الثناء على المبعوث بالبقره
    في آل عمران قدما شاع مبعثه ** رجالهم والنساء استوضحوا خبره
    قد مد للناس من نعماه مائدة ** عمت فليست على الأنعام مقتصره
    أعراف نعماه ما حل الرجاء بها ** إلا وأنفال ذاك الجود مبتدره
    به توسل إذ نادى بتوبته ** في البحر يونس والظلماء معتكره
    هود ويوسف كم خوفٍ به أمنا ** ولن يروع صوت الرعد من ذكره
    مضمون دعوة إبراهيم كان وفي ** بيت الإله وفي الحجر التمس أثرهْ
    ذو أمة كدوي النحل ذكرهم ** في كل قطر فسبحان الذي فطرهْ
    بكهف رحماه قد لاذا الورى وبه ** بشرى بن مريم في الإنجيل مشتهرهْ
    سماه طه وحض الأنبياء على ** حج المكان الذي من أجله عمرهْ
    قد أفلح الناس بالنور الذي شهدوا ** من نور فرقانه لما جلا غررهْ
    أكابر الشعراء اللسْن قد عجزوا ** كالنمل إذ سمعت آذانهم سورهْ
    وحسبه قصص للعنكبوت أتى ** إذ حاك نسْجا بباب الغار قد سترهْ
    في الروم قد شاع قدما أمره وبه ** لقمان وفى للدر الذي نثرهْ
    كم سجدة في طُلى الأحزاب قد سجدت ** سيوفه فأراهم ربه عبرهْ
    سبـاهم فاطر الشبع العلا كرما ** لما بياسين بين الرسل قد شهرهْ
    في الحرب قد صفت الأملاك تنصره ** فصاد جمع الأعادي هازما زُمرهْ
    لغافر الذنب في تفصيله سور ** قد فصلت لمعان غير منحصرهْ
    شوراهُ أن تهجر الدنيا فزُخرفُها ** مثل الدخان فيُغشي عين من نظرهْ
    عزت شريعته البيضاء حين أتى ** أحقاف بدرٍ وجند الله قد حضرهْ
    محمد جاءنا بالفتحُ متصلا ** وأصبحت حُجرات الدين منتصرهْ
    بقاف والذاريات اللهُ أقسم في ** أن الذي قاله حق كما ذكرهْ
    في الطور أبصر موسى نجم سؤدده ** والأفق قد شق إجلالا له قمرهْ
    أسرى فنال من الرحمن واقعة ** في القرب ثبت فيه ربه بصرهْ
    أراهُ أشياء لا يقوى الحديد لها ** وفي مجادلة الكفار قد نصرهْ
    في الحشر يوم امتحان الخلق يُقبل في ** صفٍ من الرسل كل تابع أثرهْ
    كف يسبح لله الطعام بها ** فاقبلْ إذا جاءك الحق الذي نشرهْ
    قد أبصرت عنده الدنيا تغابنها ** نالت طلاقا ولم يعرف لها نظرهْ
    تحريمه الحب للدنيا ورغبته ** عن زهرة الملك حقا عندما خبرهْ
    في نون قد حقت الأمداح فيه بما ** أثنى به الله إذ أبدى لنا سيرهْ
    بجاهه" سأل" نوح في سفينته ** حسن النجاة وموج البحر قد غمرهْ
    وقالت الجن جاء الحق فاتبعوا ** مزملا تابعا للحق لن يذرهْ
    مدثرا شافعا يوم القيامة هل ** أتى نبي له هذا العلا ذخرهْ
    في المرسلات من الكتب انجلى نبأ ** عن بعثه سائر الأحبار قد سطرهْ
    ألطافه النازعات الضيم حسبك في ** يوم به عبس العاصي لمن ذعرهْ
    إذ كورت الشمس ذاك اليوم وانفطرت ** سماؤه ودعت ويل به الفجرهْ
    وللسماء انشقاق والبروج خلت ** من طارق الشهب والأفلاك منتثرهْ
    فسبح اسم الذي في الخلق شفعه ** وهل أتاك حديث الحوض إذ نهرهْ
    كالفجر في البلد المحروس عزته ** والشمس من نوره الوضاح مختصرهْ
    والليل مثل الضحى إذ لاح فيه ألمْ ** نشرح لك القول من أخباره العطرهْ
    ولو دعا التين والزيتون لابتدروا ** إليه في الخير فاقرأ تستبن خبرهْ
    في ليلة القدر كم قد حاز من شرف ** في الفخر لم يكن الانسان قد قدرهْ
    كم زلزلت بالجياد العاديات له ** أرض بقارعة التخويف منتشرهْ
    له تكاثر آيات قد اشتهرت ** في كل عصر فويل للذي كفرهْ
    ألم تر الشمس تصديقا له حبست ** على قريش وجاء الدوح إذ أمرهْ
    أرأيت أن إله العرش كرمه ** بكوثر مرسل في حوضه نهرهْ
    والكافرون إذا جاء الورى طردوا ** عن حوضه فلقد تبت يد الكفرهْ
    إخلاص أمداحه شغلي فكم فلق ** للصبح أسمعت فيه الناس مفتخرهْ ..........

    ما حكم هذه القصيدة حيث يدعي البعض ان فيها توسل وشرك؟


    الجواب:

    لا يجوز نشر هذه القصيدة ؛ لأنها مُتضمنة للكذب ، وللتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يجوز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا بجاهه ، وإنما يُتوسل إلى الله بمحبته ؛ لأن محبة النبي صلى الله عليه وسلم من أحب الأعمال إلى الله ، ويجوز التوسل بالعمل الصالح .
    كما أنها مُتضمنة للشرك بالله والغلو في شخص النبي صلى الله عليه وسلم .
    ونبينا صلى الله عليه وسلم نهى عن الغلو فيه ، فقال : لا تُطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم فإنما أنا عبده فقولوا عبد الله ورسوله . رواه البخاري .
    والإطراء هو المدح بما ليس فيه صلى الله عليه وسلم ، كأن يُضفى عليه شيء من صفات الله عز وجل .

    وليس صحيحا أن يونس عليه الصلاة والسلام توسل بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وإنما دعا الله عز وجل ووحده ، فقال : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، كما أخبر الله عن دعوته ، وأخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم .

    ومن الكذب أن يقال :
    (بجاهه" سأل" نوح في سفينته ** حسن النجاة وموج البحر قد غمرهْ)
    فلم يسأل نوح ربه بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يُسأل الله بجاهه ، وحديث " إذا سألتم الله فاسألوه بجاهي ، فإن جاهي عند الله عريض " حديث موضوع مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا تجوز روايته ، ولا يحل تناقله إلا على سبيل التحذير منه .


    كما أنه ليس صحيحا أن ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يُذهب ترويع صوت الرعد !

    ومن الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم قول القائل هنا : (بكهف رحماه قد لاذا الورى) !

    والصحيح أن ( طه ) و ( يس ) ليست من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم ، كما نص على ذلك ابن القيم .

    وهل أمر الله عز وجل ببناء الكعبة لأجل النبي صلى الله عليه وسلم ؟
    لأنه قال : (.. وحض الأنبياء على ** حج المكان الذي من أجله عمرهْ)
    والذي أفهمه من هذا أن عوْد الضمير في آخر البيت على النبي صلى الله عليه وسلم .
    فإن كان كذلك فهو كذب محض وافتراء على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .

    وقوله : (وحسبه قصص للعنكبوت أتى ** إذ حاك نسْجا بباب الغار قد سترهْ)
    هذا مبني على روايات ضعيفة ، ولم يثبت أن العنكبوت نسج على باب الغار حينما أوى إليه النبي صلى الله عليه وسلم ، بل الثابت في الصحيحين أن الله صرف عنه أبصار القوم .

    ولم تُحبس الشمس للنبي صلى الله عليه وسلم ، وما ورد في ذلك فهو غير صحيح ، حيث يقول صاحب القصيدة : (ألم تر الشمس تصديقا له حبست) .
    وقد قال عليه الصلاة والسلام : إن الشمس لم تُحْبس على بشر إلا ليوشع ليالي سار إلى بيت المقدس . رواه الإمام أحمد ، وصححه الحافظ ابن حجر ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط البخاري .

    وفي رواية : ما حُبست الشمس على بشر قط إلا على يوشع بن نون ليالي سار إلى بيت المقدس . رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق ، وصححه الألباني .

    والله أعلم .

    الشيخ عبد الرحمن السحيم

    قصيدة جمعت جميع أسامي سور القرآن ( التحذير منها )

    __________________

  3. #43
    مشرف عام مجلس السادة الاشراف - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف قاسم بن محمد السعدي
    تاريخ التسجيل
    02-02-2010
    العمر
    55
    المشاركات
    10,743

    افتراضي

    ص 48 / حكم التوسل إلى الله بالأولياء والصالحين
    هل يجوز للمسلم أن يتوسل إلى الله بالأنبياء والصالحين ، فقد وقفت على قول بعض العلماء : أن التوسل بالأولياء لا بأس به ; لأن الدعاء فيه موجه إلى الله ، ورأيت لبعضهم خلاف ما قال هذا ، فما حكم الشريعة في هذه المسألة ؟
    ج : الولي كل من آمن بالله واتقاه بفعل ما أمره سبحانه وتعالى وترك ما نهاه عنه ، قال تعالى : { أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ . الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ } والتوسل إلى الله بأوليائه أنواع :
    الأول : أن يطلب إنسان من الولي الحي أن يدعو الله له بسعة رزق ، أو شفاء من مرض ، أو هداية وتوفيق ونحو ذلك ، فهذا جائز ، ومنه طلب بعض الصحابة من النبي صلى الله عليه وسلم حينما تأخر عنهم المطر أن يستسقي لهم ، فسأل صلى الله عليه وسلم ربه أن ينزل المطر ، فاستجاب دعاءه وأنزل عليهم المطر ، ومنه استسقاء الصحابة بالعباس في خلافة عمر رضي الله عنهم ، وطلبهم منه أن يدعوَ الله بنزول المطر فدعا العباس ربه وأمَّن الصحابة على دعائه ، إلى غير هذا مما حصل زمن النبي صلى الله عليه وسلم وبعده من طلب مسلم من أخيه المسلم أن يدعو له ربه لجلب نفع أو كشف ضر .
    الثاني : أن ينادي الله متوسلا إليه بحب نبيه واتباعه إياه وبحبه لأولياء الله ، بأن يقول : اللهم إني أسألك بحبي لنبيك واتباعي له وبحبي لأوليائك أن تعطيني كذا ، فهذا جائز ; لأنه توسل من العبد إلى ربه بعمله الصالح ، ومن هذا ما ثبت من توسل أصحاب الغار الثلاثة بأعمالهم الصالحة .
    الثالث : أن يسأل الله بجاه أنبيائه أو ولي من أوليائه بأن يقول : ( اللهم إني أسألك بجاه نبيك أو بجاه الحسين ) مثلا ، فهذا لا يجوز ؛ لأن جاه أولياء الله وإن كان عظيما عند الله وخاصة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ، غير أنه ليس سببا شرعيا ولا عاديا لاستجابة الدعاء ؛ ولهذا عدل الصحابة حينما أجدبوا عن التوسل بجاهه صلى الله عليه وسلم في دعاء الاستسقاء إلى التوسل بدعاء عمه العباس ، مع أن جاهه عليه الصلاة والسلام فوق كل جاه ، ولم يُعرف عن الصحابة رضي الله عنهم أنهم توسلوا به صلى الله عليه وسلم بعد وفاته وهم خير القرون وأعرف الناس بحقه وأحبهم له .
    الرابع : أن يسأل العبد ربه حاجته مقسما بوليه أو نبيه أو بحق نبيه أو أوليائه بأن يقول : ( اللهم إني أسألك كذا بوليك فلان أو بحق نبيك فلان )، فهذا لا يجوز ، فإن القسم بالمخلوق على المخلوق ممنوع ، وهو على الله الخالق أشد منعا ، ثم لا حق لمخلوق على الخالق بمجرد طاعته له سبحانه حتى يقسم به على الله أو يتوسل به هذا هو الذي تشهد له الأدلة ، وهو الذي تُصان به العقيدة الإسلامية وتسد به ذرائع الشرك .
    * * *

  4. #44
    مشرف عام مجلس السادة الاشراف - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف قاسم بن محمد السعدي
    تاريخ التسجيل
    02-02-2010
    العمر
    55
    المشاركات
    10,743

    افتراضي

    الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم ودعاؤه والصلاة عليه
    س1: في حياة النبي صلى الله عليه وسلم: أكان النبي صلى الله عليه وسلم حيا في قبره الشريف بإعادة الروح في الجسد والبدن ( العنصرية ) بحياة دنيوية حسية ؟ . أو حيا في أعلى عليين بحياة أخروية برزخية بلا تكليف، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم حين حضره الموت: اللهم بالرفيق الأعلى، وجسده المنور الآن كما وضع في قبر بلا روح والروح في أعلى عليين. واتصال الروح بالبدن والجسد المعطر عند يوم القيامة، كما قال تعالى : { وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ } .
    ج1: إن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم حي في قبره حياة برزخية يحصل له بها التنعم في قبره بما أعده الله له من النعيم جزاء له على أعماله العظيمة الطيبة التي قام بها في دنياه، عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام، ولم تعد إليه روحه ليصير حيا كما كان في دنياه ولم تتصل به وهو في قبره اتصالا يجعله حيا كحياته يوم القيامة ، بل هي حياة برزخية وسط بين حياته في الدنيا وحياته في الآخرة، وبذلك يعلم أنه قد مات ، كما مات غيره ممن سبقه من الأنبياء وغيرهم ، قال الله تعالى : {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ } وقال : { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ . وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ } وقال : { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} إلى أمثال ذلك من الآيات الدالة على أن الله قد توفاه ؛ ولأن الصحابة رضي الله عنهم قد غسلوه وكفنوه وصلوا عليه ودفنوه ، ولو كان حيا حياته الدنيوية ما فعلوا به ما يفعل بغيره من الأموات ، ولأن فاطمة رضي الله عنها قد طلبت إرثها من أبيها صلى الله عليه وسلم لاعتقادها بموته ، ولم يخالفها في ذلك الاعتقاد أحد من الصحابة ، وقد أجابها أبو بكر رضي الله عنه : بأن الأنبياء لا يورثون ولأن الصحابة رضي الله عنهم قد اجتمعوا لاختيار خليفة للمسلمين يخلفه، وتم ذلك بعقد الخلافة لأبي بكر رضي الله عنه ، ولو كان حيا كحياته في دنياه لما فعلوا ذلك ، فهو إجماع منهم على موته، ولأن الفتن والمشاكل لما كثرت في عهد عثمان وعلي رضي الله عنهما، وقبل ذلك وبعده لم يذهبوا إلى قبره لاستشارته أو سؤاله في المخرج من تلك الفتن والمشكلات وطريقة حلها، ولو كان حيا كحياته في دنياه لما أهملوا ذلك وهم في ضرورة إلى من ينقذهم مما أحاط بهم من البلاء .
    س2 : هل يسمع النبي صلى الله عليه وسلم كل دعاء ونداء عند قبره الشريف أو صلوات خاصة حين يصلى عليه ، كما في الحديث من صلى علي عند قبري سمعته إلى آخر الحديث. أهذا الحديث صحيح أو ضعيف أو موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
    ج 2: الأصل أن الأموات عموما لا يسمعون نداء الأحياء من بني آدم ولا دعاءهم ، كما قال تعالى : { وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ } ولم يثبت في الكتاب ولا في السنة الصحيحة ما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم يسمع كل دعاء أو نداء من البشر حتى يكون ذلك خصوصية له، وإنما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه يبلغه صلاة وسلام من يصلي ويسلم عليه فقط، سواء كان من يصلي عليه عند قبره أو بعيدا عنه كلاهما سواء في ذلك؛ لما ثبت عن علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم (أنه رأى رجلا يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيدخل فيها فيدعو فنهاه ، وقال : ألا أحدثكم حديثا سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا تتخذوا قبري عيدا ولا بيوتكم قبورا ، وصلوا علي فإن تسليمكم يبلغني أين كنتم " . أما حديث : من صلى علي عند قبري سمعته ، ومن صلى علي بعيدا بلغته فهو حديث ضعيف عند أهل العلم وأما ما رواه أبو داود بإسناد حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام " فليس بصريح أنه يسمع سلام المسلم ، بل يحتمل أنه يرد عليه إذا بلغته الملائكة ذلك، ولو فرضنا سماعه سلام المسلم لم يلزم منه أن يلحق به غيره من الدعاء والنداء .
    س 3 : نداء ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم في كل حاجة والاستعانة به في المصائب والنوائب من قريب - أعني: عند قبره الشريف - أو من بعيد أشرك قبيح أم لا؟
    ج3 : دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ونداؤه والاستعانة به بعد موته في قضاء الحاجات وكشف الكربات شرك أكبر يخرج من ملة الإسلام، سواء كان ذلك عند قبره أم بعيدا عنه، كأن يقول: يا رسول الله، اشفني، أو رد غائبي، أو نحو ذلك .
    س4: أي صلوات أفضل عند قبره الشريف، أعني : الصلاة والسلام عليك يا رسول الله، أو اللهم صل على محمد وعلى آل محمد بصيغة الطلب ، وهل ينظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرجل الذي يصلي عليه عند قبره الشريف، وهل أخرج النبي صلى الله عليه وسلم يده من قبره الشريف لأحد من الصحابة العظام أو للأولياء الكرام لجواب السلام ؟
    ج4: (أ) لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم - فيما نعلم - صيغة معينة في الصلاة والسلام عليه عند قبره ، فيجوز أن يقال عند زيارته : الصلاة والسلام عليك يا رسول الله ، فإن معناها : الطلب والإنشاء وإن كان اللفظ خبرا ، ويجوز أن يصلي عليه بالصلاة الإبراهيمية ، فيقول : اللهم صل على محمد .. إلخ ..

    (ب) لم يثبت في كتاب ولا في سنة صحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم يرى من زار قبره ، والأصل : عدم الرؤية حتى يثبت ذلك بدليل من الكتاب أو السنة.
    (جـ) الأصل في الميت نبيا أو غيره : أنه لا يتحرك في قبره بمد يد أو غيرها ، فما قيل من أن النبي صلى الله عليه وسلم أخرج يده لبعض من سلم عليه وقال له : ( امدد يمينك كي تحظى بها ) غير صحيح ، بل هو وهم وخيال لا أساس له من الصحة . وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم .
    * * *

  5. #45
    مشرف عام مجلس السادة الاشراف - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف قاسم بن محمد السعدي
    تاريخ التسجيل
    02-02-2010
    العمر
    55
    المشاركات
    10,743

    افتراضي

    فتاوى إسلامية
    لأصحاب الفضيلة العلماء :
    سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
    فضيلة الشيخ محمد بن صـالح بن عثيمين
    فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين

    إضافة إلى اللجنة الدائمة
    وقرارات المجمع الفقهي

  6. #46
    مشرف عام مجلس السادة الاشراف - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف قاسم بن محمد السعدي
    تاريخ التسجيل
    02-02-2010
    العمر
    55
    المشاركات
    10,743

    افتراضي

    * اقرأ * * نزّل * استشهد * شارك في ويكي مصدر *
    مجموعة الرسائل والمسائل/الشفاعة الشرعية والتوسل
    < مجموعة الرسائل والمسائل
    → الهجر الجميل والصفح الجميل والصبر الجميل مجموعة الرسائل والمسائل
    الشفاعة الشرعية والتوسل
    ابن تيمية أهل الصفة وأباطيل بعض المتصوفة فيهم ←
    محتويات [أخف]
    1 الشفاعة الشرعية والتوسل إلى الله بالأعمال وبالذوات والأشخاص
    1.1 الشفاعة: ما يسوغ منها وما يحظر
    1.2 الاحتجاج بفعل عمر ومعاوية رضي الله عنهما في الاستسقاء
    1.3 حديث الأعمى ووجوه التأويل فيه
    1.4 دعاء الناس بعضهم لبعض
    1.5 الاستعانة لا تكون إلا بالله
    1.6 أقوال العلماء في اليمين بالنبي
    1.7 حديث الأعمى ووجه التأويل فيه
    1.8 سؤال الله بحق عابديه عليه
    1.9 الحلف والإقسام بغير الله على الله وسؤاله بحقهم عليه
    1.10 حديث السؤال بجاه الرسول موضوع
    1.11 دعاء غير الله وطلب الدعاء من الميت
    1.12 سؤال الموتى والاستغاثة بهم بدعة وضلالة
    1.13 تعظيم موتى الصالحين سبب عبادة الأصنام
    1.14 هامش
    الشفاعة الشرعية والتوسل إلى الله بالأعمال وبالذوات والأشخاص
    بسم الله الرحمن الرحيم
    وسئل أيضا رحمه الله تعالى: هل يجوز للإنسان أن يتشفع بالنبي في طلب حاجة أم لا؟
    فأجاب: الحمد لله. أجمع المسلمون على أن النبي يشفع للخلق يوم القيامة بعد أن يسأله الناس ذلك وبعد أن يأذن الله له في الشفاعة.
    ثم أهل السنة والجماعة متفقون على ما اتفقت عليه الصحابة واستفاضت به السنن من أنه يشفع لأهل الكبائر من أمته ويشفع أيضا لعموم الخلق.
    وأما الوعيدية من الخوارج والمعتزلة فزعموا أن شفاعته إنما هي للمؤمنين خاصة في رفع الدرجات، ومنهم من أنكر الشفاعة مطلقا.
    وأجمع أهل العلم على أن الصحابة كانوا يستشفعون به في حياته، ويتوسلون بحضرته، كما ثبت في صحيح البخاري عن أنس أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه فقال: "اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا" فيسقون.
    وفي البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ربما ذكرت قول الشاعر وأنا أنظر إلى وجه النبي يستسقي فما ينزل حتى يجيش كل ميزاب
    وأبيض يستسقى الغمام بوجهه... ثمال اليتامى عصمة للأرامل
    الشفاعة: ما يسوغ منها وما يحظر
    فالاستسقاء هو من جنس الاستشفاع به وهو أن يطلب منه الدعاء والشفاعة ويطلب من الله أن يقبل دعاءه وشفاعته فينا. وكذلك معاوية بن أبي سفيان لما أجدب الناس في الشام استسقى بيزيد بن الأسود الجرشي رضي الله تعالى عنه وقال: اللهم إنا نستشفع ونتوسل إليك بخيارنا، يا يزيد ارفع يديك، فرفع يديه ودعا الناس حتى سقوا، ولهذا قال العلماء: يستحب أن يستسقى بأهل الدين والصلاح وإذا كانوا بهذه المثابة وهم من أهل بيت رسول الله كان أحسن. وفي سنن أبي داود وغيره أن رجلا قال: أنا أستشفع بك على الله ونستشفع بالله عليك، فسبح رسول الله حتى رؤي ذلك في وجوه أصحابه فقال: " ويحك أتدري ما الله؟ إن الله لا يستشفع به على أحد من خلقه، شأن الله أعظم من ذلك " فأنكر عليه قوله: إنا نستشفع بالله عليك، ولم ينكر عليه قوله: نستشفع بك على الله - لأن الشفيع يسأل المشفوع إليه أن يقضي حاجة الطالب والله تعالى لا يسأل أحدا من عباده أن يقضي حوائج خلقه وإن كان بعض الشعراء ذكر استشفاعه بالله في مثل قوله:
    شفيعي إليك الله لا رب غيره... وليس إلى رد الشفيع سبيل
    فهذا كلام منكر لم يتكلم به عالم، وكذلك بعض الاتحادية ذكر أنه استشفع بالله ورسوله وكلاهما خطأ وضلال، بل هو سبحانه المسؤول المدعو الذي " يسأله من في السموات والأرض " والرسول يستشفع به إلى الله أي يطلب منه أن يسأل ربه الشفاعة في الخلق أن يقضي الله بينهم، وفي أن يدخلهم الجنة، ويشفع في أهل الكبائر من أمته، ويشفع في بعض من يستحق النار أن لا يدخلها، ويشفع فيمن دخلها أن يخرج منها، ولا نزاع بين جماهير الأمة أنه يجوز أن يشفع لأهل الطاعة المستحقين للثواب، وعند الخوارج والمعتزلة أنه لا يشفع لأهل الكبائر لأن الكبائر عندهم لا تغفر ولا يخرجون من النار بعد أن يدخلوها لا بشفاعة ولا بغيرها.
    الاحتجاج بفعل عمر ومعاوية رضي الله عنهما في الاستسقاء
    ومذهب أهل السنة والجماعة أنه يشفع في أهل الكبائر ولا يخلد أحد في النار من أهل الإيمان بل يخرج من النار من في قلبه حبة من إيمان أو مثقال ذرة والاستشفاع به وبغيره هو طلب الدعاء منه وليس معناه الإقسام به على الله والسؤال بذاته بحضوره، فأما في مغيبه أو بعد موته فالإقسام به على الله والسؤال بذاته لم ينقل عن أحد من الصحابة والتابعين بل عمر بن الخطاب ومعاوية ومن كان يحضرهما من الصحابة والتابعين لما أجدبوا استسقوا بمن كان حيا كالعباس وكيزيد بن الأسود رضي الله عنهما، ولم ينقل عنهم أنهم في هذه الحالة استشفعوا بالنبي عند قبره ولا غيره فلم يقسموا بالمخلوق على الله عز وجل ولا سألوه بمخلوق نبي ولا غيره بل عدلوا إلى خيارهم كالعباس وكيزيد بن الأسود، وكانوا يصلون عليه في دعائهم، روي عن عمر رضي الله عنه أنه قال: إنا نتوسل إليك بعم نبينا، فجعلوا هذا بدلا عن ذاك لما تعذر عليهم أن يتوسلوا به على الوجه المشروع الذي كانوا يفعلونه.
    وقد كان من الممكن أن يأتوا إلى قبره فيتوسلوا به ويقولوا في دعائهم في الصحراء: نسألك ونقسم عليك بأنبيائك أو بنبيك أو بجاههم ونحو ذلك. ولا نقل عنهم أنهم تشفعوا عند قبره ولا في دعائهم في الصحراء.
    وقد قال : " اللهم لا تجعل قبري وثنا، واشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " رواه الإمام مالك في الموطأ وغيره. وفي سنن أبي داود أنه قال: " لا تتخذوا قبري عيدا " وقال: " لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " قال ذلك في مرض موته يحذر ما فعلوا: وقال: " لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ".
    حديث الأعمى ووجوه التأويل فيه
    وقد روى الترمذي حديثا صحيحا عن النبي أنه علم رجلا أن يدعو فيقول: " اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بنبيك نبي الرحمة يا محمد يا رسول الله إني أتوسل بك إلى ربي في حاجتي لتقضى لي، اللهم فشفعه في ". روى النسائي نحو هذا الدعاء.
    وفي الترمذي وابن ماجة عن عثمان بن حنيف رضي الله عنه أن رجلا ضرير البصر أتى النبي فقال: ادع الله أن يعافيني، فقال: " إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك " قال: فادعه، فأمره أن يتوضأ فيحسن الوضوء ويدعو بهذا الدعاء: " اللهم إني أسألك وأتوجه بنبيك نبي الرحمة يا رسول الله إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى، اللهم فشفعه في ". قال الترمذي حديث حسن صحيح ورواه النسائي عن عثمان بن حنيف أن أعمى قال: يا رسول الله ادع الله لي أن يكشف لي عن بصري، قال: " فانطلق فتوضأ ثم صل ركعتين ثم قل اللهم إني أتوجه بك إلى ربي أن يكشف عن بصري، اللهم فشفعه في " قال: فدعا وقد كشف الله عن بصره. فهذا الحديث فيه التوسل إلى الله به في الدعاء. ومن الناس من يقول: هذا يقتضي جواز التوسل بذاته مطلقا حيا وميتا، ومنهم من يقول: هذه قضية عين وليس فيها إلا التوسل بدعائه وشفاعته لا التوسل بذاته، كما ذكر عمر رضي الله عنه أنهم كانوا يتوسلون به إذا أجدبوا ثم إنهم بعد موته إنما توسلوا بغيره من الأحياء بدلا عنه فلو كان التوسل به حيا وميتا مشروعا لم يميلوا عنه وهو أفضل الخلق وأكرمهم على ربه، إلى غيره ليس ممن مثله، فعدولهم عن هذا إلى هذا مع أنهم السابقون الأولون وهم أعلم منا بالله ورسوله وبحقوق الله ورسوله وما يشرع من الدعاء وما ينفع، وما لا يشرع ولا ينفع، وما يكون أنفع من غيره وهم في وقت ضرورة ومخمصة يطلبون تفريج الكربات، وتيسير العسير، وإنزال الغيث، بكل طريق، دليل على أن المشروع ما سلكوه دون ما تركوه، ولهذا ذكر الفقهاء في كتبهم في الاستسقاء ما فعلوه دون ما تركوه. وذلك أن التوسل به حيا هو الطلب لدعائه وشفاعته، وهو من جنس مسألته أن يدعو، فما زال المسلمون يسألونه أن يدعو لهم في حياته، وأما بعد موته فلم يكن الصحابة يطلبون منه ذلك لا عند قبره ولا عند غيره كما يفعله كثير من الناس عند قبور الصالحين، وإن كان قد روي في ذلك حكايات مكذوبة عن بعض المتأخرين بل طلب الدعاء مشروع لكل مؤمن من كل مؤمن، فقد روي أنه قال لعمر بن الخطاب لما استأذنه في العمرة: " لا تنسنا يا أخي من دعائك " حتى إنه أمر عمر أن يطلب من أويس القرني أن يستغفر له، مع أن عمر رضي الله عنه أفضل من أويس بكثير وقد أمر أمته أن يسألوا الله له الوسيلة وأن يصلوا عليه.
    دعاء الناس بعضهم لبعض
    وفي صحيح مسلم عنه أنه قال: " ما من رجل يدعو لأخيه في ظهر الغيب بدعوة إلا وكل الله به ملكا كلما دعا لأخيه بدعوة قال الموكل به: آمين ولك مثل ذلك " فالطالب للدعاء من غيره نوعان: أحدهما: أن يكون سؤاله على وجه الحاجة إليه فهذا بمنزلة أن يسأل الناس قضاء حوائجه.
    والثاني: أنه يطلب منه الدعاء لينتفع الداعي بدعائه له وينتفع هو فينفع الله هذا وهذا بذلك الدعاء كمن يطلب من المخلوق ما يقدر المخلوق عليه، والمخلوق قادر على دعاء الله ومسألته، فطلب الدعاء جائز كمن يطلب منه الإعانة بما يقدر عليه فإما ما لا يقدر عليه إلا الله فلا يجوز أن يطلب إلا من الله، لا من الملائكة ولا من الأنبياء ولا من غيرهم، لا يجوز أن يقول لغير الله: اغفر لي، واسقنا الغيث، ونحو ذلك. ولهذا روى الطبراني في معجمه أنه كان في زمن النبي منافق يؤذي المؤمنين فقال الصديق رضي الله عنه: قوموا بنا نستغيث برسول الله من هذا المنافق فجاؤوا إليه فقال: " إنه لا يستغاث بي إنما يستغاث بالله " وهذا في الاستعانة مثل ذلك.
    الاستعانة لا تكون إلا بالله
    فأما ما يقدر عليه البشر فليس من هذا الباب ولهذا قال تعالى: " إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم ". وفي دعاء موسى عليه الصلاة والسلام: وبك المستغاث. وقال أبو يزيد البسطامي: استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة المسجون بالمسجون. وقد قال تعالى: " قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا ". وقال تعالى: " ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكمة والنبوة " الآية. [1] فبين أن من اتخذ النبيين أو الملائكة أو غيرهم أربابا فهو كافر. وقال تعالى: " قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض - إلى قوله - ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له ".[2] وقال تعالى: " من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ". وقال تعالى: " ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع ". وقال تعالى: " ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله " الآية.[3] وقال تعالى عن صاحب ياسين: " وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون، أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغني عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون " الآية. وقال تعالى: " ولا تنفع الشفاعة إلا لمن أذن له ". وقال تعالى: " يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا ". وقال تعالى: " ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون ".
    الفرق بين حال الغيبة والحضور، والحياة والموت==== فالشفاعة نوعان: أحدهما: التي أثبتها المشركون ومن ضاهاهم من جهال هذه الأمة وضلالهم وهي شرك.
    والثانية: أن يشفع الشفيع بأن المشفع الله التي أثبتها الله لعباده الصالحين. ولهذا كان سيد الشفعاء إذا طلب منه الخلق الشفاعة يوم القيامة يأتي ويسجد تحت العرش قال: " فأحمد ربي بمحامد يفتحها علي لا أحسنها الآن فيقال: أي محمد ارفع رأسك، وقل يسمع، وسل تعط، واشفع تشفع ". فإذا أذن الله في الشفاعة شفع لمن أراد الله أن يشفع فيه. قال أصحاب هذا القول: فلا يجوز أن يشرع ذلك في مغيبه بعد موته، وهو معنى الإقسام به على الله والسؤال بذاته، فإن الصحابة رضي الله عنهم قد فرقوا بين الأمرين، فإن في حياته ليس في ذلك محذور ولا مفسدة، فإن أحدا من الأنبياء لم يعبد في حياته بحضوره فإنه ينهى أن يشرك به ولو كان شركا أصغر، كما أن من سجد له نهاه عن السجود له، وكما قال: " لا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء محمد " وأمثال ذلك.
    وأما بعد موته فيخاف الفتنة والإشراك به كما أشرك بالمسيح والعزيز وغيرهما ولهذا كانت الصلاة في حياته مشروعة عند قبره منهيا عنها والصلاة خلفه في المسجد مشروعة إن لم يكن المصلي ملاقاته والصلاة إلى قبره منهيا عنها.
    فمعنا أصلان عظيمان: أحدهما: أنه لا يعبد إلا الله،
    والثاني: أن لا يعبد إلا بما شرع لا بعبادة مبتدعة، وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول في دعائه: اللهم اجعل عملي كله صالحا، واجعله لوجهك خالصا، ولا تجعل لأحد فيه شيئا.
    وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي قال: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " فلا ينبغي لأحد أن يخرج عما مضت به السنة، وجاءت به الشريعة ودل عليه الكتاب والسنة، وكان عليه سلف الأمة، وما علمه قال به وما لم يعلمه أمسك عنه " ولا تقف ما ليس لك به علم " ولا تقل على الله ما لا تعلمه.
    أقوال العلماء في اليمين بالنبي
    وقد اتفق العلماء على أنه لا ينعقد اليمين بغير الله ولو حلف بالكعبة أو الملائكة أو بالأنبياء عليه الصلاة والسلام لم تنعقد يمينه ولا يشرع له ذلك بل ينهى عنه إما نهي تحريم وإما نهي تنزيه فإن للعلماء في ذلك قولين والصحيح أنه نهي تحريم ففي الصحيح عنه أنه قال: " من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت ".
    وفي الترمذي عنه أنه قال: " من حلف بغير الله فقد أشرك " ولم يقل أحد من العلماء أنه ينعقد اليمين بأحد من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فإن عن أحمد في انعقاد اليمين بالنبي روايتين لكن الذي عليه الجمهور كمالك والشافعي وأبي حنيفة أنه لا ينعقد اليمين به كإحدى الروايتين عن أحمد وهذا هو الصحيح، ولا يستعاذ أيضا بالمخلوقات بل إنما يستعاذ بالخالق تعالى وأسمائه وصفاته ولهذا احتج على أن كلام الله غير مخلوق بقوله : " أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق " فقد استعاذ بها والمخلوق لا يستعاذ به. وفي الصحيح عنه أنه قال: " لا بأس بالرقي ما لم يكن شركا " كالتي فيها استعانة بالجن كما قال تعالى: " وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا " وهذا مثل العزائم والأقسام التي يقسم بها على الجن وقد نهي عن كل قسم وعزيمة لا يعرف معناهما بحيث أن يكون فيهما ما لا يجوز فيهما ما لا يجوز من سؤال غيره.
    فسائل الله بغير الله إما أن يكون مقسما عليه وإما أن يكون طالبا بذلك السبب كما توسل الثلاثة في الغار بأعمالهم، وكما يتوسل بدعاء الأنبياء والصالحين، فإن كان إقساما على الله بغيره فهذا لا يجوز وإن كان طالبا من الله بذلك السبب كالطلب منه بدعاء الصالحين والأعمال الصالحة فهذا يصح لأن دعاء الصالحين سبب لحصول مطلوبنا الذي دعوا به، وكذلك الأعمال الصالحة سبب لثواب الله لنا، فإذا توسلنا بذلك كنا متوسلين تبقى عنده، وإما إذا لم نتوسل بدعائهم ولا بالأعمال الصالحة، ولا ريب أن لهم عند الله من المنازل أمرا يعود نفعه عليهم ونحن ننتفع من ذلك باتباعنا لهم، ومحبتنا لهم، وبدعائهم لنا، فإذا توسلنا إلى الله بأيماننا بنبيه ومحبته وموالاته واتباع سنته ونحو ذلك فهذا من أعظم الوسائل، وأما نفس ذاته مع عدم الإيمان به، وعدم طاعته وعدم دعائه لنا، فلا يجوز فالمتوسل إذا لم يتوسل لا بما من المتوسل به ولا بما منه ولا بما من الله فبأي شيء يتوسل؟ والإنسان إذا توسل إلى غيره بوسيلة فأما أن يطلب من الوسيلة الشفاعة له عند ذلك الغير مثل أن يقال لأبي الرجل أو صديقه أو من يكرم عليه: اشفع لنا عند فلان، وأما أن يسأل. كما يقال بحياة ولدك فلان وبتربة أبيك فلان وبحرمة شيخك فلان ونحو ذلك، وقد علم أن الإقسام على الله بغير الله لا يجوز أن يقسم بمخلوق على الله أصلا.
    حديث الأعمى ووجه التأويل فيه
    وأما حديث الأعمى فإنه طلب من النبي أن يدعو له كما طلب الصحابة رضي الله عنهم الاستسقاء منه وقوله: " أتوجه إليك بنبيك محمد " أي بدعائه وشفاعته لي. ولهذا في تمام الحديث: فشفعه في. فالذي في الحديث متفق على جوازه وليس هو مما نحن فيه. وقد قال تعالى: " واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام " فعلى قراءة الجمهور إنما يتساءلون بالله وحده لا بالرحم، وتساؤلهم بالله متضمن إقسام بعضهم على بعض بالله وتعاهدهم بالله. وأما على قراءة الخفض فقد قالت طائفة من السلف: هو قولك أسألك بالله وبالرحم. فمعنى قولك أسألك بالرحم ليس إقساما بالرحم فإن القسم بها لا يشرع لكن بسبب الرحم أي إن الرحم توجب لأصحابها بعضهم على بعض حقوقا كسؤال " أصحاب الغار " الثلاثة لله عز وجل بأعمالهم الصالحة.
    سؤال الله بحق عابديه عليه
    ومن هذا: الحديث الذي رواه ابن ماجة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي في دعاء الخارج إلى الصلاة: " اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هذا فإني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياءا ولا سمعة ولكن خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك أن تنقذني من النار وأن تدخلني الجنة " فهذا الحديث عن عطية العوفي وفيه ضعف فإن كان هذا كلام النبي فهو من هذا الباب لوجهين أحدهما أن فيه السؤال لله بحق السائلين عليه، وبحق الماشين في طاعته، وحق السائلين أن يجيبهم، وحق الماشين أن يثيبهم، وهذا حق أحقه على نفسه سبحانه وتفضل به، وليس للمخلوق أن يوجب على الخالق شيئا. ومنه قوله تعالى: " كتب ربكم على نفسه الرحمة " " وكان حقا علينا نصر المؤمنين " " وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ".
    وفي الصحيح من حديث معاذ: " حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحقهم عليه إن فعلوا ذلك أن لا يعذبهم " فحق السائلين والعابدين له هو الإثابة والإجابة فذلك سؤال له في أفعاله كالاستعاذة وقوله: " أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك " فالاستعاذة بالمعافاة التي هي فعله كالسؤال بإثباته التي هي فعله.
    وروى الطبراني في كتاب الدعاء عن النبي : " إن الله يقول يا عبدي إنما هي أربع: واحدة لي وواحدة لك وواحدة بيني وبينك وواحدة بينك وبين خلقي، فالتي هي لي تعبدني ولا تشرك بي شيئا، والتي هي لك أجزيك به أحوج ما تكون إليه، والتي بيني وبينك منك الدعاء وعلي الإجابة، والتي بينك وبين خلقي فائت إلى الناس ما تحب أن يأتوه إليك " وتقسيمه في الحديث إلى قوله واحدة لي وواحدة لك هو مثل تقسيمه في حديث الفاتحة بحيث يقول الله تعالى: " قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين نصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل " والعبد يعود عليه نفع النصفين والله تعالى يحب النصفين لكن هو سبحانه يحب أن يعبد وما يعطيه العبد من الإعانة والهداية هو وسيلة إلى ذلك فإنما يحبه لكونه طريقا إلى عبادته، والعبد يطلب ما يحتاج إليه أولا وهو محتاج إلى الإعانة على العبادة والهداية إلى الصراط المستقيم وبذلك يصل إلى العبادة إلى غير ذلك مما يطول الكلام فيما يتعلق بذلك وليس هذا موضعه وإن كنا خرجنا عن المراد.
    الحلف والإقسام بغير الله على الله وسؤاله بحقهم عليه
    الوجه الثاني: الدعاء له والعمل له سبب لحصول مقصود العبد فهو كالتوسل بدعاء الرسول والصالحين من أمته، وقد تقدم أن الدعاء إما أن يكون إقساما به أو تسببا به، فإن قوله: بحق الصالحين إن كان إقساما عليه فلا يقسم على الله إلا بصفاته. وإن كان تسببا فهو تسبب لما جعله سبحانه سببا وهو دعاؤه وعبادته، فهذا كله يشبه بعضه بعضا وليس في شيء من ذلك دعاء له بمخلوق ولا عمل صالح منا، فإذا قال القائل أسألك بحق الأنبياء والملائكة والصالحين فإن كان يقسم بذلك فلا يجوز أن يقول وحق الملائكة وحق الأنبياء وحق الصالحين ولا يقول لغيره أقسمت عليك بحق هؤلاء فإذا لم يجز أن يحلف به ولا يقسم، فكيف يقسم على الخالق به؟ وإن كان لا يقسم به فليس في ذوات هؤلاء سبب يوجب حصول مقصوده لكن لا بد من سبب منه كالإيمان بالأنبياء والملائكة أو منهم كدعائهم لنا - لكن كثير من الناس تعودوا ذلك كما تعودوا الحلف بهم حتى يقول أحدهم: وحقك على الله وحق هذه الشيبة على الله. وفي الحلية لأبي نعيم أن داود عليه السلام قال: يا رب بحق آبائي عليك يا إبراهيم وإسحاق ويعقوب، فأوحى الله إليه: " يا داود أي حق لآبائك علي؟ " وهذا وإن لم يكن من الأدلة الشرعية فقد مضت السنة أن الحي يطلب منه الدعاء كما يطلب منه سائر ما يقدر عليه. وأما الغائب والميت فلا يطلب منه شيء.
    وتحقيق هذا الأمر أن التوسل به والتوجه إليه وبه لفظ فيه إجمال واشتراك بحسب الاصطلاح، فمعناه في لغة الصحابة أن يطلب منه الدعاء والشفاعة فيكونون متوسلين ومتوجهين بدعائه وشفاعته، ودعاؤه وشفاعته من أعظم الوسائل عند الله وأما لغة كثير من الناس أن يسأل بذلك ويقسم عليه بذلك والله تعالى لا يقسم عليه بشيء من المخلوقات بل لا يقسم بها بحال فلا يقال: أقسمت عليك يا رب بملائكتك ونحو ذلك بل إنما يقسم بالله وأسمائه وصفاته. فيقال: " أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت يا الله المنان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم، وأسألك بأنك أنت الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد وأسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك " الحديث كما جاءت به السنة وأما أن يسأل الله ويقسم عليه بمخلوقاته فهذا لا أصل له في دين الإسلام، وقوله: اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك، ومنتهى الرحمة من كتابك، وباسمك وحدك الأعلى وكلماتك التامة - مع أن في جواز الدعاء به قولين للعلماء فجوزه أبو يوسف ومنع منه أبو حنيفة وأمثال ذلك - فينبغي للخلق أن يدعوا بالأدعية المشروعة التي جاء بها الكتاب والسنة فإن ذلك لا ريب في فضله وحسنه فإنه الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين، والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا، وهو أجمع وأنفع، وأسلم وأقرب إلى الإجابة.
    حديث السؤال بجاه الرسول موضوع
    وأما ما يذكره بعض العامة من قوله : " إذا كانت لكم إلى الله حاجة فاسألوا الله بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم " فهذا الحديث لم يروه أحد من أهل العلم ولا هو في شيء من كتب الحديث والمشروع الصلاة عليه في كل دعاء. ولهذا ذكر الدعاء في الاستسقاء. وغيره ذكروا الأمر بالصلاة عليه، ولم يذكروا فيما يشرع للمسلمين في هذا الحال التوسل به كما لم يذكر أحد من العلماء دعاء غير الله والاستغاثة به في حال من الأحوال، وإن كان بينهما فرق فدعاء غير الله كفر بخلاف قول القائل إني أسألك بجاه فلان الصالح فإن هذا لم يبلغنا عن أحد من السلف أنه كان يدعو به.
    ورأيت في فتاوى الفقيه الشيخ أبي محمد بن عبد السلام أنه لا يجوز ذلك في حق غير النبي ثم رأيت عن أبي حنيفة وأبي يوسف وغيرهما من العلماء أنهم قالوا: لا يجوز الإقسام على الله بأحد من الأنبياء. ورأيت في كلام الإمام أحمد أنه في النبي لكن هذا قد يخرج على إحدى الروايتين عنه في جواز الحلف به.
    وأما الصلاة عليه فقد دل على ذلك الكتاب والسنة والإجماع قال الله تعالى: " إن الله وملائكته يصلون على النبي، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " وفي الصحيح عنه أنه قال: " من صلى علي مرة صلى الله عليه عشرا ".
    وفي المسند أن رجلا قال: يا رسول الله أجعل عليك ثلث صلواتي قال: " يكفيك الله ثلث أمرك " فقال: " أجعل عليك نصف صلاتي " قال: " إذا يكفيك الله ثلثي أمرك " فقال أجعل صلاتي كلها عليك فقال: " إذا يكفيك الله ما أهمك من أمور دنياك وآخرتك ".
    وقد ذكر العلماء وأئمة الدين الأدعية المشروعة وأعرضوا عن الأدعية المبتدعة فينبغي اتباع ذلك.
    دعاء غير الله وطلب الدعاء من الميت
    والمراتب في هذا الباب ثلاثة: أحدها: أن الدعاء لغير الله سواء كان المدعو حيا أو ميتا وسواء كان من الأنبياء عليهم السلام وغيرهم فيقال: يا سيدي فلان أغثني! وأنا مستجير بك ونحو ذلك فهذا هو الشرك بالله. والمستغيث بالمخلوقات قد يقضي الشيطان حاجته أو بعضها، وقد يتمثل له في صورة الذي استغاث به فيظن أن ذلك كرامة لمن استغاث به وإنما هو شيطان أضله وأغواه لما أشرك بالله كما يتكلم الشيطان في الأصنام وفي المصروع وغير ذلك، ومثل هذا واقع كثيرا في زماننا وغيره وأعرف من ذلك ما يطول وصفه في قوم استغاثوا بي أو بغيري وذكروا أنه أتى شخص على صورتي أو صورة غيري وقضى حوائجهم فظنوا أن ذلك من بركة لاستغاثة بي أو بغيري وإنما هو شيطان أضلهم وأغواهم وهذا هو أصل عبادة الأصنام واتخاذ الشركاء مع الله تعالى في الصدر الأول من القرون الماضية كما ثبت ذلك فهذا شرك بالله نعوذ بالله من ذلك.
    سؤال الموتى والاستغاثة بهم بدعة وضلالة
    الثاني: أن يقال للميت أو الغائب من الأنبياء والصالحين: ادع الله لي وادع لنا ربك ونحو ذلك فهذا مما لا يستريب عالم أنه غير جائز وأنه من البدع التي لم يفعلها أحد من سلف الأمة وأئمتها، وإن كان السلام على أهل القبور جائزا ومخاطبتهم جائزة كما كان يعلم أصحابه إذا زاروا القبور وأن يقول قائلهم: " السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ". وقال ابن عبد البر: ثبت عن النبي أنه قال: " ما من رجل يمر بقبر رجل كان يعرفه فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام ".
    وفي سنن أبي داود عن النبي أنه قال: " ما من رجل مسلم سلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام ". لكن ليس من المشروع أن يطلب من الأموات شيئا. وفي الإمام مالك: أن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما كان يقول: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبي " ثم ينصرف. وكذلك أنس بن مالك وغيره من الصحابة رضي الله عنهم، نقل عنهم السلام على النبي فإذا أرادوا الدعاء استقبلوا القبلة يدعون الله تعالى لا يدعون وهم مستقبلوا القبر الشريف. وإن كان قد وقع في ذلك بعض الطوائف من الفقهاء والمتصوفة ومن العامة من لا اعتبار بهم فإنه لم يذهب إلى ذلك إمام متبع في قوله ولا من له في الأمة لسان صدق. بل قد تنازع العلماء في السلام على النبي فقال أبو حنيفة: يستقبل القبلة ويستدبر القبر، وقال مالك والشافعي بل يستقبل القبر وعند الدعاء يستقبل القبلة ويستدبر القبر، ويجعل القبر عن يساره أو يمينه وهو الصحيح إذ لا محذور في ذلك.
    الثالث: أن يقول: أسألك بجاه فلان عندك أو بحرمته ونحو ذلك، فهو الذي تقدم عن أبي محمد أنه أفتى بأنه لا يجوز في غير النبي ، وأفتى أبو حنيفة وأبو يوسف وغيرهما أنه لا يجوز في حق أحد من الأنبياء فكيف بغيرهم، وإن كان بعض المشايخ المبتدعين يحتج بما يرويه عن النبي أنه قال: " إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأهل القبور " أو قال: " فاستغيثوا بأهل القبور " فهذا الحديث كذب مفترى على رسول الله بإجماع العارفين بحديثه لم يروه أحد من العلماء ولا يوجد في شيء من كتب الحديث المعتمدة.
    تعظيم موتى الصالحين سبب عبادة الأصنام
    وقد قال تعالى: " وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده " الآية. وهذا مما يعلم بالاضطرار في دين الإسلام أنه غير مشروع، وقد نهى النبي عما هو أقرب من ذلك من اتخاذ القبور مساجد ونحو ذلك ولعن على ذلك من فعله تحذيرا من الفتنة باليهود فإن ذلك هو أصل عبادة الأصنام أيضا فإن ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا كانوا قوما صالحين في قوم نوح عليه الصلاة والسلام فلما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم اتخذوا الأصنام على صورهم كما ذكر ذلك ابن عباس وغيره من العلماء فمن فهم معنى قوله: " إياك نعبد وإياك نستعين " عرف أنه لا يعين على العبادة الإعانة المطلقة إلا الله وحده.
    وقد يستغاث بالمخلوق فيما يقدر عليه وكذلك الاستعانة لا تكون إلا بالله والتوكل لا يكون إلا على الله، وما النصر إلا من عند الله. فالنصر المطلق وهو خلق ما يغلب به العدو فلا يقدر عليه إلا سبحانه، وفي هذا القدر كفاية لمن هداه الله تعالى والله تعالى أعلم.
    وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبته وسلم تسليما كثيرا. انتهى.
    هامش
    ↑ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ * وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
    ↑ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ * وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ
    ↑ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ
    مجموعة الرسائل والمسائل لابن تيمية
    الهجر الجميل والصفح الجميل والصبر الجميل | الشفاعة الشرعية والتوسل | أهل الصفة وأباطيل بعض المتصوفة فيهم | إبطال وحدة الوجود | مناظرة ابن تيمية العلنية لدجاجلة البطائحية الرفاعية | لباس الفتوة والخرقة عند المتصوفة | كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية إلى الشيخ نصر المنبجي | مسألة صفات الله تعالى وعلوه على خلقه | فتاوى لابن تيمية | الصحابة لا يجتمعون على ضلالة | قاعدة جليلة فيما يتعلق بأحكام السفر والإقامة مثل قصر الصلاة والفطر | مختارات من المسائل الكيلانية | مذهب السلف وأئمة الأمصار في كلام الله | مسألة الأحرف التي أنزلها الله على آدم | الجهمية المعطلة كاليهود والحلولية كالنصارى والمسلمون وسط | اصطلاحات المتكلمين والفقهاء المخالفة للغة ومنها القديم والمحدث | اختلاف أدلة المتكلمين على إثبات الصانع وما ترتب عليه من البدع | فيما قاله في مسألة اللفظ | كفير من أنكر تكليم الله لموسى مع العلم بالنص فيه | حقيقة مذهب الاتحاديين | حقيقة مذهب الاتحاديين/حقيقة مذهب الاتحاديين أو وحدة الوجود وبيان بطلانه بالبراهين النقلية والعقلية | معاني العموم والخصوص والإطلاق والتقييد | رد قول بعض طواغيتهم إن العالم حدقة عين الله | كلام ابن عربي في خاتم النبوة وخاتم الولاية | بيان كفر الاتحادية وفساد قولهم | زعمهم أن الدعوة إلى عبادة الله مكر بالعباد | قاعدة في المعجزات والكرامات وأنواع خوارق العادات | تفصيل الإجمال فيما يجب لله من صفات الكمال | رسالة العبادات الشرعية | مسألة في الغيبة | أقوم ما قيل في المشيئة والحكمة والقضاء والقدر والتعليل وبطلان الجبر والتعطيل | شرح حديث عمران بن حصين المرفوع كان الله ولم يكن شيء قبله | أهل البدع والمعاصي ومشاركتهم في صلاة الجماعة | وضع الجوائح في المبايعات والضمانات والمؤجرات | عرش الرحمن وما ورد فيه من الآيات والأحاديث وكونه فوق العالم كله
    التصنيف: مجموعة الرسائل والمسائل

  7. #47
    مشرف عام مجلس السادة الاشراف - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف قاسم بن محمد السعدي
    تاريخ التسجيل
    02-02-2010
    العمر
    55
    المشاركات
    10,743

    افتراضي

    * اقرأ * * نزّل * استشهد * شارك في ويكي مصدر *
    مجموعة الرسائل والمسائل/الشفاعة الشرعية والتوسل
    < مجموعة الرسائل والمسائل
    → الهجر الجميل والصفح الجميل والصبر الجميل مجموعة الرسائل والمسائل
    الشفاعة الشرعية والتوسل
    ابن تيمية أهل الصفة وأباطيل بعض المتصوفة فيهم ←
    محتويات [أخف]
    1 الشفاعة الشرعية والتوسل إلى الله بالأعمال وبالذوات والأشخاص
    1.1 الشفاعة: ما يسوغ منها وما يحظر
    1.2 الاحتجاج بفعل عمر ومعاوية رضي الله عنهما في الاستسقاء
    1.3 حديث الأعمى ووجوه التأويل فيه
    1.4 دعاء الناس بعضهم لبعض
    1.5 الاستعانة لا تكون إلا بالله
    1.6 أقوال العلماء في اليمين بالنبي
    1.7 حديث الأعمى ووجه التأويل فيه
    1.8 سؤال الله بحق عابديه عليه
    1.9 الحلف والإقسام بغير الله على الله وسؤاله بحقهم عليه
    1.10 حديث السؤال بجاه الرسول موضوع
    1.11 دعاء غير الله وطلب الدعاء من الميت
    1.12 سؤال الموتى والاستغاثة بهم بدعة وضلالة
    1.13 تعظيم موتى الصالحين سبب عبادة الأصنام
    1.14 هامش
    الشفاعة الشرعية والتوسل إلى الله بالأعمال وبالذوات والأشخاص
    بسم الله الرحمن الرحيم
    وسئل أيضا رحمه الله تعالى: هل يجوز للإنسان أن يتشفع بالنبي في طلب حاجة أم لا؟
    فأجاب: الحمد لله. أجمع المسلمون على أن النبي يشفع للخلق يوم القيامة بعد أن يسأله الناس ذلك وبعد أن يأذن الله له في الشفاعة.
    ثم أهل السنة والجماعة متفقون على ما اتفقت عليه الصحابة واستفاضت به السنن من أنه يشفع لأهل الكبائر من أمته ويشفع أيضا لعموم الخلق.
    وأما الوعيدية من الخوارج والمعتزلة فزعموا أن شفاعته إنما هي للمؤمنين خاصة في رفع الدرجات، ومنهم من أنكر الشفاعة مطلقا.
    وأجمع أهل العلم على أن الصحابة كانوا يستشفعون به في حياته، ويتوسلون بحضرته، كما ثبت في صحيح البخاري عن أنس أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه فقال: "اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا" فيسقون.
    وفي البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ربما ذكرت قول الشاعر وأنا أنظر إلى وجه النبي يستسقي فما ينزل حتى يجيش كل ميزاب
    وأبيض يستسقى الغمام بوجهه... ثمال اليتامى عصمة للأرامل
    الشفاعة: ما يسوغ منها وما يحظر
    فالاستسقاء هو من جنس الاستشفاع به وهو أن يطلب منه الدعاء والشفاعة ويطلب من الله أن يقبل دعاءه وشفاعته فينا. وكذلك معاوية بن أبي سفيان لما أجدب الناس في الشام استسقى بيزيد بن الأسود الجرشي رضي الله تعالى عنه وقال: اللهم إنا نستشفع ونتوسل إليك بخيارنا، يا يزيد ارفع يديك، فرفع يديه ودعا الناس حتى سقوا، ولهذا قال العلماء: يستحب أن يستسقى بأهل الدين والصلاح وإذا كانوا بهذه المثابة وهم من أهل بيت رسول الله كان أحسن. وفي سنن أبي داود وغيره أن رجلا قال: أنا أستشفع بك على الله ونستشفع بالله عليك، فسبح رسول الله حتى رؤي ذلك في وجوه أصحابه فقال: " ويحك أتدري ما الله؟ إن الله لا يستشفع به على أحد من خلقه، شأن الله أعظم من ذلك " فأنكر عليه قوله: إنا نستشفع بالله عليك، ولم ينكر عليه قوله: نستشفع بك على الله - لأن الشفيع يسأل المشفوع إليه أن يقضي حاجة الطالب والله تعالى لا يسأل أحدا من عباده أن يقضي حوائج خلقه وإن كان بعض الشعراء ذكر استشفاعه بالله في مثل قوله:
    شفيعي إليك الله لا رب غيره... وليس إلى رد الشفيع سبيل
    فهذا كلام منكر لم يتكلم به عالم، وكذلك بعض الاتحادية ذكر أنه استشفع بالله ورسوله وكلاهما خطأ وضلال، بل هو سبحانه المسؤول المدعو الذي " يسأله من في السموات والأرض " والرسول يستشفع به إلى الله أي يطلب منه أن يسأل ربه الشفاعة في الخلق أن يقضي الله بينهم، وفي أن يدخلهم الجنة، ويشفع في أهل الكبائر من أمته، ويشفع في بعض من يستحق النار أن لا يدخلها، ويشفع فيمن دخلها أن يخرج منها، ولا نزاع بين جماهير الأمة أنه يجوز أن يشفع لأهل الطاعة المستحقين للثواب، وعند الخوارج والمعتزلة أنه لا يشفع لأهل الكبائر لأن الكبائر عندهم لا تغفر ولا يخرجون من النار بعد أن يدخلوها لا بشفاعة ولا بغيرها.
    الاحتجاج بفعل عمر ومعاوية رضي الله عنهما في الاستسقاء
    ومذهب أهل السنة والجماعة أنه يشفع في أهل الكبائر ولا يخلد أحد في النار من أهل الإيمان بل يخرج من النار من في قلبه حبة من إيمان أو مثقال ذرة والاستشفاع به وبغيره هو طلب الدعاء منه وليس معناه الإقسام به على الله والسؤال بذاته بحضوره، فأما في مغيبه أو بعد موته فالإقسام به على الله والسؤال بذاته لم ينقل عن أحد من الصحابة والتابعين بل عمر بن الخطاب ومعاوية ومن كان يحضرهما من الصحابة والتابعين لما أجدبوا استسقوا بمن كان حيا كالعباس وكيزيد بن الأسود رضي الله عنهما، ولم ينقل عنهم أنهم في هذه الحالة استشفعوا بالنبي عند قبره ولا غيره فلم يقسموا بالمخلوق على الله عز وجل ولا سألوه بمخلوق نبي ولا غيره بل عدلوا إلى خيارهم كالعباس وكيزيد بن الأسود، وكانوا يصلون عليه في دعائهم، روي عن عمر رضي الله عنه أنه قال: إنا نتوسل إليك بعم نبينا، فجعلوا هذا بدلا عن ذاك لما تعذر عليهم أن يتوسلوا به على الوجه المشروع الذي كانوا يفعلونه.
    وقد كان من الممكن أن يأتوا إلى قبره فيتوسلوا به ويقولوا في دعائهم في الصحراء: نسألك ونقسم عليك بأنبيائك أو بنبيك أو بجاههم ونحو ذلك. ولا نقل عنهم أنهم تشفعوا عند قبره ولا في دعائهم في الصحراء.
    وقد قال : " اللهم لا تجعل قبري وثنا، واشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " رواه الإمام مالك في الموطأ وغيره. وفي سنن أبي داود أنه قال: " لا تتخذوا قبري عيدا " وقال: " لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " قال ذلك في مرض موته يحذر ما فعلوا: وقال: " لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ".
    حديث الأعمى ووجوه التأويل فيه
    وقد روى الترمذي حديثا صحيحا عن النبي أنه علم رجلا أن يدعو فيقول: " اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بنبيك نبي الرحمة يا محمد يا رسول الله إني أتوسل بك إلى ربي في حاجتي لتقضى لي، اللهم فشفعه في ". روى النسائي نحو هذا الدعاء.
    وفي الترمذي وابن ماجة عن عثمان بن حنيف رضي الله عنه أن رجلا ضرير البصر أتى النبي فقال: ادع الله أن يعافيني، فقال: " إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك " قال: فادعه، فأمره أن يتوضأ فيحسن الوضوء ويدعو بهذا الدعاء: " اللهم إني أسألك وأتوجه بنبيك نبي الرحمة يا رسول الله إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى، اللهم فشفعه في ". قال الترمذي حديث حسن صحيح ورواه النسائي عن عثمان بن حنيف أن أعمى قال: يا رسول الله ادع الله لي أن يكشف لي عن بصري، قال: " فانطلق فتوضأ ثم صل ركعتين ثم قل اللهم إني أتوجه بك إلى ربي أن يكشف عن بصري، اللهم فشفعه في " قال: فدعا وقد كشف الله عن بصره. فهذا الحديث فيه التوسل إلى الله به في الدعاء. ومن الناس من يقول: هذا يقتضي جواز التوسل بذاته مطلقا حيا وميتا، ومنهم من يقول: هذه قضية عين وليس فيها إلا التوسل بدعائه وشفاعته لا التوسل بذاته، كما ذكر عمر رضي الله عنه أنهم كانوا يتوسلون به إذا أجدبوا ثم إنهم بعد موته إنما توسلوا بغيره من الأحياء بدلا عنه فلو كان التوسل به حيا وميتا مشروعا لم يميلوا عنه وهو أفضل الخلق وأكرمهم على ربه، إلى غيره ليس ممن مثله، فعدولهم عن هذا إلى هذا مع أنهم السابقون الأولون وهم أعلم منا بالله ورسوله وبحقوق الله ورسوله وما يشرع من الدعاء وما ينفع، وما لا يشرع ولا ينفع، وما يكون أنفع من غيره وهم في وقت ضرورة ومخمصة يطلبون تفريج الكربات، وتيسير العسير، وإنزال الغيث، بكل طريق، دليل على أن المشروع ما سلكوه دون ما تركوه، ولهذا ذكر الفقهاء في كتبهم في الاستسقاء ما فعلوه دون ما تركوه. وذلك أن التوسل به حيا هو الطلب لدعائه وشفاعته، وهو من جنس مسألته أن يدعو، فما زال المسلمون يسألونه أن يدعو لهم في حياته، وأما بعد موته فلم يكن الصحابة يطلبون منه ذلك لا عند قبره ولا عند غيره كما يفعله كثير من الناس عند قبور الصالحين، وإن كان قد روي في ذلك حكايات مكذوبة عن بعض المتأخرين بل طلب الدعاء مشروع لكل مؤمن من كل مؤمن، فقد روي أنه قال لعمر بن الخطاب لما استأذنه في العمرة: " لا تنسنا يا أخي من دعائك " حتى إنه أمر عمر أن يطلب من أويس القرني أن يستغفر له، مع أن عمر رضي الله عنه أفضل من أويس بكثير وقد أمر أمته أن يسألوا الله له الوسيلة وأن يصلوا عليه.
    دعاء الناس بعضهم لبعض
    وفي صحيح مسلم عنه أنه قال: " ما من رجل يدعو لأخيه في ظهر الغيب بدعوة إلا وكل الله به ملكا كلما دعا لأخيه بدعوة قال الموكل به: آمين ولك مثل ذلك " فالطالب للدعاء من غيره نوعان: أحدهما: أن يكون سؤاله على وجه الحاجة إليه فهذا بمنزلة أن يسأل الناس قضاء حوائجه.
    والثاني: أنه يطلب منه الدعاء لينتفع الداعي بدعائه له وينتفع هو فينفع الله هذا وهذا بذلك الدعاء كمن يطلب من المخلوق ما يقدر المخلوق عليه، والمخلوق قادر على دعاء الله ومسألته، فطلب الدعاء جائز كمن يطلب منه الإعانة بما يقدر عليه فإما ما لا يقدر عليه إلا الله فلا يجوز أن يطلب إلا من الله، لا من الملائكة ولا من الأنبياء ولا من غيرهم، لا يجوز أن يقول لغير الله: اغفر لي، واسقنا الغيث، ونحو ذلك. ولهذا روى الطبراني في معجمه أنه كان في زمن النبي منافق يؤذي المؤمنين فقال الصديق رضي الله عنه: قوموا بنا نستغيث برسول الله من هذا المنافق فجاؤوا إليه فقال: " إنه لا يستغاث بي إنما يستغاث بالله " وهذا في الاستعانة مثل ذلك.
    الاستعانة لا تكون إلا بالله
    فأما ما يقدر عليه البشر فليس من هذا الباب ولهذا قال تعالى: " إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم ". وفي دعاء موسى عليه الصلاة والسلام: وبك المستغاث. وقال أبو يزيد البسطامي: استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة المسجون بالمسجون. وقد قال تعالى: " قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا ". وقال تعالى: " ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكمة والنبوة " الآية. [1] فبين أن من اتخذ النبيين أو الملائكة أو غيرهم أربابا فهو كافر. وقال تعالى: " قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض - إلى قوله - ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له ".[2] وقال تعالى: " من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ". وقال تعالى: " ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع ". وقال تعالى: " ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله " الآية.[3] وقال تعالى عن صاحب ياسين: " وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون، أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغني عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون " الآية. وقال تعالى: " ولا تنفع الشفاعة إلا لمن أذن له ". وقال تعالى: " يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا ". وقال تعالى: " ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون ".
    الفرق بين حال الغيبة والحضور، والحياة والموت==== فالشفاعة نوعان: أحدهما: التي أثبتها المشركون ومن ضاهاهم من جهال هذه الأمة وضلالهم وهي شرك.
    والثانية: أن يشفع الشفيع بأن المشفع الله التي أثبتها الله لعباده الصالحين. ولهذا كان سيد الشفعاء إذا طلب منه الخلق الشفاعة يوم القيامة يأتي ويسجد تحت العرش قال: " فأحمد ربي بمحامد يفتحها علي لا أحسنها الآن فيقال: أي محمد ارفع رأسك، وقل يسمع، وسل تعط، واشفع تشفع ". فإذا أذن الله في الشفاعة شفع لمن أراد الله أن يشفع فيه. قال أصحاب هذا القول: فلا يجوز أن يشرع ذلك في مغيبه بعد موته، وهو معنى الإقسام به على الله والسؤال بذاته، فإن الصحابة رضي الله عنهم قد فرقوا بين الأمرين، فإن في حياته ليس في ذلك محذور ولا مفسدة، فإن أحدا من الأنبياء لم يعبد في حياته بحضوره فإنه ينهى أن يشرك به ولو كان شركا أصغر، كما أن من سجد له نهاه عن السجود له، وكما قال: " لا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء محمد " وأمثال ذلك.
    وأما بعد موته فيخاف الفتنة والإشراك به كما أشرك بالمسيح والعزيز وغيرهما ولهذا كانت الصلاة في حياته مشروعة عند قبره منهيا عنها والصلاة خلفه في المسجد مشروعة إن لم يكن المصلي ملاقاته والصلاة إلى قبره منهيا عنها.
    فمعنا أصلان عظيمان: أحدهما: أنه لا يعبد إلا الله،
    والثاني: أن لا يعبد إلا بما شرع لا بعبادة مبتدعة، وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول في دعائه: اللهم اجعل عملي كله صالحا، واجعله لوجهك خالصا، ولا تجعل لأحد فيه شيئا.
    وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي قال: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " فلا ينبغي لأحد أن يخرج عما مضت به السنة، وجاءت به الشريعة ودل عليه الكتاب والسنة، وكان عليه سلف الأمة، وما علمه قال به وما لم يعلمه أمسك عنه " ولا تقف ما ليس لك به علم " ولا تقل على الله ما لا تعلمه.
    أقوال العلماء في اليمين بالنبي
    وقد اتفق العلماء على أنه لا ينعقد اليمين بغير الله ولو حلف بالكعبة أو الملائكة أو بالأنبياء عليه الصلاة والسلام لم تنعقد يمينه ولا يشرع له ذلك بل ينهى عنه إما نهي تحريم وإما نهي تنزيه فإن للعلماء في ذلك قولين والصحيح أنه نهي تحريم ففي الصحيح عنه أنه قال: " من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت ".
    وفي الترمذي عنه أنه قال: " من حلف بغير الله فقد أشرك " ولم يقل أحد من العلماء أنه ينعقد اليمين بأحد من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فإن عن أحمد في انعقاد اليمين بالنبي روايتين لكن الذي عليه الجمهور كمالك والشافعي وأبي حنيفة أنه لا ينعقد اليمين به كإحدى الروايتين عن أحمد وهذا هو الصحيح، ولا يستعاذ أيضا بالمخلوقات بل إنما يستعاذ بالخالق تعالى وأسمائه وصفاته ولهذا احتج على أن كلام الله غير مخلوق بقوله : " أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق " فقد استعاذ بها والمخلوق لا يستعاذ به. وفي الصحيح عنه أنه قال: " لا بأس بالرقي ما لم يكن شركا " كالتي فيها استعانة بالجن كما قال تعالى: " وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا " وهذا مثل العزائم والأقسام التي يقسم بها على الجن وقد نهي عن كل قسم وعزيمة لا يعرف معناهما بحيث أن يكون فيهما ما لا يجوز فيهما ما لا يجوز من سؤال غيره.
    فسائل الله بغير الله إما أن يكون مقسما عليه وإما أن يكون طالبا بذلك السبب كما توسل الثلاثة في الغار بأعمالهم، وكما يتوسل بدعاء الأنبياء والصالحين، فإن كان إقساما على الله بغيره فهذا لا يجوز وإن كان طالبا من الله بذلك السبب كالطلب منه بدعاء الصالحين والأعمال الصالحة فهذا يصح لأن دعاء الصالحين سبب لحصول مطلوبنا الذي دعوا به، وكذلك الأعمال الصالحة سبب لثواب الله لنا، فإذا توسلنا بذلك كنا متوسلين تبقى عنده، وإما إذا لم نتوسل بدعائهم ولا بالأعمال الصالحة، ولا ريب أن لهم عند الله من المنازل أمرا يعود نفعه عليهم ونحن ننتفع من ذلك باتباعنا لهم، ومحبتنا لهم، وبدعائهم لنا، فإذا توسلنا إلى الله بأيماننا بنبيه ومحبته وموالاته واتباع سنته ونحو ذلك فهذا من أعظم الوسائل، وأما نفس ذاته مع عدم الإيمان به، وعدم طاعته وعدم دعائه لنا، فلا يجوز فالمتوسل إذا لم يتوسل لا بما من المتوسل به ولا بما منه ولا بما من الله فبأي شيء يتوسل؟ والإنسان إذا توسل إلى غيره بوسيلة فأما أن يطلب من الوسيلة الشفاعة له عند ذلك الغير مثل أن يقال لأبي الرجل أو صديقه أو من يكرم عليه: اشفع لنا عند فلان، وأما أن يسأل. كما يقال بحياة ولدك فلان وبتربة أبيك فلان وبحرمة شيخك فلان ونحو ذلك، وقد علم أن الإقسام على الله بغير الله لا يجوز أن يقسم بمخلوق على الله أصلا.
    حديث الأعمى ووجه التأويل فيه
    وأما حديث الأعمى فإنه طلب من النبي أن يدعو له كما طلب الصحابة رضي الله عنهم الاستسقاء منه وقوله: " أتوجه إليك بنبيك محمد " أي بدعائه وشفاعته لي. ولهذا في تمام الحديث: فشفعه في. فالذي في الحديث متفق على جوازه وليس هو مما نحن فيه. وقد قال تعالى: " واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام " فعلى قراءة الجمهور إنما يتساءلون بالله وحده لا بالرحم، وتساؤلهم بالله متضمن إقسام بعضهم على بعض بالله وتعاهدهم بالله. وأما على قراءة الخفض فقد قالت طائفة من السلف: هو قولك أسألك بالله وبالرحم. فمعنى قولك أسألك بالرحم ليس إقساما بالرحم فإن القسم بها لا يشرع لكن بسبب الرحم أي إن الرحم توجب لأصحابها بعضهم على بعض حقوقا كسؤال " أصحاب الغار " الثلاثة لله عز وجل بأعمالهم الصالحة.
    سؤال الله بحق عابديه عليه
    ومن هذا: الحديث الذي رواه ابن ماجة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي في دعاء الخارج إلى الصلاة: " اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هذا فإني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياءا ولا سمعة ولكن خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك أن تنقذني من النار وأن تدخلني الجنة " فهذا الحديث عن عطية العوفي وفيه ضعف فإن كان هذا كلام النبي فهو من هذا الباب لوجهين أحدهما أن فيه السؤال لله بحق السائلين عليه، وبحق الماشين في طاعته، وحق السائلين أن يجيبهم، وحق الماشين أن يثيبهم، وهذا حق أحقه على نفسه سبحانه وتفضل به، وليس للمخلوق أن يوجب على الخالق شيئا. ومنه قوله تعالى: " كتب ربكم على نفسه الرحمة " " وكان حقا علينا نصر المؤمنين " " وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ".
    وفي الصحيح من حديث معاذ: " حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحقهم عليه إن فعلوا ذلك أن لا يعذبهم " فحق السائلين والعابدين له هو الإثابة والإجابة فذلك سؤال له في أفعاله كالاستعاذة وقوله: " أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك " فالاستعاذة بالمعافاة التي هي فعله كالسؤال بإثباته التي هي فعله.
    وروى الطبراني في كتاب الدعاء عن النبي : " إن الله يقول يا عبدي إنما هي أربع: واحدة لي وواحدة لك وواحدة بيني وبينك وواحدة بينك وبين خلقي، فالتي هي لي تعبدني ولا تشرك بي شيئا، والتي هي لك أجزيك به أحوج ما تكون إليه، والتي بيني وبينك منك الدعاء وعلي الإجابة، والتي بينك وبين خلقي فائت إلى الناس ما تحب أن يأتوه إليك " وتقسيمه في الحديث إلى قوله واحدة لي وواحدة لك هو مثل تقسيمه في حديث الفاتحة بحيث يقول الله تعالى: " قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين نصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل " والعبد يعود عليه نفع النصفين والله تعالى يحب النصفين لكن هو سبحانه يحب أن يعبد وما يعطيه العبد من الإعانة والهداية هو وسيلة إلى ذلك فإنما يحبه لكونه طريقا إلى عبادته، والعبد يطلب ما يحتاج إليه أولا وهو محتاج إلى الإعانة على العبادة والهداية إلى الصراط المستقيم وبذلك يصل إلى العبادة إلى غير ذلك مما يطول الكلام فيما يتعلق بذلك وليس هذا موضعه وإن كنا خرجنا عن المراد.
    الحلف والإقسام بغير الله على الله وسؤاله بحقهم عليه
    الوجه الثاني: الدعاء له والعمل له سبب لحصول مقصود العبد فهو كالتوسل بدعاء الرسول والصالحين من أمته، وقد تقدم أن الدعاء إما أن يكون إقساما به أو تسببا به، فإن قوله: بحق الصالحين إن كان إقساما عليه فلا يقسم على الله إلا بصفاته. وإن كان تسببا فهو تسبب لما جعله سبحانه سببا وهو دعاؤه وعبادته، فهذا كله يشبه بعضه بعضا وليس في شيء من ذلك دعاء له بمخلوق ولا عمل صالح منا، فإذا قال القائل أسألك بحق الأنبياء والملائكة والصالحين فإن كان يقسم بذلك فلا يجوز أن يقول وحق الملائكة وحق الأنبياء وحق الصالحين ولا يقول لغيره أقسمت عليك بحق هؤلاء فإذا لم يجز أن يحلف به ولا يقسم، فكيف يقسم على الخالق به؟ وإن كان لا يقسم به فليس في ذوات هؤلاء سبب يوجب حصول مقصوده لكن لا بد من سبب منه كالإيمان بالأنبياء والملائكة أو منهم كدعائهم لنا - لكن كثير من الناس تعودوا ذلك كما تعودوا الحلف بهم حتى يقول أحدهم: وحقك على الله وحق هذه الشيبة على الله. وفي الحلية لأبي نعيم أن داود عليه السلام قال: يا رب بحق آبائي عليك يا إبراهيم وإسحاق ويعقوب، فأوحى الله إليه: " يا داود أي حق لآبائك علي؟ " وهذا وإن لم يكن من الأدلة الشرعية فقد مضت السنة أن الحي يطلب منه الدعاء كما يطلب منه سائر ما يقدر عليه. وأما الغائب والميت فلا يطلب منه شيء.
    وتحقيق هذا الأمر أن التوسل به والتوجه إليه وبه لفظ فيه إجمال واشتراك بحسب الاصطلاح، فمعناه في لغة الصحابة أن يطلب منه الدعاء والشفاعة فيكونون متوسلين ومتوجهين بدعائه وشفاعته، ودعاؤه وشفاعته من أعظم الوسائل عند الله وأما لغة كثير من الناس أن يسأل بذلك ويقسم عليه بذلك والله تعالى لا يقسم عليه بشيء من المخلوقات بل لا يقسم بها بحال فلا يقال: أقسمت عليك يا رب بملائكتك ونحو ذلك بل إنما يقسم بالله وأسمائه وصفاته. فيقال: " أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت يا الله المنان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم، وأسألك بأنك أنت الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد وأسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك " الحديث كما جاءت به السنة وأما أن يسأل الله ويقسم عليه بمخلوقاته فهذا لا أصل له في دين الإسلام، وقوله: اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك، ومنتهى الرحمة من كتابك، وباسمك وحدك الأعلى وكلماتك التامة - مع أن في جواز الدعاء به قولين للعلماء فجوزه أبو يوسف ومنع منه أبو حنيفة وأمثال ذلك - فينبغي للخلق أن يدعوا بالأدعية المشروعة التي جاء بها الكتاب والسنة فإن ذلك لا ريب في فضله وحسنه فإنه الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين، والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا، وهو أجمع وأنفع، وأسلم وأقرب إلى الإجابة.
    حديث السؤال بجاه الرسول موضوع
    وأما ما يذكره بعض العامة من قوله : " إذا كانت لكم إلى الله حاجة فاسألوا الله بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم " فهذا الحديث لم يروه أحد من أهل العلم ولا هو في شيء من كتب الحديث والمشروع الصلاة عليه في كل دعاء. ولهذا ذكر الدعاء في الاستسقاء. وغيره ذكروا الأمر بالصلاة عليه، ولم يذكروا فيما يشرع للمسلمين في هذا الحال التوسل به كما لم يذكر أحد من العلماء دعاء غير الله والاستغاثة به في حال من الأحوال، وإن كان بينهما فرق فدعاء غير الله كفر بخلاف قول القائل إني أسألك بجاه فلان الصالح فإن هذا لم يبلغنا عن أحد من السلف أنه كان يدعو به.
    ورأيت في فتاوى الفقيه الشيخ أبي محمد بن عبد السلام أنه لا يجوز ذلك في حق غير النبي ثم رأيت عن أبي حنيفة وأبي يوسف وغيرهما من العلماء أنهم قالوا: لا يجوز الإقسام على الله بأحد من الأنبياء. ورأيت في كلام الإمام أحمد أنه في النبي لكن هذا قد يخرج على إحدى الروايتين عنه في جواز الحلف به.
    وأما الصلاة عليه فقد دل على ذلك الكتاب والسنة والإجماع قال الله تعالى: " إن الله وملائكته يصلون على النبي، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " وفي الصحيح عنه أنه قال: " من صلى علي مرة صلى الله عليه عشرا ".
    وفي المسند أن رجلا قال: يا رسول الله أجعل عليك ثلث صلواتي قال: " يكفيك الله ثلث أمرك " فقال: " أجعل عليك نصف صلاتي " قال: " إذا يكفيك الله ثلثي أمرك " فقال أجعل صلاتي كلها عليك فقال: " إذا يكفيك الله ما أهمك من أمور دنياك وآخرتك ".
    وقد ذكر العلماء وأئمة الدين الأدعية المشروعة وأعرضوا عن الأدعية المبتدعة فينبغي اتباع ذلك.
    دعاء غير الله وطلب الدعاء من الميت
    والمراتب في هذا الباب ثلاثة: أحدها: أن الدعاء لغير الله سواء كان المدعو حيا أو ميتا وسواء كان من الأنبياء عليهم السلام وغيرهم فيقال: يا سيدي فلان أغثني! وأنا مستجير بك ونحو ذلك فهذا هو الشرك بالله. والمستغيث بالمخلوقات قد يقضي الشيطان حاجته أو بعضها، وقد يتمثل له في صورة الذي استغاث به فيظن أن ذلك كرامة لمن استغاث به وإنما هو شيطان أضله وأغواه لما أشرك بالله كما يتكلم الشيطان في الأصنام وفي المصروع وغير ذلك، ومثل هذا واقع كثيرا في زماننا وغيره وأعرف من ذلك ما يطول وصفه في قوم استغاثوا بي أو بغيري وذكروا أنه أتى شخص على صورتي أو صورة غيري وقضى حوائجهم فظنوا أن ذلك من بركة لاستغاثة بي أو بغيري وإنما هو شيطان أضلهم وأغواهم وهذا هو أصل عبادة الأصنام واتخاذ الشركاء مع الله تعالى في الصدر الأول من القرون الماضية كما ثبت ذلك فهذا شرك بالله نعوذ بالله من ذلك.
    سؤال الموتى والاستغاثة بهم بدعة وضلالة
    الثاني: أن يقال للميت أو الغائب من الأنبياء والصالحين: ادع الله لي وادع لنا ربك ونحو ذلك فهذا مما لا يستريب عالم أنه غير جائز وأنه من البدع التي لم يفعلها أحد من سلف الأمة وأئمتها، وإن كان السلام على أهل القبور جائزا ومخاطبتهم جائزة كما كان يعلم أصحابه إذا زاروا القبور وأن يقول قائلهم: " السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ". وقال ابن عبد البر: ثبت عن النبي أنه قال: " ما من رجل يمر بقبر رجل كان يعرفه فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام ".
    وفي سنن أبي داود عن النبي أنه قال: " ما من رجل مسلم سلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام ". لكن ليس من المشروع أن يطلب من الأموات شيئا. وفي الإمام مالك: أن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما كان يقول: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبي " ثم ينصرف. وكذلك أنس بن مالك وغيره من الصحابة رضي الله عنهم، نقل عنهم السلام على النبي فإذا أرادوا الدعاء استقبلوا القبلة يدعون الله تعالى لا يدعون وهم مستقبلوا القبر الشريف. وإن كان قد وقع في ذلك بعض الطوائف من الفقهاء والمتصوفة ومن العامة من لا اعتبار بهم فإنه لم يذهب إلى ذلك إمام متبع في قوله ولا من له في الأمة لسان صدق. بل قد تنازع العلماء في السلام على النبي فقال أبو حنيفة: يستقبل القبلة ويستدبر القبر، وقال مالك والشافعي بل يستقبل القبر وعند الدعاء يستقبل القبلة ويستدبر القبر، ويجعل القبر عن يساره أو يمينه وهو الصحيح إذ لا محذور في ذلك.
    الثالث: أن يقول: أسألك بجاه فلان عندك أو بحرمته ونحو ذلك، فهو الذي تقدم عن أبي محمد أنه أفتى بأنه لا يجوز في غير النبي ، وأفتى أبو حنيفة وأبو يوسف وغيرهما أنه لا يجوز في حق أحد من الأنبياء فكيف بغيرهم، وإن كان بعض المشايخ المبتدعين يحتج بما يرويه عن النبي أنه قال: " إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأهل القبور " أو قال: " فاستغيثوا بأهل القبور " فهذا الحديث كذب مفترى على رسول الله بإجماع العارفين بحديثه لم يروه أحد من العلماء ولا يوجد في شيء من كتب الحديث المعتمدة.
    تعظيم موتى الصالحين سبب عبادة الأصنام
    وقد قال تعالى: " وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده " الآية. وهذا مما يعلم بالاضطرار في دين الإسلام أنه غير مشروع، وقد نهى النبي عما هو أقرب من ذلك من اتخاذ القبور مساجد ونحو ذلك ولعن على ذلك من فعله تحذيرا من الفتنة باليهود فإن ذلك هو أصل عبادة الأصنام أيضا فإن ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا كانوا قوما صالحين في قوم نوح عليه الصلاة والسلام فلما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم اتخذوا الأصنام على صورهم كما ذكر ذلك ابن عباس وغيره من العلماء فمن فهم معنى قوله: " إياك نعبد وإياك نستعين " عرف أنه لا يعين على العبادة الإعانة المطلقة إلا الله وحده.
    وقد يستغاث بالمخلوق فيما يقدر عليه وكذلك الاستعانة لا تكون إلا بالله والتوكل لا يكون إلا على الله، وما النصر إلا من عند الله. فالنصر المطلق وهو خلق ما يغلب به العدو فلا يقدر عليه إلا سبحانه، وفي هذا القدر كفاية لمن هداه الله تعالى والله تعالى أعلم.
    وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبته وسلم تسليما كثيرا. انتهى.
    هامش
    ↑ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ * وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
    ↑ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ * وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ
    ↑ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ
    مجموعة الرسائل والمسائل لابن تيمية
    الهجر الجميل والصفح الجميل والصبر الجميل | الشفاعة الشرعية والتوسل | أهل الصفة وأباطيل بعض المتصوفة فيهم | إبطال وحدة الوجود | مناظرة ابن تيمية العلنية لدجاجلة البطائحية الرفاعية | لباس الفتوة والخرقة عند المتصوفة | كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية إلى الشيخ نصر المنبجي | مسألة صفات الله تعالى وعلوه على خلقه | فتاوى لابن تيمية | الصحابة لا يجتمعون على ضلالة | قاعدة جليلة فيما يتعلق بأحكام السفر والإقامة مثل قصر الصلاة والفطر | مختارات من المسائل الكيلانية | مذهب السلف وأئمة الأمصار في كلام الله | مسألة الأحرف التي أنزلها الله على آدم | الجهمية المعطلة كاليهود والحلولية كالنصارى والمسلمون وسط | اصطلاحات المتكلمين والفقهاء المخالفة للغة ومنها القديم والمحدث | اختلاف أدلة المتكلمين على إثبات الصانع وما ترتب عليه من البدع | فيما قاله في مسألة اللفظ | كفير من أنكر تكليم الله لموسى مع العلم بالنص فيه | حقيقة مذهب الاتحاديين | حقيقة مذهب الاتحاديين/حقيقة مذهب الاتحاديين أو وحدة الوجود وبيان بطلانه بالبراهين النقلية والعقلية | معاني العموم والخصوص والإطلاق والتقييد | رد قول بعض طواغيتهم إن العالم حدقة عين الله | كلام ابن عربي في خاتم النبوة وخاتم الولاية | بيان كفر الاتحادية وفساد قولهم | زعمهم أن الدعوة إلى عبادة الله مكر بالعباد | قاعدة في المعجزات والكرامات وأنواع خوارق العادات | تفصيل الإجمال فيما يجب لله من صفات الكمال | رسالة العبادات الشرعية | مسألة في الغيبة | أقوم ما قيل في المشيئة والحكمة والقضاء والقدر والتعليل وبطلان الجبر والتعطيل | شرح حديث عمران بن حصين المرفوع كان الله ولم يكن شيء قبله | أهل البدع والمعاصي ومشاركتهم في صلاة الجماعة | وضع الجوائح في المبايعات والضمانات والمؤجرات | عرش الرحمن وما ورد فيه من الآيات والأحاديث وكونه فوق العالم كله
    التصنيف: مجموعة الرسائل والمسائل

  8. #48
    مشرف عام مجلس السادة الاشراف - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف قاسم بن محمد السعدي
    تاريخ التسجيل
    02-02-2010
    العمر
    55
    المشاركات
    10,743

    افتراضي

    * اقرأ * * نزّل * استشهد * شارك في ويكي مصدر *
    مجموعة الرسائل والمسائل/الشفاعة الشرعية والتوسل
    < مجموعة الرسائل والمسائل
    → الهجر الجميل والصفح الجميل والصبر الجميل مجموعة الرسائل والمسائل
    الشفاعة الشرعية والتوسل
    ابن تيمية أهل الصفة وأباطيل بعض المتصوفة فيهم ←
    محتويات [أخف]
    1 الشفاعة الشرعية والتوسل إلى الله بالأعمال وبالذوات والأشخاص
    1.1 الشفاعة: ما يسوغ منها وما يحظر
    1.2 الاحتجاج بفعل عمر ومعاوية رضي الله عنهما في الاستسقاء
    1.3 حديث الأعمى ووجوه التأويل فيه
    1.4 دعاء الناس بعضهم لبعض
    1.5 الاستعانة لا تكون إلا بالله
    1.6 أقوال العلماء في اليمين بالنبي
    1.7 حديث الأعمى ووجه التأويل فيه
    1.8 سؤال الله بحق عابديه عليه
    1.9 الحلف والإقسام بغير الله على الله وسؤاله بحقهم عليه
    1.10 حديث السؤال بجاه الرسول موضوع
    1.11 دعاء غير الله وطلب الدعاء من الميت
    1.12 سؤال الموتى والاستغاثة بهم بدعة وضلالة
    1.13 تعظيم موتى الصالحين سبب عبادة الأصنام
    1.14 هامش
    الشفاعة الشرعية والتوسل إلى الله بالأعمال وبالذوات والأشخاص
    بسم الله الرحمن الرحيم
    وسئل أيضا رحمه الله تعالى: هل يجوز للإنسان أن يتشفع بالنبي في طلب حاجة أم لا؟
    فأجاب: الحمد لله. أجمع المسلمون على أن النبي يشفع للخلق يوم القيامة بعد أن يسأله الناس ذلك وبعد أن يأذن الله له في الشفاعة.
    ثم أهل السنة والجماعة متفقون على ما اتفقت عليه الصحابة واستفاضت به السنن من أنه يشفع لأهل الكبائر من أمته ويشفع أيضا لعموم الخلق.
    وأما الوعيدية من الخوارج والمعتزلة فزعموا أن شفاعته إنما هي للمؤمنين خاصة في رفع الدرجات، ومنهم من أنكر الشفاعة مطلقا.
    وأجمع أهل العلم على أن الصحابة كانوا يستشفعون به في حياته، ويتوسلون بحضرته، كما ثبت في صحيح البخاري عن أنس أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه فقال: "اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا" فيسقون.
    وفي البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ربما ذكرت قول الشاعر وأنا أنظر إلى وجه النبي يستسقي فما ينزل حتى يجيش كل ميزاب
    وأبيض يستسقى الغمام بوجهه... ثمال اليتامى عصمة للأرامل
    الشفاعة: ما يسوغ منها وما يحظر
    فالاستسقاء هو من جنس الاستشفاع به وهو أن يطلب منه الدعاء والشفاعة ويطلب من الله أن يقبل دعاءه وشفاعته فينا. وكذلك معاوية بن أبي سفيان لما أجدب الناس في الشام استسقى بيزيد بن الأسود الجرشي رضي الله تعالى عنه وقال: اللهم إنا نستشفع ونتوسل إليك بخيارنا، يا يزيد ارفع يديك، فرفع يديه ودعا الناس حتى سقوا، ولهذا قال العلماء: يستحب أن يستسقى بأهل الدين والصلاح وإذا كانوا بهذه المثابة وهم من أهل بيت رسول الله كان أحسن. وفي سنن أبي داود وغيره أن رجلا قال: أنا أستشفع بك على الله ونستشفع بالله عليك، فسبح رسول الله حتى رؤي ذلك في وجوه أصحابه فقال: " ويحك أتدري ما الله؟ إن الله لا يستشفع به على أحد من خلقه، شأن الله أعظم من ذلك " فأنكر عليه قوله: إنا نستشفع بالله عليك، ولم ينكر عليه قوله: نستشفع بك على الله - لأن الشفيع يسأل المشفوع إليه أن يقضي حاجة الطالب والله تعالى لا يسأل أحدا من عباده أن يقضي حوائج خلقه وإن كان بعض الشعراء ذكر استشفاعه بالله في مثل قوله:
    شفيعي إليك الله لا رب غيره... وليس إلى رد الشفيع سبيل
    فهذا كلام منكر لم يتكلم به عالم، وكذلك بعض الاتحادية ذكر أنه استشفع بالله ورسوله وكلاهما خطأ وضلال، بل هو سبحانه المسؤول المدعو الذي " يسأله من في السموات والأرض " والرسول يستشفع به إلى الله أي يطلب منه أن يسأل ربه الشفاعة في الخلق أن يقضي الله بينهم، وفي أن يدخلهم الجنة، ويشفع في أهل الكبائر من أمته، ويشفع في بعض من يستحق النار أن لا يدخلها، ويشفع فيمن دخلها أن يخرج منها، ولا نزاع بين جماهير الأمة أنه يجوز أن يشفع لأهل الطاعة المستحقين للثواب، وعند الخوارج والمعتزلة أنه لا يشفع لأهل الكبائر لأن الكبائر عندهم لا تغفر ولا يخرجون من النار بعد أن يدخلوها لا بشفاعة ولا بغيرها.
    الاحتجاج بفعل عمر ومعاوية رضي الله عنهما في الاستسقاء
    ومذهب أهل السنة والجماعة أنه يشفع في أهل الكبائر ولا يخلد أحد في النار من أهل الإيمان بل يخرج من النار من في قلبه حبة من إيمان أو مثقال ذرة والاستشفاع به وبغيره هو طلب الدعاء منه وليس معناه الإقسام به على الله والسؤال بذاته بحضوره، فأما في مغيبه أو بعد موته فالإقسام به على الله والسؤال بذاته لم ينقل عن أحد من الصحابة والتابعين بل عمر بن الخطاب ومعاوية ومن كان يحضرهما من الصحابة والتابعين لما أجدبوا استسقوا بمن كان حيا كالعباس وكيزيد بن الأسود رضي الله عنهما، ولم ينقل عنهم أنهم في هذه الحالة استشفعوا بالنبي عند قبره ولا غيره فلم يقسموا بالمخلوق على الله عز وجل ولا سألوه بمخلوق نبي ولا غيره بل عدلوا إلى خيارهم كالعباس وكيزيد بن الأسود، وكانوا يصلون عليه في دعائهم، روي عن عمر رضي الله عنه أنه قال: إنا نتوسل إليك بعم نبينا، فجعلوا هذا بدلا عن ذاك لما تعذر عليهم أن يتوسلوا به على الوجه المشروع الذي كانوا يفعلونه.
    وقد كان من الممكن أن يأتوا إلى قبره فيتوسلوا به ويقولوا في دعائهم في الصحراء: نسألك ونقسم عليك بأنبيائك أو بنبيك أو بجاههم ونحو ذلك. ولا نقل عنهم أنهم تشفعوا عند قبره ولا في دعائهم في الصحراء.
    وقد قال : " اللهم لا تجعل قبري وثنا، واشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " رواه الإمام مالك في الموطأ وغيره. وفي سنن أبي داود أنه قال: " لا تتخذوا قبري عيدا " وقال: " لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " قال ذلك في مرض موته يحذر ما فعلوا: وقال: " لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ".
    حديث الأعمى ووجوه التأويل فيه
    وقد روى الترمذي حديثا صحيحا عن النبي أنه علم رجلا أن يدعو فيقول: " اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بنبيك نبي الرحمة يا محمد يا رسول الله إني أتوسل بك إلى ربي في حاجتي لتقضى لي، اللهم فشفعه في ". روى النسائي نحو هذا الدعاء.
    وفي الترمذي وابن ماجة عن عثمان بن حنيف رضي الله عنه أن رجلا ضرير البصر أتى النبي فقال: ادع الله أن يعافيني، فقال: " إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك " قال: فادعه، فأمره أن يتوضأ فيحسن الوضوء ويدعو بهذا الدعاء: " اللهم إني أسألك وأتوجه بنبيك نبي الرحمة يا رسول الله إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى، اللهم فشفعه في ". قال الترمذي حديث حسن صحيح ورواه النسائي عن عثمان بن حنيف أن أعمى قال: يا رسول الله ادع الله لي أن يكشف لي عن بصري، قال: " فانطلق فتوضأ ثم صل ركعتين ثم قل اللهم إني أتوجه بك إلى ربي أن يكشف عن بصري، اللهم فشفعه في " قال: فدعا وقد كشف الله عن بصره. فهذا الحديث فيه التوسل إلى الله به في الدعاء. ومن الناس من يقول: هذا يقتضي جواز التوسل بذاته مطلقا حيا وميتا، ومنهم من يقول: هذه قضية عين وليس فيها إلا التوسل بدعائه وشفاعته لا التوسل بذاته، كما ذكر عمر رضي الله عنه أنهم كانوا يتوسلون به إذا أجدبوا ثم إنهم بعد موته إنما توسلوا بغيره من الأحياء بدلا عنه فلو كان التوسل به حيا وميتا مشروعا لم يميلوا عنه وهو أفضل الخلق وأكرمهم على ربه، إلى غيره ليس ممن مثله، فعدولهم عن هذا إلى هذا مع أنهم السابقون الأولون وهم أعلم منا بالله ورسوله وبحقوق الله ورسوله وما يشرع من الدعاء وما ينفع، وما لا يشرع ولا ينفع، وما يكون أنفع من غيره وهم في وقت ضرورة ومخمصة يطلبون تفريج الكربات، وتيسير العسير، وإنزال الغيث، بكل طريق، دليل على أن المشروع ما سلكوه دون ما تركوه، ولهذا ذكر الفقهاء في كتبهم في الاستسقاء ما فعلوه دون ما تركوه. وذلك أن التوسل به حيا هو الطلب لدعائه وشفاعته، وهو من جنس مسألته أن يدعو، فما زال المسلمون يسألونه أن يدعو لهم في حياته، وأما بعد موته فلم يكن الصحابة يطلبون منه ذلك لا عند قبره ولا عند غيره كما يفعله كثير من الناس عند قبور الصالحين، وإن كان قد روي في ذلك حكايات مكذوبة عن بعض المتأخرين بل طلب الدعاء مشروع لكل مؤمن من كل مؤمن، فقد روي أنه قال لعمر بن الخطاب لما استأذنه في العمرة: " لا تنسنا يا أخي من دعائك " حتى إنه أمر عمر أن يطلب من أويس القرني أن يستغفر له، مع أن عمر رضي الله عنه أفضل من أويس بكثير وقد أمر أمته أن يسألوا الله له الوسيلة وأن يصلوا عليه.
    دعاء الناس بعضهم لبعض
    وفي صحيح مسلم عنه أنه قال: " ما من رجل يدعو لأخيه في ظهر الغيب بدعوة إلا وكل الله به ملكا كلما دعا لأخيه بدعوة قال الموكل به: آمين ولك مثل ذلك " فالطالب للدعاء من غيره نوعان: أحدهما: أن يكون سؤاله على وجه الحاجة إليه فهذا بمنزلة أن يسأل الناس قضاء حوائجه.
    والثاني: أنه يطلب منه الدعاء لينتفع الداعي بدعائه له وينتفع هو فينفع الله هذا وهذا بذلك الدعاء كمن يطلب من المخلوق ما يقدر المخلوق عليه، والمخلوق قادر على دعاء الله ومسألته، فطلب الدعاء جائز كمن يطلب منه الإعانة بما يقدر عليه فإما ما لا يقدر عليه إلا الله فلا يجوز أن يطلب إلا من الله، لا من الملائكة ولا من الأنبياء ولا من غيرهم، لا يجوز أن يقول لغير الله: اغفر لي، واسقنا الغيث، ونحو ذلك. ولهذا روى الطبراني في معجمه أنه كان في زمن النبي منافق يؤذي المؤمنين فقال الصديق رضي الله عنه: قوموا بنا نستغيث برسول الله من هذا المنافق فجاؤوا إليه فقال: " إنه لا يستغاث بي إنما يستغاث بالله " وهذا في الاستعانة مثل ذلك.
    الاستعانة لا تكون إلا بالله
    فأما ما يقدر عليه البشر فليس من هذا الباب ولهذا قال تعالى: " إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم ". وفي دعاء موسى عليه الصلاة والسلام: وبك المستغاث. وقال أبو يزيد البسطامي: استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة المسجون بالمسجون. وقد قال تعالى: " قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا ". وقال تعالى: " ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكمة والنبوة " الآية. [1] فبين أن من اتخذ النبيين أو الملائكة أو غيرهم أربابا فهو كافر. وقال تعالى: " قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض - إلى قوله - ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له ".[2] وقال تعالى: " من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ". وقال تعالى: " ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع ". وقال تعالى: " ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله " الآية.[3] وقال تعالى عن صاحب ياسين: " وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون، أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغني عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون " الآية. وقال تعالى: " ولا تنفع الشفاعة إلا لمن أذن له ". وقال تعالى: " يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا ". وقال تعالى: " ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون ".
    الفرق بين حال الغيبة والحضور، والحياة والموت==== فالشفاعة نوعان: أحدهما: التي أثبتها المشركون ومن ضاهاهم من جهال هذه الأمة وضلالهم وهي شرك.
    والثانية: أن يشفع الشفيع بأن المشفع الله التي أثبتها الله لعباده الصالحين. ولهذا كان سيد الشفعاء إذا طلب منه الخلق الشفاعة يوم القيامة يأتي ويسجد تحت العرش قال: " فأحمد ربي بمحامد يفتحها علي لا أحسنها الآن فيقال: أي محمد ارفع رأسك، وقل يسمع، وسل تعط، واشفع تشفع ". فإذا أذن الله في الشفاعة شفع لمن أراد الله أن يشفع فيه. قال أصحاب هذا القول: فلا يجوز أن يشرع ذلك في مغيبه بعد موته، وهو معنى الإقسام به على الله والسؤال بذاته، فإن الصحابة رضي الله عنهم قد فرقوا بين الأمرين، فإن في حياته ليس في ذلك محذور ولا مفسدة، فإن أحدا من الأنبياء لم يعبد في حياته بحضوره فإنه ينهى أن يشرك به ولو كان شركا أصغر، كما أن من سجد له نهاه عن السجود له، وكما قال: " لا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء محمد " وأمثال ذلك.
    وأما بعد موته فيخاف الفتنة والإشراك به كما أشرك بالمسيح والعزيز وغيرهما ولهذا كانت الصلاة في حياته مشروعة عند قبره منهيا عنها والصلاة خلفه في المسجد مشروعة إن لم يكن المصلي ملاقاته والصلاة إلى قبره منهيا عنها.
    فمعنا أصلان عظيمان: أحدهما: أنه لا يعبد إلا الله،
    والثاني: أن لا يعبد إلا بما شرع لا بعبادة مبتدعة، وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول في دعائه: اللهم اجعل عملي كله صالحا، واجعله لوجهك خالصا، ولا تجعل لأحد فيه شيئا.
    وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي قال: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " فلا ينبغي لأحد أن يخرج عما مضت به السنة، وجاءت به الشريعة ودل عليه الكتاب والسنة، وكان عليه سلف الأمة، وما علمه قال به وما لم يعلمه أمسك عنه " ولا تقف ما ليس لك به علم " ولا تقل على الله ما لا تعلمه.
    أقوال العلماء في اليمين بالنبي
    وقد اتفق العلماء على أنه لا ينعقد اليمين بغير الله ولو حلف بالكعبة أو الملائكة أو بالأنبياء عليه الصلاة والسلام لم تنعقد يمينه ولا يشرع له ذلك بل ينهى عنه إما نهي تحريم وإما نهي تنزيه فإن للعلماء في ذلك قولين والصحيح أنه نهي تحريم ففي الصحيح عنه أنه قال: " من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت ".
    وفي الترمذي عنه أنه قال: " من حلف بغير الله فقد أشرك " ولم يقل أحد من العلماء أنه ينعقد اليمين بأحد من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فإن عن أحمد في انعقاد اليمين بالنبي روايتين لكن الذي عليه الجمهور كمالك والشافعي وأبي حنيفة أنه لا ينعقد اليمين به كإحدى الروايتين عن أحمد وهذا هو الصحيح، ولا يستعاذ أيضا بالمخلوقات بل إنما يستعاذ بالخالق تعالى وأسمائه وصفاته ولهذا احتج على أن كلام الله غير مخلوق بقوله : " أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق " فقد استعاذ بها والمخلوق لا يستعاذ به. وفي الصحيح عنه أنه قال: " لا بأس بالرقي ما لم يكن شركا " كالتي فيها استعانة بالجن كما قال تعالى: " وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا " وهذا مثل العزائم والأقسام التي يقسم بها على الجن وقد نهي عن كل قسم وعزيمة لا يعرف معناهما بحيث أن يكون فيهما ما لا يجوز فيهما ما لا يجوز من سؤال غيره.
    فسائل الله بغير الله إما أن يكون مقسما عليه وإما أن يكون طالبا بذلك السبب كما توسل الثلاثة في الغار بأعمالهم، وكما يتوسل بدعاء الأنبياء والصالحين، فإن كان إقساما على الله بغيره فهذا لا يجوز وإن كان طالبا من الله بذلك السبب كالطلب منه بدعاء الصالحين والأعمال الصالحة فهذا يصح لأن دعاء الصالحين سبب لحصول مطلوبنا الذي دعوا به، وكذلك الأعمال الصالحة سبب لثواب الله لنا، فإذا توسلنا بذلك كنا متوسلين تبقى عنده، وإما إذا لم نتوسل بدعائهم ولا بالأعمال الصالحة، ولا ريب أن لهم عند الله من المنازل أمرا يعود نفعه عليهم ونحن ننتفع من ذلك باتباعنا لهم، ومحبتنا لهم، وبدعائهم لنا، فإذا توسلنا إلى الله بأيماننا بنبيه ومحبته وموالاته واتباع سنته ونحو ذلك فهذا من أعظم الوسائل، وأما نفس ذاته مع عدم الإيمان به، وعدم طاعته وعدم دعائه لنا، فلا يجوز فالمتوسل إذا لم يتوسل لا بما من المتوسل به ولا بما منه ولا بما من الله فبأي شيء يتوسل؟ والإنسان إذا توسل إلى غيره بوسيلة فأما أن يطلب من الوسيلة الشفاعة له عند ذلك الغير مثل أن يقال لأبي الرجل أو صديقه أو من يكرم عليه: اشفع لنا عند فلان، وأما أن يسأل. كما يقال بحياة ولدك فلان وبتربة أبيك فلان وبحرمة شيخك فلان ونحو ذلك، وقد علم أن الإقسام على الله بغير الله لا يجوز أن يقسم بمخلوق على الله أصلا.
    حديث الأعمى ووجه التأويل فيه
    وأما حديث الأعمى فإنه طلب من النبي أن يدعو له كما طلب الصحابة رضي الله عنهم الاستسقاء منه وقوله: " أتوجه إليك بنبيك محمد " أي بدعائه وشفاعته لي. ولهذا في تمام الحديث: فشفعه في. فالذي في الحديث متفق على جوازه وليس هو مما نحن فيه. وقد قال تعالى: " واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام " فعلى قراءة الجمهور إنما يتساءلون بالله وحده لا بالرحم، وتساؤلهم بالله متضمن إقسام بعضهم على بعض بالله وتعاهدهم بالله. وأما على قراءة الخفض فقد قالت طائفة من السلف: هو قولك أسألك بالله وبالرحم. فمعنى قولك أسألك بالرحم ليس إقساما بالرحم فإن القسم بها لا يشرع لكن بسبب الرحم أي إن الرحم توجب لأصحابها بعضهم على بعض حقوقا كسؤال " أصحاب الغار " الثلاثة لله عز وجل بأعمالهم الصالحة.
    سؤال الله بحق عابديه عليه
    ومن هذا: الحديث الذي رواه ابن ماجة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي في دعاء الخارج إلى الصلاة: " اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هذا فإني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياءا ولا سمعة ولكن خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك أن تنقذني من النار وأن تدخلني الجنة " فهذا الحديث عن عطية العوفي وفيه ضعف فإن كان هذا كلام النبي فهو من هذا الباب لوجهين أحدهما أن فيه السؤال لله بحق السائلين عليه، وبحق الماشين في طاعته، وحق السائلين أن يجيبهم، وحق الماشين أن يثيبهم، وهذا حق أحقه على نفسه سبحانه وتفضل به، وليس للمخلوق أن يوجب على الخالق شيئا. ومنه قوله تعالى: " كتب ربكم على نفسه الرحمة " " وكان حقا علينا نصر المؤمنين " " وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ".
    وفي الصحيح من حديث معاذ: " حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحقهم عليه إن فعلوا ذلك أن لا يعذبهم " فحق السائلين والعابدين له هو الإثابة والإجابة فذلك سؤال له في أفعاله كالاستعاذة وقوله: " أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك " فالاستعاذة بالمعافاة التي هي فعله كالسؤال بإثباته التي هي فعله.
    وروى الطبراني في كتاب الدعاء عن النبي : " إن الله يقول يا عبدي إنما هي أربع: واحدة لي وواحدة لك وواحدة بيني وبينك وواحدة بينك وبين خلقي، فالتي هي لي تعبدني ولا تشرك بي شيئا، والتي هي لك أجزيك به أحوج ما تكون إليه، والتي بيني وبينك منك الدعاء وعلي الإجابة، والتي بينك وبين خلقي فائت إلى الناس ما تحب أن يأتوه إليك " وتقسيمه في الحديث إلى قوله واحدة لي وواحدة لك هو مثل تقسيمه في حديث الفاتحة بحيث يقول الله تعالى: " قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين نصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل " والعبد يعود عليه نفع النصفين والله تعالى يحب النصفين لكن هو سبحانه يحب أن يعبد وما يعطيه العبد من الإعانة والهداية هو وسيلة إلى ذلك فإنما يحبه لكونه طريقا إلى عبادته، والعبد يطلب ما يحتاج إليه أولا وهو محتاج إلى الإعانة على العبادة والهداية إلى الصراط المستقيم وبذلك يصل إلى العبادة إلى غير ذلك مما يطول الكلام فيما يتعلق بذلك وليس هذا موضعه وإن كنا خرجنا عن المراد.
    الحلف والإقسام بغير الله على الله وسؤاله بحقهم عليه
    الوجه الثاني: الدعاء له والعمل له سبب لحصول مقصود العبد فهو كالتوسل بدعاء الرسول والصالحين من أمته، وقد تقدم أن الدعاء إما أن يكون إقساما به أو تسببا به، فإن قوله: بحق الصالحين إن كان إقساما عليه فلا يقسم على الله إلا بصفاته. وإن كان تسببا فهو تسبب لما جعله سبحانه سببا وهو دعاؤه وعبادته، فهذا كله يشبه بعضه بعضا وليس في شيء من ذلك دعاء له بمخلوق ولا عمل صالح منا، فإذا قال القائل أسألك بحق الأنبياء والملائكة والصالحين فإن كان يقسم بذلك فلا يجوز أن يقول وحق الملائكة وحق الأنبياء وحق الصالحين ولا يقول لغيره أقسمت عليك بحق هؤلاء فإذا لم يجز أن يحلف به ولا يقسم، فكيف يقسم على الخالق به؟ وإن كان لا يقسم به فليس في ذوات هؤلاء سبب يوجب حصول مقصوده لكن لا بد من سبب منه كالإيمان بالأنبياء والملائكة أو منهم كدعائهم لنا - لكن كثير من الناس تعودوا ذلك كما تعودوا الحلف بهم حتى يقول أحدهم: وحقك على الله وحق هذه الشيبة على الله. وفي الحلية لأبي نعيم أن داود عليه السلام قال: يا رب بحق آبائي عليك يا إبراهيم وإسحاق ويعقوب، فأوحى الله إليه: " يا داود أي حق لآبائك علي؟ " وهذا وإن لم يكن من الأدلة الشرعية فقد مضت السنة أن الحي يطلب منه الدعاء كما يطلب منه سائر ما يقدر عليه. وأما الغائب والميت فلا يطلب منه شيء.
    وتحقيق هذا الأمر أن التوسل به والتوجه إليه وبه لفظ فيه إجمال واشتراك بحسب الاصطلاح، فمعناه في لغة الصحابة أن يطلب منه الدعاء والشفاعة فيكونون متوسلين ومتوجهين بدعائه وشفاعته، ودعاؤه وشفاعته من أعظم الوسائل عند الله وأما لغة كثير من الناس أن يسأل بذلك ويقسم عليه بذلك والله تعالى لا يقسم عليه بشيء من المخلوقات بل لا يقسم بها بحال فلا يقال: أقسمت عليك يا رب بملائكتك ونحو ذلك بل إنما يقسم بالله وأسمائه وصفاته. فيقال: " أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت يا الله المنان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم، وأسألك بأنك أنت الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد وأسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك " الحديث كما جاءت به السنة وأما أن يسأل الله ويقسم عليه بمخلوقاته فهذا لا أصل له في دين الإسلام، وقوله: اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك، ومنتهى الرحمة من كتابك، وباسمك وحدك الأعلى وكلماتك التامة - مع أن في جواز الدعاء به قولين للعلماء فجوزه أبو يوسف ومنع منه أبو حنيفة وأمثال ذلك - فينبغي للخلق أن يدعوا بالأدعية المشروعة التي جاء بها الكتاب والسنة فإن ذلك لا ريب في فضله وحسنه فإنه الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين، والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا، وهو أجمع وأنفع، وأسلم وأقرب إلى الإجابة.
    حديث السؤال بجاه الرسول موضوع
    وأما ما يذكره بعض العامة من قوله : " إذا كانت لكم إلى الله حاجة فاسألوا الله بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم " فهذا الحديث لم يروه أحد من أهل العلم ولا هو في شيء من كتب الحديث والمشروع الصلاة عليه في كل دعاء. ولهذا ذكر الدعاء في الاستسقاء. وغيره ذكروا الأمر بالصلاة عليه، ولم يذكروا فيما يشرع للمسلمين في هذا الحال التوسل به كما لم يذكر أحد من العلماء دعاء غير الله والاستغاثة به في حال من الأحوال، وإن كان بينهما فرق فدعاء غير الله كفر بخلاف قول القائل إني أسألك بجاه فلان الصالح فإن هذا لم يبلغنا عن أحد من السلف أنه كان يدعو به.
    ورأيت في فتاوى الفقيه الشيخ أبي محمد بن عبد السلام أنه لا يجوز ذلك في حق غير النبي ثم رأيت عن أبي حنيفة وأبي يوسف وغيرهما من العلماء أنهم قالوا: لا يجوز الإقسام على الله بأحد من الأنبياء. ورأيت في كلام الإمام أحمد أنه في النبي لكن هذا قد يخرج على إحدى الروايتين عنه في جواز الحلف به.
    وأما الصلاة عليه فقد دل على ذلك الكتاب والسنة والإجماع قال الله تعالى: " إن الله وملائكته يصلون على النبي، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " وفي الصحيح عنه أنه قال: " من صلى علي مرة صلى الله عليه عشرا ".
    وفي المسند أن رجلا قال: يا رسول الله أجعل عليك ثلث صلواتي قال: " يكفيك الله ثلث أمرك " فقال: " أجعل عليك نصف صلاتي " قال: " إذا يكفيك الله ثلثي أمرك " فقال أجعل صلاتي كلها عليك فقال: " إذا يكفيك الله ما أهمك من أمور دنياك وآخرتك ".
    وقد ذكر العلماء وأئمة الدين الأدعية المشروعة وأعرضوا عن الأدعية المبتدعة فينبغي اتباع ذلك.
    دعاء غير الله وطلب الدعاء من الميت
    والمراتب في هذا الباب ثلاثة: أحدها: أن الدعاء لغير الله سواء كان المدعو حيا أو ميتا وسواء كان من الأنبياء عليهم السلام وغيرهم فيقال: يا سيدي فلان أغثني! وأنا مستجير بك ونحو ذلك فهذا هو الشرك بالله. والمستغيث بالمخلوقات قد يقضي الشيطان حاجته أو بعضها، وقد يتمثل له في صورة الذي استغاث به فيظن أن ذلك كرامة لمن استغاث به وإنما هو شيطان أضله وأغواه لما أشرك بالله كما يتكلم الشيطان في الأصنام وفي المصروع وغير ذلك، ومثل هذا واقع كثيرا في زماننا وغيره وأعرف من ذلك ما يطول وصفه في قوم استغاثوا بي أو بغيري وذكروا أنه أتى شخص على صورتي أو صورة غيري وقضى حوائجهم فظنوا أن ذلك من بركة لاستغاثة بي أو بغيري وإنما هو شيطان أضلهم وأغواهم وهذا هو أصل عبادة الأصنام واتخاذ الشركاء مع الله تعالى في الصدر الأول من القرون الماضية كما ثبت ذلك فهذا شرك بالله نعوذ بالله من ذلك.
    سؤال الموتى والاستغاثة بهم بدعة وضلالة
    الثاني: أن يقال للميت أو الغائب من الأنبياء والصالحين: ادع الله لي وادع لنا ربك ونحو ذلك فهذا مما لا يستريب عالم أنه غير جائز وأنه من البدع التي لم يفعلها أحد من سلف الأمة وأئمتها، وإن كان السلام على أهل القبور جائزا ومخاطبتهم جائزة كما كان يعلم أصحابه إذا زاروا القبور وأن يقول قائلهم: " السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ". وقال ابن عبد البر: ثبت عن النبي أنه قال: " ما من رجل يمر بقبر رجل كان يعرفه فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام ".
    وفي سنن أبي داود عن النبي أنه قال: " ما من رجل مسلم سلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام ". لكن ليس من المشروع أن يطلب من الأموات شيئا. وفي الإمام مالك: أن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما كان يقول: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبي " ثم ينصرف. وكذلك أنس بن مالك وغيره من الصحابة رضي الله عنهم، نقل عنهم السلام على النبي فإذا أرادوا الدعاء استقبلوا القبلة يدعون الله تعالى لا يدعون وهم مستقبلوا القبر الشريف. وإن كان قد وقع في ذلك بعض الطوائف من الفقهاء والمتصوفة ومن العامة من لا اعتبار بهم فإنه لم يذهب إلى ذلك إمام متبع في قوله ولا من له في الأمة لسان صدق. بل قد تنازع العلماء في السلام على النبي فقال أبو حنيفة: يستقبل القبلة ويستدبر القبر، وقال مالك والشافعي بل يستقبل القبر وعند الدعاء يستقبل القبلة ويستدبر القبر، ويجعل القبر عن يساره أو يمينه وهو الصحيح إذ لا محذور في ذلك.
    الثالث: أن يقول: أسألك بجاه فلان عندك أو بحرمته ونحو ذلك، فهو الذي تقدم عن أبي محمد أنه أفتى بأنه لا يجوز في غير النبي ، وأفتى أبو حنيفة وأبو يوسف وغيرهما أنه لا يجوز في حق أحد من الأنبياء فكيف بغيرهم، وإن كان بعض المشايخ المبتدعين يحتج بما يرويه عن النبي أنه قال: " إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأهل القبور " أو قال: " فاستغيثوا بأهل القبور " فهذا الحديث كذب مفترى على رسول الله بإجماع العارفين بحديثه لم يروه أحد من العلماء ولا يوجد في شيء من كتب الحديث المعتمدة.
    تعظيم موتى الصالحين سبب عبادة الأصنام
    وقد قال تعالى: " وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده " الآية. وهذا مما يعلم بالاضطرار في دين الإسلام أنه غير مشروع، وقد نهى النبي عما هو أقرب من ذلك من اتخاذ القبور مساجد ونحو ذلك ولعن على ذلك من فعله تحذيرا من الفتنة باليهود فإن ذلك هو أصل عبادة الأصنام أيضا فإن ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا كانوا قوما صالحين في قوم نوح عليه الصلاة والسلام فلما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم اتخذوا الأصنام على صورهم كما ذكر ذلك ابن عباس وغيره من العلماء فمن فهم معنى قوله: " إياك نعبد وإياك نستعين " عرف أنه لا يعين على العبادة الإعانة المطلقة إلا الله وحده.
    وقد يستغاث بالمخلوق فيما يقدر عليه وكذلك الاستعانة لا تكون إلا بالله والتوكل لا يكون إلا على الله، وما النصر إلا من عند الله. فالنصر المطلق وهو خلق ما يغلب به العدو فلا يقدر عليه إلا سبحانه، وفي هذا القدر كفاية لمن هداه الله تعالى والله تعالى أعلم.
    وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبته وسلم تسليما كثيرا. انتهى.
    هامش
    ↑ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ * وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
    ↑ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ * وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ
    ↑ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ
    مجموعة الرسائل والمسائل لابن تيمية
    الهجر الجميل والصفح الجميل والصبر الجميل | الشفاعة الشرعية والتوسل | أهل الصفة وأباطيل بعض المتصوفة فيهم | إبطال وحدة الوجود | مناظرة ابن تيمية العلنية لدجاجلة البطائحية الرفاعية | لباس الفتوة والخرقة عند المتصوفة | كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية إلى الشيخ نصر المنبجي | مسألة صفات الله تعالى وعلوه على خلقه | فتاوى لابن تيمية | الصحابة لا يجتمعون على ضلالة | قاعدة جليلة فيما يتعلق بأحكام السفر والإقامة مثل قصر الصلاة والفطر | مختارات من المسائل الكيلانية | مذهب السلف وأئمة الأمصار في كلام الله | مسألة الأحرف التي أنزلها الله على آدم | الجهمية المعطلة كاليهود والحلولية كالنصارى والمسلمون وسط | اصطلاحات المتكلمين والفقهاء المخالفة للغة ومنها القديم والمحدث | اختلاف أدلة المتكلمين على إثبات الصانع وما ترتب عليه من البدع | فيما قاله في مسألة اللفظ | كفير من أنكر تكليم الله لموسى مع العلم بالنص فيه | حقيقة مذهب الاتحاديين | حقيقة مذهب الاتحاديين/حقيقة مذهب الاتحاديين أو وحدة الوجود وبيان بطلانه بالبراهين النقلية والعقلية | معاني العموم والخصوص والإطلاق والتقييد | رد قول بعض طواغيتهم إن العالم حدقة عين الله | كلام ابن عربي في خاتم النبوة وخاتم الولاية | بيان كفر الاتحادية وفساد قولهم | زعمهم أن الدعوة إلى عبادة الله مكر بالعباد | قاعدة في المعجزات والكرامات وأنواع خوارق العادات | تفصيل الإجمال فيما يجب لله من صفات الكمال | رسالة العبادات الشرعية | مسألة في الغيبة | أقوم ما قيل في المشيئة والحكمة والقضاء والقدر والتعليل وبطلان الجبر والتعطيل | شرح حديث عمران بن حصين المرفوع كان الله ولم يكن شيء قبله | أهل البدع والمعاصي ومشاركتهم في صلاة الجماعة | وضع الجوائح في المبايعات والضمانات والمؤجرات | عرش الرحمن وما ورد فيه من الآيات والأحاديث وكونه فوق العالم كله
    التصنيف: مجموعة الرسائل والمسائل

  9. #49
    مشرف عام مجلس السادة الاشراف - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف قاسم بن محمد السعدي
    تاريخ التسجيل
    02-02-2010
    العمر
    55
    المشاركات
    10,743

    افتراضي

    مجموع فتاوى العلامة الالباني

    الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على الرسول الكريم ، محمد بن عبد الله الصادق الامين

    وبعد

    هذا مجموع فتاوى الشيخ العلامة الالباني رحمه الله تعالى ، وقد تم جمع مادتها من كتب واشرطة الشيخ رحمه الله تعالى

  10. #50
    مشرف عام مجلس السادة الاشراف - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف قاسم بن محمد السعدي
    تاريخ التسجيل
    02-02-2010
    العمر
    55
    المشاركات
    10,743

    افتراضي

    س)- ما حكم التوسل بجاه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
    مما لا شك فيه أن جاهه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومقامه عند الله عظيم , فقد وصف الله تعالى موسى بقوله (وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهاً)الأحزاب69 , ومن المعلوم أن نبينا محمداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أفضل من موسى , فهو بلا شك أوجه منه عند ربه سبحانه وتعالى , ولكن هذا شيء , والتوسل بجاهه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيء آخر , فلا يليق الخلط بينهما كما يفعل بعضهم , إذ إن التوسل بجاهه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقصد به من يفعله أنه أرجى لقبول دعائه , وهذا أمر لا يمكن معرفته بالعقل , إذ إنه من الأمور الغيبية التي لا مجال للعقل في إدراكها , فلا بد فيه من النقل الصحيح الذي تقوم به الحجة , وهذا مما لا سبيل إليه البتة , فإن الأحاديث الواردة في التوسل به صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تنقسم إلى قسمين : صحيح , وضعيف .
    أما الصحيح , فلا دليل فيه البتة على المدعى , مثل توسلهم به صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الاستسقاء , وتوسل الأعمى به صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َفإنه توسل بدعائه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , لا بجاهه ولا بذاته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , ولما كان التوسل بدعائه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى غير ممكن , كان بالتالي التوسل به صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد وفاته غير ممكن , وغير جائز .
    ومما يدلك على هذا أن الصحابة رضي الله عنهم لما استسقوا في زمن عمر , توسلوا بعمه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العباس , ولم يتوسلوا به صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وما ذلك إلا لأنهم يعلمون معنى التوسل المشروع , وهو ما ذكرناه من التوسل بدعائه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولذلك توسلوا بعده صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بدعاء عمه , لأنه ممكن ومشروع , وكذلك لم ينقل أن أحداً من العميان توسل بدعاء ذلك الأعمى , وذلك لأن السر ليس في قول الأعمى : ( اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة....) , وإنما السر الأكبر في دعائه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له كما يقتضيه وعده صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إياه بالدعاء له , ويشعر به قوله في دعائه : (اللهم فشفعه في) , أي : أقبل شفاعته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أي : دعاءه في , (وشفعني فيه) , أي : اقبل شفاعتي , أي : دعائي في قبول دعائه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في .
    فموضوع الحديث كله يدور حول الدعاء , كما يتضح للقاريء الكريم بهذا الشرح الموجز , فلا علاقة للحديث بالتوسل المبتدع , ولهذا أنكره الإمام أبوحنيفة , فقال : (أكره أن يسأل الله إلا بالله) كما في "الدر المختار" , وغيره من كتب الحنفية .
    وأما قول الكوثري في " مقالاته " : (وتوسل الإمام الشافعي بأبي حنيفة مذكورة في أوائل تاريخ الخطيب بسند صحيح) .
    فمن مبالغاته , بل مغالطاته , فإنه يشير بذلك إلى ما أخرجه الخطيب من طريق عمر بن إسحاق بن إبراهيم قال : نبأنا علي بن ميمون قال : سمعت الشافعي يقول : (إني لأتبرك بأني حنيفة , وأجيء إلى قبره في كل يوم – يعني زائراً – فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين , وجئت إلى قبره , وسألت الله تعالى الحاجة عنده , فما تبعد عني حتى تقتضى) , فهذه رواية ضعيفة , بل باطلة.
    وقد ذكر شيخ الإسلام في " اقتضاء الصراط المستقيم" معنى هذه الرواية , ثم أثبت بطلانه فقال : (هذا كذب معلوم كذبه بالاضطرار عند من له أدنى معرفة بالنقل فإن الشافعي لما قدم ببغداد لم يكن ببغداد قبر ينتاب للدعاء عنده البتة بل ولم يكن هذا على عهد االشافعي معروفا وقد رأى الشافعي بالحجاز واليمن والشام والعراق ومصر من قبور الأنبياء والصحابة والتابعين من كان أصحابها عنده وعند المسلمين أفضل من أبي حنيفة وأمثاله من العلماء فما باله لم يتوخ الدعاء إلا عند قبر أبي حنيفة ثم أصحاب أبي حنيفة الذين أدركوه مثل أبي يوسف ومحمد وزفر والحسن ابن زياد وطبقتهم لم يكونوا يتحرون الدعاء لا عند قبر أبي حنيفة ولا غيره ثم قد تقدم عن الشافعي ما هو ثابت في كتابه من كراهة تعظيم قبور الصالحين خشية الفتنة بها وإنما يضع مثل هذه الحكايات من يقل علمه ودينه وإما أن يكون المنقول من هذه الحكايات عن مجهول لا يعر).
    وأما القسم الثاني من أحاديث التوسل , فهي أحاديث ضعيفة و تدل بظاهرها على التوسل المبتدع , فيحسن بهذه المناسبة التحذير منها , والتنبيه عليها فمنها:(الله الذي يحيي ويميت وهو حي لا يموت,اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها ووسع عليها مدخلها,بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي فإنك أرحم الراحمين)حديث ضعيف .
    ومن الأحاديث الضعيفة في التوسل , الحديث الآتي :(مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى الصَّلَاةِ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ السَّائِلِينَ عَلَيْكَ وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مَمْشَايَ هَذَا فَإِنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشَرًا وَلَا بَطَرًا وَلَا رِيَاءً وَلَا سُمْعَةً وَخَرَجْتُ اتِّقَاءَ سُخْطِكَ وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُعِيذَنِي مِنْ النَّارِ وَأَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ أَقْبَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفِ مَلَكٍ)حديث ضعيف.
    ومن الأحاديث الضعيفة , بل الموضوعة في التوسل : (لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي فقال الله يا آدم وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه قال يا رب لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك فقال الله صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلي ادعني بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك)موضوع. انتهى كلام الالباني من السلسلة الضعيفة الحديث رقم 22.

  11. #51
    مشرف عام مجلس السادة الاشراف - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف قاسم بن محمد السعدي
    تاريخ التسجيل
    02-02-2010
    العمر
    55
    المشاركات
    10,743

    افتراضي

    لفرق بين التوسل والاستغاثة
    كتبها الأزهري الأصلي ، في 6 يوليو 2007 الساعة: 22:30 م

    الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم وبعد:

    فلما كان كثير من المتناقشين في موضوع التوسل والاستغاثة لا يستطيعون التفريق بين الموضوعين بين ما هو عقيدة وما هو فقه بين ما هو دعاء لغير الله وبين ما هو دعاء لله تعالى بكيفية معينة حاولنا هذه المحاولة البسيطة:

    الفرق بين الاستغاثة والتوسل :

    أولا: الاستغاثة:

    تعريف العلماء للاستغاثة:
    هي طلب العون وتفريج الكروب .

    ما يعتريها من أحكام :
    يعتري الاستغاثة أربعة أحكام :

    أ - الإباحة : وذلك في طلب الحوائج من الأحياء فيما يقدرون عليه كقوله تعالى ( فاستغاثة الذي من شيعته على الذي من عدوه ) (القصص :15 ) .

    ب - الاستغاثة المندوبة هي الاستغاثة بالله : قال تعالى : ( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم -أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين) (الأنفال : 9 ) .
    ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ) (النمل : 62) .

    ج -الاستغاثة الواجبة : وذلك إذا ترتب على ترك الاستغاثة هلاك الإنسان .

    د - الاستغاثة الممنوعة، وذلك إذا استغاث الإنسان في الأمور المعنوية بمن لا يملك القوة أو التأثير سواء كان المستغاث به جنا أو إنسانا أو ملكا أو نبيا كأن يستغاث بهم ولا يستغاث بالله تعالى في تفريج الكروب عنهم أو طلب الرزق ، فهذا غير جائز بإجماع العلماء وهو من الشرك ، ( ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك ).

    قلت:
    وهناك من العلماء كالإمام السبكي وغيره من القدماء ومن المعاصرين قد اعتبروا أن التوسل والاستغاثة والاستشفاع كلها ألفاظ لمدلول واحد.

    وهذا ليس عليه دليل من اللغة ولا من الشرع فمن المعروف في اللغة أن الاستغاثة طلب من المستغاث به وليس فيه توسط قال تعالى :"فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه" فهذا طلب من موسي -كليم الله- لا طلبا من غيره وكذلك قال أهل اللغة أنه لا يقال أستغيث إليك يا فلان بفلان أن تفعل بي كذا، وإنما يقال أستغيث بفلان أن يفعل بي كذا، فأهل اللغة يجعلون فاعل المطلوب هو المستغاث به، ولا يجعلون المستغاث به واحداً والمطلوب آخر، فالاستغاثة طلب منه لا به وإلا فقولوا لي بربكم ما معنى قولنا:

    يا رسول الله نجحني يا ولي الله نجني من الغرق يا فلان ارزقني الذرية يا فلان انصرنا على أعدائنا يا فلان اشفني……إلخ هذه الألفاظ التي ما تخيلت أن أحدا من أهل العلم يجيزها؟

    لو قلنا يجوز لجاز لأحد من الناس أن يقول أن رسول الله -صلى الله عليه وآله-أخطأ في قتال الكفار لأنهم يعتقدون أن الله هو الخالق وهو الملتجأ إليه في الضراء والسراء كما جاء في العديد من الآيات في القرآن وأنهم ما يعبدون أصنامهم إلا لتقربهم إلى الله زلفى.

    وإلا أخذنا بمذهب الجبر من أن كل الأفعال منسوبة إلى البشر مجازا!!!

    هذا فيمن ادعى أن العوام والخواص لا ينسبون القدرة للميت.

    أما من ادعى أن لهم قدرة نسبية وتسببية فيرد عليهم الألوسي فيقول:

    (وما أورد على الجواب من أن للمستغاث بهم قدرة كسبية وتسببية، فتنسب الإغاثة إليهم بهذا المعنى سواء أكانوا أحياءً أم أمواتاً وسواء كانت الاستغاثة بما يقدر عليه المستغاث به أم لا، مدفوع بأن كون العبد له قدرة كسبية لا يخرج بها عن مشيئة رب البرية لا يستغاث به فيما لا يقدر عليه إلا الله ولا يستغاث به، ولا يتوكل عليه ـ ولا يلتجأ في ذلك إليه، فلا يقال لأحد حي، أو ميت قريب، أو بعيد ارزقني، أو أمتني، أو أحيّ مي

    المزيد

  12. #52
    مشرف عام مجلس السادة الاشراف - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف قاسم بن محمد السعدي
    تاريخ التسجيل
    02-02-2010
    العمر
    55
    المشاركات
    10,743

    افتراضي

    AM
    رقـم الفتوى : 52015
    عنوان الفتوى : حكم التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته .
    تاريخ الفتوى : 25 جمادي الثانية 1425 / 12-08-2004
    السؤال


    اذكر الدليل من القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة على عدم جواز التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته ؟ هل حديث العباس رضي الله عنه في الاستسقاء دليل على عدم جواز التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته ؟ أفيدونا أثابكم الله لأننا في حيرة من هذا الأمر وخاصة مع الصوفيين في بلادنا فنرجو الدليل على كلام فضيلتكم للرد على هولاء المبتدعة.

    وجزاكم الله خيرا. ..

    الفتوى


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:


    فلعل الأخ السائل الكريم أراد بالتبرك ( التوسل ) فإن الأثر الذي رواه البخاري بلفظ: اللهم كنا نتوسل إليك بنبيك وهو حي فتسقنا والآن نتوسل إليك بعم نبيك فاسقنا. قال ابن تيمية: أما التوسل بالنبي والتوجه به فيريدون به التوسل بدعائه وشفاعته، ثم قال: فلفظ التوسل يراد به معنيان صحيحان باتفاق المسلمين، ويراد معنى ثالث لم ترد به سنة. فأما الصحيحان باتفاق العلماء فأحدهما هو أصل الإيمان فهو التوسل بالإيمان به وبطاعته، والثاني: دعاؤه وشفاعته ومن هذا قول عمر (وذكر الأثر). قال: ولهذا عدلوا عن التوسل به إلى التوسل بعمه العباس، ولو كان التوسل هو بذاته لكان هو أولى من التوسل بالعباس، فلما عدلوا عن التوسل به إلى التوسل بالعباس عُلم أن ما يفعل في حياته قد تعذر بعد موته، قال والثالث: التوسل بالنبي بمعنى الإقسام على الله بذاته والسؤال بذاته فهذا لم يكن الصحابة يفعلونه في الاستسقاء ونحوه لا في حياته ولا بعد مماته ولا عند قبره ولا غير قبره، فلو كان التوسل بالأموات والقبور جائزاً ما عدلوا عن الأفضل، وسؤال الله بأضعف السببين مع القدرة على أعلاها وذلك في عام الرمادة، وكذلك الصحابة في الشام لما قحطوا لم يذهبوا إلى مافيها من قبور بل استقسموا بمن فيهم من الصالحين، فلم يبح أحد من الصحابة التوسل بقبور الأنبياء ولا غير الأنبياء ولا الاستعانة بميت مما يظنه بعض الناس ديناً وقربة، وهذا دليل على أن هذه المحدثات لم تكن عند الصحابة من المعروف بل من المنكر. اهـ بتصرف.


    وكان السلف ينهون عن التوسل بالقبور أشد النهي، فإن المسلمين لما فتحوا تستر وجدوا هناك سرير ميت باق يستسقون به فكتب أبو موسى إلى عمر، فأجاب عمر : أن احفر ثلاثة عشر قبراً، ثم يدفن في الليل في واحد منها ليخفى أثره لئلا يفتن الناس. أما الدليل على تحريم هذا النوع من التوسل فقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ {لأعراف:194}، وقال تعالى: أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً {الاسراء:57}، وقال تعالى: وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ {الأنعام:51}، وقال تعالى: أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلا يَعْقِلُونَ {الزمر:43}، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد في أحاديث كثيرة منها حديث عائشة في الصحيح: إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد ألا فلا تتخذو القبور مساجد. راجع كتاب تحذير الساجد من إتخاذ القبور مساجد، للألباني. قال ابن تيمية: قصد قبر بعض الصالحين للصلاة عنده والدعاء أو طلب الحوائج منه أو من الله عند قبره أو الاستغاثة به أو الإقسام على الله به ونحو ذلك من البدع التي لم يفعلها الصحابة ولا التابعون، ولا سنّ ذلك لنا رسول الله ولا أحد من خلفائه، وقد نهى عن ذلك أئمة المسلمين الكبار. اهـ. ومما ينبغي التنبيه عليه إرشاد الناس إلى التوسل المشروع، وهو التوسل إلى لله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى وبالأعمال الصالحة من صلاة وزكاة وغيرها.
    والله أعلم.
    http://www.islamweb.net/ver2/fatwa/S...Option=FatwaId
    تم

  13. #53
    مشرف عام مجلس السادة الاشراف - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف قاسم بن محمد السعدي
    تاريخ التسجيل
    02-02-2010
    العمر
    55
    المشاركات
    10,743

    افتراضي

    وبعد كل ما تم ذكره من فتاوي تبين عدم مشروعية التوسل بغير الله تعالى ؟؟؟؟؟نود من ابن عمنا العزيز طارق العبيد الحموري ان يأتي لنا بسند شرعي وأحاديث نبوية شريفة تدل على جواز التوسل بغير الله ؟فلربما منه نستفيد

  14. #54
    مشرف عام مجلس السادة الاشراف - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف قاسم بن محمد السعدي
    تاريخ التسجيل
    02-02-2010
    العمر
    55
    المشاركات
    10,743

    افتراضي

    [SIZبسم الله الرحمن الرحيم * بسم الله خير الأسماء * بسم الله الذي لا يضر مع اسمه أذى * بسم الله الكافي * بسم الله المعافي* بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم* بسم الله على أهلي ومالي*بسم الله على كل شيء أعطانيه ربي* ألله أكبر ألله أكبر ألله أكبر* أعوذ بالله مما أخاف وأحذر * الله ربي لا أشرك به شيئاً عز جارك وجل ثناؤك وتقدست أسماؤك ولا إله غيرك* أللهم إني أعوذ بك من كل جبار عنيد وشيطان مريد ومن شر قضاء السوء ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم (108) لا حول ولا قوة إلا بالله* أللهم رب السموات السبع ومن فيهن ورب العرش العظيم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل كن لي جاراً من ( فلان) وأشياعه أن يفرطوا علي أو أن يطغوا علي أبداً عز جارك وجل ثناؤك ولا إله إلا أنت لا حول ولا قوة إلا بك (110) أللهم إنا نجعلك نحورهم ونعوذ بك من شرورهم (111) الله أكبر الله أكبر* بسم الله على نفسي وديني* بسم الله على أهلي ومالي* بسم الله على كل شيء أعطانيه ربي * بسم الله الذي لا يضر مع اسمه داء* بسم الله افتتحت * وعلى الله توكلت * الله * الله ربي لا أشرك به أحداً * أسألك أللهم خيرك من خيرك الذي لا يعطيع غيرك * عز جارك وجل ثناؤك ولا إله إلا أنت* أللهم اجعلني في عياذك وجوارك من كل سوء ومن الشيطان الرجيم* أللهم إني استجير بك من كل شيء خلقت و أحترز بك منهن وأقدم بين يدي بسم الله الرحمن الرحيم* قل هو الله أحد * الله الصمد* لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد* من أمامي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ومن تحتي(112) سبحان الله العظيم يا حي يا قيوم(113) أللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت يا حنان يا منان يا بديع السموات والأرض ياذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم (114) أللهم إني أسألك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد* الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد (115) أللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت بديع السموات والأرض ياذا الجلال والإكرام (116) أللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى ما علمت منها وما لم أعلم * وباسمك العظيم الأعظم* وباسمك الكبير الأكبر(117) لا إله إلا الله وحده لا شريك له الحليم الكريم* بسم الله الذي لا إله إلا هو الحي الحكيم* سبحان الله رب العرش العظيم* كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون* كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها* أللهم إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم * اللهم لا تدع لي ذنباً إلا غفرته * ولا هماً إلا فرجته* ولا ديناً إلا قضيته* ولا حاجةً من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها برحمتك يا أرحم الراحمين(118) يا مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين (119) بسم الله الذي لا يضر مع أسمه شيء في الأرض ولا السماء وهو السميع العليم "ثلاثاً"(120) لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم الحمدلله رب العالمين* لا إله إلا الله العلي العظيم* لا إله إلا الله الحليم الكريم* سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم الحمدلله رب العالمين(121) ما شاء الله (122) أسألك الله القريب الرقيب الحافظ الرؤوف الرحيم * يا الله الحي الجليل الغفور الرحيم* يا الله الحي القيوم القائم على كل نفس بما كسبت أن تعصمني في دار الدنيا أبداً(123) أللهم إني أسألك باسمك الأجل الأعز* وأدعوك أللهم باسمك الأحد الصمد وأدعوك أللهم باسمك الوتر* وأدعوك أللهم باسمك الكبير المتعالي الذي ملأ الأركان كلها أن تكشف عني ضر ما أمسيت و أصبحت فيه(124) يا كثير الخير يا دائم المعروف (125) أللهم احعل لي من كل ما أهمني وكربني من أمر دنياي وآخرتي فرجاً ومخرجاً وارزقني من حيث لا أحتسب واغفر لي ذنبي وثبت رجاءك في قلبي واقطعه عمن سواك حتى لا أرجو أحداً غيرك(126) أللهم بنورك أهتديت * وبفضلك استغنيت وبنعمتك أصبحت وأمسيت* هذه ذنوبي بين يديك أستغفرك وأتوب إليك(127) ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكاً نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال أن لا تقتلوا قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلاً منهم والله عليم بالظالمين* لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق* ألم ترا إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلاً* واتل عليهم نبأ ابنى آدم بالحق إذ قربا قرباناً فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين* قل من رب السموات والأرض قل الله قل أفاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار* يا قاهر يا قادر يا قوي يا قيوم يا قابض يا قدوس يا قائم يا قريب يا قابل التوب يا مقتدر(128) يا غياثي عند دعوتي* يا عدتي في ملمتي* ويا ربي عند كربتي* ويا صاحبي في شدتي * ويا ولي نعمتي * ويا إلهي وإله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وموسى ويا رب النبيين كلهم أجمعين* ويا رب كهيعص وطه وطس ويس* ويا منزل التوراة والإنجيل والزبور والقرآن العظيم* صل على سيدنا محمد وآله الطاهرين الطيبين * وارزقني مودة عبدك (فلان) وخيره ومعروفه واصرف عني أذاه وشره ومكروهه برحمتك يا أرحم الراحمين*(129) يا حابس يد إبراهيم عن ذبح ابنه وهما يتناجيا اللطف يا الله* يا مقيض الركب ليوسف في البلد القفر وغيابة الجب وجاعله بعد العبودية ملكاً * يا من سمع الهمس من ذي النون في ظلمات ثلاث* يا راد حزن يعقوب* يا راحم عبة داود* يا كاشف ضر أيوب * يا مجيب دعوة المظطرين* يا كاشف هم المغمومين والمهمومين* صل على محمد وعلى آل محمد وأسألك أن تفعل بي ( كذا وكذا) (130) أللهم أنت المحيط بغيب كل شاهد والمستولي على كل ظاهر وباطن* أسألك بالإسم العظيم الأعظم الحي القيوم الذي عنت له الوجوه وشخصت لهيبته الأبصار* يا من شأنه قهر الأعداء وقمع الجبابرة* أسألك بأن تصلي على محمد وآل محمد وأن تكف عني أكف العادين* وأن تقطع دابر القوم الظالمين* وأن تملكني نفسي ملكاً يبعدها عن كل خلق سيء واهدني إليك يا هادي* إليك يرجع كل شيء محيط* والحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم (131)أللهم ياذا المن والسلطان * ياذا القدرة والإحسان* يا من كفى أهل الحرم بغي أهل النار أصحاب الفيل * وأرسل عليهم طيراً أبابيل * ارم أللهم أعدائي بالقواصف من نقمائك* واضربهم بسيف سخطك وسطوائك* وأعذني من كل ظالم وغاشم وطارق وسارق وفاسق وحابس إنك على كل شيء قدير(132)بسم الله ذي الشن* عظيم البرهان* شديد السلطان* كل يوم هو في شان* لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم(133) لا إله إلا الله العلي العظيم سبحان الله رب العرش الكريم* الحمدلله رب العالمين * أللهم اغفر لي وارحمني وتجاوز عني واعف عني فإنك غفور رحيم (134) أللهم إني أسألك باسمك الطاهر الطيب المبارك الأحب إليك الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سئلت به أعطيت وإذا استرحمت به رحمت وإذا استفرجت به فرجت (135) ألله أكبر ألله أكبر * الله أعز من خلقه جميعاً الله أعز مما أخاف وأحذر* أعوذ بالله الذي لا إله إلا هو الممسك السموات السبع أن يقعن على الأرض إلا بإذنه من شر عبده فلان وجنوده وأتباعه وأشياعه من الجن والإنس * أللهم كن لي جاراً من شرهم جل ثناؤك وعز جارك وتبارك اسمك ولا إله غيرك"ثلاثاً"(136) يا لطيفاً بخلقه يا خبيراً بخلقه الطف بي يا لطيف يا عليم يا خبير "ثلاثاً"(137) أللهم إني أسألك يا لطيفاً قبل كل لطيف يا لطيفاً لطف بخلق السموات والأرض أسألك بما لطفت به بخلق السموات والأرض* أن تلطف بي في خفي لطفك الخفي من خفي لطفك الخفي إنك قلت وقولك الحق* الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز* إنك لطبف لطيف "يكرر اسم لطيف عشرين مرة"(138) حسبي الله لديني حسبي الله لدنياي حسبي الله الكريم لما أهمني* حسبي الله الحليم القوي لمن بغى علي* حسبي الله الشديد لمن كادني بسوء* حسبي الله الرحيم عند الموت* حسبي الله الرؤوف عند المسأله في القبر * حسبي الله الكريم عند الحساب* حسبي الله اللطيف عند الميزان* حسبي الله القدير عند الصراط* حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم (139) أعوذ بوجه الله العظيم الذي ليس شيء أعظم منه وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر وبأسماء الله الحسنى ما علمت منها وما لم أعلم من شر ما خلق وذرأ وبرأ(140) بسم الله العلي الأعلى الديان الذي لا ولد له ولا والد ولا صاحبة ولا شريك* أشهد أن نوحاً رسول الله وأن إبرهيم خليل الله وأن موسى نجي الله وأن داود خليفة الله وأن عيسى روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منة وأن محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ولا نبي بعده*(141) أللهم اقذف في قلبي رجاءك واقطع رجائي عمن سواك حتى لا أرجو أحداً غيرك* أللهم وما ضعفت عنه قوتي وقصر عنه أملي ولم تنته إليه رغبتي ولم تبلغه مسألتي ولم يجر على لساني مما أعطيت أحداً من الأولين والآخرين من اليقين فخصني به يارب العالمين(142) أللهم احفظ أمة محمد* أللهم ارحم أمة محمد* أللهم عاف أمة محمد* أللهم أصلح أمة محمد* أللهم فرج عن أمة محمد "يقولها جميعها ثلاثاً"(143) أللهم يا مجلي العظائم من الأمور* ويا منتهى هم المهموم* ويا مفرج الكرب العظيم* ويا من إذا أراد أمراً فحسبه أن يقول له كن فيكون أحاطت بي الذنوب وأنت المذخور لها ولكل شدة لا إله إلا أنت(144) أللهم إني أسألك يا من يملك حوائج السائلين* ويعلم ضمائر الصامتين* فإن لكل مسألة منك سمعاً حاضراً وجواباً عتيداً ولكل صامت منك علماً محيطاً باطناً أسألك بمواعيدك الصادقة وأياديك الفاضلة ورحمتك الواسعة أن تفعل بي كذا (145) أللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما سبق الناصر الحق بالحق والهادي إلى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم(146) أللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي الطاهر الزكي صلاة تحل بها العقد وتفك بها الكرب*(147) أللهم صل على سيدنا محمد صلاة تنجينا بها من جميع الأهوال والآفات* وتقضي لنا بها جميع الحاجات* وتطهرنا بها من جميع السيئات* وترفعنا بها عندك أعلى الدرجات* وتبلغنا بها أقصى الغايات * من جميع الخيرات* في الحياة وبعد الممات*(148) أللهم صل صلاة كاملة وسلم سلاماً تاماً على سيدنا محمد الذي تنحل به العقد وتنفرج به الكرب وتقضى به الحوائج وتنال به الرغائب وحسن الخواتم ويستسقى الغمام بوجه الكريم وعلى آله وصحبه في كل لمحة ونفس بعدد كل معلوم لك*(149) أللهم صل على سيدنا محمد الفاتح الطيب الطاهر رحمة الله للعالمين وعلى آله الطيبين الطاهرين وسلم تسليماً. -;الحمد لله رب العالمين ''' '='الحصن الرابع من مفرج الكروب ومفرح القلوب'/t'>الحصن الثالث من مفرج الكروب ومفرح القلوب / بسم الله الرحمن الرحيم ذي الشان* عظيم البرهان * شديد السلطان * ما شاء الله كان* أعوذ بالله من الشيطان (70) ألله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم (71) أللهم أحرسني بعينك التي لا تنام * واكنفني بركنك الذي لا يضام * وارحمني بقدرتك علي لا أهلك وأنت رجائي فكم من نعمة أنعمت بها علي قل لك عندها شكري وكم من بلية ابتليتني بها قل لك عندها صبري فيا من قل له عند نعمته شكري فلم يحرمني ويا من قل عند بليته صبري فلم يخذلني ويا من رآني على الخطايا فلم يفضحني أسألك أن تصلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت ورحمت على إبراهيم إنك حميد مجيد* أللهم أعني على ديني بالدنيا وعلى آخرتي بالتقوى واحفظني فيما غبت عنه ولا تكلني إلى نفسي فيما حضرته يا من لا تضره الذنوب ولا تنقصه المغفرة هب لي ما لا يضرك واغفر لي ما لا ينقصك* أللهم إني أسألك أن تجعل لي فرجاً قريباً وصبراً جميلاً وأسألك العافية من كل بلية وأسألك دوام عافيتك وأسألك الغنى عن الناس وأسألك السلامة من كل سوء ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم* (72) لا إله إلا الله قبل كل شيء * ولا إله إلا الله بعد كل شيء* ولا إله إلا الله يبقى ربنا ويفنى كل شيء*(73) لا إله إلا الله الحليم الكريم* سبحان الله رب السموات اليبع ورب العرش العظيم* والحمد لله رب العالمين * أللهم إني أعوذ بك من شر عبادك(74) أشهد أن الله هو الحق المبين وأنه يحيي ويمييت وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور "أربعاً" (75) ألله * ألله لا شريك له (76) ألله * ألله ربي لا أشرك به شيئاً(77) الله ربنا لا شريك له(7 سبحان الله الملك القدوس رب الملائكة و الروح جللت السموات والأرض بالعزة والجبروت (79) حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم "سبعاً"(80) يا من يكفي من كل أحد يا أحد من لا أحد له يا سند من لا سند له انقطع الرجاء إلا منك نجني مما أنا فيه وأعني على ما أنا عليه مما قد نزل بي بجاه وجهك الكريم (81) يا نور السموات والأرض يا جبار السموات والأرض يا عماد السموات والأرض يا بديع السموات والأرض يا قيام السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا صريخ المستصرخين* ومنتهى رغبة العابدين* المفرج عن المكروبين * المروح عن المغمومين* ومجيب دعوة المضطرين* وكاشف الكرب يا إله العالمين* ويا أرحم الراحمين* منزول بك كل حاجة "وتذكر حاجتك" (82) يا بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام * يا صريخ المستصرخين * يا غياث المستغيثين* يا كاشف السوء يا أرحم الراحمين* يا مجيب دعوة المظطرين يا إله العالمين * بك أنزل حاجتي وأنت أعلم بها فاقضيها (83) أللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن و أعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال(84) أللهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك(85) أللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا(86) أللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم * لا حول ولا قوة بالله العلي العظيم * ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن * أعلم أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً* أللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ومن شر كل دابةً أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم (87) توكلت على الحي الذي لا يموت والحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيراً (8 أللهم رب السموات السبع ورب العرش العظيم اكفني كل مهم من حيث شئت ومن أين شئت* أللهم رب السموات السبع ورب العرش العظيم كن لي جاراً من شر فلان بن فلان وشر الجن والإنس وأتباعهم أن يفرط علي أحد منهم أو أن يطغى عز جارك وجل ثناؤك ولا إله غيرك (90) أللهم إني أصبحت لا أستطيع دفع ما أكره ولا أملك نفع ما أرجو وأصبح الأمر بيد غيرك وأصبحت مرتهناً بعملي فلا فقير أفقر مني* أللهم لا تشمت بي عدوي ولا تسىء بي صديقي ولا تجعل مصيبتي في ديني ولا تجعل الدنيا أكبر همي ولا مبلغ علمي ولا غاية أملي ولا تسلط علي من لا يرحمني* (91) بسم الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله ما شاء الله كل نعمة من الله ما شاء الله الخير كله بيد الله ما شاء الله * (92) يا لطيف فوق كل لطيف ألطف بي في أموري كلها كم تحب وأرضني في دنياي وآخرتي*(93) أدعوك الله وأدعوك البر الرحيم وأدعوك بأسمائك الحسنى كلها ما علمت منها وما لم أعلم أن تغفر لي (94) إلهي وإله كل شيء إلهاً واحداً لا إله إلا أنت إفعل بي كذا(95) أللهم إني أسألك من كل أمر ضعفت عنه حيلتي أن تعطيني منه ما لم تنته إليه رغبتي ولم يخطر على بالي ولم يجر على لساني وأن تعطيني من اليقين ما يحجزني أن أسأل أحداً من العالمين إنك على كل شيء قدير(96) يا سامع كل صوت* ويا سابق الفوت * يا كاسي العظام لحماً ومنشرها بعد الموت* أسألك بأسمائك الحسنى وباسمك الأعظم الأكبر المخزون المكنون الذي لم يطلع عليه أحد من المخلوقين يا حليماً ذا أناة لا يقوى على أناته يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبداً ولا يحصى عدداً(97) أللهم إني أسألك باسمك المخزون المكنون المبارك المطهر الطاهر المقدس(99) يا فارج الهم يا كاشف الغم يا صادق الوعد* يا موفياً بالعهد* يا منجزاً للوعد* يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت (100) أللهم لمن أدعو إذا لم أدعك فتجيبني* أللهم لمن أتضرع إذا لم أتضرع إليك فترحمني* أللهم بمن أستغيث إذا لم أستغيث بك فتغيثني (101) أللهم رب الأرواح الفانية والأجساد البالية أسألك بطاعة الأرواح الراجعة إلى أجسادها وبطاعة الأجساد الممتلئة بعروقها وبطاعة القبور المتشققة عن أهلها وبدعوتك الصادقة فيهم وأخذك الحق منهم وزمر الخلائق كلهم من مخافتك وشدة سلطانك ينظرون قضاءك ويرجون رحمتك ويخافون عذابك أسألك أن تجعل النور في بصري والإخلاص في عملي والشكر في قلبي وذكرك في لساني في الليل والنهار ما أبقيتني(102) يا كائناً دائماً لم يزل يا إلهي وإله آبائي يا حي يا قيوم اجعلني لك مخلصاً يا من يكفي من كل أحد ولا يكفي منه شيء يا الله يا رب محمد صلى الله عليه وسلم اغفرلي (ويسأل حاجته) (103) وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه فنادي في الظلمات أن لا إله أنت سبحانك إني كنت من الظالمين * فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين * ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون* وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين * فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين* وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد*(104) أللهم إني أسألك فإنك لنا مالك وإنك على كل شيء قدير مقتدر وإنك ما تشاء من أمر يكن *(105) أللهم صل وسلم على نورك الأسنى* وسرك الأبهى* وحبيبك الأعلى* وصفيك الأزكى* نبي الأنبياء وممد الرسل عليه بالذات وعليهم منه أفضل الصلاة وأشرف التسليم* الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى "سبعاً" ثم يقول سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين ويقرأ الفاتحة. ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم * وتي علينا إنك أنت التواب الرحيم * وصلى الله على سيدنا محمد وعلى إخوانه من الأنبياء والمرسلين والحمدلله رب العالمين ) ;بسم الله الرحمن الرحيم *بسم الله الله أكبر الله أكبر الله أكبر * أقول على نفسي وعلى ديني وعلى أهلي وعلى أولادي وعلى مالي وعلى أصحابي وعلى دينهم وعلى أموالهم ألف بسم الله ألله أكبر ألله أكبر ألله أكبر* أقول على نفسي وعلى ديني وعلى أهلي وعلى أولادي وعلى مالي وعلى أصحابي وعلى دينهم وعلى أموالهم ألف ألف ألف لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم * بسم الله وبالله ومن الله وإلى الله وعلى الله وفي الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم* بسم الله على ديني وعلى نفسي وعلى أولادي * بسم الله على مالي وعلى أهلي * بسم االله على كل شيء أعطانيه ربي* بسم الله رب السموات السبع ورب الأرضين السبع ورب العرش العظيم * بسم الله الذي لا يضر مع أسمه شيء في الأرض ولا السماء وهو السميع العليم "ثلاثاً" بسم الله خير الأسماء * في الأرض وفي السماء* بسم الله أفتتح وبه أختتم الله * ألله * ألله ربي * لا إله إلا الله * الله أعز وأجل وأكبر * مما أخاف وأحذر * بك أللهم أعوذ من شر ما خلق ربي وذرأ وبرأ* وبك أللهم أحترز منهم * وبك أللهم أعوذ من شرورهم * وبك أللهم أدرأ في نحورهم * وأقدم بين يدي وأيديهم * بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد * الله الصمد* لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد "ثلاثاً" ومثل ذلك عن يميني وعن أيمانهم وعن شمالي وعن شمالهم ومثل ذلك من أمامي ومن أمامهم ومثل ذلك من خلفي ومن خلفهم ومثل ذلك من فوقي ومن فوقهم ومثل ذلك من تحتي ومن تحتهم ومثل ذلك محيط بي وبهم* أللهم إني أسألك لي ولهم من خيرك بخيرك الذي لا يملكه غيرك* أللهم اجعلني وإياهم في عبادك وعياذك وجوارك وأمانتك وحرزك وحزبك وكنفك من كل شيطان وسلطان وإنس وجان وباغ وحاسد وسبع وحية وعقرب ومن كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم * حسبي الرب من المربوبين* حسبي الخالق من المخلوقين * حسبي الرازق من المرزوقين * حسبي السلتر من المستورين * حسبي الناصر من المنصورين * حسبي القاهر من المقهورين * حسبي الذي هو حسبي * حسبي من لم يزل حسبي* حسبي الله ونعم الوكيل * حسبي الله من جميع خلقه* إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين * وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً* وجعلنا على قلوبهم أكنةً أن يفقهوه وفي آذانهم وقراً وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفوراً* فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم "سبعاً" ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم* وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم * ثم تنفث بلا ريق عن يمينك ثلاثً وعن شمالك ثلاثاً وأمامك ثلاثاً وخلفك ثلاثاً ثم تقول خبأت نفسي في خزائن بسم الله الرحمن الرحيم أقفالها ثقتي بالله * مفاتيحها لا حول ولا قوة إلا بالله * أدفع بك الله عن نفسي ما أطيق وما لا أطيق * لا طاقة لمخلوق مع قدرة الخالق* حسبي الله ونعم الوكيل * وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله و أصحابه وسلم . ;الحمد لله رب العالمين&lt;img width='1' height='1' E="7"][/SIZE]

  15. #55
    مشرف عام مجلس السادة الاشراف - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف قاسم بن محمد السعدي
    تاريخ التسجيل
    02-02-2010
    العمر
    55
    المشاركات
    10,743

    افتراضي

    [sحكم التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم والتوسل به
    من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة المكرم الشيخ محمد واعظ زاده الخراساني، منحني الله وإياه الفقه في الدين، وأعاذنا جميعا من طريق المغضوب عليهم والضالين، آمين. سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

    فقد وصلني كتابكم وصلكم الله بحبل الهدى والتوفيق، وجميع ما شرحتم كان معلوما.

    وقد وقع في كتابكم أمور تحتاج إلى كشف وإيضاح، وإزالة ما قد وقع لكم من الشبهة عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الدين النصيحة))[1]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((من دل على خير فله مثل أجر فاعله))[2]، وغيرهما من الأحاديث الكثيرة في هذا الباب.

    وقد أرشد إلى ذلك مولانا سبحانه في قوله عز وجل: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى[3]، وقوله سبحانه: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ[4]؛ فأقول: ذكرتم في كتابكم ما نصه: (ومع احترامي وتقديري لجهودكم في هذا السبيل خطر ببالي بعض الملاحظات، أحببت أن أبديها لكم راجيا أن يكون فيها خير الإسلام والمسلمين، والاعتصام بحبل الله المتين في سبيل تقارب المسلمين، ووحدة صفوفهم في مجال العقيدة والشريعة.

    أولاً: لاحظتكم تعبرون دائما عن بعض ما شاع بين المسلمين من التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم وآله، وبعض الأولياء، كمسح الجدران والأبواب في الحرم النبوي الشريف وغيره شركا، وعبادة لغير الله. وكذلك طلب الحاجات منه ومنهم، ودعاؤهم وما إلى ذلك.

    إني أقول: هناك فرق بين ذلك، فطلب الحاجات من النبي ومن الأولياء، باعتبارهم يقضون الحاجات من دون الله أو مع الله، فهذا شرك جلي لا شك فيه، لكن الأعمال الشائعة بين المسلمين، والتي لا ينهاهم عنها العلماء في شتى أنحاء العالم الإسلامي، من غير فرق بين مذهب وآخر، ليست هي في جوهرها طلبا للحاجات من النبي والأولياء، ولا اتخاذهم أربابا من دون الله، بل مرد ذلك كله - لو استثنينا عمل بعض الجهال من العوام - إلى أحد أمرين: التبرك والتوسل بالنبي وآثاره، أو بغيره من المقربين إلى الله عز وجل.

    أما التبرك بآثار النبي من غير طلب الحاجة منه، ولا دعائه فمنشأه الحب والشوق الأكيد، رجاء أن يعطيهم الله الخير بالتقرب إلى نبيه، وإظهار المحبة له، وكذلك بآثار غيره من المقربين عند الله.

    وإني لا أجد مسلماً يعتقد أن الباب والجدار يقضيان الحاجات، ولا أن النبي أو الولي يقضيها، بل لا يرجو بذلك إلا الله، إكراماً لنبيه أو لأحد من أوليائه، أن يفيض الله علمه من بركاته والتبرك بآثار النبي كما تعلمون ويعلمه كل من اطلع على سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، كان معمولاً به في عهد النبي، فكانوا يتبركون بماء وضوئه، وثوبه وطعامه وشرابه وشعره، وكل شيء منه ولم ينههم النبي عنه، ولعلكم تقولون: أجل كان هذا، وهو معمول به الآن بالنسبة إلى الأحياء من الأولياء والأتقياء لكنه خاص بالأحياء دون الأموات لعدم وجود دليل على جوازه إلا في حال الحياة بالذات. فأقول: هناك بعض الآثار تدل على أن الصحابة قد تبركوا بآثار النبي بعد مماته، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أنه كان يمسح منبر النبي تبركاً به.

    وهناك شواهد على أنهم كانوا يحتفظون بشعر النبي، كما كان الخلفاء العباسيون ومن بعدهم العثمانيون، يحتفظون بثوب النبي تبركاً به ولا سيما في الحروب، ولم يمنعهم أحد من العلماء الكبار والفقهاء المعترف بفقههم ودينهم.. انتهى المقصود من كلامكم).

    والجواب أن يقال: ما ذكرتم فيه تفصيل: فأما التبرك بما مس جسده عليه الصلاة والسلام من وضوء أو عرق أو شعر ونحو ذلك، فهذا أمر معروف وجائز عند الصحابة رضي الله عنهم، وأتباعهم بإحسان لما في ذلك من الخير والبركة، وهذا أقرهم النبي صلى الله عليه وسلم عليه.

    فأما التمسح بالأبواب والجدران والشبابيك ونحوها في المسجد الحرام أو المسجد النبوي، فبدعة لا أصل لها، والواجب تركها؛ لأن العبادات توقيفية لا يجوز منها إلا ما أقره الشرع، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))[5] متفق على صحته، وفي رواية لمسلم وعلقها البخاري رحمه الله في صحيحه جازما بها: ((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد))[6]، وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته يوم الجمعة: ((أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة))[7]، والأحاديث في ذلك كثيرة؛ فالواجب على المسلمين التقيد في ذلك بما شرعه الله كاستلام الحجر الأسود وتقبيله، واستلام الركن اليماني.

    ولهذا صح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال لما قبل الحجر الأسود: (إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك)[8]. وبذلك يعلم أن استلام بقية أركان الكعبة، وبقية الجدران والأعمدة غير مشروع؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله ولم يرشد إليه، ولأن ذلك من وسائل الشرك. وهكذا الجدران والأعمدة والشبابيك وجدران الحجرة النبوية من باب أولى؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشرع ذلك ولم يرشد إليه ولم يفعله أصحابه رضي الله عنهم.

    وأما ما نقل عن ابن عمر رضي الله عنهما من تتبع آثار النبي صلى الله عليه وسلم واستلامه المنبر فهذا اجتهاد منه رضي الله عنه لم يوافقه عليه أبوه ولا غيره من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهم أعلم منه بهذا الأمر، وعلمهم موافق لما دلت عليه الأحاديث الصحيحة.

    وقد قطع عمر رضي الله عنه الشجرة التي بويع تحتها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديبية لما بلغه أن بعض الناس يذهبون إليها ويصلون عندها؛ خوفاً من الفتنة بها وسدا للذريعة.

    وأما دعاء الأنبياء والأولياء والاستغاثة بهم والنذر لهم ونحو ذلك فهو الشرك الأكبر، وهو الذي كان يفعله كفار قريش مع أصنامهم وأوثانهم، وهكذا بقية المشركين يقصدون بذلك أنها تشفع لهم عند الله، وتقربهم إليه زلفى، ولم يعتقدوا أنها هي التي تقضي حاجاتهم وتشفي مرضاهم وتنصرهم على عدوهم، كما بين الله سبحانه ذلك عنهم في قوله سبحانه: وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ، فرد عليهم سبحانه بقوله: قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ[9]، وقال عز وجل في سورة الزمر: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ[10].

    فأبان سبحانه في هذه الآية الكريمة: أن الكفار لم يقصدوا من آلهتهم أنهم يشفون مرضاهم، أو يقضون حوائجهم، وإنما أرادوا منهم أنهم يقربونهم إلى الله زلفى، فأكذبهم سبحانه ورد عليهم قولهم بقوله سبحانه: إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ فسماهم كذبة وكفارا بهذا الأمر؛ فالواجب على مثلكم تدبر هذا المقام وإعطاءه ما يستحق من العناية.

    ويدل على كفرهم أيضاً بهذا الاعتقاد، قوله سبحانه: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ[11]، فسماهم في هذه الآية كفارا وحكم عليهم بذلك لمجرد الدعاء لغير الله من الأنبياء والملائكة والجن وغيرهم، ويدل على ذلك أيضا قوله سبحانه في سورة فاطر: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ[12]، فحكم سبحانه بهذه الآية على أن دعاء المشركين لغير الله من الأنبياء والأولياء، أو الملائكة أو الجن، أو الأصنام أو غير ذلك بأنه شرك، والآيات في هذا المعنى لمن تدبر كتاب الله كثيرة.

    وننقل لك هنا من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى ص 157 ج 1 ما نصه: (والمشركون الذين وصفهم الله ورسوله بالشرك أصلهم صنفان: قوم نوح، وقوم إبراهيم. فقوم نوح كان أصل شركهم العكوف على قبور الصالحين ثم صوروا تماثيلهم، ثم عبدوهم، وقوم إبراهيم كان أصل شركهم عبادة الكواكب والشمس والقمر، وكل من هؤلاء يعبدون الجن، فإن الشياطين قد تخاطبهم، وتعينهم على أشياء، وقد يعتقدون أنهم يعبدون الملائكة، وإن كانوا في الحقيقة إنما يعبدون الجن، فإن الجن هم الذين يعينونهم، ويرضون بشركهم قال الله تعالى: وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ[13]، والملائكة لا تعينهم على الشرك لا في المحيا ولا في الممات ولا يرضون بذلك، ولكن الشياطين قد تعينهم وتتصور لهم في صور الآدميين، فيرونهم بأعينهم ويقول أحدهم: أنا إبراهيم، أنا المسيح، أنا محمد، أنا الخضر، أنا أبو بكر، أنا عمر، أنا عثمان، أنا علي، أنا الشيخ فلان، وقد يقول بعضهم عن بعض: هذا هو النبي فلان، أو هذا هو الخضر، ويكون أولئك كلهم جنا، يشهد بعضهم لبعض، والجن كالإنس فمنهم الكافر، ومنهم الفاسق، ومنهم العابد الجاهل، فمنهم من يحب شيخا فيتزيا في صورته ويقول: أنا فلان، ويكون ذلك في برية ومكان قفر، فيطعم ذلك الشخص طعاما ويسقيه شرابا، أو يدله على الطريق، أو يخبره ببعض الأمور الواقعة الغائبة، فيظن ذلك الرجل أن نفس الشيخ الميت أو الحي فعل ذلك، وقد يقول: هذا سر الشيخ وهذه رقيقته، وهذه حقيقته، أو هذا ملك جاء على صورته، وإنما يكون ذلك جنيا، فإن الملائكة لا تعين على الشرك والإفك، والإثم والعدوان. وقد قال الله تعالى: قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا[14]، قال طائفة من السلف: كان أقوام يدعون الملائكة والأنبياء وعزير والمسيح، فبين الله تعالى أن الملائكة والأنبياء عباد الله؛ كما أن الذين يعبدونهم عباد الله، وبين أنهم يرجون رحمته ويخافون عذابه ويتقربون إليه كما يفعل سائر عباده الصالحين. والمشركون من هؤلاء قد يقولون: إنا نستشفع بهم، أي نطلب من الملائكة والأنبياء أن يشفعوا، فإذا أتينا قبر أحدهم طلبنا منه أن يشفع لنا، فإذا صورنا تمثاله - والتماثيل إما مجسدة وإما تماثيل مصورة كما يصورها النصارى في كنائسهم - قالوا: فمقصودنا بهذه التماثيل تذكر أصحابها وسيرهم، ونحن نخاطب هذه التماثيل ومقصودنا خطاب أصحابها ليشفعوا لنا إلى الله، فيقول أحدهم: يا سيدي فلان، أو يا سيدي جرجس، أو بطرس، أو يا ستي الحنونة مريم، أو يا سيدي الخليل، أو موسى بن عمران، أو غير ذلك اشفع لي إلى ربك.

    وقد يخاطبون الميت عند قبره: سل لي ربك، أو يخاطبون الحي وهو غائب كما يخاطبونه لو كان حاضراً حياً، وينشدون قصائد يقول أحدهم فيها: يا سيدي فلان أنا في حسبك أنا في جوارك اشفع لي إلى الله، سل الله لنا أن ينصرنا على عدونا، سل الله أن يكشف عنا هذه الشدة، أشكو إليك كذا وكذا، فسل الله أن يكشف هذه الكربة. أو يقول أحدهم: سل الله أن يغفر لي. ومنهم من يتأول قوله تعالى: وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا[15]، ويقولون: إذا طلبنا منه الاستغفار بعد موته كنا بمنزلة الذين طلبوا الاستغفار من الصحابة.

    ويخالفون بذلك إجماع الصحابة والتابعين لهم بإحسان، وسائر المسلمين، فإن أحدا منهم لم يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته أن يشفع له، ولا سأله شيئا، ولا ذكر ذلك أحد من أئمة المسلمين في كتبهم، إنما ذكر ذلك من ذكره من متأخري الفقهاء، وحكوا حكاية مكذوبة على مالك رضي الله عنه، سيأتي ذكرها، وبسط الكلام عليها إن شاء الله تعالى.

    فهذه الأنواع من خطاب الملائكة والأنبياء والصالحين بعد موتهم عند قبورهم وفي مغيبهم، وخطاب تماثيلهم، هو من أعظم أنواع الشرك الموجود في المشركين، من غير أهل الكتاب، وفي مبتدعة أهل الكتاب والمسلمين الذين أحدثوا من الشرك والعبادات ما لم يأذن به الله تعالى، قال تعالى: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ[16]...) إلى آخر ما ذكره رحمه الله في رسالته الجليلة المسماة: "القاعدة الجليلة في التوسل والوسيلة" قد أوضح فيها أنواع الشرك فراجعها إن شئت.

    وقال أيضا - رحمه الله - في رسالته إلى اتباع الشيخ عدي بن مسافر ص 31 ما نصه: (فصل: وكذلك الغلو في بعض المشايخ إما في الشيخ عدي، ويونس القني أو الحلاج وغيرهم، بل الغلو في علي بن أبي طالب رضي الله عنه ونحوهم، بل الغلو في المسيح عليه السلام ونحوه، فكل من غلا في حي أو في رجل صالح كمثل علي رضي الله عنه أو عدي أو نحوه، أو في من يعتقد فيه الصلاح كالحلاج أو الحاكم الذي كان بمصر، أو يونس القني ونحوهم، وجعل فيه نوعا من الألوهية، مثل أن يقول: كل رزق لا يرزقنيه الشيخ فلان ما أريده، أو يقول إذا ذبح شاة: باسم سيدي. أو يعبده بالسجود له أو لغيره أو يدعوه من دون الله تعالى مثل أن يقول: يا سيدي فلان اغفر لي أو ارحمني أو انصرني أو ارزقني أو أغثني أو أجرني أو توكلت عليك، أو أنت حسبي، أو أنا حسبك، أو نحو هذه الأقوال والأفعال التي هي من خصائص الربوبية التي لا تصلح إلا لله تعالى، فكل هذا شرك وضلال يستتاب صاحبه فإن تاب وإلا قتل، فإن الله إنما أرسل الرسل وأنزل الكتب لنعبد الله وحده لا شريك له ولا نجعل مع الله إلها آخر.

    والذين كانوا يدعون مع الله آلهة أخرى مثل الشمس والقمر والكواكب وعزير والمسيح والملائكة واللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ويغوث ويعوق ونسرا، وغير ذلك لم يكونوا يعتقدون أنها تخلق الخلائق، أو أنها تنزل المطر، أو أنها تنبت النبات، إنما كانوا يعبدون الأنبياء والملائكة والكواكب والجن والتماثيل المصورة لهؤلاء، أو يعبدون قبورهم، ويقولون: إنما نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى، ويقولون: هم شفعاؤنا عند الله، فأرسل الله رسله تنهى أن يدعى أحد من دونه لا دعاء عبادة ولا دعاء استغاثة.

    قال تعالى: قُُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا[17].

    قال طائفة من السلف: كان أقوام يدعون المسيح وعزيرا والملائكة فقال الله لهم: هؤلاء الذين تدعونهم يتقربون إلي كما تتقربون، ويرجون رحمتي كما ترجون رحمتي، ويخافون عذابي كما تخافون عذابي.

    وقال تعالى: قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ * وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ[18]، فأخبر سبحانه أن ما يدعى من دون الله ليس له مثقال ذرة في الملك ولا شريك في الملك، وأنه ليس له في الخلق عون يستعين به، وأنه لا تنفع الشفاعة عنده إلا بإذنه.. ). إلى أن قال رحمه الله: (وعبادة الله وحده هي أصل الدين، وهو التوحيد الذي بعث الله به الرسل وأنزل به الكتب، فقال تعالى: وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ[19]، وقال تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ[20]، وقال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ[21]، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحقق التوحيد ويعلمه أمته حتى قال له رجل: ما شاء الله وشئت. فقال: ((أجعلتني لله ندا، بل ما شاء الله وحده))[22]، وقال: ((لا تقولوا: ما شاء الله وشاء محمد، ولكن قولوا: ما شاء الله ثم ما شاء محمد))[23]، ونهى عن الحلف بغير الله تعالى فقال: ((من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت))[24]، وقال: ((من حلف بغير الله فقد أشرك))[25] وقال: ((لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، وإنما أنا عبد الله فقولوا: عبد الله ورسوله))[26].

    ولهذا اتفق العلماء على أنه ليس لأحد أن يحلف بمخلوق كالكعبة ونحوها.

    ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن السجود له، ولما سجد بعض أصحابه له نهى عن ذلك وقال: ((لا يصلح السجود إلا لله))[27]، وقال: ((لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها))[28]، وقال لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: ((أرأيت لو مررت بقبري أكنت ساجدا له)) قال: لا، قال: ((فلا تفعلوا))[29]، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد وقال في مرض موته: ((لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبياءهم مساجد...))[30] إلى أن قال رحمه الله: (ولهذا اتفق أئمة الإسلام على أنه لا يشرع بناء المساجد على القبور ولا تشرع الصلاة عند القبور، بل كثير من العلماء يقول الصلاة عندها باطلة.... ).

    إلى أن قال رحمه الله تعالى: (وذلك أن من أكبر أسباب عبادة الأوثان كانت تعظيم القبور بالعبادة ونحوها، قال الله تعالى في كتابه: وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا[31]، قال طائفة من السلف: (كانت هذه الأسماء لقوم صالحين فلما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم وعبدوها).

    ولهذا اتفق العلماء على أن من سلم على النبي صلى الله عليه وسلم عند قبره أنه لا يتمسح بحجرته ولا يقبلها) انتهى المقصود من كلامه رحمه الله.

    وقال العلامة ابن القيم رحمه الله في الجواب الكافي ص (156) ما نصه: (فصل: ويتبع هذا الشرك به سبحانه في الأفعال والأقوال والإرادات والنيات، فالشرك في الأفعال كالسجود لغيره، والطواف بغير بيته، وحلق الرأس عبودية وخضوعا لغيره، وتقبيل الأحجار غير الحجر الأسود الذي هو يمين الله في الأرض، وتقبيل القبور واستلامها والسجود لها، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم من اتخذ قبور الأنبياء والصالحين مساجد يصلي لله فيها، فكيف بمن اتخذ القبور أوثانا يعبدها من دون الله.

    ففي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد))[32]، وفي الصحيح عنه: ((إن من أشرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء، والذين يتخذون القبور مساجد))[33]، وفي الصحيح أيضا عنه: ((إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك))[34]، وفي مسند الإمام أحمد رضي الله عنه، وصحيح ابن حبان عنه أنه قال: ((لعن الله زوارات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج))[35]، وقال: ((اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد))[36]، وقال: ((إن من كان قبلكم كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور وأولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة))[37]، فهذا حال من سجد لله في مسجد على قبر فكيف حال من سجد للقبر نفسه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد))[38] انتهى كلامه رحمه الله.

    وبما ذكرنا في صدر هذا الجواب، وبما نقلناه عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وتلميذه العلامة ابن القيم رحمه الله يتضح لكم ولغيركم من القراء أن ما يفعله الجهال من الشيعة وغيرهم عند القبور من دعاء أهلها، والاستغاثة بهم، والنذر لهم، والسجود لهم، وتقبيل القبور طلبا لشفاعتهم أو نفعهم لمن قبّلها، كل ذلك من الشرك الأكبر لكونه عبادة لهم، والعبادة حق لله وحده كما قال الله سبحانه: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا[39]، وقال سبحانه: وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ[40] الآية، وقال عز وجل: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ[41] إلى غير ذلك من الآيات التي سبق بعضها.

    أما تقبيل الجدران، أو الشبابيك أو غيرها، واعتقاد أن ذلك عبادة لله، لا من أجل التقرب بذلك إلى المخلوق، فإن ذلك يسمى بدعة لكونه تقربا لم يشرعه الله، فدخل في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))[42]، وفي قوله صلى الله عليه وسلم: ((إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة))[43].

    وأما تقبيل الحجر الأسود، واستلامه، واستلام الركن اليماني فكل ذلك عبادة لله وحده واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم لكونه فعل ذلك في حجة الوداع وقال: ((خذوا عني مناسككم))[44]، وقد قال الله عز وجل: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ[45] الآية.

    وأما التبرك بشعره صلى الله عليه وسلم وعرقه ووضوئه، فلا حرج في ذلك كما تقدم؛ لأنه عليه الصلاة والسلام أقر الصحابة عليه، ولما جعل الله فيه من البركة، وهي من الله سبحانه، وهكذا ما جعل الله في ماء زمزم من البركة حيث قال صلى الله عليه وسلم عن زمزم: ((إنها مباركة، وإنها طعام طعم وشفاء سقم))[46].

    والواجب على المسلمين الاتباع والتقيد بالشرع، والحذر من البدع القولية والعملية، ولهذا لم يتبرك الصحابة رضي الله عنهم بشعر الصديق رضي الله عنه، أو عرقه أو وضوئه ولا بشعر عمر أو عثمان أو علي أو عرقهم أو وضوئهم، ولا بعرق غيرهم من الصحابة وشعره ووضوئه؛ لعلمهم بأن هذا أمر خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولا يقاس عليه غيره في ذلك، وقد قال الله عز وجل: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ[47].

    وقال كثير من الصحابة رضي الله عنهم: (اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم).

    وأما توسل عمر رضي الله عنه والصحابة بدعاء العباس في الاستسقاء، وهكذا توسل معاوية رضي الله عنه في الاستسقاء بدعاء يزيد بن الأسود، فذلك لا بأس به لأنه توسل بدعائهما وشفاعتهما ولا حرج في ذلك.

    ولهذا يجوز للمسلم أن يقول لأخيه: ادع الله لي، وذلك دليل من عمل عمر والصحابة رضي الله عنهم ومعاوية رضي الله عنه على أنه لا يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء ولا غيره بعد وفاته، ولو كان ذلك جائزاً لما عدل عمر الفاروق والصحابة رضي الله عنهم عن التوسل به صلى الله عليه وسلم إلى التوسل بدعاء العباس، ولما عدل معاوية رضي الله عنه عن التوسل به صلى الله عليه وسلم إلى التوسل بيزيد بن الأسود، وهذا شيء واضح بحمد الله.

    وإنما يكون التوسل بالإيمان به صلى الله عليه وسلم ومحبته، والسير على منهاجه، وتحكيم شريعته وطاعة أوامره، وترك نواهيه، هذا هو التوسل الشرعي به صلى الله عليه وسلم بإجماع أهل السنة والجماعة، وهو المراد بقول الله سبحانه: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ[48]، وبما ذكرنا يعلم أن التوسل بجاهه صلى الله عليه وسلم أو بذاته من البدع التي أحدثها الناس، ولو كان ذلك خيراً لسبقنا إليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم أعلم الناس بدينه وبحقه صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم.

    وأما توسل الأعمى به صلى الله عليه وسلم في رد بصره إليه فذلك توسل بدعائه وشفاعته حال حياته صلى الله عليه وسلم، ولهذا شفع له النبي صلى الله عليه وسلم ودعا له.

    والله المسئول بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يمنحني وإياكم وسائر إخواننا الفقه في دينه والثبات عليه، وأن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان، وأن يمنحهم الفقه في الدين، وأن يولي عليهم خيارهم ويصلح قادتهم، وأن يوفق جميع حكام المسلمين للفقه في الدين والحكم بشريعة الله سبحانه والتحاكم إليها وإلزام الشعوب بها والحذر مما يخالفها عملا بقول الله عز وجل: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[49]، وبقوله سبحانه: أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ[50]، إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    مفتي عام المملكة العربية السعودية

    ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء

    [1] رواه مسلم في كتاب الإيمان برقم 82.

    [2] رواه مسلم في كتاب الإمارة برقم 5309 واللفظ له، ورواه الترمذي في كتاب العلم برقم 2595، وأبو داود في الأدب برقم 4464.

    [3] سورة المائدة من الآية 2.

    [4] سورة النحل الآية 125.

    [5] رواه البخاري في كتاب الصلح برقم 2499، ومسلم في كتاب الأقضية برقم 3242 واللفظ متفق عليه.

    [6] رواه مسلم في كتاب الأقضية برقم 3243.

    [7] رواه مسلم في الجمعة برقم 1435، والنسائي في العيدين برقم 1560.

    [8] رواه البخاري في كتاب الحج برقم 1494 واللفظ له، ورواه مسلم في كتاب الحج برقم 2230.

    [9] سورة يونس الآية 18.

    [10] سورة الزمر الآيتان 2 – 3.

    [11] سورة المؤمنون الآية 117.

    [12] سورة فاطر الآيتان 13 – 14.

    [13] سورة سبأ الآيتان 40 – 40.

    [14] سورة الإسراء الآيتان 56 – 57.

    [15] سورة النساء من الآية 64.

    [16] سورة الشورى الآية 21.

    [17] سورة الإسراء الآيتان 56 – 57.

    [18] سورة سبأ الآيتان 22 – 23.

    [19] سورة الزخرف الآية 45.

    [20] سورة النحل الآية 36.

    [21] سورة الأنبياء الآية 25.

    [22] رواه الإمام أحمد في مسند بني هاشم برقم 1742 ولفظه: ((أجعلتني والله عدلا)).

    [23] رواه ابن ماجه في الكفارات برقم 2109 والدارمي في الاستئذان برقم 2583 واللفظ له.

    [24] رواه البخاري في كتاب الشهادات برقم 2482 واللفظ له ورواه مسلم في الأيمان برقم 3105.ize="7"][/size]

  16. #56
    مشرف عام مجلس السادة الاشراف - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف قاسم بن محمد السعدي
    تاريخ التسجيل
    02-02-2010
    العمر
    55
    المشاركات
    10,743

    افتراضي

    [SIZما هو حكم التوسل بالرسول والأنبياء والصالحين الأموات؟


    ويجيب عن هذا التساؤل أشخاصٌ لا يجهلهم أحد إن شاء الله:


    قال ابن تيمية: أما لفظ الغوث والغياث فلا يستحقه إلا الله، فهو غياث المستغيثين، فلا يجوز لأحد الاستغاثة بغيره، لا بملك مقرب ولا نبي مرسل، ومن زعم أن أهل الأرض يدفعون حوائجهم التي يطلبونها من كشف الضر عنهم ونزول الرحمة ... إلى الغوث فهو كاذب ضال مشرك، فقد كان المشركون كما أخبر الله عنهم بقوله: وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ {الإسراء: 67}. وقال سبحانه: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل: 62} فكيف يكون المؤمنون يرفعون إليه حوائجهم بعده بوسائط من الحُجّاب وهو القائل سبحانه: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة: 186}. وقال إبراهيم عليه السلام داعيا لأهل مكة: رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ {إبراهيم: 37}. الخ. اهـ باختصار.

    قال ابن تيمية: من جعل بينه وبين الله وسائط يتوكل عليهم يدعوهم ويسألهم كفر إجماعا. اهـ.</SPAN>

    وهذا الكلام قصد به التوسل بالنبى بعد موته كما كان قصد الألبانى كما سيتضح إن شاء الله

    :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::


    المفتي : محمد بن صالح العثيمين
    التصنيف الموضوعي : القرأن الكريم
    مصدر الفتوى :مجموع رسائل وفتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين


    سئل فضيلة الشيخ : عن حكم التوسل بالنبي ، صلى الله عليه وسلم ؟


    الجواب:
    فأجاب قائلاً : التوسل بالنبي – صلى الله عليه وسلم – أقسام :
    الأول : أن يتوسل بالإيمان به فهذا التوسل صحيح، مثل أن يقول : : "اللهم إني آمنت بك وبرسولك فاغفر لي"؛ وهذا لا بأس به ؛ وقد ذكره الله-تعالى- في القرآن الكريم في قوله : ] ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار[(1) ، ولأن الإيمان بالرسول - صلى الله عليه وسلم - وسيلة شرعية لمغفرة الذنوب، وتكفير السيئات؛ فهو قد توسل بوسيلة ثابتة شرعاً.
    الثاني : أن يتوسل بدعائه – صلى الله عليه وسلم – أي بأن يدعو للمشفوع له؛ وهذا أيضاً جائز وثابت لكنه لا يمكن أن يكون إلا في حياة الرسول – صلى الله عليه وسلم -؛ وقد ثبت عن عمر – رضي الله عنه – أنه قال: "اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا" وأمر العباس أن يقوم فيدعو الله- سبحانه وتعالى – بالسقيا؛ فالتوسل في حياة النبي – صلى الله عليه وسلم –بدعائه جائز، ولا بأس به.
    الثالث : أن يتوسل بجاه الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، سواء في حياته، أو بعد مماته: فهذا توسل بدعي لا يجوز؛ وذلك لأن جاه الرسول –صلى الله عليه وسلم- لا ينتفع به إلا الرسول – صلى الله عليه وسلم –؛ وعلى هذا فلا يجوز للإنسان أن يقول : : اللهم إني أسألك بجاه نبيك أن تغفر لي أو ترزقني الشيء الفلاني ؛ لأن الوسيلة لا بد أن تكون وسيلة ؛ والوسيلة مأخوذة من الوسل بمعنى الوصول إلى الشيء؛ فلا بد أن تكون هذه الوسيلة موصلة إلى الشيء وإذا لم تكن موصلة إليه فإن التوسل بها غير مجد، ولا نافع ؛ وعلى هذا فنقول : التوسل بالرسول - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أقسام:
    القسم الأول : أن يتوسل بالإيمان به، واتباعه؛ وهذا جائز في حياته، وبعد مماته.
    القسم الثاني : أن يتوسل بدعائه أي بأن يطلب من الرسول – صلى الله عليه وسلم – أن يدعو له فهذا جائز في حياته لا بعد مماته؛ لأنه بعد مماته متعذر.
    القسم الثالث: أن يتوسل بجاهه، ومنزلته عند الله؛ فهذا لا يجوز لا في حياته، ولا بعد مماته؛ لأنه ليس وسيلة؛ إذ إنه لا يوصل الإنسان إلى مقصوده؛ لأنه ليس من عمله.
    فإذا قال قائل : جئت إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - عند قبره، وسألته أن يستغفر لي، أو أن يشفع لي عند الله فهل يجوز ذلك أولا ؟
    قلنا : لا يجوز .
    فإذا قال: أليس الله يقول: ]ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً[(1) .
    قلنا له: بلى إن الله يقول : ذلك ، ولكن يقول : ]ولو أنهم إذ ظلموا[ و ]إذ[ هذه ظرف لما مضى، وليست ظرفاً للمستقبل ؛ لم يقل الله : ولو أنهم إذ ظلموا ..، بل قال]إذ ظلموا [ . فالآية تتحدث عن أمر وقع في حياة الرسول- صلى الله عليه وسلم-واستغفار الرسول– صلى الله عليه وسلم – بعد مماته أمر متعذر؛ لأنه إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث – كما قال الرسول – صلى الله عليه وسلم –:"صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له" . فلا يمكن لإنسان بعد موته أن يستغفر لأحد؛ بل ولا يستغفر لنفسه أيضاً؛ لأن العمل انقطع.


    :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::
    المفتي : عبد العزيز بن عبد الله بن باز
    التصنيف الموضوعي : نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
    مصدر الفتوى :مجموع فتاوى ورسائل الشيخ عبد العزيز بن باز


    س : ما حكم التوسل بسيد الأنبياء ، وهل هناك أدلة على تحريمه؟


    الجواب:
    جـ : التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم فيه تفصيل ، فإن كان ذلك باتباعه ومحبته وطاعة أوامره وترك نواهيه والإخلاص لله في العبادة فهذا هو الإسلام وهو دين الله الذي بعث به أنبياء ، وهو الواجب على كل مكلف . . وهو الوسيلة للسعادة في الدنيا والآخرة ، أما التوسل بدعائه والاستغاثة به وطلبه النصر على الأعداء والشفاء للمرضى - فهذا هو الشرك الأكبر ، وهو دين أبي جهل وأشباهه من عبدة الأوثان ، وهكذا فعل ذلك مع غيره من الأنبياء والأولياء أو الجن أو الملائكة أو الأشجار أو الأحجار أو الأصنام . وهناك نوع ثالث يسمى التوسل وهو التوسل بجاهه صلى الله عليه وسلم أو بحقه أو بذاته مثل أن يقول الإنسان : أسألك يا الله بنبيك أو جاه نبيك أو حق نبيك أو جاه الأنبياء أو حق الأنبياء أو جاه الأولياء والصالحين وأمثال ذلك فهذا بدعة ومن وسائل الشرك ولا يجوز فعله معه ولا مع غيره؛ لأن الله سبحانه وتعالى لم يشرع ذلك والعبادات توقيفية لا يجوز منها إلا ما دل عليه الشرع المطهر ، وأما توسل الأعمى به في حياته فهو توسل به صلى الله عليه وسلم ليدعو له ويشفع له إلى الله في إعادة بصره إليه ، وليس توسلا بالذات أو الجاه أو الحق كما يعلم ذلك من سياق الحديث وكما أوضح ذلك علماء السنة في شرح الحديث .
    وقد بسط الكلام في ذلك شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله في كتبه الكثيرة المفيدة ، ومنها كتابه المسمى : القاعدة الجليلة في التوسل والوسيلة ، وهو كتاب مفيد جدير بالاطلاع عليه والاستفادة منه .
    وهذا الحكم جائز مع غيره صلى الله عليه وسلم من الأداء كأن تقول لأخيك أو أبيك أو من تظن فيه الخير : ادع الله لي أن يشفيني من مرضي أو يرد علي بصري أو يرزقني الذرية الصالحة أو نحو ذلك بإجماع أهل العلم . والله ولي التوفيق .
    :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::
    العلامة/ عبد الرحمن بن ناصرالبراك


    الحمد لله، وصلى الله وسلم وباركعلى عبده ورسوله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه،
    التوسُّل هو: اتخاذ الوسيلةالتي يتوصل بها إلى المطلوب، وأعظم ذلك وأفضله التوسُّل إلى الله بالأعمال الصالحة،أي بفعل ما أمر به، وترك ما نهى عنه، والتوسل على وجوه منها المشروع ومنها الممنوع،والمقصود بالتوسُّل المسؤول عنه هو التوسُّل إلى الله بالدعاء،
    فالتوسُّل إلىالله بدعائه يكون مشروعاً على وجهين، توسُّل إلى الله بأسمائه وصفاته كقول العبد: أسألك اللهم برحمتك، وقوله: اللهم اغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم، وما أشبه ذلك،الثاني: التوسُّل إلى الله بدعاء الصالحين، وذلك بأن يطلب من العبد الصالح الدعاء،ومن ذلك ما كان الصحابة يفعلونه مع النبي –صلى الله عليه وسلم– إذ كانوا يطلبونه أنيدعو لهم، سواء كان ذلك لفرد أو لجماعة وهذا كثير، إذ كانوا يسألون النبي –عليهالصلاة والسلام– أن يستسقي لهم، كما في حديث الأعرابي الذي دخل المسجد والنبي -صلىالله عليه وسلم– يخطب، فقال: يا رسول الله! هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فادع اللهيغيثنا، فرفع النبي –صلى الله عليه وسلم– يديه ودعا - انظر ما رواه البخاري (933)،ومسلم (897)، فهذا توسُّل إلى الله بدعاء النبي –صلى الله عليه وسلم– ولهذا قال عمر –رضي الله عنه-: اللهم إنا كنا نتوسَّل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعمنبينا فاسقنا – انظر ما رواه البخاري (1010)، ومن هذا القبيل حديث الأعمى الذي وردذكره في السؤال، قد جاء يطلب من النبي –صلى الله عليه وسلم– أن يدعو الله أن يردبصره، فخيَّره، قال: إن شئت دعوت، وإن شئت صبرت فهو خير لك قال: فادعه فأمره أنيتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبيالرحمة، إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضي لي اللهم فشفَّعه فيََّ –رواهالترمذي (3578)، وابن ماجة (1385) فهذا كله توسُّل إلى الله بدعاء النبي –صلى اللهعليه وسلم– في حياته، وأما بعد موته فلم يكن أحد من الصحابة يأتي إلى قبر النبي -صلى الله عليه وسلم– ليطلب منه الدعاء كما ذكر في حديث عمر-رضي الله عنه-، فقد عدلالصحابة –رضي الله عنهم– عن التوسُّل بالنبي –صلى الله عليه وسلم– بعد موته إلىالتوسُّل بالعباس في الاستسقاء، يعني بدعاء العباس، وهكذا طلب الناس يوم القيامة منالنبي –عليه الصلاة والسلام- حيث بطلب الناس يوم القيامة الشفاعة من آدم فنوحفإبراهيم فموسى فعيسى، وكلهم يعتذر، لعظم الأمر، فينتهي الأمر إلى النبي –صلى اللهعليه وسلم– فيأتي ويسجد لربه ويحمده فيؤذن له في الشفاعة، ويقال له: "ارفع رأسك،وقل يُسْمَع لك، وسل تُعْطَهُ، واشفع تُشفَّع" – انظر ما رواه البخاري (4712) ومسلم (194)، وسؤاله –صلى الله عليه وسلم– أن يشفع عند الله يوم القيامة هو من سؤال الحيالقادر.



    وهكذا القول في الاستغاثة، فالاستغاثة طلب الغوث لكشف كربة من نصرعلى عدو، أو جلب رزق، فالقول في الاستغاثة كالقول في التوسُّل، منه الجائز ومنهالممنوع، فالاستغاثة بالحي القادر جائزة، كما صنع الرجل الذي من شيعة موسى، قالالله –تعالى-: "فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه" [القصص: 15] ومن هذا النوع استغاثة الناس من كرب يوم القيامة بالأنبياء ليشفعوا لهمعند الله -كما تقدم-، فهي استغاثة بحي قادر، وأما الاستغاثة بالغائبين وبالأمواتلكشف الشدائد وجلب المنافع فذلك من الشرك بالله، وهو الذي كان يفعله المشركون،فيستغيثون بالملائكة، وبالأنبياء، وكما يفعل النصارى وأشباههم من أهل الغلو فيالصالحين.



    ومن الاستغاثة بالحي القادر ما ورد في قصة هاجر، فإنها إنما طلبتالغوث ممن شعرت بوجوده،لم تستغث بغائب، وقد حصل لها ما طلبته، فأغاثها الملك بماأمره الله به، من تفجير عين زمزم – انظر ما رواه البخاري (3365).



    وأما حديثفاطمة بنت أسد، وقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: "الله الذي يحيي ويميت وهو حيٌّلا يموت، اغفر لأمي فاطمة بنت أسد، ولقَّنها حجتها، ووسع عليها مدخلها، بحق نبيكوالأنبياء الذين من قبلي، فإنك أرحم الراحمين" – رواه الطبراني في الأوسط (189)،والهيثمي في المجمع (9/257) والحديث -كما ورد في السؤال- حديث لا يصلح للاحتجاج به،والتوسُّل إلى الله بجاه النبي أو بحقه أو بحق الأنبياء، أو بجاه الأنبياء، أو أحدمن الصالحين، كل ذلك من التوسُّل البدعي؛ لأنه توسُّل إلى الله بما لم يجعله اللهوسيلة، وجاه النبي وغيره من الأنبياء والصالحين ليس وسيلة لأحد من الناس إلا لمندعا له النبي –صلى الله عليه وسلم– فإن ذلك ينفعه، أما من لم يدع له النبي فإنه لامعنى للتوسُّل إلى الله بجاهه، وقول القائل: أسألك بجاه نبيك، أو بحقه، أو بحق عبدكالصالح فلان، لا معنى له، ولا مناسبة فيه للمطلوب، فإن منـزلة العبد وجاهه وحقهإنما هو وسيلة له إلى الله –سبحانه وتعالى- وليست وسيلة لغيره، فهذا هو الفصل فيهذا المقام، فيفرق بين من دعا له الرسول –عليه الصلاة والسلام– أو غيره من الأنبياءوالصالحين، ومن لم يدع له، فالأعمى إنما توسَّل إلى الله بالنبي –عليه الصلاةوالسلام- حيث دعا له وشفع له، فطلب من ربه أن يشفِّعه فيه.



    وأما ما ذكر منأن الرسول –صلى الله عليه وسلم– حيّ في قبره، فهذا ليس على إطلاقه، وليس كما يظنالجاهلون، بل هو حيّ حياة خاصة، وهي التي يعبر عنها العلماء بالحياة البرزخية، فلهمن الحياة البرزخية أكملها، ولكن هذا لا يقتضي أن يكون في هذه الحياة كحاله قبلموته –صلى الله عليه وسلم– فقد مات وفارق هذه الدنيا، فلهذا لم يكن الصحابة يطلبونمنه الدعاء، فضلاً عن أن يدعوه أو يستغيثوا به، بل ولا يسألونه عن مسائل الدين،فإنه في عالم آخر، ولا يعلم من أمر أمته إلا ما شاء الله أن يطلعه عليه، مثل عرضالصلاة والسلام، أو تبليغه الصلاة والسلام عليه من أمته،



    وما ورد في السؤالمن أن الشيخ ناصر الألباني –رحمه الله– يكفّر من يستغيث بالنبي –صلى الله عليهوسلم– ويعده مشركاً، ففي هذا مجازفة وافتراء على الشيخ، فإن هذا من رمي البريء فهوإفك وبهتان، فالشيخ –رحمه الله– من العلماء المحققين في عقيدة السلف، فلا يكفّر إلامن كفرّه الله ورسوله، والتوسل والاستغاثة التي أنكرها الشيخ ليست الاستغاثة به فيحياته، ولا الاستغاثة به يوم القيامة، وإنما الاستغاثة به ودعاؤه وطلب الحوائج منهبعد موته عند قبره أو بعيداً عن قبره، كما يفعل الذين يستغيثون به –صلى الله عليهوسلم– وينادونه في الشدائد قائلين: "يا رسول الله المدد، أو انصرني على عدوي أواشفني، أو اشفِ مريضي، كما يفعلون مثل ذلك مع من هو دون النبي –عليه الصلاةوالسلام– من أولياء الله، بل قد يفعلونه مع من لا يعرف بولايته لله، أو من يعرفبالفسق والفجور، ممن يدعى لهم الصلاح وليسوا بصالحين،فاعلم أيها السائل، أنما نسبإلى الشيخ من ذلك كذب وبهتان، ولترجع إلى كتبه التي بيّن فيها حقيقة المسألةوفصلها، مثل كتاب "تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد" ومقالاته في التوسل التيجمعها الأستاذ عيد عباس وغير ذلك من مؤلفاته التي يقرر فيها مذهب أهل السنةوالجماعة في توحيد العبادة وغيره، ويفرق فيه بين التوسُّل والاستغاثة الجائزين أوالممنوعين، وقد أحسنت أيها الأخ حيث تثـبَّتَّ في الأمر، وهذا هو الواجب على المسلمإذا سمع بما لا يعلم ثبوته تثـبَّتَّ وتبيّن، كما قال -سبحانه وتعالى-: "يا أيهاالذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا... الآية" [ الحجرات:6].



    منَّ اللهعليّ وعليك وجميع المسلمين بالبصيرة في الدين، وعصمنا من اتِّباع الهوى ومضلاتالفتن، إنه –تعالى- على كل شيء قدير،
    وصلى الله وسلم وبارك على عبدهورسوله.


    :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::


    حكم التوسل بالأولياء والصالحين


    قرأها وراجعها الأستاذ الدكتور
    ناصر بن عبدالكريم العقل


    الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:


    * فإنه نتيجة لبعد كثير من المسلمين عن ربهم وجهلهم بدينهم في هذا الزمن فقد كثرت فيهم الشركيات والبدع والخرافات، ومن ضمن هذه الشركيات التي انتشرت بشكل كبير تعظيم بعض المسلمين لمن يسمونهم بالأولياء والصالحين ودعاؤهم من دون الله واعتقادهم أنهم ينفعون ويضرون، فعظموهم وطافوا حول قبورهم.


    * ويزعمون أنهم بذلك يتوسلون بهم إلى الله لقضاء الحاجات وتفريج الكربات، ولو أن هؤلاء الناس الجهلة رجعوا إلى القرآن والسنة وفقهوا ما جاء فيهما بشأن الدعاء والتوسل لعرفوا ما هو التوسل الحقيقي المشروع ؟


    * إن التوسل الحقيقي المشروع هو الذي يكون عن طريق طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم بفعل الطاعات واجتناب المحرمات، وعن طريق التقرب إلى الله بالأعمال الصالحة وسؤاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، فهذا هو الطريق الموصل إلى رحمة الله ومرضاته.


    * أما التوسل إلى الله عن طريق : الفزع إلى قبور الموتى والطواف حولها، والترامي على أعتابها وتقديم النذور لأصحابها، لقضاء الحاجات وتفريج الكربات فليس توسلا مشروعا بل هذا هو الشرك والكفر بعينه والعياذ بالله .


    * فكل من غلا في حيٍ ، أو رجل صالح، أو نحوه، وجعل له نوعا من أنواع العبادة مثل أن يقول إذا ذبح شاة: باسم سيدي، أو يعبده بالسجود له أو يدعوه من دون الله تعالى مثل أن يقول: يا سيدي فلان أغفر لي أو ارحمني أو انصرني أو ارزقني أو أغثني، أو نحو ذلك من الأقوال والأفعال التي هي من خصائص الرب والتي لا تصلح إلا الله تعالى، فقد أشرك بالله شركا أكبر، فإن الله تعالى إنما أرسل الرسل وأنزل الكتب لنعبد الله وحده لا شريك له ولا نجعل مع الله إلها آخر.


    * والذين كانوا يدعون مع الله آلهةً أخرى مثل اللات والعزى وغيرها لم يكونوا يعتقدون أنها تخلق الخلائق، أو أنها تنزل المطر، وإنما كانوا يعبدونها ويقولون: إنما نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى ويقولون: هم شفعاؤنا عند الله.


    * فأرسل الله رسله تنهى أن يُدعى أحد من دونه لا دعاء عبادة، ولا دعاء استغاثة، وقال تعالى: ( قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلا تَحْوِيلاً ) الإسراء: 56 وقال تعالى: ( قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ * وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ) سبأ :22 فأخبر سبحانه: أن ما يُدعى من دون الله ليس له مثقال ذرة في الملك وأنه ليس له من الخلق عون يستعين به.


    * ولقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد، فقال في مرض موته: (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما صنعوا) وكان ذلك سدا لذريعة الوقوع في الشرك فإن من أكبر أسباب عبادة الأوثان كان بسبب تعظيم القبور بالعبادة ونحوها.


    * وأما ما جاء في توسل عمر بن الخطاب بالعباس رضي الله عنهما، الذي قد يحتج به البعض، فإن عمر توسل بدعاء العباس لا بشخصه، والتوسل بدعاء الأشخاص غير التوسل بشخصهم بشرط أن يكونوا أحياء؛ لأن التوسل بدعاء الحي نوع من التوسل المشروع بشرط أن يكون المتوسل بدعائه رجلا صالحا. وهذا من جنس أن يطلب رجل الدعاء من رجل صالح حي ثم يطلب من الله أن يقبل دعاء هذا الرجال الصالح الحي له.


    * أما الميت الذي يذهب إليه السائل ليسأل الله ببركته ويطلب منه العون قد أصبح بعد موته لا يملك لنفسه شيئا ولا يستطيع أن ينفع نفسه بعد موته فكيف ينفع غيره؟! ولا يمكن لأي إنسان يتمتع بذرة من العقل السليم يستطيع أن يقرر أن الذي مات وفقد حركته وتعطلت جوارحه يستطيع أن ينفع نفسه بعد موته فضلا عن أن ينفع غيره، وقد نفى النبي صلى الله عليه وسلم قدرة الإنسان على فعل أي شيء بعد موته فقال: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) فتبين من الحديث أن الميت هو الذي بحاجة إلى من يدعو له ويستغفره له، وليس الحي هو الذي بحاجة إلى دعاء الميت، وإذا كان الحديث يقرر انقطاع عمل ابن آدم بعد موته، فكيف نعتقد أن الميت حي في قبره حياة تمكنه من الاتصال بغيره وإمداده بأي نوع من الإمدادات؟ كيف نعتقد ذلك؟! وفاقد الشيء لا يعطيه والميت لا يمكنه سماع من يدعوه مهما أطال في الدعاء قال تعالى: (وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمٍْ ) فاطر:13،14 فنفى الله عنهم الملك وسماع الدعاء ومعلوم أن الذي لا يملك لا يعطي، وأن الذي لا يسمع لا يستجيب ولا يدري، وبينت الآية أن كل مدعو من دون الله كائنا من كان فإنه لا يستطيع أن يحقق لداعيه شيئا .


    * وكل معبود من دون الله فعبادته باطلة، قال تعالى( وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنْ الظَّالِمِينَ * وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ ) الآية يونس: 106،107 ويتبين من هذه الآية أن كل مدعو من دون الله لا ينفع ولا يضر، فإذا ما الفائدة من عبادته ودعائه، وهذا فيه تكذيب لأهل الخرافة الذين يقولون ذهبنا للقبر الفلاني أو دعونا الولي الفلاني وتحصل لنا ما نريد، فمن قال ذلك فقد كذب على الله، ولو فرض أن حصل شيء مما يقولون فإنه حصل بأحد سببين:
    1- إن كان الأمر مما يقدر عليه الخلق عادة فهذا حصل من الشياطين لأنهم دائما يحضرون عند القبور، لأنه ما من قبر أو صنم يعبد من دون الله إلا تحضره الشياطين لتعبث في عقول الناس.
    * وهؤلاء المتوسلون بالأولياء لما كانوا من جنس عباد الأوثان صار الشيطان يضلهم ويغويهم كما يضل عباد الأوثان قديما فتتصور الشياطين في صورة ذلك المستغاث به وتخاطبهم بأشياء على سبيل المكاشفة، كما تخاطب الشياطين الكهان وقد يكون بعض ذلك صدقاً، ولكن أكثره كذب، وقد تقضي بعض حاجاتهم وتدفع عنهم بعض ما يكرهون مما يقدر عليه البشر عادة، فيظن هؤلاء السذج أن الشيخ، أو الولي هو الذي خرج من قبره وفعل ذلك، وإنما هو في الحقيقة الشيطان تمثل على صورته ليضل المشرك المستغيث به، كما تدخل الشياطين في الأصنام وتكلم عابديها وتقضي بعض حوائجهم.
    2- أما إن كان الأمر مما لا يقدر عليه إلا الله كالحياة والصحة والغنى والفقر، وغير ذلك مما هو من خصائص الله، فهذا انقضى بقدر سابق قد كتبه الله ولم يحصل ذلك ببركة دعاء صاحب القبر كما يزعمون.


    * فينبغي على الإنسان العاقل ألا يصدق مثل هذه الخرافات، وأن يعلق قلبه بالله وينزل حاجته به حتى تقضي ولا يلتفت إلى الخلق لأن الخلق ضعفاء مساكين فيهم الجهل والعجز، وكيف يطلب الإنسان حاجته من مخلوق مثله؟ وقد يكون ذلك المخلوق ميتا أيضا لا يسمع ولا يرى ولا يملك شيئا، ولكن الشيطان يزين للناس ما كانوا يعملون.


    الكرامات المزعومة


    * لقد اختلطت الأمور على كثير من الناس اختلاطا عجيبا جعلهم يجهلون حقيقة المعجزات والكرامات، فلم يفهموها على وجهها الصحيح، ليفرقوا بين المعجزات والكرامات الحقيقية التي تأتي من الله وحده إتماما لرسالته إلى الناس وتأييدا لرسله أو إكراما لبعض أوليائه الصالحين الحقيقيين، لم يفرقوا بينها وبين الخرافات والأباطيل التي يخترعها الدجالون ويسمونها معجزات وكرامات ليضحكوا بها على عقول الناس وليأكلوا أموالهم بالباطل .


    * ولقد ظن الجهلة من الناس أن المعجزات والكرامات من الأمور الكسبية والأفعال الاختيارية التي تدخل في استطاعة البشر، بحيث يفعلونها من تلقاء أنفسهم وبمحض إرادتهم، وبهذا الجهل اعتقدوا أن الأولياء والصالحين يملكون القدرة على فعل المعجزات والكرامات في أي وقت يشاءون، وما ذلك إلا بجهل الناس بربهم وبحقيقة دينهم.


    * ونقول لهؤلاء : إن تصوير ما يحدث من هؤلاء الدجالين على أنها معجزة أو كرامة لهذا الولي أو ذلك كذب، وإنما هذه الحوادث كلها من عبث الشياطين أو من اختراع عقلية ماكرة اصطنعت تلك الحوادث الوهمية وسمتها كرامات ومعجزات لتضفي على أصحاب هذه القبور مهابة وإجلالا فتجعل لهم بركات ليعظمهم الناس.


    * ولا يمكن لأي عاقل يحتفظ بفطرته السليمة أن يصدق أن الميت يمكنه القيام بأي عمل بعد أن خرجت روحه من بدنه وبطلت حركته وأكل الدود جسمه وأصبح عظاما بالية، من الذي يصدق مثل هذه المزاعم المفضوحة إلا إنسان جاهل ساذج!! لأن هذه المزاعم التي يزعمونها مما يستحيل أن يفعلها الأحياء فضلا عن الأموات! فهل نلغي عقولنا التي منحنا الله لنصدق مثل هذه الخرافات؟


    * إن العقول المستنيرة والفطرة السليمة ترفض بشدة تصديق مثل هذه الخرافات لما في ذلك من مخالفة لسنن الله الشرعية والكونية. قال تعالى: ( مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ (79) وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) آل عمران: 79،80


    المشركون قديما وحديثا


    * إن الكثيرين من الناس من مرتادي القبور والمزارات يقولون: إن المشركين في الجاهلية كانوا يعبدون الأصنام، أما نحن فلا أصنام عندنا نعبدها، بل لدينا قبور لبعض المشايخ والصالحين لا نعبدها ولكننا فقط نسأل الله أن يقضي حاجاتنا إكراما لهم، والعبادة غير الدعاء.


    * ونقول لهؤلاء : إن طلب المدد والبركة من الميت هو في الحقيقة دعاء، كما كانت الجاهلية تدعو أصنامها تماما ولا فرق بين الصنم الذي يعبده المشركون قديما وبين القبر الذي يعبد الناس ساكنه حديثا، فالصنم والقبر والطاغوت كلها أسماء تحمل معنى واحدا وتطلق على كل من عبد من دون الله سواء كان إنسانا حيا أو ميتا أو جمادا أو حيوانا أو غير ذلك، ولما سئل المشركون قديما عن سبب توسلهم بالأصنام ودعائهم لها كان جوابهم: ( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ) الزمر:3 أي وسطاء بيننا وبين الله لقضاء حاجتنا، ومن ذلك يتبين أنه لا فرق بين دعوى الجاهلية الأولى وبين عباد القبور الذين ينتسبون إلى الإسلام اليوم فغاية الجميع واحدة وهي الشرك بالله ودعاء غير الله.


    شرك المحبة


    * إن مجرد انصراف القلب والمشاعر كلها إلى مخلوق بالحب والتعظيم فيما لا يجوز إلا الله يعتبر عبادة له، فالذين يزعمون أنهم يحبون الموتى من الأولياء والصالحين لكنهم يعظمونهم ويقدسونهم بما يزيد عن الحد الشرعي هم في الحقيقة يعبدونهم لأنهم من فرط حبهم له انصرفوا إليهم فجعلوا لهم الموالد والنذور وطافوا حول قبورهم كما يطوفون حول الكعبة واستغاثوا بهم وطلبوا المدد والعون منهم، ولولا التقديس والغلو فيهم ما فعلوا كل ذلك من أجل الموتى.


    * ومن غلوهم يهم أيضا أنهم يحرصون على أن يحلفوا بهم صادقين بينما لا يتحرجون من أن يحلفوا بالله كاذبين هازلين، والبعض منهم قد يسمع من يسب الله تعالى فلا يغضب لذلك ولا يتأثر بينما لو سمع أحدا يسب شيخه لغضب لذلك غضبا شديدا أليس في ذلك غلو في أوليائهم ومشايخهم أكثر من تعظيمهم لله؟ وأن محبتهم لهم غلبت محبة الله، قال تعالى: ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ ) البقرة:165


    الله قريب من عباده


    * إن الله تعالى قريب من عباده( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) البقر: 186 فليس بين الله وبين عباده ما يمنع من مناجاته واللجوء إليه وطلب الحاجة منه مباشرة حتى يلجأ الإنسان إلى قبور الموتى يتوسل بهم ويدعوهم ليشفعوا له عند الله ويسألهم مالا يملكون ويطلب منهم ما لا يقدرون عليه.


    * بل يجب على الإنسان أن يلجأ إلى ربه مباشرة، ويتوسل إليه التوسل المشروع وذلك بالتقرب إليه بالطاعات والأعمال الصالحة ودعائه بأسمائه الحسنى وصفاته العلا وأن يكون معتقدا تمام الاعتقاد أن الله تعالى هو المعز المذل المحيي المميت الرازق النافع المدبر لشؤون الحياة كلها وأن بيده وحده النفع والضر، قال صلى الله عليه وسلم (واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك بشيء إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك) فالفرد سواء كان حيا أو ميتا من باب أولى لن ينفع ولن يضر أحد إلا بشيء قد كتبه الله.


    * لذا فيجب على كل من ابتلي بمثل هذه الشركيات وهذه البدع والخرافات من طواف حول القبور وتعظيمها وسؤال أصحابها الحاجات وتفريج الكربات أن يتوب إلى الله من هذا العمل الفاسد الذي هو في الحقيقة شرك بالله وصاحبه مخلد في النار والعياذ بالله . قال تعالى: ( إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ) المائدة 72 وأن يخلص العبادة لله وحده لا شريك له في كل شأن من شؤون حياته وأن يعبد الله بما شرعه إن كان صادقا في إسلامه وألا يلتفت لأحد من الخلق كائنا من كان لا في دعاء ولا غيره مما لا يقدر عليه إلا الله وأن يلتزم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وألا يخالط أهل البدع وأهل الشرك لئلا يتأثر بهم ويقلدهم فيهلك معهم ويخسر الدنيا والآخرة والله أعلم .


    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

    :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::


    اللجنة الدائمة

    وقد سئلت اللجنة الدائمة عن : مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، ويقول في دعائه: اللهم أعطني كذا وكذا من خيري الدنيا والآخرة ، بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ، أو ببركة الرسول ، أو بحرمة المصطفى ، أو بجاه الشيخ التيجاني ، أو ببركة الشيخ عبد القادر، أو بحرمة الشيخ السنوسي فما الحكم ؟
    فأجابوا :
    " من توسل إلى الله في دعائه بجاه النبي صلى الله عليه وسلم أو حرمته أو بركته أو بجاه غيره من الصالحين أو حرمته أو بركته ، فقال: ( اللهم بجاه نبيك أو حرمته أو بركته أعطني مالا وولدا أو أدخلني الجنة وقني عذاب النار) مثلا ، فليس بمشرك شركا يخرج عن الإسلام ، لكنه ممنوع سدا لذريعة الشرك ، وإبعادا للمسلم من فعل شيء يفضي إلى الشرك .
    ولا شك أن التوسل بجاه الأنبياء والصالحين وسيلة من وسائل الشرك التي تفضي إليه على مر الأيام، على ما دلت عليه التجارب وشهد له الواقع ، وقد جاءت أدلة كثيرة في الكتاب والسنة تدل دلالة قاطعه على أن سد الذرائع إلى الشرك والمحرمات من مقاصد الشريعة، من ذلك قوله تعالى : ( وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) الأنعام /108
    فنهى سبحانه المسلمين عن سب آلهة المشركين التي يعبدونها من دون الله ، مع أنها باطلة؛ لئلا يكون ذلك ذريعة إلى سب المشركين الإلهَ الحقَ سبحانه ، انتصارا لآلهتهم الباطلة جهلا منهم وعدوانا ، ومنها: نهيه صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد ؛ خشية أن تعبد، ومنها: تحريم خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية، وتحريم إبداء المرأة زينتها للرجال الأجانب ... ولأن التوسل بالجاه والحرمة ونحوهما في الدعاء عبادة ، والعبادة توقيفية ، ولم يرد في الكتاب ولا في السنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ما يدل على هذا التوسل ، فعلم أنه بدعة ..." انظر : فتاوى اللجنة الدائمة (1/501-502) .


    :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::
    يـــــــــــتـــــبـــــــــع
    __________________




    #2
    11-30-2010, 03:57 AM

    elbasha bisso
    مشرف عــــــام

    تاريخ التسجيل: Sep 2010
    الدولة: وأرض الله واسعة
    المشاركات: 100



    دعوى أن شيخ الإسلام يُحرم جميع صور "التوسل"


    د. عبد الله بن صالح بن عبد العزيز الغصن

    المبحث الأولعقيدة أهل السنة والجماعة في التوسل

    المطلب الثانيمناقشة الدعوى

    إقرأه من هنا
    المراجع فى الفتاوى موقع إسلام ويب وموقع صيد الفوائد وموقع رقيه

    ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

    عبد العزيز بن باز


    ثانيا... التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم

    عرض المسألة بعنوان : رسالة حول حكم التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم والتوسل به

    السؤال :

    حكم التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم والتوسل به

    الجواب :

    من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة المكرم الشيخ محمد واعظ زاده الخراساني ، منحني الله وإياه الفقه في الدين ، وأعاذنا جميعا من طريق المغضوب عليهم والضالين آمين . سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد : فقد وصلني كتابكم وصلكم الله بحبل الهدى والتوفيق وجميع ما شرحتم كان معلوما .
    وقد وقع في كتابكم أمور تحتاج إلى كشف وإيضاح ، وإزالة ما قد وقع لكم من الشبهة عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم : الدين النصيحة وقوله صلى الله عليه وسلم : من دل على خير فله مثل أجر فاعله وغيرهما من الأحاديث الكثيرة في هذا الباب .
    وقد أرشد إلى ذلك مولانا سبحانه في قوله عز وجل : وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وقوله سبحانه : ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فأقول : ذكرتم في كتابكم ما نصه : (ومع احترامي وتقديري لجهودكم في هذا السبيل خطر ببالي بعض الملاحظات ، أحببت أن أبديها لكم راجيا أن يكون فيها خير الإسلام والمسلمين ، والاعتصام بحبل الله المتين في سبيل تقارب المسلمين ، ووحدة صفوفهم في مجال العقيدة والشريعة .
    أولا : لاحظتكم تعبرون دائما عن بعض ما شاع بين المسلمين من التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم ، وآله ، وبعض الأولياء كمسح الجدران ، والأبواب في الحرم النبوي الشريف وغيره شركا ، وعبادة لغير الله . وكذلك طلب الحاجات منه ومنهم ، ودعاؤهم وما إلى ذلك . إني أقول : هناك فرق بين ذلك ، فطلب الحاجات من النبي ومن الأولياء ، باعتبارهم يقضون الحاجات من دون الله أو مع الله ، فهذا شرك جلي لا شك فيه ، لكن الأعمال الشائعة بين المسلمين ، والتي لا ينهاهم عنها العلماء في شتى أنحاء العالم الإسلامي .
    من غير فرق بين مذهب وآخر ، ليست هي في جوهرها طلبا للحاجات من النبي والأولياء ، ولا اتخاذهم أربابا من دون الله ، بل مرد ذلك كله - لو استثنينا عمل بعض الجهال من العوام - إلى أحد أمرين : التبرك والتوسل بالنبي وآثاره ، أو بغيره من المقربين إلى الله عز وجل.
    أما التبرك بآثار النبي من غير طلب الحاجة منه ، ولا دعائه فمنشأه الحب والشوق أكيد ، رجاء أن يعطيهم الله الخير بالتقرب إلى نبيه وإظهار المحبة له ، وكذلك بآثار غيره من المقربين عند الله .
    وإني لا أجد مسلما يعتقد أن الباب والجدار يقضيان الحاجات ، ولا أن النبي أو الولي يقضيها ، بل لا يرجو بذلك إلا الله ، إكراما لنبيه أو لأحد من أوليائه ، أن يفيض الله علمه من بركاته والتبرك بآثار النبي كما تعلمون ويعلمه كل من اطلع على سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، كان معمولا به في عهد النبي ، فكانوا يتبركون بماء وضوئه ، وثوبه وطعامه وشرابه وشعره ، وكل شيء منه ولم ينههم النبي عنه ، ولعلكم تقولون : أجل كان هذا ، وهو معمول به الآن بالنسبة إلى الأحياء من الأولياء والأتقياء لكنه خاص بالأحياء دون الأموات لعدم وجود دليل على جوازه إلا في حال الحياة بالذات فأقول : هناك بعض الآثار تدل على أن الصحابة قد تبركوا بآثار النبي بعد مماته ، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه كان يمسح منبر النبي تبركا به .
    وهناك شواهد على أنهم كانوا يحتفظون بشعر النبي ، كما كان الخلفاء العباسيون ومن بعدهم العثمانيون ، يحتفظون بثوب النبي تبركا به ولا سيما في الحروب ، ولم يمنعهم أحد من العلماء الكبار والفقهاء المعترف بفقههم ودينهم انتهى المقصود من كلامكم .
    والجواب أن يقال : ما ذكرتم فيه تفصيل : فأما التبرك بما مس جسده عليه الصلاة والسلام من وضوء أو عرق أو شعر ونحو ذلك ، فهذا أمر معروف وجائز عند الصحابة رضي الله عنهم ، وأتباعهم بإحسان لما في ذلك من الخير والبركة . وهذا أقرهم النبي صلى الله عليه وسلم عليه فأما التمسح بالأبواب والجدران والشبابيك ونحوها في المسجد الحرام أو المسجد النبوي ، فبدعة لا أصل لها ، والواجب تركها لأن العبادات توقيفية لا يجوز منها إلا ما أقره الشرع لقول النبي صلى الله عليه وسلم : من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد متفق على صحته . وفي رواية لمسلم ، وعلقها البخاري رحمه الله في صحيحه جازما بها : من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد
    وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه ، قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته يوم الجمعة : أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة والأحاديث في ذلك كثيرة . فالواجب على المسلمين التقيد في ذلك بما شرعه الله كاستلام الحجر الأسود وتقبيله ، واستلام الركن اليماني .
    ولهذا صح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال لما قبل الحجر الأسود : (إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك) . وبذلك يعلم أن استلام بقية أركان الكعبة ، وبقية الجدران والأعمدة غير مشروع لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله ولم يرشد إليه ولأن ذلك من وسائل الشرك . وهكذا الجدران والأعمدة والشبابيك وجدران الحجرة النبوية من باب أولى لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشرع ذلك ولم يرشد إليه ولم يفعله أصحابه رضي الله عنهم .
    وأما ما نقل عن ابن عمر رضي الله عنهما من تتبع آثار النبي صلى الله عليه وسلم واستلامه المنبر فهذا اجتهاد منه رضي الله عنه لم يوافقه عليه أبوه ولا غيره من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم . وهم أعلم منه بهذا الأمر ، وعلمهم موافق لما دلت عليه الأحاديث الصحيحة .
    وقد قطع عمر رضي الله عنه الشجرة التي بويع تحتها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديبية لما بلغه أن بعض الناس يذهبون إليها ويصلون عندها خوفا من الفتنة بها وسدا للذريعة
    وأما دعاء الأنبياء والأولياء والاستغاثة بهم والنذر لهم ونحو ذلك فهو الشرك الأكبر ، وهو الذي كان يفعله كفار قريش مع أصنامهم وأوثانهم ، وهكذا بقية المشركين يقصدون بذلك أنها تشفع لهم عند الله ، وتقربهم إليه زلفى ، ولم يعتقدوا أنها هي التي تقضي حاجاتهم وتشفي مرضاهم وتنصرهم على عدوهم ، كما بين الله سبحانه ذلك عنهم في قوله سبحانه : وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ فرد عليهم سبحانه بقوله : قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ وقال عز وجل في سورة الزمر : إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ فأبان سبحانه في هذه الآية الكريمة : أن الكفار لم يقصدوا من آلهتهم أنهم يشفون مرضاهم ، أو يقضون حوائجهم وإنما أرادوا منهم أنهم يقربونهم إلى الله زلفى ، فأكذبهم سبحانه ورد عليهم قولهم بقوله سبحانه : إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ فسماهم كذبة وكفارا بهذا الأمر فالواجب على مثلكم تدبر هذا المقام وإعطاءه ما يستحق من العناية ، ويدل على كفرهم أيضا بهذا الاعتقاد ، قوله سبحانه : وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ فسماهم في هذه الآية كفارا وحكم عليهم بذلك لمجرد الدعاء لغير الله من الأنبياء والملائكة والجن وغيرهم ويدل على ذلك أيضا قوله سبحانه في سورة فاطر : ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ فحكم سبحانه بهذه الآية على أن دعاء المشركين لغير الله ، من الأنبياء والأولياء ، أو الملائكة أو الجن ، أو الأصنام أو غير ذلك بأنه شرك ، والآيات في هذا المعنى لمن تدبر كتاب الله كثيرة .
    وننقل لك هنا من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى ص 157 ج 1 ما نصه : ( والمشركون الذين وصفهم الله ورسوله بالشرك أصلهم صنفان : قوم نوح ، وقوم إبراهيم . فقوم نوح كان أصل شركهم العكوف على قبور الصالحين ثم صوروا تماثيلهم ، ثم عبدوهم ، وقوم إبراهيم كان أصل شركهم عبادة الكواكب والشمس والقمر وكل من هؤلاء يعبدون الجن ، فإن الشياطين قد تخاطبهم ، وتعينهم على أشياء ، وقد يعتقدون أنهم يعبدون الملائكة ، وإن كانوا في الحقيقة إنما يعبدون الجن ، فإن الجن هم الذين يعينونهم ، ويرضون بشركهم قال الله تعالى : وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ
    والملائكة لا تعينهم على الشرك لا في المحيا ولا في الممات ولا يرضون بذلك ، ولكن الشياطين قد تعينهم وتتصور لهم في صور الآدميين ، فيرونهم بأعينهم ويقول أحدهم : أنا إبراهيم أنا المسيح ، أنا محمد أنا الخضر أنا أبو بكر أنا عمر ، أنا عثمان أنا علي أنا الشيخ فلان ، وقد يقول بعضهم عن بعض : هذا هو النبي فلان ، أو هذا هو الخضر ، ويكون أولئك كلهم جنا ، يشهد بعضهم لبعض ، والجن كالإنس فمنهم الكافر ، ومنهم الفاسق ، ومنهم العابد الجاهل ، فمنهم من يحب شيخا فيتزيا في صورته ويقول : أنا فلان ، ويكون ذلك في برية ومكان قفر ، فيطعم ذلك الشخص طعاما ويسقيه شرابا ، أو يدله على الطريق ، أو يخبره ببعض الأمور الواقعة الغائبة ، فيظن ذلك الرجل أن نفس الشيخ الميت أو الحي فعل ذلك وقد يقول : هذا سر الشيخ وهذه رقيقته ، وهذه حقيقته ، أو هذا ملك جاء على صورته ، وإنما يكون ذلك جنيا ، فإن الملائكة لا تعين على الشرك والإفك ، والإثم والعدوان . وقد قال الله تعالى : قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلًا أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا قال طائفة من السلف ، كان أقوام يدعون الملائكة والأنبياء وعزير والمسيح ، فبين الله تعالى أن الملائكة والأنبياء عباد الله كما أن الذين يعبدونهم عباد الله ، وبين أنهم يرجون رحمته ويخافون عذابه ويتقربون إليه كما يفعل سائر عباده الصالحين والمشركون من هؤلاء قد يقولون : إنا نستشفع بهم ، أي نطلب من الملائكة والأنبياء أن يشفعوا فإذا أتينا قبر أحدهم طلبنا منه أن يشفع لنا فإذا صورنا تمثاله - والتماثيل إما مجسدة وإما تماثيل مصورة كما يصورها النصارى في كنائسهم - قالوا : فمقصودنا بهذه التماثيل تذكر أصحابها وسيرهم ونحن نخاطب هذه التماثيل ومقصودنا خطاب أصحابها ليشفعوا لنا إلى الله فيقول أحدهم : يا سيدي فلان ، أو يا سيدي جرجس أو بطرس ، أو يا ستي الحنونة مريم أو يا سيدي الخليل أو موسى بن عمران أو غير ذلك اشفع لنا إلى ربك .
    وقد يخاطبون الميت عند قبره : سل لي ربك ، أو يخاطبون الحي وهو غائب كما يخاطبونه لو كان حاضرا حيا وينشدون قصائد يقول أحدهم فيها : يا سيدي فلان أنا في حسبك أنا في جوارك اشفع لي إلى الله ، سل الله لنا أن ينصرنا على عدونا ، سل الله أن يكشف عنا هذه الشدة أشكو إليك كذا وكذا ، فسل الله أن يكشف هذه الكربة أو يقول أحدهم : سل الله أن يغفر لي ومنهم من يتأول قوله تعالى : وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ويقولون : إذا طلبنا منه الاستغفار بعد موته كنا بمنزلة الذين طلبوا الاستغفار من الصحابة .
    ويخالفون بذلك إجماع الصحابة والتابعين لهم بإحسان ، وسائر المسلمين ، فإن أحدا منهم لم يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته أن يشفع له ، ولا سأله شيئا ، ولا ذكر ذلك أحد من أئمة المسلمين في كتبهم إنما ذكر ذلك من ذكره من متأخري الفقهاء ، وحكوا حكاية مكذوبة على مالك رضي الله عنه ، سيأتي ذكرها ، وبسط الكلام عليها إن شاء الله تعالى .
    فهذه الأنواع من خطاب الملائكة والأنبياء والصالحين بعد موتهم عند قبورهم وفي مغيبهم ، وخطاب تماثيلهم ، هو من أعظم أنواع الشرك الموجود في المشركين ، من غير أهل الكتاب ، وفي مبتدعة أهل الكتاب والمسلمين الذين أحدثوا من الشرك والعبادات ما لم يأذن به الله تعالى قال تعالى : أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ إلى آخر ما ذكره رحمه الله في رسالته الجليلة المسماة القاعدة الجليلة في التوسل والوسيلة) قد أوضح فيها أنواع الشرك فراجعها إن شئت .
    وقال أيضا - رحمه الله - في رسالته إلى اتباع الشيخ عدي بن مسافر ص 31 ما نصه : (فصل : وكذلك الغلو في بعض المشايخ إما في الشيخ عدي ، ويونس القني أو الحلاج وغيرهم ، بل الغلو في علي بن أبي طالب رضي الله عنه ونحوهم ، بل الغلو في المسيح عليه السلام ونحوه فكل من غلا في حي أو في رجل صالح كمثل علي رضي الله عنه أو عدي أو نحوه ، أو في من يعتقد فيه الصلاح كالحلاج أو الحاكم الذي كان بمصر أو يونس القني ونحوهم . وجعل فيه نوعا من الألوهية مثل أن يقول : كل رزق لا يرزقنيه الشيخ فلان ما أريده ، أو يقول إذا ذبح شاة باسم سيدي . أو يعبده بالسجود له أو لغيره أو يدعوه من دون الله تعالى مثل أن يقول : يا سيدي فلان اغفر لي أو ارحمني أو انصرني أو ارزقني أو أغثني أو أجرني أو توكلت عليك أو أنت حسبي أو أنا حسبك أو نحو هذه الأقوال والأفعال التي هي من خصائص الربوبية التي لا تصلح إلا لله تعالى ، فكل هذا شرك وضلال يستتاب صاحبه فإن تاب وإلا قتل . فإن الله إنما أرسل الرسل وأنزل الكتب لنعبد الله وحده لا شريك له ولا نجعل مع الله إلها آخر .
    والذين كانوا يدعون مع الله آلهة أخرى مثل الشمس والقمر والكواكب وعزير والمسيح والملائكة واللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ويغوث ويعوق ونسرا ، وغير ذلك لم يكونوا يعتقدون أنها تخلق الخلائق أو أنها تنزل المطر أو أنها تنبت النبات إنما كانوا يعبدون الأنبياء والملائكة والكواكب والجن والتماثيل المصورة لهؤلاء ، أو يعبدون قبورهم ، ويقولون إنما نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى . ويقولون هم شفعاؤنا عند الله ، فأرسل الله رسله تنهى أن يدعى أحد من دونه لا دعاء عبادة ولا دعاء استغاثة .
    قال تعالى : قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلًا أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا
    قال طائفة من السلف : كان أقوام يدعون المسيح وعزيرا والملائكة فقال الله لهم : هؤلاء الذين تدعونهم يتقربون إلي كما تتقربون ، ويرجون رحمتي كما ترجون رحمتي ، ويخافون عذابي كما تخافون عذابي . وقال تعالى : قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ فأخبر سبحانه أن ما يدعى من دون الله ليس له مثقال ذرة في الملك ولا شريك في الملك وأنه ليس له في الخلق عون يستعين به وأنه لا تنفع الشفاعة عنده إلا بإذنه . . ) . إلى أن قال رحمه الله : (وعبادة الله وحده هي أصل الدين ، وهو التوحيد الذي بعث الله به الرسل وأنزل به الكتب ، فقال تعالى : وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ وقال تعالى : وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ وقال تعالى : وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ
    وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحقق التوحيد ويعلمه أمته حتى قال له رجل : ما شاء الله وشئت . فقال : أجعلتني لله ندا بل ما شاء الله وحده وقال : لا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد ولكن قولوا ما شاء الله ثم ما شاء محمد ونهى عن الحلف بغير الله تعالى فقال : من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت وقال : من حلف بغير الله فقد أشرك وقال : لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم وإنما أنا عبد الله فقولوا عبد الله ورسوله ولهذا اتفق العلماء على أنه ليس لأحد أن يحلف بمخلوق كالكعبة ونحوها .
    ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن السجود له ، ولما سجد بعض أصحابه له نهى عن ذلك وقال : لا يصلح السجود إلا لله وقال : لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها وقال لمعاذ بن جبل رضي الله عنه : أرأيت لو مررت بقبري أكنت ساجدا له قال لا قال فلا تفعلوا ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد وقال في مرض موته : لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبياءهم مساجد إلى أن قال رحمه الله : (ولهذا اتفق أئمة الإسلام على أنه لا يشرع بناء المساجد على القبور ولا تشرع الصلاة عند القبور ، بل كثير من العلماء يقول الصلاة عندها باطلة . . . . ) .
    إلى أن قال رحمه الله تعالى : (وذلك أن من أكبر أسباب عبادة الأوثان كانت تعظيم القبور بالعبادة ونحوها ، قال الله تعالى في كتابه : وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا قال طائفة من السلف : كانت هذه الأسماء لقوم صالحين فلما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم وعبدوها .
    ولهذا اتفق العلماء على أن من سلم على النبي صلى الله عليه وسلم عند قبره أنه لا يتمسح بحجرته ولا يقبلها) انتهى المقصود من كلامه رحمه الله .
    وقال العلامة ابن القيم رحمه الله في الجواب الكافي ص 156 ما نصه : (فصل : ويتبع هذا الشرك به سبحانه في الأفعال والأقوال والإرادات والنيات فالشرك في الأفعال كالسجود لغيره والطواف بغير بيته وحلق الرأس عبودية وخضوعا لغيره وتقبيل الأحجار غير الحجر الأسود الذي هو يمين الله في الأرض وتقبيل القبور واستلامها والسجود لها ، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم من اتخذ قبور الأنبياء والصالحين مساجد يصلي لله فيها ، فكيف بمن اتخذ القبور أوثانا يعبدها من دون الله .
    ففي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد وفي الصحيح عنه : إن من أشرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء والذين يتخذون القبور مساجد وفي الصحيح أيضا عنه : إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك
    وفي مسند الإمام أحمد رضي الله عنه ، وصحيح ابن حبان عنه أنه قال : لعن الله زوارات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج وقال : اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد وقال : إن من كان قبلكم كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور وأولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة فهذا حال من سجد لله في مسجد على قبر فكيف حال من سجد للقبر نفسه ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد انتهى كلامه رحمه الله .
    وبما ذكرنا في صدر هذا الجواب ، وبما نقلناه عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، وتلميذه العلامة ابن القيم رحمه الله يتضح لكم ولغيركم من القراء أن ما يفعله الجهال من الشيعة وغيرهم عند القبور من دعاء أهلها والاستغاثة بهم والنذر لهم والسجود لهم وتقبيل القبور طلبا لشفاعتهم أو نفعهم لمن قبلها . كل ذلك من الشرك الأكبر لكونه عبادة لهم والعبادة حق لله وحده كما قال الله سبحانه : وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وقال سبحانه : وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ الآية . وقال عز وجل : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ إلى غير ذلك من الآيات التي سبق بعضها .
    أما تقبيل الجدران ، أو الشبابيك أو غيرها ، واعتقاد أن ذلك عبادة لله ، لا من أجل التقرب بذلك إلى المخلوق . فإن ذلك يسمى بدعة لكونه تقربا لم يشرعه الله فدخل في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم : من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد وفي قوله صلى الله عليه وسلم : إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة
    وأما تقبيل الحجر الأسود ، واستلامه واستلام الركن اليماني فكل ذلك عبادة لله وحده واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم لكونه فعل ذلك في حجة الوداع وقال : خذوا عني مناسككم وقد قال الله عز وجل : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ الآية
    وأما التبرك بشعره صلى الله عليه وسلم وعرقه ووضوئه ، فلا حرج في ذلك كما تقدم لأنه عليه الصلاة والسلام أقر الصحابة عليه ولما جعل الله فيه من البركة ، وهب من الله سبحانه ، وهكذا ما جعل الله في ماء زمزم من البركة حيث قال علي عن زمزم : إنها مباركة وإنها طعام طعم وشفاء سقم
    والواجب على المسلمين الاتباع والتقيد بالشرع ، والحذر من البدع القولية والعملية ولهذا لم يتبرك الصحابة رضي الله عنهم بشعر الصديق رضي الله عنه ، أو عرقه أو وضوئه ولا بشعر عمر أو عثمان أو علي أو عرقهم أو وضوئهم . ولا بعرق غيرهم من الصحابة وشعره ووضوئه لعلمهم بأن هذا أمر خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا يقال عليه غيره في ذلك ، وقد قال الله عز وجل : وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
    وقال كثير من الصحابة رضي الله عنهم : اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم .
    وأما توسل عمر رضي الله عنه والصحابة بدعاء العباس في الاستسقاء ، وهكذا توسل معاوية رضي الله عنه في الاستسقاء بدعاء يزيد بن الأسود ، فذلك لا بأس به لأنه توسل بدعائهما وشفاعتهما ولا حرج في ذلك .
    ولهذا يجوز للمسلم أن يقول لأخيه : ادع الله لي ، وذلك دليل من عمل عمر والصحابة رضي الله عنهم ومعاوية رضي الله عنه على أنه لا يتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء ولا غيره بعد وفاته ، ولو كان ذلك جائزا لما عدل عمر الفاروق والصحابة رضي الله عنهم عن التوسل به صلى الله عليه وسلم إلى التوسل بدعاء العباس ولما عدل معاوية رضي الله عنه عن التوسل به صلى الله عليه وسلم إلى التوسل بيزيد بن الأسود ، وهذا شيء واضح بحمد الله .
    وإنما يكون التوسل بالإيمان به صلى الله عليه وسلم ومحبته والسير على منهاجه وتحكيم شريعته وطاعة أوامره ، وترك نواهيه ، هذا هو التوسل الشرعي به صلى الله عليه وسلم بإجماع أهل السنة والجماعة وهو المراد بقول الله سبحانه : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ وبما ذكرنا يعلم أن التوسل بجاهه صلى الله عليه وسلم أو بذاته من البدع التي أحدثها الناس ولو كان ذلك خيرا لسبقنا إليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لأنهم أعلم الناس بدينه وبحقه صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم .
    وأمأ توسل الأعمى به صلى الله عليه وسلم في رد بصره إليه فذلك توسل بدعائه وشفاعته حال حياته صلى الله عليه وسلم ولهذا شفع له النبي صلى الله عليه وسلم ودعا له . والله المسئول بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يمنحني وإياكم وسائر إخواننا الفقه في دينه والثبات عليه وأن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان وأن يمنحهم الفقه في الدين وأن يولي عليهم خيارهم ويصلح قادتهم ، وأن يوفق جميع حكام المسلمين للفقه في الدين والحكم بشريعة الله سبحانه والتحاكم إليها وإلزام الشعوب بها والحذر مما يخالفها عملا بقول الله عز وجل : فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا وبقوله سبحانه : أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه .

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


    المفتي : عبد العزيز بن عبد الله بن باز
    التصنيف الموضوعي : نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
    مصدر الفتوى :مجموع فتاوى ورسائل الشيخ عبد العزيز بن باز

    :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

    مركز الفتوى إسلام ويب
    السؤال: ما حكم الاستغاثه بميت؟علما أنني أعلم أن النافع والضار هو الله وحده " وأن الحي والميت سواء فلا يستطيع الحي أن ينفع ويضر وكذا الميت إلا بإذن الله.


    الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:


    فحكم الاستغاثة مبين في الفتوى رقم:


    3779 والفتوى رقم:



    14955 والفتوى رقم:



    3835.

    وننبه هنا إلى أنه إن كانت الاستغاثة بغير الله في أمر لا يقدر عليه إلا الله فهي من الشرك الأكبر المخرج من ملة الإسلام، ولا فرق بين أن يكون المستغاث به حياً أو ميتاً، وإن كانت الاستغاثة فيما يقدر عليه البشر كغريق يستغيث بحاضر لينقذه وكان المستغاث به حيا فهذه جائزة ولا إشكال فيها.



    أما الميت فلا يقدر على شيء من ذلك، ودعوى التسوية بين الحي والميت أمر يرفضه الشرع والعقل.



    وأما قولك: إن الحي والميت لا ينفعان إلا بإذن الله.



    فهذه شبهة داحضة لأن كلامنا عن قدرة البشر لا عن قدرة الله، أما قدرة الله فلا يحدها حد، فلو أراد الله سبحانه أن يحرك جبلاً أو شجراً من مكانه لنفعك ما أعجزه ذلك، فهل يجوز للإنسان أن يستغيث بالأحجار والأشجار بحجة أنها لا تنفع إلا بإذن الله، فهذا لا يقوله عاقل.



    على أنا نقول أيضاً: لم يؤذن لنا في الاستغاثة، بالميت ولا بالغائب، وجاء النهي عاماً من دعاء غير الله تعالى وسؤاله، وخص منه سؤال الحي فيما يقدر عليه بالدليل، كقوله تعالى: فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ [القصص:15].



    والله أعلم.



    المفتـــي:مركز الفتوى
    E="7"][/SIZE]

  17. #57
    مشرف مجالس العلوم الشرعية المتخصصة
    تاريخ التسجيل
    20-04-2010
    العمر
    66
    المشاركات
    842

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    مشكور أخانا الحبيب الشريف قاسم بن محمد السعدي على هذا النقل الماتع لأهل العلم المعتبرين
    نفع الله بكم

  18. #58
    كاتب في " النسابون العرب"
    تاريخ التسجيل
    08-02-2010
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    202

    افتراضي

    ها نحن ندور في حلقة مفرغة ولن نصل الى نهايتها .................................................. ..............................

  19. #59
    مشرف عام مجلس السادة الاشراف - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف قاسم بن محمد السعدي
    تاريخ التسجيل
    02-02-2010
    العمر
    55
    المشاركات
    10,743

    افتراضي

    [COLOR="DarkGreen"]ابن العم العزيز محمود محمدي العجواني هذا بعض مما عندكم شكرا لكم وبارك الله بكم تقبلوا احترامنا ومودتنا[/COLOR

  20. #60
    مشرف عام مجالس قبائل الهلال الخصيب و الشئون الفنية بالموقع الصورة الرمزية الجنتل الرياشي
    تاريخ التسجيل
    17-12-2009
    الدولة
    الاردن
    العمر
    52
    المشاركات
    1,423

    افتراضي

    أيها الاحباء
    الحبيب العجواني
    الحبيب السعدي

    كلام مفصل ودليل دامغ لمن كان له أذن فأصغى وقلب فوعى او عقل ففهم

    بارك الله لنا فيكم وحفظكم من كل سوء

    متابع مستمتع

  21. #61
    مشرف مجلس قبائل بلاد الشام و الكمبيوتر الصورة الرمزية طارق العبيد الحموري
    تاريخ التسجيل
    26-02-2010
    العمر
    45
    المشاركات
    1,273

    افتراضي

    أن هذه المسألة خلافية بين أهل العلم

    ولايجوز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المسائل الخلافية.

  22. #62
    مشرف عام مجلس السادة الاشراف - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف قاسم بن محمد السعدي
    تاريخ التسجيل
    02-02-2010
    العمر
    55
    المشاركات
    10,743

    افتراضي

    الاخ العزيز الجنتل الرياشي شكرا لك على مرورك الكريم وكلامك المتزن وعقلك الراجح وذوقك العالي الرفيع بارك الله بك

  23. #63
    مشرف مجالس العلوم الشرعية المتخصصة
    تاريخ التسجيل
    20-04-2010
    العمر
    66
    المشاركات
    842

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجنتل الرياشي مشاهدة المشاركة
    أيها الاحباء
    الحبيب العجواني
    الحبيب السعدي

    كلام مفصل ودليل دامغ لمن كان له أذن فأصغى وقلب فوعى او عقل ففهم

    بارك الله لنا فيكم وحفظكم من كل سوء

    متابع مستمتع
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الأخ الفاضل الجنتل الرياشي
    الأخ الفاضل الشريف قاسم بن محمد السعدي
    الإخوة الأفاضل جميعا
    متعكم الله بالصحة والعافية والطاعة والإتباع فى الدنيا وبالفردوس الأعلى فى الآخرة مع حبيبنا صلوات ربى وسلامه عليه وآله وصحبه وسلم

  24. #64
    كاتب في " النسابون العرب"
    تاريخ التسجيل
    08-02-2010
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    202

    افتراضي

    الاخ الجنتل قلت :كلام مفصل ودليل دامغ لمن كان له أذن فأصغى وقلب فوعى او عقل ففهم
    سامحك الله اذا معنى كلامك كل من قال بالتوسل اصم لايسمع جاهل لايفقه مجنون لايعقل وبذلك تكون (90)%من الامة برايك رفع عنها التكليف بسبب جنونها وقولها بالتوسل واما الجنة لايدخلها الا من كفر المتوسلين واهانهم ولو كانوا اعلام الامة واذا الله خلق الخلق فقط ليختبرهم : هل التوسل حلال ام حرام !!!!!!!!!!!!
    سبحان الله !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!


  25. #65
    مشرف مجالس العلوم الشرعية المتخصصة
    تاريخ التسجيل
    20-04-2010
    العمر
    66
    المشاركات
    842

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحموري مشاهدة المشاركة
    الاخ الجنتل قلت :كلام مفصل ودليل دامغ لمن كان له أذن فأصغى وقلب فوعى او عقل ففهم
    سامحك الله اذا معنى كلامك كل من قال بالتوسل اصم لايسمع جاهل لايفقه مجنون لايعقل وبذلك تكون (90)%من الامة برايك رفع عنها التكليف بسبب جنونها وقولها بالتوسل واما الجنة لايدخلها الا من كفر المتوسلين واهانهم ولو كانوا اعلام الامة واذا الله خلق الخلق فقط ليختبرهم : هل التوسل حلال ام حرام !!!!!!!!!!!!
    سبحان الله !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الأخ الفاضل الحبيب الجنتل الرياشي
    جزاكم الله خيرا على مروركم الكريم
    الأخ الفاضل الحبيب الحموري الأمر ليس كذلك
    وهذا الإتـهام غير موجود لأنه لا يوجد ( 90 ) % يجيزون التوسل بل العكس صحيح
    والمسألة أين الحق ؟
    هل الحق مع من يجيزون التوسل أم مع من لا يجيزونه ؟
    وهل أمر الرسول صلوات ربي وسلامه عليه وآله وصحبه وسلم الأمة أن يتوسلوا به كما أمرهم بباقى الأمور الشرعية ؟

  26. #66
    مشرف عام مجالس قبائل الهلال الخصيب و الشئون الفنية بالموقع الصورة الرمزية الجنتل الرياشي
    تاريخ التسجيل
    17-12-2009
    الدولة
    الاردن
    العمر
    52
    المشاركات
    1,423

    افتراضي

    الحبيب الحموري

    الاحبة الاعضاء

    سامحك الله أيها الحبيب فأني والله ماقصدت ماذهبت اليه من فهم كلماتي .

    ولهذا سأفصل لك ماقصدته وأرجو أن تفهمني ايها الحبيب

    بالنسبة لحديث الضرير فهو حديث صحيح لاغبار عليه ولا لغط فيه ,,, ولكن المقصود فيه غير ماذهب الناس اليه ولهذا وجد في الدين علماء ليفسروا الاحاديث ويبينوا للناس أمور دينهم وهم يحملون عبئا كبيرا على أكتافهم ويحاسبهم الله حسابا غير حساب العامة من الناس ولهذا قال الله تعالى ( أنما يخش الله من عباده العلماء ) وتلك الخشية منهم تجاه الله انما جائت عن فهم عميق للدين بغير فهمنا نحن العامة

    هذا من ناحية ومن ناحية ثانية أوضح لك ماذهب اليه هؤلاء العلماء في تفسيرهم للحديث الشريف وسياق قصة الضرير في توسله المشروع ,, وأكرر مشروع ولانقاش في ذلك

    ولكن كيف أقول لك بأن توسله مشروع وفي نفس الوقت يقول الاخوة بأنه غير جائز ؟؟؟؟؟

    من هنا تأتي أجابتي

    حين جاء الضرير الاعرابي يقول للحبيب المصطفى ( أدع الله أن يعافيني ) فهو قد توسل إلى لله تعالى بدعائه صلى الله عليه وسلم لأنه يعلم أن دعاءه صلى الله عليه وسلم أرجى للقبول عند الله بخلاف دعاء غيره ولو كان قصد الأعمى التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم أو جاهه أو حقه لما كان ثمة حاجه به إلى أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ويطلب منه الدعاء له بل كان يقعد في بيته ويدعو ربه , ولكنه لم يفعل لماذا ؟ لأنه عربي يفهم معنى التوسل في لغة العرب حق الفهم ويعرف أنه ليس كلمة يقولها صاحب الحاجة يذكر فيها اسم المتوسل به بل لا بد أن يشتمل على المجيء إلى من يعتقد فيه الصلاح والعلم بالكتاب والسنة وطلب الدعاء منه له :::

    ثانيا :أن النبي صلى الله عليه وسلم وعده بالدعاء مع نصحه له ببيان ما هو الأفضل له وهو قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك ) . وهذا الأمر الثاني هو ما أشار إليه صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه عن ربه تبارك وتعالى أنه قال : ( إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه - أي عينيه - فصبر عوضته منهما الجنة :::
    : إصرار الأعمى على الدعاء وهو قوله : ( فادع ) فهذا يقتضي أن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا له لأنه صلى الله عليه وسلم خير من وفى بما وعد وقد وعده بالدعاء له إن شاء كما سبق فقد شاء الدعاء وأصر عليه فإذن لا بد أنه صلى الله عليه وسلم دعا له فثبت المراد وقد وجه النبي صلى الله عليه وسلم الأعمى بدافع من رحمته وبحرص منه على أن يستجيب الله تعالى دعاءه فيه وجهه إلى النوع الثاني من التوسل المشروع وهو التوسل بالعمل الصالح ليجمع له الخير من أطرافه فأمره أن يتوضأ ويصلي ركعتين ثم يدعو لنفسه وهذه الأعمال طاعة لله سبحانه وتعالى يقدمها بين يدي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له وهي تدخل في قوله تعالى : ( وابتغوا إليه الوسيلة ) كما سبق

    وهكذا فلم يكتف الرسول صلى الله عليه وسلم بدعائه للأعمى الذي وعده به بل شغله بأعمال فيها طاعة لله سبحانه وتعالى وقربة إليه ليكون الأمر مكتملا من جميع نواحيه وأقرب إلى القبول والرضا من الله سبحانه وتعالى وعلى هذا فالحادثة كلها تدور حول الدعاء

  27. #67
    مشرف عام مجالس قبائل الهلال الخصيب و الشئون الفنية بالموقع الصورة الرمزية الجنتل الرياشي
    تاريخ التسجيل
    17-12-2009
    الدولة
    الاردن
    العمر
    52
    المشاركات
    1,423

    افتراضي

    رابعا : أن في الدعاء الذي علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه أن يقول : ( اللهم فشفعه في ) ( 1 ) وهذا يستحيل حمله على التوسل بذاته صلى الله عليه وسلم

    أو جاهه أو حقه إذ أن المعنى : اللهم أقبل شفاعته صلى الله عليه وسلم في أي اقبل دعاءه في أن ترد علي بصري والشفاعة لغة الدعاء وهو المراد بالشفاعة الثابتة له صلى الله عليه وسلم ولغيره من الأنبياء والصالحين يوم القيامة وهذا يبين أن الشفاعة أخص من الدعاء إذ لا تكون إلا إذا كان هناك اثنان يطلبان أمرا فيكون أحدهما شفيعا للآخر بخلاف الطالب الواحد الذي لم يشفع غيره قال في ( لسان العرب ) :
    ( الشفاعة كلام الشفيع للملك في حاجة يسألها لغيره والشافع الطالب لغيره يتشفع به إلى المطلوب يقال تشفعت بفلان إلى فلان فشفعني فيه )
    فثبت بهذا الوجه أيضا أن توسل الأعمى إنما كان بدعائه صلى الله عليه وسلم لا بذاته

    خامسا : إن مما علم النبي صلى الله عليه وسلم الأعمى أن يقوله : ( وشفعني فيه )
    -(((((هذه الجملة صحت في الحديث أخرجها أحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وهي وحدها حجة قاطعة على أن حمل الحديث على التوسل بالذات باطل كما ذهب إليه بعض المؤلفين حديثا والظاهر أنهم علموا ذلك ولهذا لم يوردوا هذه الجملة مطلقا الأمر الذي يدل على مبلغ أمانتهم في النقل . وقريب من هذا أنهم أوردوا الجملة التي قبلها ( اللهم فشفعه في ) من الأدلة على التوسل بالذات وأما توضيح دلالتها على ذلك فمما لم يتفضلوا به على القراء ذلك لأن فاقد الشيء لا يعطيه ))))-
    أي اقبل شفاعتي أي دعائي في أن تقبل شفاعته صلى الله عليه وسلم أي دعاءه في أن ترد علي بصري .

    هذا الذي لا يمكن أن يفهم من هذه الجملة سواه

  28. #68
    مشرف عام مجالس قبائل الهلال الخصيب و الشئون الفنية بالموقع الصورة الرمزية الجنتل الرياشي
    تاريخ التسجيل
    17-12-2009
    الدولة
    الاردن
    العمر
    52
    المشاركات
    1,423

    افتراضي

    سادسا : إن هذا الحديث ذكره العلماء في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم ودعائه المستجاب . وما أظهر الله ببركة دعائه من الخوارق والإبراء من العاهات فإنه بدعائه صلى الله عليه وسلم لهذا الأعمى أعاد الله عليه بصره ولذلك رواه المصنفون في ( دلائل النبوة ) كالبيهقي وغيره فهذا يدل على أن السر في شفاء الأعمى إنما هو دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ويؤيده أنه لو كان السر هو في دعاء الأعمى وحده دون دعائه صلى الله عليه وسلم لكان كل من دعا به من العميان مخلصا إليه تعالى منيبا إليه قد عوفي بل على الأقل لعوفي واحد منهم وهذا ما لم يكن ولعله لا يكون أبدا
    كما أنه لو كان السر في شفاء الأعمى أنه توسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم وقدره وحقه كما يفهم عامة المتأخرين لكان من المفروض أن يحصل هذا الشفاء لغيره من العميان الذين يتوسلون بجاهه صلى الله عليه وسلم بل ويضمون إليه أحيانا جاه جميع الأنبياء المرسلين وكل الأولياء والشهداء والصالحين وجاه كل من له جاه عند الله من الملائكة

    إذا تبين للقارئ الكريم ما أوردناه من الوجوه الدالة على أن حديث الأعمى إنما يدور حول التوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم وأنه لا علاقة له بالتوسل بالذات فحينئذ يتبين له أن قول الأعمى في دعائه : ( اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم ) إنما المراد به : أتوسل إليك بدعاء نبيك أي : على حذف المضاف وهذا أمر معروف في اللغة . كقوله تعالى : { واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها } أي أهل القرية وأصحاب العير . ونحن ومخالفونا متفقون على ذلك أي على تقدير مضاف محذوف وهو مثل ما رأينا في دعاء عمر وتوسله بالعباس فإما أن يكون التقدير : إني أتوجه إليك ب [ جاه ] نبيك ويا محمد إني توجهت ب [ ذات ] ك أو [ مكانت ] ك إلى ربي كما يزعمون وإما أن يكون التقدير إني أتوجه إليك ب [ دعاء ] نبيك ويا محمد إني توجهت ب [ دعاء ] ك إلى ربي كما هو قولنا ولا بد لترجيح أحد التقديرين من دليل يدل عليه فأما تقديرهم ( بجاهه ) فليس لهم عليه دليل لا من هذا الحديث ولا من غيره إذ ليس في سباق الكلام ولا سياقه تصريح أو إشارة إلى لذكر الجاه أو ما يدل عليه إطلاقا كما أنه ليس عندهم شيء من القرآن أو من السنة أو من فعل الصحابة يدل على التوسل بالجاه فبقي تقديرهم من غير مرجح فسقط من الاعتبار والحمد لله

    وهذا ماذهب اليه الكثير من علماء الامة في زماننا من تفسير وتبيان في هذا الباب

    ومن هنا نستشهد بالثلاثة في الكهف وكيف استجاب الله لهم بدعائهم بصالح أعمالهم , ودعاء الصالحين من الأمة لباقي الامة , ودعاء الرجل الصالح لأخيه :::

    أرجو أنني قد أفدت وما أستشكل عليكم من الحديث السابق ردوه ألي أجيبكم عليه أكثر تفصيلا

    وأعتذر عن طول الحديث ولكن هذا كان لازاما علينا بالرغم من أختصار الكثير من النقاط .

    دمتم جميعا بخير وعافية
    أخوة برغم أختلاف وجهات النظر وسوء الفهم

  29. #69
    كاتب في " النسابون العرب"
    تاريخ التسجيل
    08-02-2010
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    202

    افتراضي

    الاخ السيد العجواني افهم ان مشكلتك ليست في الاتهامات بل فقط بنسبة المتوسلين هل هم تسعين ام اقل من ذلك

  30. #70
    كاتب في " النسابون العرب"
    تاريخ التسجيل
    08-02-2010
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    202

    افتراضي

    الاخ الجنتل : كلامك كله على العين والراس ولكن كما ان هناك من العلماء من فسر الحديث كما تقول ولكن في المقابل هناك ايضا من العلماء من جعله دليل ليس عليه غبار في جواز التوسل
    2- اسالك بالله ماذا تفهم من اللفظ (اللهم اني اسالك واتوجه اليك بنبيك محمد .......... )والله ان الكلام اوضح من ان يوضح بغض النظر ادعا له النبي ام لم يدعو اللفظ واضح يا اخي

  31. #71
    مشرف عام مجالس قبائل الهلال الخصيب و الشئون الفنية بالموقع الصورة الرمزية الجنتل الرياشي
    تاريخ التسجيل
    17-12-2009
    الدولة
    الاردن
    العمر
    52
    المشاركات
    1,423

    افتراضي

    أخي الحبيب الحموري

    اجابة على سؤالك في الحديث السابق مفصلا وأرجو القراءة بتمعن وحضور قلب لاقراءة عابرة

    واشكر ردك الطيب

  32. #72
    مشرف مجالس العلوم الشرعية المتخصصة
    تاريخ التسجيل
    20-04-2010
    العمر
    66
    المشاركات
    842

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحموري مشاهدة المشاركة
    الاخ السيد العجواني افهم ان مشكلتك ليست في الاتهامات بل فقط بنسبة المتوسلين هل هم تسعين ام اقل من ذلك
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الأخ الفاضل الحموري
    مشكلتى ليست فى النسبة كما تدعى حتى لا تلوى كلامى إلى وجهة لا أريدها ولكن الرد كان على ما قلته أنت من أن نسبة الذين يجيزون التوسل 90%
    وأنا ليس عندى مشكلة والحمد لله بل اليقين الراسخ عندى واضح من خلال الموضوع

  33. #73

    افتراضي

    التوسل بالنبي والانبياء والرسل والائمة الصالحين من ال البيت جائز جائز

  34. #74
    ضيف شرف النسابون العرب الصورة الرمزية الشريف محمد الجموني
    تاريخ التسجيل
    19-06-2010
    الدولة
    بلاد العرب اوطاني
    المشاركات
    6,876

    افتراضي

    مما اتحفنا به
    د. عبدالرحيم الشريف
    مسؤول الرد على الشبهات في موقع موسوعة الإعجاز العلمي

    www.quran-m. com

    التوسل


    اختلط على القوم عدم تفريقهم بين الاستغاثة المحرمة، والتي هي من أمور العقيدة وبين التوسل الذي هو من أمور الفقه ألذي اختلف حوله العلماء، وهو يدخل في أبواب الحل والحرمة، فنجد ببيان الفرق بين الاستغاثة و ا لتوسل. الفرق بين الاستغاثة والتوسل.
    يحسن بنا أولا أن نعرف الاستغاثة ونذكر من صورها ما يوضح الجائز منها والممنوع:
    تعريف العلماء للاستغاثة:
    هي طلب العون وتفريج الكروب.
    ما يعتريها من أحكام: يعتري هذه الاستغاثة أربعة أحكام:
    أ - الإباحة: وذلك في طلب الحوائج من الأحياء فيما يقدرون عليه كقوله تعالى(فاستغاثة الذي من شيعته على الذي من عدوه) (القصص:15).
    ب - الاستغاثة المندوبة (المطلوبة) الاستغاثة بالله: قال تعالى:"إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين (الأنفال: 9). (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء) (النمل: 62).
    ج. الاستغاثة الواجبة: وذلك إذا ترتب على ترك الاستغاثة هلاك الإنسان.
    د. الاستغاثة الممنوعة، وذلك إذا استغاث الإنسان في الأمور المعنوية بمن لا يملك القوة أو التأثير سواء كان المستغاث به جنا أو إنسانا أو ملكا أو نبيا كأن يستغاث بهم ولا يستغاث بالله تعالى في تفريج الكروب عنهم أو طلب الرزق، فهذا غير جائز بإجماع العلماء وهو من الشرك،(ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك) وهذا يخالف تماما التوسل، وإليك بيان حقيقة التوسل.
    معنى التوسل:
    يطلق التوسل على: ما يتقرب به إلى الله تعالى من فعل الطاعات وترك المنهيات، وعليه حمل المفسرون قوله تعالى: (وابتغوا إليه الوسيلة)، كما يطلق التوسل أيضا على التقرب إلى الله بطلب الدعاء من الغير، وعلى الدعاء المتقرب به إلى الله تعالى باسم من أسمائه أو صفة من صفاته، أو بأحد من خلقه كنبي أو صالح.
    الفرق بين الاستغاثة والتوسل:
    هذا وخلط هؤلاء لعدم علمهم وعدم اطلاعهم على أقوال العلماء بين الاستغاثة والتوسل (وبهذا قد خلطوا بين ما هو من العقيدة وما هو من الفقه) وهذا أمر يدعو إلى الاستغراب والعجب، وها نحن ندع لشيخ الإسلام ابن تيمية بيان الفرق بينهما بقوله- رحمه الله تعالى-: (لم يقل أحد أن التوسل بنبي، هو استغاثة به، بل العامة الذين يتوسلون في أدعيتهم بأمور، كقول أحدهم: أتوسل إليك بحق الشيخ فلان، أو بحرمته، أو أتوسل إليك باللوح والقلم، أو بالكعبة، أو غير ذلك، مما يقولونه في أدعيتهم، يعلمون أنهم لا يستغيثون بهذه الأمور.
    فإن المستغيث بالنبي صلى الله عليه وسلم طالبا منه وسائلا له، والمتوسل به لا يدعي ولا يطلب منه ولا يسأل، وإنما يطلب به، وكل أحد يفرق بين المدعو والمدعو به.
    والاستغاثة: طلب الغوث، وهو إزالة الشدة، كالاستنصار طلب النصر، والاستعانة طلب العون، والمخلوق يطلب منه من هذه الأمور ما يقدر عليه منها، كما قال تعالى: (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر)، وكما قال تعالى: (فاستغاثة الذي من شيعته على الذي من عدوه) (القصص: 15)، وكما قال سبحانه: (وتعاونوا على البر والتقوى) (المائدة: 2).
    وأما ما لا يقدر عليه إلا الله، فلا يطلب إلا من الله، ولهذا كان المسلمون لا يستغيثون بالنبي صلى الله عليه وسلم بل يستسقون به، ويتوسلون به، كما في صحيح البخاري: أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - استسقى بالعباس وقال: اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فيسقون. ثم يقول أيضا: (وقول القائل: أن من توسل إلى الله بنبي، فقال: أتوسل إليك برسولك فقد استغاث برسوله حقيقة، في لغة العرب وجميع الأمم قد كذب عليهم، فما يعرف هذا في لغة أحد من بني آدم، بل الجميع يعلمون أن المستغاث مسئول به مدعو، ويفرقون بين المسئول والمسئول به، سواء استغاث بالخالق أو بالمخلوق، فإنه يجوز أن يستغاث بالمخلوق فيما يقدر على النصر فيه، والنبي صلى الله عليه وسلم أفضل مخلوق يستغاث به في مثل ذلك.
    ولو قال قائل لمن يستغيث به: أسألك بفلان، أو بحق فلان، لم يقل أحد أنه استغاث بما توسل به، بل إنما استغاث بمن دعاه، وسأله [وعلى هذا فالاستغاثة، تخالف التوسل تماما، وليس بينهما صلة في الحكم ]. هذا وينبغي لنا أن نعرف التوسل، ونذكر ما ورد فيه من آراء واختلاف للفقهاء حوله.
    وقد قال العلماء: التوسل من الوسيلة، ومعنى الوسيلة: القربة والواسطة، وهي ما يتوصل به إلى الشيء ويتقرب به، وكذلك التوصل إلى الشيء برغبة.
    أنواع التوسل:
    أولاً: التوسل (الذي لا خلاف عليه) المتفق عليه:
    1 - التوسل إلى الله بأسمائه وصفاته:
    والدليل على مشروعيته قوله تعالى: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)(الأعراف: 180).
    2.التوسل إلى الله بدعاء الرسول حال حياته:
    وقد وردت أمثلة من هذا في السنة الشريفة، فمن ذلك ما رواه أنس -رضي الله عنه -:(أن رجلا دخل يوم الجمعة على الرسول صلى الله عليه وسلم وهو قائم يخطب، فقال يا رسول الله هلكت المواشي فادع الله يغيثنا، قال فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يديه فقال: "اسقنا اللهم اسقنا ".
    قال أنس: والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة ولا شيئا، وما بيننا وبين سلع -جبل يدعن سلع -من بيت ولا دار، فقال:(فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس، فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت، قال والله ما رأينا الشمس سبتا.. الحديث).
    وقد كان الصحابة يطلبون من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حياته أن يدعو لهم، كما في حديث: (يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم لما أخبرهم بأنه يدخل الجنة سبعون ألفا).
    وقول المرأة التي كانت تصرع: (يا رسول الله أدع لي الله). كما روي أن رجلا ضرير البصر أتى إلى النبي صلى الله علية وسلم فقال: (أدع الله أن يعافيني).
    3 - التوسل بالأعمال الصالحة:
    التوسل إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة التي قام بها الداعي كأن يقول اللهم بإيماني بك، ومحبتي لك، واتباعي لرسولك، اغفر لي.
    ومنه أن يذكر الداعي عملا صالحاً ذا بال كان يعمله طاعة لله وإخلاصا لوجهه الكريم، فيتوسل به إلى الله في دعائه، ليكون أحرى لقبوله وإجابته.
    والدليل على مشروعيته قوله تعالى: (الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار) (آل عمران: 16).
    وقوله عن الحواريين: (ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين) (آل عمران: 53).
    ويدل أيضا على هذا النوع من التوسل ما ورد بشأن الثلاثة أصحاب الغار الذين آواهم المبيت إلى غار فدخلوه فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار ولم ينجهم منها إلا دعاء كل واحد منهم إلى الله بأفضل ما قدمه من أعمال... القصة) الحديث.
    4 - التوسل إلى الله بدعاء من ترجى إجابته من أهل الصلاح والتقوى وأهل العلم بالكتاب والسنة.
    وقد وردت أمثلة من هذا النوع في السنة الشريفة، كما وقعت نماذج من فعل الصحابة - رضوان الله عليهم..
    ومنه ما رواه أنس - رضي الله عنه -أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب، فقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، قال: فيسقون.
    ومثل ما فعله عمر فعل معاوية بن أبي سفيان بحضرة من معه من الصحابة والتابعين
    ولما أجدب الناس بالشام حيث استسقوا بيزيد بن الأسود الجرشي وتوسلوا به كما توسل عمر بالعباس، فقال: ـ أي معاوية ـ اللهم إنا نستشفع إليك اليوم بخيرنا وأفضلنا، اللهم إنا نستشفع إليك اليوم بيزيد بن الأسود الجرشي، يا يزيد ارفع يديك إلى الله. فرفع يديه، ورفع الناس أيديهم، فما كان إلا أن ثارت سحابة في الغرب كأنها ترس، وهبت لها ريح، فسقتنا حتى كاد الناس أن لا يبلغوا منازلهم.
    5- التوسل بالنبي صلى الله علية وسلم بعد مماته:
    كأن يقول القائل أسألك يا رب بنبيك محمد، ويريد: أني أسألك بإيماني به وبمحبته. وأتوسل إليك بإيماني به يا رب وبمحبته. ونحو ذلك.
    قال ابن تيمية: من أراد هذا المعنى فهو مصيب في ذلك بلا نزاع، ويحمل على هذا المعنى كلام من توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد مماته من السلف، كما نقل عن بعض الصحابة والتابعين، وعن الإمام أحمد وغيره، وعلى هذا لا يكون في المسألة نزاع أو خلاف.
    وقد استدل الشوكاني في كتابه الدر النضيد على جواز التوسل بأن التوسل في الحقيقة إنما هو بميزة العبد الصالح لا بذاته، فهو من التوسل بالأفعال وهو جائز، ونقول: إن التوسل لازم حب العبد للصالحين، وحب العبد للصالحين عمل صالح، فرجع الأمر إلى التوسل بالعمل الصالح وهو مجمع على جوازه.
    ثانيا: التوسل المختلف فيه بين الأئمة:
    01 التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته: (الذي اختلف فيه العلماء):
    اختلف العلماء في مشروعية التوسل النبي صلى الله علية وسلم بعد وفاته كقوله القائل: اللهم إني أسألك بنبيك أو بجاه نبيك أو بحق نبيك، على أقوال ثلاثة:
    القول الأول، ذهب جمهور العلماء الفقهاء (المالكية والشافعية ومتأخرو الحنفية وهو المذهب عند الحنابلة) إلى جواز هذا النوع من التوسل سواء في حياة النبي صلى الله عليه وسلم أو بعد وفاته.
    قال القسطلانى: وقد روي أن مالكا لما سأله أبو جعفر المنصور العباسي -ثاني خلفاء بني العباس -يا أبا عبد الله أستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدعو أم أستقبل القبلة وأدعو ؟
    فقال له مالك: ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم -عليه السلام - إلى الله عز وجل يوم القيامة؟ بل استقبله واستشفع به فيشفعه الله.
    وقد روى هذه القصة أبو الحسن علي بن فهر في كتابه (فضائل مالك) بإسناد لا بأس به وأخرجها القاضي عياض في الشفاء من طريقه عن شيوخ عدة من ثقات مشايخه.
    وقال النووي في بيان آداب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم: ثم يرجع الزائر إلى موقف قبالة وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيتوسل به ويستشفع به إلى ربه، ومن أحسن ما يقول الزائر، ما حكاه الماوردي والقاضي وأبو الطيب وسائر أصحابنا عن العتبي مستحسنين له قال: كنت جالسا عند قبر النبي فجاءه أعرابي فقال: السلام عليك يا رسول الله. سمعت الله تعالى يقول: (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) (النساء: 64).
    وقد جئتك مستغفرا من ذنبي مستشفعاً بك إلى ربي. ثم أنشأ يقول:
    يا خير من دفنت بالقاع أعظمه وطاب من طيبهن القاع والأكم
    نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه فيه العفاف وفيه الجود والكرم
    وقال العز بن عبد السلام: ينبغي كون هذا مقصوراً على النبي صلى الله عليه وسلم
    - وأما الحنابلة فقد قال ابن قدامه في المغني بعد أن نقل قصة العتبى مع الأعرابي: (ويستحب لمن دخل المسجد أن يقدم رجله اليمنى.. إلى أن قال: ثم تأتي القبر فتقول.. وقد أتيتك مستغفرا من ذنبي مستشفعاً بك إلى ربي..) ومثله في الشرح الكبير.
    - وأما الحنفية: فقد صرح متأخر وهم أيضا بجواز التوسل بالنبي صلى الله علية وسلم فقال الكمال بن الهمام في فتح القدير: ثم يقول في موقفه: السلام عليك يا رسول الله.. ويسأل الله تعالى حاجته متوسلا إلى الله بحضرة نبيه عليه الصلاة والسلام.
    وقال صاحب الاختيار فيما يقال عند زيارة النبي صلى الله عليه وسلم (جئناك من بلاد شاسعة... والاستشفاع بك إلى ربنا) ثم يقول: مستشفعين بنبيك إليك. ومثله في مراقي الفلاح والطحاوي على الدر المختار والفتاوى الهندية. ونص هؤلاء: عند زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم:(اللهم... وقد جئناك سامعين قولك طائعين أمرك، مستشفعين نبيك إليك).
    وقال الشوكاني: ويتوسل إلى الله بأنبيائه والصالحين.
    واستدل بحديث الرجل الذي كانت له حاجة عند عثمان بن عفان -رضي الله عنه -: روى الطبراني والبيهقى أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان - رضي الله عنه - في زمن خلافته، فكان لا يلتفت ولا ينظر إليه في حاجته، فشكا ذلك لعثمان بن حنيف، فقال له: ائت الميضأة فتوضأ، ثم ائت المسجد فصل، ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة. يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك لتقضي حاجتي، وتذكر حاجتك، فانطلق الرجل فصنع ذلك، ثم أتى باب عثمان بن عفان -رضي الله عنه -، فجاء البواب فأخذ بيده، فأدخله على عثمان -رضي الله عنه - فأدخله معه وقال له: اذكر حاجتك، فذكر حاجته فقضاها له، ثم قال: مالك من حاجة فاذكرها.
    ثم خرج من عنده فلقي ابن حنيف فقال له: جزاك الله خيرا ما كان ينظر لحاجتي حتى كلمته لي، فقال ابن حنيف، والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه ضرير فشكا إليه ذهاب بصره. إلى آخر حديث الأعمى المتقدم.
    قال المباركفوري: قال الشيخ عبد الغني في إنجاح الحاجة: ذكر شيخنا عابد السندي في رسالته والحديث - حديث الأعمى - يدل على جواز التوسل والاستشفاع بذاته المكرمة في حياته، وأما بعد مماته فقد روى الطبراني في الكبير عن عثمان بن حنيف أن رجلا كان يختلف إلى عثمان.. إلى آخر الحديث.
    وقال الشوكاني: دليل على جواز التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الله عز وجل مع اعتقاد أن الفاعل هو الله سبحانه وتعالى، وأنه المعطي المانع ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.
    القول الثاني: في التوسل النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته:
    روى أبو يوسف عن أبي حنيفة: لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به (أي بأسمائه وصفاته) والدعاء المأذون به ما استفيد من قوله تعالى: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) (الأعراف: 18).
    وعن أبي يوسف أنه لا بأس به، وبه أخذ أبو الليث للأثر.
    وفي الدر: والأحوط الامتناع لكونه خبر واحد فيما يخالف القطعي، إذ المتشابه إنما يثبت بالقطعي.
    -أما التوسل بمثل قول القائل: بحق رسلك وأنبيائك وأوليائك، أو بحق البيت فقد ذهب أبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد إلى كراهيته، قال الحصكفي: لأنه لا حق للخلق على الله تعالى وإنما يخص برحمته من يشاء من غير وجوب عليه.
    قال ابن عابدين: قد يقال: إنه لا حق لهم وجوبا على الله تعالى لكن الله سبحانه وتعالى جعل لكم حقا من فضله، أو يراد بالحق الحرمة والعظمة، فيكون من باب الوسيلة، وقد قال تعالى: (وابتغوا إليه الوسيلة).
    وقد عد من آداب الدعاء التوسل على ما في (الحصن)، وجاء في رواية " اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، وبحق ممشاي إليك، فإني لم أخرج أشرا و لا بطرا " الحديث.
    ويحتمل أن يراد بحقهم علينا وجوب الإيمان بهم وتعظيمهم. وفي (اليعقوبية): يحتمل أن يكون الحق مصدرا لا صفة مشبهة، فالمعنى بحقية رسلك، فليتأمل ا. هـ. أي: المعنى بكونهم حقا لا بكونهم مستحقين. أقول -أي ابن عابدين -: لكن هذه كلها احتمالات مخالفة لظاهر المتبادر من هذا اللفظ، ومجرد إيهام اللفظ ما لا يجوز كاف في المنع.. فلذا والله أعلم أطلق أئمتنا المنع، على أن إرادة هذه المعاني مع هذا الإيهام فيها ا،الأقسام بغير الله تعالى وهو مانع اخر، تأمل.
    هذا ولم نعثر في كتب الحنفية على رأي لأبي حنيفة وصاحبيه في التوسل إلى الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم في غير كلمة " بحق " وذلك كالتوسل بقوله: "بنبيك "، أو "بجاه نبيك "، أو غير ذلك إلا ما ورد عن أبي حنيفة - في رواية أبي يوسف - قوله: (لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به).

    القول الثالث: في التوسل النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته:
    ذهب تقي الدين بن تيمية، وبعض الحنابلة من المتأخرين إلى أن التوسل بذات النبي لا يجوز، وأما التوسل بغير الذات فقد قال ابن تيمية: ولفظ التوسل قد يراد به ثلاثة أمور: يراد به أمران متفق عليهما بين المسلمين:
    أحدهما: هو أصل الإيمان والإسلام، وهو التوسل بالإيمان به صلى الله عليه وسلم وبطاعته.
    والثاني: دعاؤه وشفاعته صلى الله عليه وسلم (أي في حال حياته) وهذا أيضا نافع يتوسل من دعا له وشفع فيه باتفاق المسلمين.
    الثالث: التوسل به بمعنى الإقسام على الله بذاته صلى الله عليه وسلم، والسؤال بذاته، فهذا الذي لم يكن الصحابة يفعلونه في الاستسقاء ونحوه، لا في حياته ولا بعد مماته، لا عند قبره ولا غير قبره، ولا يعرف هذا في شيء من الأدعية المشهورة بينهم، وإنما ينقل شيء من ذلك في أحاديث ضعيفة مرفوعة وموقوفة، أو عمن ليس قوله حجة.
    وذهب ابن تيميه إلى أن التوسل بلفظ (أسألك بنبيك محمد) يجوز إذا كان على تقدير مضاف، فيقول في ذلك: (فإن قيل: إذا كان التوسل بالإيمان به ومحبته وطاعته على وجهين: تارة بالتوسل بذلك إلى ثواب الله وجنته (وهذا أعظم الوسائل) تارة.
    يتوسل بذلك في الدعاء -كما ذكرتم نظائره - فيحمل قول القائل: أسألك بنبيك محمد على أنه أراد: أني أسألك بإيماني به وبمحبته، وأتوسل إليك بإيماني به ومحبته ونحو ذلك، وقد ذكرتم أن هذا جائز بلا نزاع. قيل: من أراد هذا المعنى فهو مصيب في ذلك بلا نزاع، وإذا حمل على هذا المعنى لكلام من توسل بالنبي بحياته وبعد مماته من السلف، كما نقل عن بعض الصحابة والتابعين، وعن الإمام أحمد وغيره، كان هذا حسنا، وحينئذ فلا يكون في المسألة نزاع، ولكن كثير من العوام يطلقون هذا اللفظ، ولايريدون هذا المعنى، فهؤلاء الذين أنكر عليهم من أنكر، وهذا كما أن الصحابة كانوا يريدون بالتوسل به التوسل بدعائه وشفاعته وهذا جائز بلا نزاع.
    - ثم يقرر ابن تيمية في كتابه "قاعدة جليلة" أن هذه المسألة خلافية وأن التكفير بها حرام وإثم.
    - ويقول بعد ذكر الخلاف في المسألة: ولم يقل أحد: إن من قال بالقول الأول فقد كفر، ولا وجه لتكفيره، فإن هذه مسألة خفية ليست أدلتها جلية ظاهرة، والكفر إنما يكون بإنكار ما علم من الدين بالضرورة، أو بإنكار الأحكام المتواترة والمجمع عليها ونحو ذلك. بل المكفر بمثل هذه الأمور يستحق من غليظ العقوبة والتعزير ما يستحقه أمثاله من المفترين على الدين، لا سيما مع قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أيما رجل قال لأخيه: يا كافر فقد باء به أحدهما).

    التوسل مسألة فقهية وليست من أصول العقيدة:
    وأخيرا نسوق إليك رأي الإمام محمد بن عبد الوهاب في الموضوع: في المسألة العاشرة: (قولهم في الاستسقاء لا بأس بالتوسل بالصالحين وقول أحمد يتوسل النبي صلى الله عليه وسلم خاصة مع قولهم إنه لا يستغاث بمخلوق - فالفرق ظاهر جدا - وليس الكلام مما نحن فيه فكون البعض يرخص التوسل بالصالحين وبعضهم يخصه النبي صلى الله عليه وسلم. وأكثر العلماء ينهي عنه ويكرهه.. فهذه المسألة من مسائل الفقه الصواب عندنا قول الجمهور أنه مكروه فلا ننكر على من فعله).
    فها هو الإمام محمد بن عبد الوهاب يقرر أنه:
    ا -من مسائل الفقه.
    2 - أنه مكروه.
    3- لا ينكر على من فعله.
    هذا وقد سبق لنا أن قدمنا رأي الإمام ابن تيمية في ذلك حيث قرر أن هذه مسائل خلافية، وهي من مسائل الفقه لا شرك فيها، ومن قال غير ذلك يستحق من العقوبة ما يستحق أمثاله من المفترين على الدين لا سيما قول النبي صلى الله عليه وسلم:" من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما".
    والآن نعيد على هؤلاء ما قاله البنا في الأصل الخامس عشر-في رسالة التعاليم - عندما قال: (والدعاء إذا قرن بالتوسل إلى الله بأحد من خلقه خلاف فرعي في كيفية الدعاء وليس من مسائل العقيدة). فهل خالف قوله العلماء وبصفة خاصة الإمامين ابن تيمية وابن عبد الوهاب ؟.
    ثم هل يترتب على فعل المتوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم والصالحين بعد وفاتهم عقوبة. و الآن وبعد أن تبين لنا أنها مسألة نزاع وخلاف بين العلماء ولا يترتب عليها تكفير فهل يترتب عليها عقوبة؟ ننظر إلى فهم شيخ الإسلام ابن تيمية حيث يقول: (وليس هذا من مسائل العقوبات بإجماع المسلمين بل المعاقب على ذلك معتد جاهل ظالم - فإن القائل بهذا قد قال ما قالت العلماء - والمنكر عليه ليس معه نقل يجب اتباعه لا عن النبي صلى الله عليه وسلم!ذ ولا عن الصحابة).
    ولقد نفى الشيخ صالح الفوزان عن الشيخ ابن تيمية، أنه كفر أحدا يتوسل النبي صلى الله عليه وسلم البتة أو بأحد الصالحين بعد وفاتهم، وبين أن هذا النوع، من التوسل، لا يجوز تكفير صاحبه، كما لم يقل أحد من علماء الأمة بأنه كفر أو شرك.

    جهالة في الاستشهاد والاستدلال:
    هذا وقد استشهد بعض الذين لا علم لهم ولا دراية بالأحكام بآيات من القرآن الكريم نزلت في المشركين الذين يعبدون غير الله، واستدلوا بها في غير موضوعها من مثل قوله تعالى: (ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله) (يونس: 18). وقوله تعالى:"والذين اتخذوا في دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى (الزمر: 3).
    وواضح من الآيتين أنهم كانوا يعبدونهم ويتوسلون بهم بدليل قوله تعالى: (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) وهذا يخالف تماما حال المسلمين الذين يعبدون الله تعالى ويتوسلون إلى الله بمن لا يعبدونهم، ولكن بالصالحين من خلق الله كالأنبياء، وغيرهم، وقد وردت في ذلك أدلة تجيز ذلك كما سبق.
    وفي ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (وكان المشركون الذين جعلوا معه آلهة أخرى مقرين بأن آلهتهم مخلوقة ولكنهم كانوا يتخذونهم شفعاء ويتقربون بعبادتهم إليه كما قال تعالى: ثم ذكر الآيتين السابقتين).

  35. #75
    مشرف مجلس قبائل بلاد الشام و الكمبيوتر الصورة الرمزية طارق العبيد الحموري
    تاريخ التسجيل
    26-02-2010
    العمر
    45
    المشاركات
    1,273

    افتراضي

    الله يبارك فيك عمي محمد الجموني
    لاحظ أن الأخوة في المشاركات السابقة قالوا أنه شرك
    فطلبنا منهم أن يحددوا أهو شرك أكبر أم أصغر و راحوا ينقلوا لنا مواضيع من عدة منتديات تخص أحد المذاهب الحديثة

    و نحن و أنا شخصياً عندي قناعة مذهبية اسلامية بأن قول اللهم اني أسألك بنبيك محمد صلى الله عليه و سلم ....... جائز
    و أنا أتبع المذهب الشافعي و لا آخذ أي قول في الدين خارج عن المذاهب الأربعة مهما تطورت المسميات
    فنحن لا نعرف الا أقوال و أفعال أصحاب المذاهب الأربعة

    نتابع

  36. #76
    مشرف عام مجلس السادة الاشراف - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف قاسم بن محمد السعدي
    تاريخ التسجيل
    02-02-2010
    العمر
    55
    المشاركات
    10,743

    افتراضي

    هذه من فتاوى الشيخ الالباني وما ورد عن بعض ائمة المذاهب الاربعة

  37. #77
    مشرف عام مجلس السادة الاشراف - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف قاسم بن محمد السعدي
    تاريخ التسجيل
    02-02-2010
    العمر
    55
    المشاركات
    10,743

    افتراضي

    [size=--حكم التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم(فضيلة العلامة الشيخ ناصر الدين الالبانى)
    تاريخ الإضافة
    2008-05-09
    عدد الزيارات
    4452 زيارة
    جهة الفتوى
    العلامة الالبانى
    حكم التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة - الحديث رقم (22): (توسلوا بجاهي ، فإن جاهي عند الله عظيم) (لا أصل له): مما لا شك فيه أن جاهه صلى الله عليه وسلم ومقامه عند الله عظيم ، فقد وصف الله تعالى موسى بقوله: (وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهاً) [الأحزاب: 69] ، ومن المعلوم أن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم أفضل من موسى ، فهو بلا شك أوجه منه عند ربه سبحانه وتعالى ، ولكن هذا شيء ، والتوسل بجاهه صلى الله عليه وسلم شيء آخر ، فلا يليق الخلط بينهما كما يفعل بعضهم ، إذ إن التوسل بجاهه صلى الله عليه وسلم يقصد به من يفعله أنه أرجى لقبول دعائه ، وهذا أمر لا يمكن معرفته بالعقل ، إذ إنه من الأمور الغيبية التي لا مجال للعقل في إدراكها ، فلا بد فيه من النقل الصحيح الذي تقوم به الحجة ، وهذا مما لا سبيل إليه البتة ، فإن الأحاديث الواردة في التوسل به صلى الله عليه وسلم تنقسم إلى قسمين : صحيح ، وضعيف . أما الصحيح ، فلا دليل فيه البتة على المدعى ، مثل توسلهم به صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء ، وتوسل الأعمى به صلى الله عليه وسلم فإنه توسل بدعائه صلى الله عليه وسلم ، لا بجاهه ولا بذاته صلى الله عليه وسلم ، ولما كان التوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى غير ممكن ، كان بالتالي التوسل به صلى الله عليه وسلم بعد وفاته غير ممكن ، وغير جائز . ومما يدلك على هذا أن الصحابة رضي الله عنهم لما استسقوا في زمن عمر ، توسلوا بعمه صلى الله عليه وسلم العباس ، ولم يتوسلوا به صلى الله عليه وسلم ، وما ذلك إلا لأنهم يعلمون معنى التوسل المشروع ، وهو ما ذكرناه من التوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم ولذلك توسلوا بعده صلى الله عليه وسلم بدعاء عمه ، لأنه ممكن ومشروع ، وكذلك لم ينقل أن أحداً من العميان توسل بدعاء ذلك الأعمى ، وذلك لأن السر ليس في قول الأعمى : (اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة....) ، وإنما السر الأكبر في دعائه صلى الله عليه وسلم له كما يقتضيه وعده صلى الله عليه وسلم إياه بالدعاء له ، ويشعر به قوله في دعائه : (اللهم فشفعه في) ، أي : أقبل شفاعته صلى الله عليه وسلم ، أي : دعاءه في ، (وشفعني فيه) ، أي : اقبل شفاعتي ، أي : دعائي في قبول دعائه صلى الله عليه وسلم في . فموضوع الحديث كله يدور حول الدعاء ، كما يتضح للقاريء الكريم بهذا الشرح الموجز ، فلا علاقة للحديث بالتوسل المبتدع ، ولهذا أنكره الإمام أبوحنيفة ، فقال : (أكره أن يسأل الله إلا بالله) كما في "الدر المختار" ، وغيره من كتب الحنفية . وأما قول الكوثري في " مقالاته " : (وتوسل الإمام الشافعي بأبي حنيفة مذكورة في أوائل تاريخ الخطيب بسند صحيح) . فمن مبالغاته ، بل مغالطاته ، فإنه يشير بذلك إلى ما أخرجه الخطيب من طريق عمر بن إسحاق بن إبراهيم قال : نبأنا علي بن ميمون قال : سمعت الشافعي يقول : (إني لأتبرك بأني حنيفة ، وأجيء إلى قبره في كل يوم – يعني زائراً – فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين ، وجئت إلى قبره ، وسألت الله تعالى الحاجة عنده ، فما تبعد عني حتى تقتضى) ، فهذه رواية ضعيفة ، بل باطلة. وقد ذكر شيخ الإسلام في "اقتضاء الصراط المستقيم" معنى هذه الرواية ، ثم أثبت بطلانه فقال : (هذا كذب معلوم كذبه بالاضطرار عند من له أدنى معرفة بالنقل فإن الشافعي لما قدم ببغداد لم يكن ببغداد قبر ينتاب للدعاء عنده البتة بل ولم يكن هذا على عهد االشافعي معروفا وقد رأى الشافعي بالحجاز واليمن والشام والعراق ومصر من قبور الأنبياء والصحابة والتابعين من كان أصحابها عنده وعند المسلمين أفضل من أبي حنيفة وأمثاله من العلماء فما باله لم يتوخ الدعاء إلا عند قبر أبي حنيفة ثم أصحاب أبي حنيفة الذين أدركوه مثل أبي يوسف ومحمد وزفر والحسن ابن زياد وطبقتهم لم يكونوا يتحرون الدعاء لا عند قبر أبي حنيفة ولا غيره ثم قد تقدم عن الشافعي ما هو ثابت في كتابه من كراهة تعظيم قبور الصالحين خشية الفتنة بها وإنما يضع مثل هذه الحكايات من يقل علمه ودينه وإما أن يكون المنقول من هذه الحكايات عن مجهول لا يعرف). وأما القسم الثاني من أحاديث التوسل ، فهي أحاديث ضعيفة و تدل بظاهرها على التوسل المبتدع ، فيحسن بهذه المناسبة التحذير منها ، والتنبيه عليها فمنها: (الله الذي يحيي ويميت وهو حي لا يموت ، اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها ووسع عليها مدخلها،بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي فإنك أرحم الراحمين) حديث ضعيف . ومن الأحاديث الضعيفة في التوسل ، الحديث الآتي :(مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى الصَّلَاةِ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ السَّائِلِينَ عَلَيْكَ وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مَمْشَايَ هَذَا فَإِنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشَرًا وَلَا بَطَرًا وَلَا رِيَاءً وَلَا سُمْعَةً وَخَرَجْتُ اتِّقَاءَ سُخْطِكَ وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُعِيذَنِي مِنْ النَّارِ وَأَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ أَقْبَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفِ مَلَكٍ) حديث ضعيف. ومن الأحاديث الضعيفة ، بل الموضوعة في التوسل : (لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي فقال الله يا آدم وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه قال يا رب لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك فقال الله صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلي ادعني بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك) موضوع. انتهى كلام العلامة الالباني من سلسلة الأحاديث الضعيفة الحديث رقم 22.
    فتاوى علماء السنة
    تقريظ فضيلة الشيخ بن العثيمين على فتوى ( فتنة التكفير للالبانى )
    فقه الواقع(فضيلة الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الالبانى)
    حكم تعدد الجماعات وحقيقة الجماعات الإسلامية المعاصرة
    تقريظ فضيلة الشيخ بن باز على فتوى ( فتنة التكفير للالبانى )
    التوحيد اولا يا دعاة الاسلام(فضيلة الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الالبانى)
    --التفصيل فى الحاكم اذا حكم بغير ما أنزل الله لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز
    تحريم ذبائح الوثنيين والملاحدة (فضيلة الشيخ العلامة بن باز)
    فتنة التكفير(فضيلة الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الالبانى)
    --حكم السعى فى المسعى الجديد لسماحة الشيخ عبدالله المنيع عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية
    --حكم التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم(فضيلة العلامة الشيخ ناصر الدين الالبانى)


    فتاوى هامة
    هل ((قول لا إله إلا الله)) تدل على التوحيد بأنواعه الثلاثة؟
    ماهى أنواع التوحيد مع بيان أنواعها؟


    "7"][/size]

  38. #78
    مشرف مجلس قبائل بلاد الشام و الكمبيوتر الصورة الرمزية طارق العبيد الحموري
    تاريخ التسجيل
    26-02-2010
    العمر
    45
    المشاركات
    1,273

    افتراضي

    اذاً لماذا لم ينهى الرسول صلى الله عليه و سلم عن هذا الدعاء
    اذا توفي

    الرجاء الرد بمشاركة مختصرة و لا تكتب لنا جرايد
    و الكلام هذا للجميع

  39. #79
    مشرف عام مجلس السادة الاشراف - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف قاسم بن محمد السعدي
    تاريخ التسجيل
    02-02-2010
    العمر
    55
    المشاركات
    10,743

    افتراضي

    انا ارى ان قلة الرد رد حيث اننا لا نتلقى اوامر من احد ومن اراد ان يقتنع فليقتنع ومن لم يرد ذلك فإزالة الجبال اسهل من إقناعه

  40. #80
    مشرف مجلس قبائل بلاد الشام و الكمبيوتر الصورة الرمزية طارق العبيد الحموري
    تاريخ التسجيل
    26-02-2010
    العمر
    45
    المشاركات
    1,273

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشريف قاسم بن محمدالسعدي مشاهدة المشاركة
    انا ارى ان قلة الرد رد حيث اننا لا نتلقى اوامر من احد ومن اراد ان يقتنع فليقتنع ومن لم يرد ذلك فإزالة الجبال اسهل من إقناعه

    أكتفي بقول ما شاء الله عليك

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 1 2 3 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. ارض المحشر
    بواسطة ابراهيم العثماني في المنتدى منتدى جغرافية البلدان و السكان
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-09-2014, 01:19 AM
  2. الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة
    بواسطة ابن الحجاز في المنتدى مجالس علوم الفقه
    مشاركات: 51
    آخر مشاركة: 19-08-2011, 06:28 AM
  3. الرد الاول والاخير للقداح على مقال الاحيوي الاخير ( بطلان ادعاء النفيعات انهم من عتيبه )
    بواسطة فهد القثامي في المنتدى ملتقى القبائل العربية . مجلس القلقشندي لبحوث الانساب .
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 22-03-2011, 06:05 PM
  4. حكم التوسل بالأولياء والصالحين
    بواسطة ام نواف في المنتدى موسوعة الفرق و المذاهب ( الملل والنحل )
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 02-10-2010, 07:16 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
MidPostAds By Yankee Fashion Forum