النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: قبيلة جيس في موسوعة البدو / ماكس أوبنهايم - تقديم أحمد الشواف الكبيسي القيسي

قبيلة جيس في موسوعة البدو لماكس أوبنهايم تقديم أحمد الشواف الكبيسي القيسي مقدمة بقلم احمد الكبيسي: في المجلد الأول من موسوعة البدو الصادر باللغة الألمانية عام 1939م استعرض مؤلفه

  1. #1
    رئيس مجلس الإدارة الصورة الرمزية د ايمن زغروت
    تاريخ التسجيل
    01-10-2009
    الدولة
    مصريٌ ذو أصولٍ حجازية ينبعية
    المشاركات
    12,200

    افتراضي قبيلة جيس في موسوعة البدو / ماكس أوبنهايم - تقديم أحمد الشواف الكبيسي القيسي

    قبيلة جيس في موسوعة البدو لماكس أوبنهايم
    تقديم أحمد الشواف الكبيسي القيسي

    مقدمة بقلم احمد الكبيسي:
    في المجلد الأول من موسوعة البدو الصادر باللغة الألمانية عام 1939م استعرض مؤلفه المؤرخ الألماني ( ماكس أوبنهايم ) قبيلة (جيس) مبتدئاً بتاريخ قبائل قيس عيلان في جزيرة العرب في صدر الإسلام والذين عدّ منهم ( عبس ، ذبيان ، سُليم ) و بني عامر (نمير ، كلاب ، قشير ، عُقيل) ، ثم إلى الهجرات القيسية والفتوحات الإسلامية ، واتحاد القيسيين معاً في موطنهم الجديد رغم العداوات والحروب التي كانت بينهم في جزيرة العرب ، ثم معركة مرج راهط وحرب قيس وتغلب وانتهاءً بقبائل بني عامر في شمال سوريا وهجرة جزء منهم إلى العراق (جيس في العراق) وبقاء من بقي منهم ضمن قبيلة (جيس) في تركيا وسورية .

    وقد احتوت على بعض الافتراضات من المؤرخ وبعض المعلومات غير المؤكدة وأسهب في الحديث عن قبائل قيس في الشام قديماً ولم يذكر إلا لمحة مقتضبة من قبيلة (جيس) ، وأهمل ذكر قبيلة عدوان القيسية والتي ساندت جيس في الكثير من معاركها حتى أن بعض أفخاذ جيس قد انضوت اليوم ضمن قبيلة عدوان ، فلم يذكر عنها شيئاً في معرض كلامه عن جيس . كما أنه أسقط الكثير من فروع جيس في جدوله ، ونقل بعض الأسماء من مراجع أخرى ، ونقل آراءً لم يذكر مصدرها ولا أدلتها عن أنساب بعض الفروع . كما كان هناك بعض الأخطاء المطبعية وأخطاءً في ترجمة الأسماء وقد قمت بتصحيحها والإشارة إليها.

    كما أنه لم يعثر في مراجعه على ذكر لقبيلة جيس بفروعها الحالية إلا من أواسط القرن الثامن عشر الميلادي ! أي في القرن الثاني عشر الهجري ، وذلك من كتاب جهان - نامه المطبوع في اصطنبول عام 1750م ، في حين أن الموروث الشعبي لدى قبائل المنطقة يسجل معارك لقبيلة جيس قبل ذلك بكثير ومنها معارك لقبيلة جيس وحليفتها عدوان ضد طيء وزبيد والتي كانت في عهد السلطان جبر و نعير أي في القرن الرابع عشر الميلادي ( الثامن الهجري ) . ونلاحظ أنه لم يذكر إلا الهجرة القديمة لقبائل بني عامر إلى العراق عام 1096م أي قبل الهجوم المغولي وتجاهل تماماً الهجرة اللاحقة لفروع جيس في القرن السادس عشر والتي نتج عنها قبيلة جيس في العراق والتي استعان بها العثمانيون لصد المغول حتى دحرهم عام 1534م ثم استطونت العراق ، وقد أورد أوبنهايم في الهامش : "يذكرهم أوليا مرة أخرى في سهل سنجار وهذا مستبعد . يظهر الاسم عنده "كيسي" أي جيس "قيس" ، وهي لفظة ما زالت تتكرر الآن" فلماذا يا أوبنهايم تتجاهل وتستبعد تواجد جيس في العراق رغم الحقائق التي تؤكد هذا ؟! بالطبع لأنه لم يسمع عن دورهم في حرب المغول ولا عن عشيرة الكروية القيسية التي كرّت رؤوس المغول ، ولا عن عشيرة الكرخية القيسية الذين كرخوا الفرس (أي سحبوهم على الأرض) ولا بهذا الحديث : عن غالب بن عبد الله بن أبجر قال : ذكرت قيس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " رحم الله قيسا ، رحم الله قيسا " . قيل : يا رسول الله ، ترحم على قيس ؟ قال : " نعم ، إنه كان على دين أبي إسماعيل بن إبراهيم خليل الله ، يا قيس حي يمنا ، يا يمن حي قيسا ، إن قيسا فرسان الله في الأرض ، والذي نفسي بيده ليأتين على الناس زمان ، ليس لهذا الدين ناصر غير قيس ، إن لله فرسانا من أهل السماء موسومين ، وفرسانا من أهل الأرض معلومين ، ففرسان الله من أهل الأرض قيس ، إنما قيس بيضة تفلقت عنا أهل البيت ، إن قيسا ضراء الله " يعني أسد الله . "

    وأترككم مع النص الممتع ...



    rfdgm [ds td l,s,um hgf], L lh;s H,fkihdl - jr]dl Hpl] hga,ht hg;fdsd hgrdsd


  2. #2
    رئيس مجلس الإدارة الصورة الرمزية د ايمن زغروت
    تاريخ التسجيل
    01-10-2009
    الدولة
    مصريٌ ذو أصولٍ حجازية ينبعية
    المشاركات
    12,200

    افتراضي

    نص كتاب اوبينهايم مفسّر بين الاقواس من قبل المعلق الكبيسي :

    جيس (قيس)

    يعتبر جيس حوران ( والصواب حرّان حيث أن حوران في جنوب سوريا وهي بعيدة عن ديار جيس ) أقدم القبائل التي تعيش حالياً في بلاد الرافدين ، فهم أخلاف مهاجرين قدموا إلى هنا في القرن الأول الهجري ، كما يمكن أن نستنتج من اسمهم ، فجيس ليست غير طريقة عامية في نطق اسم قيس الكلاسيكي ، القبيلة التي خرج منها قسم كبير من أقدم المهاجرين المسلمين.

    سكنت قيس في فجر الإسلام وسط جزيرة العرب ، بين جبال شمّر وطويق والحجاز واليمامة. وتبين جداول (فوستنفيد) (د-هـ) توزيعات أنسابها ، وتذكر فيها أسماء تلك القبائل ، التي صار لها علاقة مع الجيس اللاحقين ، وهي عبس وذبيان وسليم ، والقبائل التي تنسب نفسها إلى عامر (ابن صعصعة) ، وهي : نمير ، وكلاب ، وعقيل ، وقشير. كانت قبائل قيس مستقلة سياسياً تمام الاستقلال بعضها عن بعض ، الأمر الذي انعكس في سلوكياتها حيال النبي (عليه الصلاة والسلام) ، وفي الردة الكبرى التي انفجرت بعد موته مباشرة في جزيرة العرب. كما كان القيسيون أضعف تمثيلاً في جيوش الإسلام من سكان جنوب جزيرة العرب وقبائل الحدود الشمالية. وقد بدأت هجرة قيسية واسعة إلى سورية وبلاد الرافدين ، بعد فتحهما ، ثم انفصلت أسر متفرقة عن قبائلها ، وواصلت سيرها نحو الشمال . اختارت عبس وذبيان أراضي سورية الجنوبية مكاناً لإقامتها ، بينما فضل العامريون والسلاميون (وصوابها : السُلميون أو بنو سُليم) منطقة قنسرين العسكرية، التي تعادل تقريباً ولاية حلب الحالية ، وضفة الفرات. شرعت قيس في استيطان هذه المناطق منذ عام 638م ، وواصلت استيطانها فيها بصورة منهجية فيما بعد. فكانت قرقيسياء على مصب الخابور في الفرات، التي تتطابق مع منطقة البصيرة الحالية، مكان سكانها الرئيس ، فضلاً عن أنها عاشت ، فيما وراء الفرات ، مع قادمين من قبيلتي تميم وأسد ، التين تنتميان مثلها إلى مجموعة مضر العربية الشمالية (*لذلك سميت الأرض بين الفرات والبليخ ديار مضر). أما في سورية فقد التقت قيس مع القبائل العربية التي كانت قد قدمت إليها قبل الفتح ، وفي مقدمتها كلب ، التي جعلت من تدمر منطقة سكن لها في العصر الإسلامي .
    أحدثت الهجرة تبدلات عميقة في نظام المجتمع البدوي . إذ كانت قبائل قيس قد اتخذت في جزيرة العرب موقفاً يتسم بالغرابة، إن لم يكن بالعداء ، بعضها حيال بعض ، نتيجة لاختلاف مصالحها ، فقد وجدت نفسها مجبرة على التوحّد في مناطقها الجديدة ، للدفاع عن نفسها في وجه القبائل المتماسكة القاطنة هناك ، وهي كلب في سورية ، وتغلب المسيحية في بلاد ما بين النهرين ، التي نقلت منطقة انتشارها زمن الفتوحات من الفرات الأوسط إلى الجزيرة الشرقية . بقيت تغلب قليلة الشأن سياسياً ، بينما برز نفوذ كلب على الدولة وقضاياها خلال حقبة الأمويين الأوائل ، الذين ارتبطت معهم بعلاقة مصاهرة ، وقدمت عدداً من كبار موظفيهم . أثار هذا الواقع غيرة قيس فرفضت عام 64هـ/683م مبايعة ابن الخليفة الأموي الثاني يزيد وأعلنت تأييدها لابن الزبير ، الذي أعلن نفسه منذ بضعة أعوام خليفة بديلاً في مكة. بالمقابل ، بقيت كلب موالية للأسرة الحاكمة القديمة. أخيراً ، التقى الحزبان عام 64 للهجرة في مرج راهط قرب دمشق وسلاح كل منهما بيده. وقد قاتل إلى جانب ابن الزبير سليم وعامر وذبيان ، وهم جميعهم قيسيون وافدون ، وقاتل مع الأمويين كلب وغسان وتنوخ ، وهي من قبائل سورية القديمة. انتهت المعركة بهزيمة نكراء حلّت بقيس. وبذلك توطد حكم الأمويين في سورية لكن الحرب لم تنته . ذلك أن قائد القيسيين ، ظفار بن الحارث ( وردت هكذا في الكتاب ولكن صوابها زفر بن الحارث الكلابي العامري) ، ذهب إلى قرقيسياء وصمد فيها حتى صيف عام 691م. ثم بادر ، حين تركه الأمويون بسلام ، إلى خوض حرب صغيرة ضد كلب ، بدأها بهجوم على مستقر لها في الصحراء السورية قتل خلاله عشرين من رجالها. فما كان من كلب إلا أن ثأرت لنفسها بقتل ستين نميرياً ممن كانوا يشاركونها السكن في تدمر. بعد ذلك بفترة قصيرة ، غادر بضع مئات من رجال سُليم صفوف الجيش الأموي وانضموا إلى ظفار بن الحارث ( وصوابها زفر بن الحارث الكلابي العامري) . استقر الجمع عند الخابور الأعلى ، حيث انخرطوا في صراع مع تغلب صاحبة المكان ، فحل من الآن فصاعداً عراك دام سنوات كثيرة بين قيس وتغلب محل الحرب بين كلب وقيس. ولم يعد الهدوء إلى الصحراء ، إلا بعد استسلام قيس في قرقيسياء عام 691م.

    عندئذ ، عقد قادة قيس سلامهم مع الأمويين ، وحافظوا على ولائهم لهم ، حتى عند سقوط سلالتهم (132هـ/750م). لكن الكره القبلي بين قيس وكلب (يمنيون) واصل تضخمه ، وعبر عن نفسه لاحقاً من خلال الثورات التي عرفها النصف الأول من القرن التاسع في أواسط سورية وفلسطين لصالح أمويين حقيقيين أو مزيفين، من أمثال من يسمون بالسفيانيين. هذا التناقض توارى وراء سمات دينية / سلالية ، ثم بهت فيما بعد وتحول إلى مجرد تنافس صرف بين المجموعتين، اللتين سمي أنصارهما أنفسهم قيسيين ويمانيين ، دون أن يقصدوا من خلال هاتين الكلمتين سوى التعبير عن عداوة قديمة. حملت الأجيال القديمة هذا التناقض إلى الأماكن والأراضي التابعة لها ، لذلك بقي حياً إلى اليوم في بعض مناطق فلسطين وسورية ، منها لبنان على سبيل المثال ، مع أنه انطفأ في الصحراء منذ العصر العباسي.

    لا نعرف الكثير عن حياة قيسيي سورية وبلاد الرافدين في القرون الثلاثة الأولى للهجرة. ربما كان علينا أن نتصورهم ، بطريقة ما ، كأعيان مدن أو كملاّك أرض كبار، بدلالة السيطرة الأبوية التي كانت لأسرة من عقيل في الفرات الأعلى ، حيث امتد نفوذها من مكان سكنها قرب سميساط إلى قرقيسياء. كان أعضاء هذه الأسرة أتباعاً أوفياء للأمويين، وظلوا حتى عهد المأمون (813-833)م يقاتلون من أجل الحفاظ على التركة الأرستقراطية "للإمبراطورية العربية" ضد ماهية العباسيين الفارسية. وقد استسلم آخر أفرادها ، ابن صفوان ، عام 269هـ/882-883م في قرقيسياء. أما رعاياها ، قيس ديار مضر فقد عاشوا حياة متواضعة كمربي أغنام أنصاف رحل، بينما كان قيسيوا سهوب ضفة الفرات الغربية قد تحولوا إلى بدو رحل حقيقيين. هذه الأنماط المختلفة من الحياة، عمقت من جديد الحدود الفاصلة بين القبائل ، التي كانت قد امّحت منذ وقت طويل لدى القيسيين الآخرين ، فانقسم قيسيو سورية الشمالية في القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي) إلى خمس قبائل مستقلة هي : نمير ، كلاب ، عقيل ، قشير ، والعجلان ، عبرت معظمها الفرات في منتصف القرن الحالي وانتشرت في الجزيرة الشمالية. انفردت كلاب بالبقاء في منطقتها بين حلب والرحبة ، حيث ظهرت منها سلالة بني مرداس ، التي حكمت حلب بين عامي 416هـ/1025م و 472هـ /1080م. استمرت القبيلة إلى الحقبة الأخيرة من العصر المملوكي . وكانت قد امتزجت بعناصر تركمانية خلال الحروب الصليبية ، وأخذت تتكلم باللغة التركية منذ القرن الثالث عشر، كما تولت حراسة حدود الدولة المملوكية ضد آسيا الصغرى ، لما لها من بأس كقبيلة محاربة. في نهاية العصر الوسيط، كانت مضارب كلاب منتشرة في منخفض العمق غربي حلب، وعند قلعة جعبر على الفرات . وربما تكون قد ذابت آخر الأمر في تركمان شمال سورية.

    كان بنو نمير أول من عبر الفرات من القبائل الشقيقة لكلاب المذكورة أعلاه. عام 331هـ/942-943م ، كان هؤلاء في منطقة الخابور الأوسط وعلى البليخ ، حيث قدموا إلى هناك بدعوة من حكام محليين طلبوا مساعدتهم في قتال بعضهم بعضاً. بعد وقت قصير ، تبعهم العقيل والقشير ، ربما في سياق حملة تأديبية كبيرة قام بها سيف الدولة ، أمير حلب الحمداني الشهير، ضد القيسيين في حزيران من عام 955م ، وقادته من حلب إلى ما وراء تدمر في سبعة أيام. بعد عقود من ذلك ، تحددت الصورة النهائية لمناطق انتشار القبائل في الجزيرة ، فاختار بنو نمير القسم الغربي من البليخ ، والعقيل القسم الشرقي حول نصيبين. أما في الشتاء ، فكانت القبيلتين تسيران كلتاهما نحو الجنوب ، فتمر بنو نمير عبر الرقة مواكبة مجرى الفرات النازل ، وتجتاز عقيل الجزيرة بالعرض في طريقها إلى العراق.

    هذا الموجة القيسية الثانية من الترحال أحدثت أثراً سياسياً ، نتيجة قيام قادتها انتزاع السلطة لأنفسهم في بلاد الرافدين . إن السلالة الحاكمة الأكثر شهرة التي أسسها هؤلاء ، هي سلالة العقيليين التي تنحذر من فرع مهنا للقبيلة العقيلية عبادة والتي حكمت انطلاقاً من الموصل الجزيرة الشرقية ، وحكمت كذلك الجزيرة الغربية من حين لآخر : من سنة 380 هجرية / 990 ميلادية إلى نهاية القرن الحادي عشر ، عندما وضع السلاجقة حداً لحكومتها.

    لم تحظ سلالتا بنو وثاب وبنو عطير بشهرة مماثلة ، رغم أنهما خرجتا بدورهما من بني نمير ، وحكمتا حران وأورفة في الفترة ذاتها . كان وثاب ابن سابق النميري أبو السلالة الأولى . وقد توفي عام 410هـ / 1019م في حران ، فحكم ابنه شبيب حران وسروج إلى عام 431هـ ، ثم حكم حفيده منيع ابن شبيب الرحبة أيضاً . حافظ بنو وثاب على ملكهم حتى عام 474هـ/1081-1082م ، حيث أجبروا على إخلاء حران وتركها للعقيلي مسلم بن قريش - عاشت سلالة النميريين في أورفة فترة أقصر من سلالة بني وثاب، ووجد مؤسسها عطير نفسه مجبراً بعد عام 416هـ بفترة قصيرة على الإقرار بتبعيته للمروانيين الأكراد في ديار بكر. بعد موته خلال عملية ثأر دموية وقعت مطلع عام 418هـ ، قسمت أورفة إلى نصفين أعطي أحدهما إلى ابنه ( في الهامش : سليمان) والثاني إلى شخص يدعى ابن شبل النميري ، فاع ابن عطير حصته إلى البيزنطيين عام 422هـ/1031م ، واضطر ابن شبل إلى إخلاء المدينة . ثم نجح النميريون في استعادة المدينة ، لكن قلعتها صمدت في وجههم إلى أن فك جيش بينزنطي حصارها عام 427-429هـ. منذ ذلك التاريخ بقيت أورفة بيد الإغريق ، الذي دفع بنو وثاب أيضاً الإتاوات لهم ، وإن لبعض الوقت.

    بقي أمراء النميريين في بداياتهم على الأقل شأنهم في ذلك شأن أمراء العقيليين ، بدواً أقحاحاً ، رغم المنزلة التي احتلوها. لذلك سكنوا السهب بين قبائلهم ولم يقصدوا المدن إلا من أجل القيام بالواجبات الحكومية. أما سندهم السياسي فكان بني مرداس في حلب ، الذين ربطتهم بهم علاقات مصاهرة ، واعترفوا مثلهم (ومثل المروانيين) بخليفة القاهرة الفاطمي سيداً أعلى لهم.

    مع سقوط السلالتين (النميريين عام 1081م- والعقيليين عام 1096م) فقدت قبيلتاهما أيضاً ، بنو نمير وعقيل ، أهميتهما . ترجع آخر الأخبار التي وصلتنا عنهما من العصر الوسيط إلى العقد الأول من القرن الثاني عشر، حين اقتصر وجود بني نمير على البليخ ، وانحلت قبيلة عقيل تماماً. أما العشيرة القيادية عبادة فقد هاجر الجزء الأكبر منها إلى العراق، وانكفأ قسم صغير منها على نفسه وانسحب إلى البليخ ، حيث لا نزال نعثر اليوم أيضاً على عبادة ونمير ، بوصفهما فخذين من الجيس.

    يفترض هذا ، أنه كان لا يزال في العصور الوسطى المتأخرة بقايا من مهاجري الإسلام الأول ، حافظت على اسم قيس القديم (جيس) ، واستطاعت استيعاب القبيلتين في صفوفها. هذه الفرضية يؤكدها تركيب الجيس الراهن ، فهي تضم ، إلى جانب عبادة ونمير ، أسد وعجل ، المنحدرين من أصول ليست قيسية ، لكنهما منتميان إلى أوائل المهاجرين المسلمين . يبدو كذلك أن أخلافاً لأقدم قيسيي بلاد الرافدين يعيشون بين قبيلتيّ السيالة وبني يوسف.

    يرد أول ذكر لاتحاد (جيس) في جهان-نامه ، ثم لدى الرحال التركي أوليا ، الذي زار حران في أواسط القرن السابع عشر. تمتد منطقة انتشار القبيلة اليوم من أورفة إلى البليخ الأوسط. وهي تقيم صيفاً في مثلث أورفة "الرها" - حران - تل ابيض أي في الأراضي التركية ، وشتاءً بين البليخ وجبل عبد العزيز . إلا أن قسماً منها فقط يعيش حياة ترحل ، في حين تمتلك بقيتها قرابة عشرين قرية في منطقة حران.

    بقي الـ (جيس) ميالين إلى الحرب حتى الوقت الحاضر : ويعتبرهم تيريه "لصوصاً لا يمكن إصلاحهم" . اما أعداؤهم الرئيسون فهم فدعان عنزة ، الذين تقع مراعيهم الصيفية في اراضي جيس القديمة. أثناء الحفريات التي قمت بها في تل حلف (1911م-1913م) وقعت مرات متعددة حوادث بين القبيلتين ، وتوجد في ملف البعثة الملاحظات التالية حول ذلك: "شارك بعض جماعة من الجيس في حملات سلب ونهب شنها ضد الفدعان محارب شمّر عزو المدمود بدعم من الملّية الأكراد. وبما أن عنزة لم تستطع القبض على عزو، الذي كان يفر إلى الجبال مع الملّية ، فقد أغارت على فرع من الجيس كان يخيم على البليخ الأوسط مع بعض أكراد قبيلة كراجيتش. ومع ان عسكراً تركياً كان في الجوار اضطر الجيس إلى الفرار من مضاربهم . وسقط عدد من القتلى بين الجانبين . عندئذ توجه الجيس والكراجيتش والمليّة إلى الحكومة ، وساعد أصدقاء في القسطنطينية على إيصال شكواهم إليها ، فأرسلت قوة عسكرية كبيرة من حلب ودير الزور وأورفة إلى المنطقة ، أمضى منها مائة وأربعون فارساً والأربعون وبغالهم يومين في مخيمنا ، بانتظار القبض على شيخ شمّر عزو ، الذي كان قد أطلق ساقيه للريح منذ وقت طويل. بعد أن أجرت القوة تفتيشاً لدى الشيوخ المختلفين، طالبت الحكومة بمصالحة تجري بين المعنيين تقوم على تقديم تعويضات متبادلة عن الأضرار التي سببوها بعضهم لبعض. وافقت عنزة على إجراء مباحثات مع خصومها ، إدراكاً منها لجدّية وخطورة الأمور. وكنت بمحض الصدفة في الرقة ، عندما اجتمع متصرفوا دير الزور وأورفة ببعض شيوخ الفدعان وجيس وكراجيتش والملّية ، ووصلوا بمداولاتهم إلى النتيجة المرغوبة: فقد تكفلت الملّية بإعادة الجمال التي سرقها عزو من العنزة ، والتزم شيخ الفدعان حاكم "حاجم" بك بدفع 5500 ليزرة تركية إلى جيس و 700 ليرة إلى الكراجيتش ، تعويضاً لهم عن الأضرار التي أنزلها بهما. وقد أنجز المليّة ما وعدوا به، في حين حاول "حاجم" بك من التنصل من التزاماته . مثل هذه الأحداث تكررت بعد الحرب. وبما أن تسوية فرضتها حكومة الانتداب عام 1927م لم تستطع إقامة سلام دائم ، فقد منعت الحكومة الجيس من عبور الحدود."

    لم يكن للجيس شيخ مشايخ . ولم تكن علاقة عشائرها بعضها ببعض على ما يرام دوماً . يعتبر شيخ عشيرة بني محمد الشيخ محمد الحسن أكثر شيوخها نفوذاً في أيامنا . أما قبل الحرب ، فكانت الأرجحية لزعماء السيالة محمد نايف العبد الله بك وصالح العبد الله العثمان . تصاهر شيوخ السيالة مع أسرة إبراهيم باشا ، فقد تزوج إبراهيم نفسه من شمسه أخت صالح العبد الله ، بينما كان ابنه عبد الرحمن متزوجاً من ابنة عمه تركية بنت حسين .

    ( جدول تفصيلي يوضح بعض فروع قبيلة جيس مع الهوامش)

    جيس (قيس) (1)

    1- السيالة . (2)
    الشيخ : مصطفى الصالح / حسين الصالح(3) / بدر الحسين .
    منطقة التجوال: نصار.
    عدد الخيام : 500

    2- بني محمد (4)
    الشيخ / محيمد الشيخ حسن.
    منطقة التجوال : تل فدان.
    عدد الخيام 500

    أ- بني محمد . ( الشيخ : محيمد الشيخ حسن ، منطقة التجوال : تل فدان )
    ب- عبادة . ( الشيخ : عبد الله بن بنية ، منطقة التجوال : محرز )
    ج- طماح . (الشيخ : شواخ بن علي العمر (5) ، عدد الخيام : 500)

    3- بني يوسف (6)
    الشيخ : مصطفى الخلف الصالح. (7)
    منطقة التجوال : رجم الحمرا

    أ- بني يوسف ( الشيخ : مصطفى الخلف الصالح ، منطقة التجوال : رجم الحمرا)
    ب- بني أسد ( الشيخ : عمر الخلو (8) ، منطقة التجوال : قراموخ )
    ج- بني نمير (الشيخ : محمد الإبراهيم ، منطقة التجوال : عين خليل)
    د- بني عجل(9) (الشيخ : محمد الجاسم ، منطقة التجوال : حران)

    التحق بها :
    1- المشهور (10) ، منطقة التجوال : تل ابيض / تل منبطح ، عدد الخيام : 100
    2- الجميلة (11) ، الشيخ : عيسى بن حماد الهندي(12) ، منطقة التجوال : حران .


    ملاحظات حول جدول جيس :

    (1) سجلت في حران يوم 9 كانون الأول عام 1911م. استكمل جدول الشيوخ وفقاً لتيريه ، ص 166 وما يليها . ليس في أدب الرحلات غير القليل من المعلومات.
    عدد المواشي : 1500 جمل ، 1200 راس غنم. صيحة الحرب : زعب!.

    نلاحظ ما يلي حول الأماكن ، إن كانت غير مدونة على الخريطة : تقطع نصار إلى الشرق من محيرز . تل فدان شمال غرب تل أبيض. الحمرا جنوبه وتل المنبطح غربه. عين خليل (الرحمن) هي ذاتها عين عروس.

    (2) التسجيل : الصيالح ( يبدو أنه قصد السيالة) أصلهم من سالم ابن صخر . يفهم من اسم صخر الشخص الذي منح اسمه لقبيلة بني صخر القاطنة شرق الأردن، وإن كانت هناك آراء آخرى ، ترى في صخر بطلاً من أبطال العرب القدماء ، هو : صخر بن عمرو من قبيلة سُليم ، الذي بقيت ذكراه خية لفترة طويلة بسبب أشعار أخته الخنساء.
    السيالة هم ، في هذه الرواية ، أخلاف سليم ، التي قدمت في القرن الأول للهجرة إلى بلاد الرافدين.

    (3) أبناء الشيخ صالح العبد الله العثمان.

    (4) إسمهم عند نيبور (جزيرة العرب، ص393) آل محمد. وفي جدول شبرنغر (رقم136) البو محمد ، باعتبارهم قبيلة قائمة بذاتها. يسقط اسم جيس في هذين المرجعين كليهما.

    (5) 1911م : أبوه علي العمر.

    (6) ذكره أول الأمر نيبور (ص395) . ثمة مجموعة منهم تمتلك مائتي خيمة تعيش في منطقة اعزاز التابعة لدائرة حلب. أما فخذ بني يوسف ، الذي تحمل العشيرة اسمه ، فيقال إنه يتحدر من عبس ، أي إنه قيسي قح.

    (7) 1911م : أبوه خلف الصالح.

    (8) 1911م : أبوه خلف الخلو

    (9) هم بالتأكيد من بقايا عجل بن لقيم (وصوابها : عجل بن لجيم) من قبيلة بكر ، التي قدم معظمها في القرن الأول بعد الهجرة إلى أعالي بلاد الرافدين (ديار بكر) . يذكر عجل هنا (على دجلة) حتى في أواخر العصر الوسيط. صبح ، الجزء الرابع ص 232.

    (10) بقارة في نسبهم . قارن جدولهم أ2ج. وهم مستقرون وإن كانوا يمضون فترة من العام تحت الخيام . تعادوا مؤخراً مع الجيس. شيوخهم : نوري ، حجو ، أحمد الصحن ، إبراهيم الجلول.

    (11) بقارة (ب7). كانوا قبل ذلك في قطينة والجنيدية قرب رأس العين ثم ارتحلوا من هناك.

    (12) 1911م : مصطفى بن حماد الهندي.

    يعتبر التركمان القاطنون على البليخ من موالي الجيس ، وسنعرج عليهم في الجزء الرابع من هذا الكتاب. (*)
    (*) لم يتم معالجة التركمان في الجزء الرابع ومن الأرجح أن هذا الفصل قد احترق أثناء الحرب العالمية الثانية . ماجد شبّر.


    أعده : أحمد الشواف الكبيسي القيسي

  3. #3
    مشرف مجلس قبيلة بني عقيل
    تاريخ التسجيل
    29-02-2012
    المشاركات
    598

    افتراضي

    تشرفت بمعرفة ابن العم احمد الجيسي

    معرفة شبه سطحيه

    واشكرك م ايمن زغروت

    وسبحان الله ان هناك قبائل عامريه شبه بائده ذكر !

    ومنهم بني نمير بشكل عام حيث لا يعلم احد منهم الا معا جيس وبتركيا وهم قوم العلامه ابن تيميه ولا يزالو يسمون الا يومنا هذا اسم صعصعه

    ومنهم بني كلاب الشام حيث لا اعلم منهم احد بشام الا معا جيس بعكس اخوتهم الباقين برنيه بالسعوديه

    اما بني العجلان وبني جعدة وقشير فهم الان بني كعب الامارات وبعضهم بجيس

  4. #4
    مشرف مجلس قبائل العراق و الاحواز
    تاريخ التسجيل
    13-08-2010
    العمر
    75
    المشاركات
    157

    افتراضي

    موضوع مهم وعندنا في العراق من الجيس منطقة بيجي وشمالهاومتفرقين في كثير من المحافظات العراقيه ولوا الظروف الامنيه لرجعت الى اوراقب فاعطيت لهم تفصيل المهم هؤلاء غادروا منطقة جبه الواقعة على نهر الفرات جنوب حديثه فكان جدهم حمد الناصر متزوج من الجبور فلما غادر الجبور المنطقة غادر معهم والى فترة قريبه كانوا في عدادهمو ولهم عمومه ﻻزالوا هناك

  5. #5

    افتراضي

    موضوع مهم جدا و هو يوضح تفاصيل جيس بالشام و العراق و يظهر قبائل ظنيت انها مندثرة فسبحان الله هي احلاف تدار .

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. شجرة ال الشواف الكبيسي القيسي في حماة السورية
    بواسطة ابو قيس القيسي في المنتدى مجلس قبائل قيس ( جيس )
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 19-02-2022, 12:24 AM
  2. قبيلة المساعيد في فلسطين في نصوص المستشرق الألماني أوبنهايم
    بواسطة الرحال المسعودي في المنتدى مجلس قبيلة المساعيد
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 15-08-2020, 02:52 AM
  3. مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 13-12-2014, 09:53 AM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
MidPostAds By Yankee Fashion Forum