قبيلة الخماميش من عدوان

بقلم نواف العدواني



:: مــدخــل ::

[ يا معشر عدوان، ربُّوا صغيركم، واعتبروا بالناس ولا يعتبر الناس بكم، وخذوا على أيدي سفهائكم تقلِل جرائِركم ، وإياكم والحسد فإنه شُؤم ونكد، وإن كلّ ذي فضلٍ واجد أفضل منه، ومن بلغ خُطّة خيرٍ فأعينوه واطلبوا مثلها، ورغبوه في نيته، وتنافسوا في طريقته، ومن قصّر فلا يلومن إلا نفسه، وإني وجدت صدق الحديث طرفا من الغيب فاصدقوا تصدّقوا. وإني رأيت للخير طُرقا فسلكتها، ورأيت للشر طُرقا فاجتنبتها ... ] (1)


:: اضــاءات ::

قال البكري (2) : [ و جاء الله عز و جل بالإسلام و قد نزل الحجاز من العرب أسد و عبس و غطفان و فزارة و مزينة و فهم و عدوان و هذيل و خثعم و سلول و هلال ]


يقول بوركهارت (3) : [ كانت عدوان في الماضي قبيلة عريقة و نبيلة لا نظير لها في الحجاز بفضل الشجاعة و كرم الضيافة ، و احتلت المكانة الأولى من حيث الهيبة و ظلت على صداقة مع أشراف مكة ]


و يقول المؤرخ التركي صبري أيوب باشا (4) : [ و أعراب قبيلة عدوان ، هم أشهر قبائل العرب كرما و شجاعة ، و قد نالوا شرف مصادقة أشراف مكة المكرمة الكرام ... ]


و في الموروث أن قبيلة عدوان لا تسمح بزواج نسائها من غير عدواني إلا إذا كان هاشميا ، وذكر البلادي في الرحلة النجدية ذلك الموروث فقال (5) : [ و عدوان لا يزوجون بناتهم إلا لبني هاشم ]


:: الــبــدايــة ::


يقول نسابة الطائف الشيخ محمد سعيد كمال عن الخماميش (6) : [ و تلمح على أسرة جباههم و قسمات وجوههم ، و اعتدال قامتهم ، وبريق أعينهم شارات الهيبه و الجمال و الذكاء كما هم في البطوله و الفصاحه و المروءه و الكرم و الترفع ]
كما قال القائل :



أولئك أقوامي فجئني بمثلهم
إذا جمعتنا يا جرير المجامع





الخماميش عشيرة من عشائر عدوان نسباَ و عداَ ، امتلأت بذكرهم كتب النسب ، لما لهم من شهرة و استفاضة واسعة ، و لأن فيهم العدد و الكثرة ، فذكر المؤرخون و النسابون فروعهم ، و ديارهم الشاسعة ، و بعض حججهم ووثائقهم القديمة التي تعتبر من أقدم حجج عدوان المعروفة حتى الآن .


يقول نسابة الأشراف ، الشريف محمد بن منصور (7) : [ الخماميش قبيلة صغيرة ، تقطن الحوية ووادي شرب ، وهم أهل قرى و مزارع ، و يرجعون في نسبهم إلى عدوان لا يشك في ذلك أحد من العارفين ] و قال في موضع آخر : [ و من عدوان نسباً الخماميش سكّان وادي شرب و الحوية ] و ذكر فروعهم كالآتي : [ اللهامقة و يقال لهم ذوو سالم ، ذوي سنان ، ذوي هريس ، ذوي مبارك ، ذوي سعد ، و هؤلاء جميعا ينتسبون إلى جارالله بن حمود العدواني الملقب بالخماش ، ذوي مسيعيد و هم أبناء عم لعقب جارالله المذكور ، الحرابيه ]


و يقول نسابة الطائف الشيخ محمد سعيد كمال (8) : [ إن قبيلة الخماميش التي تسكن شمال الطائف بقرى : الحويّه و شرب و الحصين و شويحط ، قبيلة عربية في أرومتها و تنحدر من عدوان ] ويضيف : [ و من المعلوم أن الخماميش بطن من قبيلة عدوان لا ينكر هذا أحد مطلقا ] و يذكر بطونهم قائلا : [ أما بطونهم و يسمونها الخوامس فهي : 1- الهريسات . والنسبه إليه هريسي 2- اللهامقه و الانتساب اليه ابن اللهيمق 3- ذوي سنان والانتساب اليه ابن سنان 4- ذوي مبارك و الانتساب اليه ابن مبارك 5- ذوي سعد والانتساب اليه ابن سعد 6- ذوي مسيعيد و الانتساب اليه ابن مسيعيد. والنسبه الى "الخماميش" خماش بفتح الخاء و تشديد الميم ]

أما علامة الجزيرة ، الشيخ حمد الجاسر ، فيقول (9) : [ الْخَمَامِيْش: من عَدْوان. واحدهم خَمَّاشُ. ومنهم: 1- اللهامقة. 2- ذو سنان. 3- ذوو هُرَيْس. 4- ذوو مبارك. 5- ذوو سعد. 6- ذوو مُسَيْعِيْد. في وادي شِرْب وما حوله شمال شرق الطائف من قراهم الْحَوِيَّةَ والحُصَيْن والرُّويدف والركية وأم العيدان والدهاسية والخضارة ] و في باب العين ذكر (10) : [ عَدْوَانَ: واحدهم عَدْواني. ثم ذكر فروعهم في ديارهم الأصلية و ذكر منهم الخماميش ] أما ديارهم فذكرها كالتالي : [ وبلاد عدوان أسافل أودية الطائف: لِيَّة والعَرْج، وشِرْب ... ]


و يقول النسّابة ، عمر رضا كحالة (11) : [ الخماميش من عشائر السعودية ، يمكن عدها عشيرة مستقلة بذاتها ، وإن كانت متحالفة مع القثمة وقريش الأعاضيد ، و تنحدر من عدوان ، وتسكن قبيلة الخماميش شمال الطائف فتقطن قرى الحوية وشرب والحصين وشويحط ، وبطون الخماميش هي : الهريسات، اللهامقة، ذوي سنان، ذوي مبارك، ذوي سعد، وذوي مسيعيد ]


ويقول نسّابة الحجاز ، الشيخ عاتق بن غيث البلادي (12) : [ الخماميش بطن من عدوان ، يسكن الحوية ، شمال شرقي الطائف ، ولهم هناك قرى عديدة ، منها الحصين و محجوبة ، و جبلهم (القُنّه) ، و هو المشرف على بلدة الحوية من مطلع الشمس ] و يذكر فروعهم : [ و تنقسم هذه القبيلة إلى : اللهامقة ، وذوي هريس ، و ذوي مبارك ، و ذوي سعد ، و ذوي سنان . وهؤلاء يقال لهم : ذوو جارالله ، و بنو عمهم ذوو مسيعيد ]


أما الشيخ القاضي حمد الحقيل فقال (13) : [ وينتسب إلى عدوان الخماش وسكناهم شمال الطائف ] ثم ذكر بعضا من بطون عدوان في الحجاز قائلا : [ ومن بطن عدوان الجماهرة آل جمهور ، الهريسات ، اللهامقة ، بنوريشة ، ذوي سنان ، ذوي مبارك ، ذوي سعد ، ذوي مسيعيد ... ]


و يقول شيخ عدوان في عصره منصور بن عثمان العدواني ، حفيد عثمان بن عبدالرحمن العدواني المشهور بالمضايفي الأمير المعروف عن الخماميش (14) : [ الخماميش صرحاء النسب و صليبة من عدوان ]


و يقول أستاذ التاريخ ، الدكتور إبراهيم الزيد (15) : [ ومن عدوان نسباً الخماميش ومن أفخاذهم : اللهامقه ويقال لهم ذوو سالم ، وذوو سنان ، وذوو مبارك ، وذوو هريس ، وذوو سعد وهؤلاء جميعا ينتسبون إلى جارالله بن حمود العدواني الملقب بالخماش ، وذوو مسيعيد والحرابيه وهم أبناء عم لعقب جارالله المذكور ]


و يقول الشيخ سعد بن علي العدواني ، القاضي بمحكمة الطائف (16) : [ و من عدوان ذوو بنيه والخماميش وذوو مساعيد بوادي شرب ]


و للخماميش حلف عز وقوة مع القثمة ، و قريش الأعاضيد و بلادهم القرشية ، و في الموروث الكثير من القصص و الأشعار و المعارك المتعلقة بذلك ، و يخطيء من يعد خماميش عدوان من القثمة ، و بيان ذلك الآتي :

يقول عمر رضا كحاله (17) : [ الخماميش من عشائر السعودية ، يمكن عدها عشيرة مستقلة بذاتها ، وإن كانت متحالفة مع القثمة وقريش الأعاضيد ]

و مثل ذلك يقول الشيخ محمد سعيد كمال (18) : [ و قبيلة الخماميش اليوم تعد رأساً بذاتها ، وإن كانت متحالفه مع القثمه و قريش الأعاضيد ]

و يذكر الشيخ محمد سعيد كمال (19) - على حسب رأيه - ، سبب استقلال الخماميش بذاتهم ، قائلاً : [ وإنما خرج هذا البطن و استقل برأسه ، للخلاف الذي جرى بينهم و بين أبناء عمومتهم ، حتى اضطر أن يلتحم و يتحالف مع القثمه و قريش الأعاضيد ، سكان القرشيه قرب ركبه ] و يضيف : [ وأصبح أكثر أخوال الخماميش و أصهارهم من عتيبة ]


و في مقال للعقيد [ اللواء حالياً ] حمود بن ضاوي القثامي في مجلة العرب ، و نقله الشيخ حمد الجاسر في كتابه [ معجم قبائل المملكة العربية السعودية ] (20) ، يذكر فيه القثامي ، نسب قبيلته و فروعها و ديارها ، لم يعد الخماميش بطناً من القثمة كما يتوهم بعض العامة ، و لكنه بعد أن عدّد بطون قبيلته و ديارها ، ذكر القبائل المتحالفة مع قبيلته قائلاً : [ الخَمَّاش "الخماميش" حلفاء للقثمة ، وبلادهم شرق الحَوِيَّة وجنوبها و قريش الأعاضيد - حلفاء أيضاً وبلادهم القُرَشيَّة ] ، و علق الشيخ حمد الجاسر على ذلك قائلاً : [ والمشهور أن الخماميش من عَدْوان ] ، و لقد انتبه الشيخ عاتق البلادي لهذه النقطة و بين هذا الوهم قائلاً (21) : [ و من يقول أن الخماميش ليسوا من عدوان فهو واهم ] ، و تجدر الإشارة إلى أن هذا القول شاذ و مستنكر عند المعنيين بالأمر من القبيلتين .


و لقد كتب عن الخماميش ، العديد من النسّابة المعاصرين ، و نقلوا معلوماتهم من العلماء اللذين سبقوهم ، و من المعاصرين هؤلاء ، ناصر بن شداد القحطاني (22) ، في كتابه [ الذخيرة في أنساب و مشجرات قبائل الجزيرة ] ، و إبراهيم الشريفي (23) ، في كتابه [ الموسوعة الذهبية في أنساب قبائل وأسر الجزيرة العربية ] ، و محمد سليمان الطيب (24) ، في كتابه [ موسوعة القبائل العربية ] و غيرهم ..


:: حـجـج ووثــائــق ::

قبيلة عدوان بصفة عامة ، تمتلك ثروة كبيرة من الحجج و الوثائق الخاصة بأوقافهم و ديارهم و مزارعهم ، و لقد أشار بعض المؤرخين إلى هذه النقطة ، و للوثائق و الحجج أهمية كبيرة لدى العارفين ، و الخماميش لديهم حجج تعتبر من أقدم حجج عدوان المعروفة حتى الآن .

يقول الشيخ محمد سعيد كمال (25) : [ ولقد رأيت حجه شرعية صادرة من رئيس المحكمه الشرعيه في الطائف و الشيخ محمد علي سراج بعدد 59 و تاريخ 18 - 8 - 1351 هـ من صحيفة 50 و 51 من دفتر الضبط للعام المذكور ، بنى فيها حجته هذه على حجه صادرة من قاضي الطائف إذ ذاك : أحمد بن عبدالعزيز المغربي في شهر رجب عام 1097 هـ سبع و تسعون بعد الألف. ومختومه بختمه ، وفيها وقف لجارالله بن حمود العدواني الملقب بالخماش بفتح الخاء و تشديد الميم ] و يضيف قائلاً : [ وأخبرني أحد أحفاد جارالله بن حمود العدواني الملقب بالخماش ، وهو سالم بن مطلق الخماش العدواني حينما طلبت منه معرفة اتصاله بجارالله المذكور فانتسب قائلا : " أنا سالم بن مطلق بن عبدالرزاق بن سليمان بن سالم بن حسن بن محمد بن جارالله بن حمود العدواني أحد المستحقين في الوقف المشار إليه بالحجة المذكورة ] و يضيف أيضاً : [ كما وجدت حجة صادرة من قاضي الطائف مصطفى بن عبدالوهاب الدره بتاريخ 13 من شهر صفر من عام 1249 تسع و أربعين بعد المائتين و الألف وبها " أنه حضر إليه حويمد بن سعد الخماش وهو الناظر على وقف جده جارالله بن حمود العدواني الكائن بوادي شرب و نواحيه" ]


و الجدير بالذكر ، أن حجج أوقاف جارالله بن حمود العدواني الملقب بالخماش ، و الخاصة بالديار و المزارع و القرى ، يعود تاريخها إلى عام 1097 هـ ، و ربما كانت هناك وثائق أقدم من ذلك ، و هذا التاريخ ، قريب جداً من السنة المشهورة و المعروفة بسنة صلهام ، وهي السنة التي كان لها أثر كبير على قبيلة عدوان بشكل خاص ، حيث أضعفها ودفعها إلى اللجوء إلى القرى والمدن و الاستقرار فيها إجبارياً لا اختيارياً , كما أشار إلى ذلك المؤرخون كما يلي (26) :

قال ابن ربيعة في أحداث عام 1077 هـ : [ هتلوا (بمعنى استقروا في القرى) الحجاز وعدوان وغيرهم وهي سنة صلهام ]

أما ابن عباد فقد أشار إلى وقوع محل صلهام عام 1078 هـ ثم قال قي أحداث عام 1079 هـ : [ .... وهتلوا فيها عدوان في القرايا ]

وذكرها الفاخري في أحداث عام 1076 هـ وقال : [ وهي أول صلهام المحل المشهور هتلوا فيه عربان عدوان وغيرهم من الحجاز ]

وكذلك عند ابن بشر في أحداث سنة 1076 هـ حيث قال : [ وهذه السنة هي أول المحل الوقت المشهور بصلهام الذي هتل فيه البوادي و ماتت مواشيهم كعدوان وغيرهم ]

وقال ابن عيسى في أحداث 1067 هـ : [ .... وهي أول القحط والغلاء العظيم المسمى بصلهام هلك فيه بوادي عدوان وغيرهم واستمر إلى سنة 1078 هـ وأكلت الميتات والكلاب واشتدت الحال على أهل مكة المشرفة ... ]

وقال ابن بسام صاحب تحفة المشتاق [ وفيها وقع القحط الشديد والغلاء العظيم في نجد المسمى عندهم صلهام هلكت فيه عربان عدوان وغيرهم واستمر القحط والغلاء في السنة اللي بعدها ... ]



rfdgm hgolhlda lk u],hk