** كفكف الدمع من عينيك , وامسح عن وجنتيك قطرات الحزن التي سكبتها فتنة هوجاء عصمنا الله ان تستمر , وعلى دماء ذهبت كتب الله ان تحقن , والمس بقول الله تبارك وتعالى شفافية قلب مؤمن ليعود اليه ايمانه , وكتابه , وسنة نبيه ليقرأ صفحة كانت مهجورة من كتاب الله تفتتح بقوله سبحانه : { واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم اذ كنتم اعداء فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم أياته لعلكم تهتدون } " آل عمران : 103 " .
** وعد الى ايمانك العميق .. الايمان الذي نسي في فترة عارمة مرت ولن تعود قول النبي المصطفى – صلى الله عليه وسلم - : ( المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ) وقوله – عليه السلام - : ( الله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه ) ...
** وعد يا اخي الى تراحم وأخوة , وصلاح في القلب واصلاح بين الناس لتلتئم الجراح , وتمسح العصبية , تزول الإحن , وتذهب الأحقاد , واذكر قول الله تعالى { لا خير في كثير من نجواهم الا من أمر بصدقة أو معروف أو اصلاح بين الناس } " النساء : 114 " .
** والله سبحانه ما جعل العرب أمة واحدة الا بالاسلام , وما جعل الشعوب أمة مع العرب الا بالاسلام , ولقد كانوا من قبل في جاهلية جهلاء يسفك بعضهم دماء بعض , ويظلم بعضهم بعضا , وتهدر الدماء من اجل عرض زائل , او حطام فانٍ , حتى جاء محمد – عليه السلام – بهذا الدين فانبثقت اخلاقهم عن عقيدة , واشتملت قلوبهم على ايمان , فكان مرجعهم فيما اختلفوا فيه كتاب اله وسنة نبيهم , وموئلهم ما اتصفت به انفسهم مما علمهم محمد – عليه السلام – من المودة والتراحم , والصفاء والأخوة , والمحبة والوئام , والتآخي والانسجام , ليّنين بعضهم مع بعض , رحماء فيما بينهم , ألداء العداوة للأعداء , ولم يكونوا ليطيعوا امر المسرفين الذين يفسدون في الارض ولا يصلحون , فكانوا بذلك أكرم امة أُخرجت للناس , فلما تركوا ما ذكروا به في أيامنا هذه , وانصرفوا عن ما حملوه من قبل كادت تعصفهم الجاهلية الجهلاء ...
** لا تجعلها اخي المؤمن تعود من جديد, والرسول – عليه السلام – ينهى عن الحالقة التي تحلق الدين من التنافر والتخاصم , ويدعوا الى اصلاح ذات البين التي يجعلها من أفضل الاعمال عند الله سبحانه وتعالى , مسترشدين في ذلك بقول الله جل وعلا : { وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن ان الشيطان ينزغ بينهم ان الشيطان كان للانسان عدوّا مبينا } " الاسراء : 53 " وقوله سبحانه وتعالى : { واطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين } " الانفال : 46 " وقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( ان المؤمن من اهل الايمان بمنزلة الرأس من الجسد يألم المؤمن لاهل الايمان كما يألم الجسد لما في الرأس ) ...
** نسأل الله ان نودع الخصومة فيما بيننا كعرب ومسلمين الى غير رجعة , والتنافر الى غير ميعاد , وان نستقبل قادم الايام بقلوب صافية عادت الى ايمانها وكتابها , ورجعت الى ربها وقرآنها , للغد المأمول في توجيه القوة والاستعداد للعدو , والاعداد لاسترداد مقدسات الأمة التي دنسها حقد اليهود المفسدين في الارض , ويكون عملنا خالصا لوجه الله وفي سبيل الله , ولا نرجع كفارا يصرب بعضنا رقاب بعض , بل اخوانا متحابين , لا مكان لافساد ومفسدين بيننا , ولا لعقيدة تناقض عقيدتنا , ولا مبدأ يخالف قرآننا , فوالله ثم والله لو اننا كنا مع الله في ايماننا لكان الله معنا بالنصر في كل معاركنا مع أعدائنا وكان لنا منه القوة والتأييد لا الفرقة والتدابر , فعودا الى الله كما وصفنا بقوله تعالى : { انما المؤمنون اخوة } " الحجرات : 10 " وقوله سبحانه وتعالى : { وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان } " المائدة : 2 " وقوله سبحانه { واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت ايمانكم ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا } " النساء : 36 " .
اللهم وفقنا بأن نكون من المتآخين المتراحمين
مواقع النشر (المفضلة)