الأمير عبدالرحمن الحرمي حاكم البحرين
سوف اتناول في هذا الموضوع سيرة حياة أحد اشهر أمراء قبيلة الحرم الذين لم يرد ذكرهم في كتاب (صهوة الفارس في تاريخ عرب فارس)، في حين ان هذا الشيخ ورد ذكره في المصادر الانجليزية و الهولندية وفيما يلي سيرة حياته:

الامير عبد الرحمن الحرمي، ولد في بلدة راس نابند قرابة عام 1150هـ و عمل بالتجارة في شبابه حتى اصبح ابرز تجار الخليج في ذلك الوقت، حتى انه ذكر في الوثائق الانجليزية بانه تاجر كبير و محترم وكانت سفنه تتواجد باستمرار في موانئ الهند للتجارة.

انتقل الامير عبد الرحمن الحرمي الى جزيرة البحرين قرابة عام 1159هـ واستقر فيها بعد ان سيطرت قبيلة آل حرم على جزيرة البحرين مباشرة بعد مقتل الحاكم الايراني نادر شاه افشار، و كان الامير عبدالرحمن الحرمي من اقارب الامير محمد بن ماجد الحرمي حاكم البحرين في تلك الفترة، حيث ان التقارير الانجليزية كانت كثيرا ما تتحدث عن الامير عبدالرحمن الحرمي بصفة الحاكم الثاني او النائب للامير محمد بن ماجد الحرمي.

كانت هذه الفترة الممتدة من عام 1159هـ وحتى عام 1163هـ تمثل اوج ازدهار حكم قبيلة بني خالد في القطيف و الاحساء و الكويت و قطر و كان العتوب مجرد تجار ووجهاء تابعين للدولة الخالدية التي يحكمها سليمان بن براك العريعر الخالدي، في حين ان قبيلة ال حرم كانت مستقلة عن الحكم الخالدي في جزيرة البحرين و مستقلة عن الحكم الفارسي في نابند و عسلو وباقي قرى بر فارس التابعة لالحرم.

تبين لنا الوثائق بان الحرم في نابند امتد نفوذهم صوب البحرين وهم الشيوخ عبد الرحمن و محمد، في حين ان هؤلاء الامراء كان لهم ابناء عم وهم الامير سيف و الامير حرمي و كانوا حكام في عسلوا و مهمتهم ادارة مناطق نفوذ قبيلة ال حرم في بر فارس.

وكان الامير محمد بن ماجد و الامير عبد الرحمن المتوطنيين في جزيرة البحرين يسكنون في قلعة الديوان (مقر وزارة الداخلية في المنامة حاليا) و كان جيشهم مشكل من قطع بحرية و فرسان وجنود تابعة لقبيلة آل حرم و حلفائهم القواسم و بني مالك و بني تميم و آل نصور، و تخبرنا الوثائق بان آل نصور كانوا في جزيرة البحرين ياتمرون باوامر شيخهم خاتم بن جبارة النصوري، وكان الشيخ خاتم طامعا في حكم جزيرة البحرين في عام 1163هـ مما دفعه للتحالف مع العتوب و آل مذكور و نتج عن ذلك اغتيال حاكم البحرين الامير محمد بن ماجد الحرمي، فتسلم حكم الجزيرة الامير عبد الرحمن الحرمي و لكنه لم يستطع التصدي لهجوم العتوب و المطاريش (ال مذكور) و ال نصور، فنسب هو وافراد قبيلته ال حرم الى برفارس واستقر اخيرا في بلدة نابند.

عند عودة الامير عبد الرحمن الحرمي الى نابند، ضعف نفوذه في بر فارس، حيث انه فقد عدد من حلفائه من اهم ال نصور اضافة الى ان ابناء عمومته الامراء حرمي و سيف كانوا مسيطرين على قرى ال حرم في بر فارس، لذا تقلصت سيطرة الشيخ عبد الرحمن حتى باتت لا تتجاوز منطقة نابند فقط، واستمر في حكم نابند حتى عام 1224هـ وفي هذه الفترة امتد النفوذ السعودي (الدولة الاولى) الى كل من البحرين و القطيف و قطر و ساحل عمان بما في ذلك عاصمتي القواسم في راس الخيمة و الشارقة، وامتد نفوذ السعوديين الى لنجه على الساحل الفارسي، حيث تورد الوثائق الانجليزية بان السعوديين استنجدوا بقواسم راس الخيمة ولنجه للمشاركة في فك الحصار عن القوات السعودية في الدمام و القطيف و الذي كان مفروضا من قبل ال خليفة و حلفائهم بني خالد و امام مسقط.

على كل حال تفيد التقارير الانجليزية بان النفوذ السعودي في تلك الفترة انتشر بشكل كبير في منطقة بر فارس التابعة للقبائل العربية، في هذه الفترة تضرر الامير عبد الرحمن الحرمي وفقط سلطته بشكل نهائي حيث يذكر الانجليز بان افراد قبيلة ال حرم التابعين للشيخ عبد الرحمن تمردوا على سلطته و تحالفوا مع السعوديين و القواسم و قاموا بعمليات حربية ضد السفن الانجليزية في الخليج و من اشهر هذه السفن التي هاجموها السفينة الانجليزية (هيكتر)، ونتيجة لذلك صادر الانجليز سفن الاسطول التجاري التابع لقبيلة ال حرم في الموانئ الهندية، وكان جزء كبير من هذه السفن تابعة للشيخ عبد الرحمن الحرمي، الذي ارسل احتجاج الى المقيم البريطاني في بوشهر بان لا علاقه له بالمتمردين من قبيلة الحرم و بين بانه فقد السلطه نهائيا على قبيلته، لذا اطلق الانجليز السفن التابعة للشيخ عبد الرحمن الحرمي، وفي عام 1230هـ هاجمت قوات محمد علي والي مصر الحجاز و قرى نجد واحتلت قوات داود باشا والي بغداد قرى القطيف و الاحساء، في حين هاجم حليفهم امام مسقط تسانده قطع حربية انجليزية جميع الموانئ التابعة للقواسم في ساحل عمان (الامارات) و بر فارس و تم انزال الجنود الانجليز في كل الموانئ للبحث عن "القراصنة" - وفقا للتصنيف الانجليز - و خلال هذه الحملة نزلت القوات الانجليزية في موانئ قبيلة الحرم و ذكر بان الشيخ المخلوع عبدالرحمن الحرمي توفي خلال هذه الفترة تحديدا.

وفي هذه السنه 1230هـ هاجر جزء كبير من قبيلة ال حرم الى الفاو و البصرة، ووفقا لرواية اجدادنا و الموثقة في مخطوطة موسوعة تاريخ البصرة، والتي تبين وصول اجدادنا الى البصرة بالنص التالي:

... في سنة 1230هـ اتى (المقصود احمد نور الانصاري) الى البصرة مع والده محمد شريف المشار اليه الشهير بالصيت و بالتجارة و الغنى وهو في سن الثانية عشرة من العمر، وقد استقبلهم كبار اعيان البصرة و اشرافها و احترما مقامهما عناية الاحترام.... وبعد مكثهم في البصرة بمدة قليلة سافر مع والده الى بغداد عدة دفعات وكلها في ولاية سليمان باشا الكبير، وفي زمن ولاية داود باشا الشهير (هو نفس الوالي الذي احتل القطيف و الاحساء)، واخر سفره لبغداد سنة 1234هـ توفي والده في الطريق قبل وصوله بغداد وكان ولده المترجم بمعيته فرجع ناكصا الى البصرة ...... الخ

وفي الختام نحن لا نزال نبحث عن اسباب سفر الشيخ محمد شريف بن الشيخ محمد امين الانصاري الحرمي الى بغداد و اتصاله بوالي بغداد داود باشا، لاشك اننا سنقف على الاسباب يوما ما... ولكن في اعتقادي بان الشيخ محمد شريف لم يسافر من نابند الى البصرة ثم الى بغداد خلال هذه الضروف الصعبة و يتصل بالوالي داود باشا، الا لاسباب ذات علاقة بمصلحة بلده نابند.


تحياتي للجميع

بقلم خليجي



hgHldv uf]hgvplk hgpvld ph;l hgfpvdk