اجعل كلامك ذهباً ، لا حديداً صدئاً !
لو إنّ جهاز التسجيل ، له عقل واحساس ! يتنصت على كلام الناس هنا وهناك .. في الحي .. في البيت .. في الشارع .. في الحافلة .. في العمل .. في أي مكان ، لامتنع عن اداء وظيفته متبرئاً من الصوت متظاهراً بالعطل ..
وفي ذاكرة مسجَل الضمير الكثير من الأصوات الناشزة والكلام غير المقبول الذي تلوكه أفواه أشخاص يتصرفون بلا وعي او مسؤولية اوأخلاق .
الكثيرون من الناس يشغلون أنفسهم بالثرثرة والنميمة ، من غير أن يعوا حقيقة أنهم يضيعون الوقت بدلاً عن استثماره في عمل مفيد ، ولايسألون أنفسهم .. لماذا نتدخل في شؤون سوانا ؟ ما الذي نستفيد منه بتدخلنا وإساءتنا للآخر وأكلنا لحمه وهو حي ؟! ولماذا نضيع وقت العمل او الدراسة في سلوكيات تافهة لاتنفع أحداً بل تشغلنا عن تطوير خبراتنا العملية والعلمية والحياتية؟
تتجاوز الإساءة بالكلام موضوعة تصديع رؤوسنا بكلمات خادشة يتفوه بها البعض أما مزاحاً اوانفعالا ً في أثناء شجار اوعبر توجيه نقد الى آخر ، نقول تتجاوز الإساءة الكلامية الى تشويه سمعة الآخرين لاسيما النساء ، بل إن أسهل أمر يقوم به البعض هو تشويه صورة النساء بهتانا ً !!
هل نظلم الثرثار المتعرض لأعراض الناس بالكلام السيء إذا قلنا إنه مريض نفسياً ويشعر بالنقص ، فيحاول ممارسة إسقاط نقصه ، او ملء فراغه النفسي بالإساءة للآخرين ؟!
ومن ذلك ، على سبيل المثال ، اعتقاد بعض الشباب أن من البطولة أن يكون الواحد منهم ( دون جوان ً) ، فيبدأ بالتحدث عن علاقاته مع الفتيات ، وبعضها إن لم يكن كلها ، مفتقر الى الصدق .
إنّ للكلام في حضور الناس او غيابهم آداباً وأصولاً ، فإن تجاوزها الآخرون ، وضعوا أنفسهم في دائرة العقد النفسية ، منها ينطلقون في إساءاتهم لسواهم .
ألا يكونون مرضى حقاً حين يغيظهم نجاح الآخر ، فلا يجدون طريقاً لإرضاء أنفسهم وإيهامها بفشل الآخر وعدم استحقاقه ما حصل عليه ، أسهل من أن يكشروا عن أنيابهم بالكلام الرديء ؟!
ألا يكونون مرضى حقاً ، حين لايجدون أسلوباً للانتصار على خصومهم في نقاشات الا ّ باستخدام مفردات غير لائقة ؟!
ألا يكون بعض الرجال مرضى حقاً ، حين لايهدأ لهم بال الا ّ اذا اسمعوا الفتاة في الطريق كلمة خادشة للحياء ؟!
ألا تكون بعض النساء مريضات حقاً ، حين يشعرن بفشلهن أمام امرأة اجمل منهن شكلاً او روحا ً او افضل منهن مكانة وعلما ً ، فيجعلنها وليمة للنميمة ؟!
ألا يكون بعض الاشخاص مرضى حقاً ، حين يجعلون الآخرين محور مزاحاتهم او لايرتاحون إلا ّ إذا احتوى مزاحهم، البذيء من الكلام ؟!
ألا تكون بعض الأسر مريضة حقاً بجهلها وقلة وعيها حين لاتنشئ أفرادها على آداب الكلام ؟!
إن من المهم تعميق الوعي الاخلاقي لدى الناس ، ويبدأ هذا من الأسرة ، إذ إن الفرد الذي ينشأ في أسرة فاضلة واعية ، تنمو لديه المفردات الجميلة ، على العكس من الفرد الذي ينشأ في أسرة لايتوانى أفرادها عن استخدام البذاءة والشتم . ومن ثم يأتي دور المؤسسات التربوية والاجتماعية والثقافية والإعلامية ليكون مسانداً لدور الأسرة . ويكمن هذا الدور المساند في توجيه إرشادات وبرامج وموضوعات هادفة الى تهذيب النفس والتركيز على أهمية استغلال الوقت في أداء أعمال نافعة ، وإشاعة أسلوب ردع المتقول الدعي من خلال توجيهه او حتى نهره إن لم يستمع الى النصيحة لاسيما إذا مسَّ كلامه شرف الناس وسمعتهم ، لكي يرتدع وكي لايكون دور الآخر الاستماع فقط من غير أن يؤدي دوراً إيجابياً في تحجيم مثل هذه السلوكيات السيئة التي تضر ولاتنفع



hgho hg[auld h[ug ;ghl; `ifhW K gh p]d]hW w]zhW !