النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اسباب سقوط الدولة الأموية دولة الفتوحات ‏- بقلم د عبد الحليم عويس

أسباب سقوط الدولة الاموية الدولة الأموية دولة الفتوحات تسقط بقلم د عبد الحليم عويس* في عام ‏(‏41 هـ - 661م ‏)‏ ويسمى عام الجماعة - تنازل الحسن بن

  1. #1
    رئيس مجلس الإدارة الصورة الرمزية د ايمن زغروت
    تاريخ التسجيل
    01-10-2009
    الدولة
    مصريٌ ذو أصولٍ حجازية ينبعية
    المشاركات
    12,200

    افتراضي اسباب سقوط الدولة الأموية دولة الفتوحات ‏- بقلم د عبد الحليم عويس

    أسباب سقوط الدولة الاموية
    الدولة الأموية دولة الفتوحات تسقط

    بقلم د عبد الحليم عويس*


    في عام ‏(‏41 هـ - 661م ‏)‏ ويسمى عام الجماعة - تنازل الحسن بن عليبن أبي طالب رضي الله عنه ، عن حرب معاوية بن أبي سفيان ، الذي كان واليا على الشاممنذ عهد عمر بن الخطاب ، والذي رفض مبايعة علي بن أبي طالب - رابع الخلفاء الراشدين - متذرعا بأن عليا قد فرط في الثأر من قتلة عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين‏.‏‏.‏‏.‏ رضي الله عنهم جميعا ‏.‏

    وبتنازل الحسن استقر الأمر لمعاوية فأصبح خليفة المسلمين ، وقامت دولة بني أمية التي تنتسب إلى أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ، فحكمت نحو تسعين عاما‏(‏ 41 - 132هـ ‏)‏ ‏(‏ 661 - 750م ‏)‏ ونقلت عاصمة الحكم من مدينة رسول الله صلىالله عليه وسلم بالحجاز إلى دمشق بالشام ‏.‏
    كان نظام الحكم في عهد بني أمية عائليا ، وقد تداول الحكم أربع عشرة خليفة أولهم معاوية وآخرهم مروان بن محمد الذي قتله العباسيون في ‏"‏ أبو صير ‏"‏من حلوان مصر ‏.‏‏.‏




    الفتوحات 380px-ط§ظ„ط¯ظˆظ„ط©_ط


    الخلفاء الأمويون ‏:‏

    1 - كان معاوية أول الخلفاء الأمويين ومؤسس دولتهم ، وكان مولدهبالخيف من منى قبل الهجرة بخمس عشرة سنة وأمه هند بنت عتبة، وأبوه أبو سفيان ، وقدأسلموا جميعا في فتح مكة ‏.‏
    وأصبح معاوية من كتاب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، واشتركفي حروب الردة مع أخيه وأبيه ، ثم ولاه عمر جزءا من بلاد الشام ، فلما جاء عثمانرضي الله عنه جمع الشام كلها تحت حكمه ‏.‏
    2 - وبموت معاوية سنة 60هـ بايع المسلمون ابنه يزيد ، ما عدا الحسينبن علي وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر ، وقد وقف الأولان منه موقف العداء ،وقتل في عهده الحسين ، في كربلاء ، وحكم ثلاث سنوات ثم مات سنة 64هـ ، وعمره ثمانيةوثلاثون عاما ‏.‏
    3 - ثم تولى معاوية بن يزيد ، بوصاية أبيه ، لكنه كان ورعا زاهدافتنازل عن الخلافة بعد ثلاثة أشهر ‏.‏
    4 - وقد وقعت حروب انتهت في ‏(‏ مرج راهط ‏)‏ بين الأمويين وعبدالله بن الزبير ، وأصبح مروان بن الحكم خليفة على الشام وحدها ، وبقي ابن الزبيرخليفة على سائر الأمصار ، حتى ظهر عبد الملك بن مروان ، فتمكن من توحيد العالمالإسلامي الشرقي تحت إمرته ، ولذا اعتبر المؤسس الثاني للدولة الأموية ‏.‏
    5 - وكانت لعبد الملك أياد عظيمة ، فقد عرب الدواوين وضرب العملة ،وبقي في الحكم اثنين وعشرين عاما ، وتوفي سنة 86هـ ، فتولى بعده ابنه الوليد بن عبدالملك ، الذي حكم عشرة أعوام ، وتمت في عهده إصلاحات داخلية عظيمة وفتوحات إسلاميةكبرى على يد قادة عظام مثل محمد بن القاسم الثقفي فاتح السند، وموسى بن نصير فاتحالأندلس ‏.‏
    6 - ثم جاء بعده أخوه سليمان بن عبد الملك فحكم ثلاثة أعوام لمتتقدم فيها الدولة شيئا ، لا من الداخل ولا من الخارج ، ومات سنة 99هـ ، فوسد الأمرلأعظم شخصية في تاريخ بني أمية ، على الرغم من أنه لم يحكم إلا عامين ، وهو عمر بنعبد العزيز ، الذي اعتبره البعض ‏(‏خامس الخلفاء الراشدين ‏)‏ لكثرة ما عمل منإصلاحات خلال الفترة الوجيزة التي حكم فيها ‏.‏
    لقد راقب عمر الولاة بحذر ، وأخذ على أيديهم وطرد القساة منهم ،وانتشر الإسلام في عهده انتشارا كبيرا لأنه وضع الجزية عمن يعتنق الإسلام ، وكانولاة السوء لا يفعلون ذلك ، ويروي ابن عبد الحكم ، ملخصا عهد عمر بن عبد العزيز ،في قوله الوجيز ‏"‏ إنما ولي عمر بن عبد العزيز سنتين ونصفا فذلك ثلاثون شهرا ، فمامات حتى جعل الرجل يأتينا بالمال العظيم فيقول ‏:‏ اجعلوا هذا حيث ترون في الفقراء، فما يبرح حتى يرجع بماله يتذكر من يضعه فيهم فلا يجده ، فقد أغنى عمر بن عبدالعزيز الناس ‏"‏ ‏.‏
    7 - ثم ولي الأمر بعده يزيد بن عبد الملك ، بعهد من أخيه سليمان بعدابن عمه عمر بن عبد العزيز ، وهو ابن تسع وعشرين سنة ‏.‏ فدامت خلافته أربع سنواتوشهرا ، ثم مات بعدها دون أن يترك أثرا ذا بال اللهم إلا إخماده لفتنة يزيد بنالمهلب ‏.‏
    8 - وولي بعده هشام بن عبد الملك ، فمكث في الخلافة عشرين عاما حاولفيها تقليد عمر بن عبد العزيز ، ولم ينجح في ذلك نجاحا كبيرا ، وإن كانت الدولة قداتسعت في عهده ، ففتحت قيسارية وبلاد الخزر ، وأرمينية ، وشمال آسيا الصغرى ، وجزءاكبيرا من بلاد الروم ‏.‏
    لكن الأحوال الداخلية لم تكن مستقرة على عهده وتوفي في عام 125هـ ،وترك الحكم للوليد بن يزيد بن عبد الملك الذي يعتبر عهده - الذي لم يدم أكثر من عامإلا قليلا - من أسوأ عهود الدولة الأموية ، ظلما وانتقاما من أبناء سلفه هشام فضلاعن عنصريته وخلاعته ‏.‏
    9 - ولم يكن للخليفتين اللذين وليا بعده يزيد بن الوليد بن عبدالملك ، وإبراهيم ابن الوليد أثر يذكر ، ولم يدم حكم كل منهما إلا ثلاثة أشهر ، ولمتستقم لهما الأمور ، وكانت أيامهما ، وأيام سابقهما الوليد بن يزيد ، فرصة ذهبيةنجح فيها العباسيون في تعبئة النفوس وتنظيم الصفوف ، للانقضاض على الدولة ‏.‏
    10 - فلما آلت الخلافة لمروان بن محمد - آخر خلفاء بني أمية فيالمشرق لم يستطع أن يقر قواعد الدولة ، على الرغم من أنه ‏"‏ كان أشجع بني أميةوأقدرهم على تحمل الأخطار ‏"‏ ‏.‏‏.‏ فسقطت الدولة في عهده ، بعد فتنة واضطراباتدامت خمس سنوات ، وكان سقوطها في سنة 132هـ ‏.‏
    وكانت دولة بني أمية دولة عربية تتعصب للعرب وللتقاليد العربية ،وللغة العربية ، ولم يستطع معظم خلفائها أن يرتفعوا على مستوى المساواة والعدل فيالإسلام ‏.‏
    لكن مع ذلك كان لهذه الدولة أياد طولى على المسلمين لعل من أهمهاجهودها العظيمة في مجال الفتوحات الإسلامية ‏.‏



    فتوحات الدولة الأموية ‏:‏
    اتسعت فتوحات الدولة الأموية اتساعا عظيما ، منذ عهد معاوية الذي لمتكد تستقر له الأوضاع حتى جهز الجيوش وأنشأ الأساطيل ، وأرسل قواده إلى أطرافالدولة لتثبيت دعائمها ، بعد أن حاول الفرس والروم استغلال فترة الفتنة بين عليومعاوية رضي الله عنهما ‏.‏
    *وقد أخضعت هذه الجيوش ثورة فارسية هدفت إلى الامتناع عن دفع الجزية‏.‏ ثم توغلت جيوشه شرقا ، فعبرت نهر جيحون ، وفتحت بخارى وسمرقند وترمذ ‏.‏
    *ومن الجهة الرومانية ، كان الرومان قد أكثروا من الغارات على حدودالدولة الإسلامية في الناحية الشمالية الغربية ، فأعد معاوية لهم الجيوش ، وانتصرعليهم في مواقع كثيرة ‏.‏
    وبأسطوله الذي بلغت عدته ‏(‏1700‏)‏ سفينة ، استولى على قبرص ورودسوغيرهما من جزر الروم - كما قام بالمحاولة الأولى لفتح القسطنطينية عاصمة الدولةالرومانية الشرقية سنة 48هـ ، فأرسل جيشا بإمرة ابنه يزيد ، وجعل تحت إمرته عددا منخيرة الصحابة كعبد الله بن عباس وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر وأبي أيوبالأنصاري ، لكن المحاولة لم تنجح ‏!‏‏!‏
    ومن الشمال الإفريقي ‏(‏ تونس والجزائر والمغرب الأقصى ‏)‏ امتدالفتح الإسلامي، فأرسل ‏(‏معاوية ‏)‏ عقبة بن ابن نافع سنة ‏(‏50هـ‏)‏ في عشرة آلافمقاتل ، لتثبيت فتحها، وقد عمل عقبة على نشر الإسلام بين البربر ثم بنى مدينةالقيروان ، وفي عهد ابنه الخليفة ‏(‏يزيد‏)‏ وصل عقبة في اكتساحه للشمال الإفريقي حتى المحيط الأطلسي غربا ، وقال هناك كلمته المأثورة ‏"‏ والله لولا هذا البحرلمضيت في سبيل الله مجاهدا ‏"‏




    الفتوحات 315px-Omayyad_mosque


    وفي الشرق اتجهت جيوش عبد الملك بن مروان - الخليفة الأموي الخامس - إلى التوسع في بلاد ما وراء النهر ، وكانت القيادة في هذا الركن للمهلب بن أبي صفرة وليزيد بن عبد الملك ‏.‏ وكان من أبرز الفتوحات في عهد الوليد بن عبد الملك فتح بلخ، والصفد ، ومرو ، وبخارى ، وسمرقند ، وذلك كله على يدي قتيبة بن مسلم ‏.‏

    أما محمد بن القاسم الثقفي فقد فتح السند ‏(‏ باكستان ‏)‏ ‏.‏ وفتحمسلمة بن عبد الملك فتوحات كثيرة في آسيا الصغرى ، منها فتحه لحصن طوالة وحصنعمورية ، وهرقلة ، وسبيطة ، وقمونية ، وطرسوس ‏.‏‏.‏ كما حاصر القسطنطينية أيامسليمان بن عبد الملك ‏.‏
    وفي أوربا فتح موسى بن نصير الأندلس ، وبقيت في حوزة المسلمينثمانية قرون ‏(‏ 92-898 ‏.‏‏.‏ هـ ‏)‏ وكان جزاؤه من بني أمية جزاء سنمار ‏!‏‏!‏
    وقد حاول عنبسة بن سحيم الكلبي غزو جنوب فرنسا وفتح سبتماية ،وبرغونية ، وليون - ونجح المسلمون في ذلك نجاحا مؤقتا ، حتى انتهت هذه المحاولاتبعيد موقعة بلاط الشهداء التي قادها عبد الرحمن الغافقي - بقليل ‏.‏ ولم يكن لهذهالفتوحات صدى حقيقي ، لأنها كانت أشبه بحملات جهادية فردية ‏.‏



    ولماذا سقط هؤلاء العظماء ‏؟‏
    كان معاوية رضي الله عنه - بلا ريب - أحد دهاة العرب القلائل ، وكانرجل دولة وخبير سياسة بمعنى الكلمة ‏.‏‏.‏ بيد أنه كانت هناك حقيقة حضارية ينبغيعليه إدراكها وهي ‏:‏ أن الحضارة حين ينفصل جسدها عن دماغها لا يمكن أن تكون قابلةللبقاء ‏.‏‏.‏ حين يحدث انشقاق بين روح الأمة وجهاز عملها المادي تحدث الآليةالقاتلة وتسير القافلة بلا روح ‏.‏‏.‏ تماما كما يسير الذي قطع رأسه من جسده‏.‏‏.‏إنه لا بد من أن يسقط بعد خطوات ‏!‏‏!‏
    ومنذ قامت الدولة الأموية ، واعتمد فيها نظام وراثة الخلافة كرها عنالأمة ‏.‏‏.‏
    منذ هذا الحدث وثمة انفصال بين جسد الأمة وروحها ذاقت منه الأمةالإسلامية مر الأهوال ‏.‏‏.‏وكان أحد الأسباب ، بل أهم الأسباب في سقوط الدولة الأموية



    أسباب سقوط الدولة الأموية‏.‏
    لقد تشكلت طبقة تعطي نفسها امتيازا جنسيا غريب الشكل ‏.‏‏.‏ فهيلمجرد أنها من البيت الأموي ، حتى ولو افتقدت كل صلاحيات الوجود والحكم بعد ذلك ،لا بد أن تقف في الصف الأول ‏.‏‏.‏ وأن تقود وتحكم ‏.‏‏.‏ ‏!‏‏!‏ والأدهى من ذلك أنهذه الدولة اعتمدت العنصرية العربية المستعلية حقا تتكئ عليه في سيادتها ‏.‏‏.‏وظلمها ‏!‏‏!‏



    وهذه الظاهرة ‏.‏‏.‏ تلد أمراضا حضارية خبيثة كلها شؤم وبلاء ‏.‏‏.‏فإن هذه الطبقة سرعان ما يحاول كل واحد منها الحصول على حق ‏.‏‏.‏ أكثر شرعية جنسية‏.‏‏.‏ لكي يصل إلى الحكم ، وبالتالي يلجأ إلى الدس والخديعة والقتل والاغتيالويسود الطبقة الحاكمة جو من الصراع الداخلي يمنعها عن أن تؤدي للأمة أي شيء ، ويكونكل هم الحاكمين أن يحافظوا على الموقع الذي يقفون فيه ‏.‏‏.‏ هكذا كان الأمر بين الأمويين ولا سيما في الأيام الأخيرة من عمرهم ‏.‏‏.‏ أيام الوليد بن يزيد، ومروان بن محمد ‏.‏



    ومن الأمراض الخطيرة التي تلدها ظاهرة الانفصام المشئومة استعانة هؤلاء الحاكمين بطبقة تتولى هي في الحقيقة الأمر ، وتستبد بالأمة ، وحين تستغيثالأمة لا تجد من يغيثها ، إذ يكون الحكام في واد آخر بعيد عنها ، بل إن هؤلاءالحكام يعتقدون أنهم بوجودهم في مراكز السلطة مدينون لهؤلاء العمال أو الولاة الغاشمين الظالمين ‏.‏



    وقد زخرت صفحات التاريخ بعديد من هؤلاء الجبابرة الذين أساءوا إلىالمسلمين والإسلام إساءات بالغة كالحجاج بن يوسف الثقفي في المشرق ، والوالي عبدالله ابن الحبحاب في المغرب ‏.‏



    ولقد أساءت هذه الطبقة المصطنعة العازلة إلى تاريخ الأمويين نفسه أيما إساءة ، وزينت للخلفاء الأمويين كل جور ، وعملت في المسلمين عمل كسرى وقيصر فيشعبيهما ‏.‏‏.‏ وكانت - يعلم الله - بلاء على المسلمين أي بلاء ‏!‏‏!‏ وقد كانتسببا في نجاح الخوارج ، وفي إشعال ثورات بربرية ، في ساحة الأندلس والمغرب ‏.‏



    وبتأثير الطغيان الذي ساس به الولاة جماهير المسلمين ، انصرف الناس إلى أمورهم ، تاركين أمور الدولة في يد الفئة الحاكمة بل انصرفوا إلى الاندماج في كل حركات الخروج على الدولة ‏.‏‏.‏ وقد تمخض كل ذلك عن ميلاد تنظيم من أدق التنظيمات في تاريخ الانقلابات السياسية ، وهو التنظيم العباسي الذي رفع الراية العلوية ‏(‏ الرضا من آل البيت ‏)‏ أيام سريته ‏.‏‏.‏ إلى أن وصل إلى الحكم ‏.‏



    ولم يك هذا التنظيم لينجح ويجد المناخ والعناصر الصالحة إلا نتيجةسياسة الولاة الغريبة عن روح الإسلام ‏.‏
    وقد اختلف المؤرخون في سقوط هذه الدولة العظيمة ‏.‏‏.‏ دولةالفتوحات ‏.‏‏.‏ وقد رأى بعضهم ، وهم محقون ، أنه النزاع بين المضرية واليمانية ،الذي ابتدأ منذ أيام مؤسس الدولة الأموية معاوية ، قد أدى إلى ضياع بني أمية ‏.‏




    الفتوحات 350px-Brooklyn_Museu


    ويرى بعضهم أن مصرع الحسين بن علي في كربلاء كان الداء القاتل الذي تفاقم حتى قضى عليها ‏.‏

    ورأى آخرون أن العامل الهام الذي أدى إلى سقوط بني أمية هو تعصب الأمويين للعرب، مما أدى إلى خروج الموالي على الدولة الأموية وهم غير العرب الذين دخلوا في الإسلام عقب الفتح العربي في فارس ومصر والمغرب ‏.‏



    وما لبث هؤلاء أن أصبحوا أعداء للعرب من بني أمية ولا شك أن سلوكالوليد ابن يزيد الذي أدى إلى مصرعه كان من أبرز الأسباب المباشرة في فسادالأحوال‏.‏
    كما أن الاستبداد الفردي عامل من عوامل سقوط الدولة قال به كثيرون‏.‏



    وقد تكون كل هذه الأسباب صحيحة ، بل قد تكون متداخلة ، لكننا نميلإلى سبب جوهري نراه أكبر الأسباب وأبرزها ، وهو العنصرية الأموية التي جعلتهميرفعون العرب على حساب غيرهم، ويثيرون الأحقاد في بقية الطوائف المسلمة‏!‏‏!‏
    وتبقى عبرة التاريخ الأخيرة في سقوط الدولة الأموية ‏.‏ فإن نصر بن سيار ‏(‏ والي خراسان ‏)‏ كان على عهد مروان بن محمد آخر خلفاء الأمويين ‏.‏‏.‏وكان نصر هذا ‏.‏‏.‏ كما كان مروان ‏.‏‏.‏ كان كلاهما من خيرة من أنجبت الدولةالأموية‏.‏‏.‏ هذا في الولاة ، وذلك في الخلفاء ‏.‏



    لكنهما ظهرا بعد أن اتسعت خروق الدولة على أي راقع ، وكان رصيدالدولة من الفساد والتحلل والظلم والضعف ، قد أصبح أكبر وأضخم من طاقة أي إنسان ‏.‏
    لقد كانت حركة التاريخ التي هي من سنة الله قد قالت في الدولةالأموية كلمتها ‏.‏‏.‏ وقد حاول ‏"‏ نصر ‏"‏ أن يستعمل ذكاءه في إنقاذ الدولة ، إذكان يستشف ببصيرته الوقادة أن ثمة أمورا تبينت للدولة ، وأن دولة الأمويين على وشكالرحيل ، وكم كاتب الخليفة الأموي الأخير ‏"‏ مروان ‏"‏ في ذلك ‏.‏‏.‏ ولكن دونجدوى ‏.‏‏.‏ لقد اتسع الخرق ووجب أن ينهار البناء ‏!‏‏!‏



    وكان مروان ‏.‏‏.‏ مشغولا بسداد ‏"‏ شيكات ‏"‏ سابقيه من الديون‏.‏‏.‏ في بنك الضياع ‏.‏‏.‏ فلم يمكنه أن يستجيب لا ‏"‏ لنصر ‏"‏ ولا لضميره الذيكان يحس بقرب الكارثة ‏.‏‏.‏ هكذا تفعل الدول بنفسها ‏.‏‏.‏ نتيجة ظلمها ‏.‏ وتراكمهذا الظلم ‏.‏



    وعندما سقطت الدولة الأموية سنة 132هـ ، ولقي مروان المسكين مصرعهفي حلوان بمصر ‏.‏‏.‏ كان كتاب التاريخ يطوي إحدى صفحاته ‏.‏‏.‏ يطويها بعنف لأنأبطالها أرادوا لأنفسهم هذا ‏.‏‏.‏‏.‏ حين راحوا ينفصلون عن ضمير الأمة ووجدانها ،ويعزلون أنفسهم عن شعوبهم - بطبقة من العمال الظالمين الغاشمين وبعنصرية عربية قومية ظالمة ‏.‏‏.‏ لقد فتحوا كثيرا من الأراضي ، لكنهم فشلوا في أن يفتحوا القلوب‏.‏‏.‏‏.‏ والعقول ‏!‏‏!‏
    ---
    * كتاب الدكتور عبد الحليم عويس "دراسة لسقوط ثلاثين دولة إسلامية"



    hsfhf sr,' hg],gm hgHl,dm ],gm hgtj,phj ‏- frgl ] uf] hgpgdl u,ds

    التعديل الأخير تم بواسطة د ايمن زغروت ; 13-09-2014 الساعة 10:49 AM

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. أسباب سقوط الدولة العثمانية
    بواسطة د ايمن زغروت في المنتدى تاريخ العصر العثماني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22-04-2021, 05:17 PM
  2. ألأدب العربي في عصر الدولة الأموية !
    بواسطة الشريف ابوعمر الدويري في المنتدى مجلس لغتنا الجميلة
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 13-09-2017, 06:27 PM
  3. عوامل سقوط دولة المماليك
    بواسطة عبدالمنعم عبده الكناني في المنتدى تاريخ الدولة المملوكية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 31-03-2016, 01:06 AM
  4. اسباب سقوط الدولة الاخشيدية - بقلم د عبد الحليم عويس
    بواسطة د ايمن زغروت في المنتدى تاريخ عصر السلاطين العظام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 14-09-2014, 08:19 PM
  5. اسباب سقوط الدولة الطولونية في مصر - بقلم د عبد الحليم عويس*
    بواسطة د ايمن زغروت في المنتدى تاريخ عصر السلاطين العظام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14-09-2014, 07:17 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
MidPostAds By Yankee Fashion Forum