النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: الحرب بين الحويطات وبني صخر في اطارها الصحيح

غالبية الذين يتحدثون تاريخ القبائل العربية في المجالس أو الكتب أو المنتديات يرسخّون في ذهن السامع أو القارئ صورة عن هذه القبائل مخالفة للواقع في كثير من جوانبها , وأهم

  1. #1
    مشرف مجلس قبيلة بني صخر
    تاريخ التسجيل
    21-05-2010
    الدولة
    الاردن
    المشاركات
    59

    الحرب بين الحويطات وبني صخر في اطارها الصحيح

    غالبية الذين يتحدثون تاريخ القبائل العربية في المجالس أو الكتب أو المنتديات يرسخّون في ذهن السامع أو القارئ صورة عن هذه القبائل مخالفة للواقع في كثير من جوانبها , وأهم جانب يغفلونه هو جانب القوى المحيطة في هذه القبائل , والمؤثرة فيها , فهم يوحون لمن يسمع منهم هذا التاريخ أو يقرأه بأنّ تلك القبائل كانت تجوب الصحراء العربية بحثا عن الماء والكلأ , وقد تصل إلى المناطق الزراعية , وتحتلها وتعيث فيها فسادا أو تستوفي منها الإتاوات , وهي تفعل ذلك وهي تملك سلطة مطلقة , ولا سلطان لأحد عليها .

    إنّ الحقيقة الموضوعية غير ذلك , فالدول منذ العهد الجاهلي وحتى قيام الدول الحديثة لم تنفكّ عن التدخل في شؤون القبائل , وتحريكها بطريق مباشر أو غير مباشر , وإن كانت تلك القبائل تبدو ظاهريا تملك إرادتها ولا سلطان لأحد عليها , فالقبائل كانت تملك حكما ذاتيا محدودا لا مطلقا , وتحت السيطرة العامّة وإن كانت ذات هامش واسع جدا , وسقف عال من الحرية إلاّ أنّ هذا السلطان الذي تملكه ما كان ليستطيع أن يصل لمداه في مسيرة الاجتماع البشري بحيث يتوّج هذا السلطان القبلي بقيام كيان " سياسي " = دولة .*" اقرأ في مقدمة بن خلدون فصل " في أن الغاية التي تجري إليها العصبية هي الملك " وإذا نظرنا إلى تاريخ قبائل الأردن في القرن الثامن عشر والتاسع عشر نظرة سريعة فإننا نجد ذلك واضحا جليا , فقد كان في الأردن ثلاثة قوى رئيسية متنازعة تحجم بعضها بعضا , وإن تهادنت في بعض الأوقات فإنّها لا تسلم لبعضها بسيادة أو قيادة , وهذه القوى : عشائر البلقاء ممثلة بالعدوان , وعشائر البادية الأردنية ممثلة ببني صخر وما معها من قبائل ( حلف الشمال ) وعشائر عنزة ( ولد علي , والرولة .... إلخ ) التي كانت تجوب الصحراء وغالبا ما تهاجم عشائر البادية الأردنية *" إنّ ما أسوقه هنا مجرد إضاءات وخطوط عريضة لتصحيح منهج البحث دونما دخول في التفاصيل والتفريعات ".... وكانت تدخلات الدولة تظهر سافرة جليّة في بعض صراعاتها وأحداثها , وتكون خفيّة أحيانا , يضاف إلى ذلك دور صراعات ولاة الترك فيما بينهم على المناصب وانعكاس ذلك على تلك القبائل .
    ولا يجوز أن نغفل تدخل قوى الاستعمار التي كانت تخطط لاحتلال هذه المنطقة وظهرت تدخلاتهم سافرة في القرن التاسع عشر , وخفيّة أثناء ذلك القرن وبعده من خلال الرحالة الأجانب الذين جاءوا بثياب باحثين وحرصوا على بناء علاقات مع شيوخ تلك القبائل , ودرسوا أحوالها , وفازوا بثقة قادتها , ومما لا أشك فيه أنّ هؤلاء الجواسيس المحنكين المتسلحين بالعلم , الظاهرين بمظهر الحكماء , وربما الأطباء قد كان لهم دور في توجيه قادة تلك القبائل والعشائر بالنصح والهمس في تسيير الأحداث بما يحفظ لهم رئاستهم التي تعتبر هي مركز تنبه العربي منذ أن وجد على الأرض , فالعربي يعتبر الرئاسة والزعامة على قومه هي غاية الطموح , وفي سبيلها تستحلّ الحرم والحرمات , لذلك قالوا : " الملك عقيم " , ونسب للزعيم التركي جمال باشا السفّاح أنّه قال ما معناه : إنّ عيب العرب عدم الانقياد لبعضهم ووصفهم ابن خلدون قائلا : " العرب أصعب الأمم انقياداً بعضهم لبعض للغلظة والأنفة , وبعد الهمة , والمنافسة في الرياسة ، فقلما تجتمع أهواؤهم ".
    إذن كان للنزاعات المتواصلة بين العرب عدّة أسباب أجملها في النقاط التالية :
    1. صراع البقاء على وسائل العيش المتمثلة في الكلأ والماء والماشية .
    2. صراع ناتج عن الطبيعة العربية التي تأبى الخنوع والخضوع والانقياد , وتقوم على المنافسة وبعد الهمّة , تلك الطبيعة التي يمثلها هذه الأبيات أدقّ تمثيل :
    " وأنا همومي من مناحى المناعير@@@ ما أرضى بزود ن منه لو هو ولد عمّ *" البيت لعبد الله بن هذال القريفة , ومعناه لا أقبل أن يغلبني أحد في المكارم والرفعة حتى لو كان ابن عمّ أشاركه في الحسب والنسب"
    3 التدخلات المباشرة وغير المباشرة للدول وولاتها التي حكمت المنطقة العربية والتي كانت من أهمّ أسبابها ألاّ تصل القبائل العربية لحالة من التحالف والقوة التي تجعلها تشكّل خطرا على تلك الدول , ومن مظاهر تلك السياسة : دعم الدولة لبعض القبائل بقوات نظامية لمهاجمة قبائل أخرى , وتشجيع بعض القبائل على التحالف برعاية رسمية ودعم ماديّ لمهاجمة قبائل أخرى , ومنها حرمان بعض القبائل من الأعطيات السلطانية ودفعها لمنافسيهم لإثارة العداء بينها , ومنها تشجيع بعض الولاة المعزولين لحركات التمرد .
    4. دور الجواسيس الذين كانوا ينتشرون بين القبائل فمعلوم أنّ الدولة العثمانية كانت لها شبكة قوية من التجسس وكان أغلب جواسيسها من فئة الدراويش الذين يجوبون البلاد بحجّة السياحة في سبيل الله , وكذلك التجار , وقل مثل ذلك في مصر التي حكمها علي باشا الألباني , وكذلك كان للدول الغربية جواسيس مؤهلين تفوقوا على أمثالهم من الترك بوعيهم , ودقّة معلوماتهم, ولا أبريء ساحة بعض الشعراء المتجولين المتكسبين بشعرهم من مثل تلك المهمات *. " الشعراء صنفان : شعراء من أبناء تلك القبائل الذين يدافعون عن أمجادها ويذيعون مفاخرها , ويثيرون حماسها في الحروب وهؤلاء ليسوا مقصودين فيما ذكر أعلاه لا بل هم براء من ذلك , وصنف يتجولون بين القبائل البادية والحاضرة يمدحون شيوخ القبائل تكسبا بشعرهم , فتجدهم يمدحون القبائل المتعادية ولا يحملون الولاء لقبيلة معينة , وإنما ولاؤهم لمن يدفع , وهم أشبه ما يكونون بأصحاب الأقلام المأجورة في العصر الحديث وهؤلاء لا أستبعد أن يكون بعضهم مجنّد لغايات التجسس وإثارة الفتن ."ألفت النظر لهذه الحقائق التي لم تأخذ حقّها من العناية لدى الذين يتحدثون عن تاريخ القبائل العربية , وحروبها طيلة القرون الماضية , لتكون مقدمة لحديثي عن الحروب التي جرت بين بني صخر والحويطات , ولدى الحديث عن هذا الشأن فإنني أضع الحقائق الموضوعية التالية بين يديّ القارئ :
    1. استقرّت قيادة فرقة الطوقة من بني صخر منذ أربعينات القرن التاسع عشر تقريبا على يد فندي الفايز , وعند وفاته عام 1879 م تقريبا حصل انشقاق بين أبنائه ( سطم وسطام ) أدّى لاستنصار كلّ طرف بقبيلة أخرى , ووقعت الحرب بينهما , وأدّى هذا الخلاف لانشقاق " مناور بن فهار الزبن " الذي حاول أن يكون بديلا لهما في قيادة الطوقة وتمثيلها عند الدولة, فقام مناور الزبن بعدّة حركات في اتجاه انتزاع القيادة منها :
    • عقد معاهدة بين من أتبعه من عشائر الطوقة وعشائر " خضير " على أنّهم يد على من سواهم , وأنّهم جماعة واحدة بغض النظر عن صلات الدم والقربى " ما دام الدهر دهر والكفّ ما ينبت شعر " على حدّ تعبيرهم .
    • زيارة الاستانة للحصول على موافقة السلطات باعتماده ممثلا لتك الفرقة .
    • الوفود على أمير نجد محمد بن رشيد حاملا مع الهدايا لنفس الغاية التي سافر لأجلها للاستانة .
    وكما يبدو أنّه أخفق في هذا المسعى حيث اعتقله محمد بن رشيد , وغزا على قومه في الحماد في غزوة شديدة الوطأة أسموها ( الهلباء ) , وعلى الرغم من شدّة سطوة ابن رشيد فإنّ تلك الغزوة لم تحقق أهدافها حيث أستطاعوا القيام بانسحاب منظم حموا فيه إبلهم , ونهب الغزاة بعض البيوت وأثاثاها ( الحلّة ) .
    وبعدها بعام أو عامين كان يوم ( الشيحا) الذي كان عبارة عن حلف قادته قبيلة (الرولة ) وشاركهم في ذلك الهجوم السرحان , وعشائر البلقاء , وقتل في ذلك اليوم بعض فرسانهم منهم الفارس المشهور طه الفلوح , ومناور الزبن إلاّ أنّهم انسحبوا انسحابا منظما , وحموا الإبل , واحتلت الرولة منطقتهم , ومورد ماءهم ( الثمد ) إلاّ أنّها لم تستطع الاستقرار لأنّ عشائر سليط شنّت عليها حرب عصابات اضطرتهم للرحيل .
    لم يلبث طراد الزبن "طراد بن قمعان بن دريعي الزبن من مواليد 1850م تقريبا , وبدأ ظهوره منذ 1870م تقريبا وتألق نجمه بعد يوم الشيحاء" أنّ لمّ شملهم من جديد وبدأ يشنّ الغارات على قبيلة الرولة فلمع نجمه وتزعم عشائر الطوقة وتوالت انتصاراته مما شجع كثير من القبائل للإنضواء تحت لوائه من أبرزهم السردية , والحويطات , والعيسى , والدروز , والتياها , والحجايا , وتوالت الغزوات المظفّرة , والغارات الموفّقة واستغنى الناس لكثرة ما حصلوا عليه من غنائم وكسب , واستمرت هذه الحال أكثر من عقد ونصف من الزمن , وفي أواخر القرن التاسع عشر حوالي 1900م قتل طراد في إحدى غزواته على قبيلة العمارات.

    ومما تجب الإشارة إليه أنّه في فترة ظهور طراد الزبن وتألق نجمه ظهرت قيادة واعدة في قبيلة الحويطات وأعني بها عودة أبو تايه "أخالف القاعدة النحوية في الأسماء الخمسة عمدا باعتبار الاسم هنا علما", فعودة أبو تايه يشبه طراد في كثير من الجوانب والصفات التي تؤهله لمرتبة القيادة المبدعة , وكان يغزو معه هو وقبيلة الحويطات , وكانت ثمّة روابط صداقة بين كثير من أعيان وفرسان هاتين القبيلتين , وهذه المعطيات كانت تؤهل عودة أبو تايه ليحلّ محل طراد , ويملأ الفراغ الذي تركه رحيله المفاجئ .
    إذن دخل القرن العشرين وقبيلة بني صخر وقبيلة الحويطات هما أقوى قبيلتين في الأردن وفلسطين , ولا تعيشان في سلام ووئام فحسب ولكنهما كانتا حلفا واحدا , ويدا واحدة , وكانت سائر عشائر الأردن تنضوي تحت لواء هذا التحالف القوي .
    ولنا أمام هذه المعطيات الملاحظات التالية :
    1. إنّ الزعامات التقليدية لهاتين القبيلتين معروفة ما كان يسرّهما تألق هذين النجمين , ولا ما حققاه من شهرة ومجد , وهذا الأمر طبيعي جدّا عند جميع القبائل في كلّ عصر ومصر .
    2. إنّ الدولة العثمانية كانت قد عزمت على مدّ خط سكة الحديد , وهذا الخط كان مرفوضا من قبل جميع القبائل التي تسيطر على الطريق السلطاني الذي يمتدّ من دمشق إلى مكّة المكرمة لأسباب اقتصادية بحتة , فكانت الدولة معنية بتفتيت تلك القبائل واشغالها بحروب داخلية طاحنة لتتمكن الدولة من فرض سيطرتها عليها لتنفذ مشروع سكّة الحديد بأمان أو بأقل الخسائر ولتتمكن من حمايته من التخريب .
    3. قلنا أنّ تلك القبائل كانت تعيش حالة من الغنى نتيجة للغنائم التي حصلت عليها في غزوات طراد الموفقة , وغزوات عودة , وهذا أمر يثير التحاسد بين الناس , وهذه من طبائع العرب منذ جاهليتهم لا بل هي من طبائع البشر في كلّ عصر ومصر , ومما يروى في هذا المجال أنّ قيس بن زهير سيد عَبْس مَرَّ ببلاد غَطَفان فرأى ثروة , وعديداً فكره ذلك , فقال له الربيع ابن زياد العبسي : إنه يَسُوءك ما يسرُّ الناس , فقال له : يا ابن أخي إنك لا تَدْرِي أن مع الثروة والنعمة التحاسد والتباغض والتخاذل وأن مع القلة التعاضد والتوازر والتناصر "
    4. لقد شهدت أواخر القرن التاسع عشر بوادر التململ العربي ضدّ الحكم التركي , وكانت ثمّة قوى أجنبية تدعم هذا التململ وتساعد في تحريكه , ومما لا شكّ فيه أنّ الدولة العثمانية ما كانت غافلة عمّا يجري , فما كان يسرّها أن تظهر قوة قبلية متحالفة في هذه المنطقة ولاسيما أنّ هذه القبائل كانت على صلات مع حواضر الشام , فمن السهل أن تمتد بواكير أفكار الحركة العربية إليها .
    5. من المثير للاهتمام أنّ طراد الزبن لم يحاول أن يطرق باب سلاطين بني عثمان ويطلب منهم الاعتراف بزعامته , وربما كان ذلك لما شاهده من إخفاق ابن عمّه مناور بن فهار الزبن في ذلك المسعى , وهو قد شاهد الأحداث التي كانت جميعها تصبّ في مصلحة خصومه من غزوة محمد الرشيد إلى تحالف الرولة مع البلقاء والسرحان في يوم الشيحاء ..... إلخ , والأعجب من ذلك أن عودة أبو تايه كان على علاقة عداء مع الترك .
    وللقارئ أن يقول : ما بالك تركز على قضية الاعتراف الرسمي بالزعامة وتجعلها قضية كبرى , وكأنك تقيس الماضي على الحاضر , والناس آنذاك زاهدون بهذه الأمور ؟؟؟؟ والجواب أنّ القبائل التي تقع على الطريق السلطاني ما كانت زاهدة في هذا الأمر كما يظنّ البعض لأنّ الاعتراف الرسمي يدرّ عليها من الأرباح المادية والمعنوية ما تتطاول إليه الأعناق فهي تتكفل بحماية الحجاج ونقلهم مقابل ثمن مدفوع , وكذلك تستنصر بها الدولة في فرض سيطرتها على بعض النواحي , وتطلق يدها في جبي الأتاوات من بعض المناطق مقابل تأمين الحماية لها , وكذلك تنجدها إذا تعرضت لغزو لا قبل لها به , وشواهد التاريخ على ذلك تفوق الحصر .
    نستنتج من ذلك ما يلي :
    1. أنّ طراد الزبن قد استفاد من الدرس الذي مرّ به مناور الزبن في محاولته أخذ مباركة الجهات الرسمية لزعامته بالوسائل السلمية فأخفق اخفاقا ذريعا في ذلك المسعى انتهى بقتله , وطرد قومه من المنطقة , وأمام هذه النتيجة فقد بنى طراد سياسته على فرض الأمر الواقع , وذلك عن طريق استقطاب قومه وأحلافهم في غزوات موفقة لتضطر الجهات الرسمية للتعامل معه , ومن الجدير بالذكر أنّ هذا مسلك غالبية القيادات القبلية العربية على مرّ التاريخ , إلاّ أنّ قتله في منتصف عمره حال دون ذلك .
    2. أنّ محاولات سطام الفايز فرض قيادته على بني صخر بالقوة لم تأت بنتيجة , فعلى الرغم من تحالفه مع الرولة , واستعانته بالدولة العثمانية كما جاء في كتاب مفلح النمر صفحة
    3. أنّ عودة أبو تايه سلك نفس الطريق الذي سلكه طراد من تبني سياسة فرض الأمر الواقع على قيادة قبيلته وعلى الجهات الرسمية .
    4. أنّ القيادات التقليدية ما كانت لتقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الزعامات التي بدأت تتألق وتستقطب الناس , فحرصت على توثيق علاقاتها مع الترك ولم يكن يسوؤها أن يحصل بين هاتين القبيلتين ما يمزّق حلفهما .
    إعلان الحرب على الحويطات ( الصولة ) .
    أختلف الرواة في سنة الطور فمن قائل أنّها عام 1901م إلى قائل أنّها عام 1909م إلى قائل أنّها بين هذين التاريخين والذي أرجحه أنّها وقعت قبل حصول الانشقاق بين الجازي والتوايهة الذي وقع بحدود 1904م , إذن هي جاءت في تلك الظروف المشحونة التي أشرت إليها آنفا .
    أمّا السبب المباشر فهو خلاف وقع بين عودة أبو تايه والفارس المشهور عقيلة العيطان بسبب قافلة ( قفل ) للحويطات تحمل التموين انتهبها عقيلة العيطان على أثر خلاف على مكاسب غزو فيما يقال , وقد ألتقى عودة وعقيلة فأساء عقيلة لعودة إساءة بالغة إذ حاول اعتقاله فتدخل رجال من الهقيش فأطلقوه , فشعر عودة أنّ الصدام بين القبيلتين بات وشيكا , فقال : " يا عقيلة إن صار بيننا وبين هالأجواد شي الله يجعلك أول من يقع به " أي إذا وقعت بيينا حرب فأسأل الله أن تكون أول ضحاياها , هذا وقد أمر عودة قومه بأن يبتعدوا عن بني صخر , وقد كانوا قبل ذلك يجاورونهم ويخالطونهم , ويشاركونهم في الماء والمرعى .
    في تلك الفترة كان زعيم الطوقة طلال بن فندي الفايز , فحصلت غارات محدودة لم تسفك فيها دماء , ولم يجر إعلان حرب بين الطرفين ( رد نقا ) إلى أن جاء يوم كان رجال القبيلة غائبون , و( جَنَب)
    " الجنب بفتح الجيم والنون = الرجال المكلفون بحماية الإبل من الغزاة" . الإبل عقيلة العيطان , و" ساري والبقار " أبناء رداد القيظي فأغارت خيل من الحويطات على الإبل في منطقة مديسيسات ( جنوب مطار الملكة علياء بحدود 20كلم ) وأول من لحق بهم عقيلة العيطان فقتلوه , ثمّ لحقهم البقار فقتلوه , وآخر من لحقهم ساري فقتلوه." من أخطاء بني صخر القاتلة أنهم عندما يسمعون صياح الاستغاثة يسارع كلّ منهم للحاق بالغزاة غير منتظر لرفاقه خوفا من أن يعير بالجبن , وهذا ما حصل في تلك الغارة , فقد كان ساري يصيح بأخيه لينتظره ريثما يشدّ على فرسه فلم يستجب له ."
    إذن الآن سفك الدم وليس أي دم , إنّه دم ثلاثة من أشهر فرسان بني صخر وأشجعهم على الاطلاق , فعقد المؤتمر , وبدأت المشاورات , وكلّها تصبّ في إتجاه إعلان الحرب الشاملة ( صولة بالجمل وما حمل ) لإجلاء الحويطات نهائيا , وساهم في سعير ذلك اللهيب تلك الأبيات التي قالها أحد الغزاة , حيث يقول :
    لطينا طرشن للغفل@@@يا كله من شان القفل@@@ اللي أخذه عقيلة
    وذبحنا عيال ابن قيظي@@@ ولا سايلنا عن الغيظ@@@علمن يخض القبيلة
    وذبحنا وليد ابن عيطان@@@عقيلة حماي الشردان@@@يبطن ما جابن مثيلة
    لقد اتفقت كلمة الطوقة إذن على الحرب الشاملة على الرغم من أنّ زعماء الحويطات عبطان بن عرار الجازي وعودة بن حرب أبو تايه قد بذلا جهودا مضنية لمنع وقوعها , وحاول الشيخان ( عبطان وعودة ) أن يقنعا طلال الفايز بأنّ تلك الغارة التي قتل فيها القيظي وعقيلة العيطان لم تكن بقيادة الشيوخ " أهل العلم " ولا بأمرهم , وومعلوم أنّ القبيلة لا تتحمل مسؤولية أيّ غارة مالم تكن بإذن " عليمها " أو بأمره , لأنّ " العليم " = القيادة السياسية للقبيلة هو وحده من يملك حقّ إعلان الحرب , وإذا حصل غزو من بعض عشائر القبيلة بدون إذنه فإنّ الأمور تحلّ بالطرق السلمية , فتستعاد المنهوبات , وتحصر مسؤولية الدماء فإمّا أن تؤدى وإمّا أن يتولى أصحابها مسؤولية الثأر , وكما يبدو أن بعض العشائر الصغرى التي كانت متحالفة مع الطرفين ما كان يسؤوها أن تقع الحرب بين هاتين القبيلتين لتتفانيا ويرث المحايد الأرض والنفوذ .
    ومن الجدير بالذكر أن السلطات العثمانية كانت على علم بما يجري فلزمت الحياد فالمراسلات والمدواولات استمرت بين الطرفين قرابة الثلاثة شهور , وهي تشاهد نذر الحرب بين أقوى قبيلتين ولم تحرّك ساكنا .
    والذي يبدو لي أنّ تلك الغارة المشؤومة التي قتل فيها ابن عيطان والقيظي قد تركت جرحا غائرا في قلوب أبناء قبيلة بني صخر ؛ لأنّ هؤلاء الثلاثة يعدون من أشهر الفرسان , وأشجعهم الذين يحمون الحمى , ويدافعون عن الحوزة , ويقول أحد رعاة الإبل في يوم مقتلهم ما معناه : لقد كنت آمل بسلامة إبلي حتى قتل آخرهم في ذلك اليوم فعلمت أنّ الإبل قد ذهبت إلى غير رجعة .
    لقد أشار بعض الشعراء إلى تلك المفاوضات والمشاورات فمن ذلك قول الشاعر :
    عبطان يقول لطلال@@@إحنا صف ولك اعيال
    على الأجناب الصيال@@@والصولة ترّك طرياها
    وعودة يرسل مكاتيبه@@@لصخورك يريد الطيبة
    قبل الهرج ومعاتيبه@@@واللي له دينه ينصاها
    ومعنى هذه الأبيات : أن عبطان بن عرار الجازي يذكّر طلال الفايز بأنّ الحويطات أحلافه وأبنائه , وأنصاره على الأعداء , ولذلك يطلب منه أ ن يتراجع عن إعلان الحرب الشاملة عليهم , وعودة يرسل المكاتيب لبني صخر لعقد الصلح ومعالجة ما حصل { والطيبة في لسان الحويطات هي الصلح } , ويفهم من البيت أنّه بادر عارضا الصلح قبل أن يأتيه رسول من الطرف الآخر يحمل العتب وطلب الحقّ كما جرت العادة في ذلك , وكما يبدو أنّه أراد تحديد مسؤولية ما حدث فرمى حصاة المعتدين الذين سفكوا الدماء , وشنوا تلك الغارة المشؤومة " واللي له دينه ينصاها " , ويفهم من ذلك أنّه أراد تسوية كثير من الأمور العالقة بين القبيلتين في تلك الفترة بالوسائل السلمية والاحتكام للعرف والقضاء , تاركا الحادث الجلل خارج اطار البحث ليتحمل مسؤوليته من قام به دون إعلان حرب شاملة .
    وقد يستغرب شباب هذا الزمن مثل هذا الفهم والتحليل , ويظنونه جهلا من الكاتب لأنّهم يحملون صورة خاطئة مغايرة للواقع عن أوضاع القبائل آنذاك , وطريقة حروبها , ويظنون أنّ إعلان الحرب الشاملة على قبيلة هو من الأمور السهلة التي يتجرأ عليها زعماء القبائل بتسرع وعدم حساب للعواقب , وهم يظنون أن قتل حويطي لصخري مثلا يؤدي لحالة استنفار شاملة تؤدي إلى إعلان حرب شاملة , والحقيقة غير ذلك , والأمثلة على ذلك من حوادث القبائل العربية على مرّ التاريخ لا تعدّ ولا تحصى .
    إنّ حالات الاستنفار التي بدأنا نشاهدها في السنوات الأخيرة لدى بعض عشائر الحواضر الأردنية عند وقوع جريمة قتل ما من قبل عشيرة أخرى هو عكس ما كانت عليه القبائل العربية ذات الأعراف العريقة , وهي تصرفات غوغائية لاتمت للأعراف القبلية بصلة , وسأضرب لكم مثلا : تلك الحرب التي جرت بين بعض عشائر الكرك وفرقة العامر فقد اقتصرت على العامر وحدهم ولم يشترك فيها أحد من أبناء عمومتهم , أي ترك " صاحب الدين " ليحصّل دينه بالطريقة التي يستطيعها وحده , وقل مثل ذلك في قتل الحامد الذين اضطروا وحدهم للثأر لقتلاهم بغارة انتحارية في يوم عيد .
    أعتذر عن هذا الاستطراد ونعود إلى موضوعنا , فأقول : حاول زعماء الحويطات تجنب الحرب إلاّ أنّ مساعيهم فشلت , ويذكر لنا الشاعر ما كان يجري عند بني صخر من مشاورات ومداولات حيث يقول :
    الأول شور ابن فايز@@@يا رايه عليهم جايز@@@دنوا الزمل لشيله
    والثاني شور ابن زبن@@@ يا قلبه مليانن غبن@@@ أكثر من ترب الثميلة
    والثالث شور ابن مطني@@@ رجالن بالفعل فطني @@@ ومغله ذبحة عقيلة

    إذن اتفقت الآراء على إعلان حرب شاملة { صولة بالجمل وما حمل , ورحيل ونزيل } فبدأ الهجوم الدموي الذي يريد القتل لا الكسب , وكان الحويطات في حالة انسحاب وبنو صخر ورائهم رحيلا ونزيلا , واصطدموا في عدّة وقائع في أيام , منها يوم مقتل " عيد بن فلاح " , وقد حدثني الثقات من الحويطات أنّ عيد ومعه بعض رجال الحويطات قد التقوا ببني صخر فأنسحبوا فطاردوهم سحابة يومهم فعندما رأى أنّهم مصرون على اللحاق به ثنى جواده عليهم فاستقتل حتى قتل .
    هذا وقد ذكر أحد الشعراء تفاصيل تلك الحادثة حيث يقول :
    حتمل يقول امنع يا عيد@@@صخورك لباسة حديد@@@ربعن لذبحك غليلة
    أي أنّ حتمل بن مناور الزبن قد عرض عليه ( المنع ) أي الاستسلام في وجه حتمل ليحميه من القتل لأنّ الطلب حريصون على قتله , وهذا يؤكد أنّ حتمل كانت تربطه علاقة صداقة مع عيد بن فلاح , وأنّه هو أول من وصله من المهاجمين , إلاّ أن عيد أبى الاستسلام فقال الشاعر على لسانه :
    كيف أمنع وأنا فوق حصان @@@ محجّل والأصل عبيان@@@ يقطع متين الجديلة
    ويش انهو عذري من مقبول @@@ يومن نروح ويش اقول@@@والزهبة ماهي قليلة
    إذن رفض الاستسلام وآثر أن يخوض تلك المعركة الخاسرة عزة وأنفة , ويصف الشاعر تلك اللحظات وصفا حيا فيقول :
    لحق ابن فلوح@@@ فوق الجموح @@@من فوق الحمرا الجليلة
    يا عفية يا اللي رميته@@@ من عند الحارك دليته@@@ مثل الشيهانة تشيله
    لحقت بذعار@@@طلاب الثار@@@ ياصيت اذعار يواتي له
    ومعنى هذه الأبيات أنّ حمدان الفلوح لحق به على فرس حمراء فأسقطه من على جواده , وكان ورائه ذعار السطم فقال لحمدان اتركه لي , فتركه له فقتله ذعار وهو ينادي بثارات ساري والبقار وعقيلة .
    ومما قيل في مقتل عيد بن فلاح :
    الزمل دني بالضواح@@@ وتسمع للبرشم دنين
    يا عودة وين ابن فلاح @@@ القرم زيزوم الكمين
    قوادهن درب السماح@@@عن الخفا بيته يبين
    خفق عليه أبرق جناح@@@ من كف مطلوق اليمين
    واستمرت تلك الأيام والحويطات منسحبون , وهؤلاء يطاردونهم حتى ألجألوهم للطور فاستقتل الحويطات , وصمدوا صمود الجبال , وتكسّرت موجات هجوم بني صخر المتعاقبة أمام صلابة صمودهم , فكتب الله النصر للحويطات , وبثّ في قلوب المهاجمين الرعب فانهزم بنو صخر هزيمة منكرة .
    وقد قيل حول ذلك اليوم الكثير من الروايات وهي روايات تصفّ أجزاء متفرقة من الصورة , ولكنّ أهم ما يجب أن نقف عنده هو أنّ عودة أبو تايه وهو القائد الحربي المحنّك قد خطط لاستدراج المهاجمين لتلك المنطقة الوعرة , ووضع الحويطات فيها بطريقة لا تختلف كثيرا عن خطّة طارق بن زياد في إحراق السفن ليجبر جيشه على الصمود والاستقتال , وهذا ما كان بالفعل , وهذا سرّ مقولة عودة " الطور ولا بني صخر " فهذه العبارة جاءت ردّا على من اعترض على الطريق الذي سلكه عودة لأنّه طريق وعر غير سالك , فقال تلك المقولة , وهو في الواقع يريد أن يجبر قومه على الصمود والاستقتال , وقد نجح في ذلك نجاحا منقطع النظير.
    وسيقول بعض الذين يجهلون أحوال القبائل وحروبها : إنّك بهذا تتهم الحويطات بالجبن , وأنّهم لولا هذه الحيلة التي فعلها عودة , ولم ينتبه لخطورتها بنو صخر لما صمدوا !! والجواب : أنّ القبائل العربية جميعها قلّما تستقتل , فهي تنسحب انسحابا منظما إذا تعرضت لهجوم لا قبل لها به , فتحمل البيوت وتسوق أمامها الإبل , وتشاغل المهاجمين حتى تبتعد , ومن أمثلة ذلك انسحاب بني صخر في يوم الشيحاء وانسحابهم يوم البقعة , وهذا ما فعلته الحويطات أمام تلك ( الصولة ) إلاّ أن استمرار المطاردة , والرحيل ورائهم جعل عودة يقتنع بأنّ بني صخر مصممة على مواصلة الهجوم حتى يتمّ القضاء على الجميع أو إخراجهم من ديرتهم نهائيا , فكان لابدّ من خطّة قسرية تجبر الحويطات على الصمود , فكانت تلك الخطّة القاسية التي انقذت الحويطات من الفناء ........ وما كان ذلك نتيجة جبن كما قد يظنّ البعض ولكنّها أساليب الحرب التقليدية التي كانت تمارسها القبائل منذ أيام الجاهلية وحتى تلك الأيام , فرأى عودة أن يبدع أسلوبا في الحرب يجبر قومه على الصمود , وهذا الأسلوب مارسه بعض قادة يوم ذي قار المشهور وهو حنظلة بن ثعلبة الذي قَطع وُضُن النِّساء فسقطْنَ إلى الأرض، وقال: ليقاتل كُل رجل منكم عن حَليلته, فاستقتلت بكر ذلك اليوم وهزمت القوات الفارسية .
    وقد قتل في ذلك اليوم كثير من فرسان بني صخر وشجعانهم , وكان من أبرزهم محمد بن فندي الفايز , واغمور القيظي , وفياض الفهيد من العثمان , والأطرم بن خضر ومما قيل فيه في ذلك اليوم
    يا صفرا اغمور بن قيظي@@@مثل العروس بجهازه
    يا صفرا اغمور بن قيظي@@@بين السرايا حجازة
    وممن كان لهم شأن في ذلك اليوم , وكان من حماة الساقة حمد بن زعيمان من عشيرة الشموط , ومما قيل فيه :
    يوم الشيخان@@@غدوا سمقان@@@ وأخو عليا صار عقاب
    حمد ولد ابن ازعيمان@@@ يرده في تال الشيخان ..........


    يوم الغرّاء

    واستمرت الغارات المتبادلة بين الطرفين بعد معركة الطور وبعد مرور مايقارب العام تقريبا فكان الطوقة غزاة على إحدى القبائل , وكان الحويطات غزاة أيضا , فجمعتهم الصدفة في منطقة الغرّاء فعندما شاهد الحويطات بني صخر وعرفوهم انحازوا عن طريقهم رغبة بعدم الاصطدام معهم , أمّا بنو صخر فأصروا على مهاجمتهم , وتعالت هتافاتهم , وأشتد حماسهم , وانطلقوا بهجوم غير منظم , وكان الحويطات قد انحازوا لمضيق الوادي وكمنوا فيه , فأتتهم خيل بني صخر فرادى , فكلما أشرف فارس على الكمين قتل حتى قتلوا من خيارهم خمسة وثلاثين رجلا كلّ منهم فارس مشهور وبطل مذكور وعلى رأس هؤلاء الذين قتلوا هايل بن فندي الفايز ( راعي الغزالة )
    " قصّة الشابين "
    يقول الاستاذ مفلح النمر الفايز في كتابه " عشائر بني صخر " تاريخ ومواقف / الطبعة الأولى / الصفحة 97 : " وأشهر وقعة ذكرها المؤرخون بين الحويطات وبني صخر هي وقعت الطور المشهورة عام 1909م قرب الجفر , ويروى أنّ السبب فيها أنّ جماعة من الحويطات أرادوا غزو الرولة , وكانوا على علاقة طيبة مع بني صخر , ولكنّ الغزاة لم يتمكنوا من العثور على عربان الرولة فعادوا , وفي أثناء عودتهم مروا بشابين من بني صخر في منطقة الغراء والحصاة في البادية الشرقية , وحلّوا ضيوفا عليهما لكنّهم رفضوا تناول الطعام , واكتفوا بشرب الحليب ثم سألوا الشابين : هل تريدان العودة إلى عربان بني صخر ؟ أم أنكما ستبيتان هنا مع الرعيان ؟ فأخبلاهما الشابان : بأنهما سيمكثان هذه الليلة مع الرعيان , وفي الليل قتل بعض فرسان الحويطات الشابين , وأخذوا ما معهما من خيل وإبل فهرب أحد الرعيان وأخبر والدة الشابين , فطلبت إليه أن يحضر الجثتين , فصنعت وليمة كبيرة دعت إليها عددا من وجوه بني صخر , فأجابوا دعوتها إلاّ أن في الأمر شيئا فلما فرغوا من طعامهم سألوها عن ولديها فأخبرتهم بالقصّة فأقسمواوعلى رأسهم الشيخ طلال باشا الفايز أن ينتقموا لمقتل الشابين . فحشدت بنو صخر حشودها ولحقت بهم وسط هتاف فرسانها , واعتزازهم بشيخهم أبي عبطان , وظلّ الفرسان يلاحقونهم حتى حشروهم في طور جبل الطبيق , وكان الحويطات يقولون الطور ولا بني صخر , وقد وقع بنو صخر في خطأ قاتل حيث أغلقوا منطقة الطور من الأمام والخلف مما جعل الحويطات يتمركزون بجوانب الطور , وبسبب الضغط الشديد على الحويطات تمكنوا من رد بني صخر وفك الحصار الذي ضرب حولهم " نقلا عن مخطوطة عن عشائر بني صخر ص 30, 32 وذكر في فهرس المراجع أنّ هذه المخطوطة هي لمتعب سليمان الفايز , جمع الدكتور أحمد عويدي العبادي , مكتبة الجامعة الأردنية " انتهى , ثمّ قام بعض الذين يكتبون بالمنتديات من غير تدقيق أو توثيق بنقل هذه القصّة ونشرها , فانتشرت واشتهرت .
    ولي على هذه القصّة الملاحظات التالية :
    إنّ هذه القصّة هي قصّة محرّفة مزيّفة عن القصّة الحقيقية , وسبب تزييف وتحريف كثير من القصص من القبل المعاصرين يحتاج إلى مقالة مستقلّة , والقصّة الحقيقية أنّه كما ذكرت آنفا أنّ الأمور توترت بين الحويطات وبني صخر على أثر الخلاف الذي وقع بين عودة أبو تايه وعقيلة العيطان , وحصلت الغارة التي قتل فيها عقيلة العيطان وساري والبقّار أبنا رداد القيظي في منطقة مديسيسات في يوم مشهود , فقام والد الشابين رداد بنحر جزور , ودعا بني صخر للحضور , وعندما قدّم الطعام لم ينهض أحد له لشدّة غيظهم وحزنهم على القتلى , فقال لهم : إنهم لم يقتلوا عند" الرفاف " وهذه قصّة مشهورة متواترة , ثمّ كانت المشاورات والمداولات التي انتهت بإعلان الحرب الشاملة على الحويطات , والذي أغضب بني صخر عدّة أسباب أبرزها :
    • أنّ غارة الحويطات كانت بدون ( ردّ نقا ) , إذ كانت الحويطات لا تزال ( صاحب ) على الرغم من توتر العلاقة بين الطرفين , وهذا يعدّ من الغدر , ولاسيما أنّ الخلاف كان مع الهقيش , وما حصل هو توسيع لهوّة النزاع .
    • أنّ القتلى الثلاثة كانوا من أفذاذ الرجال , وأبطالهم الذين كانت القبيلة تعتمد على أمثالهم في ملمات الأمور , ومدلهمات الخطوب .


    بقلم الكاتب فلاح اديهم المسلم الصخري



    hgpvf fdk hgp,d'hj ,fkd wov td h'hvih hgwpdp


  2. #2

    افتراضي

    موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

    أنعم ببني صخر اهل المجد والفخر

    قرأت أن بني صخر تنتسب لقبائل طيء الكهلانية

    ولكني من فترة بعيدة وجدت موقع على الانترنت اسمه بني صخر ومكتوب فيه أن بني صخر ينتسبون (لصخر بن حرب بن أمية ) أي أنهم من ابناء ابي سفيان بن حرب القرشي

    وسموا على إسم أبي سفيان صخر

    ولكني لم اقتنع بهذا الراي

    الرجاء الافادة..

    وهل توجد عائلة او قبيلة تنتسب لصخر بن حرب بن امية غير قبيلتكم الموقرة ( بني صخر في الاردن )

    أحمد عبد النبي فرغل

  3. #3
    مشرف مجلس قبيلة بني صخر
    تاريخ التسجيل
    21-05-2010
    الدولة
    الاردن
    المشاركات
    59

    افتراضي

    اشكرك اخ احمد على مرورك وبني صخر قبيلتي من طئ

    واسم بني صخر اطلق على اكثر من 10 قبائل والله اعلم ان كان هناك من قريش صخر
    التعديل الأخير تم بواسطة ابن صخر ; 13-01-2011 الساعة 03:41 AM

  4. #4
    مشرف عام المجالس الاسلامية - عضو مجلس الادارة - رحمه الله رحمة واسعة الصورة الرمزية م مخلد بن زيد بن حمدان
    تاريخ التسجيل
    07-04-2015
    الدولة
    الأردن
    المشاركات
    6,612

    افتراضي

    ابن العم العزيز الصخري الشهم..سليل الفهم..
    نقل سليم أمين...لا ريب..الصخور شيوخ...قولهم حق وعدل..
    أسألك..عن "أخوان الطرايف" ..أخوان عليا..من هم؟!
    سؤالي لأنّ ما عندي ربّما يتطابق مع ما عندك في تحديد الأصل والفصل والقطع فيما عليه إختلاف بين النّسابين
    أنتظر منكم الإجابة ..ونحن وإيّاكم حلف قديم جدا ..سأخبرك فيما بعد
    بوركت..سليل الشهامة والريادة

  5. #5

    افتراضي

    جزاك الله خيرا
    هناك شئ هام لم تذكرة في موضوعك اخي الكريم وهو : ان بني صخر كانت ضمن حلف (قبائل الشمال) وتشمل السرحان والسرديه والفضول ...وهؤلاء جائو محاربين مع بني صخر ضد الحويطات...رغم ان حلف الشمال في ايامه الاخيره الا ان هناك الكثير من فرسان السرحان والسرديه والفضول حضرو المعركة...ومع ذلك استطاع الحويطات دحرهم
    ويذكر ان هناك فرسان من بني عطيه جائو لنصرة الحويطات قبل نهاية المعركة ...كما استمر اخي الكريم ترحيل بني صخر 7 مراحل (7 ايام) وصولا لغرب عمان (البلقاء) قتل خلالها الكثير من مهاجمين الحويطات حتى ان بعض نساء الحويطات وراء الفرسان اخذت تصيح وتامر الفرسان بالكف عن القتل نتيجة لكثرة ما رأن من الجثث ..بعد انتهاء المعركة
    شاهد رجل من صخر امراه تبكي على ولدها فقال ابيات راح مثل:
    لا تبكي ولدك ..ابكي هايل والاوشح
    وهايل والاوشح من فرسان بني صخر
    ووضع الحد بين الحويطات وبني صخر (سواقة) ..رغم انه لم يعمل به لاحقا ....استفاد الحويطات بعد انتهاء المعركة بان سيطرو على المنطقة بين الازرق والمدورة لوادي عربه غربا وهي مساحة اكبر من نصف الاردن (ثلثي الاردن)
    انا احترم قبيلة بني صخر فهم مخولنا وتربطنا علاقات كثيرة ولكنا نحاول اثراء الموضوع اخي العزيز.

  6. #6

    افتراضي

    السلام عليكم

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. ايضا من جذام الحويطات وبنى عطيه والمساعيد
    بواسطة سيف السيف في المنتدى مجلس قبائل جذام
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 14-09-2020, 11:28 AM
  2. شجرة قبائل عدنان وقحطان وبني سليم وبني هلال 2018
    بواسطة ناصر الشفتري في المنتدى مجلس السلالات العام
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 26-09-2018, 02:47 PM
  3. شجرة قبائل عدنان وقحطان وبني سليم وبني هلال 2018
    بواسطة ناصر الشفتري في المنتدى مجلس قبائل الجزيرة العربية العام
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 14-09-2018, 11:52 PM
  4. قبائل الحرث المذحجية في محافظة الحرث (تعريف)
    بواسطة ابن كعب في المنتدى مجلس قبيلة بلحارث بن كعب المذحجية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-05-2016, 06:05 PM
  5. شجرة تظهر أصول بني عياد وبني النيفاوي وبني سليمان الهلاليون
    بواسطة الوطن في المنتدى مجلس قبائل الجزيرة العربية العام
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 18-09-2013, 03:42 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
MidPostAds By Yankee Fashion Forum