قبيله عدوان من اعرق قبائل الحجاز



من أعرق قبائل الحجاز وأبعدهم ذكراً في التاريخ


تشير المصادر التاريخية إلى أن القبائل العربية التي كانت تسكن الحجاز في صدر الإسلام هي :

قريش
خزاعة
الأوس
الخزرج
سليم
هوازن
ثقيف
عدوان
فهم
هذيل
خثعم
جهينة
بلي

قال البكري (1) : (( و جاء الله عز و جل بالإسلام و قد نزل الحجاز من العرب أسد و عبس و غطفان و فزارة و مزينة و فهم و عدوان و هذيل و خثعم و سلول و هلال)) .


قال ابن منظور عن عدوان : (( كانو ذوي إرب وشدة لا يضيعون ثأرا))


أورد المؤرخ أبو فراس بن دعثم في السيرة المنصورية أسماء القبائل التي كانت تستوطن الحجاز في أواخر القرن السادس الهجري إبان حكم الشريف قتادة بن إدريس الحسني في معرض حديثه عن جمع الزكاة لصاحب اليمن حمزة بن منصور ، فقال : (( و قبضت الحقوق الواجبة من قبائل الحجاز من بلي و عدوان و جهينة و مزينة و هذيل و سليم و حرب .... )) (2)



و ذكر العمري عند حديثه عن آل مرا من ربيعة ملوك البر و أمراء الشام و العراق و الحجاز في عصر المماليك في القرن الثامن الهجري القبائل الموالية لهم من برية الحجاز و هم (3) :


الظفير ، المفارجة ، السلطان ، البرجس ، الخرسان ، المغيرة ، آل أبي فضيل ، الزراق ، بنو حسين الشرفاء ، مطير ، خثعم ، عدوان ، عنزة


و مثل ذلك نقل القلقشندي عن الحمداني أسماء قبائل برية الحجاز فذكر (4) :

بنو خالد ، عدوان ، مغيرة ، غزية ، بنو حسين ، الظفير ، عنزة ، المفارجة ، السلطان ، البرجس ، الخرسان ، خثعم ، المساعيد ، البرجان ، العقفان



و عدد الشاعر الأديب الحسين بن محمد بن العليف بعض القبائل ذات الصلة بأمير مكة الشريف حسن بن عجلان الحسني المتوفي في الثلث الأول من القرن التاسع الهجري و هي : سبيع و مطير و عدوان و زعب و بنو لام و غامد ، وقال في رثائه (5) :




تبكي سبيع بل مطير بعدها ..... و الغامدي يبكيك و العدواني
تبكيك طي ثم زعب بعدهـا ..... تبكي بنو لام بدمـع قـان



يقول بوركهارت (6) : (( كانت عدوان في الماضي قبيلة عريقة و نبيلة لا نظير لها في الحجاز بفضل الشجاعة و كرم الضيافة ، و احتلت المكانة الأولى من حيث الهيبة و ظلت على صداقة مع أشراف مكة ))



يقول يحيى الهاشمي في أرجوزته ذاكرا أتباع الشريف فيما وقع بين أمير مكة الشريف حسن بن عجلان و خصمه بيسق أمير الركب المصري عام 812 هــ (7)




فجمع الجمـوع و الخيـولامن كل فج قد أتـو سيـولا
ما طبق الأرض و سد الأفقاو ملأ السهل و عم الطرقـا


إلى أن قال



أما مطير مـع عـدوان فقـدجاءو ..... ا كمثل السيل يرمي بالزبد



و في الموروث أن قبيلة عدوان لا تسمح بزواج نسائها من غير عدواني إلا إذا كان هاشميا ، وذكر البلادي في الرحلة النجدية ذلك الموروث فقال (8) : (( و عدوان لا يزوجون بناتهم إلا لبني هاشم))


كما كان من عادة أشراف مكة أنه إذا ولد لهم مولود أرسلوه إلى بادية عدوان ليسترضعوه حتى يشب فيرجع إليهم و قد تعلم الفروسية و فنون القتال و لهجة الأعراب و عاداتهم في السلم و الحرب


يقول بوركهارت (9) (( اعتاد الشريف القائم بالحكم ، و كل عائلات الأشراف الأخرى إرسال أطفالهم ليتربوا وسط البدو و خاصة بين أبناء قبيلة عدوان ، و كان الأطفال يمكثون معهم حتى يتعلموا ركوب الخيل بكل براعة ))



و يقول بوركهارت أيضا (10) : (( و أبناء أسرة الشريف الحاكم كانوا عادة ما يتعلمون بين قبيلة عدوان لشهرة أفرادها بالشجاعة و الكرم ))

و يقول المؤرخ التركي صبري أيوب باشا (11) : (( و أعراب قبيلة عدوان ، هم أشهر قبائل العرب كرما و شجاعة ، و قد نالوا شرف مصادقة أشراف مكة المكرمة الكرام ...... ))



ثم قال في موضع آخر (12) : (( و قد اتبع كرام مكة إلى عهد قريب هذه السنة السنية حيث كانوا يرسلون أولادهم الذكور إلى سيدات هذه القبيلة المذكورة (عدوان) لكي يرضعوهن و يتولين تربيتهن منذ الصغر ))


و يقول العلامة محمد سعيد كمال في حديثه عن قبيلة عدوان( 13) : (( و لحسن موقع أرضهم و صادق لهجتهم و شهامتهم و شجاعتهم و إفراط غيرتهم كان كثير من الأشراف يختارون مراضع أبناءهم فيهم و تنشئتهم بينهم ))

و لكن هذه العلاقة أخذت إلى التغير بعد انضمام قبيلة عدوان إلى الدولة السعودية الأولة و مناصرتها للدعوة السلفية ،،

و في ذلك يقول المؤرخ التركي صبري أيوب باشا (14) : (( و قد كانت هذه القبيلة من أوائل القبائل التي أيدت الدعوة السلفية منذ بداية ظهورها ، وربما يكون هذا السبب الذي دفع بكرام مكة أن يوقفوا هذه العادة في فترة النزاع بين الحجازيين و السلفيين و ظلت متوقفة إلا في النادر اليسير ))


و تؤكد المصادر التاريخية أن أراضي قبيلة عدوان و ما جاورها من بلاد عتيبة و سبيع و عالية نجد شهدت معارك طاحنة بين قوات محمد علي باشا و آل سعود و القبائل الموالية لهم و على رأس هذه القبائل قبيلة عدوان كوقعة بسل و الحناكية و رنية و الشعراء

و يذكر الرحالة بوركهارت حال قبيلة عدوان بعد تلك الأحداث فيقول (15) : (( كانت عدوان قبيلة كبيرة منذ 40 عاما مضت ، تحشد ألف رجل مسلح بالبنادق ، قللت الحروب المستمرة مع كل الجيران من عدد عدوان حتى بلغت أقل من مئة أسرة ، أبادهم محمد علي تقريبا مؤخرا ))


و يقول الفرنسي موريس تاميزييه عند خروجه من مكة و مروره بالطائف في عام 1234 هـ أنه التقى بشيخ عدواني عايش تلك الأحداث و أكد له بأنه كان باستطاعة قبيلة عدوان أيام عنفوانها و قوتها أن تحشد 1200 محارب ثم تضاءلت قوتهم بعد هزيمتهم من قبل العثمانيين في معركة بسل إلى 300 محارب ، حيث تم إجلاء القبيلة عن أراضيها بمسافة أيام


، يقول موريس (16) : (( فلقد كانت عدوان آنذاك كثيرة في عددها و تتمتع بقوة شديدة ، ........ ، لقد صارت عظامهم متناثرة في سهول بسل ، ولم يسمح لهم بأبسط الحقوق في أن تتم مواراة أجسادهم الثرى بالطريقة العادية المتعارف عليها ))



لقد أدى ذلك إلى نزوح العديد من بطون عدوان خوفا من انتقام الدولة العثمانية الحانقة على قبيلة عدوان و الشيخ عثمان المضايفي العدواني أحد أشهر الزعماء المناصرين للدعوة السلفية و السعوديين و أميرالطائف و الحجاز في عهد الدولة السعودية الأولى الذي اعدم في الاستانة مع بعض شيوخ القبائل العربية و أعدم فرسان عدوان الذين أسروا معه في مصر .


يقول عبدالله ابن بسام (17) : (( كانت قبيلة عدوان إلى مطلع القرن الثالث عشر الهجري ثمانية عشر بطنا ، فلما وقعت الفتنة بين زعيمهم عثمان بن عبدالرحمن العدواني الملقب بالمضايفي و بين أشراف مكة بسبب انضمام عثمان إلى دولة آل سعود الأولى تفرقت بطون عدوان فلم يبقى منهم الآن في مساكنهم شرقي الطائف بنحو خمسة و ثلاثين كيلومترا سوى أربعة بطون ))



و كان بوركهارت قد أشار إلى أن هناك فروعا قليلة من قبيلة عدوان في نجد ، و أن وضع القبيلة قد تدهور بعد المضايفي و أنا بقايا قبيلة عدوان قد دخلت في معية قبيلة عتيبة (18)



------ المصارد ------


1) البكري ، معجم ما استعجم من البلاد و المواضع ، ج1 ، ص90
2) بن دعثم ، السيرة المنصورية ، ج2 ، ص62
3) العمري ، مسالك الأبصار في ممالك الأمصار ، السفر الرابع ، ص337
4) القلقشندي ، نهاية الأرب في معرفة قبائل العرب
5) الشريف محمد علي ، العقود اللؤلؤية ، ص172
6) بوركهارت ، رحلات في شبه جزيرة العرب ، ص210
7) ابن فهد عمر ، إتحاف الورى بأخبار أم القرى ، ج3 ، ص475
8) البلادي ، الرحلة النجدية ، ص132
9) بوركهارت ، البدو و الوهابية ، ص179
10) بوركهارت ، رحلات في شبه جزيرة العرب ، ص210
11) أيوب صبري ، مرآة جزيرة العرب ، ص216
12) المصدر السابق
13) الكمال ، الطائف جغرافيته ، تاريخه ، أنساب قبائله ، ص49
14) أيوب صبري ، مرآة جزيرة العرب ، ص216
15) بوركهارت ، البدو و الوهابية ، ص179
16) موريس ، رحلة في بلاد العرب ، ص242
17) عبدالله بن بسام ، علماء نجد خلال ثمانية قرون ، ص383
18) بوركهارت ، البدو و الوهابية ، ص179
من كتاب ((الأخبار العدوانية في الدولة الحسنية)) للأستاذ / عبدالله النزهان العدواني


كاتبه /مبارك العدواني



rfdgi u],hk lk huvr rfhzg hgp[h.