جهود التجار في مجال البناء والاعمار بالعصر المملوكي

جهود التجار في مجال البناء والاعمار بالعصر المملوكي

جهود التجار في مجال البناء والاعمار بالعصر المملوكي

جهود التجار في مجال البناء والاعمار بالعصر المملوكي

بقلم د إيلاف عاصم مصطفى القيسي - من كتابها التجارة في العصر المملوكي

استطاع التاجر الكارمي أن يبني الفنادق والخانات والخانقاوات(2) والمدارس والحمامات والبيمارستانات التي كانت دليلاً على النشاط الاقتصادي والحضاري وتظهر هذه المؤسسات مدى التقدم السائد في البلاد وان تنسب اليه كما تنسب الى الخلفاء والسلاطين والامراء الذين يملكون القدرة المالية على البناء والتعمير . واذا كان رجال الحكومة وقتذاك قد ملكوا من المال ما يتيح لهم بناء مثل تلك المؤسسات، فقد اسهم التجار الكارمية بما ملكوا من ثروات وشيدوا كما شيدت الحكومة نفسها واوقفوا على دور العلم الاوقاف وعينوا لها المدرسين صرفوا عليها وزودوها بالكتب (3) . فالتاجر الكارمي محمد بن محمد بن علي الخروبي شيد المدرسة الخروبية التي وصفها المقريزي بالقول " هذه المدرسة بظاهر مصر ( القاهرة ) تجاه المقياس ، انشأها كبير الخراربية بدر الدين محمد بن محمد بن علي الخروبي ، التاجر في مطابخ السكر وغيرها بعد سنة 1349 وجعل مدرس الفقه بها الشيخ بهاء الدين عبد الله بن عبد الرحمن والشيخ سراج الدين عمر البلقيني ، ومات سنة 1393. وانشأ ايضاً ربعين بخط دار النحاس من مصر على شاطيء النيل وربعين مقابل المقياس من مدرسته. ولبدر الدين هذا اخ من ابيه اسمه صلاح الدين احمد بن محمد بن علي الخروبي عاش بعد اخيه وانجب من الاولاد وادرك لهم احمد بن علي المقريزي المتوفى سنة 1441 اولاداً،كان في اول الامر قليل المال ثم تحول وانشأ تربة كبيرة بالقرافة بين تربة الامام الشافعي وتربة الليث سعد مقابل السروتين،ثم جددها حفيده نورالدين علي بن عزالدين محمد بن صلاح الدين واضاف اليها مظهراً حسناً،ومات سنة1367(1)
ويذكر ابن شاهين الظاهري " ان التاجر عبد اللطيف بن رشيد عمر التكريتي الاسكندراني اسس ايضاً مدرسة وجعلها مسجداً وداراً للحديث ، انفق عليها من ماله حرصاً على دراسته العلوم الدينية وخاصة علم الحديث " (2) . وبنى التاجر الكارمي شرف الدين محمد بن الحسين بن محمود بن ابي الفتح بن الكويك الربعي التكريتي المصري ، والذي كان من اعيان الكارمية المدرسة الكبيرة في القاهرة والتي سميت بأسم اسرته ( المدرسة الكويكية ) وجعلها دار حديث وجعل لها اوقافاً كثيرة جداً وتوفي وهو مجاور بمكة سنة 1362.وقد ترك مالاً كثيراً جداً فأفسده ابنه تاج الدين محمد في سنة واحدة فيقال انه اتلف 70 ألف مثقال ذهب (3).وانشأ الناصر بن صلاح الدين الخروبي المدرسة الخروبية التي ذكرها المقريزي قائلاً "هذه المدرسة بخط الشوق قبل دار النحاس من ظاهر مدينة مصر[القاهرة].أنشأها عز الدين محمد بن صلاح الدين احمد بن محمد بن علي الخروبي وهي اكبر من مدرسة عمه بدر الدين،الا انه مات سنة 1374 قبل استيفاء ما اراد ان يجعل فيها،فليس لها مدرسين ولا طلبة "(4).
وانشأ التاجر الكارمي برهان الدين ابراهيم بن عمر المحلي مدرسة عراقية باسم عائلته ( مدرسة المحلي ) التي قال عنها المقريزي " هذه المدرسة على شاطئ النيل داخل صناعة التمر ظاهر مدينة مصر انشأها رئيس التجار برهان الدين ابراهيم بن عمر المحلي التي عمرها في مدة سبع سنين وانفق في بنائها زيادة على خمسين الف دينار وجعل بجوارها مكتب سبيل ، لكن لم يجعل بها مدرس ولا طلبة وتوفي سنة 1430 ، وكان مولده 1344"(1) .
اما التاجر نور الدين علي بن احمد بن محمود فقد نسب اليه احد حمامات القاهرة المعروف باسم ( حمام الكويك ) ، وكان تاجراً مشهوراً بالخير والديانة مثل ابيه شهاب الدين (2) ، والتاجر عز الدين حسين بن داود السلامي قدم من بغداد وسكن دمشق وعمر دوراً حسنة بدمشق ، كما شيد مدرسة في راس درب الريحان وجعلها دار قرآن (3) ، اما التاجر عثمان بن عفان المصري فقد بنى زاوية عرفت بـ : الزاوية العثمانية في مدينة خنسا الواقعة في بلاد الصين حيث استحسن هذه المدينة فأستوطنها . وقد كانت هذه الزاوية حسنة العمارة لها اوقافاً كثيرة وبها طائفة من الصوفية . وفضلاً عن هذه الزاوية فقد بنى المسجد الجامع في المدينة نفسها واوقف عليه اوقافاً عظيمة (4).
وشيد تجار الكارم الخانقاوات التي من اهمها خانقاه المؤيد شيـخ المعروفة بالخانقاه ( الخروبية ) التي قال عنها المقريزي " هذه الخانقاه بساحل الجزيرة تجاه المقياس ، كانت منظـرة من اعظم الدور واحسنها ، انشأها زكي الدين ابو بكر بن علي الخروبي كبير التجار ثم توارثها من بعده اولاد الخروبي التجار بمصر ، فلم تزل بأيديهم الى ان نزل السلطان المؤيد ابو النصر شيخ المحمودي ( 1412-1421) في سنة 1419 ، وقام بها فاقتضى رأيه ان يجعلها خانقاه فاستدعى ابن الخروبي ليشتريها منه فيتبرع بما يخصه منها فقدم الى الأمير سيف الدين ابي بكر بن المسروق وجعلها خانقاه وسار منها ، فأخذ الأمير ابو بكر في عملها حتى كملت في آخر السنة واستقر في مشيختها شمس الدين محمد بن المكتبي الدمشقي الحنبلي وخلع عليه يوم السبت سنة 1420" (1) .
وقد شيد تجار الكارم العديد من القصور والدور الرائعة التي لا تقل فخامة عن قصور الامراء (2) وضمن هذا السياق نسجل ما ذكره المقريزي ان " برهان الدين المحلي بنى بظاهر مصر على شاطئ النيل داخل قاعة الفاضل بالقاهرة ،قصراً يعرف بالمحلي ، فكان في غاية الحسن وكان اعجوبة الدهر في اتقان البناء وكثرة الرخام والزخرفة. وقيل ان ما انفقه في بناء هذا القصر قد بلغ خمسين الف مثقال ذهباً حيث ان قاعاته زينت بالرخام المثمن وزخرفته كانت بمختلف النقوش والزخارف " (3) . وهكذا نلاحظ ان تجار الكارم كان لهم دور مهم في البناء والاعمار حتى كانت لهم مآثر خالدة مما يدل ان مهمتهم لم تقتصر على التجارة والاقتصاد فقط بل شملت مجالات اوسع .

الهوامش:
(2) وهي اماكن للتعبد عند المتصوفة والدراويش يجرون بها مولسم التصوف والعبادة .
(3) صبحي لبيب، المصدر السابق ، ص26 .
(1) المقريزي ، المواعظ والاعتبار ، ج2 ، ص 369 .
(2) ابن شاهين الظاهري ، المصدر السابق ، ص 41 .
(3) ابن حجر العسقلاني ، الدرر الكامنة في اعيان المائة الثامنة ، تحقيق محمد عبد المعيد خان ، ج5 ، مطبعة دائرة المعارف العثمانية ، حيدر آباد ، الهند ، 1972 ، ص 273. طبعة سي دي .
(4) المقريزي ، المواعظ والاعتبار ، ص 370 .
(1) المقريزي ، المواعظ والاعتبار ، ص 370 . Ashtor. E, The Karim Marchent, P, 50 .
(2) نوري عبد الحميد العاني ، تكريت في عهود السيطرة الاجنبية ، ص 38 .
(3) المقريزي ، المواعظ والاعتبار ، ج2 ، ص 426 .
(4) ابن بطوطة ، المصدر السابق ، ج2 ، ص 167 .
(1) المقريزي ،المواعظ والاعتبار ، ج2 ، ص 368 .
(2) Ashtor , E , The Karime Marchent , P ,49 .
(3) المقريزي ، المواعظ والاعتبار ، ج2 ، ص 368 .

المصدر: ..ٌ::ٌ:: النسابون العرب ::ٌ::ٌ.. - من قسم: تاريخ الدولة المملوكية

---

[i,] hgj[hv td l[hg hgfkhx ,hghulhv fhguwv hgllg,;d [i,] hgj[hv td l[hg hgfkhx ,hghulhv fhguwv hgllg,;d

هل التاجر الكارمي الخروبي له علاقة بعائلة خروب في محافظة الغربية قرية شبرا النملة حيث يقطن عدد كبير من عائلة خروب