بنصف لسان
حكمة التواضع
محمد عبدالواحد
لست أنت الذي تختار مكانك ومكانتك في عيون الناس وقلوبهم واهتمامهم.. ولكن بإمكانك أن تختار الطريق للوصول إلى قناعاتهم، وقد تتبين في آخر المطاف إن كنت قد نجحت أو فشلت.
•• ولكن هم وحدهم القادرون على إصدار تلك الأحكام الجازمة والحاسمة.. وفي الغالب إذا رأيت الناس كما يجب.. ساعدتهم على أن يروك كما يجب.
•• وإن سمحت لنفسك أن تعلو فوق رؤوسهم عدة «بوصات» أسقطوك عند أقدامهم عدة «بوصات».
•• وليست الحكمة في تحديد «المقاسات» علوا وهبوطا وفقا لرغبتك.. وهواك.. ولكن الحكمة أن لا تعلو تكبرا فوق أحد.. ولا تهبط ذلا عند أقدام أحد!؟
•• ولن يضيرك إطلاقا أن يتساوى رأسك مع كل الرؤوس الحكيمة والمتواضعة.. ولكن ذلك قد يفيدك أكثر.. ويرفعك في عيون الناس أكثر..
•• الحكماء يقولون: إنه كلما ازداد الإنسان حكمة ازداد تواضعا.
ولست أدري إن كانت حكمة التواضع قد تقلل من شأن صاحبها عند الجهلاء، ولكني أجزم أنها قد ترفعه عند العقلاء..
•• ذات زمن حاول أحد العقلاء أن ينصحني صادقا، فقال: حاول: أن تصمت أكثر وتتحدث أقل.. وتتأمل في حال هذه الدنيا وأهلها.. فقد تتمكن أن ترى ما لا كنت تراه من قبل.. وحاولت في المرة الأولى فاتسع صدري وعذرت من ليس له عذر.. وفي المرة الثانية ضاق صدري فهذرت بما أعرف.. وليس كل ما يعرف يقال.. فخسرت ما كسبته من الأولى..
•• وما بين الأولى .. والثانية يعيش من هو مثلي مترنحا، فلا هو اختار الأولى وصمد.. ولا هو اختار الثانية وكسب.. وهكذا فإن المعادلة صعبة إلا لمن هداه الله..
•• ذات زمن شوهد الشيخ الشعراوي ينظف مرحاض المسجد الذي هو إمامه، وكان وزيرا للأوقاف في مصر.. وسئل: لماذا أنت يا شيخنا تفعل هذا..
قال: لقد أحسست.. بشيء من الزهو والفخر والناس تحفني من كل جانب، فحاولت أن أكسر ما في داخلي حتى لا أصاب بالتكبر على الناس.. وما أنا إلا واحد منهم سأدفن مثلما يدفنون، وأخاف أن أقابل ربي وفي نفسي ذرة من كبر.. رحم الله الشيخ الشعراوي فقد أصاب، فجهاد النفس وكبحها أشد مشقة.. نسأل الله الهداية والرحمة إنه سميع مجيب.
منقوووووولالمصدر: ..ٌ::ٌ:: النسابون العرب ::ٌ::ٌ.. - من قسم: الصالون الفكري العربيp;lm hgj,hqu
اللهم اجعلنا ممن تواضع لجلالة وجهك وعظيم سلطانك
اللهم زدنا تواضعا في الدنيا وعلوٍ في الجنة اللهم امين
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)