الإمام المزني ( 175 - 264 هـ )




هو الإمام العلاّمة، فقيه المِلَّة، عَلَم الزُّهَّاد، أبو إبراهيم، إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن عمرو بن مسلم المزني المصري الشافعي. والذي قال الإمام الشافعي عنه: المزنِيُّ ناصرُ مذهبِي .

وهو إمام الشافعيين وأعرفهم بطريق الشافعي وفتاواه وما ينقل عنه



صنف كتباً كثيرة ،وكان في غاية من الورع وكان من الزهد على طريقة صعبة شديدة ،وكان مجاب الدعوة ، ولم يكن أحد من أصحاب الشافعي يحدّث نفسه بالتقدّم عليه في شيء من الأشياء ، وهو الذي تولّى غسل الشافعي وقيل إنه كان إذا فاتته الصلاة في جماعة صلى منفرداً خمساً وعشرين صلاة استدراكا ًلفضيلة الجماعة ، مستنداً في ذلك إلى قوله صلى الله عليه وسلم صلاة الجماعة أفضل من صلاة أحدكم وحده بخمس وعشرين درجة.



قال الشافعي: لو ناظر المزني الشيطان لقطعه، وهذا قاله الشافعي والمزني في سن الحداثة ، ثم عاش بعد موت الشافعي ستين سنة يقصد من الآفاق وتشد إليه الرحال ، حتى صار كما قال أحمد بن صالح : لو حلف رجل أنه لم ير كالمزني لكان صادقا ، وذكروا من مناقبه في أنواع طرق الخير جملاً نفيسة لا يحتمل هذا البحث ذكرها .

وقد حدَّث عنه الكثير من العلماء مثل إمام الأئمة أبو بكر بن خزيمة ، وأبو جعفر الطحاوي ( ابن أخته) ، وخلق كثير من المشارقة والمغاربة . كما وقد امتلأت البلاد بـ "مختصره" في الفقه ، وشرحه عدة من الكبار ، بحيث يُقال: كانت البِكْرُ يكون في جهازها نسخةٌ بـ "مختصر" المُزني



ولقد أخذ عن الإمام المزني أعداد كبيرة من طلبة العلم وكان من أبرزهم الإمام أبي جعفر الأزدي الطحاوي والذي جاء من الصعيد إلى مصر لطلب العلم واشتغل به عند خاله أبي إبراهيم المزني الشافعي وهو من أجل تلاميذ الإمام الشافعي فكتب عنه وكان قد سمع منه كتاب السنن روايته عن الإمام الشافعي رضي الله عنه



ومن جلة تلامذته العلامة أبو القاسم عثمان بن بشار الأنماطي شيخ ابن سريج ، وشيخ البصرة زكريا بن يحيى الساجي , كما وتفقه بالمزني خلق لا يحصون عدداً كأبي بكر الخلالي، وأبى سعيد الفريابي، وأبي يعقوب الاسفراييني، وأبي القاسم الأنماطي، وأبي محمد الأندلسي وغيرهم من أصحابنا.

وتردد اسمه في كل كتب المذهب حتى صار من ابرز أعلامه.



وقد قيل عن الإمام المزني أنه -رحمه الله- كان مجاب الدعوة ، ذا زهدٍ وتَأَلُّه ، أخذ عنه خَلْقٌ من العلماء وبه انتشر مذهب الإمام الشافعي في الآفاق , وقد كانت السيدة أخته تجلس إليه لتلقي العلم وقد توفي المزني في 24 رمضان عام 264 هـ وتم دفنه بالقرب من قبر الإمام الشافعي.





ابنها الإمام الطحاوي ( 229- 321 هـ )





هو أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة بن عبد الملك الأزدي الحجري المصري، وينتسب إلي قبيلة الأزد وهي يمنية قحطانية وبذلك يكون قحطاني الأصل وعدناني الخال وهو صاحب العقيدة الطحاوية.

يكنى : أبا جعفر ، ويلقب بالطحاوي خرج أبوه مع المدد الإسلامي لبلاد المغرب ، فلما عاد استقر في صعيد مصر ، وصاهر الإمام إسماعيل المزني هناك ، وقد توفي والد الطحاوي في صعيد مصر سنة أربع وستين ومائتين وهو نفس العام الذي توفي فيه أخو زوجته الإمام المزني وكان رجلاً صالحاً زاهدا ومن أهل العلم والأدب والفضل



وأما والدته فهي أخت المزني صاحب الإمام الشافعي( رحمهم الله تعالي ) وهي شيخة العلم العالمة الفقيهة ، أخت الإمام إسماعيل بن يحيى المزني الشافعي المذهب الشهير , وقد كانت معروفة بالعلم والفقه والصلاح وقد ذكرها السيوطي فيمن كان في مصر من الفقهاء الشافعية .



ولد ليلة الأحد سنة تسع وعشرين ومائتين من الهجرة , ويلقب بالطحاوي نسبة إلي طحا من أعمال الأشمونين بالصعيد الأدنى والمعروفة الآن بقرية (طحا الأعمدة ) التي تتبع مركز سمالوط بمديرية المنيا. وبذلك هيأ الله للطفل الصغير الأسرة الصالحة، والبيت الصالح .

وتتلمذ الطحاوي على يد والدته الفقيهة العالمة الفاضلة، ونهل الطحاوي من معين علم خاله (المزني ) فاستمع إلي سنن الإمام الشافعي وإلي علم الحديث ورجاله

ذكر ابن خلكان في الوفيات أن سبب انتقاله إلى مذهب أبي حنيفة ورجوعه عن مذهب خاله المزني أن خاله قال له يوما والله لا يجيء منك شيء فغضب وتركه واشتغل على أبي جعفر بن أبي عمران الحنفي حتى برع وفاق أهل زمانه وصنف كتبا كثيرة.
وذكر أبو يعلى الخليلي في كتاب الإرشاد في ترجمة المزني أن الطحاوى المذكور كان ابن أخت المزني،
صنف كتباً مفيدة منها أحكام القرآن، واختلاف العلماء، ومعاني الآثار، والشروط، وله تاريخ كبير، وغير ذلك.
ذكره القضاعي في كتاب الخطط فقال: كان قد أدرك المزني وعامة طبقته، وبرع في علم الشروط ، وتوفي الطحاوي بمصر ليلة الخميس ، مستهل شهر ذي القعدة ، من سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة من الهجرة . ودفن بالقرافة، وقبره مشهور بها، وله ذكر في ترجمة الفقيه منصور بن إسماعيل الضرير




وفاتها رحمة الله عليها



لم استطع الوصول إلي تاريخ وفاتها رحمة الله عليها فلم تذكر لنا المصادر والمراجع شيئاً عن تاريخ

و مكان وفاتها , وهذا ما يرجح استنتاجنا بأنها رضي الله عنها بعد أن تزوجت انتقلت إلي صعيد مصر مع أسرة زوجها حيث وضعت مولودها الإمام الطحاوي , كما إنني لم اعثر علي قبر لها بمدافن القرافة حيث قبر أخيها وعائلتها فقبر ابنها الإمام أبو جعفر الطحاوي بشارع الإمام الليث الموازي لشارع الإمام الشافعي ويمكن الوصل إليه من شارع الإمام الشافعي عبر حارة صغيرة قرب مقام سيدي وكيع , والطريق لسيدي عقبة بن عامر الجهني البدري رضي الله عنه به قبر الحافظ ابن حجر العسقلاني , وبالقرب منة قبر الإمام الزيلعي الحنفي صاحب الكنز , وقبر أخيها الإمام أبو إبراهيم إسماعيل المزني الشافعي قريباً من هذا المكان , كان هذا منذ زمن وقبل هجرتي إلي الولايات المتحدة , وهذا ما وصل إليه علمي بهذه المنطقة وما استرجعته من الذاكرة.



غير أن المصادر الخاصة بقبيلة مزينة في مصر والكاتب يتشرف أن يكون أحد أبنائها تفيدنا بأن جزء كبيرا من قبيلة مزينة نزح من الفسطاط إلي صعيد مصر إبان هذة الفترة , و بالتحديد عندما أسقط الخليفة العباسي المعتصم اسماء الجند العرب من الديوان , واستوطنوا في محافظات المنيا وأسيوط ولازالوا بها حتى وقتنا الحاضر , وعلي هذا فإنه من المرجح أن السيدة الفاضلة أخت المزني قد عاشت بعد زواجها بصعيد مصر وتوفت ودفنت هناك , هذا علي حد علمي والله العالم بشؤون العباد فرحمة الله عليها وعلي أخيها الإمام وعلي ابنها الإمام كانوا جميعا منارة للعلم ومن الصالحين نحسبهم كذلك ولا نزكي علي الله أحد .


تم بحمد الله في يوم 12 أكتوبر 2009

و الله والي التوفيق

نبيل عواد المزيني
باحث وكاتب - الولايات المتحدة



المصادر والمراجع :
============
-مناقب الشافعي - وفيات الأعيان - ومرآة الجنان - وطبقات الشافعية - والعبر - وحسن المحاضرة
- أبو جعفر الطحاوي، عبد الله نذير- الوافي في الوفيات، الصفدي.- سير أعلام النبلاء،الذهبي.- لسان الميزان، ابن حجر- البداية والنهاية، ابن كثير- «لسان العرب» لابن منظور- قبيلة مزينة العدنانية بأرض مصر العربية
- «النهاية» لابن الأثير- «تهذيب التهذيب» لابن حجر- «معجم المناهي اللفظية»- «القاموس المحيط» للفيروزآبادي - تاريخ القرماني أحمد بن يوسف القرماني (939 - 1019هـ) - «تاج العروس» للزبيدي
- «المدخل لابن الحاج» - رحلة ابن جبير/مشاهد الأئمة العلماء الزهاد
- محمد بن جرير الطبري: تاريخ الرسل والملوك- تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم- دار المعارف القاهرة 1968م.
- محمد الخضري- الدولة العباسية- المكتبة التجارية الكبرى- القاهرة 1959م.
- أبو جعفر الطحاوى وأثره في الحديث - الدكتور عبد المجيد محمود
</b>


hgYlhl hgl.kd ( 175 - 264 iJ )