نزوح العوازم وتفرقهم – قصة الخلاف بين العوازم وحاكم مكة
من كتاب العوازم خلال ألف سنة تأليف الباحث / أحمد بن برجس الشمري
وكتاب قبيلة العوازم للمؤرخ النساب / عبدالرحمن العبيد
والموروث الشعبي

---------------------------------
على أثر حروب العوازم مع الأشراف تنقلوا في أنحاء الجزيرة وأتجهوا إلى شرق الجزيرة والزاوية الشمالية من الخليج العربي وذكرت مورثاتهم الشعبية منازل لهم في منطقة الأحساء ويعتقد أنهم جاءوا في عهد الجبريين وربما في عهد أجود بن زامل في منتصف القرن التاسع الهجري ولكنهم لم يكونوا في البداية على وفاق مع حكام المنطقة الشرقية إذ ذالك.
رحنا ولا خلينا بنجد حسايف .. إلا عسلجيات (1) .. دقاق طحينها

وفي منطقة شرق الجزيرة العربية كانت للعوازم مجابهات مع القبائل الأخرى التي كانت أقوى منهم مثل عنزة ولا سيما في القرن التاسع والعاشر الهجري ومع ذالك ظهر من مدوناتهم الشعرية أنهم أصطدموا بقبائل أخرى وحاولوا السيطرة على مواقع في المنطقة ذات أهمية بالغة مثل (نطاع) ومثل (الوفراء) وينسب شاعرهم قوله من قصيدة طويله:
صبحنا على الوفرا دواوير عامر .. وغدى ما لهم للطامعين أقسام

ولم يستقر العوازم في المنطقة إلا بعد حكم بني خالد حيث بدى للعيان تحالف وثيق بين القبيلتين لا تزال آثارة حتى اليوم .

وفي إستطلاع عن السالمية (الدمنة سابقآ) وهي من مساكن العوازم القديمة في قلب الكويت العاصمة تقول مجلة (العربي) الكويتية (2) : أول من أستوطن السالمية جماعة من قبيلة العوازم وهي من القبائل العربية الهامة وكانت منازل العوازم العوازم قديمآ الحجاز ما بين مران وجبل صبحا وبان الأحمر وأبان الأسود وكانوا في زمرة البوادي التابعة لمكة المكرمة لهم ما لهم وعليهم من الضرائب والتكاليف ...
ولنزوح العوازم قصة: إذ حدث بينهم وبين أحد أشراف مكة على نحو ما يحدث غالبآ بين الحاكم ورعاياه وبالأخص في البادية وقد أفضى ذالك النزاع إلى نشوب الحرب بينهما وخوض غمارها مرارآ .

وبعد أن وضعت الحرب أوزارها أرسل شريف مكة إلى أبن جامع زعيم العوازم إذ ذاك يطلب منه الحضور إلى مقر حكمه وخشي أن جامع أن يكون وراء الدعوة غدر أو خيانة فأسر إلى رؤساء قومه بما دار في خلده وأوصاهم – من باب الأحتياط – بقوله : ( إذا جاءكم رسول مني أسألوه عما أوصيته به فإن قال لكم أن أبن جامع يقول : ضعوا الروي على البعير الأملح . فأعلموا أن من كنت في قبضته يريد بي وبكم سوءآ فخذوا حذركم وأنجوا بإنفسكم.

توجه أبن جامع إلى شريف مكة ولما وصل أعتقل وأودع السجن وأمره شريف مكة أن يرسل إلى قومه من يأتي منهم بما يريد فحمل الرسول الوصيه ودس أبن جامع فيها اللغز وما كاد الرسول يلفظ أخر حتى هب فرسان قبيلة العوازم إلى مكة المكرمة لكي ينصروا شيخهم أبن جامع المعتقل في سجن الطاغية وفعلآ دارت الحرب والمعارك والكر والفر وسقط عدد من القتلى بين الطرفين وإستطاع فرسان قبيلة العوازم أخراج شيخهم أبن جامع من السجن وبعد هذة المعركة المهمة بين العوازم عيال عطا وبين جيش شريف مكة هاجروا العوازم من الحجاز الذي أمضوا فيه أمد طويلآ والذي كان مسقط رؤوسهم وتوجهوا إلى مصر والعريش ونجد والكويت والإحساء حيث بني خالد تسكن هناك .

(1) – العسلجيات هي جمع عسلج وهو وصف لسنابل القمح
(2) مجلة الكويت – الجزء 6 من المجلد الأول
(3) روايات وقصص يرويها شيوخ ومؤرخين العوازم ( الموروث الشعبي )
(4) العوازم خلال ألف سنة تأليف الباحث أحمد بن برجس الشمري
(5) كتاب قبيلة العوازم للمؤرخ للنساب عبدالرحمن العبيد رحمه الله



k.,p hgu,h.l ,jtvril K rwm hgoght fdk ,ph;l l;m hgl;vlm