من امثلة الذكر المضاعف الواردة عن النبي صلى الله عليه و سلم:
1. روى مسلم في صحيحه عن جويرية رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة، فقال: ما زلت على الحال التي فارقتك عليها؟ قالت: نعم. قال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن، سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته.
قال القاري في المرقاة، وتبعه المباركفوري في المرعاة، والعظيم أبادي في عون المعبود:
(لوزنتهن) أي لترجحت تلك الكلمات على جميع أذكارك وزادت عليهن في الأجر والثواب، يقال: وازنه فوزنه، إذا غلب عليه وزاد في الوزن، كما يقال: حاججته فحججته. أو لساوتهن، يقال: هذا يزن درهما، أي يساويه ... وفيه تنبيه على أنها كلمات كثيرة المعنى لو قوبلت بما قلت لساوته. اهـ.
2. أن أبا أمامة رضي الله عنه مر به النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحرك شفتيه فقال: ماذا تقول يا أبا أمامة ؟ قال: أذكر ربي. قال: ألا أخبرك بأفضل أو أكثر من ذكرك الليل مع النهار و النهار مع الليل؟ أن تقول: سبحان الله عدد ما خلق، سبحان الله ملء ما خلق، سبحان الله عدد ما في الأرض و السماء، سبحان الله ملء ما في السماء و الأرض، سبحان الله ملء ما خلق، سبحان الله عدد ما أحصى كتابه، وسبحان الله ملء كل شيء، وتقول: الحمد لله، مثل ذلك. رواه النسائي وابن حبان، وحسنه المنذري وابن حجر والألباني.
ففي هذا الحديث التصريح بأفضلية هذا الذكر المضاعف، وأنه أكثر من ذكر الليل والنهار وهذا بالآلاف بلا شك.
3. ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة وبين يديها نوى أو حصى، تسبح الله به فقال: " أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا، أو أفضل " فقال: " سبحان الله عدد ما خلق في السماء، وسبحان الله عدد ما خلق في الارض، وسبحان الله عدد ما خلق بين ذلك، وسبحان الله عدد ما هو خالق، والله أكبر مثل ذلك، والحمد لله مثل ذلك، ولا إله إلا الله مثل ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك ".
رواه أصحاب السنن والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم.
4. وعن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثهم " أن عبدا من عباد الله قال: يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك، ولعظيم سلطانك فعضلت (1) بالملكين، فلم يدريا كيف يكتبانها "، فصعدا إلى السماء فقالا: يا ربنا إن عبدك قد قال مقالة لا ندري كيف نكتبها؟ قال الله - وهو أعلم بما قال عبده - ماذا قال عبدي؟ قالا: يا رب، إنه قد قال: يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك.
فقال الله لهما: اكتباها كما قال عبدي حتى يلقاني فأجزيه بها ".
رواه أحمد وابن ماجه.
فتمتع اخي المسلم اليوم باستخدم هذه الصيغ الرائعة في يوم عرفة لتحصل الاجر المضاعف و رضا الرحمن عز و جل...
مواقع النشر (المفضلة)