قبيلة طنيج

شهدت منطقة الخليج العربي تحولات سياسية هامة من مطلع القرن السابع عشر , اذ أتاح خروج البرتغالين الفرصة أمام بعض التجمعات القبلية للهجرة من موطنها في شبة الجزيرة العربية نحو الساحل الغربي للخليج حيث نجحت في اقامة كيانات سياسية على امتداد هذا الساحل .

ومن أبرز التجمعات العشائرية التي أسست لنفسها مشيخات وكيانات سياسية امتدت على طول الساعل العماني وهي تجمعات " القواسم " و"بني ياس " وغيرهم

ولقد انضم الي قبيلة القواسم عدد كبير من القبائل التي دخلت في حلف معها , ومن هذه القبائل قبيلة الطنيج والتي هي عنوان هذه المقالة , فقبيلة الطنيج من القبائل العربية الي استوطنت امارت الساحل المتصالح ( دولة الإمارات العربية المتحدة حاليا ) بعد الهجرات القبلية اثر انهيار سد مأرب في اليمن .

وقبيلة الطنيج ( ومفردها طنيجي ) هي من القبائل العدنانية التي هاجرت الي عمان وكانت وما زالت كذلك تنتمي كمعظم القبائل في الامارات الشمالية الي قبائل حزب الغافري اثر تحزب القبال التي تسكن المنطقة في القرن التاسع عشر الي الغافري والهناوي , ولكن مع قيام الاتحاد انتهي ذلك التحزب تماما .

تنقسم هذه القبيلة الي عدة فخوذ منها :

" بن حامد , المتارفة , الخليفات , الشرايدة , الخصيفات , العواسية , الخيايلية , لفتيرات , السوالمين , بن خميس , بن شملان , بن جاسم , النداديس , السني , المدارجة , المطاطير ".
وتعتبر مدينة الذيد المقر الرئيس للبدو من قبيلة الطنيج , وتمتد حدود هذه المدينة من الياهلي شمالا مرورا بسيح مظال على عرقوب الحداد , وعرقوب الهولة من الشمال الغربي وغربا طوي السامان الي المليحة وشرقا تحدها كدرة وحويرة وحقاله والمنامة .

وقبيلة الطنيج تنتشر باعداد مختلفة في الحمرية وابوظبي والفجيرة ودبي , كما يوجد لهم امتداد في المملكة الاردنية الهاشمية يزيد عن اربعين منزلا .

وتعرف قبيلة الطنيج بين قبائل شبة الجزيرة العربية باسم ( أبناء سالم أو عيال سالم ) لقبيلة الطنيج في الذيد في حين تعرف طنيج سكان الرمس ( أبناء راشد أو عيال راشد ) وشيوخ قبيلة الطنيج في الذيد من آل حامد .

وتفيد كتب التاريخ أن قبيلة طنيج حكمت مدينة شناص في سلطنة عمان خلال القرن التاسع عشر وكان حاكمها الشيخ محمد بن احمد الطنيجي .

وخلال جولة المؤرخ الشهير ( لوريمر ) في منطقة الخليج في عام 1905 كان تعداد منازل الطنيج ما يزيد عن 170 منزلا ويقدر عددهم بحوالي 1500 نسمة الي جانب موطنهم في مدينة الرمس في راس الخيمة والتي قدر عددهم في الفتره نفسها بحواللي 2500 نسمة .

أما اليوم فيقدر عددهم بين خمسين الفا الي ستين الف نسمة تقريبا .

وقد شيدت هذه القبيلة مجموعة من الحصون في الذيد وذلك للدفاع عن المنطقة من الغزاة و أثناء الحروب القبيلة وقد عرفت تلك الحصون بحصون الطنيج كذلك أاسهموا في تشييد قلعة الحاكم ومقرة في هذا المدينه خلال عهد الشيخ صقر بن خالد القاسمي عام سنة 1883 حيث كان يتم جلب الطين والصخور من مطقتي كدرة و المليحة على ظهور الهجن في رحلة كانت تستغرق يوما كاملا ذهابا وايابا . الي جانب العمل على احداث التوسعة الكبيرة في فلج الذبد 1868م .
وكان هذا الفلج مقسما الي ثلاث أقسام :
ساعد المالحة , ساعد الحرملي , وساعد البردي .

ويعتبر هذا الفلج المصدر الرئيس لري مزارع الطنيج لذلك لقوم افراد هذه القبيله بالصيانة المستمرة لهذا الفلج لما له من اهمية كبيرة . وقد اهتم الطنيج بالزراعة اهتماما كبيرا فقاموا بزراعة القمح و الذرة في كثير من منطاطق الذيد بعدما قاموا باستصلاح المواقع لهذه الزراعة . كما اهتموا اهتماما بالغاً بزراعة النخير والتي عرفت فيما بعد (ب اليلاد ) , وهذه النخيل تسقى من فلج الذيد الذي ذكرناه سابقا , ويتم توزيع الماء بين النخيل بالتساوي عن طريق أفراد من القبيلة المختصين في هذا الشان , ويبلغ عرض هذا الفلج حوالي ثلاث أقدام وعمقة قدمان وماؤه صاف وشفاف واندفاعة قوي , وتوز مياه الفلج بعنايه وحرص .

ونظرا لهجرات وتنقلات افراد القبيلة في الصحراء للبحث عن الكلا والمراعي في فصل الشتاء فقد كانو يعهدون الي رجال منهم للاعتناء بمزارع النخيل وريها في غيابهم وعند عودتهم في فصل الصيف الي الذيد يقومون بجني الثمار النخيل والرطب وتخزين الثمر لموسم الشتاء .

الي جانب مهنة الزراعة عرفوا ايضنا مهنة التجاره فقد تاجرو بالصخام ( الفحم ) والحطب وذلك خلال رحلات التبضع في المدن الساحلية .

وبما ان هذه القبيلة بدوية الاصل فقد كانت مهنتهم الاصلية انذاك هي رعي الابل والماشية للاستفادة من الفوائد العديدة التي ينونها منها كاللحم والوبر والصوف , فقد كانت المصدر الرئيس لتغذيتهم كما يعد صوفها المصدر الاساس في تشييد منازلهم التي عرفت ببيوت الشعر والتي كانت تقيهم الامطار وبرد الشتاء واما بالنسبة لطنيج الذين يسكون الرمس فكانت تجارة اللؤلؤ وصناعت السفن وصيد الاسماك من اهم مهنهم لارتباطهم بالساحل .


المراجع

1) معجم قبائل الخليج في مذكرات لوريمر
2) دولة الامرات العربية المتحدة وجيرانها للكاتب الدكتور محمد مرسي عبدالله
3)التنمية والتغير الاجتماعي في الامارات للدكتور محمد عبدالله المطوع

منقول من مجلة تراث _ العدد ( 64) , مارس 2004م
صــ 74 و صــ75

منقووول.....


rfdgm 'kd[