النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: ملامح الأوضاع الاجتماعية في وادي الفرع خلال النصف الأول من القرن 13هـ

بحث منشور في مجلة "مركز بحوث ودراسات المدينة"، العدد (35)، أكتوبر- ديسمبر 2010م)للمؤرخ الأستاذ : فائز بن موسى البدراني الحربي تعريف بمنطقة الدراسة: تقع منطقة وادي الفـُرْع على خط

  1. #1
    كاتب في النسابون العرب
    تاريخ التسجيل
    31-01-2010
    المشاركات
    315

    افتراضي ملامح الأوضاع الاجتماعية في وادي الفرع خلال النصف الأول من القرن 13هـ

    بحث منشور في مجلة "مركز بحوث ودراسات المدينة"، العدد (35)، أكتوبر- ديسمبر 2010م)للمؤرخ الأستاذ : فائز بن موسى البدراني الحربي



    تعريف بمنطقة الدراسة:

    تقع منطقة وادي الفـُرْع على خط عرض 23 درجة، وطول 39 درجة(1)، إلى الجنوب من المدينة المنورة على بعد حوالي 130 كيلاً تقريباً على يمين طريق الهجرة وهو الطريق السريع بين مكة والمدينة للمتجه إلى مكة، واسمه القديم الفُرْع بدون كلمة (وادي)، ومن المتقدمين من ضبطه بضم الفاء وإسكان الراء (الـفُـرْع)، ومنهم من ضبطه بضمتين (الفُـرُع)، وينطق الآن (الفُرَع)، والكلمة على تنوعها اللفظي السابق تعني: جمع فَرْع، والمراد: فروع الأودية(2).
    وصفها ياقوت الحموي بأنها: قرية من نواحي المدينة عن يسار السُّـقْـيـَا(3) بينها وبين المدينة ثمانية بُـرُد(4)، وأنها قرية غَـنـَّاء كبيرة. كما ذكر أيضاً أن فيها عدة قرى ومنابر ومساجد لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنها أول قرية مارَت(5) إسماعيل وأمه التمر بمكة. كما ذكر أن فيها عينين يقال لهما الرَّبـْض والنـَّجـْف تسقيان عشرين ألف نخلة(6).
    والذي يظهر أن المقصود هنا قرية أبو ضُبَاع، فهي التي ينطبق عليها هذا الوصف، وهي في أسفل وادي الفرع من جهته الغربية.
    ووصفها البكـري بأنها مـن أشـرف ولايـات المـدينـة، وأن فيهـا مساجـد لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن النبي صلى الله عليه وسلم نزلها مراراً، وأقطع فيها لغِـفـَار(7) وأَسـْلـَم(8) قطائع، وأن صاحبها يَـجْـبـي اثنـي عشر منبراً، منها منبر بالفُـرْع، ومنبر بـمَضِيقهـا، على أربعة فراسخ منها، ويعرف بـمضيـق الفرع(9 ).
    وقد سـمَّـى العينيـن "أبو الـرُّبـَْض والـنـَّجـَـفَـة" وذكر أنهما تسقيان أكثر من عشرين ألف نخلة، وأن عروة بن الزبير مات بها سنة 94هـ، وقال أيضاً: "وروى الزبير عن رجاله أن أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - قالت لابنها عبدالله: يا بني اعمر الفرع. قال: نعم يا أمـَّـه قد عمرته، واتخذت به أموالاً". فعمل عبدالله بن الزبير رضي الله عنه بالفرع عين الفارعة والسنام، وعمل عروة أخوه عين النهد(10) وعين عسكر، واعتمل حمزة بن عبدالله عين الـرُّبـْض والـنـَّجـَـفـَـة(11).
    ونقل ياقوت الحموي عن أبي زيد البلخي وهو يتكلم عن وَدّان قوله: "وبها كان أيام مقامي بالحجاز رئيس للجعفريين ـ أعني جعفر بن أبي طالب ـ ولهم بالفرع والسائرة ضياع كثيرة، وبينهم وبين الـحُسَينيين حروب ودماء حتى استولى طائفة من اليمن يعرفون ببني حرب على ضياعهم ...إلخ"(12).
    وذكر السمهودي: أن عين أم العِيَال تسقي أزيد من عشرين ألف نخلـة، وأنها صدقـة فاطمـة الزهراء وأن عليها قرية، وقال – أيضـاً – : "والعمـق وادٍ يصب في الفرع ويسمى عَمْقيـن، لبعض ولـد الحسين بن علي، وقيل هو عين بوادي الفرع"(13).
    وروى السمهودي أيضاً: أن بالفُرْع ثلاثة مساجد، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم نزل الأكمة بالفُرْع فَقَالَ(14) في مسجدها الأعلى ونام فيه، ثم راح فصلى في المسجد الأسفل من الأكمة. وأن عبدالله بن عمر كان ينزل في المسجد الأعلى. وأورد أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل في موضع المسجد بالبـرُود من مضيق الفرع وصلى فيه(15).
    وتمتد منطقة وادي الفرع على امتداد الوادي الرئيس من الشرق إلى الغرب بطول 70 كيلاً تقريباً، وفيها عدد من القرى والتجمعات السكنية والزراعية، من أهمها: الريان، والسِّدْر ومسيطح، وشدَخ، والفَقِير، والمضيق، واليَسِيرة، وأم العيال، وأبو ضبـَاع، والحديقة، والملبنة، والبَـحْـرَة(16).
    وتعد قرية الفقِير – في هذا العصر – المركز الـرئيس لمنطقة وادي الفرع، إذ توجد فيه أهم الدوائر الحكومية، مثل مركز الإمارة التابع لإمـارة منطقـة المدينـة المنـورة، والمحكمة الشرعية، والبلدية، والمستشفى الحكومي، فضلاً عما فيها من الدوائر الحكومية الأخرى، ومدارس التعليم العام(17).

    السـكــان:
    تتسم منطقة الحجاز عامة، ومنطقة البحث خاصة بسمتين رئيستين، الأولى: أنها بلاد جبلية ذات أودية وعيون مائية تجعلها صالحة للاستقرار والزراعة وبناء التجمعات السكانية، كما هو الحال في خيبر والعلا وينبع وبدر والصفراء والفرع وما شابهها(18). والثانية: وقوعها على طرق الحج الرئيسة، وعلى طرق التجارة من وإلى البلدتين المقدستين.
    ولهذا فإن التكوين السكاني في وادي الفرع لا يختلف كثيراً عن المناطق الجبلية في غرب الجزيرة العربية وجنوبها؛ إذ يمثل العنصر القبلي القسم الأكبر من السكان، يليه الأسر المتحضرة، سواء ذات الأصول العربية، أو الوافدة من آسيا وأفريقيا من غير أهل البلاد الأصليين(19).
    ومع غلبة التكوين القبلي لسكان المنطقة، وأهمية دور القبيلة، وبروز الانتماء القبلي في الحياة السياسية والاجتماعية؛ إلاّ أن قسماً كبيراً من تلك القبائل كانت تعيش حياة أقرب إلى الاستقرار والتحضر في القرى والخيوف المتناثرة حول العيون المائية في مضايق الأودية وعلى سفوح الجبال، وتملك الأرض وتزاول مهنة الزراعة، ويسكن كثير من أبنائها في مساكن مبنية من الحجر أو الطين، ولم يكن يعكر صفو ذلك الاستقرار إلاّ الحروب القبلية والحملات العسكرية التي تشنها أطراف أخرى، تبعاً للصراعات السياسية المحيطة بالمنطقة.
    أما بادية الحجاز الممثلة في من يعيشون الحياة البدوية، وتقوم حياتهم المعيشية على تربية المواشي ورعيها؛ فإنهم يتجولون في مساحة ضيقة لا تتجاوز – غالباً – حدود ديار القبيلة الأم(20). وهذا بخلاف القبائل النجدية التي تتميز حياتها بسكنى الخيام، وبالتنقل والترحال في الصحراء والقفار في مسافات متباعدة(21).
    ويتألف سكان بادية الحجاز بشكل عام من القبائل العربية الحجازية التي عرفت في منطقة المدينة المنورة منذ العهد الجاهلي مثل الأوس والخزرج، وجهينة، ومزينة، وسُلـََيْم، وأسلم، وغفار، وغطفان، وغيرها(22)، أو من القبائل التي ظهرت في الحجاز، أو التي انتقلت إليه من مناطق أخرى، واشتهرت فيه بعد العهد النبوي بأسماء جديدة مثل الأشراف العلويين وقبائل حرب، ومطير، والظفير، وعتيبة، وغيرهما(23).
    وتتكون القبيلة من تجمع بشري يرتبط أفراده بعلاقة نسب وقرابة، ويشكلون كياناً اجتماعياً يشترك أبناؤه في المصير والأهداف، ويتحِدُون في انتمائهم للقبيلة على حساب الانتماء السياسي للدولة، ويعيشون عادة في محيط جغرافي واحد، ولا يمنع ذلك من أن تكون القبيلة في أكثر من منطقة ولكن مع الاحتفاظ بولائها ونجدتها لبعضها البعض عند الحاجة(24).
    وكان للأشراف الحسينيين والجعفريين تواجد قديم في وادي الفرع ربما تعود بدايته إلى العهد النبوي عندما أقطع النبي صلى الله عليه وسلم بعض الإقطاعات لأناس من بني هاشم في خيف أبي ضباع المعروف إلى هذا الوقت، كما سبقت الإشارة إليه عند التعريف بوادي الفرع. وقد أشار المؤرخ أبو زيد البلخي إلى تملك الجعفريين ـ بني جعفر بن أبي طالب ـ ضياعاً كثيرة في الفرع والسائرة(25). وقد بقيت أسر من آل جعفر وآل حسين الأشراف في السكن والتملك في قرى وادي الفرع وخيوفه إلى عهد قريب، مثل آل راضي والخواطرة وآل عَمِيـْرة، وغيرهم(26).
    وحرب قبيلة عربية كبيرة تعود أصولها إلى قبيلة خولان القحطانية اليمانية، هاجرت من بلاد صعدة في شمالي اليمن، واستقرت في المنطقة الواقعة بين الحرمين الشريفين في أواخر القرن الثاني الهجري على المشهور من أقوال النسابين(27)، ولم يأت القرن الرابع إلاّ وهي تسيطر على طرق الحج بين مكة والمدينة، إذ ذكر الهمداني (ت 360هـ تقريباً) أنه لا يسير أحد بين الحرمين الشريفين إلاّ بذمام من حرب(28).
    ولعـل مما ساعد على تمكين قبيلة حرب من النزول في المناطق المحيطة بالمدينة المنورة، ومزاحمة القبائل القديمة فيها هو أن القبائل ذات الشوكة في العهد النبوي قد خرج معظمها من الحجاز مع جحافل الجهاد التي خرجت إلى الأمصار شرقاً وغرباً وشمالاً للمشاركة في حروب الفتوحات الإسلامية، وكذلك مصاهرة شيوخ هذه القبيلة للأشراف الحسنيين في المدينة المنورة، مما مكنهم من التغلغل ومزاحمـة القبائل الأخرى(29). وقد أشار ابن فضل الله العمـري (ت 749هـ) إلى قوة حرب في القرن السابع الهجري فقال: "وهم من أكثر العرب عدداً وأجراهم رجلاً باطشة ويداً، ومساكنهم الحجاز"(30). ويصفهم عبدالسلام الدرعي في رحلته إلى الأماكن المقدسة عام 1196هـ، بما يفيد أنهم أقوى قبائل الحجاز، وأن عددهم يقدر بمئة ألف(31).
    ولا يوجد إحصاء دقيق لعدد أفراد قبيلة حرب خلال مدة هذا البحث، وإن كان الكثير من المؤرخين والرحالة يرى أنهم من أكبر قبائل العرب، وقدرهم الريكي بأربعين ألفاً، وذكر صبري باشا أنهم يبلغون خمسة وثمانين ألف نسمة على أقل تقدير(32).
    أما بيرتون فقد أورد معلومات جيدة عن فروع حرب، مع ذكر أعداد بعض فروعهم في منطقة المدينة المنورة، فذكر أن جماعة ابن ربيق أهل وادي الفرع (10.000) نسمة.
    وتنقسم حرب إلى جذمين رئيسين هما: بنو سالم، ومسروح، ويتفرع كل منهما إلى فروع كثيرة لا يتسع المجال لاستقصائها، ولعله من المهم هنا معرفة الفروع التي تدخل في التكوين السكاني لمنطقة البحث وهي وادي الفرع، إذ تكاد قبيلة بني عمرو المسروحية أن تنفرد بملكيته وسكناه، ويمكن ذكر أهم الفروع ومواقعهم باختصار، وذلك على النحو التالي:

    - العطور: وهم جماعة الشيخ ابن رُبَيـْق العِطـْـري، وقد انتقلت إليه مشيخة بني عمرو أهل وادي الفرع في مطلع القرن الثالث عشر الهجري(33)، بعد أن كانت قبل ذلك في أسرة الشيخ ابن زيادة البلادي(34). والعطور تضم أفخاذاً عديدة يصعب حصرها، من أشهرها: الرَبَقة، والمشاعلة، وذوو شعَيْل، والبصايصة، والسمَان، والرزون، والفواويز، والشعافين، والحناحنة، والأشِدّة، والطرسان، والمواعزة، والخضران، والحوامضة ومنهم: العفشة، والجرابعة، والعروم، والضباعين، والقبيِّلات (ومنهم: الهماهمة والشمالين والمدنـّة والكراشمة والهواملة)، وغيرهم(35). وتقع أملاك العطور في مضيق وادي الفرع، وفي بعض خيوفه الأخرى مثل: خيف الريان، وخيف السدر، والفقير، وغيرها.

    - أولاد عبدالله، وهم أربعة أفخاذ كبيرة: البدارين، وبنو جابر، والعياضات، والمعامرة، وتقع أملاكهم أيضاً في مضيق الفرع، وفي السدر، ومسيطح، والشفية، وغيرها(36).

    - الخيارية: وهم الـروثان، والسـرارنـة، والشعَـب، والمحاميـد، وتقـع أمـلاكهم – أيضاً – في المضيق، والفقير، والسدر، وما حولها(37).

    - مناش: والنسبة إليهم: مناشي، وهم البطن الثالث من بني محمود، وتنقسم قبيلة مناش في الأساس إلى: (الضَّـبَـعَـة) واحدهم: ضُـبَـيـْعِـي ومنهم: الفايزي والحاسري والخليفي والمسيحلي، و(الفُـضَـلَـة) واحدهم: فُـضَـيـْلي ومنهم: المريبطي، والمسهري، والعفيفي(38). وتقع غالبية أملاكهم في مضيق وادي الفرع، واليسيرة، والفقير، وما حولها.

    - البلادية: والنسبة إليهم بلاَدي، قبيلة قديمة من بني عمرو من مسروح، قاعدتهم قرية أم العيال بوادي الفرع، ومنهم: الروقة، والسمنات، والشمسة، والزيادات، والعرادات، وذوو غنيم، والفضول، والخفارية، والحرجة، والكوامل، والرزوق، والدروع، وغيرهم. ومعظم أملاكهم القديمة في خيف أم العيال أحد أهم وأكبر قرى وادي الفرع(39).

    - الشيوخ: في قرية أم العيال، وينقسمون إلى الشيوخ آل فروة ومنهم: ذوو عبدالله، وذوو عواد، وذوو عبدالحسن، وذوو عبدالنبي، وغيرهم. ثم الشيوخ الهواشم، ومنهم: ذوو طلحة(40).
    - الجهوم: وديـارهم في أسافـل وادي الفـرع، في أبو ضباع والبَعِيـْث والقاحـة، وما حولها، ومن أشهر فروعهم: البغالية (بغولي أو بغلي)، والثميرات (ثميري)، والجراجرة (جراري)، والحمران (حمراني)، والجعافرة (جعفري)، والعبـَدَة (عُبـَيـْدي)، والعلالسة (عَلاَّسي)، والفوايد (فايدي)، والموالك (مالكي)، وغيرهم(41).

    كما عرفت أودية وأرياف منطقة المدينة المنورة بأنها منطقة جذب للسكان الوافدين من غير أهلها، مما جعلها تحتضن أجناساً أخرى من الأسر المتحضرة من غير القبائل السابق ذكرها، ويمكن إرجاع ذلك إلى عوامل من أهمها: وقوعها على طرق الحج، مما أدى إلى الاتصال بين أهلها والحجاج من مختلف البلدان والجنسيات الإسلامية الأخرى، فاختار بعض المارين عبر تلك الأودية الإقامة والسكنى في تلك المناطق لقربها من الحرمين الشريفين، وزاولوا العمل في الزراعة بالأجرة، أو التجارة مع الحجاج والقوافل التجارية وفي الأسواق المحلية(42). ومن ذلك أيضاً: خصوبتها وصلاحيتها للزراعة، إذ تتميز تلك المناطق بكثرة عيونها وينابيعها، مما جعلها مناطق قابلة للزراعة؛ خاصة زراعة النخيل والحبوب والفواكه(43). ولهذا فقد استقر كثير من الأسر القادمة من داخل الجزيرة أو خارجها وزاولوا التجارة وامتلاك الأرض وزراعتها. وأخيراً؛ فإن حصانة موقع تلك الأودية والقرى الجبلية الوعرة وبعدها عن المدن الرئيسة التي تسيطر عليها الدولة سيطرة كاملة، قد جعلها ملاذاً آمناً للمناهضين للسلطة، أو المطلوبين للسلطان أو لغيره من الخصوم(44)، في زمن كان يعج بالخلافات والملاحقات السياسية أو الثارات الشخصية.
    وقد كان لتلك الأسر دور اجتماعي بارز تمثل في مشاركة السكان الأصليين في الحياة العامة، كما برز من تلك الأسر علماء مارسوا الكتابة والقضاء وإمامة المساجد.




    lghlp hgH,qhu hgh[jlhudm td ,h]d hgtvu oghg hgkwt hgH,g lk hgrvk 13iJ

    التعديل الأخير تم بواسطة تركي الحربي ; 21-06-2011 الساعة 07:25 AM

  2. #2
    كاتب في النسابون العرب
    تاريخ التسجيل
    31-01-2010
    المشاركات
    315

    افتراضي

    الروابط الاجتـماعيـة:
    يتصف المجتمع الريفي والقروي في أودية المدينة المنورة عموماً بحالة من الاستقرار والتماسك الاجتماعي الذي تفرضه الظروف المعيشية والأمنية في غياب دور السلطة المركزية في حفظ النظام والأمن، وبسبب سيطرة النزعة القبلية وما تفرضه من علاقات تقوم على القرابة والعصبية، كما أن وقوع المنطقة على طرق الحج له دور في إيجاد نوع من التعايش السلمي بين فئات المجتمع بمختلف أنواعها(45) تحت ظل ما يمكن أن يسمى بالنظام القبلي في العلاقات الاجتماعية التي تهدف إلى حفظ حقوق الآخرين وحمايتهم طالما كانوا في النطاق الجغرافي للقبيلة. ويتضح مدى عمق الروابط الاجتماعية من خلال المظاهر التالية:

    1- الروابط العصبية القبلية:

    تمثل القبيلة العنصر الأكبر في المجتمع الريفي والصحراوي في منطقة الحجاز، ولهذا فإن ظاهرة اللحمة العصبية تكوِّن أساس الروابط الاجتماعية، مما جعل أمر معرفة النسب والمحافظة عليه محل اهتمام كبير ربما لا يعادله اهتمام أي شعب آخر بهذا الجانب، وكان ذلك من أهم أسباب حفظ أصول القبائل العربية، وعدم اختلاط أنساب العرب رغم حياة الحل والترحال وشظف العيش، كما يقول ابن خلدون(46).
    ومن خصائص النسب ومقوماته في الحياة القبلية وجود العصبية القائمة على حماية الكيان القبلي وتحقيق الأمن لأفراده، ويؤكد ابن خلدون على هذه الناحية عندما يشير إلى أن عدوان أهل المدن والأمصار على بعضهم يُدفع بوساطة الحكام والدولة؛ أما البدو فيزع مشايخهم وكبراؤهم بعضهم عن بعض(47).
    ويمكن ملاحظة ذلك في قبائل الحجاز من خلال كثرة التحالفات القبلية الموثقة التي تسمى اللزايم: جمع لِزمة، وتعني التلازم والتواثق بين طرفين أو أكثر على الالتزام بنصرة بعضهم بعضاً، وأنهم أبناء رجل واحد في كل ما ينوب أي طرف منهم، فهم يتحملون المغرم ويشتركون في المغنم، ولا يتخلى بعضهم عن بعض في حال الاعتداء على أحدهم من طرف خارجي.
    ومن أمثلة ذلك تلازم رجال الفضَلة(48) من مناش من بني عمرو، من أهل المضيق بوادي الفرع عام 1283هـ، وعبارتـه: "الحمد لله تعالى؛ حرر وجرى يوم وحده(49) وعشرين من شهر جماد تالـي(50) سنة 1283، هو أنه قد تحاضروا الرجال المذكورين رجال الفضَلة الذي(51) هم رجال العففا ورجال المساهرة، وقد تدانوا وتبانوا على أديـمهم وقديمهم السابق على الحميـَّة والعانيِّة وسَوق المالية وجميع الواجبات، أنهم عيال رَجَّال واحد فيها؛ أعلى ما يسوقون الرقبه وأسفل ما يسوقون الديواني(52)، وأنهم من دون كل أحد وعلى كل أحد، والكل للآخر صديق صديقه وعدو عدوه. وعلى هذا النص تلازموا الأعراض أعراضاً ماروثة(53)؛ حضر حسن بن مرزوق وألزم عرضه على رجال العففا ومن يتبعهم، وحضر بنيـَّان بن معيض وألزم على رجال المساهرة ومن يتبعهم. قد تلازموا الأعراض أعراضاً ماروثة على الحمِيـَّـة والفرقية(54) والعانية والمالية عيال رَجَّال واحد من دون كل أحد، وأن الدم الذي يحصل في الحمية أنه يسد في الدم(55). تلازموا الأعراض على ذلك أعراضاً ماروثة مدة الغراب غراب والتراب تراب، ملزوم ومحزوم لا ينقضه لا غيض ولا رضى. وقد حضر علي بن كليب وألزم عرضه على ما ألزم عليه حسن بن مرزوق(56)، وحضر مصلح بن صادق وألزم على ما ألزم عليه بنيـَّان بن معيض(57)، وعلى ذلك وقع الإشهاد، شهد الله قبل خلقه، وشهد بذلك مبارك بن حمِيـْد المريبطي، وشهد بذلك طريبيش بن عبدالحسن الجـرَّاري، وشهد بذلك مسلم بن جري البـرَّاكي(58)، وشهد بذلك فليح بن عايض الرويثي، وكتب وشهد بإملاء الجميع وحضورهم محسن بن عطية الصايغ(59)، والله خير الشاهدين"(60).
    والغاية من إبرام تلك التحالفات؛ منع تعدي كل قبيلة على متعلقات القبائل الأخرى سواء كان ذلك من القوافل أو من المواشي والممتلكات، كما أن كل طرف ملزم برد الحيوانات الضائعة والمفقودة إذا دخلت أراضي القبيلة الأخرى. ومن الواضح – أيضاً – أن هذه الاتفاقية تشبه إلى حد كبير قاعدة المعاملة بالمثل المعمول بها بين بعض الدول في العصر الحاضر.
    ويرى د. مشارقة أن العصبية القبلية علاقة موَحِّدة وشاملة، وذات قوة إلزامية وزجرية، تحقق نوعاً من السيطرة على أفراد القبيلة من خلال ما توجده من حوافز تجعلها تدافع عن قيمها ومعاييرها وما تضعه من قواعد ونظم وقيم اجتماعية، لكنها تعمل من جانب آخر على عزل القبيلة من النواحي الاجتماعية والجغرافية(61).

    2- تبادل الهدايا والهبات:
    ومن مظاهر الروابط الاجتماعية الجميلة في مجتمع الدراسة، ما يتعلق بالتعاون والتكاتف ومد يد العون للآخرين وتبادل الهدايا، دون أن يكون لذلك أهداف سياسية أو اقتصادية أو غير ذلك، وإنما من باب التقرب إلى الله، وتحقيقاً لصلة الرحم والمودة في القربى، وتبادل المعروف.
    ومن عاداتهم في الهبة؛ أن الموهوب له يقوم اختيارياً بمجازاة الواهب؛ فيقدم هدية مالية أو عينية للواهب(62). ومن ذلك على سبيل المثال: أن امرأتين من فرع الأشدة من قبائل بني عمرو أهل وادي الفرع وهبتا أخويهما عقاراً يشتمل على أرض ونخل ومنازل، جاء في وثيقته التي تم نقل عباراتها كما هي: "... قد حضرن المرأتين الطاهرات الأمينات(63) وهن(64) (هيا) وبنتها (نورة بنت لاحق بن بركة)، وقد أقرَّن(65) بإقرار صحيح شرعي أنهن أوهبن وأعطن (مصاول) وأخوه (لافي) أولاد (لاحق) ... إلخ"(66).
    ثم تنص وثيقة الهبة المذكورة على أن الأخوين تعهدا بوقف نخلة في سبيل الله عن أختهما الواهبة عند وفاتها، وسيقومان بخدمة الأم وحضانتها وكفالتها، مكافأة لهما على هذه الهبة(67).

    3- الرسائل الأخوية:
    من ملامح الحياة الاجتماعية، وترابط الناس في مجتمع الدراسة؛ ظاهرة كثرة المراسلات الخاصة، وما تحمله من معاني العلاقات الحميمية بين الأقارب والأصدقاء وتبادلهم لمشاعر الأفراح والأتراح. كما تظهر الرسائل أيضاً ميل الناس إلى إخبار بعضهم بعضاً بما يدور حولهم من حوادث أو أخبار في غياب وسائل الاتصال الأخرى.
    ومن أمثلة المراسلات الشخصية، رسالة من شخص غائب إلى صديقه المقيم في وادي الفرع، جاء فيها بعد الاستفسار عن ملكه، ما يلي: "... هذا ما نخبرك به، وبعد ذلك يخلف الله عليك ما غدا من الأولاد، ويعوضكم الله فيهم خير، وربنا يسلِّم لكم ما بقي لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (الأولاد كنز لا يبدل؛ ما تقدم منهم شافع، وما تأخر منهم نافع)(68)، وسَلِّم لنا على الأولاد، وعلى صالح بن نفاع وأولاده، وعلى مرزوق بن محمد، وعلى عبدالله بن سعد وأخيه، وعلى عبداللطيف بن عبدالمحسن، وعلى عمر وأولاده، وعلى عمر الشاقي، وعلى عودة العوَيْد، وعلى خوالي(69) جميعاً، وعلى كل من يسأل عنا ...إلخ الرسالة"(70).
    ومن ذلك أيضاً مراسلة بشأن طلب كمية من الدخـن والأرز على سبيل السلفة، على أن يسدد ثمنها لاحقاً، وجاء أولها: "الحمد لله وحده؛ إلى حضرة الجنـاب المكرم راجح بن مبارك اللقماني(71) سلمه الله آمين، بجاه سيد المرسلين(72).. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد؛ موجب الخط إبلاغكـم السلام، نذكر لجنابك العزيز الأعلى الواصل إليك يا أخي أخينا(73) مبارك والجماعة معه، عازتنا عند الله وعندك يا أبو مبارك اثنا عشر إردب(74) دخن وكيسين رز، لازم لازم ... إلى قوله: لا يكون رد الجواب إلا به، هذا ورد لنا على العيال(75) والجماعة من غير تخصيص، وأنت سالم، والسلام من محبكم وداعي لكم بالخير حَمْد بن عودة العوَيـْد(76) ...إلخ"(77).
    والأمثلة على المراسلات الخاصة كثيرة، لكنها في الغالب لا تختلف عن هذه الصور من حيث العفوية والبساطة والوضوح، وشيوع اللغة العامية، مع ملاحظة الحس الديني، وتأثيره على عبارات الرسائل.

    العادات والتقاليد:
    تكمن أهمية دراسة العادات والتقاليد لأي مجتمع في أنها تعطي صورة أكثر وضوحاً وواقعية لذلك المجتمع، وتوضح السلوك الحقيقي لأفراده، وتظهر طريقة تفكيرهم، وأسلوب حياتهم(78).
    وفي الوقت الذي كان فيه تركيز كثير من المؤرخين والرحالة على الجانب غير المشرق من تاريخ عرب الحجاز من غير سكان المدن الرئيسة، وصوروا حياتهم على أنها حياة فوضوية لا تعرف إلاّ قطع الطرق ونهب الحجاج وما إلى ذلك(79)؛ فقد اهتم عدد منهم أيضاً بتدوين ملحوظات جيدة عن أخلاق بادية الحجاز، ووصفوا حياة المجتمع البدوي بشيء من الموضوعية، حيث أظهروا إعجابهم الشديد بالكثير من العادات والتقاليد البدوية الحميدة التي لا توجد إلاّ في الصحراء مثل: اعتزاز البدوي بحريته، مع حرصه على احترام تقاليد قبيلته والبعد عما يسيء علاقتها مع القبائل الأخرى، فضلاً عن الإعجاب بفصاحته، وبعده عن عبارات النفاق والتفخيم، ومقته لعبارات المراوغة(80).
    وكان على رأس أولئك الرحالة السويسري بوركهارت الذي وصف البدو بالرجولة، والأنفة، وصفاء النفس، وشدة الصبر والتحمل، والتفاني في إكرام الضيف وحمايته إلى حد التضحية بحياته من أجل ذلك(81).
    ويعد المؤرخ أيوب صبري باشا من أكثر من اهتم بتسجيل معلومات دقيقة ومفصلة عن عادات العرب وتقاليدهم، إذ خصص الباب السادس من كتابه لذلك، وضمنه ستة فصول كلها تتحدث عن هذا الجانب. ولهذا فقد نقل الكثير من الملحوظات والإشارات المتعلقة بعادات العرب وتقاليدهم وأعرافهم القبلية التي تحول الكثير منها مع الوقت إلى قوانين تنظم حياتهم وعلاقاتهم مع بعضهم بعضاً ومع من حولهم(82). كما أبرز الكثير من الأعراف والعادات السائدة لدى قبائل المنطقة؛ وبخاصة ما يتعلق بسجاياهم الحميدة مثل: إغاثة الملهوف، وحماية الدخيل (المستجير)، والعادات المتعلقة بحفظ الأمانة وأدائها لأصحابها على الوجه الأكمل(83).
    ويمكن الوقوف على أهم الجوانب المتعلقة بالعادات والتقاليد من خلال الملامح التالية:

    1- إكرام الضيف:
    إكرام الضيف من أخلاق العرب وعاداتهم المتوارثة، التي كانت متأصلة فيهم منذ الجاهلية، وقد جاء دين الإسلام مؤكداً عليها، وحاثاً المسلم على إكرام الضيف وعابر السبيل، مما زاد هذا الخلق رسوخاً. ولذلك يحتل هذا الجانب حيزاً كبيراً من اهتمامهم، ويرد له شواهد كثيرة في وثائقهم وأشعارهم. ومن ذلك أن نازل الحِمَى الذي لا يسمح الرعي فيه مدة حمايته، يحق له الاحتفاظ بذبيحة الضيف(84)، وأن الطرقي وهو عابر السبيل يستثنى من قوانين الحِمَى(85).
    ولأهمية الضيافة عند عرب الحجاز؛ فإن لها تقاليد وعادات وإجراءات يحرصون على تطبيقها والتقيد بها ابتداء من وصول الضيف وطريقة سلامه، ورد التحية، وكيفية سؤاله عن اسمه وعربه، وعن الأخبار في طريقه، وغير ذلك(86).
    ولأهمية إكرام الضيف والطارق عندهم؛ فإن الشعراء عامة يستهلون قصائد المديح بذكر صفة الكرم في الممدوح قبل غيرها، كما سيأتي في الفصل التالي ضمن فقرة الشعر والأدب.
    ويؤكد بيرتون أن من العادات السائدة عند بدو الحجاز عدم بيع الحليب، ويرون ذلك عيباً، ويحتقرون اللبـَّان وهو بائع اللبن، لكنهم يجودون باللبن على عابر الطريق دون مقابل(87).
    ويذكر بيرتون في موضع آخر: "أن بني حرب يحتقرون بائعات الجبن". ولعله يقصد به الأقط، أو الزبدة(88).
    ومع وجود الجوانب المشرقة التي ذكرها أولئك المؤرخون عن حياة المجتمع القروي والقبلي في منطقة المدينة المنورة؛ فإنهم يشيرون – أيضاً – إلى بعض العيوب والسلبيات والعادات السيئة، مثل ظاهرة الإفراط في شرب الدخان، أو ما يمارسه بعض أبناء البادية العاملين في نقل الحجاج من حب المشاكسة، وطلب البخاشيش والرشاوى إذا ما وجدوا إلى ذلك سبيلاً. لكن بيرتون وهو المتحامل – أحياناً – على المنطقة وأهلها يعزو ذلك إلى تأثير تعاملهم مع الحجاج "الذين أفسدوا أخلاقيات الكثير من أبناء هذه القبيلة العريقة التي احتفظت بنقاء دمها خلال الثلاثة عشر قرناً الأخيرة"(89).
    ولا شك أنه من غير الإنصاف أن يتهم عموم الحجاج بذلك؛ إذ يبدو أن المقصود بعض أمراء الحج الذين كانوا يتعاملون مع عرب الطريق ومؤجري الجمال بأساليب تختلف عن أخلاقياتهم وأعرافهم؛ إذ عُرِف الكثير من أمراء الحج من غير العرب بالخداع والمراوغة، والظلم والتعدي على الحقوق، واستخدام القوة المفرطة، واستخدام الرشاوى، وخيانة العهود والمواثيق، وغير ذلك مما كان له تأثير على أخلاقيات بادية الحجاز مع مرور الوقت، وربما يكون المؤرخ الجزيري أفضل من وجه نقداً صريحاً لأمراء الحج بهذا الشأن، وأكثر من أورد الأمثلة والقصص التي تدل على سوء أخلاقيات الكثير منهم(90).

    2- الشجاعة وحمل السلاح:

    في زمن مشحون بالخوف والاضطرابات الأمنية، وما يستدعيه ذلك من الاعتماد على الذات في الدفاع عن النفس، فإن للسلاح أهمية كبيرة لدى أبناء البادية في ذلك الزمن، وهو من ضروريات حياتهم.
    والغالب أن البدوي لا يخرج إلى الناس إلاّ مسلحاً، ليس لاستعماله فقط، بل لما يحظى به المتسلح من هيبة واحترام، ولو خرج بغير سلاح أو عصا فقد يكون محلاً للسخرية والاستخفاف(91).
    يلبس غالب رجال البادية مِجْنداً، وهو حزام عريض يلف على الجسم من أعلى الكتف إلى أن يلتقي عند الخصر المقابل، ووظيفته حمل ذخيرة الأسلحة النارية(92).
    ويصف بيرتون سلاح البدوي وأدواته وصفاً دقيقاً؛ فيذكر أنه يلبس حزاماً عريضاً توضع فيه طلقات الرصاص على الكتفين، وقوارير البارود(93)، والفتايل الموضوعة في قرون مجوفة، ويحمل قطعاً من أحجار الصوان تستخدم في إشعال الفتايل وغير ذلك. وأحياناً يحمل البدوي عادة مسدسين فضيين(94) تعمل بقدح الصوان، إضافة إلى خنجر كبير، وآخر صغير، وقضيب حديدي (مَدَك) لتنظيف المسدس أو البندقية. كما يحمل كيساً صغيراً – من الجلد – في حزام الخصر على الجانب الأيمن يحوي خراطيش ومواداً للحشو وعلباً لحفظ بارود الفتايل. وغالباً ما يحمل سيفاً يعلق على الكتف بحبال من حرير قرمزي وجراب ضخم، وقد يحمل في يده بندقية قصيرة أو طويلة. وكلما كانت هذه الأسلحة نظيفة لـماعة كان ذلك مصدر فخر واحترام لحاملها، لأن عنايته بالسلاح من علامات الرجولة والفروسية(95).

    3- العمل والنشاط السكاني:
    يتنوع النشاط السكاني في منطقة البحث بين مهنة الرعي التي يمتهنها أهل البادية الرحل وهم أهل الإبل والغنم، وبين مهنة الزراعة التي يزاولها أصحاب الأرض المستقرون في خيوفهم حول العيون والمجاري المائية(96)، في حين يزاول قسم كبير من أهالي المنطقة الواقعة على طرق الحج مهنة الجمَالة، وهي نقل البضائع والمهمات وخدمة الحجاج من المدينة النبوية وإليها(97).
    وفي وقت الصيف يزداد النشاط في القرى ذات النخيل مع موسم جني التمور، إذ يتوافد أهل البوادي، ويقطنون حول القرى والخيوف، ويعملون مع أهل النخل، بعضهم بوصفه شريكاً في الملكية مع المزارعين، وبعضهم مقابل ما يحصل عليه من التمر جراء عمله في جني الرطب والصرام ونقل التمر إلى المرابد(98)، ثم تجفيفه وتعبئته، وتحميله وتنزيلـه(99).
    وفي الظروف القروية والصحراوية الصعبة؛ فإن أبناء القبائل يتحملون مسؤولية العمل منذ نشأتهم الأولى، إذ يشاركون في رعي صغار الماشية في أطراف الحي في مرحلة الطفولة، ثم يتدرجون في مهنة الرعي ابتداء من ملاحظة الأغنام، أو الإبل وملاحقتها وتوجيهها للمراعي القريبة وصرفها عن الممتلكات الخاصة ونحو ذلك. وابتداء من السادسة تقريباً يتعلم الصغار ركوب الإبل، وفي وقت قصير تزداد مهارتهم في ركوبها وترويضها(100).
    وفي مرحلة الشباب المبكر يتعلم الصبيان حمل السلاح واستخدامه، لما تتطلبه حياة التنقل والترحال في ظروف قاسية تتسم بالاضطرابات الأمنية والخصومات الفردية والحروب المستمرة. ويتميز شبان المجتمع القبلي والصحراوي بالحيوية والنشاط والتنافس في إظهار رجولتهم، مما يجعلهم يتسابقون إلى تعلم مهارات الحرب، واتقان فنون القتال لحماية أنفسهم وممتلكاتهم في مجتمع يعتمد على القوة في الدفاع عن نفسه، ويرى الجبن من أشنع الصفات التي يمكن أن يتصف بها الرجل(101).

    4- دور المرأة في المجتمع:
    تقوم المرأة في المجتمع الريفي والبدوي بدور كبير في الحياة الاجتماعية، وتقاسم الرجل مشاق الحياة من رعي أو فلاحة أو تجارة، فهي تقوم بأعمال البيت وشؤونه، وتدبير أمور الأسرة، من جلب الماء والحطب والطبخ والغسيل والخياطة وما إلى ذلك. كما إنها تشارك في الأعمال الأخرى التي يمارسها زوجها إن كان مزارعاً في العمل في الحقل، وإن كان بدوياً في إنشاء بيت الشعر وبنائه وصيانته وترتيبه، والمشاركة في الأعمال التي تتطلبها حياة البادية من الرعي والحلب والإرضاع، وإنتاج اللبن ومشتقاته(102). بالإضافة إلى ذلك فإنها تقوم بأعمال كثيرة أخرى مثل طحن الغلال وجرشها بواسطة الرحى، وغير ذلك(103).
    ووضع الفتاة لا يختلف كثيراً عن وضع الشاب؛ فالفتاة تنخرط في العمل منذ السنة العاشرة تقريباً حيث تشارك في رعي صغار الماشية، ثم لا تلبث أن تتعلم المزيد من المهارات مثل الحلب وخفق الحليب، واستخراج الزبدة وصناعة الإقط، ونحو ذلك(104).
    كما أن المرأة لها نشاط واضح في الحياة الاجتماعية، والوثائق المتعلقة بنشاط المرأة كثيرة ومتعددة، يضيق المجال عن عرضها، إذ أنها تشمل كافة الأنشطة الاجتماعية مثل البيع والشراء(105)، والتملك ومناقلة الأملاك(106)، والأوقاف والأسبال(107)، والتأجير(108)، وغير ذلك.
    كما يلحظ نشاط المرأة في الأعمال الاجتماعية والخيرية، من خلال كثرة أوقافها في أعمال البر، وهباتها الشرعية، وأعطياتها خصوصاً للأقارب كالزوج والأبناء والإخوان وغيرهم، ويظهر ذلك من خلال نماذج كثيرة من الكتابات المحلية.
    وبخلاف ما هو سائد في بعض المجتمعات، فإن المرأة كانت تحظى بمكانة رفيعة في ذلك المجتمع، ويظهر ذلك من خلال الألقاب التبجيلية التي تطلق على المرأة في المكاتبات القضائية والمحلية، فنجدها توصف بالحرة العاقلة الرشيدة(109)، والحرة المصونة، والدرة المكنونة(110) وغير ذلك من أوصاف التلطف والتكريم.

    5- الــزواج:
    من الملاحظ؛ أن أكثر الذين يكتبون عن البادية يعممون الممارسات التعسفية التي توجد في بعض المجتمعات البدائية والقبلية مثل عادة التحجير، أو الزواج القسري، أو عدم الاستشارة، أو عدم التكافؤ العمري، أو زواج الشغار، أو نحو ذلك، دون مراعاة للاختلافات الثقافية لكل مجتمع بدوي(111). فالذي يظهر من خلال الإشارات التاريخية؛ أن المجتمع في منطقة الدراسة أكثر انفتاحاً ووعياً بسبب ما يتميز به من الاتصال مع المجتمعات المتحضرة خارج الجزيرة من خلال احتكاك أبنائه سنوياً مع الحجاج، ومخالطتهم للعلماء المرافقين لمواكب الحج، فضلاً عن وجود علماء ورجال دين محليين في كل قبيلة.
    كما يستفاد من الوثائق المحلية كثرة المصاهرات بين القبائل المختلفة، من حرب وجهينة والأشراف وغيرهم، مما قد يكون مؤشراً قوياً إلى عدم وجود عادة التحجير عند عرب المنطقة(112).
    ويشير بيرتون إلى وجود بعض العادات والأعراف المتعلقة بالتمييز الاجتماعي في الزواج بقوله: "والقبائل الأصيلة كبني حرب، لا يزوجون بناتهم للإخوان". ويعَرِّف الإخوان بأنهم: القبائل الأقل قوة، لأنهم يدفعون الخاوة(113) للقبائل القوية، حسب قوله(114).
    ويأتي في مقدمة متطلبات المرأة في الزواج الرجولة، والكرم، والشجاعة، والشهرة في الحسب والنسب(115).
    أمـا أهم متطلبات الشاب في الزوجـة؛ فهو أن تـكون من أسـرة ذات حسب ونسب وقـوة وهيبـة، وإن كان ذلك على حساب الجمال الجسدي. أما المهر – خصوصاً عند البادية – فهو غالباً يتكون من سجادة كبيرة "قطيفة"، وسوارين من الذهب وبعض الأقمشة أو الملابس الجاهزة، وقد تساق بعض الأغنام أو شيء من الإبل كمهر إضافي، وإن كان ذلك يتوقف على قدرة الشاب وأسرته، وعلى مكانة الفتاة وأهلها(116).
    ويقدر بيرتون المهر بثلاثين دولاراً إسبانياً، تدفع نقداً، أو يُدفع ما يقابلها من الماشية عوضاً عنها(117). ويظهر أنه يريد بالدولار الإسباني ما يسمى محلياً: الريال الفرنسي(118).
    ويظهر أن المهر ليس ثابتاً، وإنما هو قابل للزيادة والنقص، إذ تشير وثيقة محلية في وادي الصفراء إلى دفع 20 ريالاً(119)، وتشير أخرى في وادي الفرع إلى مهر قدره 90 ريالاً(120). بينما تشير وثيقة محلية أخرى إلى صداق قدره 100 ريال فرانسي، منها 20 مقدمة و80 مؤجلة تستحق عند طلب الزوجة، وفي حالة تأخره عن دفعها فإن لها الامتناع عنه مع عدم سقوط حقها، وسقوط حقوقه عليها.
    أما عند قبائل حرب وجهينة أهل القرى الزراعية؛ فإن النخلة قد تكون مهراً مثالياً لما لها من الأهمية والقيمة، وقد يسوق الزوج نخلة أو أكثر صداقاً لزوجته، ولذلك أمثلة كثيرة في الوثائق المحلية(121).

    6- الـخـتــان:

    الختان سنة تحـرص المجتمعات الإسلامية على تطبيقها على الأبناء الذكور في سن مبكر، إلاّ أن بعض الشعوب الإسلامية قد أدخلت عليها بعض الطقوس والعادات الأخرى القاسية أحياناً، كما هو الحال في بعض مناطق الجزيرة العربية. غير أن المجتمع الحجازي بادية وحاضرة لم يخرج عن المألوف في ذلك، وهو إجراء الختان المعتاد مع حفلة فرح تجمع الأقارب والجيران، وتتبادل فيها التهاني والتبريكات، وربما بعض الأهازيج والأشعار الاحتفالية(122).
    ويورد بيرتون أسماء القبائل الحجازية التي تمارس عادة السلخ في الختان، ولا يذكر من ضمنها أياً من قبائل منطقة المدينة المنورة(123).
    ويورد أيوب صبري باشا وصفاً مطولاً لعادة بدو الحجاز في الختـان(124)، إلاّ أن ما أورده ـ على ما يبدو ـ يمثل عادة الختان في مناطق أخرى من الجزيرة العربية، ولا ينطبق على منطقة البحث، إذ لا تشير له مصادر تاريخ المنطقة التي أمكن الاطلاع عليها، ولا روايات كبار السن الذين قابلهم الباحث(125).
    التعديل الأخير تم بواسطة تركي الحربي ; 21-06-2011 الساعة 07:45 AM

  3. #3
    كاتب في النسابون العرب
    تاريخ التسجيل
    31-01-2010
    المشاركات
    315

    افتراضي

    مظاهر اجتماعية أخرى:
    هناك العديد من المظاهر الاجتماعية التي تعطي لمحات إضافية عن جوانب أخرى من الحياة الاجتماعية في منطقة الدراسة، ومن ذلك على سبيل المثال:

    1- وصف المساكن:
    يعيش سكان المنطقة مثل بقية سكان الريف الحجازي في تجمعات صغيرة، أو في منازل متناثرة بين بساتينهم ومزارعهم. ويتكون المنزل عادة من غرفتين أو أكثر مبنية من اللبن والطين، بالإضافة إلى باحة خاصة بالماشية(126).
    والطبقات الفقيرة أو غير المستقرة تسكن في عشش مبنية من جريد النخل وجذوعه، أو غرف مبنية من الحجارة تسمى الـمَدَابـة، وجمعها مَدَاب، وقد تستخدم الـمداب للتخزين – أيضاً – حيث يترك فيها البدو الرحل أغراضهم غير المنقولة(127)، وبعض قبائل المنطقة يسمونها: خيمة. وهي منتشرة في جبال الحجاز وأوديته، ولا زال الكثير منها مما لم تعبث به أيدي التخريب شاهداً على تلك الحقبة.
    ففي وادي الفرع يتكون البيت – غالباً – من باحة تسمى الحوش، ثم غرفة الرجال والضيوف وتسمى المجلس، وفيها مكان لتحضير القهوة يسمى المشب، وغرفة للنساء، وغرفة تسمى المخزن، ومكان للطبخ يسمى الموقد(128). وتسقف البيوت من جذوع النخل، ويفرش عليها الجريد والخوص وهو سقف النخل، ثم تغطى بطبقة من الطين(129).

    2- المأكولات السائدة:
    يعتمد السكان خارج المدن الرئيسة في الحجاز على ما تنتجه أراضيهم من التمر والحبوب، واللحوم. ويمثل اللبن والحليب عنصراً أساسياً من عناصر غذائهم اليومي إلاّ في حال انعدام المواشي لديهم، أو هزالها في سنوات الجدب والقحط، ويعدُّ الجراد وجبة مفضلة. وفي حال السفر والترحال فإن اللحم المجفف (القديد) والأقط والتمر هو غذاؤهم المفضل(130)، إضافة إلى الخبز المحلي المصنوع من طحين القمح أو الذرة.
    كما يسود عند أهل القرى استعمالات أخرى لطحين القمح والذرة، فيتفننون في عمل الأكلات والأحسية التي تأخذ أسماء متعددة حسب حالة طبخها ومكوناتها الأخرى، ومن ذلك ما يسمى الرشوف والرغيدة والعصيدة، والشوربة، والمرقوق، والفطير، والخواضة، والسوِيـْق، وغيرها(131).
    ومع أن شرب الخمر غير شائع في المناطق الريفية والبدوية، إلاّ أن عادة التدخين من أسوء العادات التي يزاولونها(132).
    ومع شح الموارد؛ فإن سكان القرى وأهل الصحراء الذين يعد الكرم من أهم سجاياهم العربية يحرصون على تقديم أفضل ما لديهم من الزاد لضيوفهم، إذ يقدمون للضيف التمر والزبدة واللبن، والخبز المفروك بالسمن(133).
    ولتناول الطعام عند بادية الحجاز أعراف وآداب مرعية يجري تطبيقها بصرامة، من ذلك هيئة الجلوس بافتراش الرجل اليسرى وإقامة الرجل اليمنى، وعدم البدء بالأكل قبل أن يبدأ كبار القوم أو الضيوف، والأكل مما يليه، وعدم النهوض قبل الضيف، وما إلى ذلك(134).
    واشتهر عموم أهل الحجاز بحب شرب القهوة، والتفنن في إعدادها ونظافة أدواتها، وأصبح تقديمها للضيوف من العادات الراسخة لقلة مؤونتها(135). كما أنهم يتفننون في طريقة صَبِّها، وشربها، فلا بد من مد الفنجان باليد اليمين واستلامه باليمين، والبدء من اليمين أو بأكبر الأضياف قدراً(136).
    ويستفاد من المكاتبات المحلية أن للقهوة العربية مكانة خاصة عندهم، ويظهر ذلك من خلال تكرار ذكرها في وثائق المبايعات باعتبارها أحد أهم سلع التبادل التجاري المحلي. ولأهميتها فإنهم إذا توجهوا إلى شخص بطلب معين امتنعوا عن شرب قهوته لحين استجابته لهم(137).
    ويشير بوركهارت إلى وجود محلات "مقاهٍ" تباع فيها القهوة لعابري الطريق في وادي الصفراء(138).

    3- الملابس والحلي:
    يذكر ليون روش الرحالة الفرنسي الذي زار الحجاز عام 1257هـ (1841 / 1842م) أن ملابس السكان هي الملابس العربية المعروفة عند البدو في الجزيرة العربية، إذ يضعون على رؤوسهم الكوفيات المخططة بالأصفر والأخضر، وعباءة من الصوف أو من الكتان، وقفطاناً من كتان أو قطن أو من حرير، حسب وجاهة الشخص، والقفطان مشدود في وسط الجسم بحزام من الجلد(139).
    كما يصف الملابس الأساسية للبدوي في الحجاز؛ بأنها تتمثل في ثوب، وقميص من قماش الكاليكو، يصل من الرقبة إلى الكاحل له أكمام محكمة واسعة، ومفتوح من ناحية الصدر، والـحِقو، وحزام جلدي عريض، يُشدُّ حول الوسط، وفي الشتاء يلبس الشيوخ فوق قمصانهم عباءات تصنع في نجد والأحساء، وهي على أربعة ألوان: أبيض، وأسود، وأحمر، وبُنيٌ مخطط، وأفضلها ما كان يصنع من وبر الإبل، فقد يبلغ ثمنها خمسة عشر دولاراً، وأقلها قيمة ما يصنع من صوف الغنم، وتساوي ثلاثة دولارات فقط، أما الـمِحْرَمة(140) والكوفيات(141)؛ فتأتي من سوريا(142).
    أما الصنادل (الأخفاف)؛ فأنواع كثيرة تتراوح بين ما هو من الجلد إلى أحذية مكة الجميلة الراقية، ويتراوح ثمنها من قرش إلى دولار، أما الفقراء فيمشون حفاة(143).
    ويذكر بيرتون عن بَدَوِيـَّيـن فقيرين من حرب: أنهما كانا يلبسان نعلين من جلد سميك يخرج منهما سيور يلفانها حول كواحلهما(144).
    والمشهور أن الناس في وادي الفرع يلبسون الثياب التي تزينها بعض الزركشات في منطقة الصدر، وهذه الثياب تمتاز بالأكمام الطويلة المفتوحة من أحد طرفيها، وهي ما يسمى في نجد بالمرَوْدَن، وغالباً ما تصبغ الثياب بالحمرة أو أي لون آخر من الألوان التي تصنع محلياً(145).
    والنساء في بادية الحجاز يلبسن أثواباً داكنة، لكنها أكثر اتساعاً واحتشاماً، ويغطين رؤوسهن بخمر سوداء، وغالب النساء في منطقة البحث يلبسن البراقع(146). ولهذا؛ فإن البرقع – غالباً – ما يزين بقطع من الفضة المطرزة، أو الخرز والودع والنقود الفضية(147).
    وللبرقع مكانة رفيعة لدى المرأة؛ إذ يتكرر ذكر البراقع في المبايعات المحلية، حيث تعتز المـرأة ببرقعها وتـمسحه بيدها وتقول: ألزمت برقعي، تعبيراً عن العزم على الوفاء والصدق، كما يمسح الرجل لحيته أو وجهه إذا أراد التعبير عن الالتزام واحترام المواثيق(148).
    وإذا كانت المرأة كبيرة في السن؛ فقد تكتفي بالملثم على فمها دون البرقع(149).
    أما الـحُلِـي التي تصنع من الذهب أو الفضة؛ فأشهرها: القلائد للعنق والصدر وأشهرها اللبة وهي قلادة من الخرز والفضة، والـمِشنقة.، وحلقات الأنف، وهو ما يسمى بالزمام أو الفرْدَة (بفتح الفاء وإسكان الراء)(150).
    والأسورة ومنها البناجر للذراع، والمعاضد (جمع معضد) للعضد، والخلاخيل وتلبس أسفل الساق، والحِلَق للأذن، والرشوش للصدر، والخواتم للأصابع(151).

    4- الألعاب الشعبية:
    مثل أي مجتمع إنساني؛ فإن المجتمع الريفي والقبلي في براري المدينة المنورة يمارس الكثير من مظاهر التسلية والترفيه البريء الذي يناسب طبيعة حياته القاسية. وفي حياة مليئة بمظاهر التطاحن ورائحة البارود والنزاعات المسلحة التي تكاد أن تكون جزءاً من الحياة اليومية، مما يتطلب إظهار القوة والتحدي، تأتي العرضة الحربية التي تقوم على اللعب بالسيف والأسلحة النارية مع ترديد أشعار الحرب والحماس في مقدمة الألعاب التي يمارسها بدو الحجاز عموماً(152).
    وغالباً فإن العرضة الحربية، وكثيراً من الألعاب الغنائية في الاحتفالات والمناسبات تكون مصحوبة بالطبل أو الزير، كما يشيع استخدام الربابة ذات الوتر الواحد(153).
    كما يمارس الأطفال والصبيان أنواعاً كثيرة من الألعاب الشعبية، مثل لعبة المطارَح، وهي لعبة تعتمد على القوة الجسدية، قريبة من رياضة المصارعة، ولعبة المسابق (السباق)، ولعبة عظم وضاح أو عظيم ضاح(154)، وهي لعبة ليلية تعتمد على السرعة وحدة البصر، إذ تقوم على البحث عن عظمة صغيرة تُرمَى باليد إلى أبعد مسافـة مـمكنـة، والفائز هو من يعثر عليها أولاً ويعود بها إلى خط البدايـة بسلام(155). وهنـاك ألعاب أخرى مثل الطاب، وهي عبارة عن أربعة أعواد مصنوعة من جريد النخل، والزقطة، وهي لعبة تتكون من خمس حصوات صغيرة يتبارى الأطفال في قذفها وإمساكها بمهارة(156).

  4. #4
    عضو مشارك
    تاريخ التسجيل
    01-02-2012
    الدولة
    المملكة العربية السعودية , المدينة المنورة
    المشاركات
    45

    افتراضي

    الاخ تركي الحربي اعجبت كثيراً بما كتبته هنا واشكرك جزيل الشكر
    تقبل تحياتي

  5. #5
    مشرف عام مجالس القبائل البكرية و التيمية
    تاريخ التسجيل
    24-04-2010
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    222

    افتراضي

    بارك الله فيك اخي تركي الحربي على هذا المبحث المهم عن وادي الفرع في المدينة المنورة الذي تضمن سردا" تاريخيا" عن الوادي وسكانه على مر العصور وعاداتهم وحياتهم الاجتماعية والثقافية .... ولكن ياأخي الكريم يبدو انك اهملت جانبا مهما جدا في الموضوع الا وهو تأثر سكان هذا الوادي بالحركات الاسلامية المتنوعة والمذهبية منها بشكل خاص ... اليس كذلك ؟؟؟؟ بعبارة أخرى وواضحة " ماهو مذهب السكان هناك في وقتنا الحالي " ؟؟؟؟ أصحيح ان نسبة منهم لايستهان بها تعتنق المذهب الرافضي الإثناعشري وخصوصا في خيف ابي ضباع المذكور آنفا" واذا كان هذا صحيحا فمن هم هؤلاء السكان اللذين يتمذهبون بهذا المذهب ؟؟؟؟ .... ولك مني كل شكر وتقدير

  6. #6

    افتراضي

    اخي المسترسل للتوضيح



    بنو جهم هم الروافض الوحيدون من بين فروع بني عمرو الحروب، وباقي الفروع سنة، بل جميع قبيلة بني حرب سنة إلا هذا الفرع وهم بنو جهم، ويسمون بـƒالجهمية.
    يسكن بنو جهم قرية ƒأبو ضباعوهي آخر قرى وادي الفُرْع الذي يتكون من عدة قرى، وهي : (الريان، الفقير، السدر، المضيق، أم العيال، أبو ضباع).
    ووادي الفُرْع يبعد عن المدينة النبوية قرابة : (175كم) على طريق مكة.
    وجميع قرى وادي الفُرْع أهلها من بني عمرو الحروب السنة إلا قرية أبو ضباع التي تعتبر مركز الرفض في الوادي التي يسكنها بنو جهم وبعض الأشراف الرافضة. وهي عدة خيوف (الخيف هو المنطقة التي يكثر فيها أشجار النخيل) وهي على النحو التالي :
    (عين أبو ضباع وقيمها الشريف، خيف الربض، خيف الملبانة، خيف عين البغالية، خيف الحديقة).
    ويسكن هذه الخيوف قبائل الجهمية الرافضة، وهم :
    1- قبيلة العبيدي الجهمي، وفيهم رئاسة الجهمية.
    2- قبيلة العلاسي الجهمي، ويتبعه القفه والنواصرة.
    3- قبيلة الثميري الجهمي، وحليفه المالكي الجهمي.
    4- قبيلة الجعفري الجهمي.
    5- قبيلة : الجراري الجهمي، ويتبعه البغولي.
    ويوجد جزء من هؤلاء الرافضة خارج أبو ضباع ووادي الفرع، وخاصة في قرية السويرقية في منطقة ƒمهد الذهبالتي يسكنها قبيلة البغولي وبعض الأشراف. وبعض الجهمية يسكن ƒالقاحة وتسمى ƒبأم البرك.

  7. #7
    عضو مشارك
    تاريخ التسجيل
    01-02-2012
    الدولة
    المملكة العربية السعودية , المدينة المنورة
    المشاركات
    45

    افتراضي

    ويسكن هذه الخيوف قبائل الجهمية الرافضة، وهم :
    1- قبيلة العبيدي الجهمي، وفيهم رئاسة الجهمية.
    2- قبيلة العلاسي الجهمي، ويتبعه القفه والنواصرة.
    3- قبيلة الثميري الجهمي، وحليفه المالكي الجهمي.
    4- قبيلة الجعفري الجهمي.
    5- قبيلة : الجراري الجهمي، ويتبعه البغولي.
    ويوجد جزء من هؤلاء الرافضة خارج أبو ضباع ووادي الفرع، وخاصة في قرية السويرقية في منطقة ƒمهد الذهبالتي يسكنها قبيلة البغولي وبعض الأشراف. وبعض الجهمية يسكن ƒالقاحة وتسمى ƒبأم البرك.

    العبيدي , العلاسي , العيسائي , الثميري , الجعفري هم من يكتبون الشريف
    الجراري اغلبهم بدو يسكنون البستان قريباً من الابواء ويسكنون القاحه وجزء في
    أبو ضباع وهم أساساً من ابو ضباع وعدد الشيعه قليلاً مقارنه بسكان وادي الفرع
    وهناك بادرة خير فيهم بالذات الشباب من هو غير مقتنع بالتشيع ولذا تجده في صراع
    مع الذات والسبب ان الشيعه يقتلون الخارج منهم برمية في بير أو دهس بالسيارة
    او باي طريقة تكون غامضة والسبب انهم يعتبرون دينهم
    ((الخضيراء)) أي أن من يخرج منهم ويتسنن تفقر عائلته
    وتحرم من الخمس الذي يصرف للفقراء كما يدعون وقد
    حدث ذلك في زمناً ما عندما دعاهم شيخهم وكبيرهم الذي
    يتصف بالرزانه وتحكيم العقل الشيخ مريع العبيدي وقال لهم دين
    حرب ودين معظم القبائل دين صحيح فلماذا نشذ ؟
    دعونا نهتدي ونترك هذا الدين الذي والله لم اجد له اساس
    مذهبي وهو خارج عن الاربع مذاهب فاعترض
    عوض الله بن عتيق الجراري لزيم الجراجره ومعه كم شخص
    وقالوا دينكم دين الكرامه وهو الخضيراء فمن تركه ترك
    حظاً وافر (أي أضاع المال وهو الخمس عند الشيعه)
    انهم فيهم عناه مشركون متعنتون ومهما حصلوا على شهادات
    عليا الا انهم في جهلهم يعمهون الحديث ذو شجون لكن
    سكان ابو ضباع في حاجة ماسة للدعوه الصادقة وخاصة من هم
    بدو لم يتمكن التشيع وحب الشاه الايراني في قلوبهم ففي حالة
    وجود علماء مهيئين للدعوة والارشاد من جهات رسمية او دعويه
    مصرح لها سيهتدي على ايديهم الكثير والله اعلم

  8. #8
    مشرف عام مجالس القبائل البكرية و التيمية
    تاريخ التسجيل
    24-04-2010
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    222

    افتراضي

    انعم واكرم بحرب حرابة الدول ماكان استفساري الا للمعرفة والا فحرب قبيلة كريمة شهادتي وشهادة غيري مجروحة فيها

  9. #9
    كاتب في النسابون العرب
    تاريخ التسجيل
    31-01-2010
    المشاركات
    315

    افتراضي

    كل الشكر والتقدير للأخ محمد العمري والأخ قادم من الصحراء على الجواب الشافي على استفسار الأخ المسترسل عن الشيعة في وادي الفرع .

  10. #10
    كاتب في النسابون العرب
    تاريخ التسجيل
    15-05-2011
    العمر
    67
    المشاركات
    54

    افتراضي

    أشكر الكاتب العزيز فايز البدراني
    وأشكر الناقل تركي البلادي الحربي

  11. #11
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    26-03-2014
    العمر
    36
    المشاركات
    33

    افتراضي

    ونعم في حرب حرابة الدول

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. ملامح من الحياة الإجتماعية خلال رمضان قديماً في بعض مدن الحج ومحطاته
    بواسطة الحناوي في المنتدى مجلس تاريخ مكة و المدينة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13-08-2019, 08:25 AM
  2. ملامح من مكة المكرمة في القرن الخامس الهجري
    بواسطة مفيد في المنتدى تاريخ الدولة العباسية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13-08-2019, 07:13 AM
  3. ملامح من مكة المكرمة في القرن الرابع الهجري
    بواسطة مفيد في المنتدى تاريخ الدولة العباسية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13-08-2019, 07:13 AM
  4. الأوضاع الحضارية فى العصر العباسى الأول
    بواسطة عبدالمنعم عبده الكناني في المنتدى تاريخ الدولة العباسية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 25-03-2016, 08:01 AM
  5. تاريخ وأثار قبيلة العوازم في وادي الفرع
    بواسطة ألمسحمي في المنتدى مجلس قبيلة العوازم
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-04-2012, 03:41 AM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
MidPostAds By Yankee Fashion Forum