فعلق بكلي قائلا:
بقي من القبائل البربية الثلاث الأصلية الكبرى ، إثنتان الصنهاجة و التي تنتمي إليها القبائل الكبرى و الصغرى في الجزائر و القبيلة الزناتة و التي ينمي إليها بقية البربر في الشمال الإفريقي من مصر شرقا إلى الصحراء الغربية غربا و الجزائر شمالا إلى مالي جنوبا
و ينتمي بنو مزاب الذين يتركزون حاليا بولاية غرداية و في عموم الجزائر ، إلى الزناتة البربرية و من الملاحظ أن هؤلاء الزناتيون يتشابهون في كثير من الصفات و اللهجات ، فعندما يتحدث الشاوي أو الميزابي أو الشلحي أو الليبي الأمزيغي أو التونسي الأمزيغي غالبا ما يفهمون بعضهم البعض للتشابه الكبير بين لهجاتهم.
أما إباضية المزابيين، فمن المعروف أن غالبية الشعب الجزائري كان إباضي في القرون الأولى للهجرة و أثناء و عقب الدولة الرستمية و مصدر هذا المذهب الإباضي هو مدينة البصرة العراقية التي شهدت مولد هذا المذهب و لا علاقة بسلطنة عمان بمزابي الجزائر لا من قريب و لا من بعيد ، اللهم إلا أن أغلبية أهل السلطنة من الإباضية ، و هم ليسوا بربر أو أمازيغ مثل المزابيين.
و كما قات فإن معظم الجزائريين كانوا إباضية ثم تحولوا عنه للمذهب المالكي بتحول الأنظمة السياسية المتعاقبة على حكم الجزائر
و في الحقيقة و عبر التاريخ تكونت الشخصية الميزابية و تخصصت فأصبح الميزابي هو الذي يتحدث البربرية الزناتية المنتشرة في غرداية و في نفس الوقت يتخذ من المدرسة الإباضية مذهب له و هو التعريف المختصر للميزابي.
علما أن الكثير من أبناء الجزائر في نواحي وادي ريغ - المنطقة التي تضم حاليا تقورت جنوبا إلى الجامعة شمالا - كانوا على المذهب الإباضي قبل أن يعتنقه الكثير من الميزابيين ، فكثير من الميزابيين إعتنقوا المذهب الإباضي بعد مدة كبيرة من سقوط الدولة الرستمية، و بالظبط عندما لجأ إليهم بعض الإباضية طلبا لجوارهم و قد كانوا معتزلة في نواحي مدينة غرداية الحالية و كانوا أمازيغ أقحاح، فأثر الوافدين الإباضية على الغالبية المعتزلة فأصبحوا جميعا إباضية فتكونت بذلك الشخصية الميزابية المعروفة حاليا.
و نظرا لصعوبة المنطقة الصحراوية ، فقد إنقسم الميزابيون إلى قسمين في الماضي ، قسم يهاجر إلى الشمال خاصة و يشتغل بالتجارة و ينمي بذلك بلده و مسقط رأسه ، و قسم يبقى في ميزاب لحمايته و الإشتغال بالزراعة و الرعي و مختلف الأشغال المتواجدة حينئذ، و التفرغ لمختلف التسيير الإجتماعي و السياسي و الثقافي و العسكري للمجتمع الميزابي ، وهو الذي كان له الفضل في المحافظة على الحياة في تلك المنطقة الصحراوية القاحلة و في بناء مختلف الهياكل الدينية [ كالمساجد و المقابر ] و الإجتماعية [ المساكن ] و الثقافية و العسكرية [ كالأبراج و الأسوار] و الإقتصادية [ كالأسواق و السواقي السدود و الآبار التقليدية ] هذه الإنجازات التي جعلت من منطقة ميزاب من أهم الأقطاب التاريخية و السياحية للجزائر و تصنف ضمن التراث العالمي .
عودة إلى ماجاء في بداية هذا الموضوع و أستسمحكم لكوني لم أذكر القبيلة البربرية الثالثة و التي ينتهي نسب الأمازيغ لهن الثلاثة، لكوني لم أتذكرها و لكونها إنقرضت و الله أعلم
و السلام عليكم جميعا
مواقع النشر (المفضلة)