النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: الرحاله العربي المسلم المقدسي البشاري مؤلف كتاب (احسن التقاسيم في معرفة الاقاليم)

لم يُكتب في تاريخ الرحلات العربية وغير العربية إلى فلسطين، أجمل وأكمل مما كتب الرحالة المقدسي البشاري عن بيت المقدس وباقي المدن الفلسطينية، فنصه الاستثنائي عن إقليم الشام، المتضمن في

  1. #1
    مشرف عام مجالس التاريخ وكنانة - عضو مجلس الادارة
    تاريخ التسجيل
    05-02-2010
    الدولة
    الحجاز
    المشاركات
    1,327

    1 (7) الرحاله العربي المسلم المقدسي البشاري مؤلف كتاب (احسن التقاسيم في معرفة الاقاليم)

    لم يُكتب في تاريخ الرحلات العربية وغير العربية إلى فلسطين، أجمل وأكمل مما كتب الرحالة المقدسي البشاري عن بيت المقدس وباقي المدن الفلسطينية، فنصه الاستثنائي عن إقليم الشام، المتضمن في كتابه الشهير (أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم)، يُعَدُّ وثيقة جغرافية وتاريخية واجتماعية واقتصادية عن حال بلاد الشام عموماً وفلسطين خصوصاً، في مرحلة غاية في الحساسية تعاصر تحول بلاد الشام من الدعاء في المساجد للخليفة العباسي، إلى الدعاء للخليفة الفاطمي.
    وفي هذا الزمن الخطير، الذي تزامن مع مسيرة التراجع العربي في منطقة المشرق عموماً، واستعادة البيزنطيين زمام المبادرة، عبر استرجاع بعض المدن والأقاليم الشمالية من بلاد الشام، ولد الرحالة والجغرافي شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر البناء الشامي المقدسي المعروف بالبشاري [1] في القدس في عام 335 هـ، 946م، وتوفي عام 380هـ،990م، أي أنه لم يعش أكثر من 44 عاماً، طاف خلالها معظم أرجاء المشرق الإسلامي آنذاك. ‏
    بدأ المقدسي رحلته من مدينة القدس إلى الحجاز في بداية عام 356هـ، 966م لغاية الحج، ثم طاف العراق وأثور [الجزيرة] والشام ومصر والمغرب وزار أقطار العجم وبدأها بإقليم المشرق ثم الديلم والرحاب والجبال وخوزستان وفارس وكرمان والسند، ويبدو أنه انتهى من رحلته في حدود عام 375هـ، 985م استناداً إلى ما ذكره في متن الكتاب من أنه أنهى تأليفه في مدينة شيراز عاصمة إقليم فارس بعد أن أتم الأربعين من عمره. ‏
    تحتل القدس خصوصاً، وفلسطين عموماً مكاناً أثيراً في رحلة المقدسي التي صنفها في كتاب (أحس التقاسيم في معرفة الأقاليم)، فهي تستأثر بالغالبية العظمى من حديثه عن إقليم الشام. ‏
    ويظهر حب المقدسي لفلسطين وبيت المقدس في الكثير من مواقف رحلته، التي شملت الشرق الإسلامي برمته. ‏
    ولعل مرد ذلك يعود إلى انتعاش جُنْدَيْ فلسطين والأردن في ذلك الزمن، وتراجع جندي قنسرين وحمص نتيجة تعرضهما للخطر البيزنطي الناهض ذلك الزمن. أما جند دمشق فيوليه المقدسي عناية لا بأس بها، لكنها لا تضارع عنايته بجند فلسطين. ‏
    واللافت للنظر أن تقسيمات الفتوح الإسلامية التي قسمت بلاد الشام إلى خمسة أجناد كانت ما تزال سارية في عهد المقدسي، ولم تبطل إلا في زمن الصليبيين والدول الإسلامية المعاصرة لهم. ‏
    وفي زمن المقدسي كانت فلسطين الحالية تتوزع على ثلاثة أجناد من أجناد الشام وهي: ‏
    جند فلسطين الذي ورث ولايتي فلسطين الأولى وفلسطين الثالثة من الحقبة البيزنطية، ويشمل بيت المقدس ووسط وجنوبي فلسطين، مع بعض مدن شرق الأردن كمؤاب وصغر وعمان. ‏
    وجند الأردن الذي ورث فلسطين الثانية، حيث كان يشمل منطقة الجليل برمتها إضافة إلى الجولان وجنوبي لبنان وجبال عجلون وسواد البلقاء وأغوارها. ‏
    وجند دمشق، الذي ورث ولاية فينيقيا اللبنانية البيزنطية، والذي كان يضم فيما يضم من أقاليم فلسطين إقليم سهل الحولة الذي كانت مدينته بانياس. ‏
    ولقد لفتت عناية المقدسي البشاري بجندي فلسطين والأردن نظر الكثير من الباحثين والكتاب، حتى أن الكاتب زكريا محمد[2] اعتبر أن المقدسي البشاري هو أول من تحدث عن هوية فلسطينية في التاريخ العربي. ‏
    ويستشهد الكاتب المذكور ببعض نصوص (أحسن التقاسيم) لإثبات وجهة نظره، ويقول في هذا السياق إن (لدينا نصا واحداً على الأقل يثبت أن فلسطين كانت ذات هويَّةٍ منذ ألف سنة على الأقل. هذا النص كتبه واحد من أعظم مثقفي فلسطين على مر العصور، وواحد من نخبة الثقافة العربية في عصرها الكلاسيكي، ألا وهو الجغرافي المقدسي في كتابه (أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم). وهو نتاج رحلة جغرافية قام بها المقدسي في نهاية القرن العاشر الميلادي). والنص الذي يعنيه الكاتب هو حواره مع بنائين من شيراز حيث حكا (لهم مسائل في البناء. فقال لي الأستاذ: أنت مصري؟ قلت: لا، أنا فلسطيني. قال: سمعت أن عندكم تخرّم الأحجار كما يخرّم الخشب. قلت: أجل. قال: أحجاركم لينة ولصناعتكم لطافة). ‏
    وثمة حديث آخر للمقدسي عندما سئل في مجلس القاضي المختار أبي يحيى بن بهرام بالبصرة حين سئل عن أي بلد يجل فقال: بلدنا، يعني فلسطين، وأتى بالكثير من الشواهد التي دعمت رأيه. ‏
    وكان الدكتور سهيل زكار قد تنبه إلى هذه الحقيقة مبكراً، فقد أكد (أن الإنسان لا يتعدى الحقيقة إذا ما تحدث عن كيان اسمه فلسطين في العصر الفاطمي). غير أنه يضيف أن (هذا الحال قد تعرض للتبدل أواخر القرن الحادي عشر بسبب هجرة طوائف التركمان والغزو إلى فلسطين، وحدث التغير بشكل جذري إثر نجاح الحملة الصليبية الأولى عام 493هـ، 1099م في احتلال القدس وأجزاء من فلسطين ومن ثم إقامة المملكة اللاتينية فيها)[3]. ‏
    وعلى العموم يبدو نص المقدسي حول إقليم الشام نصاً فريداً في سياق الأدب الجغرافي العربي، لم يكتب مثله أو قريباً منه على مر العصور. ‏

    مقاطع من الكتاب ‏

    تجارة ومحاصيل: ‏
    والتجارات به مفيدة، يرتفع من فلسطين الزيت والقطين[4] والزبيب والخرنوب والملاحم والصابون والفوط. ‏
    ومن بيت المقدس الجبن والقطن وزبيب العينوني والدوري غاية، والتفاح وقضم قريش[5]، الذي لا نظير له، والمرايا وقدور القناديل والإبر. ‏
    ومن أريحاء نيل غاية. ‏
    ومن صغر وبيسان النيل والتمور. ‏
    ومن عمان الحبوب والخرفان والعسل. ‏
    ومن طبرية شقاق المطارح[6] والكاغد[7] وبز[8]. ‏
    ومن قدس ثياب المنيرة والبلعيسية والحبال. ‏
    ومن صور السكر والخرز والزجاج المخروط والمعمولات. ‏
    ومن مآب قلوب اللوز. ‏
    ومن بيسان الرز. ‏
    ومن دمشق المعصور والبلعيسي وديباج ودهن بنفسج، دون الصفريات والكاغد والجوز والقطين والزبيب. ‏
    ومن حلب القطن والثياب والأشنان والمغرة. ‏
    ومن بعلبك الملابن. ‏
    ولا نظير لقطين وزيت الأنفاق، وحواري وميازر الرملة، ولا لمعنقة وقضم قريش وعينوني ودوري وترياق وترذوغ وسبح بيت المقدس. ‏
    فواكه وخضار: ‏
    وأعلم إنه قد اجتمع بكورة فلسطين ستة وثلاثون شيئاً ولا تجتمع في غيرها. فالسبعة الأولى لا توجد إلا بها والسبعة الثانية غريبة في غيرها، والاثنان والعشرون لا تجتمع إلا بها. ‏
    وقد يجتمع أكثرها في غيرها مثل قضم قريش، والمعنقة، والعينوني، والدوري، وانجاص الكافوري، وتين السباعي والدمشقي، والقلقاس، والجميز، والخرنوب، والعكوب، والعناب، وقصب السكر، والتفاح الشامي، والرطب، والزيتون، والأترج، والنيل، والراسن، والنارنج، واللفاح، والنبق، والجوز، واللوز، والهليون، والموز، والسماق، والكرنب، والكمأة، والترمس، والطري، والثلج ولبن الجواميس، والشهد، وعنب العاصمي، والتين التمري. ‏
    وأما القنبيط فقد يرى مثله، غير أن له طعماً آخر، وقد ترى الخس، غير أنه في جملة البقل، إلا بالأهواز فإنه غاية، ويفرد عن البقل أيضاً بالبصرة. ‏
    مكاييل وأوزان: ‏
    وأما المكاييل، فلأهل الرملة القفيز والويبة والمكوك والكيلجة، فالكيلجة نحو صاع ونصف، والمكوك ثلاث كيالج، والويبة مكوكان، والقفيز أربع ويبات. ‏
    وينفرد أهل إيليا [مدينة القدس] بالمدى وهو ثلثاً القفيز، وبالقَبِّ وهو ربع المدى، ولا يستعمل المكوك إلا في كيل السلطان. ‏
    ومدى عمان ست كيالج، وقفيزهم نصف كيلجة، وبه يبيعون الزبيب والقطين. ‏
    وقفيز صور مدى إيليا، وكيلجتهم صاع. ‏
    والأرطال من حمص إلى الجفار[9] ستمئة، غير أنه يتفاوت فأملاه رطل عكا، وأزله الدمشقي، وأوقيتهم من خمسين إلى بضع وأربعين. وكل رطل اثنا عشر أوقية، ورطل قنسرين ثلثا هذا. ‏
    والسنج متقاربة: الدرهم ستون حبة، وحبتهم شعيرة واحدة. ‏
    والدانق عشر حبات. ‏
    والدينار أربعة وعشرون قيراطاً. ‏
    والقيراط ثلاث شعيرات ونصف. ‏
    طقوس وأعياد: ‏
    ورسومهم إنهم يقدون القناديل في مساجدهم على الدوام، يعلقونها بالسلاسل مثل مكة، وفي كل قصبة بيت مالٍ بالجامع معلق على أعمدة، وبين المغطى والصحن أبواب إلا أريحاء. ‏
    ولا ترى الحصى إلا في صحن جامع طبرية والمناير )المآذن( مربعة، وأوساط سقوف المغطى مجملة وعلى أبواب الجوامع. ‏
    وفي الأسواق مطاهر. ويجلسون بين كل سلامين من التراويح، وبعض يوترون بواحدة، وكان وترهم في القديم ثلاثاً، وفي أيامي أمر أبو إسحاق المرزوي حتى قطعوه بإيليا، وإذا قام إلى كل ترويحة نادى منادى الصلاة رحمكم الله. ويصلون بإيليا ست ترويحات، والمذكرون به قصاص، ولأصحاب أبي حنيفة بالمسجد الأقصى مجلس ذكر يقرؤون في دفتر، وكذلك الكرامية في خوانقهم. وكان الحراس يهللون بعد صلاة الجمعة ويجلس الفقهاء بين الصلاتين وبين العشائين وللقراء مجالس في الجوامع. ‏
    ومن أعياد النصارى التي يتعارفها المسلمون ويقدرون بها الفصول: الفصح وقت النيروز. ‏
    والعنصرة وقت الحر. ‏
    والميلاد وقت البرد. ‏
    وعيد بربارة وقت الأمطار. ‏
    ومن أمثال الناس إذا جاء عيد بربارة فليتخذ البناء زماره يعني فليجلس في البيت. ‏
    والقلندس[10]، ومن أمثالهم إذا جاء القلندس فتدفأ واحتبس. ‏
    وعيد الصليب وقت قطاف العنب. ‏
    وعيد لد وقت الزرع. ‏
    وشهورهم رومية[11]: تشرين الأول، والثاني، كانون الأول، والثاني، شباط، آذار، نيسان، آيار، حزيران، تموز، آب، أيلول. ‏
    وأقل ما ترى به فقيهاً له بدعة، أو مسلماً له كتابة، إلا بطبرية فإنها ما زالت تخرج الكتاب، وإنما الكتبة به وبمصر نصارى، لأنهم اتكلوا على لسانهم فلم يتكلفوا الأدب كالأعاجم. ‏
    وكنت إذا حضرت مجلس قاضي القضاة ببغداد أخجل من كثرة ما يلحن، ولا يرون ذلك عيباً، وأكثر الجهابذة والصباغين والصيارفة والدباغين بهذا الإقليم يهود، وأكثر الأطباء والكتبة نصارى. ‏
    واعلم أن خمساً في خمسة مواضع من الإسلام حسن: رمضان بمكة، وليلة الختمة بالمسجد الأقصى، والعيدين بصقلية، ويوم عرفة بشيراز، ويوم الجمعة ببغداد، وأيضاً ليلة النصف من شعبان بإيليا، ويوم عشوراء بمكة حسن. ‏
    ألبسة وأطعمة: ‏
    ولهم تجمل، يلبسون الأردية كل عالم وجاهل، ولا يتخففون في الصيف، إنما هي نعال الطاق. ‏
    وقبورهم مسنمة، ويمشون خلف الجنائز، ويُسلُّون الميت، ويخرجون إلى المقابر لختم القرآن ثلاثة أيام إذا مات ميت، ويكشفون المماطر، ولا يقورون الطيالسة[12]، ولا حلة البزازين. ‏
    بالرملة حمر مصرية بسروج، ولا يركب به الخيل إلا أمير أو رئيس، ولا يتدرع إلا أهل القرى والكتبة. ‏
    ولباس القرياتيين )القرويين( برستاق إيليا ونابلس كساء واحد فحسب بلا سراويل. ‏
    ولهم الأفرنة، وللقرياتيين الطوابين[13] تنور في الأرض صغير، قد فرش بالحصى، فيوقد الزبل حوله وفوقه، فإذا أحمر طرحت الأرغفة على الحصى. ‏
    وبه طباخون للعدس والبيسار[14] ويقلون الفول المنبوت بالزيت ويسلقونه ويباع مع الزيتون. ‏
    ويملحون الترمس ويكثرون أكله. ‏
    ويصنعون من الخرنوب ناطفاً يسمونه القبيط ويسمون ما يتخذون من السكر ناطفاً ويصنعون زلابيةً في الشتاء من العجين غير مشبكة وعلى أكثر هذه الرسوم أهل مصر وعلى أقلها أهل العراق وأثور. ‏
    معادن وحجارة: ‏
    وبه معادن حديد في جبال بيروت، وبحلب مغرة جيدة، وبعمان دونها، وبه جبال حمر يسمى ترابها السمقة، وهو تراب رخو، وجبال بيض تسمى الحوارة، فيه أدنى صلابة يبيض به السقوف ويطين به السطوح. ‏
    وبفلسطين مقاطع حجارة بيض، ومعدن للرخام ببيت جبريل، وبالأغوار معادن كبريت وغيره. ويرتفع من البحيرة المقلوبة ملح منثور. ‏
    وخير العسل ما رعى السعتر بإيليا وجبل عاملة. وأجود المري[15] ما عمل بأريحاء. ‏
    وقد ذكرنا أكثر المشاهد في عنوان الإقليم، وأن ذكرنا مواضعها طال الكتاب، غير أن أكثرها بإيليا ثم بسائر فلسطين ثم بالأردن. ‏
    مياه وأنهار: ‏
    ومياه هذا الإقليم جيدة إلا ماء بانياس فإنه يطلق، وماء صور يحصر، وماء بيسان ثقيل، ونعوذ بالله من صغر، وماء بيت الرام رديء، ولا ترى أخف من ماء أريحاء، وماء الرملة مري، وماء نابلس خشن، وفي ماء دمشق وإيليا أدنى خشونة، وفي الهواء أدنى يبوسة. ‏
    وفيه عدة من الأنهار تقلب في بحر الروم، إلا بردى فإنه يشق أسفل قصبة دمشق فيسقي الكورة، وقد شق منه شعب يتدور في أعلى القصبة، ثم ينقسم قسمين، بعض يتبحر نحو البادية، وبعض ينحدر فيلقى نهر الأردن. ‏
    ونهر الأردن ينحدر من خلف بانياس، فيتبحر بازاء قدس، ثم ينحدر إلى طبرية ويشق البحيرة، ثم ينحدر في الأغوار إلى البحيرة المقلوبة، وهي مالحة جداً وحشة مقلوبة منتنة، فيها جبال وليس فيها أمواج كثيرة. ‏
    وبحر الروم يمد على طرفه الغربي، وبحر الصين[16] يمس طرفه الجنوبي. ‏
    وبإزاء صور تقع جزيرة قبرص، يقال إنها اثنا عشر يوماً كلها مدن عامرة، وللمسلمين فيها رفق وسعة لكثرة ما يحمل منها من الخيرات والثياب والآلات وهي لمن غلب. المسافة إليها في البحر إقلاع يوم وليلة، ثم إلى بلد الروم مثل ذلك. ‏
    ومن العجائب بإيليا مغارة بظاهر البلد عظيمة، سمعت بعض العلماء وقرأت في بعض الكتب أنها تنفذ إلى قوم موسى، وما صح لي ذلك. وإنها مقاطع للحجارة، وفيها طرق يدخل فيها بالمشاعل. ‏
    بين فلسطين والحجاز الحجارة التي رمى بها قوم لوط على طريق الحجاج مخططة صغار وكبار. ‏
    بطبرية عين تغلى تعم أكثر حمامات البلد، وقد شق إلى كل حمام منها نهر فبخاره يحمي البيوت فلا يحتاج إلى وقيد. وفي البيت الأول ماء بارد يمزج مقدار ما يتطهرون به ومطاهرهم من ذلك الماء. ‏
    وفي هذه الكورة ماء مسخن يسمى الحمَّة، حارٌ من اغتسل فيه ثلاثة أيام ثم اغتسل في ماءٍ آخر بارد وبه جرب أو قروح أو ناسور أو أي علة يكون بُرْءٌ بإذن الله. وسمعت الطبرانيين يذكرون أنه كان عليها بما يدور بيوت، كل بيت لعلة فكل من به تلك العلة واغتسل فيه برأ إلى وقت أرسطاطاليس، ثم سأل ملك ذلك الزمان هدم هذه البيوت لئلا يستغنوا عن الأطباء. وصحت لي هذه الحكاية لأن كل من دخله من أصحاب العلل وجب أن يخوض الماء كله ليوافق موضع شفائه. ‏
    وبحيرة صغر أعجوبة يقلب فيها نهر الأردن، ونهر الشراة فلا يحيل فيها ويقال إنها لا تغرق سريعاً، ومن احتقن بمائها أشفي من عللٍ كثيرة، ولها موسم في شهر آب يذهب إليها الأحداث وأصحاب العلل. ‏
    وفي جبال الشراة أيضاً حمة. ‏
    ينزل على فلسطين في كل ليلةٍ الندى في الصيف إذا هبت الجنوب حتى يجري منه مزاريب المسجد الأقصى. ‏

    [1] - نسبة لقبيلة بني بشار العربية. ‏
    [2] - (الجغرافي المقدسي ونص الهوية الفلسطينية)، زكريا محمد، مجلة الطريق، رام الله، العدد الثالث والعشرون ـ أوائل نيسان/ أبريل 2005. ‏
    [3] - الموسوعة الفلسطينية، القسم الثاني، ص 536. ‏
    [4] - القَطين كالقطاني، كالفول والحمص والفاصولياء والبازلاء واللوبياء، وإذا ضمت القاف وشددت الطاء مع الفتح وسطون الياء (القُطَّيْنُ) فهو التين المجفف. ‏
    [5] - شجر من الفصيلة الصنوبرية. ‏
    [6] - القماش الخاص بالطراريح أو المفارش. ‏
    [7] - نوع من الورق انتشر في عهد هارون الرشيد كان يصنع من القنب الأبيض. ‏
    [8] - في لسان العرب: البز من الثياب: أمتعة البزاز والبزاز: بائع البز . ‏
    [9] - منطقة تقع إلى الجنوب من غزة وإلى شمال سيناء من مدنها رفح والعريش. ‏
    [10]- يذكر المسعودي في مروج الذهب أن القلندس هو أول يوم في السنة الميلادية وبذلك يكون عيد رأس السنة الميلادية. ‏
    [11] - في الحقيقة هذه شهور سريانية آرامية وليست رومية. ‏
    [12] - جمع طيلسان وهو لباس يشبه الشال لكن كبير. ‏
    [13] - ما يزال هذا الفرن مستعملاً في الأرياف الفلسطينية وخبزه يدعى خبز الطابون. ‏
    [14] - الملوخية المفرومة والعدس تسمى حتى الآن البصارة، وهي وجبة شهيرة في الريف الفلسطيني. وقد تطبخ بالفول المجروش. ‏
    [15] - المري أكسية من الصوف مخططة، مفردها الماري. (القاموس المحيط) ‏
    [16 ] - يبدو أن المقدسي يدمج البحر الأحمر ببحر الصين الذي يسمى الآن بحر العرب، أما الاسم القديم للبحر الأحمر فهو بحر القلزم. ‏


    hgvphgi hguvfd hglsgl hglr]sd hgfahvd lcgt ;jhf (hpsk hgjrhsdl td luvtm hghrhgdl)


  2. #2
    مشرف عام مجالس الادب و التاريخ - عضو مجلس الادارة
    تاريخ التسجيل
    30-08-2012
    العمر
    47
    المشاركات
    2,865

    افتراضي

    سلمت أخي الكريم اكياد وسلمت اناملك علی جميل ما نقلت
    طرح ماتع بارك الله فيك احسنت

  3. #3
    مراقب عام الموقع - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف ابوعمر الدويري
    تاريخ التسجيل
    12-01-2011
    الدولة
    الاردن - عمان
    المشاركات
    16,550

    افتراضي

    تفاصيل جميلة ...
    وما زالت كما كانت حتى اليوم - الى حدّ ما - مع قليل من التعديل الجغرافي !!!
    بارك الله بك

  4. #4
    مشرف عام مجالس التاريخ وكنانة - عضو مجلس الادارة
    تاريخ التسجيل
    05-02-2010
    الدولة
    الحجاز
    المشاركات
    1,327

    افتراضي

    اشكر الشيخان إبراهيم العثماني وابو عمر الدويري علي مرورهما العطر ومشاركتهما الطيبه
    جزاكما الله خيراً

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. قاضي القضاة وقاضي الاقاليم عز الدين او البركات البكري البغدادي ثم المقدسي
    بواسطة حازم زكي البكري في المنتدى مجلس ال الصديق في بلاد الشام و تركيا
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 19-06-2016, 09:08 PM
  2. قاضي القضاة وقاضي الاقاليم عز الدين او البركات البكري البغدادي ثم المقدسي
    بواسطة حازم زكي البكري في المنتدى مجلس القبائل البكرية و التيمية العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 19-06-2016, 09:08 PM
  3. أمير الرحاله والمستكشفين( العالم المسلم بن بطوطة)
    بواسطة عبدالمنعم عبده الكناني في المنتدى مجلس ادب الرحلات
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 02-02-2016, 10:28 AM
  4. العالم العربي المسلم الطبيب العبقري ( ابو مروان ابن زهر)
    بواسطة عبدالمنعم عبده الكناني في المنتدى تاريخ الاندلس
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 24-08-2015, 05:23 PM
  5. العالم العربي المسلم الفلكي النابغة (ابو سهل القوهي)
    بواسطة عبدالمنعم عبده الكناني في المنتدى تاريخ الاندلس
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 23-01-2015, 05:08 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
MidPostAds By Yankee Fashion Forum