النتائج 1 إلى 13 من 13

الموضوع: أكراد بلاد الشام

أكراد بلاد الشام من الصعوبة بمكان ضبط الفترة الزمنية لهجرة الأكراد إلى بلاد الشام، وظهور ما يعرف في المصادر التاريخية بـ "أكراد بلاد الشام"(1)، وقد ربط معظم الباحثين المعاصرين

  1. #1
    مشرف مجالس القبائل الكردية
    تاريخ التسجيل
    15-01-2010
    العمر
    62
    المشاركات
    25

    افتراضي أكراد بلاد الشام


    أكراد بلاد الشام

    من الصعوبة بمكان ضبط الفترة الزمنية لهجرة الأكراد إلى بلاد الشام،وظهور ما يعرف في المصادر التاريخية بـ "أكراد بلاد الشام"(1)، وقد ربط معظمالباحثين المعاصرين تاريخ الكرد في بلاد الشام بالحقبة الأيوبية التي شهدت ذروةالهجرات الكردية إلى بلاد الشام، لكن المصادر التاريخية تشير إلى وجود بعض الجزروالتجمعات الكردية في بلاد الشام تسبق الحقبة الأيوبية بعقود من الزمن، فقد أشارالبلداني أبو عبيد البكري (ولد قرابة سنة 1010م) في كتابه "المسالك والممالك" إلىوجود الكرد في (أرض الدينور وهمدان وبلاد أذربيجان وبلاد الشام وبأرض الموصل إلىجبل الجودي)(2) ولا يعرف على وجه الدقة أي رقعة من أرض الشام يقصدها المؤلف، خاصةان المفاهيم الجغرافية كانت عرضة للتغيير وتتأرجح بين مد وجزر وتتبدل بتبدل الأزمنةوالبلدانيين .
    قويت علاقة الأكراد بـ مدينة حلب أيام الدولة الحمدانية التيارتبطت بالأكراد بأواصر القرابة والأرض، فقد تزوج ابن حمدان من امرأة كردية تدعىفاطمة بنت أحمد الهزارمردي الكردي(3)، كما تزوج حاكم الدولة المروانية الكردية فيميافارقين ودياربكر الأمير سعيد بن مروان الملقب بـ "ممهد الدولة"، من الأميرةالحلبية "ست الناس" حفيدة سيف الدولة الحمداني.(4)
    لم يخل بلاط سيف الدولة فيحلب من وجود أخواله الكرد، ويروى أنه "جرى ذكر ما بين العرب والأكراد من الفضل فقالسيف الدولة: ما تقول في هذا يا أبا الطيب؟(5). فأنشد الشاعر أبو الطيب المتنبيأبياتاً، لا شك أنها لاقت استحساناً وقبولاً من لدن الأمير سيف الدولة الحمداني. لايهمنا هنا ما قاله أبو الطيب المتنبي، لكن طرح سيف الدولة لهذه المفاضلة بين الكردوالعرب، له دلالات تاريخية، إذ يؤكد من جهة على علاقة هذا الأمير العربي بالأكراد،ومن جهة أخرى يشير إلى حضور العنصر الكردي وفعاليته على مسرح الأحداث. وقد أوصى سيفالدولة بدفنه في مدينة ميافارقين التي سبق أن احتضن ثراها أخت الأمير وأمه(6).
    في مطلع القرن الخامس الهجري، الحادي عشر الميلادي، أسس صالح بن مرداس، الدولةالمرداسية في حلب، وفي عهد هذه الدولة استوطن الأكراد "قلعة السفح" والتي ستعرففيما بعد بـ "حصن الأكراد"، وقد بيّن صاحب كتاب "الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراءالشام والجزيرة" سبب نسبة الحصن إلى الأكراد، إذ يقول: "إن شبل الدولة نصر بن مرداسصاحب حمص أسكن فيه قوماً من الأكراد في سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة، فنسب إليهم،وكان من قبل يسمى "حصن السفح"(7). يكتفي المؤرخ ابن شداد (1217مـ 1285م) بهذهالرواية عن هؤلاء القوم من الأكراد، دون استرسال في وصف أحوالهم ومن أي صقع جغرافيجاؤوا، وإلى أية قبيلة كردية ينتمون، ومهما يكن فهذه الرواية المختزلة تؤكد علاقةالأكراد بأرض الشام فبل الفترة الأيوبية بزمن طويل نسبياً.
    شهدت كردستان أوسعهجرة كردية باتجاه مصر وبلاد الشام زمن الأيوبيين، وتلتها هجرات أخرى بعد سقوطعاصمة الخلافة العباسية، إثر اجتياح المغول للعالم الإسلامي. إذ يذكر الموسوعي فضلالله العمري (1301ـ1347م) في كتابه "مسالك الأبصار في ممالك الأمصار) أن قبيلتياللوسة والبابيرية الأكثر رجالاً ومالاً في نواحي شهرزور رحلتا إلى مصر والشام بعدخراب البلاد على يد المغول(8)، بل وصلت بعض القبائل الكردية حتى إلى المغرب فيشمالي أفريقية(9)، وتناثرت القبائل الكردية في المدن والبلدات الشامية: دمشق، حلب،الكرك، جبيل،.... حمص، حماه، فامية (أفامية).. إلخ، محتفظة بذاكرتها الكردية إلىأجل مسمى، ومن ثم انصهرت هذه القبائل في المجتمع الشامي، تاركة أسماءها على بعضالمنشآت المدنية أو العسكرية، لتحول دون موت الذاكرة الكردية في أرض الشام. ولتفسحالطريق أمام موجات جديدة من الهجرات.
    تقدم النصوص التاريخية للحقبة الأيوبيةمادة غنية لدراسة أحوال الكرد في موطنهم الجديد، وتسهب مصادر التاريخ الأيوبي فيذكر أسماء القبائل الكردية، ودورها في المعارك، كما تعكس هذه المصادر صوراً ومشاهدمن الحياة اليومية للكرد. ولا غرو أن يعدّ البيبلوغرافي التركي حاجي خليفة (1608م ـ 1656م) كل ما دوّن عن الأيوبيين جزءاً من التاريخ الكردي، إذ يذكر حاجي خليفة فيمعرض تقصّيه لمصادر التاريخ الكردي فيقول: " تاريخ الأكراد كثير، منها: مفرّجالكروب في أخبار بني أيوب، وسيرة صلاح الدين، وتاريخ شرف خان البدليسي، واللوايحالسلاحية والمنايح الصلاحية)( 10) . ولا يخفى على القارىء أن البيبلوغرافي حاجيخليفة قد ساوى بين كتابي "شرفنامه" و"مفرج الكروب في أخبار بني أيوب"، كونهمامصدرين من مصادر التاريخ الكردي.
    ينقل لنا الأمير الفارس أسامة بن منقذ (1095مـ 1188م) في كتابه "الاعتبار" (11) لقطات حية عن الحياة الكردية زمن الحروب الفرنجية،ويتمحور كتابه حول بطولات المحاربين، وإبراز روح الفروسية لديهم، وقد أخذ الكردحيزاً لا بأس به من صفحات كتاب "الاعتبار"، وقد دوّن الأمير أسامة بن منقذ بشيء منالإعجاب شجاعة الكرد وبطولاتهم، وحفظ لنا أسماء بعض الفرسان الكرد من الضياعوالنسيان، وأورِد للقارىء قصتين عن الكرد، كما وردتا في كتاب "الاعتبار":
    يذكرأسامة بن منقذ: "أنه كان في عسكر حماة أخوان كرديان. اسم أحدهما: بدر، واسم الآخر: عنّاز. وكان هذا ـ عنّاز ـ ضعيف النظر. فلما كسر الإفرنج وقتلوا، قطعوا رؤوسهم،وشدّوها في سموط خيلهم. وقطع عنّاز رأساً وشدّه في سموطه. فرآه قوم من عسكر حماةفقالوا له: "يا عنّاز، أي شيء هذا الرأس معك؟"، قال: "سبحان الله لما جرى بينيوبينه، حتى قتلته. قالوا له: "يا رجل هذا رأس أخيك بدر". فنظره وتأمّله فاذا هو رأسأخيه فاستحيا من الناس، وخرج من حماة. فما ندري أين قصد، ولا عدنا سمعنا له خبراً "ص201"، وكان في جند الجسر رجل كردي، يقال له أبو الجيش، له بنت اسمها: رفول قدسباها الإفرنج وهو قد توسوس عليها. يقول لكل من لقيه يوماً: "سبيت رفول". فخرجنا منالغد نسير على النهر، فرأينا في جانب الماء سواداً. فقلنا لبعض الغلمان: "اسبحابصر: ما هذا السواد؟". فمضى إليه، فإذا ذلك السواد رفول عليها ثوب أزرق، وقد رمتنفسها من على فرس الإفرنجي الذي أخذها، فغرقت، وعلق ثوبها في شجرة صفصاف. فسكنتلوعة أبيها أبي الجيش".ص261
    لا نبالغ إذا قلنا إن أي كتاب من كتب تلك الحقبةيكاد لا يخلو من ذكر الأكراد، ويستخلص من نصوص تلك المرحلة ـ إذا أحسن توظيفها ـمعلومات قيمة عن عادات الكرد وتقاليدهم وأسماء القبائل والأسر الكردية التي ساهمتإلى جانب الأسرة الأيوبية في الأحداث السياسية في العصور الوسطى، كالشهرزوريةوالهذبانية والزرزارية..... إلخ. ويورد عماد الكاتب الأصفهاني (1125م ـ 1199م) فيكتابه (الفتح القسّي في الفتح القدسي) أسماء بعض القبائل الكردية كـ "الحميديةوالهكارية والزرزارية والمهرانية"(12) . وقد شكلت هذه القبائل ـ المارّ ذكرها ـوغيرها من القبائل الكردية عماد الجيوش الأيوبية، فضلاً عن التركمان والعرب. ولايمكن حصر مهام هذه القبائل وأمرائها في الحروب والمعارك فقط، فقد كانت الجيوشالأيوبية مزودة بفريق من القضاة والفقهاء الأكراد. يقول أبو شامة نقلاً عن بعضالفقهاء عند موت أحد الأعيان: "وكنا جماعة الفقهاء قسمين: العرب والأكراد"(13)،وقام أمراء الكرد بتشييد العمارات والمدارس والمساجد والقناطر والبيمارستانات ـالمستشفيات ـ وتجديد أسوار المدن وبناء القلاع وترميمها. وقد ذكر ابن شداد (1217ـ 1285م) أسماء بعض المساجد التي تحمل أسماء كردية أو لها صلة بالأكراد في مدينة حلب،كمسجد البشنويين ومسجد الزرزاري ومسجد القيمري ومسجد بـ "حارة الأكراد (14)"، التيتأسست زمن الأيوبيين، وكانت تقع خارج المدينة وذكرها ابن الشحنة (1402 ـ 1485م) فيكتابه، وعدّها من الحارات الواقعة خارج البلد (15). وفي مدينة رأس العين شيد الأميرالكردي ابن المشطوب مدرسة(15)، لطلبة العلم، وعندما توفي ابن المشطوب في مدينة حران (بنت له ابنته قبة على باب مدينة رأس العين، ونقلته من حران، إليها ودفنته بها) (17)؛ وقد اندثرت مدرسة ابن المشطوب، وقبته في ثلمات أرض الجزيرة، وحفظها المؤرخابن خلكان الكردي من الضياع الأبدي، لكن عشرات المنشآت الدينية والعسكرية والمدنيةما زالت تشهد على بناتها الأكراد والتي تعود إلى العهد الأيوبي والعهود التاليةللمرحلة الأيوبية كالعهدين المملوكي والعثماني. ويعدّ بيمارستان القيمري (656هـ / 1258م)، "أعظم المنشآت المدنية الدمشقية في العصر الأيوبي"(18)، الذي بناه الأكراد،بل اعتبره الباحث المحقق المرحوم صلاح الدين المنجد "من أعظم آثار دمشق شأناً"(19). بناه الأمير الكردي "أبو الحسن يوسف بن أبي الفوارس بن موسك الأمير سيف الدينالقيمري.. كان أكبر الأمراء في آخر عمره، وأعظمهم مكانة، وأعلاهم همة، وجميع أمراءالأكراد من القيمرية، وغيرهم يتأدبون معه، ويقفون في خدمته"(20).
    يذكر مؤلفكتاب "ذيل مرآة الزمان"، قصة طريفة في كيفية بناء الأمير سيف الدين بيمارستانه،وتوضّح بجلاء حضور العادات والتقاليد الكردية لدى الأمراء الأكراد قبل انصهارهم فيمحيطهم العربي. يقول:
    كان الأمير سيف الدين القيمري قد "تزوج ابنة الأميرعزالدين بن المحلي رحمه الله على صداق كبير وجهزت بجهاز كثير" وتوفيت زوجة الأميرسيف الدين عن غير ولد فـ "أخذ قماش زوجته المتوفاة وجهازها ومالها من الفضياتوالمصاغ وغير ذلك، وحمله على عشرين بغلاً، ووزن باقي صداقها ومائتي ألف درهم وجعلهافي صناديق وحملها على البغال وسير الجميع إلى الأمير نور الدين ـ وريث الزوجةالمتوفاة فأنكره غاية الإنكار، وردّه وقال لرسوله: الأكراد ما جرت عادتهم يأخذونصداقاً، ولا ميراثاً، فلما عاد ذلك إلى الأمير سيف الدين، قال هذا شيء خرجت عنه،وما يعود إلى ملكي؛ وصرفه جميعه في بناء المارستان وأوقافه وتصدق به"(21)، وقدحُوِّل اليوم بيمارستان القيمري الواقع في حي الصالحية بالقرب من مرقد المتصوفالشهير الشيخ محي الدين بن عربي إلى مستوصف، كما يستدل من اللوحة الحجرية على بوابةمبنى البيمارستان. مما يجدر ذكره أن أمراء القيمرية ينتسبون إلى قلعة قيمر الواقعة "في الجبال بين الموصل وخلاط ،... وهم أكراد، ويقال لصاحبها أبو الفوارس"(22).
    فضلاً عن بيمارستان القيمري، شيّد أمراء القيامرة منشآت آخرى في مدينة دمشقوحلب كـ "مسجد القيمري" ـ المارّ ذكره ـ في حلب، والمدرسة القيمرية الصغرى التيأنشأها الأمير سيف الدين القيمري، والمدرسة القيمرية الكبرى، التي أنشأها الأميرناصر الدين الحسين بن عبد العزيز بن أبي الفوارس الكردي القيمري سنة "1252م"، وأعطتهذه المدرسة اسمها للحي الذي فيه (23)، ويُعرف هذا الحي حتى الآن في مدينة دمشقباسم "حي القيمرية". وقد أدى هؤلاء القيامرة "دوراً بارزاً في الأحداث السياسيةالتي شهدتها مصر والشام بين سنة 647هـ /1249م ـــ 660هـ / 1261م، ثم بدأ نفوذهميتلاشى حتى انتهى تماماً بوفاة الملك الظاهر بيبرس سنة (676هـ / 1277م) (24). ومنالمفيد والطريف هنا إيراد قصة الشاعر وجيه الدين ابن سويد (1212 ـ 1271م) مع الملكالناصر الأيوبي نظراً لصلتها بالأمراء القيمرية, إذ يصف الشاعر وجيه عرسا كردياً،فيقول:
    لما جلوا ذا الصبي كالبدر في هالو سبى المواشط وقالوا فيه ما قالو
    صبي وكردي وكردية من اشكالو لولا بنات عذار ولالتبس حالــو
    (
    وكان أقارب ذلكالصبي أمراء القيمرية، وكان ابن سويد قد أنشد البيتين للملك الناصر ـ آخر الملوكالأيوبيين في دمشق ـ وكان إذا حضروا يقول له على سبيل البسط: يا وجيه "لولا" يوهمهأنه ينشد البيتين، فيضع وجيه إصبعه على فمه يعني: اسكت عني, خوفاً من الأكراد) (25).
    واللافت للانتباه عدم ذكر أمراء القيمرية الأكراد في كتاب "مشاهير الكردوكردستان" للمؤرخ محمد أمين زكي بك، أما الفقيه المحقق عبد الكريم محمد المدرس، فقداكتفى بترجمة مبتسرة للأمير "حسين بن علي القيمري في كتابه "علماؤنا في خدمة العلموالدين". ومن النصوص الدالة على تمسك أمراء الأكراد بتقاليدهم زمن الأيوبيين ماذكره عماد الكاتب الأصفهاني (1125 ـ 1199 م) من أن الأمير سيف الدين المشطوب الذيتصفه المصادر بأمير الأكراد وكبيرهم (26)، لما فك أسره من قبل الفرنجة، استقبلهابنه، فتأمل الأمير نجله، (فوجده على زي أولاد الأتراك مضفور الشعر. فبدا منهالإنكار والإكبار، وقال: "ما لأكراد في شعورهم هذا الشعار"، فقطع ضفيرته)(27)، لكنثمة نص آخر متأخر نسبياً عن نص الأصفهاني يناقض ما جاء على لسان الأمير المشطوب. جاء في كتاب "جامع التواريخ": إن مدينة الموصل استعصت على المغول، فلم يتمكنوا مناحتلالها بالقوة والعتاد، فلجأوا إلى استخدام الحيلة لدخولها فـ (أطلقوا شعورهمجرياً على عادة الأكراد، ثم توجهوا إلى الموصل)(28). وعادة استرسال الشعر عندالكرد، تحدث عنها العالم الكردي ملا محمود البايزيدي في كتابه "عادات الكردوتقاليدهم"(29) واعتبرها من عادات الكرد الرحل، وأعتقد ليس ثمة تناقض بين النصينالمار ذكرهما، إذا عرفنا أن المجتمع الكردي مجتمع قبلي في تركيبته الاجتماعية،وتختلف عادات قبيلة عن عادات قبيلة أخرى في بعض الجزئيات الصغيرة، كعادة إطلاقالشعر هذه على سبيل المثال.
    بعد وفاة أسد الدين شيركوه وزير الفاطميين في مصر،تقلد ابن أخيه صلاح الدين الأيوبي الوزارة في الدولة الفاطمية، فلم يلتفت إليه بعضالأمراء، ومن بينهم الأمير الكردي قطب الدين خسرو، وقد نجح الأمير والفقيه ضياءالدين عيسى الهكاري (30) في العزف على وتر الحس القومي خوفاً من احتمال خروج الأمرمن يدهم إلى الأتراك فيما إذا أصروا على رفض تسليم صلاح الدين الوزارة، فقال الأميرعيسى الهكاري لـ قطب الدين خسرو: (إن صلاح الدين قد أطاعه الناس، ولم يبق غيرك وغيرالياروقي، وعلى كل فالجامع بينك وبين صلاح الدين أن أصله من الأكراد، فلا يخرجالأمر عنه إلى الأتراك) (31). إن اجتزاء نص من سياقه العام لا شك أنه يخل بالنصودلالاته، لكن ما يهمنا هنا من هذه النصوص استحضار الذاكرة الكردية بعد هجرتها منالوطن الأم "كردستان" وليس توظيف هذه النصوص للتأكيد على كردية الأيوبيين ودولتهم،لأن هذه القضية لم تكن مطروحة لدى المؤرخين القدماء، فكل المصادر التاريخية القديمةتعاملت مع هذه الدولة كونها دولة كردية ضمن تعريف الثقافة الإسلامية للدولة، وليسبالمفهوم الحديث والمعاصر للدولة.
    من المفيد هنا أن نذكر أن أحد أمراء بنيأيوب، أراد الانعتاق من النسب الكردي. طمعاً في الوصول إلى الخلافة التي حصرتهانظرية أهل السنة والجماعة في قبيلة قريش العربية، فقال: (إنما نحن عرب، نزلنا عندالأكراد وتزوجنا منهم) (32). (وقد ادعى ابن سيف الإسلام، لما ملك اليمن، إنهم منبني مروان بن محمد) ( 33 )، لكن "آل أيوب" أجمعوا على كذب هذا الادعاء، وقالوا: إنهم لا يعرفون جَداً فوق شادي (34).
    وقد أنكر السلطان صلاح الدين الأيوبي هذاالادعاء، نظراً لتداعياته السياسية الخطيرة على علاقة صلاح الدين مع الخليفةالعباسي، بالرغم من ضعف الأخير، وربما تذكر صلاح الدين المصير المأساوي لأبي مسلمالخراساني، الكردي في رواية (35)، والفارسي في روايات أخرى، كيف دفع الأخير حياتهثمناً لادعائه النسب العربي، فضلاً عن أسباب أخرى. (36). يقول ابن خلكان: (سمعتشيخنا القاضي بهاء الدين ـ عرف بابن شداد ـ يحكي عن السلطان صلاح الدين أنه أنكرذلك ــ أي النسب العربي ـ وقال: ليس لهذا أصل أصلاً) (37)، ولا يمكن الجزم هنا أنصلاح الدين الأيوبي وعموم آل أيوب أنكروا هذا الادعاء بدوافع قومية صرفة، إلا إذاقرأنا التاريخ بمنظور الأدلجة القومية، التي تتعامل مع التاريخ ونصوصه معاملةبروكوس مع ضحاياه .
    لقد أقطع ملوك بني أيوب للزعيم الكردي "مند" (منتشا) الجدالأعلى للأسرة الجانبلاطية ناحية الـ (قصير) بالقرب من أنطاكية، بعد أن جمع الأخير (طائفة من الأكراد حوله، ورحل بهم إلى الشام ومصر) (38)، والتف الأكراد اليزيديةحول "مند" (الذين كانوا قاطنين في تلك الديار من قبل) (39)، وانضم إلى "مند" الأكراد القاطنون في جهتي "جوم" و"كلس"، فعينه الأيوبيون في منصب (أمير الأمراء علىجميع أكراد محروستي الشام وحلب) (40)، وتمكن الأمير "مند" من التغلب على الأكراداليزيدية الذين نافسوه على هذا المنصب، وأصبح أكراد تلك الديار خاضعين لحكومتهالمطلقة (41)، وبعد زوال الدولة الأيوبية، وتسلّم المماليك الشراكسة مقاليد الحكمفي مصر والشام،أسند السلاطين الشراكسة حكومة الأكراد إلى الشيخ عزالدين بنيوسفالكردي العدوي، (42)، وشغل هذا الأمير منصب أمير لواء أكراد حلب في أواخر الدولةالشركسية وأوائل الدولة العثمانية (43)، وكان له مكانة عظيمة بين الأكراد اليزيديةإلى درجة الغلو، (وربما قيل للواحد منهم: أنت من أكراد ربنا، أو من أكراد عزالدين؟فيقول: بل من أكراد عزالدين) (44). وفي عهد الشيخ عزالدين، جرت حروب طائفية وسياسيةبين الأكراد اليزيديين والأكراد السنّة أمراء الـ (قصير)، وتمكن جان بولاد بك، ابنالأمير قاسم الكردي، القصيري، المشهور بابن عربو (45) من استرداد منصب أمير لواءأكراد حلب من يد الشيخ عز الدين، واستولى على دُوره التي بناها بكلس وحلب، وكانالأمير عزالدين قد بنى الحوض الكبير في حلب الكائن داخل "باب آغيول"، وكان يزعم أنهعمّره من حلال مال والده. (46)، وأنشأ الأمير جان بولاد داراً عظيمة بحلب داخل "بابالنصر"، صرف عليه مبالغ طائلة (47)، وهذه العمارة التاريخية تعرف اليوم في مدينةحلب باسم "بيت جان بلاط"، وينتهي المطاف بهذه الأسرة إلى لبنان، ثم تمذهبت بالمذهبالدرزي، ولم تعد تتذكر من كرديتها إلا الذكريات .
    استقطبت مدينة حلب وغيرها منالمدن في العهد العثماني علماء الأكراد من سائر المدن والبلدات الكردية، لعجزالمدينة الكردية عن منافسة كبريات الحواضر الإسلامية كـ حلب، وبغداد، والقاهرة،ودمشق، وإستانبول، بالرغم من ازدهارها بشكل ملحوظ في العهد العثماني كـ بدليسوالعمادية والجزيرة، وكمؤشر على نمو المدينة الكردية كان ظهور بعض الأعلام الكردالذين عرفوا بأسماء مدنهم، وليس بانتماءاتهم القبلية،وقد بقيت هذه المدن تزّودالحواضر الإسلامية الأخرى خارج كردستان بالعلماء والمدرسين. وقد ورد ذكر أسماءعشرات من العلماء الكرد في كتاب (در الحبب في تاريخ أعيان حلب)، لابن الحنبلي (1502ـ 1563م) الذين جاؤوا إلى حلب من شتى مناطق سكنى الأكراد، أو ولدوا فيها. كماترجم لأعلام الكرد في مدينة حلب "محمد راغب الطباخ الحلبي" (1877ـ 1951م) في كتابه (إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء)، ومن مشاهير علماء الكرد الذين ذكرهم الحلبي فيكتابه هذا: العالم الكردي القاضي أحمد أفندي بن طه زاده واقف المدرسة الأحمديةالمشهور بالجلبي.
    ولد أحمد أفندي في مدينة حلب سنة (1110هـ ـ 1698م) على وجهالتقريب، وتولى نقابة الأشراف سنة (1147 هـ ـ 1734م)، كما تولى القضاء في القدسوبغداد، وبقي في قضاء بغداد إلى أواخر سنة (1164هـ 1750م ). وفي سنة (1165هـ 1751م) عاد منها إلى وطنه حلب، فشرع في بناء مدرسته في محلة الجلوم، زقاق الجلبي، شرقيجامع البهرمية، وسماها "الأحمدية" (ووقف فيها ما اقتناه من الكتب النفيسة والآلاتالنادرة، وبلغت كتبه ثلاثة آلاف مجلد، منها عدة مجلدات بخطه الحسن)، وصرح في كتابوقفه (إن الكتب الموقوفة لا تخرج من حجرة الكتب ولا من المدرسة لأحد، إلا بإعارةللقراءة والاستنساخ، ولا غير ذلك بوجه من الوجوه مطلقاً، وكل من أراد المراجعةوالاستنساخ من الكتب المذكورة، فليأت في الأيام الأربعة المعينة لفتح حجرة الكتب،وهي يوم الأحد والاثنين والأربعاء والخميس.)، واشترط واقف المدرسة أن يكون للمدرسة (مدرس عالم متمم لجميع مواد العلوم العقلية والنقلية، ويكون من صلحاء أكراد ما وراءالموصل من صنجق كوي أو صنجق بابان أو من صوران أو من غيرهم)، (وقد عين الواقف الشيخأحمد بن إبراهيم بن عمر الكردي من صنجق كوي، وإذا انحل التدريس يوجه المتولي لمنيوجد في المدرسة من الأكراد المذكورين، وإن لم يوجد في المدرسة المرموقة منالأكراد، يوجه التدريس لمن يوجد من الأكراد المذكورين في البلدة، وإن لم يوجد ينيبالمتولي أحداً في خدمة التدريس المذكور بالوظيفة إلى أن يقدم إلى البلدة من علماءالأكراد من هو بهذه الصفات.) كما اشترط (أن يكون سكان حجر المدرسة العشرة من أكرادما وراء الموصل وصنجق بابان وغيرهم من أكراد تلك الأطراف، لا يسكنها من أهل البلدةأحد على شرط أن يكون غير متزوج، ومن تزوج سقط حق سكناه في المدرسة) . توفي القاضيأحمد أفندي بن طه زاده سنة (1177هـ 1763م) في مدينته حلب الشهباء) (48). وفي نحوسنة (1315هـ 1897م)، أتى إلى حلب الشيخ عبد السميع بن الشيخ أحمد الكردي البرزنجي،من قرية جنارة التابعة لقضاء حلبجة (49) وتولى التدريس في المدرسة الأحمدية، بعدوفاة مدرسها الشيخ حسين الكردي، وذلك نحو سنة (1334هـ 1915م)،ولم يكن الشيخ عبدالسميع فصيح اللسان في اللغة العربية (وإذا قرأ لأبناء الأكراد، قرر لهم الكتبالعربية باللغة الكردية، مع فصاحة وحسن بيان لأنها لغته الأصلية) (50)، وهنا يطرحسؤال نفسه: كيف لصاحب كتاب (إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء) أن يقيّم لغة الشيخالكردي ويثني على حسن بيانه في الكردية، دون معرفته باللغة الكردية؟ ترى هل تعلممنه الكردية بعد أن لازمه خمس سنين أو أزيد؟ أم هو مديح التلميذ لأستاذه؟ (51). توفي الشيخ عبد السميع سنة (1338هـ 1919م) في مدينة حلب، وربما كان آخر المدرسينالكرد في المدرسة الأحمدية التي اشتهرت بمخطوطاتها الثمينة والنادرة، ونقل قسم كبيرمن مخطوطاتها إلى "مكتبة الأسد"(52). وعلى ضوء هذه الأسماء للأعلام الكردية الواردةفي كتاب الحنبلي وغيرها من كتب تراجم الأعلام المدونة بالعربية، يمكن التوصل إلىنتيجة مفادها: إن معظم علماء الكرد دخلوا كتب التراجم بعد خروجهم من موطنهم الأصلي،والكتابة بلغة الجيران، أما الذين بقوا في كردستان وكتبوا باللغة الكردية، فلمتتناولهم أقلام كّتاب "تراجم الأعلام" من الترك والعرب والفرس، ومن هنا تكمن أهميةالمصادر المدونة بلغات الشعوب المجاورة للكرد، في دراسة التأريخ الكردي.
    تباينتدوافع هجرات الكرد إلى بلاد الشام وغيرها من الأماكن على مر القرون، ففي القرنالتاسع عشر نزحت بعض الأسر والقبائل الكردية باتجاه المناطق الداخلية لبلاد الشامكالقبيلة البرازية، التي تعد من كبريات القبائل في عموم كردستان، إذ ورد ذكرها فيكتاب "شرفنامه" (53) كما ذكرها المؤرخ علي أكبر كردستاني (ت 1899م) في كتابه "الحديقة الناصرية في تاريخ وجغرافية كردستان"(54). كما سكنت أسرة آل برمدا فيمنطقة حارم (وهي أول أسرة شهيرة في قصبة حارم) وهم (في الأصل أسرة كردية من عشيرةالبرازية، كانت متوطنة في نواحي سروج من أعمال مدينة الرها"أورفه") (55) .وفي نحوسنة 1824م، اضطرت بضغط من الحكومة العثمانية إلى الرحيل فتوجهت إلى جهات الجومة، ثماستقرت بشكل نهائي في منطقة حارم (56). أما "آل برازي" في مدينة حماة فيذكر الباحثأحمد وصفي زكريا، أنهم (جاؤوا منذ قرن ونصف من أنحاء الرها) (57). وقد استعربت معظمالقبائل والأسر الكردية التي نزحت من موطنها الأصلي، واستوطنت المناطق الداخلية فيبلاد الشام، بما فيها بعض الأكراد اليزيدية الذين (جلوا عن بلادهم في أنحاء سروجمنذ قرن أو أقل) (58) .وقد قام "آل برازي" في مدينة حماة بدور سياسي بارز بعيد فترةالاستقلال في سورية، ووصل محسن برازي إلى منصب رئيس الوزراء في عهد الرئيس حسنيالزعيم، وقد وصفت بعض الصحف العربية خارج سورية آنذاك حكومة محسن برازي بـ "الجمهورية الكردية العسكرية" (59).
    من مجمل ما سبق يتبين أن الكرد وطئوا أرضالشام منذ ألف عام أو أكثر، استناداً إلى المصادر العربية، واندمجوا تدريجياً فيمحيطهم العربي, والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: لماذا بقي أكراد الجزيرة وسهل سروجوجبل الكرد (60) محافظين على هويتهم القومية، ولم ينصهروا في البوتقةالعربية؟!!
    منقول :محسنسيدا http://www.efrin.net/cms/erebi/index...1112&Itemid=29
    _________
    الهوامش:
    1
    ـ فضل اللهالعمري ـ مسالك الابصار في ممالك الابصار ـ مخطوطة مصورة ـ السفر الثالث، ص 124،يصدره فؤاد سزكين بالتعاون مع علاء الدين جوخوشا، ايكهارد نويباور، 1988ـ منشورات: معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية .
    2
    ـ أبو عبيد البكري، المسالكوالممالك، الجزء الأول، ص574 ، حققه وقدم له: ادريان فان ليوفن واندري فيري،منشورات، الدار العربية للكتاب والمؤسسة الوطنية للترجمة والتحقيق والدراسات ، طبعة 1992م.
    3
    ـ ابن حمدون محمد بن الحسن بن علي، التذكرة الحمدونية الجزء الثامن،ص128، تحقيق إحسان عباس وبكر عباس، دار صادر، بيروت ، الطبعة الأولى 1996م. وحولعلاقة الأسرة الحمدانية بالأكراد يمكن مراجعة كتاب "أخبار الدولة الحمدانية بالموصلوحلب وديار بكر والثغور" ، تأليف: علي بن ظافر الأزدي، ص19، حققته وقدمت له: تميمةالرواف، دار حسان للطباعة والنشر، الطبعة الأولى 1985م.
    4
    ـ أحمد بن يوسف بن عليالأزرق الفارقي، تاريخ الفارقي، ص19، تقديم ومراجعة الدكتور حسن الزين، دار الفكرالحديث للطباعة والنشر، بيروت، لبنان، 1988م .
    5
    ـ أبو الطيب المتنبي، انظرديوانه الشعري، أجاب أبو الطيب المتنبي على تساؤل سيف الدولة الحمداني قائلا:
    إن كنت عن خير الأنام سائلا فخيرهم أكثرهم فضائلا
    من كنت منهم يا هماموائلا الطاعنين في الوغى أوائلا
    والعاذلين في الندى العواذلا قد فضلوا بفضلكالقبائلا
    6
    ـ ابن شداد، الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة، الجزءالثالث، ص315، تحقيق يحيى عبارة، منشورات وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دمشق.
    7
    ـ الأعلاق الخطيرة، الجزء الثاني (تاريخ لبنان والأردن وفلسطين). ص 115، عنيبنشره وتحقيقه وفهارسه. سامي الدهان. دمشق . 1962م .
    8
    ـ مسالك الابصار في ممالكالامصار، السفر الثالث، ص126
    9
    ـ محمد أمين زكي بك، خلاصة تاريخ الكرد وكردستانمن أقدم العصور التاريخية حتى الآن، ص35 ، ترجمة محمد علي عوني، طبعة 1985م .
    10
    ـ مصطفى بن عبد الله القسطنطيني الرومي الحنفي الشهير بالملا كاتب الجلبيوالمعروف بـ حاجي خليفة، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، الجزء الأول ص281، دارالفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بدون تاريخ.
    11
    ـ أسامة بن منقذ الكناني،الاعتبار، اختار النصوص وقدم لها وعلق عليها الدكتور عبد الكريم الأشتر، منشوراتوزارة الثقافة والإرشاد القومي، دمشق، 1980م .
    12
    ـ عماد الكاتب الأصفهاني،الفتح القسي في الفتح القدسي، ص328، تحقيق وشرح وتقديم: محمد محمود صبح .
    13
    ـشهاب الدين عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي الدمشقي المعروف بـ بابنشامة، كتاب الروضتين في أخبار الدولتين، الجزء الأول، ص61، حققه وعلق عليه إبراهيمالديبق، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى 1997م .
    14
    ـ الأعلاق الخطيرة، الجزءالأول، القسم الأول، ص 72+81. عني بنشره وتحقيقه: دومينيك سورديل. دمشق. 1953م .
    15
    ـ أبو الفضل محمد بن الشحنة، الدر المنتخب في تاريخ مملكة حلب، ص242، تقديمعبد الله محمد الدرويش، دار الكتاب العربي، سورية ، 1984م.
    16
    ـ ناجي معروف،النظاميات ومدارس المشرق الإسلامي، مطبعة الإرشاد، بغداد، 1973م.
    17
    ـ ابنخلكان، وفيات الأعيان، الجزء الأول، ص 182+183، تحقيق إحسان عباس، منشورات دارصادر، بيروت لبنان .
    18
    ـ عادل عبد الحق والأستاذ خالد معاذ، مشاهد دمشقالأثرية، ص49، مطبعة الترقي في دمشق، مطبوعات مديرية الآثار العامة في سورية، 1950م.
    19
    ـ صلاح الدين المنجد، خطط دمشق. نصوص ودراسات في تاريخ دمشقالطوبغرافي وآثارها القديمة ص97ـ98، المطبعة الكاثوليكية، بيروت، 1949م.
    20
    ـالشيخ قطب الدين موسى بن محمد اليونيني، ذيل مرآة الزمان،المجلد الأول، ص 43،44،45،دار الكتاب الإسلامي، القاهرة، الطبعة الثانية، 1992م .
    21
    ـ نفس المصدر .
    22
    ـ ياقوت الحموي، معجم البلدان، المجلد الرابع، ص424، دار صادر بيروت، 1995م.
    23
    ـ أكرم حسن العلبي، خطط دمشق، ص 157+158، دار الطباع، دمشق، الطبعة الأولى 1989م.
    24
    ـ نفس المصدر
    25
    ـ صلاح الدين خليل بن ايبك الصفدي، الوافي بالوفيات،الجزء الرابع، ص186،187، تحقيق: محمد بن عبيد الله ومحمد بن محمود، باعتناء س،ديدرينغ، يطلب من دار النشر فرانز شتاين شتوتغارت،الطبعة الثانية 1991م .
    26
    ـوفيات الأعيان ، الجزء الأول ، ص182،183 ..
    27
    ـ الفتح القسي في الفتح القدسي،ص588.
    28
    ـ رشيد الدين فضل الله الهمداني، جامع التواريخ، المجلد الثاني، الجزءالأول، ص 328، ترجمة محمد صادق نشأت، محمد موسى هنداوي، فؤاد عبد المعطي الصياد،راجعه وقدم له يحيى الخشاب.
    29
    ـ ملا محمود البايزيدي، عادات الكرد وتقاليدهم،ترجمة جان دوست ومحسن سيدا، مجلة الكولان العربي العددان 80،81 .
    30
    ـ هوالفقيه والأمير أبو محمد عيسى الهكاري الملقب بـ ضياء الدين وكان له دور بارز فيتنصيب صلاح الدين الأيوبي في الوزارة .
    31
    ـ جمال الدين محمد بن سالم بن واصل،مفرج الكروب في أخبار بني أيوب، الجزء الأول، ص169 تحقيق جمال الدين الشباك ،مطبوعات إدارة إحياء التراث القديم، وزارة المعارف المصرية. إدارة الثقافة العامة،مطبعة جامعة فؤاد الأول ، 1953م .
    32
    ـ نفس المصدر ص3.
    33
    ـ كتاب الروضتينفي أخبار الدولتين، الجزء الثاني، ص250+251 .
    34
    ـ نفس المصدر
    35
    ـ لا يمكنالقطع بالأصل الكردي لأبي مسلم الخراساني استنادا إلى قول الشاعر أبي دلامة:
    أفي دولة المنصور حاولت غدره ألا إن أهل الغدرآباؤك الكرد
    ولم يدرجه المؤرخمحمد أمين زكي في كتابه مشاهير الكرد وكردستان ضمن الأعلام والشخصيات الكردية لضعفالحجة والدليل. (الجزء الأول ، مشاهير الكرد وكردستان ، المقدم ) .
    36
    ـ أبوالحسن علي بن الحسين المسعودي، مروج الذهب ومعادن الجوهر، الجزء الثالث، ص304،تحقيق وتعليق سعيد محمد اللحّام، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 2000م ، بيروت لبنان.
    37
    ـ وفيات الأعيان، الجزء السابع، ص141.
    38
    ـ شرفخان البدليسي، شرفنامه، الجزء الأول، ص 214، ترجمة محمد علي عوني، راجعه وقدم لهيحيى الخشاب، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، مصر .
    39
    ـ نفس المصدر ص215 .
    40
    ـ نفس المصدر
    41
    ـ نفس المصدر
    42
    ـ رضي الدين محمد بن إبراهيم بنيوسف الحلبي المعروف بـ ابن الحنبلي، در الحبب في تاريخ أعيان حلب، الجزء الأول،القسم الثاني، ص890، حققه محمود حمد الفاخوري ويحيى زكريا العبارة، منشورات وزارةالثقافة، دمشق، 1973م.
    43
    ـ نفس المصدر
    44
    ـ نفس المصدر
    45
    ـ در الحبب،الجزء الأول، القسم الأول، ص437 .
    46
    ـ در الحبب، الجزء الأول، القسم الثاني،ص890 .
    47
    ـ در الحبب، الجزء الأول، القسم الأول، ص437ـ445 .
    48
    ـ معظمالمعلومات الواردة هنا عن المدرسة الأحمدية مستلة من كتاب "إعلام النبلاء بتاريخحلب الشهباء"، الجزء السابع، ص69ـ72، دار القلم العربي بـ حلب، طبعة 1988م .
    49
    ـ محمد أمين زكي، مشاهير الكرد وكردستان، الجزء الثاني، ص26 نقلته إلى العربيةالآنسة كريمته، راجعه ونقحه وأضاف إليه الأستاذ محمد علي عوني. مطبعة السعادة، مصر، 1947م .
    50
    ـ إعلام النبلاء، الجزء السابع، ص561ـ562
    51
    ـ نفس المصدر ص562 .
    52
    ـ لمياء الجاسر، مدارس حلب الأثرية. تاريخها وعمارتها، ص 393 ، التوزيعحلب: دار الرضوان ـ دار الأنصاري ، الطبعة الأولى 2000م .
    53
    ـ شرفنامه، ص258.
    54
    ـ علي أكبر كردستاني، الحديقة الناصرية في تاريخ وجغرافية كردستان، ترجمهاعن الفارسية جان دوست. دار آراس للنشر 2002م. اعتمدت هنا على مخطوطة المترجم لعدمتمكني من الحصول على نسخة مطبوعة، وقد عاونت الأخ المترجم جان دوست في وضع هوامشالكتاب وملاحقه، وآمل أن أحصل في قادم الأيام على نسخة مطبوعة من الكتاب.
    55
    ـكامل البالي الحلبي الشهير بالغزي، نهر الذهب في تاريخ حلب، الجزء الأول، ص384ـ385،قدم له وعلق عليه الدكتور شوقي شعث ـ الأستاذ محمود فاخوري.
    56
    ـ نفس المصدر
    57
    ـ أحمد وصفي زكريا، جولة أثرية في بعض البلاد الشامية، ص312، الطبعة الأولى 1934م ـ الطبعة الثانية 1984م .
    58
    ـ نفس المصدر
    59
    ـ باتريك سيل، الصراععلى سورية، ص92، منشورات طلاس .
    60
    ـ من الأخطاء الشائعة هو الخلط بين جبل الكرد (كردطاغ) في عفرين وجبل الأكراد التابع لجبال العلويين (اللاذقية) والواقع إلىالغرب من جسر الشغور (جولة أثرية ص140)



    H;vh] fgh] hgahl H;vh] fgh] hgahlKjhvdo hg;v] td fgh] hgahlKhgi[vhj hg;v]dm Ygn fgh] hgahlK


  2. #2
    كاتب و باحث في الانساب الصورة الرمزية خالد الخريسات
    تاريخ التسجيل
    22-01-2010
    الدولة
    الاردن السلط
    المشاركات
    26
    اشكرك اخي مراد على المعلومات الرائعه والمفيده وربنا يعز الاكراد فهم علم على الاسلام لاشك في ذالك وتاريخهم مجيد ملئ بالبطولات وعزهم من عز الاسلام حفظكم الله واتمنى ان تتحفنا بمعلومات مفصله ان امكن عن اكراد مدينة السلط ولماذا سمي وادي الاكراد بذالك للاهميه التاريخيه ولك جزيل الشكر

  3. #3
    مشرف مجالس القبائل الكردية
    تاريخ التسجيل
    15-01-2010
    العمر
    62
    المشاركات
    25

    افتراضي

    شكرا اخي خالد ، كنت قد ذكرت في احد مداخلاتي بعنوان الاكراد في الاردن عن السلط وحارة الاكراد تستطيع الرجول للموضوع من خلال مجلس قبائل بلاد الشام والاناضول وهذا مقططف منها ( تشير المصادر التاريخية إلى استقرار الكرد في الأردن منذ بدايات الدولة الأيوبية التي أسسها القائد الكردي الشهير صلاح الدين الأيوبي سنة 1173 م . وقد شكل الكرد عماد جيشه الذين قدموا من كردستان إلى الشام ومصر بدافع الجهاد ونصرة
    الإسلام ضد الغزو الصليبي . وقد أصبحت شرقي الأردن مسرحاً للصراع الأيوبي- الصليبي، إذ كانت قوات صلاح الدين ترابط وتتجول في المنطقة، فحاصرت قلاع الإفرنج في الكرك والشوبك، كما انطلق بقواته من الأرض الأردنية لمهاجمة مواقع الإفرنج في شمالي فلسطين ووسطها في مواقع كوكب الهوى، ونابلس، والقدس. كما شاد صلاح الدين ( قلعة عجلون) على قمة جبل عوف لمراقبة تحركات الإفرنجة في الغور الأردني.
    وأسكن صلاح الدين فرقة من جيشه من (الأكراد الهكارية) في مدينة السلط، وأدّت هذه الفرقة دوراً بارزاً في الحروب الصليبية ما بين سنوات ( 1177 – 1189 م)، ودعيت الحارة التي سكنوها في السلط باسمهم ( محلة الأكراد )، ولا تزال تحتفظ بهذا الاسم إلى يومنا هذا، كما نبغ من الأكراد الهكاريين المقيمين في السلط علماء وقضاة عدة ، كان في طليعتهم عبد الله الهكاري الصلتي ( نسبة إلى الصلت- التي حرفت فيما بعد إلى السلط )، وابنه بدر الدين الصلتي. وقد درس الاثنان في المدرسة السيفية في السلط، كما عمل بدر الدين قاضياً في السلط ، والقدس، ودمشق، وحمص التي توفي فيها سنة 1384 م .) مراد

  4. #4
    كاتب و باحث في الانساب الصورة الرمزية خالد الخريسات
    تاريخ التسجيل
    22-01-2010
    الدولة
    الاردن السلط
    المشاركات
    26

    افتراضي اشكرك اخي مراد

    اخي الكريم السيد مراد وردني سؤال مهم من احد الاخوه الاكراد من خارج الاردن وهو هل ان من يسمى الكردي والمقيمين على ارض الاردن اليوم هم جميعا من عائلة واحده ام هو كناية عن الاصل الكردي دون نسب محدد والسؤال الثاني ما المقصود بالاكراد الهكاريين وهل هم من كرد العراق اليوم ام سوريا ولكم جزيل الشكر

  5. #5
    مشرف مجالس القبائل الكردية
    تاريخ التسجيل
    15-01-2010
    العمر
    62
    المشاركات
    25

    افتراضي

    اخي العزيز خالد
    ليس كل اكراد الاردن عائلة واحدة بل هم مجموعة كبيرة من العائلات الكردية ومن مختلف مناطق كردستان، ويغلب على الأكراد الأردنيين الاندماج الكامل والتحول إلى العربية، لغة وثقافة وانتماء. لكن هذا الاندماج لا يمنع الكرد من القول إنهم يشكلون ( أقلية عرقية) مثل باقي الأقليات الموجودة في الأردن كالشركس والشيشانوالأرمن،وتشير المصادر التاريخية إلى أن الكرد استقروا في الأردن منذ بداية العصر الأيوبي، ثم العصور اللاحقة خلال العهد المملوكي، والعثماني،والعصر الحديث ، وفي الخمسينيات من القرن الماضي قام مجموعة من الاكراد بتاسيس جمعية باسم جمعية صلاح الدين الايوبي بجبل القلعة – عمان وفي عام 1970 تم تاسيس الجمعية الحالية رسميا برغبة من المرحوم له جلالة الملك حسين طيب الله ثراه وموقعها في تلاع العلي والتي تضم بعضويتها كل اكراد الاردن ، وهي جمعية خيرية غير متحيزة لاقلية بل تعتبر جمعية اردنية لغة وثقافة وانتماء كما ذكرنا اعلاه.
    اما الهكاريين فهم يعتبرون من اجداد الاكراد الاوائل وهناك عائلات كردية في كل من الاردن وسوريا تلقب بالهكاريين.
    مراد

  6. #6

    افتراضي تنوبه حول مايتعلق بالقاضي الشريف السيد أحمد طه زاده آل جلبي

    أخي الكريم ناقل هذا المقال:
    بالنسبة لموضوع البحث المنشور تحت عنوان هجرات الكرد بين ذاكرة النص والمكان (أكراد بلاد الشام) لكاتبه محسن سيدا فقد تبين أن البحث يفتقر إلى التحقيق والتدقيق وفيه مغالطات تاريخية كبيرة .
    وقد تم الرد عليه في مقال للسيد الشريف محمد طالب جلبي وهو من أحفاد القاضي أحمد طه زاده والمقال منشور في موقع ديوانية السادة الأشراف الحسينية بنو طه زاده تحت عنوان الرد على افتراءات محسن سيدا بموضوع نسب السيد الشريف أحمد طه زاده الحسيني إلى الكرد.
    وأنا شخصياً اطلعت على المقال ووجدت التصويب لذا أنصح بقراءة الرد على الرابط التالي www.tchalabi.net

    مما استوجب التنويه
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  7. #7
    مشرف مجالس القبائل الكردية
    تاريخ التسجيل
    15-01-2010
    العمر
    62
    المشاركات
    25

    افتراضي

    الاخ العزيز الحلبي
    تحية وبعد
    لقد قراءة مداخلتك وراجعت جميع الروابط التي ذكرت وانت على حق فيما قلت ، ولكن كما تعلم فلقد تم نقل المقال نقل بكل امانة مع الرابط الموجود فية بالاضافة الى جميع المراجع المذكورة في المقال.
    اشكر لك اهتمامك في تصليح هذا الخطاء الفادح الذى وقع به الكاتب . متمنيا على كل من يقراء هذه المداخلة ان يعود للرابط في مداخلتك ويقراءة واعود وادونة هنا : www.tchalabi.com
    مراد

  8. #8

    افتراضي بسم الله الرحمن الرحيم

    أشكرك أخي الكريم مراد على التوضيح والتصويب وبارك الله فيك تقبل مروري ولك فائق الاحترام

  9. #9
    عضو منتسب
    تاريخ التسجيل
    01-02-2010
    الدولة
    سوريا
    المشاركات
    16

    افتراضي

    شكرا للجميع

  10. #10

    افتراضي

    الموضوع فعلا ممتاز وأول مرة أقرأ هكذا معلومات شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

  11. #11

    افتراضي

    شكرا لك مني سلام

  12. #12

    افتراضي

    موضوع جميل ومشوق، شكراً جزيلاً لكم ..

  13. #13

    افتراضي

    مشكور أخي مراد طرح مفيد

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. المختصر في تاريخ طيء في بلاد الشام
    بواسطة المفضلي الشمري في المنتدى مجلس قبائل شمر الطائية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-11-2019, 05:38 AM
  2. الاشراف الرضويين في بلاد الشام
    بواسطة د ايمن زغروت في المنتدى منتدى السادة الاشراف العام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 04-10-2016, 02:52 PM
  3. أسرة حجي في بلاد الشام
    بواسطة عالم بالأنساب في المنتدى مجلس قبائل سوريا العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 18-10-2014, 12:12 AM
  4. الجوابي / من بلاد بني الحارث بن كعب في بلاد الشام - معجم ما استعجم للبكري ص 401
    بواسطة الحارثي هادي في المنتدى مجلس قبيلة بلحارث بن كعب المذحجية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-07-2012, 03:32 PM
  5. علماء بلاد الشام (2)
    بواسطة الحموري في المنتدى مجلس العقائد العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 25-01-2011, 04:10 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
MidPostAds By Yankee Fashion Forum