تاريخ الصوالحة

سكن الصوالحة مع قومهم حرب بالحجاز ردحا من الزمن , ثم جلا صالح بنحميد بن سليم بن شعيفان السالمي الحربي إلى ضبا حيث مكث هناك حتى تكاثرتذريته , ثم نزلوا إلى جنوب سيناء عام 778 هجرية و صحبهم فرع من أولاد سعيدالجهني من سكان ضبا و فرع من النفيعات من عتيبة حلفاء حرب. إن وثائق كتاب الأم الخاص بالبدو تورد من سنة 800هـ بأن أصل الصوالحة يعودإلى مؤسسهم صالح بن حميد بن سليم من حرب , ويتواتر الصوالحة نسبتهم إلىميمون من بني سالم من حرب. ويذكر نعوم شقير أن في تقاليد الصوالحة أن أصلهم يعود إلى قبيلة حرب ( تاريخ سيناء ص 11) ويذكر الدكتور عباس مصطفى عمار أن مشايخ البدو الذين قابلهم عام 1943م قدأكدوا له انتساب قبيلة الصوالحة إلى حرب ( المدخل الشرقي ص82) وتذكر وثائق كتاب الأم عن أحد مشايخ الصوالحة من العوارمة وهو الشيخ قويضيبن خبيزات في سنة 800 هـ أن سبب جلاء صالح من حرب يعود إلي خلاف قد وقعبينه وبين ابن عمه عودة بن عتيق بن سليم على قسمة كرم نخيل، فاشتدتالخلافات بينهما فقام صالح بقتل ابن عمه وجلا عن عشيرته على عادة القبائل، وسكن ضبا وتبوك، وكانت إقامته لفترة زاد فيها نسله وتكاثروا.
ويذكر أيضا بأن جد الصوالحة وهو صالح بن حميد بن سليم جمع أبنائهالأربع قبل وفاته، عارم و رضوان و حميد و ناصر و أوصاهم بأن يعتبروا سعيدالجهني أخا خامسا لهم و أن يأخذ من تركته بعد وفاته نصيبه من الإبل والأغنام. , وقد أصبحت سلالتهم فيما بعد فروع قبيلة الصوالحة. وقد حالفهم أيضا قبل هجرتهم إلى سيناء فرع كبير يسمى بالنفيعات، و قد تمهذا الحلف في ضبا سنة 778 هـ , وهي نفس السنة التي دخلوا فيها إلى سيناءمصر. ويذكر الدكتور عباس أن دخول الصوالحة و النفيعات إلى سيناء قد أدى إلىإضعاف القبائل المتواجدة في سيناء آنذاك فاقتسموا البلاد فيما بينهم ثمحدثت بينهم خلافات سنة 949 هـ تغلبت على أثرها قبيلة الصوالحة الأقوى بأساعلى قبيلة النفيعات فخرج أغلبهم من سيناء. و سكنت الصوالحة طور سيناء و حمت دير القديسة كاترين من أعمال السلب والنهب مقابل جعل كان لهم , كما كان من أهم أدوارهم التاريخية أن عهدتالدولة المصرية إليهم مهمة حماية الحجاج و نقلهم من القلعة بالقاهرة إلىرأس العقبة.
حروب و تحالفات الصوالحة:
قامت عدة حروب طاحنة بين الصوالحة و العليقات الهاشميين و النفيعاتالسعديين بسبب منافع الدير و مهماته بدأت من عام 949 هجرية بوقعة قلعةالطور التي انتصر فيها الصوالحة , ثم ثأر العليقات منهم (بعد تحالفها معقبيلة مزينة ) في معركة أخرى بجوار ضريح الشيخ صالح ليلا و على حين غرة.
ومن الجدير بالذكر أنه عند مجيء قبيلة مزينه إلى سيناء كانت رحى الحرب دائرة بين الصوالحة والعليقاتفكان هناك عرضا من العليقات على مزينه وهو الاتحاد معهم في حربهم مع الصوالحة نظير مقاسمتهم في البلاد إذا ما تحقق النصر وهو ما كانوبعد الحرب عقد صلحا تم على أثره تقسيم بلاد الطورة و تقاسموا منافع الدير ثانية و اشتهروا بعدها كحلف قبلي باسم قبائل الطوّرة.
و قد حالف الطوّرة الترابين 1018 هجرية , و تقاسموا مناطق الرعي والمنافع فكان للترابين ما يقع شمال طريق الحج و للطورة ما يقع جنوبها. و للصوالحة و مزينة والعليقات جزء هام في وثائق دير سانت كاترين التاريخيةالهامة.(بتصرف من موسوعة القبائل العربية للطيب نقلا عن وثائق دير القديسةكاترين) ووقفت الصوالحة مع رابطة الدين حيث انضمت إلى الحامية العثمانية في الحربالعالمية الأولى مما كبدها خسائر فادحة و عددا كبيرا من الشهداء الأبرار. أما في حربنا مع اليهود فقد ساهم الصوالحة الأبطال في نقل القوات المصريةالمنسحبة إلي غرب القناة سنة 1967, و ظلوا مجاهدين بالنفس و المال فيالعمليات الفدائية العظيمة أثناء حرب الاستنزاف. وفي حرب العاشر من رمضان سنة 1973 فقد أدى اشتراكهم في العمليات الفدائيةالواسعة النطاق إلى أن زج اليهود العديد من رجالهم في السجون الإسرائيليةو تعرضوا إلى حملات التنكيل و التعذيب , و لكن لم يفت في عضدهم و حصلالعديد منهم على أنواط الامتياز من الدرجة الأولى , و على الأبناء أنيقتدوا بآبائهم المجاهدين البواسل.
المراجع:
-- تاريخ سيناء لنعوم شقيرموسوعة القبائل العربية للطيبكتاب نعوم شقير الموسوم بـ ((قبائل سيناء)) مجلة الهلال المصرية السنة السادسة عشرة ص413
-- معجم قبائل مصر لايمن زغروت
--الباحث. نبيل عواد المزيني 05:02، 23 يوليو 2009 (ت.ع.م).



jhvdo hgw,hgpm