مقاله هامه تؤرخ لعلاقات ما قبل الاسر بين مصر وجيرانها الساميين
من بحث "مصر والساميون- الجزء الاول- عهد ما قبل الاسر" صامويل كورينسكاي
كانت منطقة الدلتا منطقة احتياطى للمؤن لشعوب جنوب شرق اسيا. وفى هذه الاوقات القاحله كان الاسيويون يحضرون قطعان ابلهم واغنامهم من المراعى القاحله عبر رمال سيناء ليرعوا فى الارض الذى اطلق عليها فى الكتاب المقدس الجوشن.
مريدى بنى سالم
Merimde beni-Salame
كان مجتمع تلك الرابيه هو مريدى بنى سالم وهو يقع 37 ميلا شمال غربي ما يعرف الان بالقاهره واكتشف فى عام 1927 على يد البروفيسور هيرمان جانكر مدير بعثة اكاديمية فيينا للعلوم الطبيعيه لمصر وهذه المنطقه هى من اقدم القرى فى مصر السفلى والتى استقرت الحياة بها حوالى عام 4880 ق م وظلت مأهوله حوالى 650 عاما.
وقد قطن هناك حوالى 5000-6000 شخصا كما تبين من العدد الكبير للمنازل والتى كشفت عنها الحفريات. وقد تبين انه قبل ظهور الملك العقرب كان بالفعل هناك مجتمعا اسيويا متقدما ثقافيا ومنتجا فى هذه المنطقة واستمر كذلك لاكثر من ستة قرون! وبدأ جليا للمستكشفين ان هذا المجتمع مختلفا اختلافا جذريا عن مجتمعات الصعيد او مصر العليا فى كل منحى- جسديا وثقافيا وتكنولوجيا. فكانت عادات الدفن مشابهه لمثيلاتها للاسيويين بجنوب غرب اسيا ومختلفة تماما عن عادات الافارقه وبدت ايضا الاختلافات فى الادوات التى استخدمها كل منهم.
الفيوم
اما المنطقة الاخرى التى قطنها الاسيويون هى الفيوم وظهر اختلافهم عن سكان مصر العليا الافارقه فى طرق الزراعه واسلوب حياتهم والنباتات والحيوانات الاسيويه كما نشر فى مقال فى جريدة سينس.
ثم بدأت تلك المجتمعات الاسيويه خلال فترة النقادا -وتعنى المدينة الذهبيه- فى الانتشار الى جنوب القاهره وفى عام 1924 اكتشف امين العمرى -والذى كان يعمل فى مجال التعدين- اثارا لهذه المجمعات فى حلوان الى جنوب القاهرة مع منتجات زراعيه مثل التمر والتين والدقيق والشعير.وكشفت عظام الحيوانات المستأنسه كالابقار والماعز والخنازير عن اصولها الاسيويه واطلق الاثاريون على نمط حياتهم "نمط الدلتا". وبالتدريج حدث التداخل والتزواج بين الحضارتين الاسيويه والافريقيه ومن امثلة ذلك عادات الدفن واستخدام بعض الحيوانات مثل الحمار الاسيوي والذى كان غريبا عن بيئة مصر.
مركز المعادى التجارى الصناعى:
تم الكشف فى منطقة بالمعادى عن عظام لمثل تلك الحيوانات فى حفريات هناك وقد ازدهرت تلك المنطقه فى عصر النقادا الى ان دمرت فى اوائل عهد الاسرات. وقد استخدم السكان هناك مزهرات البازلت وسبح حجر الكارلينين فقد كان سكان المعادى متقدمين صناعيا ولم يهتموا بالصيد والقنص مثل سكان الفيوم والدلتا الذين كانوا صناع مهرة.
اما البنيه الجسديه لسكان الشمال او مصر السفلى فكانت اقوى وكانوا اكثر طولا من نظائرهم بالجنوب وكانت جماجمهم اكثر عرضا.
تأثير ثقافة الاسيويين على مصر العليا
وعندما وحد مينا/نارمر القطبين نقشت لوحة وكتب على اللوحه بكلمات سومريه وباستخدام رسومات جداريه سومريه وفى ذلك دليل على اصل الكتابه المصريه او اشتقاقها من السومريه.
اجماع الاثاريين المبكر على الاسس الساميه للحضارة المصرية
لخص وول ديورانت اجماع الاثاريين على ان القفزه الحضاريه التى حدثت بمصر كانت تحت امرة وبسبب الملوك الساميين واضاف انه يمكن تعقب التأثير السامي الى مراحل ابعد، حيث انه كلما تتبعنا تاريخ اللغة المصرية القديمه كلما وجدنا ارتباطا اوثق لها مع الالسنة السامية فى الشرق الادنى وتعكس الكتابات فى عهد ما قبل الاسر هذا التأثر بالسومريه.
واكد بيرسي هاندكوك فى كتابه حضارة الرافدين 1963 نفس ملاحظات بريستد: ان الساميين اكتسحوا مصر وشمال افريقيا تاركين طابعهم وختمهم الواضح على اللغات المصريه والليبيه. ووافقهما جون ويلسون فى كتابه حضارة مصر القديمه 1963.
واوجز ويندورف فى كتابه -مصر فى عصر ما قبل التاريخ – مفاهيم جديده 1969 - ذلك قائلا ان حضارات ما قبل الاسر تسجل لحضور سكان جدد فى مصر والذين احضروا معهم القاعده الحضاريه لتقدم مصر.
واعقب سير الان جاردنر فى كتابه مصر الفراعنه 1979 بأن العديد من الصلات بين اللغة المصرية القديمة مع الحامية ولغات البربر قد اثبتت ولكن ايضا علاقتها بالسامية او العربيه والعبريه قد ثبتت.
مترجم من المقاله المذكورة باعلى مع ملاحظة بعض التحيز للساميه والتى يعنى بها الكاتب هنا بصورة رئيسيه العبريه ولكن هذا لا ينفى المعلومات التى ابرزها ولا يغيب علينا غرضه وما يهمنا الا الحقيقه
lk fpe "lwv ,hgshld,k- ui] lh rfg hghsv"-1- gwhl,dg ;,vdks;hd
مواقع النشر (المفضلة)