بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم أجعل هذا العمل خالصا لوجهك الكريم ، اجعله في ميزان حسناتنا يوم القيامة ، واجعل القرآن نور قلوبنا وربيع صدورنا
واهدنا إلى الصراط المستقيم ، اللهم آمنين يارب العالمين .
[frame="8 98"]
نزول القرآن الكريم
نزل القرآن الكريم ، بواسطة الوحي جبريل عليه السلام ، وكان الرسول (e) في الأربعين من عمره ، يتعبد في غار حراء ، وكان ذلك يوم الاثنين لإحدى وعشرين مضت من شهر رمضان ليلاً،عام 610 ميلادية.(الرحيق المختوم،ص75)
وكان أول آية تنزل على رسول الله (r)، هي قوله عز وجل: "اقرأ باسم ربك الذي خلق . خلق الإنسان من علق . اقرأ وربك الأكرم. الذي علم بالقلم. علم الإنسان ما لم يعلم "(العلق:1-5)
وقد نزل القرآن الكريم منجماً في 23 سنة ، منها 13 سنة في مكة ، و10 سنوات في المدينة.
وقد ذكر أن جبريل عليه السلام كان يتدارس القرآن مع رسول الله r مرة في السنة ، وذلك في شهر رمضان إلا في السنة التي توفي فيها عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم فقد تدارس معه القرآن مرتين .
تعريف القرآن الكريم
هو كلام الله المنزًّل ، على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، بواسطة الوحي جبريل عليه السلام ،المتعبد بتلاوته، المنقول بالتواتر،المبدوء بسورة الفاتحة، والمختوم بسورة الناس، ويبلغ عدد سور القرآن الكريم 114 سورة.
فضل قراءة القرآن:
قال الله عز وجل: " ورتِّل القرآن ترتيلاً " (المزمل:4)
قال رسول الله (r): " اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه ".
قال (r): " خيركم من تعلم القرآن وعلَّمه ".(رياض الصالحين،ص277)
وقال صلى الله عليه وسلم :" تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها " وهذا تحذير من تعريضه للنسيان .
وكان الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم يشجع على تلاوة القرآن واستظهاره بأساليب متنوعة منها: الثناء على حملة القرآن، ومنح القراء الحفاظ امتيازات خاصة تشجيعاً لهم ، وقد جعل حفظه مهراً للزواج للرجل فقير أراد الزواج من امرأة مسلمة ، كما كان الصحابة يظهرون احتراماً كبيراً لقراء القرآن .
كما يستحب قراءة القرآن بصوت حسن ، مع وجوب الاستماع له ، ففي الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به " متفق عليه
وكذلك حث على قراءة وتلاوة سور وآيات مخصوصة ومنها:
سورة الفاتحة وهي أعظم سورة في القرآن
سورة الإخلاص وهي تعدل ثلث القرآن
أعظم آية من القرآن الكريم آية الكرسي )الله لا إله إلا هو الحي القيوم (
كما ويستحب قراءة القرآن وتلاوته في مجموعة من الناس يتلونه ويتدارسونه فيما بينهم .
من أسماء القرآن:
الذِّكر – الفرقان – الهدي – الكتاب – التنزيل – النور- الروح ، والأدلة على ذلك ، من القرآن الكريم في قوله سبحانه وتعالى:
قال تعالى: "إنا نحنُ نزَّلنَا الذِّكرَ وإِنَّا لهُ لَحافِظونَ" (الحجر:9)
وقال تعالى: " تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا" (الفرقان:1)
وقال تعالى: " هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان" ( البقرة:185)
وقال تعالى: " ذلك الكتاب لا ريب فيه " (البقرة :2)
وقال تعالى: "وأنزلنا إليكم نوراً مبيناً "(النساء:174)
وقال تعالى: " وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا "( الشورى:52).
وقوله تعالى:" حم. تنزيلٌ من الرحمن الرحيم " ( فصلت :1)
كتبة القرآن الكريم:
كان للنبي (r) عدد من كتاب القرآن الكريم :
وهم ممن عرفوا بالنباهة والإيمان الصادق ، والإخلاص المشهود ومنهم ؛ أبو بكر وعمر بن الخطاب وعثمان وعلي وعبدالله بن الأرقم وأبي بن كعب ، وثابت بن قيس ، وخالد بن سعيد ، وزيد بن ثابت .(مقدمة في أصول التربية الإسلامية، ص244).
جمع القرآن الكريم
أبو بكر الصديق (t):
عبد الله بن أبي قحافة القرشي التيمي(تاريخ الخلفاء للسيوطي،ص26) ،اشتهر بالصديق لأنه بادر إلى تصديق رسول الله (r) ولازم الصدق ، وكان أول الرجال إسلاماً، رافق الرسول ولازمه حتى يوم وفاته ، وهاجر مع الرسول إلى المدينة، وحضر مع الرسول جميع الغزوات ، وكان يصلي بالناس أثناء مرض الرسول r ،وكان أبو بكر أكبر الصحابة سناً ، تولى الخلافة عام 11ﮬ/632م ، وتوفي عام 13ﮬ/634م .
بعد وفاة النبي (r)،في 12 ربيع الأول 11ﮬ/632م عن عمر 63 عاماً،(تاريخ العرب والمسلمين، الصف السادس،ص45) وحدثت حروب الردة ، في عهد الخليفة الأول أبو بكر الصديق (t)، حيث قام الخليفة بمحاربة المرتدين ، سقط عدد كبير من الشهداء اللذين كانوا يحفظون القرآن الكريم ، ففي معركة اليمامة سقط حوالي 70 شهيداً جميعهم من حفظة كتاب الله، وخشي المسلمين أن يضيع القرآن أو ينسى ، فأشار الصحابي الجليل عمر بن الخطاب (t) على أبو بكر الصديق (t) بجمع القرآن ، فتردد أبو بكر في بداية الأمر ، خوفاً من يكون هذا العمل فيه مخالفة الشرع و السنة ، ولكن الله عز وجل شرح صدره ، فوافق على ذلك ، وأوكل إلى الصحابي زيد بن ثابت (t) القيام بمهمة جمع القرآن .
وبدأ زيد (t) وبمساعدة عدد من الصحابة بجمع القرآن ، من صدور القراء والمكتوب لدى كتبة الوحي ، وتم الجمع خلال سنة واحدة .
منهج وأسلوب جمع القرآن :
1- التوفيق بين المحفوظ في الصدور وبين ما هو مكتوب لدى كتبة الوحي.
2- لا يقبل من أحد شيئاً حتى يشهد شاهدان على أنهما سمعاه أو كتباه بين يدي الرسول (r).(التربية الإسلامية،للصف السابع،ص7)
3- تم تدقيقه من قبل الخليفة أبو بكر وحفظه عنده ، حتى وفاته .
كانت الصحف التي تحتوي سورٍ من القرآن الكريم مصنوعة من :
الرقاع ، والأقتاب ، والعسب ، واللخاف ، والعظام العريضة ، وهذه الصحف كتب عليها القرآن في عهد النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .
وبعد وفاة أبو بكر الصديق (r)، حفظ عند الخليفة الثاني عمر بن الخطاب (r) ، وبعد وفاته حفظ عند ابنة عمر حفصة أم المؤمنين رضي الله عنهما.
عثمان بن عفان (t):
وهو ابن أبي العاص بن أمية ، القرشي الأموي ، المكي ، ثم المدني ،و هو ممن دعاه الصديق للإسلام ، وهاجر الهجرتين : الأولى إلى الحبشة والثانية إلى المدينة ، ولقب بـ" ذي النورين " وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة ، وهو أحد الصحابة الذين جمعوا القرآن في خلافة أبو بكر الصديق ، تولى الخلافة بعد وفاة عمر بن الخطاب عام 23ﮬ/644م حتى 35ﮬ/656م .
تمت في خلافته أول معركة بحرية في الإسلام ، وهي معركة ذات الصواري عام 34ﮬ /654م حيث انتصر فيها المسلمين على الأسطول البيزنطي في البحر المتوسط.
نسخ القرآن الكريم :
في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه، ومع اتساع حدود الدولة الإسلامية ، ودخول الناس تباعاً من عرب وعجم إلى الدين الإسلامي ، وتعدد وظائف الدولة وخدماتها، ترافق ذلك مع دخول لهجات جديدة على اللغة العربية الفصحى ، أدى إلى وقوع خطأ في القراءة ، فتنبه الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان (r) لاختلاف الناس في قراءة القرآن، ففزع إلى الخليفة ، وقال له : أدرك الأمة قبل أن يختلفوا في كتابهم اختلاف اليهود والنصارى ، فأرسل الخليفة عثمان إلى حفصة رضي الله عنهما أن أرسلي إلينا الصحف ننسخها في المصاحف، ثم نردها إليك .
خطوات نسخ المصحف :
1- عين الخليفة جماعة من الحفاظ على رأسهم زيد بن ثابت ، وأمرهم بنسخ القرآن في سبعة مصاحف.
2- بعد الانتهاء من النسخ ، أرسل الخليفة ستة مصاحف إلى بلاد المسلمين ، وأبقى عنده المصحف السابع.
3- أمر بحرق أي مصحف ، لم يكن من هذه المصاحف السبعة ، التي تم نسخها.
وهكذا جمع الخليفة عثمان رضي الله عنه الناس على مصحف واحد وقراءة واحدة ، وقطع دابر الفتنة ، وأنهى الخلاف بين الناس .
ولقد عرف هذا الخط الذي نسخت به المصاحف في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه بـ (الرسم العثماني) نسبة إليه .
أهمية وفائدة جمع ونسخ القرآن
لقد ترتب على عمليتي الجمع والنسخ للصحف، في عهد الخلفاء الراشدين ، أمور هامة جداً ، بالنسبة للعقيدة الإسلامية ، واللغة العربية على حد سواء ،ولله سبحانه وتعالى حكمة في ذلك، فالله عز وجل شرح صدور الخلفاء وهداهم إلى الطريق المستقيم ، وبين لهم أن هناك مسؤوليات جسام ملقاة على كاهل هذه الأمة حتى يوم الدين ،وقد قال الله سبحانه وتعالى:" لا تحرك به لسانك لتعجل به. إن علينا جمعه وقرآنه.فإذا قرأناه فاتبع قرآنه"(القيامة:16-18) وفيما يلي فوائد جمع ونسخ المصحف ، نوجزها كما يلي:[/frame]
1- حفظ الآيات القرآنية ومنعها من الضياع أو النسيان أو الاختلاف .
2- حفظ اللغة العربية ، لغة القرآن الكريم وبقائها سالمة وصامدة أمام الهجمات الثقافية الكبرى ، التي تعرضت له الأمة منذ زمن بعيد.
3- استمرار نشر الرسالة الإسلامية وانتقالها عبر الأمم والشعوب والأفراد والثقافات حتى وصلت إلى جميع الأقاليم السياسية ، على كوكب الأرض.
4- حفظ التراث العربي والإسلامي ، وتوارثه عبر الأجيال حتى قيام الساعة ، ومنه السنة النبوية وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء والصحابة رضوان الله عليهم ، وكذلك التاريخ الإسلامي والحضارة العربية .
5- تمسك العرب والمسلمين بالوحدة والتعاضد والتعاون ، وحفظ كينونتهم برغم ما يعصف بهم من حروب ونزاعات واختلافات . فالقرآن الكريم يوحدهم ويجمع شملهم ويصلحهم ،ولن تستمر خلافاتهم أو تدوم طويلاً ، وبرغم من ذلك إلا أن أشكال التعاطف والتآخي ومساعدة الفقير والمحتاج وفعل الخير مستمر لا ينقطع .
6- نظم القرآن الكريم علاقة الفرد والأسرة والمجتمع ، وحافظ عليها وعلى نسيجها الاجتماعي ، منذ ظهور الإسلام وحتى يوم الدين ،من خلال أسس وقواعد الشرع الإسلامي في تنظيم علاقات الزواج والطلاق والتركات والحقوق والواجبات ، وحماية وتنظيم كافة فئات المجتمع ، حيث عمل القرآن الكريم على تهذيب النفس البشرية ، وكبح جماح الشهوة البشرية الشريرة ،وغرس مفاهيم القيم الاجتماعية والإنسانية العليا كالخير والصدق والأخوة والتعاون، والمحبة ومساعدة المحتاج والفقير والضعيف والمريض .
7- تشجيع ونشر العلم والفكر وتحرير الإنسان من الأوهام والخرافات والأساطير ، وتحريره من العبودية لغير الله والجهل .
دور القرآن الكريم في الفكر العربي والإسلامي:
لقد عمل القرآن الكريم ، على حفظ اللغة العربية وحمايتها من غزو اللغات والثقافات الأخرى، كما أصبح القرآن في حياة المسلمين منبعاً للحضارة الخالدة ، وأساس الهداية الراشدة،(مقدمة في أصول التربية، المرجع السابق، ص206) ودستور الخير والنور ، وتجلى أثره التربوي والفكري في تلك النقلة الجبارة من إخراج الناس من الظلام والظلمات إلى النور والحضارة الكريمة ، والقرآن الكريم منهج شامل وكامل للحياة الإنسانية الكريمة ، وهو كتاب الحياة الخالد ، والنور الذي لا ولن ينطفئ أبداً ، والعلاج الشافي من الهم والحزن والفقر، وهو رسالة الله إلى الناس كافة .المصدر: ..ٌ::ٌ:: النسابون العرب ::ٌ::ٌ.. - من قسم: مجلس أسباب النزول و جمع القرآنk.,g , [lu hgrvNk hg;vdl
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم أجعل هذا العمل خالصا لوجهك الكريم ، اجعله في ميزان حسناتنا يوم القيامة ، واجعل القرآن نور قلوبنا وربيع صدورنا
واهدنا إلى الصراط المستقيم ، اللهم آمنين يارب العالمين .
بارك الله فيك وجعل ذلك في موازين حسناتك
اللهم أجعل هذا العمل خالصا لوجهك الكريم ، اجعله في ميزان حسناتنا يوم القيامة ، واجعل القرآن نور قلوبنا وربيع صدورنا
واهدنا إلى الصراط المستقيم ، اللهم آمنين يارب العالمين
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)