صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2
النتائج 41 إلى 68 من 68

الموضوع: هؤلاء العلماء علموا أوربا واخرجوها من العصور المظلمه

  1. #41
    مشرف عام مجالس التاريخ وكنانة - عضو مجلس الادارة
    تاريخ التسجيل
    05-02-2010
    الدولة
    الحجاز
    المشاركات
    1,327

    افتراضي

    ابن النفيس: مكتشف الدورة الدموية



    هو علاء الدين علي بن أبي الحزم القرشي، الملقب بابن النفيس. ولد في نواحي دمشق ونشأ وتعلم بها. فدرس الطب على الدخوار، رئيس المستشفي النوري، وعلى مشاهير الأساتذة أمثال عمران الإسرائيلي، وراضي الدين الرحابى. ثم درَّس الطب بدوره وأشرف على جناح في المستشفى النوري. ثم انتقل بعد ذلك إلى القاهرة واشتغل في المستشفى الناصري.

    ترقى في مناصب الطب إلى أن أصبح رئيس أطباء مصر. وكان معاصروه يعدّونه في مستوى ابن سينا نفسه من حيث المكانة العلمية والمعرفة بالطب.

    إسهاماته

    يروى ابن النفيس أنه كان يحفظ قانون ابن سينا عن ظهر قلب، وملماً بكتب جالينوس. "وكانت طريقته في التأليف أن يكتب من حفظه، وتجاربه، ومشاهداته، ومستنبطاته" دون الرجوع إلى أي مرجع. وكانت لابن النفيس معرفة واسعة بعلوم أخرى كالفلسفة، والمنطق، والنحو، وعلوم الشريعة. ولم يكن ابن النفيس يتقبل الأشياء، وإن كانت منقولة عن مشاهير العلماء، دون جدل أو نقاش. فقد انتقد تعابير جالينوس الطبية ووصفها بالضعف والتعقيد.

    ويعتبر ابن النفيس إمام الطب في عصره، وأحد أطباء دمشق المشهورين، وقد سبق غيره إلى اكتشاف الدورة الدموية الرئوية، ووصفها وصفاً علمياً صحيحاً، فسبق بذلك مايكل سرفتيس الذي ينسب إليه الأوربيون هذا الاكتشاف، واعتمد ابن النفيس التشريح طريقةً للعمل وتوصل إلى عدد من النتائج منها :
    1. اكتشاف الدورة الدموية في الشرايين الإكليلية.
    2. جريان الدم إلى الرئتين لمدهما بالهواء وليس لمدهما بالغذاء.
    3. عدم وجود هواء أو رواسب في شرايين الرئتين (كما ادعى جالينوس) بل وجود الدم فقط.

    مؤلفاته

    ترك ابن النفيس عدداُ من المؤلفات، منها :
    ـ "شرح تشريح القانون"، وقد شرح فيه باب التشريح من كتاب القانون لابن سينا، وانتقد عدداً من أقواله في هذا الباب. وقد ظل هذا الكتاب مغموراً في المكتبات إلى أن عثر عليه الطبيب المصري الدكتور محي الدين الطراوي سنة 1924 في مكتبة برلين، وقام بدراسته في رسالة لنيل دكتوراه من جامعة فريبورج بألمانيا.
    ـ "الكتاب الشامل في الطب"، وهو موسوعة من ثمانية أجزاء. ولا توجد سوى فقرات من هذا الكتاب في مكتبة أكسفورد.
    ـ "المهذب في الكحل"، وهو مؤلف عن الرمد.
    ـ "المختار في الأغذية "، وهو كتاب عن الغذاء.
    ـ "شرح فصول أبقراط"، توجد نسخة منه في المكتبة الوطنية بباريس والأسكوريال. وقد تم طبعه في إيران عام 1298هـ/1881م.
    ـ "موجز القانون"، وهو موجز لقانون ابن سينا، يقع في خمسة أجزاء. وتوجد نسخ منه في كل من باريس وأكسفورد، وفلورنسا، وميونيخ، والأسكوريال. وقد ترجم هذا المؤلف إلى التركية والعبرية، وطبع بالإنجليزية لأول مرة سنة 1838م في مدينة كالكوتا بالهند تحت عنوان ''المغني في شرح الموجز".

  2. #42
    مشرف عام مجالس التاريخ وكنانة - عضو مجلس الادارة
    تاريخ التسجيل
    05-02-2010
    الدولة
    الحجاز
    المشاركات
    1,327

    افتراضي

    أبو سهل القوهي .. الفلكي النابغة


    Bookmark and Share
    القوهي من العلماء المسلمين الذين اشتهروا في الفلك والرياضيات في القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي، وهو "أبو سهل ويجن بن رستم القوهي" من "كوه" في جبال طبرستان، لكنه عاش في بغداد، ولما تولى شرف الدولة البويهي الحكم، قرَّبه وعينه سنة 378هـ/988م رئيساً للمرصد الذي أسسه في بغداد، وطلب منه أن يقدم له دراسة عن رصده للكواكب السبعة من حيث مساراتها وتنقلها في بروجها.

    إسهاماته العلمية

    كان القوهى من نوابغ علماء الفلك في القرن الرابع الهجري/القرن العاشر الميلادي؛ فقد وضع عدداً من الأرصاد التي كان يعتمد عليها في عصره، وانتقد بعض فرضيات علماء اليونان في الفلك، كما اشتهر بصناعة الآلات الرصدية.

    وفي الرياضيات، اهتم القوهي بمسائل أرشميدس وأبولونيوس التي تؤدي إلى معادلات ذات درجة أعلى من معادلات الدرجة الثانية، ووجد حلاً لبعضها، كما ناقش شروط إمكانية ذلك. وتعتبر دراساته هذه من أحسن ما كتب عن الهندسة عند المسلمين.

    وأسهم القوهي في دراسة الأثقال، وكان له السبق في هذا المجال، حيث استخدم البراهين الهندسية لحل كثير من المسائل التي لها علاقة بإيجاد الثقل، وترك بحوثاً قيمة في المبادئ التي تقوم عليها الروافع.

    مؤلفاته

    ذكر كل من د.عبد الله الدفاع، والزركلي، عدداً من مؤلفات القوهي في الفلك والرياضيات، منها : "كتاب مراكز الأكر"، "كتاب الأصول على تحريكات أقليدس"، "كتاب صنعة الأسطرلاب بالبراهين"، كتاب الزيادات على أرشميدس في المقالة الثانية"، "إخراج الخطين من نقطة على زاوية معلومة"، "تثليث الزاوية وعمل المسبع المتساوي الأضلاع في الدائرة".

    ويقول د. عبد الله دفاع في كتابه "العلوم البحتة في الحضارة العربية الإسلامية" : "إلا أن معظم مؤلفات القوهي قد ضاعت، ولم يعرف عنها إلا القليل من بعض الإشارات في المراجع اللاتينية"، وتوفي القوهي سنة 405هـ/1014م.

  3. #43
    مشرف عام مجالس التاريخ وكنانة - عضو مجلس الادارة
    تاريخ التسجيل
    05-02-2010
    الدولة
    الحجاز
    المشاركات
    1,327

    افتراضي

    الخليل بن أحمد.. الفراهيدي


    الإمام النحوي واللغوي الكبير ومؤسس علم العروض أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي

    المقدمة.. ذكر قاضي القضاة ابن خلكان رحمه الله في كتابه "وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان" أن الخليل بن أحمد كان إماماً في علم النحو وهو الذي استنبط علم العروض.
    وأخرجه إلى الوجود وحصر أقسامه في خمس دوائر يستخرج منها خمسة عشر بحراً ثم زاد فيه الأخفش بحراً آخر وسماه الخبب، وقيل إن الخليل بن أحمد دعا بمكة أن يرزق علماً لم يسبقه أحد إليه ولا يؤخذ إلا عنه، فرجع من حجه ففتح عليه بعلم العروض، وله معرفة بالإيقاع والنغم وتلك المعرفة أحدثت له علم العروض فإنهما متقاربان في المأخذ.

    نسبه ومولده:

    هو أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي ويقال الفرهودي البصري الأزدي اليحمدي، وقال أبو بكر بن أبي خيثمة: أول من سمي في الإسلام " أحمد " بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم - أبو الخليل بن أحمد - ، ولد بالبصرة عام مئة للهجرة، وقيل أنه ولد في عُمان، وذلك ما تذهب إليه المصادر العمانية وهو الأرجح، وخرج بعد ذلك الى البصرة صغيرا مع والديه فأقام بها ونسب إليها. والله تعالى أعلم.

    حاله وأخلاقه:

    كان رحمه الله الى جانب علمه الغزير، رجلاً صالحاً عاقلاً حليماً وقوراً متواضعا، وزاهدا ورعا، يحج كل سنتين مرة، ويعيش في خص من أخصاص البصرة، قال تلميذه النضر بن شميل:

    (أكلت الدنيا بعلم الخليل و كتبه، وهو في خص لا يقدر على فلسين، وتلاميذه يكسبون بعلمه الأموال) .

    ومن حكايات زهده، ان سليمان بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي والي فارس والأهواز، كان ﯾدفع له راتبا بسيطا يعينه به، فبعث اليه سليمان يوما يدعوه اليه، فرفض، وقدم الخليل بن أحمد للرسول خبزا يابسا مما عنده قائلا: ما دمت اجده فلا حاجة بي الى سليمان.

    من كلامه:

    " لا يعلم الإنسان خطأ معلمه حتى يجالس غيره "

    وقال تلميذه النضر بن شميل: لقد سمعته يوماً يقول " إني لأغلق علي بابي فما يجاوزه همي ".

    وكان يقول: " أكمل ما يكون الإنسان عقلاً وذهناً إذا بلغ أربعين سنة وهي السن التي بعث الله تعالى فيها محمداً صلى الله عليه وسلم ثم يتغير وينقص إذا بلغ ثلاثاً وستين سنة وهي السن التي قبض فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصفى ما يكون ذهن الإنسان في وقت السحر ".

    الخليل بن أحمد أذكى العرب و مفتاح العلوم

    قال حمزة بن الحسن الأصبهاني في حق الخليل بن أحمد في كتابه الذي سماه " التنبيه على حدوث التصحيف "، وبعد فإن دولة الإسلام لم تخرج أبدع للعلوم التي لم يكن لها عند علماء العرب أصول من الخليل وليس على ذلك برهان أوضح من علم العروض الذي لا عن حكيم أخذه ولا على مثال تقدمه احتذاه وإنما اخترعه من ممر له بالصفارين من وقع مطرقة على طست ليس فيهما حجة ولا بيان يؤديان إلى غير حليتهما أو يفيدان غير جوهرهما.
    فلو كانت أيامه قديمة ورسومه بعيدة لشك فيه بعض الأمم لصنعته ما لم يصنع أحد منذ خلق الله الدنيا من اختراعه العلم الذي قدمت ذكره ومن تأسيسه بناء كتاب " العين " الذي يحصر لغة أمة من الأمم قاطبة ثم من إمداده سيبويه (أحد تلامذته العظام) من علم النحو بما صنف منه كتابه المسمى " الكتاب " الذي هو زينة لدولة الاسلام انتهى كلامه.

    ثناء العلماء عليه:

    قال الإمام سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى: (من أحب أن ينظر الى رجل من ذهب والمسك فلينظر الى الخليل بن احمد) .

    وقال الإمام ابن حبان رحمه الله: (كان من خيار عباد الله المتقشفين في العبادة، وكان غاية في استخراج مسائل النحو وتصحيح القياس فيه وهو أول من استخرج العروض وحصر أشعار العرب بها وعمل أول " العين " المعروف المشهور الذي به يتهيأ ضبط اللغة وكان من الزهاد في الدنيا والمنقطعين الى العلم) .

    وقال الإمام الذهبي رحمه الله: (كان رأسا في لسان العرب دينا ورعا قانعا متواضعا كبير الشأن، وكان مفرط الذكاء، وكان هو ويونس إمامي أهل البصرة في العربية) .

    وقال الإمام ابن حجر العسقلاني رحمه الله: (الخليل بن أحمد صاحب العروض والنحو صدوق عالم عابد) .

    من أعماله الجلية رحمه الله تعالى

    هو أول من أسس علم العروض.

    وهو أول من ابتكر التأليف المعجمي.

    وهو مخترع علم النحو الذي لقّنه لتلميذه سيبويه.

    وهو مخترع علم الموسيقى المعرفية التي جمع فيها أصناف النَّظم.

    وهو الذي وضع تشكيل الحروف العربية، وقد كانت من قبله لا تشكيل واضح لها؛ فسهَّل بذلك تلاوة القرآن، فنال بذلك أجرا عظيما، حتى قيل إنَّ عصره لم يعرف أذكى منه، وأعلم وأعفَّ وأزهد.

    فضلا عن جهوده في علم التجويد، إذ أنه إشتغل إشتغالا عظيما في علم مخارج الحروف وصفاتها.

    وروى قاضي القضاة ابن خلكان رحمه الله أن الخليل كان له ولد، فدخل على أبيه يوماً فوجده يقطع بيت شعر بأوزان العروض، فخرج إلى الناس، وقال إن أبي قد جن، فدخلوا عليه وأخبروه بما قال ابنه، فقال مخاطباً له:

    لو كنت تعلم ما أقول عذرتني أو كنت تعلم ما تقول عذلتكا

    لكن جهلت مقالتي فعذلتني وعلمت أنك جاهل فعذرتكا

    تصانيفه:

    وللخليل من التصانيف: كتاب العين في اللغة وهو مشهور وكتاب العروض وكتاب الجمل في النحو وكتاب الشواهد وكتاب النقط والشكل وكتاب النغم وكتاب في العوامل، وأكثر العلماء العارفين باللغة يقولون إن كتاب العين في اللغة المنسوب إلى الخليل بن أحمد ليس تصنيفه.
    وإنما كان قد شرع فيه ورتب أوائله وسماه بالعين ثم مات فأكمله تلامذته النضر بن شميل ومن في طبقته وهم مؤرج السدوسي ونصر بن علي الجهضمي وغيرهما، فما جاء الذي عملوه مناسباً لما وضعه الخليل في الأول فأخرجوا الذي وضعه الخليل منه وعملوا أيضاً الأول فلهذا وقع فيه خلل كثير يبعد وقوع الخليل في مثله، وقد صنف ابن درستويه في ذلك كتاباً استوفى الكلام فيه وهو كتاب مفيد.

    تلامذته:

    كثر تلاميذه منهم: سيبويه، والكسائى، والنضر بن شميل، والاصمعي وغيرهم، وقد اعترفوا جميعا، وكلهم اساتذه كبار، بريادته في اللغة، والنحو، والعروض، وعلم الموسيقى، والرياضة.

    نبذة عن علمه العروض:

    يعرف علم العروض بأنه علم بمعرفة أوزان الشعر العربي، أو هو علم أوزان الشعر الموافق أشعار العرب، التي اشتهرت عنهم وصحت بالرواية من الطرق الموثوق بها، وبهذا العلم يعرف المستقيم والمنكسر من أشعار العرب والصحيح من السقيم، والمعتل من السليم.

    وحصر الخليل بن أحمد أقسامه في خمس دوائر يستخرج منها خمسة عشر بحراً ثم زاد فيه الأخفش بحراً آخر وسماه الخبب. فبحور الشعر ستة عشر بحرًا وهي: الطويل، المديد، البسيط، الوافر، الكامل، الهزج، الرجز، الرمل، السريع، المنسرح، الخفيف، المضارع، المقتضب، المجتث، المتقارب، المتدارك. وقد جمعها أبو الطاهر البيضاوي في بيتين:

    طويل يمد البسط بالوفر كاملُ ويهزج في رجز ويرمل مسرعا

    فسرح خفيفا ضارعا يقتضب لنا من اجتث من قرب لندرك مطمعا

    وقد نظم صفي الدين الحلي بيتا لكل بحر، سميت مفاتيح البحور ليسهل حفظها:

    وقد نظم صفي الدين الحلي بيتا لكل بحر، سميت مفاتيح البحور ليسهل حفظها :

    الترتيب

    البحر

    أصل تفاعليه

    مرات تكرار الأصل

    مفتاح البحر

    1

    الطويل

    فعولن مفاعيلن

    4

    طويلٌ له دون البحور فضائلٌ فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن

    2

    المديد

    فاعلاتن فاعلن

    4

    لمديد الشعر عندي صفاتُ فاعلاتن فاعلن فاعلاتن

    3

    البسيط

    مستفعلن فاعلن

    4

    إن البسيط لديه يبسط الأملُ مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن

    4

    الوافر

    مفاعلتن

    6

    بحور الشعر وافرها جميل مفاعلتن مفاعلتن فعولن

    5

    الكامل

    متفاعلن

    6

    كمل الجمال من البحور الكامل متفاعلن متفاعلن متفاعلن

    6

    الهزج

    مفاعيلن

    6

    على الأهزاج تسهيل مفاعيلن مفاعيلن

    7

    الرجز

    مستفعلن

    6

    في أبحر الأرجاز بحرٌ يسهل مستفعلن مستفعلن مستفعلن

    8

    الرمل

    فاعلاتن

    6

    رمل الأبحر ترويه الثقات فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن

    9

    السريع

    مستفعلن مستفعلن مفعولات

    2

    بحرٌ سريع ماله ساحل مستفعلن مستفعلن فاعلن

    10

    المنسرح

    مستفعلن مفعولات مستفعلن

    2

    منسرح فيه يضرب المثل مستفعلن مفعولات مفتعلن

    11

    الخفيف

    فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن

    2

    يا خفيفاً خفّت به الحركات فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن

    12

    المضارع

    مفاعيلن فاعلاتن مفاعيلن

    2

    تعدّ المضارعات مفاعيلُ فاعلاتن

    13

    المقتضب

    مفعولات مستفعلن

    2

    اقتضب كما سألوا مفعلات مفتعلن

    14

    المجتث

    مستفعلن فاعلاتن

    2

    أن جثت الحركات مستفعلن فاعلاتن

    15

    المتقارب

    فعولن

    8

    عن المتقارب قال الخليل فعولن فعولن فعولن فعول

    16

    المحدث
    (ويسمى الخبب أو المتدارك)

    فاعلن

    8

    حركات المحدث تنتقل فعلن فعلن فعلن فعل







    وفاة العلامة إمام النحو واللغة الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري رحمه الله تعالى

    بالرغم من أن العلامة الخليل بن أحمد الفراهيدي هو من وضع علم العروض إلا أن إنتاجه الشعري قليل، فما عرف عنه إلا البيت والبيتين والثلاثة، إخترنا هذين البيتين:

    فكن مستعدا لداء الفناء فإن الذي هو آت قريب

    حسبك من دهرك هذا القوت ما أكثر القوت لمن يموت

    قال القفطي رحمه الله: في كتابه " الإنباه " ولد الخليل في سنة مئة وتوفي سنة مائة وخمس وسبعين، وقال الزبيدي رحمه الله: في " الطبقات " توفي سنة سبعين ومائة، وقيل عاش أربعاً وسبعين سنة رحمه الله تعالى، وقيل في سبب وفاته: أنه أراد أن يقرب نوعا من الحساب تمضي به الجارية الى البياع فلا يمكنه ظلمها، فدخل المسجد وهو معمل فكره في ذلك، فصدمته سارية وهو غافل عنها بفكره، فانقلب على ظهره، فكانت سبب موته، وقيل بل كان يقطع بحرا من العروض. . . والله تعالى أعلم، وكان ذلك بالبصرة ودفن بها.

    رحم الله تعالى الزاهد العلامة الإمام النحوي واللغوي أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنانه الفردوس الأعلى وسائر علماء المسلمين وصلى الله على سيدنا وحبيبنا محمد المصطفى المختار سيد الأولين والآخرين وعلى آله الكرام وصحبه الأخيار أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وتابعيهم وتابعيهم بإحسان الى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.


    الكاتب: د. عماد عجوة

    المصدر: موقع جمعية الهلال الإنسانية

  4. #44
    مشرف عام مجالس التاريخ وكنانة - عضو مجلس الادارة
    تاريخ التسجيل
    05-02-2010
    الدولة
    الحجاز
    المشاركات
    1,327

    افتراضي

    أبو مروان ابن زُهْر .. عبقري الطب



    ابن زهر كنية أسرة من علماء المسلمين نشأوا في الأندلس من بداية القرن العاشر إلى أوائل القرن الثالث عشر الميلادي، وكان أشهرهم هو الطبيب "أبو مروان عبد الملك بن أبي العلاء زهر"، ويسمى عادة "أبو مروان" ويعرف عند الأوربيين باسم (Avenzoar)

    وينحدر "أبو مروان" من عائلة عريقة في الطب، فقد كان والده أبو العلاء طبيباً ماهراً في التشخيص والعلاج، وكان جده طبيباً، ولد في إشبيلية سنة 465هـ/ 1072م، ودرس الأدب والفقه وعلوم الشريعة، قبل أن يتعلم الطب على والده. وكان صديقاً للطبيب والفيلسوف ابن رشد.

    اشتغل أبو مروان أول الأمر مع أمراء دولة المرابطين وأصابه من أميرها "علي بن يوسف بن تاشفين" ما أصاب والده من قبله من محنة، فسجن نحواً من عشر سنوات" في مراكش، وبعد زوال الدولة المرابطية وقيام الدولة الموحدية، اشتغل ابن زهر طبيباً ووزيراً مع عبد المؤمن مؤسس الدولة فشمله برعايته، مما مكنه من تأليف أفضل كتبه.

    إسهاماته العلمية

    يمثل "ابن زهر" حالة استثنائية في زمانه، فبالرغم من سعة معارفه وتنوعها فقد تخصص في الطب ومارسه طول حياته، فأضاف أشياء جديدة، منها وصفه لمختلف الأمراض الباطنية والجلدية، إضافةً إلى الجراحة.

    وبحث "ابن زهر" في قروح الرأس وأمراضه، وأمراض الأذنين، والأنف، والفم، والشفاه، والأسنان، والعيون، وأمراض الرقبة، والرئة، والقلب، وأنوع الحمى، والأمراض الوبائية، ووصف التهاب غشاء القلب ومَيَّزَ بينه وبين التهاب الرئة.

    واعتمد ابن زهر على التجربة والتدقيق العلمي، وتوصل بذلك إلى الكشف عن أمراض لم تدرس من قبل، فدرس أمراض الرئة، وأجرى عملية القصبة المؤدية إلى الرئة، كما كان أول من استعمل الحقن للتغذية الصناعية، ويعد من أوائل الأطباء الذين اهتموا بدراسة الأمراض الموجودة في بيئة معينة، فقد تكلم عن الأمراض التي يكثر التعرض لها في مراكش، كما أنه من أوائل الأطباء الذين بينوا قيمة العسل في الدواء والغذاء.

    نال إعجاب كثير من معاصريه وعلى رأسهم صديقه "ابن رشد" الذي وصف ابن زهر في كتابه "الكليات" بأنه أعظم الأطباء بعد جالينوس، فهو يعد أحد أعظم أطباء الأندلس الذي كان لهم تأثيرا كبيرا في الطب الأوربي حتى القرن السابع عشر ميلادي، وذلك بفضل ترجمة كتبه إلى اللاتينية والعبرية.

    مؤلفاته

    ترك "ابن زهر" العديد من الكتب والمؤلفات المهمة التي كان لها تأثير في مجال الطب، ومن أبرز هذه المؤلفات كتاب " التيسير في المداواة والتدبير"، وهو موسوعة طبية يبرز فيها تضلع ابن زهر في الطب وموهبته فيه، وقد أهداه لصديقه ابن رشد الذي ألف فيما بعد "كتاب الكليات في الطب"، فكان الكتابان متممين أحدهما للآخر.

    ترجم هذا الكتاب إلى اللاتينية سنة 1490م، وكان له أثر كبير على الطب الأوربي حتى القرن السابع عشر، وتوجد نسخ منه في عدد من الخزانات، منها الخزانة العامة بالرباط، وخزانات باريس، وأكسفورد بإنجلترا، وفلورانسا بإيطاليا. وفي سنة 1991م قامت أكاديمية المملكة المغربية بطبعه ضمن "سلسلة التراث" بعدما حققه وهيأه للطبع الباحث محمد بن عبد الله الروداني.

    وقدم "أبو مروان" في كتابه "الاقتصاد في إصلاح الأنفس والأجساد" خلاصة للأمراض، والأدوية، وعلم حفظ الصحة، والطب النفسي، وتوجد لهذا الكتاب عدة نسخ مخطوطة، منها نسخة بالخزانة الملكية بالرباط.

    ومن الكتب المهمة كتاب "الأغذية والأدوية" الذي يصف فيه ابن زهر مختلف أنواع الأغذية والعقاقير وآثارها على الصحة، وقد ترجم إلى اللاتينية. وهو لا يزال مخطوطاً، وتوجد منه نسختان بالخزانة الملكية بالرباط، إضافة إلى ذلك ألف أبو مروان عدداً آخر من الكتب والرسائل في الطب.

    وتوفى ابن زهر في العام 557هـ /1162م.

  5. #45
    مراقب عام الموقع - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف ابوعمر الدويري
    تاريخ التسجيل
    12-01-2011
    الدولة
    الاردن - عمان
    المشاركات
    16,550

    افتراضي

    نتابعكم ...
    نشر المعرفة لوجه الله " صدقة "
    بارك الله بكم

  6. #46
    مشرف عام مجالس التاريخ وكنانة - عضو مجلس الادارة
    تاريخ التسجيل
    05-02-2010
    الدولة
    الحجاز
    المشاركات
    1,327

    افتراضي

    ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي وشهرته ياقوت الحموي (و. 1179 - ت. 1229)، هو مؤرخ وجغرافي عربي من أصل يوناني،[1][2] ويعتبر من أئمة الجغرافيين، ومؤرخ ثقة، وواحد من العلماء باللغة والأدب.
    فهرست [إظهار]
    حياته

    وُلد في بلاد الروم عام 1179، وأُسر من بلاده صغيراً وابتاعه ببغداد تاجر يُعرف بعسكر بن أبي نصر إبراهيم الحموي، فنُسب ياقوت إليه، ونشأ مسلماً وغلب عليه لقب الحموي.[3]
    كان مولاه عسكر أمياً لا يعرف شيئاً سوى التجارة، فعنى التاجر بتعليمه؛ لينتفع به في تجارته، فتلقى العلوم المعروفة في عصره من نحو ولغة، ولما كبر ياقوت شَغَله مولاه بالأسفار في تجارته إلى كيش وغمان، ويذكر ياقوت أن كيش تعجيم قيس وأنها جزيرة في بحر عمان، وأنه زارها مراراً ورأى فيها جماعة من أهل الأدب والفقه والفضل.
    جرت بينه وبين مولاه نبوة (جفوة) سنة 596هـ أوجبت عتقه فأبعده عنه، فعاش ياقوت من نسخ الكتب، وفي هذه الأثناء اتصل بعبد الله بن الحسين بن عبد الله العُكبري البغدادي (ت616هـ) العالم بالأدب واللغة والفرائض والحساب وأفاد منه كثيراً.
    لم يمض وقت طويل حتى عطف عليه سيده عسكر، وأرجعه إلى عهدته وكلفه تجارته إلى كيش، فلما عاد منها كان مولاه قد مات، فأعطى أولاده وزوجته ما أرضاهم، وبقيت في يده بقية جعلها رأس ماله. وجاب ياقوت البلاد كما يذكر بين جيحون والنيل، فزار تبريز أشهر مدن أذربيجان سنة 610هـ،ولعله زار مصر ما بين 610ـ613هـ لأنه يذكر زيارته للإسكندرية من دون أن يحدد تاريخ زيارته ويستغرب مبالغات الرواة في وصفهم منارة الإسكندرية.[4]
    وزار ياقوت دمشق سنة 613هـ ومن دمشق توجه إلى حلب مارّاً بحمص وحماة، ولكنه لم يمكث في حلب طويلاً إذ خرج منها متوجهاً إلى الموصل ومنها إلى إربيل التي كانت من أعمال الموصل، وكان حاكمها آنذاك مظفر الدين كوكبري بن زين الدين كوجك من أتابكة الموصل، وكان قد جعل منها مصراً كبيراً من الأمصار يقصدها الغرباء.
    اتجه ياقوت من الموصل إلى خراسان التي كانت تحت حكم محمد بن تكش خوارزم شاه (569-617) فأقام فيها يتجر في بلادها واستوطن مرو مدة، ثم انتقل سنة 616هـ إلى خوارزم (خيوة)، ويبدو أن الوقت كان شتاءً إذ إن ياقوتاً حاول أن يكتب شيئاً فلم يستطع لجمود الدواة حتى يقربها من النار ويذيبها، وكان إذا وضع الشربة على شفته التصقت بها لجمودها.
    صادف وهو بخوارزم خروج التتر بقيادة جنكيز خان سنة 616هـ فانهزم بنفسه مخلفاً وراءَه كل ما جمعه من مال وثروة، وعاد إلى الموصل ومنها كتب سنة 617هـ رسالة إلى القاضي أبي الحسن جمال الدين علي بن يوسف بن إبراهيم الشيباني وزير الملك العزيز الأيوبي (613ـ634هـ) طالباً منه العون، شارحاً له ما قاساه في طريق عودته، فشمله بعطفه وأحاطه برعايته، ودعمه مادياً وهذا ما ساعده على الانصراف للكتابة في الموصل التي أقام فيها مدة، ومن الموصل انتقل إلى سنجار ومنها ارتحل إلى حلب وأقام بظاهرها في خان حيث توفي.
    مؤلفاته

    وكان ياقوت قد وقف كتبه على مسجد الزيدي ببغداد وسلمها إلى الشيخ عز الدين أبي الحسن علي بن الأثير صاحب التاريخ الكبير فحملها إلى هناك.
    من الواضح أن ياقوتاً أفاد كثيراً مما شاهده في اسفاره وما جمعه من الخزائن التي تردد عليها في مراكز الثقافة التي نشطت فيها الحياة الفكرية، كدمشق وحلب في ظل الحكم الأيوبي، ومرو التي كانت من أشهر مراكز الثقافة آنذاك، وقد أقام ياقوت في مرو ثلاث سنوات يأخذ العلم من علمائها، وأفاد من خزائن كتبها وكان فيها عشر خزائن للوقف لم يرَ في الدنيا مثلها كثرة وجودة، ويقال إن الخزانة التي تعرف بالعزيزية كان فيها اثنا عشر ألف مجلد أو ما يقاربها، ويبدو أن أمر استعارة الكتب من هذه الخزائن كان أمراً ميسوراً حتى إنه كان يستعير في وقت واحد ما يقارب من مئتي مجلد وأكثر بغير رهن تكون قيمتها 200 دينار، فكان «يرتع فيها ويقتبس من فوائدها» وكان أكثر فوائد «معجم البلدان» وغيره مما كان قد جمعه من تلك الخزائن.
    لياقوت الحموي مؤلفات عديدة منها كتاب:
    معجم البلدان
    معجم الأدباء
    المشترك وضعاً والمختلف صقعاً
    المقتضب في النسب
    معجم الشعراء
    المبدأ والمآل
    كتاب الدول
    مجموع كلام أبي علي الفارسي
    أخبار المتنبي
    كتاب في الديارات
    معجب البلدان
    المقالة الرئيسية: معجم البلدان
    أهم تصانيفه كتاب معجم البلدان الذي باشر بتبييضه كما يذكر هو نفسه في 21 محرم سنة 625هـ وأهدى نسخته بخطه إلى العالم الجليل الذي كان له فضل دعمه ومساعدته ـ بعد عودته من خوارزم ـ القاضي أبي الحسن جمال الدين الشيباني.
    ومعجم البلدان من أعظم المراجع التي يمكن الاعتماد عليها، ويعد من المؤلفات التي يحق للإسلام أن يفخر بها كما يقول المستشرق كارا دو ڤو Carra de Vaux، وكان أول من نشر كتاب معجم البلدان المستشرق الألماني ڤستنفلد Wustenfeld في ستة أجزاء، ثم طبع في القاهرة في عشرة أجزاء سنة 1323هـ/1906م وطبع طبعات أخرى.
    والمعجم كتاب في أسماء البلدان والجبال والأودية والقيعان والقرى والمدن والبحار والأنهار والغدران والأصنام والأوثان مرتبة على حروف الهجاء، ويمتاز بدقته واتساعه وجمعه بين الجغرافية والتاريخ والعلم والأدب، وكان ياقوت أميناً في ذكر مصادره ومراجعه التي اعتمد عليها، وكان من أكثر العلماء عناية بمظاهر الثقافة الشاملة، ومن أبعدهم عن الأخذ بالخرافة والأساطير، وقد عني المستشرق هير Heer في نهاية القرن التاسع عشر بدراسة «معجم البلدان» وكتب بحثاً عن المراجع التاريخية والجغرافية التي اعتمدها ياقوت لتصنيف هذا المعجم.
    لكتاب معجم البلدان مختصر بعنوان «مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع» لصفي الدين عبد المؤمن بن عبد الحق البغدادي (ت 739هـ)، ومع أن طلاب ياقوت التمسوا منه مراراً اختصار كتابه كان يأبى باستمرار لأن المُختصر لكتاب في رأي ياقوت «هو كمن أقدم على خلق سوي فقطع أطرافه، فتركه أشلّ اليدين، أبترَ الرجلين، أعمى العينين، أصم الأذنين».

    فهارس معجم البلدان.pdf
    فهارس معجم البلدان.


    معجم البلدان لياقوت الحموي1.pdf
    معجم البلدان، الجزء 1.

    معجم البلدان1.pdf
    معجم البلدان، الجزء 1.


    معجم البلدان2.pdf
    معجم البلدان، الجزء 2.

    معجم البلدان3.pdf
    معجم البلدان، الجزء 3.


    معجم ياقوت4.pdf
    معجم البلدان، الجزء 4.

    معجم البلدان5.pdf
    معجم البلدان، الجزء 5.


    معجم البلدان6.pdf
    معجم البلدان، الجزء 6.

    No معجم البلدان7.pdf
    معجم البلدان، الجزء 7.


    معجم البلدان8.pdf
    معجم البلدان، الجزء 8.

    معجم الأدباء
    الكتاب الثاني المهم هو كتاب «إرشاد الأريب في معرفة الأديب» المعروف باسم «معجم الأدباء»، وقد جمع فيه ياقوت ما وقع إليه من أخبار النحويين واللغويين والنسابة والقرّاء المشهورين والإخباريين والورّاقين المعروفين، والكُتّاب المشهورين وأصحاب الرسائل المدونة، وأرباب الخطوط المنسوبة المعينة، وكل من صنف في الأدب تصنيفاً أو جمع فيه تأليفاً مع إيثار الاختصار، وقد أثبت ياقوت مواضع نقله، ومواطن أخذه من «كتب العلماء المعوّل في هذا الشأن عليهم والرجوع إلى صحة النقد إليهم».
    كان أول من نشر هذا الكتاب القيم المستشرق المشهور مرگوليث Margoliouth في ستة أجزاء، ثم طبع أكثر من مرة.
    المصادر

    ^ David C. Conrad, Empires of Medieval West Africa: Ghana, Mali, and Songhay, (Shoreline Publishing, 2005), 26.
    ^ Ludwig W. Adamec, The A to Z of Islam, (Scarecrow Press, 2009), 333.
    ^ علي السيد. "القمر". الموسوعة العربية. Retrieved 2014-12-19.
    ^ نجدة خماش. "ياقوت الحموي". الموسوعة العربية. Retrieved 2014-12-13.
    قراءات إضافية

    ياقوت الحموي، معجم البلدان، دار صادر، بيروت 1398/1977.
    ابن كثير، البداية والنهاية، دار الفجر للتراث، القاهرة 2003.
    أحمد رمضان، الرحلة والرحالة المسلمون، دار البيان العربي، د.ت.
    زكي محمد حسن، الرحالة المسلمون في العصور الوسطى، دار الرائد العربي، بيروت، د.ت.
    وصلات خارجية

  7. #47
    مشرف عام مجالس التاريخ وكنانة - عضو مجلس الادارة
    تاريخ التسجيل
    05-02-2010
    الدولة
    الحجاز
    المشاركات
    1,327

    افتراضي

    امير الرحاله المسلمين
    ابن بطوطة
    أبو عبد الله محمد بن عبد الله اللواتي الطنجي بن بطوطة
    IbnBattatuEffendi.jpg
    ابن بطوطة
    وُلـِد 25 فبراير 1304
    طنجة، المغرب
    توفي 1369
    المغرب
    العرق أمازيغي
    المهنة عالم إسلامي
    الديانة إسلام

    ابن بطوطة
    أبو عبد الله محمد بن عبد الله اللواتي الطنجي بن بطوطة وشهرته ابن بطوطة[1] (و. 25 فبراير 1304 – ت. 1368أو 1369)، هو مستكشف، مؤرخ، قاضي، وفقيه أمازيغي مغربي مسلم، لقب أمير الرحالين المسلمين.
    فهرست [إظهار]
    حياته المبكرة وحجته الأولى


    رسم من كتاب الواسطي، نشر في القرن 13 يصور مجموعة من الحجاج.
    هو محمد بن عبد الله بن إبراهيم الطنجي اللواتي نسبة إلى قبيلة لواتة من الأمازيغ. ولد في طنجة بالمغرب الأقصى، في أسرة عريقة في العلوم الدينية، تولّى بعض رجالها القضاء الشرعي، عاش طفولته وشبابه براحة وطمأنينة، درس العلوم الدينية وتفقه فيها، وتعلم الأدب ودرس اللغة الفارسية. ولما بلغ الثانية والعشرين من عمره خرج من طنجة قاصداً مكة لقضاء فريضة الحج، وكان ذلك سنة 1325 في عهد السلطان أبي سعيد من بني مرين ( 710-730هـ).
    غير أن الرحلة طالت وجاب فيها أكثر بلاد العالم المعمور في ذلك الحين، فطاف بلاد المغرب ومصر والشام والحجاز والعراق وفارس واليمن والبحرين وآسيا الصغرى وتركستان وبلاد ما وراء النهر، كما وصل إلى الهند والصين وجاوة وبخارى وبلاد التتر.
    العراق وفارس وشبه الجزيرة العربية


    عرض تفاعلي عن ابن بطوطة في مركز تسوق ابن بطوطة، دبي، الإمارات العربية.
    بدأ ابن بطوطة رحلته الأولى التي استمرت من 725-750هـ/1325-1349م عن طريق شمالي إفريقيا، فاجتاز تلمسان وتونس وطرابلس ووصل مصر العليا واتجه نحو أعالي النيل ليعبر البحر الأحمر إلى جدة، ولكنه اضطر إلى العودة إلى القاهرة بسبب قتال كان يدور في تلك المنطقة بين المماليك وأهل البجّة، ثم تابع رحلته عن طريق بلاد الشام مما أتاح له تعرف أكثر هذه البلاد، ومن دمشق اتجه نحو مكة في سنة 726هـ/1326م فأدى مناسك الحج، ومن مكة رحل إلى العراق وزار بلاد العجم وكانت عاصمتها تبريز، فقصدها بصحبة الإيلخان السلطان أبي سعيد بهادُر، ثم رجع إلى بغداد وزار سامراء والموصل، ثم عاد إلى الحجاز سنة 727هـ وجاور في مكة ثلاث سنوات.
    الصومال


    ميناء زيلع.

    المسجد الكبير في جزيرة كيلوا، أكبر مسجد مبني من حجر المرجان.
    بعد ذلك قصد اليمن وزار عدن ثم توجه نحو إفريقية الشرقية وعاد منها إلى جزيرة العرب فزار عُمان وهُرمز والبحرين والأحساء، ومن هناك عاد إلى الحجاز سنة 732هـ وحجّ، وفي أثناء حجّه التقى الملك الناصر محمد بن قلاوون سلطان المماليك في مصر الذي كان يؤدي مناسك الحج.
    الإمبراطورية البيزنطية، اوردا الذهبية، الأناضول، آسيا الوسطى والهند


    Andronikos III Palaiologos

    ثم ترك مكة واستأنف رحلاته فزار مصر وسورية وآسيا الصغرى وبلاد القرم وبلاد الأوزبك، ثم توجه إلى القسطنطينية ومنها قصد خوارزم وبخارى وأفغانستان حتى وصل إلى الهند سنة 734هـ. وفي مدينة دهلي (دلهي) تولى القضاء، وذهب في سفارة للسلطان محمد الثاني بن تغلق سلطان دهلي إلى امبراطور الصين، ووصل إلى ميناء زينون Chuon – chou feu وزار بعض جهات الصين ووقف على معالمها.[2]
    الهند، سريلانكا، المالديڤ والصين


    ضريح محمد بن طغلق في دلهي، حيث عمل ابن بطوطة كقاضي لمدة 6 سنوات في عهد طغلق.
    .

    جزيرة في المالديڤ .


    ابن بطوطة لدى وصوله إلى ميناء مدينة كوانزو الصينية، والشهيرة باسم الزيتون.

    ثم قصد جزر مهل الذيب ( مالديف) وزار البنغال وسومطرة، وفي مالديف تولى القضاء سنة ونصف سنة. ثم عاد إلى بلاد العرب عن طريق جزيرة سومطرة حيث حضر أعراس ولي عهد ملكها الملك الظاهر، ومنها توجه إلى ظَفار سنة 748هـ ثم إلى بغداد ومنها إلى دمشق فمصر، ثم توجه إلى مكة وأدى فريضة الحج، ثم عاد إلى مصر وركب البحر من الإسكندرية متوجهاً إلى تونس، فاجتمع بالسلطان أبي الحسن المريني الذي كان يحكم بلاد المغرب الكبير، ومنها ارتحل إلى سردينية ثم عبر البحر إلى المغرب ووصل إلى فاس سنة 750هـ، وفور وصوله سلّم على السلطان أبي عنان المريني (حكم 749-759هـ).

    عودته للوطن والموت الأسود

    بعد عام من إقامته في فاس عاوده الشوق إلى الرحيل فقام برحلته الثانية إلى مملكة غرناطة، ومرّ فيها بطنجة وسبتة وجبل طارق ومالقة فغرناطة، وحاول مقابلة السلطان أبي الحجاج يوسف من ملوك بني النصر ولكنه لم يوفق، والتقى في غرناطة لسان الدين بن الخطيب والكاتب ابن جزيّ الذي قام فيما بعد بكتابة رحلة ابن بطوطة حين استقر بمدينة فاس.

    الأندلس وشمال أفريقيا


    زار ابن بطوطة إمارة غرناطة، آخر زيارة للمولدون في الأندلس.
    غير أن مقام ابن بطوطة لم يطل في غرناطة، فعاد إلى فاس، وقد استغرقت رحلته هذه سنة واحدة (751-752هـ /1350-1351م).
    وفي فاس أخذ يهيئ نفسه لرحلة ثالثة، بدأها سنة 753هـ، وكانت وجهتها هذه المرّة بلاد السودان الغربي في إفريقية، وقد زار في هذه الرحلة سجلماسة وزاغري ومالي ووصل إلى تمبكتو، وانتهى به المطاف في مدينة تكدّا، ومنها عاد إلى فاس بأمر السلطان أبي عنان، وكان ذلك سنة 755هـ/1354م.

    الصحراء الكبرى، مالي وتيمبوكتو


    Ibn Battuta mentions the well built homes, city planning and water preservation systems in the city of Oualata, a crucial town in the trans-Saharan trade.


    الرحلة

    المقالة الرئيسية: تحفة الأنظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار

    منزل في مدينة طنجة، يحتمل أن يكون مكان دفن ابن بطوطة.

    رسم بالزيت لابن بطوطة في مصر، لهيپوليت ليون بنيت.
    أقام ابن بطوطة بعد رحلاته الثلاث في حاشية الملك أبي عنان المَريني يحدّث الناس بما رآه من عجائب المشاهدات وما سمعه من غرائب الأخبار، فأجزل السلطان له العطاء ودعاه إلى إملاء ما شاهده على كاتبه ابن جزّي الكلبي. ولما كان الهنود قد سلبوا ابن بطوطة في بعض جولاته في الهند كلَّ ما قد دوّنه في مذكراته، فقد أملى ـ عن ظهر قلبه ـ ما تذكره من أسماء الأعلام والمدن، وقد سمى مجموعة أخباره: «تحفة النّظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار»، وهي تعرف اليوم برحلات ابن بطوطة. وبعد انتساخ الرحلة عينه سلطان المغرب قاضياً على إقليم مسار أوسع أقاليم المغرب، وظل هناك حتى وفاته.
    وقد لخّص ابن جزيّ المطوّل من رحلة ابن بطوطة، ورتّب الفصول وأضاف بعض الأشعار واستعان في تحقيق بعض الأجزاء بكتب الرحلات كرحلة ابن جبير. ويبدو من ذلك أن بعض أجزاء الرحلة ليست من سرد ابن بطوطة وإنّما من أسلوب ابن جُزيّ، ولاسيما في مقدمة الكتاب وخاتمته، وفي كلّ مقدمة لوصف مدينة كبيرة استخدم ابن جزيّ أسلوب السجع والتنميق، أما ما رواه ابن بطوطة فقد روي بعبارات بسيطة، ساذجة أحياناً، خالية من فن التأليف والترتيب، فلم يكن ابن بطوطة عالماً ولا مفكراً ولكنه كان جوّاب آفاق دقيق الملاحظة، أحبّ الاطلاع على كل شيء غريب، فسرد أخباره بأسلوب فكه ظريف، توخى فيه الأمانة، فإذا نسي اسماً لم يخترع سواه بل يقول بكل بساطة إنه نسيه، صارفاً همّه إلى ذكر أحوال الناس وعاداتهم وتصرفاتهم، فلم تكن غايته من رحلاته وصف البلاد والجبال والأنهار، وإنما وصف الناس الذين ألقت بهم المصادفات في طريقه، لذلك فالكتاب صفحة من التاريخ الاجتماعي الإسلامي، إضافة إلى أنه كتاب في الجغرافية البشرية وخاصة ما يتعلق برحلته الأولى. ويرى المستشرق الألماني فرّان Ch.M.Frahn أنه يمكن أن يعد ابن بطوطة من الجغرافيين الذين لا غنى عنهم في تحسين علم الجغرافية وصرفه عن جفاف الخرائط والخطوط إلى محيط الحياة المتنوّع، وذلك في تصويره للشعوب المتباينة في عاداتها وتصرفاتها ومعتقداتها. ومعلوماته عن كثير من المقاطعات الإفريقية المجهولة التي زارها في رحلته الثالثة، ووصفه لنهر النيجر وبلاد الزنج (زنجبار) تفيد علم الجغرافية أكبر فائدة، وهو دقيق في وصفه لهذه الرحلة، وإذا كان ثمة أخطاء قليلة في كتابه في ذكر رحلته الأولى فذلك ناشئ عن أنه أملى الأحداث بعد مرور عشرين سنة عليها. ومع ذلك فإن ما رواه عن الهند وسيلان وسومطرة وبعض أجزاء الصين قد لقي اهتماماً كبيراً من الباحثين.
    وقد نوّه الجغرافيون اليوم بالفائدة الجلّى التي قدمها ابن بطوطة للفكر الجغرافي العربي، وبالمعلومات الغنية التي تضمنتها الرحلات، ولقد كاد عدد الأعلام الجغرافية فيها يصل إلى نحو من ستين وتسعمئة علم، ويمكن أن تصنف الأعلام الجغرافية الواردة في الرحلة ثلاثة أقسام، الأول وهو المعروف الصحيح المحدد، وتصل نسبة هذه الأعلام إلى تسعين في المئة، وما يزال الناس يرددون تلك الأسماء إلى اليوم مع الاختلاف في المظاهر التي تطورت مع الزمن وأحياناً مع التحريف في الأسماء على ما يذكر في اسم دهلي التي تسمى دلهي اليوم. والثاني أعلام ما يزال الباحثون يحاولون تعيينها وهي لا تتجاوز التسعة بالمئة، وهناك أعلام قليلة جداً لم ترد في المصادر ولا تعرف أماكنها.
    ولكتاب «تحفة النظّار» قيمة تاريخية، فهو بما يحتويه يعدّ مصدراً من مصادر التاريخ الدولي للعالم الإسلامي وعلاقات أقطار هذا العالم بعضها ببعض وعلاقاته بالعالم المسيحي. وقد أورد ابن بطوطة من الأخبار ما لا يوجد في الكتب التاريخية، واستطاع أن يستعرض أمام قارئ رحلاته الملوك الذين كانوا يهيمنون في عهده على معظم أطراف الدنيا والذين تسنى له أن يقابلهم. وهو يفيض في الحديث عن علاقات المغرب الأولى بالعثمانيين واستقبال الأميرة بيلون خاتون زوجة السلطان أورخان بك ابن السلطان عثمان له، ويتحدث عن علاقات المغرب بالمشرق وعلاقة دولة المماليك بالمغرب، وهو في حديثه عن المغرب يبدو محباً لوطنه يضفي على كل ما هو مغربي الشيء الكثير من الامتياز ولاسيما إذا قارن المغرب بالبلاد الإسلامية الأخرى.
    من المؤسف أن رحلة ابن بطوطة ظلّت خفية عن معظم الذين كانوا يهتمون بالرحلات ممن عاصروه أو قاربوا عصره، ولم تعرف «تحفة النظّار» في المغرب إلا في أواخر القرن العاشر الهجري عندما ذكرها أبو الحسن علي بن عبد الله الجزولي التمجروني في كتابه «النفحة المسكية في السفارة التركية» حيث نقل بعض المعلومات من ابن بطوطة تتعلق بقابس والقسطنطينية. وكذلك عندما نقل عنها المقّري في «نفح الطيب» حديثه عن مالقه وغرناطة والملك الصالح وسلطان ماردين.
    غير أن حظ الرحلة كان أوفى في البلاد المشرقية العربية، فقد لخص محمد بن فتح الله البيلوني الحلبي (ت1085هـ/1674م) «تحفة النظار» في كتاب سماه «المنتقى»، كما ظهر مختصر آخر لمؤلف مجهول عام (1102هـ/1691م)، ومن ثم حظيت الرحلة باهتمام لم تلقه رحلات أخرى من رحلات المسلمين.
    ومع ذلك فقد تضاربت الآراء بشأنها، فشكّ بعضهم بأحاديث ابن بطوطة، وكان من أبرزهم ابن خلدون الذي رأى في وصف ابن بطوطة لرحلته ما يدعو الناس إلى تكذيبه وإنكاره، ويبدو أن ابن جزيّ نفسه لم يكن يخلو من بعض الشكوك، وفي ذلك يقول في مقدمة الكتاب: «وأوردت جميع ما أورده من الحكايات والأخبار، ولم أتعرض لبحث عن حقيقة ذلك ولا اختبار».
    غير أن علماء الغرب اهتموا بابن بطوطة مقدرين ما تجشمه من مشقة الأسفار لقلة وسائل النقل وصعوبة الحصول عليها، مقدمين له العذر حين تتشابه أمامه المسالك وتتعثر الدروب، حتى وصفه المستشرق دوزي (بالرحالة الأمين) ولقبته جمعية كمبردج بأمير الرحالة المسلمين.
    كان أول من اهتم بالرحلة المستشرق الألماني بوركهارت Burchshardt، فقد وجد ملخص الرحلة الذي وضعه البيلوني الحلبي فترجمه، وكان ذلك في بداية القرن التاسع عشر، ثم أخذ المستشرقون يبحثون عن النسخ الأصلية للرحلة فترجموها أو ترجموا أقساماً منها إلى لغاتهم، فقام بنشرها في أربعة أجزاء الباحثان دوفريميري Defremery وسانغنيتّي Sanguinetti، ونشر المستشرق السير هاملتون جب H. Gibb مقتطعات منها وترجمها إلى الإنكليزية. وقد ناهز عدد الترجمات حتى اليوم العشرين.
    تأخر طبع الرحلة في العالم العربي إلى عام 1288هـ/1871م، وقد اعتمدت الطبعات العربية التي صدرت في لبنان ومصر على الطبعة الفرنسية التي صدرت في أربعة أجزاء، وإن كان ابن جزيّ قد قسم الرحلات إلى قسمين، ينتهي الأول منها بوصول ابن بطوطة إلى نهر السند وينتهي القسم الثاني بنهاية الرحلة الثالثة.
    أماكن زارها ابن بطوطة

    قطع ابن بطوطة أكثر من 73.000 ميل (117 500 كم)، وزار ما يكافئ 44 دولة معاصرة.[3]
    المغرب
    طنجة
    فاس
    الجزائر
    تلمسان
    مليانة
    الجزائر
    متيجة
    جرجرة
    بجاية
    قسنطينة
    عنابة
    تونس
    تونس - في ذلك الوقت أبو يحيى (ابن أبو زجاريا) كان سلطان تونس .
    صفاقس
    سوسة
    قابس
    مصر
    الأسكندرية
    قرية تروجة "علي مسيرة نصف يوم من الأسكندرية"
    دمنهور
    فوه "وهذة مدينة عجيبة المنظر حسنة المخبر بها البساتين الكثيرة بها قبر الولي أبي النجاة "
    دمياط
    فارسكور
    اشمون الرمان "نسبة الي الرمان لكثرة بها"
    سمنود
    القاهرة "كانت تدعى مصر في سيرة ابن بطوطه"
    الجزيرة العربية
    جدة - ميناء مهم للحجاج إلى مكة.
    مكة - المخطط الرئيسي لرحلة ابن بطوطة كان للحج إلى مكة.
    المدينة المنورة - المكان الذي زار ابن بطوطة قبر الرسول محمد.
    رابغ - مدينة صغيرة شمال جدة تطل على البحر الأحمر.
    ظفار
    البحرين
    الأحساء
    مضيق هرمز
    تركيا و شرق أوروبا
    قونية
    أنطاليا
    بلغاريا - هدفه في الرحلة ، كما يذكر في كتابه أنه يود الذهاب إلى أرض الضلمات
    أزوف
    قازان
    نهر الفولغا
    اسطنبول
    ليبيا
    طرابلس
    أسيا الوسطى
    خورازم
    خراسان
    كابول
    البنجاب
    الهند
    دلهي
    عليباج - ابن بطوطة كان معجب بهذه المنطقة كما ذكر في كتابه.
    أماكن أخرى في أسيا
    مينامار
    المالديف
    سريلانكا
    شاطئ الكورمانديل - في الهند(بنغلادش)
    نهر البراهمبوراتا - زار ابن بطوطة هذه المنطقة في طريقه إلى الصين
    نهر الميغنا - قرب دكا عاصمة بنغلاديش
    سومطرة
    شبه جزيرة الملايو
    الصين
    گوانگ جو (广州) في إقليم گوانگ دونگ - كما أسماها في كتابه بمدينة الزيتون.
    هانگ جو (杭州) - في إقليم جه جيانگ - و قد أسماها في كتابه بمدينة الخنساء، وقد ذكر أيضاً أنها أكبر مدينة في العالم في ذلك الوقت ، وقد إستغرق عبوره خلال المدينة ثلاثة أيام، وهو شيء كبير حتى بالمقاييس الحاليّة.
    بكين - وقد ذكر ابن بطوطة في كتابه عن ترتيب المدينة، وأناقتها الكبيرتان.
    الصومال
    مقديشو
    جنوب أفريقيا
    كلوة
    مالي
    والاتا
    تمبكتو
    جاو

  8. #48
    مشرف عام مجالس التاريخ وكنانة - عضو مجلس الادارة
    تاريخ التسجيل
    05-02-2010
    الدولة
    الحجاز
    المشاركات
    1,327

    افتراضي

    اليعقوبي
    أبو العباس اليعقوبي (أبو العباس أحمد بن إسحاق بن جعفر بن وهب بن واضح اليعقوبي) كاتب ومؤرخ وجغرافي مسلم عاش في زمن الدولة العباسية وأحد مؤرخي أواخر القرن 9ه، ينتمي لطبقة الكتاب وقد قامت شهرته على أثرين من آثاره هما: كتاب التاريخ أو تاريخ اليعقوبي؛ وفيه تحدث عن تاريخ الشعوب ما قبل الإسلام وتاريخ الإسلام حتى سنة 258ه‍ (872 م)، وكتاب البلدان؛ وتحدث فيه عن كبريات المدن في بلاد الإسلام. ولد في بغداد وقضى بعض حياته في أرمينيا وخراسان ثم هاجر إلى الهند والمغرب ومصر، توفي في مصر سنة 284ه‍ (897 م) وفي روايات أخرى عام 284ه أو 298ه.
    أعماله ومؤلفاته


    نص كتاب البلدان اليعقوبي انقر على الصورة للمطالعة
    زار اليعقوبي كثيراً من البلدان منها أرمينيا وخراسان والهند وفلسطين ومصر وبلاد المغرب وغيرها.

    نص كتاب تاريخ اليعقوبي-جـ 01 انقر على الصورة للمطالعة

    نص كتاب تاريخ اليعقوبي-جـ 02 انقر على الصورة للمطالعة
    ولا يزال كتابه (كتاب البلدان) يعتبر من أهم المخطوطات الجغرافية التي وصلتنا منذ ايام الخلافات الإسلامية ولا تزال موجودة حتى وقتنا الحاضر، وهي موجودة حالياً في مدينة ميونيخ بألمانيا. ولقد نشر اليعقوبي قبل مماته بقليل. ويوصف أسلوبه بكونه اسلوبا وصفياً سلساً شيقاً في عرض المعلومات يميل إلى التحليل العقلي والمنطقي وقد قسَّم المنطقة التي غطاها كتابه إلى أربعة أقسام حسب تقسيم الجهات الأصلية، الشرق والغرب والقبلة (الجنوب أو مطلع سهيل) والشمال (كرسي بنات نعش). ويعتبر اليعقوبي مجدداً في تقسيمه المناطق التي وضعها على أساس الولايات، بالإِضافة إلى ذلك فإنه قد سجَّل معلومات قيِّمة عن طرق المواصلات في عصره جلبت انتباه واهتمام الكثيرين. ولكن مما يأخذه البعض عليه في كتابه أنه خصَّص جزءاً كبيراً منه لوصف كل من بغداد وسامراء شغل حوالي ربع حجم الكتاب تقريباً, ويعلل البعض ذلك كونه قد ولد في بغداد وعرف الكثير عن العراق وكان من السهل أن يكتب عن مسقط رأسه الشيء الكثير.

  9. #49
    مشرف عام مجالس التاريخ وكنانة - عضو مجلس الادارة
    تاريخ التسجيل
    05-02-2010
    الدولة
    الحجاز
    المشاركات
    1,327

    افتراضي

    أبو القاسم مسلمة بن أحمد المجريطي وقيل سلمة بن أحمد. هو أحد علماء الرياضيات والكيمياء والفلك في الأندلس والمغرب العربي. ولد بمدينة مجريط (تعرف اليوم بمدريد) سنة 340 هـ وتوفي سنة 397 هـ عن سبعة وخمسين عاما. عرف بإمام الرياضيين في الأندلس. درس أبو القاسم العلوم الطبيعية و الرياضة و الفزياء و اطلع على كتب من سبقوه من العلماء
    رجع ابن خلدون إلى بعض كتبه في بعض موضوعات مقدمته كما قال عنه هولميارد في كتابه صانعو الكيمياء: «إن أبا القاسم المجريطى يكفيه فخرا أنه انتبه إلى قانون بقاء المادة التي لم ينتبه إليها أحد قط من الكيميائيين السابقين له».
    اهتم برصد الكواكب ودرس كتاب بطليموس الذي نقل إلى العربية إلا أن أعماله في مجال الفلك وقفت عند حساب الزمن وعمل الجداول الفلكية. كما اهتم المجريطي بتتبع تاريخ الحضارات القديمة وما تمخضت عنه جهود الأمم من مكتشفات ومعرفة.
    مؤلفاته

    رتبة الحكم في الكيمياء، من أهم المؤلفات في تاريخ الكيمياء في الأندلس وأوضح فيه أهمية العلوم الأخرى لمن يريد الاشتغال بالكيمياء لأنها تساعده على قوة الملاحظة والتفكير الدقيق في العمليات الكيميائية.
    غاية الحكيم الذي ترجم بأمر من الملك ألفونسو إلى اللغة اللاتينية في عام 1252 م تحت عنوان (Picatrix).و هو كتاب موسوعي احتوي على مقالات في تاريخ الحضارة في اقدم عصورها و مستنبطات من تواريخ المم الشرقية .كما يحتوى على مقالات فبي العلوم مثل الكيمياء و الفلك والسحر و الحيل و الرياضة
    عني المجريطي بزيج الخوارزمي وزاد عليه،
    له رسالة في آلة الرصدو المعروفة وبالإسطرلاب.
    ترك أبحاثا قيمة في مختلف فروع الرياضيات كالحساب والهندسة. فقد كان امام الرياضين في عصره
    مصادر

    إسلام أون لاين
    عبد السلام السيد، 2005؛ "موسوعة علماء العرب"؛ الأهلية للنشر والتوزيع: عمان، الأردن 2005.
    غاية الحكيم
    رتبة الحكيم
    تصنيفان: كيميائيون عربالأندلس

  10. #50
    مراقب عام الموقع - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف ابوعمر الدويري
    تاريخ التسجيل
    12-01-2011
    الدولة
    الاردن - عمان
    المشاركات
    16,550

    افتراضي

    جميل ... ومميز
    نقل فيه العلم والمعرفة
    جزاك الله الخير

  11. #51
    مشرف عام مجالس الادب و التاريخ - عضو مجلس الادارة
    تاريخ التسجيل
    30-08-2012
    العمر
    47
    المشاركات
    2,865

    افتراضي

    أخي اكياد شكراً لك على جميل ما طرحت وسلمت اناملك
    موضوع يستحق التثبيت لتميُّزه

  12. #52
    مراقب عام الموقع - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف ابوعمر الدويري
    تاريخ التسجيل
    12-01-2011
    الدولة
    الاردن - عمان
    المشاركات
    16,550

    افتراضي

    ونتابع الكرام ...

  13. #53
    مشرف عام مجالس التاريخ وكنانة - عضو مجلس الادارة
    تاريخ التسجيل
    05-02-2010
    الدولة
    الحجاز
    المشاركات
    1,327

    افتراضي

    العالم العربي المسلم ابن النفيس ( مكتشف الدوره الدمويه)

    ولد ابن النفيس في دمشق وترعرع فيها. تربى تربية دينية صالحة وتتلمذ على يد عدد من شيوخ وعلماء دمشق، وتعمق في الفقه الشافعي حتى أصبح أحد حجج زمانه في هذا المجال.
    درس الطب في مستشفى في دمشق يدعى البيمارستان النوري. وكلمة بيمارستان هي كلمة فارسية تعني "محل أو مكان المريض"، وقد أنشئ أول بيمارستان في عهد الدولة الإسلامية في دمشق في زمن الدولة الأموية على يد الخليفة الوليد بن عبد الملك.
    ويعود الفضل للأطباء المسلمين بصفة عامة إلى استحداث التفرقة بين المستشفى المخصص لعلاج المرضى ودور العجزة والمصحات العقلية، والتي كان يتم الخلط فيما بينها بشكل عام.
    تتلمذ ابن النفيس على الطبيب الدمشقي العلامة ابن الدخوار، ثم أخذ على عاتقه بعد ذلك التعمق بالدراسة والتجربة حتى أصبح طبيبا ماهرا له منهجه العلمي في العلاج والتشريح. وكان يتبع مذهب الطبيب العربي الحارث بن كلدة الثقفي الذي عاصر الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم في تجنب الدواء قدر المستطاع وعدم تناوله إلا عند الحاجة الفعلية، وألا يتم اللجوء إلى خلط دواء مكون من عدة عناصر إلا عند الضرورة القصوى.
    وخلال دراسته ومراجعته للمصادر الطبية التي كتبها من سبقه من الأطباء بدأ يتنبه إلى بعض المفاهيم الطبية الخاطئة، فعمد إلى تصحيحها، وكان له الفضل بذلك في اكتشاف الدورة الدموية الصغرى عندما صحح ما جاء به الطبيب الروماني من أصل إغريقي غالينوس، الذي كان يعتقد بأن الدم يتولد في الكبد ويندفع بعد ذلك إلى القلب الذي يضخه بدوره إلى الشرايين وأنحاء الجسم.

    عثر على اكتشافاته الطبية في متحف برلين بداية القرن العشرين الميلادي (غيتي إيميجز)
    شاهد فيديو الحلقة
    أثبت ابن النفيس أن الدم يخرج من القلب إلى الرئتين حيث ينقى بالأوكسجين ومن ثم يعود إلى القلب مرة أخرى ليضخ إلى أنحاء الجسم، وهو ما يعرف بالدورة الصغرى. كما أثبت أن الجدار الفاصل بين تجويفي القلب المعروفين باسم البطين الأيسر والبطين الأيمن هو جدار صلد لا يحتوي على مسامات كما كان يعتقد سابقا.
    وقد جاء اكتشافه ذلك قبل ثلاثة قرون من اكتشاف الإيطالي ريالدو كولومبو والإسباني ميغيل سيرفيتو للدورة الدموية الصغرى، حيث كان الأوروبيون يجهلون اكتشاف ابن النفيس لعدم ترجمة كتبه، رغم أنها نقلت -مثلها مثل باقي التراث العربي والإسلامي- إلى متاحف أوروبا بدون وجه حق.
    إلا أن طالبا مصريا اسمه محيي الدين التطاوي عثر خلال بحثه في مكتبة برلين بألمانيا على مخطوطة ابن النفيس التي يوثق فيها اكتشافه، وكان ذلك عام 1342 للهجرة (1924 للميلاد) وضمن تلك المعلومات في رسالته لنيل الدكتوراه في تاريخ الطب العربي.
    فوجئ أساتذة التطاوي بالمعلومات الواردة في أطروحته، وبالطبع فقد وضع التطاوي صورة مصدر معلوماته، فأراد المشرفون على أطروحته التأكد من المعلومة فأرسلوا النسخة إلى الطبيب والمستشرق الألماني ماكس ميرهوف الذي كان يقيم في القاهرة ويتقن اللغة العربية، فأيد ما جاء به التطاوي وتم توثيق فضل ابن النفيس لأول مرة على مستوى العالم.
    سارع الألمان بعد ذلك إلى توصيل المعلومة إلى المؤرخ الأميركي من أصل بلجيكي جورج سارتون، الذي كان كيميائيا وصيدليا وقام بتوثيق التاريخ العلمي الإنساني بكتابه الشهير "تاريخ العلوم".
    ضمّن سارتون اكتشاف ابن النفيس في الفصل الخامس من كتابه، وكان سارتون مؤرخا ذا شأن، ودرس الحضارة العربية والإسلامية بشغف، وألقى محاضرات كثيرة حول فضل العرب والمسلمين على تطور العلوم الإنسانية، ومن أقواله في الرسول محمد صلى الله عليه وسلم "صدع الرسول [صلى الله عليه وسلم] بالدعوة نحو عام 610م وعمره يوم ذاك أربعون سنة، وكان مثل إخوانه الأنبياء السابقين [عليهم السلام] ولكن كان أفضل منهم بما لا نسبة فيه.. وكان زاهدًا وفقيهًا ومشرعًا ورجلاً عمليًا... إنه لم يتح لنبي من قبل.. أن ينتصر انتصارًا تامًا كانتصار محمد [صلى الله عليه وسلم]".

    وثّق سارتون اكتشاف ابن النفيس للدورة الدموية الصغرى في كتابه "تاريخ العلوم" (الجزيرة)
    عاصر ابن النفيس هجوم المغول على الدولة الإسلامية واحتلالهم بغداد ومكتباتها، وطال ذلك التدمير بعض مؤلفاته التي ضاعت مع ما ضاع في تلك الكارثة التي حلت بالدولة الإسلامية.
    كان اجتياح المغول للمنطقة ناقوس خطر للمسلمين عامة والعلماء خاصة، ومن جهة أخرى كان غرب الدولة الإسلامية مشتعلا بالحروب في الأندلس حيث شنت الممالك الأوروبية حروب ما يسمى بالاسترداد (لاكونكويستا)، فصارت القاهرة في تلك الفترة البقعة الوحيدة التي تتمتع بالهدوء النسبي خاصة بعد فشل المغول في دخولها، فانتقل إليها علماء مسلمون من كافة التخصصات، وكان ابن النفيس أحدهم.
    أرسل الظاهر بيبرس -سلطان مصر والشام ورابع سلاطين المماليك- إلى ابن النفيس وطلب منه أن يصبح طبيبه الخاص، وهكذا كان لمدة 22 عاما حتى وفاة بيبرس عام (1277) للهجرة. تولى بعد ذلك المنصور قلاوون حكم مصر وأنشأ هذا السلطان مستشفى ضخما في القاهرة سمي "البيمارستان المنصوري" وعيّن ابن النفيس رئيسا لأطباء المستشفى.
    تفشى داء مميت في القاهرة عام 671 للهجرة (1271 للميلاد)، أهلك أعدادا كبيرة من السكان، واستطاع ابن النفيس بعد شهور من العمل المضني السيطرة على المرض، فأكرمه السلطان بمبلغ كبير من المال استثمره الطبيب الماهر في شراء منزل فسيح وصار له مجلس علمي وأدبي وديني يتردد عليه علماء ومشايخ القاهرة الذين وصفوا ابن النفيس بأنه "كريم النفس، حسن الخلق، صريح الرأي، متدين على المذهب الشافعي".
    قضى ابن النفيس باقي عمره في القاهرة ولم يعد إلى مسقط رأسه دمشق، وتوفي بالقاهرة عام 687 للهجرة (1288 للميلاد).
    المصدر : الجزيرة

  14. #54
    مشرف عام مجالس الادب و التاريخ - عضو مجلس الادارة
    تاريخ التسجيل
    30-08-2012
    العمر
    47
    المشاركات
    2,865

    افتراضي

    أخي الكريم اكياد سلمت أخي الحبيب وسلمت اناملك
    شكراً لك علی جميل ما طرحت ونقلت بارك الله فيك
    احسنت احسنت احسنت

  15. #55
    مشرف عام مجالس التاريخ وكنانة - عضو مجلس الادارة
    تاريخ التسجيل
    05-02-2010
    الدولة
    الحجاز
    المشاركات
    1,327

    افتراضي

    جزاكم الله خيرا جميعاً على مروركم العطر وتعليقاتكم الجميله
    وفقني الله وإياكم لما يحبه ويرضاه

  16. #56
    مشرف عام مجالس التاريخ وكنانة - عضو مجلس الادارة
    تاريخ التسجيل
    05-02-2010
    الدولة
    الحجاز
    المشاركات
    1,327

    افتراضي

    ابن زهر .. عبقرية طبية فريدة


    في الوقت الذي كانت فيه أوربا تعيش ظلمات من الجهل والتخلُّف، كان المسلمون في الأندلس يعيشون حياة الازدهار والرقي، وقد شهد القرن السادس الهجري الثاني عشر الميلادي تَقَدُّمًا فريدًا في كافَّة العلوم والمجالات، وخاصة علوم الفلك والطب والفلسفة، حتى غدا كل فيلسوف طبيبًا، وكل طبيب فيلسوفًا، وغدت بلاد المسلمين في الأندلس مقصد العلماء وطلاب العلم من وسط أوربا وجنوبها، ومن البقاع المتاخمة لبلاد الأندلس في ذلك الوقت.

    وكان من بين هؤلاء النابغين -الذين كانت لهم آثار واضحة في علم الطب، وكانت أعمالهم مقصدًا للعلم والدراسة- عالمٌ أندلسي، ورث الطب عن والده، وورث ابنه الطب عنه، وهو أبو مروان عبد الملك بن زُهر الأندلسي، الذي يُعتبر أعظم معلِّم في الطب الإكلينيكي بعد الرازي، كما تَدِين له الجراحة بأول فكرة عن جراحة الجهاز التنفسي، كما أن له أبحاثًا كثيرة عن الأطعمة والأدوية والكسور، وغير ذلك الكثير.

    نسب ابن زهر ومكانة أسرته
    وُلِدَ أبو مروان عبد الملك بن أبي العلاء، المعروف بابن زهر الأندلسي الإشبيلي الإيادي سنة (464-557هـ/ 1072-1162م)، وينتسب أبو مروان عبد الملك بن زهر إلى أسرة أندلسية لمعت في ميدان الطب والعلوم الطبيعية والكيمائية، بل أيضًا العلوم الشرعية الإسلامية؛ فكان جدُّه محمد بن مروان بن زهر (ت 422هـ/ 1031م) شيخ زمانه وعالم عصره، وهو أول مَن رفع من شأن هذه العائلة؛ فقد كان عالمًا فقيهًا جليلاً في بلاد الأندلس. ثم خلفه في العلم ابنه أبو مروان عبد الملك بن محمد بن زهر، الذي نبغ في الفقه إلاَّ أنه كان طموحًا فاشتغل بالطب؛ حيث رحل إلى القيروان فتتلمذ على يد كبار أطبائها، ثم رحل بعد ذلك إلى القاهرة فنال شهرة واسعة في مجال الطب، إلاَّ أنه عاد إلى إشبيلية حتى توفي سنة (471هـ/ 1078م)، فخلفه في الشهرة ابنه أبو العلاء، واسمه زهر بن عبد الملك بن محمد بن زهر، وقد ذاع صيته هو أيضًا في الطب مثل أبيه، وقد تدفَّق الطلاب عليه من كل حدبٍ وصوب؛ لشهرته وتبحُّره في العلوم الطبية، وقد قرَّبه إليه الأمير يوسف بن تاشفين أمير المرابطين، وقد لزم بلاد الأندلس حتى وافاه الأجل سنة (525هـ/ 1131م)، وكان من مؤلفاته: كتاب الخواص، وكتاب مجريات الطب، وكتاب التذكرة، وكتاب الأدوية المفردة، وكتاب النكت، وغيرها من الكتب والرسائل. ثم جاء بعد ذلك الابن الذي نال شهرة أبيه وجدِّه، وملأ الدنيا بعلمه، إنه أبو مروان عبد الملك بن أبي العلاء بن زهر، الذي يُعْتَبَرُ أول من خصَّص كل وقته في الطب[1].

    فكانت أسرة بني زهر بذلك مفخرة الإنسانية؛ لما قَدَّمَتْ من مؤلفات ومبتكرات طبية أدهشت العلماء في الشرق والغرب, واشتهرت في جميع أنحاء المعمورة, وهو ما كان له أبعد الأثر في تشكيل كيان أبي مروان عبد الملك بن زهر العلمي، الذي ورث مهنة الطب من أبيه، وأورثها لأبنائه وأحفاده، وكان هو أفضل تلميذ لأمهر معلم.

    هذا، ولم يكن ابن زهر بمعزل عن حُكَّام عصره (المرابطين)؛ فقد خدم الملثَّمِين، ونال من جهتهم من النعم والأموال شيئًا كثيرًا[2].

    ابن زهر .. مؤلفات وإبداع
    ترك لنا ابن زهر ثروة علمية ناضجة، تنمُّ عن سعة أفقٍ وكثرة اطلاع، ولعل من أهم مؤلفاته كتابه (التيسير في المداواة والتدبير)، والذي يُعَدُّ من خير ما أَلَّف المسلمون في الطب العلمي؛ فقد تحرَّر فيه من كل ما تقيَّد به غيره من آراء نظرية، وأخذ فيه بما تُؤَدِّي إليه الملاحظة المباشرة، وفيه وصف التهاب التَّامُور، والتهاب الأذن الوسطى، وشلل البلعوم، كما وصف عملية استخراج الحصى من الكُلى، وفتح القصبة الهوائية[3].

    وفي تأليف هذا الكتاب قصة مهمة توقفنا على ما كان بين علماء المسلمين من تعاون وتكامل، وما يمكن أن نسميه بـ "العمل في فريق"!

    فإنه حين ألف ابن رشد كتابه (الكليات) -والتي تعود شهرته في الطب إليه، وقد جمع فيه النظريات العامة لعلم الطب، والمبادئ الأساسية لعلم الأمراض- رأى أنه في حاجة إلى كتاب آخر يكمله، ويكون مقصورًا على الجزئيات؛ لتكون جملة كتابيهما ككتاب كامل في صناعة الطب.. ومن ثَمّ قصد ابن رشد أبا زهر (شخصية الدراسة)، وكانت بينهما مودة، ورجاه بأن يقوم بهذه المهمة.

    وقد تم له ما أراد، حيث ألف ابن زهر كتاب (التيسير في المداواة والتدبير)، وجاء موسوعة طبية عظيمة، ظهرت فيه براعة ابن زهر وتضلعه في الصناعة الطبية!

    ولذلك نجد ابن رشد يقول في آخر كتابه (الكليات): "فهذا هو القول في معالجة جميع أصناف الأمراض بأوجز ما أمكننا وأبينه، وقد بقي علينا من هذا الجزء القول في شفاء عرض من الأعراض الداخلة على عضو من الأعضاء، وهذا وإن لم يكن ضروريًّا؛ لأنه منطوٍ بالقوة فيما سلف من الأقاويل الكلية ففيه تتميم ما وارتياض؛ لأنَّا ننزل فيها إلى علاجات الأمراض بحسب عضو عضو، وهي الطريقة التي سلكها أصحاب الكنانيش (الدفاتر)، حتى نجمع في أقاويلنا هذه إلى الأشياء الكلية الأمور الجزئية؛ فإن هذه الصناعة أحق صناعة ينزل فيها إلى الأمور الجزئية ما أمكن، إلا أنا نؤخر هذا إلى وقت نكون فيه أشد فراغًا لعنايتنا في هذا الوقت بما يهم من غير ذلك، فمن وقع له هذا الكتاب دون هذا الجزء، وأحب أن ينظر بعد ذلك إلى الكنانيش، فأوفق الكنانيش له الكتاب الملقَّب بـ(التيسير)، الذي ألفه في زماننا هذا أبو مروان بن زهر، وهذا الكتاب سألته أنا إياه وانتسخته، فكان ذلك سبيلاً إلى خروجه"[4].

    ومن هنا تظهر قيمة العمل الجماعي في الوقوف على ما هو أهم ومطلوب، ومِن ثَم تكميل النقص، وإثراء العلم، وتَقَدُّم الأمة!

    وغير موسوعته التيسير أَلَّف ابن زهر كتاب (الاقتصاد في إصلاح الأنفس والأجساد)، والذي علَّق عليه أحد المستشرقين فقال: "إنه عبارة عن تذكرة لمن سبق له أن قرأ كتبًا أخرى في الطب، فالمؤلِّف لا يتكلَّم مع العموم، ولكن مع طبيب مثله، وقد أوضح بكيفية عملية التفريق بين الجذام، والبهاق، ومسألة العدوى، وقد تحدَّث ابن زهر في هذا الكتاب عن أطباء عصره، فذكر أنهم يختلفون في الاعتناء بالمرضى، وأن الناس يجهلون الطب؛ لأن الطبيب الذي يستشيره مريض من المرضى، يبادر فيصف له دواءً من الأدوية دون تمحيص للحالة في جميع خواصِّها"[5].

    وأَلَّف ابن زهر أيضًا كتاب (الأغذية)، وقد أهداه لمحمد عبد المؤمن بن علي أمير دولة الموحدين، وألّف كذلك كتاب (الجامع في الأدوية والمعجونات)، و(تذكرة في أمر الدواء المسهل وكيفية أخذه)، وهو عبارة عن رسالة ألَّفها لابنه أبي بكر، وتعتبر أول ما تعلَّق بعلاج الأمراض، كما أن له تصانيف كثيرة تتعلَّق بالكُلى والبهاق والحصى[6].

    وعلى هذا يُعَدُّ ابن زهر من الأطباء الذين كان لهم أثر واضح بما تركه من ثروة علمية كبيرة، ولم تكن إسهاماته في المجال النظري فقط، بل تَعَدَّت ذلك إلى الميدان العملي، رغم أنه كان يتحاشى إجراء العمليات الجراحية الكبرى بنفسه؛ لأن رؤية الجروح تثير في نفسه ضعفًا يصل إلى حالة الإغماء، ولكنه كان يسهم مساهمة فعَّالة في تحضير الأدوية[7].

    ابن زهر.. منهج علمي وإنجازات عظيمة
    في منهجه لدراسة الطب اعتمد ابن زهر على التجربة والتدقيق العلمي، وتوصَّل بذلك إلى أمراض لم تُدرس من قبلُ، وقد درس أمراض الرئة، وأجرى أول عملية في القصبة المؤدية إلى الرئة، ويعتبر ابن زهر من أوائل الأطباء الذين اهتمُّوا بدراسة الأمراض الموجودة في بيئة معينة، ويعتبر من أوائل الأطباء الذين بيَّنُوا قيمة العسل في الدواء والغذاء، وعلى الرغم من سعة معارفه، إلاَّ أن تخصُّصه في العلوم الطبية جعله يضيف أبحاثًا مهمة؛ منها ما يتعلَّق بالأمراض الباطنية والجلدية وأمراض الحمى والرأس؛ مما جعله فريدًا بين أقران عصره.

    ويمكن تلخيص إنجازات ابن زهر في المجال الطبي فيما يلي:
    1- كان يعتقد أن التجربة وحدها هي التي تُثْبِتُ الحقائق وتُذْهِبُ البواطل.

    2- كان ينصح طلابه أن لا يأخذوا دائمًا ما يقرءونه على غيرهم محمل الثقة واليقين، بل لا بُدَّ من التجربة.

    3- عالج حالات الشلل الذي يُصيب البلعوم.

    4- أول من وصف خُرّاج الحيزوم والتهاب التامور الناشف والانسكابي، وكان دقيق الوصف للحوادث السريرية[8].

    5- أول من أشار بعملية شقِّ الحجاب.

    6- يعود له الفضل في إدخال المليِّنات بدل المسهلات الحادَّة.

    ومن أهم ما يميِّز ابن زهر أنه لم يأخذ آراء الآخرين على أنها مسلمات غير قابلة للتعديل، فإن آراءه المخالفة لجالينوس -وخاصة آراءه التشريحية- لشاهدة على ذلك، وقد ساعدت هذه الآراء على التخلُّص من تهويمات الجالينوسية، ومن الخضوع المشين الذي طبع عصورًا برُمَّتِها بطابع الجمود المزري[9].

    هذا، وقد تُرجمت كتب ابن زهر إلى اللاتينية، وخاصة كتابه (التيسير)؛ حيث تُرجم إلى اللاتينية سنة (895هـ/ 1490م)، وكان له أثر كبير على الطب الأوربي حتى القرن السابع عشر، كما تُرجم كتابه في الأغذية والأدوية.

    وقد امتدح جورج سارتون أبا مروان بن زهر في كتابه (المدخل إلى تاريخ العلوم)، فقال: "إن أبا مروان تميَّز عن غيره في حقل الطب في شرق وغرب الدولة الإسلامية، بل إنه أعظم طبيب في عصره في العالم أجمع"[10].

    وهكذا كان الطبيب الأندلسي ابن زُهر عبقرية فذَّة في مجال العلوم الطبية، وكان لأعماله وإسهاماته أثر كبير في تطور الطب في أوربا فيما بعد.

    د. راغب السرجاني

  17. #57
    مشرف عام المجالس الاسلامية - عضو مجلس الادارة - رحمه الله رحمة واسعة الصورة الرمزية م مخلد بن زيد بن حمدان
    تاريخ التسجيل
    07-04-2015
    الدولة
    الأردن
    المشاركات
    6,612

    افتراضي

    ابن رشد..عظيم من عظماء هذه "الأندلس" عموما
    ابن زهر.. عظيم من عظماء الطب في العالم
    الأندلس..ما زالت..حاضرة في موروثاتها..ويجب ان نبكي على أطلالها...!!!
    فإلى متى!!!

  18. #58
    مشرف عام مجالس الادب و التاريخ - عضو مجلس الادارة
    تاريخ التسجيل
    30-08-2012
    العمر
    47
    المشاركات
    2,865

    افتراضي

    استمر أخي الكريم اكياد فما أحوجنا الی كل حرف تسطره
    احسنت احسنت احسنت وبارك الله فيك اخي

  19. #59
    مشرف عام مجالس التاريخ وكنانة - عضو مجلس الادارة
    تاريخ التسجيل
    05-02-2010
    الدولة
    الحجاز
    المشاركات
    1,327

    افتراضي

    الخليل بن أحمد الفراهيدي اسمه ونسبه
    الخليل بن أحمد الفراهيديهو أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفَرَاهِيديُّ، ويقال: الفُرْهودِي، الأزدي. والفراهيدي نسبة إلى فراهيد، وهي بطن من الأزد. والفرهود: ولد الأسد بلغة أزد شَنُوءة، وقيل: إن الفراهيد صغار الغنم[1].

    وقال أبو بكر بن أبي خيثمة: "أول من سُمِّي في الإسلام أحمد (بعد رسول الله )، أبو الخليل بن أحمد العروضي"[2].

    مولد الخليل بن أحمد الفراهيدي وبلده
    كان مولده في العام المتم مائة من الهجرة (100هـ) في زمن الخليفة الأموي العادل عمر بن عبد العزيز[3]. ولا يُعلم على التحقيق أين كان مولده، وإن كان بعضهم يقول إنه ولد بمدينة عُمان على شاطئ الخليج العربي [4]، وعاش في البصرة[5].

    ملامح شخصية الخليل بن أحمد الفراهيدي وأخلاقه
    كان الخليل بن أحمد الفراهيدي رحمه الله رجلاً صالحًا عاقلاً، وقورًا كاملاً، مفرط الذكاء، وأكثر ما كان من صفاته بعد سيادته في العلم وانقطاعه له ما كان من زهده وورعه؛ إذ كان متقللاً من الدنيا جدًّا، متقشفًا متعبدًا، صبورًا على خشونة العيش وضيقه، وكان يقول: "إني لأغلق عليَّ بابي فما يجاوزه همي"[6].

    وليس أدل على ذلك مما حكاه عنه تلميذه النضر بن شميل حيث قال: "أقام الخليل في خُصٍّ من أخصاص البصرة، لا يقدرُ على فَلْسَيْنِ، وأصحابه يكسبون بعلمه الأموال"[7].

    هذا، وقد رُوِي له في الزهد:

    وقبلك داوى الطبيبُ المريضَ *** فعاش المريض ومات الطبيـب

    فكن مستعدًّا لـداء الفنـا *** فإن الـذيهـو آتٍ قريـب

    ويُحكى عنه أيضًا أنه كان كثيرًا ما ينشد بيت الأخطل:

    وإذا افتقرت إلى الذَّخائر لم تجدْ *** ذُخْرًا يكون كصالح الأعمال

    ومن حكايات زهده أن سليمان بن عليٍّ والي البصرة وجَّه إليه يلتمس منه الشخوص إليه وتأديب أولاده نظير راتب يُجرِيه عليه، فأخرج الخليل إلى رسول سليمان خبزًا يابسًا، وقال: ما عندي غيره، وما دمت أجده فلا حاجة لي في سليمان. فقال الرسول: فماذا أبلغه عنك؟ فأنشأ يقول:

    أبلغ سليمان أني عنـه في سعـةٍ *** وفي غِنًى غير أني لسـت ذا مـالِ

    سخَّى بنفسيَ أني لا أرى أحـدًا *** يموت هزلاً ولا يبقي على حـالِ

    والفقر في النفس لا في المال نعرفه *** ومثل ذاك الغنى في النفس لا المـالِ

    فالرزق عن قَدَرٍ لا العجز ينقصـه *** ولا يزيـدك فيه حَـْولُ محتـال[8]

    فقطع عنه سليمان الراتب، فقال الخليل:

    إن الذي شقَّ فمي ضامن *** للـرزق حتى يتوفـاني

    حرمتني خيرًا قليلاً فما *** زادك في مالك حرمـاني

    فبلغت سليمان، فأقامته وأقعدته، وكتب إلى الخليل يعتذر إليه، وأضعف راتبه، فقال الخليل:

    وزَلَّة يكثر الشيطان إن ذكرت *** منها التعـجب جاءت من سليمـانا

    لا تعجبَنَّ لخيرٍ زلَّ عن يـده *** فالكوكب النحس يسقي الأرض أحيانا[9]

    وفوق زهده وورعه، وتقواه وعلمه، فقد كان الخليل رجلاً ظريفًا متواضعًا حسن الخُلُق؛ ومما ذُكر في ذلك أنه اشتغل عليه رجل في العروض وكان بعيد الفهم، فأقام مدةً ولم يعلق على خاطره شيء منه، قال الخليل: فقلت له يومًا: كيف تقطِّع هذا البيت؟

    إذا لم تستطع شيئًا فدعـه *** وجاوزه إلى ما تستطيـع

    قال الخليل: "فشرع معي في تقطيعه على قدر معرفته، ثم إنه نهض من عندي فلم يعُدْ إليَّ، وكأنه فهم ما أشرت إليه"[10]. وهنا يتجلَّى أدب الخليل وحسن خُلُقه مع تلامذته، وكيف كان يستعمل منهجًا تربويًّا فريدًا في تعليمه إياهم.

    ومن أفضل ما عُلم عن أدب الخليل وتواضعه ما حكاه عنه أيوب بن المتوكل حيث يقول: "وكان الخليل إذا أفاد إنسانًا شيئًا لم يُرِه أنه أفاده، وإن استفاد من أحدٍ شيئًا أراه بأنه استفاد منه"[11]. وفي ذلك ما فيه من سموٍّ نفسي وإنكارٍ للذات، فضلاً عن احترام المعلم والإقرار بفضله على المتعلم؛ إذ ذاك من بعض حقوقه.

    وفي مثل ذلك أيضًا ما أخبر به تلميذه النضر بن شميل حيث قال: "ما رأيت أحدًا يُطلب إليه ما عنده أشد تواضعًا منه"[12].

    وفي موقفٍ يجسِّد صفة التواضع هذه يحكي الفضل بن محمد اليزيدي فيقول: "قدم الخليل بن أحمد عليَّ وأنا على طِنْفسةٍ، فأوسعت له عليها، فأبى إلا القعود معي عليها، ثم قال: مهلاً، إن الموضع الضيق يتسع بالمتحابين، وإن الواسع من الأرض ليضيق بالمتباغضين؛ ثم أنشأ الخليل بن أحمد يقول:

    يقولون لي دار المحبين قد دنـت*** وإني كئيب إن ذا لعجـيب

    فقلت: وما يغني الديار وقربها*** إذا لم يكن بين القلوب قريب[13]

    شيوخ الخليل بن أحمد الفراهيدي
    كغيره من أقرانه وعلماء عصره، فقد أخذ الخليل وتتلمذ على أكثر من شيخ وأستاذ، وكان منهم أيوب السختياني البصري، وقد فقه اللغة عليه، وأيضًا عاصم الأحول بن النضر البصري، والعوام بن حوشب، وغالب بن خطاف القطان البصري[14]، وكذلك أبو عمرو بن العلاء، وعثمان بن حاضر الأزدي، وغيرهم[15].

    تلامذة الخليل بن أحمد الفراهيدي
    كان تلاميذه -رحمه الله- من الكثرة والنجابة بمكان، وكان أبرزهم (سيبويه) النحوي البصري حُجَّة العربية، وعبد الملك بن قريب الأصمعي، وحماد بن يزيد، وأيوب بن المتوكل البصري القارئ، وبَدَل بن المحبَّر، وداود بن المحبر، وعلي بن نصر الجهضمي الكبير، وعون بن عمارة، والمُؤَرِّج بن عمرو السدوسي، وموسى بن أيوب، والنضر بن شميل، وهارون بن موسى النحوي الأعور، ووهب بن جرير بن حازم، ويزيد بن مرة الذَّارع، والليث بن المظفر[16].

    وإذا كان من أكبر أسباب شهرة الخليل بن أحمد هو تلميذه سيبويه في مؤلَّفه الشهير (الكتاب)؛ إذ عامَّة الحكاية فيه عن الخليل، وكلما قال سيبويه في كتابه: "وسألته" من غير أن يذكر قائله، فإنما يعني بذلك الخليل[17].

    مؤلفات الخليل بن أحمد الفراهيدي
    كتاب العين للخليل بن أحمد إن من أهم ما طيَّر اسم الخليل وأذاع شهرته في الآفاق هو كتابه ومعجمه البِكْر من نوعه في مصنفات اللغة العربية: (كتاب العين)، ولم يكن (العين) هو مصنَّفه الوحيد، وإنما ذكرت كتب المراجع أن له أيضًا: كتاب (فائت العين)، وكتاب (العروض)، وكتاب (الشواهد)، وكتاب (النقط والشكل)، وكتاب (النغم)، وكتاب في (معنى الحروف)، وكتاب في (العوامل)، وكتاب (الإيقاع)، وكتاب (تصريف الفعل)، وكتاب (التفاحة في النحو)، وكتاب (جملة آلات الإعراب)، وكتاب (شرح صرف الخليل)، وكتاب (الجمل)، وكتاب (المُعَمَّى)، وغيرها[18].

    منهج الخليل بن أحمد الفراهيدي في كتاب العين
    لقد رتَّب الخليل في (العين) الحروف العربية على مخارجها من الحلق على النظام التالي، كما جاء في مقدمته لكتاب العين: ع، ح،هـ، خ، غ، ق، ك، ج، ش، ض، ص، س، ز، ط، د، ت، ظ، ث، ذ، ر، ل، ن، ف، ب، م، و، ا، ي، همزة[19].

    وإذا كان الخليل قد عدَّ العين أقصى الحروف مخرجًا، فإن سيبويه يذكر أن الهمزة أقصى الحروف مخرجًا. غير أن ابن كيسان يروي أنه سمع من يذكر عن الخليل أنه قال: "لم أبدأ بالهمزة لأنها يلحقها النقص والتغيير والحذف، ولا بالألف لأنها لا تكون في ابتداء الكلام ولا في اسم ولا فعل إلا زائدة أو مُبْدَلَةً، ولا بالهاء لأنها مهموسة خفيَّة لا صوت لها، فنزلتُ إلى الحيز الثاني وفيه العين والحاء فوجدتُ العين أنصع الحرفين؛ فابتدأت به ليكون أحسنَ في التأليف"[20].

    وقد بسط الخليل في العين الكلام في هذه الحروف ومخارجها، فعدَّها تسعة وعشرين حرفًا، جعل منها خمسة وعشرين حرفًا صحاحًا لها أحياز ومدارج، كما جعل منها أربعة هوائية. ولقد وَسَم الخليل كتابه المعجم هذا بأول حرف اعتمده، وهو العين.

    ولما كان الخليل أول واضعٍ للكلم العربي في صورة معجمية، كان عليه بعد ذلك أن يستقصي الكلمات بعد أن اختار الترتيب، وكان اعتماده على ما ساقه الصرفيون - ممن سبقه - من حصرٍ لأبنية الكلمة، وجعلها إما ثنائية أو ثلاثية أو رباعية أو خماسية. وعلى هذا وجد الخليل أن مبلغ عدد أبنية كلام العرب المستعمل والمهمل على مراتبها الأربع من الثنائي والثلاثي والرباعي والخماسي من دون تكرار، اثنا عشر ألف ألف وثلاثمائة ألف وخمسمائة آلاف وأربعمائة واثنا عشر (12305412):

    الثنائي: سبعمائة وست وخمسون (756).

    الثلاثي: تسعة عشر ألفًا وستمائة وست وخمسون (19656).

    الرباعي: خمسمائة ألف وأحد وتسعون ألفًا وأربعمائة (591400).

    الخماسي: أحد عشر ألف ألف، وسبعمائة وثمانٍ وثلاثون ألفًا وستمائة (11738600).

    اعتمد الخليل في هذا الإحصاء على تنقّل الحرف في بنيته من الكلمة، فالحرف في الكلمة الثنائية ينتج عن تنقله صورتان يكون أولاً ويكون ثانيًا، والحرف في الكلمة الثلاثية ينتج عن تنقله صور ثلاث يكون أولاً وثانيًا وثالثًا، والحرف في الكلمة الرباعية ينتج عن تنقله صور أربع، وفي الكلمة الخماسية صور خمس. ولا شك أن هذا الاستقصاء ثم الاستصفاء اقتضى من الخليل جهدًا حثيثًا، وفكرًا كبيرًا[21].

    آراء العلماء في الخليل بن أحمد الفراهيدي
    إحقاقًا للحق، وامتنانًا بالفضل، وعرفانًا بالسبق فقد أثنى كثير من علماء المسلمين على الخليل بن أحمد رحمه الله، وأنزلوه المكانة اللائقة به، حتى قال عنه حمزة بن الحسن الأصبهاني في كتاب (التنبيه على حدوث التَّصحيف): "وبعد، فإن دولة الإسلام لم تخرج أبدع للعلوم التي لم تكن لها أصول عند علماء العرب من الخليل، وليس على ذلك برهان أوضح من علم العروض الذي لا عن حكيمٍ أخذه، ولا على مثال تقدَّمه احتذاه، وإنما اخترعه من ممرّ له بالصَّفَّارين من وقع مطرقة على طست، ليس فيهما حجة ولا بيان يؤديان إلى غير حليتهما أو يفيدان عين جوهرهما، فلو كانت أيامه قديمة، ورسومه بعيدة لشكَّ فيه بعض الأمم؛ لصنعته ما لم يضعه أحد منذ خلق الله الدنيا من اختراعه العلم الذي قدمت ذكره، ومن تأسيسه بناء كتاب (العين) الذي يحصر فيه لغة كل أمة من الأمم قاطبة، ثم من إمداده سيبويه في علم النحو بما صنَّف كتابه الذي هو زينة لدولة الإسلام"[22].

    وقال عنه سفيان بن عُيَيْنة رحمه الله: "من أحبَّ أن ينظرَ إلى رجلٍ خُلِق من الذهب والمسك، فلينظر إلى الخليل بن أحمد"[23].

    ويُروى عن تلميذه النضر بن شميلٍ أنه قال: "كنا نُمَيِّل بين ابن عونٍ والخليل بن أحمد أيهما نقدِّم في الزهد والعبادة، فلا ندري أيهما نقدِّم؟!" وكان يقول: "ما رأيت رجلاً أعلم بالسُّنَّة بعد ابن عونٍ من الخليل بن أحمد"[24]. وكان يقول:" أُكِلَت الدنيا بأدَب الخليل وكُتُبِه وهو في خُصٍّ لا يُشْعَر به. وكان يحج سنةً، ويغزو سنةً، وكان من الزهَّاد المنقطعين إلى الله تعالى"[25].

    وقال السيرافي: "كان الغاية في تصحيح القياس، واستخراج مسائل النحو وتعليله"[26]. وقال إبراهيم بن إسحاق الحربي: "كان أهل البصرة -يعني أهل العربية- من أصحاب الأهواء إلا أربعة فإنهم كانوا أصحاب سُنَّة: أبو عمرو بن العلاء، والخليل بن أحمد، ويونس بن حبيب، والأصمعي"[27]. وقال عنه ابن حبان في كتاب الثقات: "كان (أي الخليل) من خيار عباد الله المتقشفين في العبادة"[28].

    وفاة الخليل بن أحمد الفراهيدي
    كما كان الخليل عجيبًا في حياته، متفردًا بين بني جنسه، كانت وفاته أيضًا كذلك؛ فقد أراد أن يُقرِّب نوعًا جديدًا من الحساب تمضي به الجارية إلى البائع فلا يمكنه ظلمها، فدخل المسجد وهو يُعمِل فكره في ذلك، ولكن أجله كان بالمرصاد، حيث صدمته سارية وهو غافل عنها بفكره، فانقلب على ظهره، فكانت سبب موته. وقيل: بل كان يقطِّع بحرًا من العروض، وكان ذلك بالبصرة سنة سبعين ومائة من الهجرة (170هـ) على المشهور، ودُفِن بها[29].

  20. #60
    مشرف عام مجالس التاريخ وكنانة - عضو مجلس الادارة
    تاريخ التسجيل
    05-02-2010
    الدولة
    الحجاز
    المشاركات
    1,327

    افتراضي

    ابو عبيد البكري ....اكبر جغرافي الأندلس

    في شهر شعبان لعام 1369هـ / 1949م أطلقت وكالة الفضاء الأميركية ناسا اسمه على فوهة من فوهات القمر؛ اعترافا وتقديرا لما قدمه من إسهامات علمية وحضارية متميزة في حقل الجغرافيا.

    إنه أبو عبيد البكري الأندلسي، واحد من أعلام الثقافة الأندلسية وأول جغرافي الأندلس والمغرب وأكبرهم إنجازا وإسهاما.

    اسمه ونشأته
    هو أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد بن أيوب بن عمرو البكري، نسبه عربي يرجع إلى قبيلة بكر بن وائل أكبر قبائل ربيعة في شبه جزيرة العرب.

    ولد أبو عبيد البكري في ولبة قرب حاضرة الأندلس إشبيلية، ولا نعلم تاريخا لميلاده، حيث يذهب البعض إلى أنه ولد 432هـ/ 1040م، ولكن الأقرب للصواب أنه ولد بين عام 400هـ/ 1010م وعام 410هـ/ 1020م [1].

    نشأ أبو عبيد البكري في بيت إمارة وسيادة، حيث السراوة والشرف والرياسة، وأرباب النعم؛ استمدوا الشرف من صريح أنسابهم في بلاد الأندلس، كما استمدوه من ماضيهم الحربي في فتح الجزيرة، وشغل المناصب العالية في الدولة، فتحدثنا كتب التراجم أن جده أيوب بن عمرو تولى خطة الرد (أي رد المظالم) بقرطبة زمن الدولة الأموية، والقضاء ببلده لَبْلَةُ، والقضاء كان من المناصب التي يحتكرها علية الناس وسرواتهم في الأندلس. وكان لهم تأثير كبير في بلاط قرطبة وإشبيلية، حيث كانوا من أنصار المنصور بن أبي عامر ثم ببني عباد في إشبيلية.

    فلما انتثر عقد دولة الأمويين، تغلب ملوك الطوائف على ما بأيديهم من البلاد، واستقل البكريون بأَوْنَبَة (وَلْبَة) وشَلْطِيش وما بينهما من البلاد في كورة لبلة، على ساحل البحر المحيط، غربي إشبيلية، وقعدوا منها مقعد أكابر الأمراء، من الخروج عن الطاعة، والاستبداد عن الجماعة.

    ودامت إمرة البكريين في تلك الناحية نحو أربعين سنة حوالي (سنة 402هـ/1011م إلى سنة 443هـ/1051م)، انتهت تغلب المعتضد بن عباد صاحب إشبيلية سنة 443هـ على ما جاوره من البلاد والإمارات الصغيرة، وكان آخر البكريين حكما بأونبة أبو مصعب عبد العزيز، والد أبى عبيد صاحب الترجمة، فخرج هو وآله منها.

    أبو عبيد البكري في قرطبة
    انتقل أبو عبيد البكري مع أسرته مدة قصيرة إشبيلية، ولما شعر بتغير موقف المعتضد بن عباد انتقل إلى قرطبة، وكان ذلك في الثلاثينيات من عمره، ولا نعلم كم بقي أبو عبيد في قرطبة وهل تركها في حياة والده أم بعد وفاته؟!، والذي لا شك فيه هو أنه بقي بما فيه الكفاية كي يواصل ثقافته الأدبية والعلمية.

    أبو عبيد البكري في المرية
    ثم انتقل أبو عبيد البكري من بعد إلى المرية بدعوة من أميرها محمد بن معن الصمادحي، ولا شك أن سبب هذه الدعوة كانت شهرة الرجل بصفته أديبا، واستقبله حاكم المرية بترحاب وجعله من خلانه واصطفاه لصحبته، وآثر مجالسته والأنس به، ووسع راتبه.

    ولذلك كان يلقب بالوزير، جرى بذلك قلم ابن بسام في الذخيرة، بل لقبه الضبي في البغية بذي الوزارتين، ويرى مصطفى السقا في تحقيقه لمعجم البكري أنه لقب بالوزير لأنه وزر لأبيه، أو لمصاحبته الملوك، وإن لم يكن وزيرا على الحقيقة، على ما جرى به العرف الأندلسي، والناس كانوا ولا يزالون يتوسعون في الألقاب بلا حساب، على أن أبا عبيد لم تكن منزلته في نفوس أهل عصره أقل محادة من منزلة الوزراء [2].

    الحياة العلمية لأبي عبيد البكري
    في قرطبة توسعت الثقافة الأدبية والعلمية لأبي عبيد البكري، حيث درس على كبار علمائها ومؤرخيها، فقد تابع دروس المؤرخ الكبير أبي مروان ابن حيان، وأبي بكر المُصْحفي، وأجاز له ابن عبد البر، حتى صار رأسا في التاريخ واللغة والأدب، وحدث عنه: محمد بن معمر المالقي، ومحمد بن عبد العزيز بن اللخمي، وطائفة.

    ولا يمكن أن نعرف أي تآليفه ألَّف مدة مقامه الأول في قرطبة؛ لأن تواريخ تآليفه غير معروفة، ولكن الكثير من القرائن تبين أنه لم يكن عديم الشغل وأن الكثير من تآليفه قد تكون ظهرت في تلك الفترة.

    وفي ألمرية تحددت الوجهة الجغرافية لدراسات أبي عبيد البكري، حيث تابع فيها دروس أبي العباس أحمد بن عمر العذري (393هـ - 476هـ وقيل 478هـ)، ولا يستبعد أنه قد أثر العذري في الاتجاه الذي ستتخذه دراسة تلميذه البكري، فلقد كان العذري جغرافيا وقد يكون جلب أبا عبيدة نحو هذه الوجهة.

    فهل من الجرأة أن يُفترض أن تأليفه لكتبه الجغرافية: معجم ما استعجم وكتاب المسالك والممالك يرجع إلى هذه الفترة؟!، ويتأكد هذا الافتراض أكثر إذا ما علمنا انه انتهى من تأليف الكتاب الثاني حوالي سنة 460هـ/ 1058م، اعتمادا على الكثير من الملاحظات المتناثرة التي وردت فيه [3].

    كتاب المسالك والممالك
    يعتبر أبو عبيد البكري ألمع جغرافيي الأندلس، واتسم عمله بالموضوعية والانسيابية والمنهج العلمي الصارم، ومما لا شك فيه أن كتاب المسالك والممالك كانت له المساهمة الكبرى في شهرة البكري، فقد جمع البكري في كتابه المسالك والممالك بين الجغرافيا والتاريخ، من المسالك ووصف البلدان والشعوب والمدن وتمتزج بالملح والأساطير والاستطرادات التاريخية ويبقى انتباه القارئ دائم اليقظة.

    وزاد البكري على ما جاء في مؤلفات كتبها مؤرخون سابقون له، كما تطرق إلى التراث الشعبي الموروث لعدد من الشعوب في أرجاء العالم المعروف آنذاك، وأبرز العادات والتقاليد الغريبة، لكنه في نفس الوقت رفض أي شيء يتنافى مع العقل والمنطق في كتاباته.

    قدم البكري في كتابه هذا أول وصف مفصل لإمبراطورية غانا الإسلامية في غرب أفريقيا، ويعتبر من أهم المصادر التاريخية لتلك الحقبة في جنوب غرب أفريقيا وشمال غرب أفريقيا حيث دولة المرابطين، ونظرا لاستقائه الكثير من المعلومات من التجار والمسافرين، فقد قدم وصفا دقيقا لطرق التجارة في الصحراء الكبرى بأفريقيا، والتي تضاهي بأهميتها طريق الحرير التاريخي بين الصين وأوروبا.

    ذكر البكري بالتفصيل بداية دخول بلدات غرب أفريقيا في الإسلام أواخر القرن العاشر الميلادي، مثل غاو التي تقع اليوم في مالي، وعدد من البلدات والمدن المتناثرة على ضفتي نهر النيجر. إن لكتاب المسالك خصائص مميزة تجعل المعلومات الجغرافية دائمة الامتزاج بالمعلومات ذات الصبغة التاريخية، ويُسجل للبكري أنه استطاع تقديم مصادر جغرافية وتاريخية دقيقة ومهمة بدون أن يغادر بلاده الأندلس.

    كتاب معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع
    أما كتابه الخالد الآخر فهو "معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع" وهو جهد توثيقي حاول الكاتب فيه توثيق أسماء الأماكن والبلدان بعد أن لاحظ تعدد التسميات نتيجة تنوع لهجات بني البشر، فأراد أن يكون هناك مصدر تاريخي موثوق يستطيع الباحثون الرجوع إليه للتوصل إلى الأسماء والألفاظ الصحيحة للأماكن.

    واعتمد البكري في تأليف معجمه الجغرافي والتاريخي على مصدرين: الأول مصادر تاريخية مثل كتاب "صفة جزيرة العرب" للحسن بن أحمد الهمداني، والمصدر الثاني هو الرواة من المسافرين والتجار، حيث كان البكري يلتقيهم باستمرار لمعرفة أسماء البلدان والبلدات التي مرُّوا بها وأحوال الشعوب فيها.

    وأبو عبيد البكري يضبط الكلمات بالعبارة لا بالحركات، وهذه إحدى مزاياه، ولولا ذلك لاختل المعجم، وضاعت قيمته، ومن مزاياه أنه أول معجم كتب بالترتيب الألفبائي، ومن أهم مزاياه الضبط الدقيق للأسماء فإنه لهذا الغرض أُلِّف، وقد أبان هو عن ذلك في مقدمته، إذ رأى كثيراً من أسماء البلدان التي ترد في الأحاديث والأشعار والسير والتواريخ، قد دب إليها التصحيف والتحريف، وكان هذا التحريف داء قديما، لم يسلم من آفته حتى أئمة الرّواة وكبار العلماء، كالأصمعي من علماء اللغة، ويزيد بن هارون من المحدّثين، فراعه ذلك، وأوحى إليه بتأليف كتابه.

    لكن مما يعاب به أنه جعل ترتيب الكلمات في كل باب على ترتيب الحرفين الأول والثاني الأصليين من الكلمة، دون نظر إلى ترتيب ما بعدهما من الحروف، وعلى الرغم من هذا تلقى العلماء المسلمون قديما وحديثا معجم البكري بالقبول ووثَّقوا صاحبه، ورفعوه مكانا عليًّا، فوق اللغويين وأصحاب المعاجم.

    واعتمدوا عليه في تحقيق المشكلات، خصوصا علماء المغاربة والأندلسيين، من المحدِّثين والأخباريين، ومن أشهرهم: القاضي عياض (ت: 544هـ) في مشارق الأنوار، والسهيلي (ت: 581هـ) في الروض الأنف، وأكثر من انتفع به من أصحاب المعاجم العربية وجعلوه أصلا لهم: الفيروزابادي (ت: 817هـ) صاحب القاموس، والزبيدي (ت: 1205هـ) صاحب تاج العروس، وشيخه محمد بن الطيب الفاسي (ت: 1170هـ) صاحب الحاشية على القاموس، وكثير غير هؤلاء.

    فالمعجم يعتبر جهدا متميزا وفريدا يعتبر إلى اليوم مرجعا للدارسين في مجالات التاريخ والجغرافيا وعلم الإنسان [4].

    مؤلفات أبي عبيد البكري
    لم يتخصص أبو عبيد البكري في أي فرع من فروع المعرفة الإنسانية شأنه في ذلك شأن جل العلماء المسلمين في وقته، لقد كان تكوين الرجل المثقف في تلك الفترة يشتمل دائما على دعامة متينة من العلوم الدينية، فقه، علوم قرآنية، علم كلام، ثم يأتي الأدب واللغة والفلسفة ومواد أخرى حسب الإمكانيات والأذواق الشخصية، فلا غرابة إذن أن نجد ضمن تآليف البكري مصنفات تبحث في مواضيع مختلفة.

    فالبكري لغوي وأديب قبل كل شيء رغم أنه اشتهر بصفته جغرافيًّا في المشرق والمغرب، ويكفي للتفطن إلى ذلك أن يستعرض القارئ عناوين الكتب التي تنسب إليه، فالأدب له دور كبير في أكبر آثاره الجغرافية.

    1- في اللغة والأدب:
    كتاب الإحصاء لطبقات الشعراء - كتاب اشتقاق الأسماء - التنبيه على أغلاط أبي علي في أماليه - شفاء عليل العربية - كتاب صلة المفصول في شرح أبيات الغريب المصنف (لأبي عبيد القاسم بن سلام) - فصل المقال في شرح كتاب الأمثال (لابن سلام أيضا) - اللآلي في شرح أمالي القالي.

    2- الكتب الجغرافية
    معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع - كتاب المسالك والممالك، وقد طبع منه البارون دي سلين قطعة باسم "كتاب المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب"، بالجزائر سنة 1857م.

    3- موضوعات مختلفة
    أعلام نبوة نبينا محمد عليه السلام - التدريب والتهذيب في دروب أحوال الحروب - كتاب النبات أو أعيان النبات والشجريات الأندلسية.

    وكان البكرىّ معنيا بكتبه، يكتبها بالخط الجيد، ويجلدها التجليد النفيس، وكان الملوك والرؤساء يتنافسون في اقتنائها، ويتهادونها في حياته [5].

    من أخلاقه وثناء العلماء عليه
    يقول ابن بشكوال (ت: 578هـ): "كان أبو عبيد البكري من أهل اللغة والآداب الواسعة والمعرفة بمعاني الأشعار والغريب والأنساب والأخبار متقنا لما قيده، ضابطا لما كتبه، جميل الكتب متهيمًا بها، كان يمسكها في سبابي الشرب وغيرها إكراما لها وصيانة".

    وحلَّاه الفتح ابن خاقان (ت: 535هـ) في قلائد العقيان، بقوله: "عالم الأوان ومصنَّفه، ومقرط البيان ومشنَّفه، بتواليف كأنها الخرائد، وتصانيف أبهى من القلائد، حلى بها من الزمان عاطلا، وأرسل بها غمام الإحسان هاطلا، ووضعها فى فنون مختلفة وأنواع، وأقطعها ما شاء من إتقان وإبداع. وأما الآدب فهو كان منتهاه، ومحل سهاه، وقطب مداره، وفلك تمامه وإبداره. وكان كل ملك من ملوك الأندلس يتهاداه، تهادىّ المقل للكرى، والآذان للبشرى ..".

    ومن قول ابن بسام الشنترينى (ت: 542هـ) في الذخيرة يصفه: "ومنهم الوزير أبو عبيد البكري، وكان بأفقنا آخر علماء الجزيرة بالزمان، وأولهم بالبراعة والإحسان، أبرعهم في العلوم طلقا، وأنصعهم في المنظور والمنثور أنقا، كأن العرب استخلفته على لسانها، والأيام ولته زمام حدثانها، ولولا تأخر ولادته، لأنسى ذكر كنيه المتقدم الأوان: ذرب لسان، وبراعة إتقان".

    وقال ياقوت الحموي (ت: 626هـ): " وكان مقدما من مشيخة أولي البيوتات وأرباب النعم بالأندلس ..، وكان ملوك الأندلس تتهادى مصنفاته تهادي المقل للكرى، والآذان للقرى" [6].

    وفاة أبي عبيد البكري
    تعمقت العلاقة كثيرا ين أبي عبيد البكري ومحمد بن معن صاحب ألمرية، فقد ذهب البكري سنة 478هـ/ 1085- 1086م إلى اشبيلية موفدا من قبل محمد بن معن لدى المعتمد بن عباد، عندما ذهب إلى المغرب الأقصى يستنجد بعون المرابطين ضد التهديد النصراني.

    ثم استقر به الحال سنة (483هـ/1090- 1091م) في قرطبة التي أصبحت عاصمة الأندلس بعد دخول المرابطين لها، والراجح أنه قضى بها بقية حياته، وبها توفي في شوال 487هـ/ 1094م، ودفن بمقبرة أم سلمة [7].

    [1] سعد غراب: مقدمة تحقيقه لكتاب المسالك والممالك للبكري، الناشر: دار الغرب الإسلامي 1992م.
    [2] ياقوت الحموي: معجم الأدباء، 4/ 1534. الصفدي: الوافي بالوفيات، 17/ 156. مصطفى السقا: مقدمة تحقيقه لكتاب معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع لأبي عبيد البكري، الناشر: عالم الكتب، بيروت، الطبعة: الثالثة، 1403هـ، المقدمة، ص1 – 19.
    [3] ابن بشكوال: الصلة في تاريخ أئمة الأندلس، عني بنشره وصححه وراجع أصله: السيد عزت العطار الحسيني، الناشر: مكتبة الخانجي، الطبعة: الثانية، 1374 هـ - 1955م، 1/ 277.
    ياقوت الحموي: معجم البلدان، 2/ 460. 5/ 119.
    - الذهبي: سير أعلام النبلاء، 19/ 35. الصفدي: الوافي بالوفيات، 17/ 156.
    - سعد غراب: مقدمة تحقيقه لكتاب المسالك والممالك للبكري،1/ 10 - 11.
    [4] مصطفى السقا: مقدمة تحقيقه لكتاب معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع لأبي عبيد البكري، المقدمة، ص1 – 19.
    - أحمد الجنابي: أبو عبيد البكري، ضمن سلسلة بالهجري – شبكة الجزيرة نت.
    [5] الصفدي: الوافي بالوفيات، 17/ 156. الذهبي: سير أعلام النبلاء، 19/ 35 – 36. الزركلي: الأعلام، 4/ 98. مصطفى السقا: مقدمة تحقيقه لمعجم ما استعجم للبكري.
    [6] ابن بشكوال: الصلة في تاريخ أئمة الأندلس، 1/ 277 – 278. ابن بسام: الذخيرة ي محاسن أهل الجزيرة، 3/ 232. ياقوت الحموي: معجم الأدباء، 4/ 1534 - 1535.
    [7] ابن بشكوال: الصلة في تاريخ أئمة الأندلس، 1/ 278. ياقوت الحموي: معجم الأدباء، 4/ 1536. سعد غراب: مقدمة تحقيقه لكتاب المسالك والممالك للبكري، 1/ 11.

  21. #61
    مشرف عام المجالس الاسلامية - عضو مجلس الادارة - رحمه الله رحمة واسعة الصورة الرمزية م مخلد بن زيد بن حمدان
    تاريخ التسجيل
    07-04-2015
    الدولة
    الأردن
    المشاركات
    6,612

    افتراضي

    بوركت أخي اكياد
    وللحقيقة علماؤنا يتم تقديرهم في بلاد الغرب..ونحن نتجاهلهم في تاريخنا الذي نُدّرَِسه في المدارس والمعاهد والجامعات

  22. #62

    افتراضي

    جزاكم الله خيرا

  23. #63

    افتراضي

    موضوع ممتع جزاك الله خير

  24. #64
    المطور العام - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية أبو مروان
    تاريخ التسجيل
    18-02-2015
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    3,295

    افتراضي

    بوركت ، هنا يجب علينا بذل الجهد و هنا يجب علينا التركيز في البحوث العلمية ، لبعث التراث العربي الاسلامي و تعريف الأجيال الشابة خاصة به ن حتى لا يسقطوا في شراك الغزو الثقافي الغربي ن الذي يحاول تغليب ثقافته -المسروقة منا- و هيمنتها على العالم .

  25. #65
    مشرف عام مجالس التاريخ وكنانة - عضو مجلس الادارة
    تاريخ التسجيل
    05-02-2010
    الدولة
    الحجاز
    المشاركات
    1,327

    افتراضي

    جزاكم الله خيرا على مروركم العطر

  26. #66
    مشرف عام مجالس التاريخ وكنانة - عضو مجلس الادارة
    تاريخ التسجيل
    05-02-2010
    الدولة
    الحجاز
    المشاركات
    1,327

    افتراضي

    ان شاءالله قريباً سنكمل الحديث عن باقي العلماء المسلمين الذين علموا أوربا واخرجوها من العصور المظلمه
    انتظرونا

  27. #67
    رئيس مجلس الإدارة الصورة الرمزية د ايمن زغروت
    تاريخ التسجيل
    01-10-2009
    الدولة
    مصريٌ ذو أصولٍ حجازية ينبعية
    المشاركات
    12,200

    افتراضي

    [align=right]
    موضوع موسوعي اخي الكريم الاستاذ عبد المنعم , و لتقوية الفهرسة بالموقع فقم بنسخ ترجمة كل عالم و طرحها منفردة في موضوع منفصل , فهذا اقوى للموقع و سيجعل الوصول اليها من محرك بحث جوجل ايسر ..
    [/align]

  28. #68
    مشرف عام مجالس التاريخ وكنانة - عضو مجلس الادارة
    تاريخ التسجيل
    05-02-2010
    الدولة
    الحجاز
    المشاركات
    1,327

    افتراضي

    عالمنا وأستاذنا الفاضل دكتور أيمن جزاك الله خيرا على مرورك العطر ومشاركتك الطيبه
    واشكرك علي النصح
    بالنسبه لنسخ الترجمه انا بالفعل نسخت كل ترجمه ورفعتها علي حده غير أنني جمعتهم كلهم تحت عنوان واحد لتعم الفائدة وسنكمل ان شاءالله ترجمة كل العلماء كل علي حده مثلما تفضلتم بالإضافة لجمعهم مع سابقيهم حتي يكون الموضوع موسوعي
    بارك الله فيكم

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. انتقال صناعة الورق من المسلمين إلى أوربا
    بواسطة أبو مروان في المنتدى قهوة الحرافيش .اوتار القلوب
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-12-2018, 11:54 PM
  2. الخط العربي في أوربا (خط التعليق)
    بواسطة أبو مروان في المنتدى مجلس لغتنا الجميلة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 12-01-2016, 12:39 PM
  3. آل شماس: عملوا بالكنائس.. وفرعهم الإسلامي من قبيلة شمّاس السعودية
    بواسطة البعلبكي في المنتدى مجلس قبائل لبنان
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-09-2015, 06:24 AM
  4. هؤلاء هم بنات الصديق... هؤلاء عمتهن عائشه...By: Khadoudja Hammou
    بواسطة حازم زكي البكري في المنتدى مجلس القبائل البكرية و التيمية العام
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 16-02-2013, 09:36 PM
  5. كادت أن تُسلِم أوربا............!!!
    بواسطة محمد صلاح في المنتدى الاسلام باقلامنا
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 28-09-2010, 12:46 AM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
MidPostAds By Yankee Fashion Forum