العالم الجليل عيسى بن أحمد ابو عزمة المثوب من رجال ألمع

بقلم ابو رائد العسيري

الشيخ عيسى بن احمد ابوعزمة بن القاضي طالع بن الشيخ محمد بن عبد القادر بن عامر بن مثوب الشروي البكري الالمعي .

ولد عام 1250 للهجرة في جبل صلب من
رجال المع حفظ القراءن صغيرا على يد والده في جامع جبل صلب وعندما بلغ العاشرة من عمره انتقل الى قرية رجال وهناك تلقى علومه الاولية وظهرت عليه علامات النبوغ وفاق اقرانه .وكان مشائخه من علماء رجال يوكلون اليه التعليم عن طريق الاعادة اي يدرس في الفقه صباحا ثم يتولى تدريس صغار الطلاب مادة اخرى قد حصل على الاجازة بالتعليم فيها من قبل مشائخه .

ثم بعد ذلك هاجر الى اليمن وتعلم على ايدي العلماء الكبار في مدينة زبيد باليمن ثم انتقل الى صنعاء وبقي بها دهرا .
عاد الى قريته الشروة بجبل صلب واعظا ومفتيا ومصلحا اجتماعيا وكان يقضي في بعض المسائل .
ثم هاجر الى مكة المكرمة عام 1285 للهجرة وادى فريضة الحج وجاور بها عاما كاملا ثم هاجر الى المدينة المنورة عام 1287 للهجرة وبقي بها مدة يسيرة .
وفي نفس السنة رحل الى بيت المقدس ثم الى دمشق وبقي بها مدة وفيها الف كتاب السيوف الدمشقية في الرد على من خالف الامة المحمدية .وسياتي الحديث عن هذا الكتاب .
ثم حن الى وطنه وعاد من دمشق عام 1288للهجرة وادى الحج في تلك السنة ووصل الى قريته عام 1289 للهجرة .

وفي سوق السبت بقرية الحبيل صادف رجلا من اليمن وهو يخطب على الناس وكان رجلا مبتدعا وكان يحثهم على اعتناق المذهب الزيدي وكان من جملة ما قال انه يفضل علي بن ابي طالب على الخلفاء الثلاثة وانه يبغض معاوية بن ابي سفيان ..فما كان منه الا ان استوقفه وطلب منه ان يناظره امام الناس ثم قام الشيخ عيسى بن احمد رحمه الله وحذر الناس من خطر هذه الدعاوى بعد ان اسكت الرجل ثم ارسل رسائل يحذر الناس من خطر هذه الدعوة البدعية .

وكان من الرسائل التي وقعت بين ايدينا هذه الرسالة
حضرة جناب الاخ الشيخ منسي بن عبد الرحمن بن عصيدان الزهراني شيخ قبيلة بني حسن حفظه الله وامده بثوب العافية والستر امين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .لايخفاك انه ظهر في جهاتنا رجل من اليمن يقال له عبد الستار الحرازي يدعي انه من اتباع مذهب الزيدية وكان من جملة ما يدعو الناس اليه تفضيل علي كرم الله وجهه على الخلفاء الثلاثة اللذين سبقوه ويدعي ان الله في كل مكان وليس على العرش وشوش على العرب وانت تعرف الحال ان ماعندهم علم يسترهم من مثل هذا الدعي ومن سار على سبيله وقد وصلني كتاب من الشيخ شفلوت بن سالم التمني من قحطان يستفتي عن واحد وصلهم مثل الذي قد وصل الى جهاتنا وقد افتينا بما يجب عليه من اتباع القرءان والسنة .واخشى ما اخشى انهم انتشروا في عرض البلاد وطولها وانت تعرف ان الامير نصره الله مشغول بجهاد الترك فالله الله لايغرك الزيود ينشرون كذبهم في بلادكم او في بلاد بني مالك مما لوحكم وليس مثلي يوصي مثلك على مايجب عليك ولكني احذرك وعسى الله يحفظ المسلمين من كيد الكائدين ,والسلام ختام .

وكتب رسالة الى جعفر بن حبيب الديواني قال فيها
من عيسى بن احمد ابو عزمة/دمشق
الى الاخ الشيخ جعفر بن حبيب الديواني /حلب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
تبلغنا من طريق بعض طلاب العلم في غوطة دمشق انك تزعم ان الله تعالى في كل مكان وان الاية الواردة في الاستواء على العرش انها تتاول بالاستيلاء وانك اتبعت ابا المعالي الجويني وابا الحسن الاشعري وزعمت ان قول الله تعالى ((قل هو في السماء اله وفي الارض اله ))انها دليل على صدق مذهبك .نقول لك يا بيك هداك الله الى الصواب انه اذا جاز لك التاويل في الاية الاولى فيجب عليك التاويل في الاية الثانية والا بطل مذهبك .وعليك الرجوع الى اجماع اهل السنة اللذين يقولون ان الله استوى على العرش ولا يسوغ تاويلها الا بان نمرها كما جاءت بان الله مستو على العرش استواء يليق بجلاله وعظمته من غير تحريف ولا تمثيل ولاتشبيه واما الاية الثانية فلتعلم ان المقصود بها توحيد الالوهية اي الرب المستحق للعبودية بمعنى انه معبود في الارض والسماء .
اذا ثبت هذا فاعلم انه لايجوز لكم القول على الله بغير علم وعليك بمراجعة العلماء والمفتين واهل السنة ودع عنك صاحب كل بدعه .واسال الله تعالى لي ولك ولعموم المسلمين الهداية والنجاة من نزغات الشيطان وتوهيمه .
عيسى بن احمد ابو عزمه اليماني


ثم عاوده الحنين مرة اخرى الى السفر والترحال فرحل عام 1292 للهجرة حاجا ثم غادر مكة المكرمة عام 1293للهجرة الى دمشق وكان يحب الشام كثيرا فقد تجول فيها ووصفها وصفا دقيقا في كتابه المسمى(( قطف زهرة الاكام في بدائع بلاد الشام ))وذكر مسجد الجامع الاموي الا انه افتى بحرمة الصلاة فيه لانه راى في داخله قبرا يزعمون انه لنبي الله يحيى بن زكريا وكان يرى عدم جواز الصلاة في المساجد المبنية على القبور .
ووصف دمشق وحدائقها وبساتينها وهوائها ومائها العذب والنهر الذي يجري فيها ووصف مدينة حمص وحماة وحلب وسمى حماة مدينة نهر العاصي والناعورة
وذكر في مدينة حماة ان من عجائبها البديعة النواعير التي تجلب لهم الماء من النهر الى مزارعهم وبيوتهم .

وذكر من المدن التي زارها بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة حماة وحمص وادلب والخليل وعمان وتبوك وتيماء .

ثم عاد الى قريته في شتاء عام 1397للهجرة .

الف عدة كتب من اشهرها
1- ( السيوف الدمشقيةفي الرد على من خالف الامة المحمدية ) وكان في العقيدة وهو يرد على الصوفية الذين رءاهم في بلاد الشام .تطرق الى مسالة الاستغاثة انها لاتكون الا بالله ورد على من جوز الاستغاثة بالرسول صلى الله عليه وسلم ورد على من انكر وجود الله في السماء وانه استوى على العرش وكان يسميهم الاشاعرة .وبين في كتابه هذا عقيدته وانه من اتباع الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة .وتكلم عن مسالة الشفاعة والايمان بالقضاء والقدر وتكلم فيه عن الحياة البرزخية والاخرة وعن رؤية الله تعالى وانواع العبادة ...الخ

2- ( المنهل الصافي ) تحدث فيه عن سيرته ونسبه ومذهبه وذكر انه تمذهب على المذهب الشافعي ثم تاثر بالمذهب الحنبلي في بلاد الشام وانه حرر نفسه من ربقة تقليد المذاهب .وكان يمدح ابن قدامة وابن تيمية كثيرا في كتبه .

3- ( قطف زهرة الاكام في بدائع بلاد الشام ) .. يظهر في كتابه هذا انه عشق بلاد الشام واحبها كثيرا وقد وصفها بانها خير بلاد الدنيا لولا فساد الترك بها وكان يظهر سب الاتراك فيها وكان يسميهم الاروام ووما وصفهم ان قال ((عجم جهلاء ماهم بعقلاء ظلمة فسقه وبعضهم لايصلي ولايحج ولايصوم ولايزكي .

4- ( ارشاد الجاهل الغبوي الى تحريم الصلاة في الجامع الاموي ) .. وساق فيه الادلة على تحريم البناء على القبور وبناء المساجد عليها وذكر اجماع العلماء على ذلك وافتى بوجوب ازالة القبر المزعوم في الجامع الاموي وافتى ايضا بانه لايعلم قبر نبي في الارض الا قبر الرسول صلى الله عليه وسلم ..الخ

5- ( المبتدا والخبر في سيرة الامام المحدث ابن حجر ) . لم نعثر عليه ولكن ذكره في سياق كتبه الاخرى

6- ( كشف الغمة عن حال اهل الذمة ) ومما يؤسف له ان هذ الكتاب فقد منه اكثره تقريبا وهو يتحدث فيه عن احكام اهل الذمة وما يجب لهم وما يجب عليهم .

7- ( السحائب الوابله في تفسير اية المباهلة ) ..وللاسف لم نعثر عليه حتى الان .

8- ( الرد المفحم على عابد بن اسماعيل بن ملحم ) ..لم نعثر عليه حتى الان

9- ( المحاسن في سيرة ابو المعالي بن قلانس ) ..لم نعثر عليه

استقر به المقام في قرية الشروة الى ان وافته المنية عام 1312 للهجرة عن 72 سنة بعد ان ملاها بالعلم والطلب والتعليم والدعوة رحمه الله تعالى .




hguhgl hg[gdg udsn fk Hpl] hf, u.lm hgle,f lk v[hg hglu hguhgl hg[gdg udsn fk Hpl] hf, u.lm hgle,f lk v[hg hglu