النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: قلعة بني سلامة حيث كتب ابن خلدون مقدمته

قرية بني سلامة حيث كتب إبن خلدون مقد مته الموسوعة الحرة {وجد عبد النور} كثيرا ما يتساءل عن المكان الذي كتب فيه ابن خلدون

  1. #1
    المطور العام - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية أبو مروان
    تاريخ التسجيل
    18-02-2015
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    3,295

    افتراضي قلعة بني سلامة حيث كتب ابن خلدون مقدمته




    قرية بني سلامة حيث كتب إبن خلدون مقد مته

    الموسوعة الحرة {وجد عبد النور}

    كثيرا مايتساءل عن المكان الذي كتب فيه ابن خلدون مقدمته إذ إن جل الدراساتالخلدونية لا تعير اهتماما للمكان الذي سجل فيه إبن خلدون أفكاره فيالتاريخ كما أن الحظ لم يحالف العديد من المهتمين بالشأن الخلدوني في تحديدموقع قلعة بني سلامة فما هي هذه القلعة وكيف أثرت في كاتب المقدمة ؟
    تقع قلعة بني سلامة المعروفة بتاغزوتأو تغزوت على بعد ستة كيلومترات من مدينة فرندة بالغرب الجزائري وهيبموقعها هذا تحتل مكانا حصينا على شكل نتوء صخري بالحافة الشرقية لهضبةبلاد شبيبة يعرف محليا بكاف الحمام ( 1030 م ) يشرف على منخفض وادي التحتأو حوض فرندة ومكان القلعة اليوم يوجد ضريح سيدي خالد وتنتشر مغارات عدةتعرف بموقع ترنانش الذي توجد به نقوش صخرية تشهد على أنه كان موطنا مفضلاللسكن منذ فجر التاريخ وغير بعيد عنها في الناحية الشرقية يوجد موقع أريرة (ARIRA )المعروف محليا بخربة سبيبة حيث توجد آثار رومانية منها بقايا حصنصغير ومعالم حمامات وخزانات ماء كانت تشكل في القرن الثالث الميلادي إحدىالنقاط الحصينة في خط الدفاع الروماني المعروف باللميس ( LMES ) .
    إن هذا الموقع الذي تتميز به قلعة بنيسلامة جعلها موطن استقرار بشري في مواجهة قبائل الرحل المنتشرة في السهوبالعليا الوهرانية ،فهي منطقة انتقال بين مجال الزراعة ونطاق الرعي ونقطةاتصال بين نمط حياة الاستقرار وأسلوب حياة البداوة اللذين كان لهما حضور فينظرة ابن خلدون عن نوعية النشاط الاقتصادي والعلاقات الاجتماعية القائمةعلى مبدأ العصبية والناتجة عن تبادل المصالح بين المزارعين والبدو ، وبينرؤساء العشائر والحكام المحليين.
    لقد كان موقع قلعة بني سلامة ( تاغزوت) منذ الفتح الإسلامي موطن تجمع لإحدى بطون زناتة التي كانت في معزل عنالصراع المذهبي والنزاع القبلي بين زعماء زناتة ورؤساء صنهاجة والذي تحولإلى مواجهة حربية شهدتها بلاد المغرب من الاستحواذ على مناطق النفوذ عقبسقوط الدولة الرستمية بتاهرت ( 296 هـ /908 م)وتحدي الفاطمين في القرنالرابع الهجري ( العاشر الميلادي ) لنفوذ الخلافة الأموية بالأندلس ،المعتمد على مناصرة زعماء القبائل الزناتية بالغرب الجزائري بعدها تحولتقلعة بني سلامة أثناء حكم المرابطين ثم الموحدين للمغرب الأوسط ( القرنان 5و6هـ) إلى ملجأ لبعض عشائر زناتة ولعل هذا ما أبقي تاغزوت – قلعة بنيسلامة فيما بعد –بعيدة عن اهتمام المؤرخين والرحالة والجغرافين الذين كتبواعن المغرب الأوسط فلا نجد لها ذكرا في كتبهم ولم تعرف أخبارها إلا معاستقرار القبائل الهلالية بمناطق السهوب الوهرانية وسعي الحكام الزيانيينبتلمسان لاستمالتها والاستعانة بها في صراعهم المرير مع الحفصيين بتونسوبجاية والحكام المرينين بفاس ومراكش في القرن السابع الهجري ، الثالث عشرالميلادي .
    وأثناء ذلك أصبحت تاغزوت ومنطقتهاموطنا لقبيلة توجين المرتبطة بالولاء مع عشائر سويد الهلالية ، الأمر الذيسمح لبعض العرب المنقطعين من سويد بالتوجه إليها واتخاذها رباطا يقيمون بهقبل أن يتمكن رجال بني يدللتن من توجين من امتلاكها وهذا ما شجع زعيمهمالشيخ سلامة بن نصر سلطان على أن يتخذها مقرا له بعد أن اختلط بها قلعةلتكون سكنا له فنسبت له وأصبحت تعرف بقلعة بني سلامة .
    تحولت قلعة بني سلامة ونزمار بن عريف بعد أن اقتطعها له السلطان المرينيأبو عنان عند استيلائه على المغرب الأوسط ومحاصرته لمدينة تلمسان ( 753هـ/1352) فاعتنى بها ابنه أبو بكر بن عريف وبنى بنها قصره الذي نزل بهابن خلدون ولم تبق من آثار هذا القصر اليوم سوى بعض الكتل من الحجارةالمتناثرة بعد أن تهدم وهجره سكانه إثر سقوط الدولة الزيانية ( أواسط القرنالعاشر الهجري / السادس عشر الميلادي) واشتداد الصراع القبلي على المراعيونقاط المياه ولم يعد يدل على قلعة بني سلامة سوى الاسم المحلي الذي أصبحتتعرف به هو" تابراجت" التي تعني الأبراج باللهجة الزناتية كما لم تبق منذكريات إقامة ابن خلدون سوى بعض وادي التحت والتي تذهب بعض الرواياتالشفوية لسكان المنطقة إلى أنها كانت مكان خلوة ابن خلدون المفضلة أثناءإقامته بقلعة بني سلامة، كما غدت اليوم المكان المفضل للزوار الذين يريدونالتعرف على موقع قلعة بني سلامة .
    حياة مضطربة:
    لقد عرف ابن خلدون وقبل إقامته بقلعةبني سلامة حياة مضطربة اشتغل خلالها بالوظيف وعاش حياة الترف ببلاطات حكامبجاية وتلمسان وفاس وغرناطة ، كما خبر فيها محنة السجن وتنكر الأصدقاء فقدبدأت رحلته في الحياة التي انتهت به إلى قلعة بني سلامة عند مغادرته لموطنهتونس (755 هـ/1354 م) مدفوعا بفورة الفتوة وطموح الشباب فنزل تبسة ثم حطرحاله ببسكرة وأسند إليه وظيف الحجابة لحاكم بجاية وحاز منزلة مفضلة ببلاطالزيانيين بتلمسان وحاشية السلاطين المرنيين بفاس.
    واظب ابن خلدون على حضور مجالس العلماء والتمرس على شئون الحكم منذ شبابهالباكر ، وهذا ما ساعده على استكمال ثقافته ونضج شخصيته وسمح به باكتسابالخبرة في تصريف شئون الحياة ومع تقدمه في السن لم يعد ينجذب إلى بريقالسلطة ويتعلق بأبهة المناصب واشمأزت نفسه من ظروف عصره المضطرب وواقعمجتمعه المغاربي وداخله اليأس بعد أن تراجعت الحياة الحضرية بأقطار المغربأمام اجتياح البداوة للمناطق الزراعية وتحول شرائح واسعة من سكان المدن إلىحياة التصوف في وقت كان فيه الحكام يتهافتون على تبوؤ المناصب الحكوميةعلى الرغم من فشلهم في وضع حد لحالة الفوضى والإéطراب وعجزهم عن الوقوف فيوجه رؤساء العشائر الهلالية وزعماء القبائل الزناتية .
    كل هذه الظروف جعلت عبد الرحمن بنخلدون يحن إلى حلقات الدرس ويميل إلى الانعزال عن شواغل الوظيف والانقطاعللتفكير والعبادة والانغماس في الكتابة فأصبح هذا الميل قناعة راسخة لديهإثر أن توترت علاقته مع صديقه لسان الدين بن الخطيب وبعد أن اضطر إلىمغادرة الأندلس للمرة الأولى تجنبا للحساد ( 766 هـ/1364 م) ثم للمرةالثانية بتدخل من رجال البلاط المريني ( 776هـ/1374 م ) فحط رحاله في الألىببجاية وهو متخوف من بطش السلطان تلمسان الزياني أبي حمو.
    اطمأن ابن خلدون بعد أن التحقت بهأسرته قادمة من فاس مع حلول عيد الفطر ( 776 هـ/ 1374 م ) لكنه لم يهنأبمقر إقامته بالعباد قرب تلمسان فقد استدعاه مجددا السلطان أبو حمو للقيامبأمر الوساطة بينه وبين قبائل الذواودة للتوثيق التحالف معها في صراعه معالحفصيين فلم يجد بدا من تلبية الطلب ردا للجميل ودفعا لعائلة رجال الدولةالزيانية .
    التحق ابن خلدون بعد مغادرته تلمسانالبطحاء ( غليزان الحالية ) ومنها عدل عن السير إلى مواطن الذواودة بالشرقالجزائري وتوجه جنوبا بعيدا عن تلمسان حيث أحياء أولاد عريف جنوب جبل كزولغرب تاهرت فلقي الترحاب ووجد المساندة لدى الشيوخ أولاد عريف الذين توسطواله لدى السلطان أبي حمو حتى يصرف النظر عنه ويسمح بالتحاق أسرته التي تركهابتلمسان فلم يمض ايام معدودة حتى التأم شمل أسرته مجددا وتوافرت له أسبابالراحة والهدوء بقلعة بني سلامة وقد سجل ابن خلدون ذلك قائلا :" التحقتبأحياء أولاد عريف قبلة جبل كزول فتلقوني بالتحفي والكرامة وأقمت بينهمأياما حتى بعثوا علي أهلي وولدي بتلمسان وأحسنوا العذر إلى السلطان عني فيالعجز عن قضاء خدمته وأنزلوني بأهلي في قلعة بني سلامة من بلاد توجين التيصارت لهم بإقطاع السلطان".
    خمس سنوات من العمل:
    طابت إقامة ابن خلدون بقصر قلعة بنيسلامة الذي وصف بأنه : " من أحفل المساكن وأوثقها " فأقام به خمس سنواتمتواصلة ( 776 – 780 هـ /1374 -1378 م ) يستعرض تجاربه ويتأمل واقع الحياةالسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بالمغرب الإسلامي فأمعن نظرهفي العلل المتحكمة في العلاقات الاجتماعية و أسلوب حياة وطريقة العيش وسجلما انتهى إليه من آرا ء على اعتبارها مقدمة لما كان يعتزم الكتابة عنه منتاريخ المغرب الإسلامي.
    حرص ابن خلدون بعد أن أنهى كتبة مقدمتهفي السنة الرابعة من إقامته بقلعة بي سلامة ( منتصف عام 779 هـ/ 1377 م ) – على تصحيحها وتهذيبها فواجهته مشكلة المصادر والمراجع ومالت نفسه إلىالخروج من عزلته والى تجديد الصلة بالمناخ العلمي والحياة الاجتماعية وهزهالحنين إلى زيارة مسقط رأسه ومرتع صباه مدينة تونس فهيأ نفسه للرحيل متعللابأن الأوراق التي اصطحبها معه إلى قلعة بني سلامة لم تعد كافية لكتابةتاريخه وقد وصف حالته هذه الى سيرته بقوله : وتشوقت إلى مطالعة الكتبوالدواوين التي توجد إلا بالأمصار بعد أن أمليت الكثير من حفظي وأردتالتنقيح والتصحيح لكن المرض يفاجئه ويضطره إلى قضاء السنة الخامسة طريحالفراش يعاني الآلام التي اشتدت به وكادت أن تقضي عليه وهذا ما عبر عنهبهذه العبارة : " ثم طرقني مرض أودى على الثنية لولا تدارك من لطف الله" .
    وما عن تعافي ابن خلدون من مرضه حتىجهز نفسه للسفر مع أسرته إلى مسقط رأس مدينة تونس بعد أن تلقي جوابا منالسلطان الحفصي أبي العباس أحمد ( 772-796 هـ/1370-1394/ م ) يستحثه علىالقدوم ويرحب بوفادته عليه وكان ابن خلدون قد راسله في شأن قدومه إلى تونسوعلل ذلك بقوله : "فوجدت ميلا ألا مراجعة السلطان أبي العباس في الرحلة إلىتونس ، حيث قرار آبائي وسالفهم وآثارهم وقبورهم ، فبادرت إلى خطاب السلطانبالفيئة إلى طاعته والمراجعة ، وانتظرت غير بعيد وإذا خطابه وعهود بالأمانوالاستحثاث للقدوم ".
    غادر ابن خلدون مواطن أولاد عريف بقلعةبني سلامة مع حلول شهر جب من سنة 780 هـ/1378 م فالتحق بعشيرة الأخضر ،أحد بطون قبيلة رياح أثناء قدومهم إلى منداس للتزود بالحبوب وصاحبهم فيعودتهم إلى موطنهم بالدوسن من ارض الزاب ، وهذا ما سجله بقوله : " فكانالخفوف للرحلة فظعنت عن أولاد عريف مع عرب الأخضر رياح كانوا هناك ينتجعونالميرة بمنداس وارتحلنا وسلكنا القفر إلى الدوسن من أطراف الزاب ". وبعدهذه الرحلة الطويلة نزل ابن خلدون بمضارب الشيخ يعقوب بن على بالقرفار منارض الزاب ومنها انتقل الى قسنطينة حيث مكث بعض الوقت عند أميرها الحفصيابراهيم من ابن العباس الذي كفل له أسرته أثناء توجهه إلى تونس.

    لم يطب المقام لابن خلدون بمدينة تونس فقد تخوف منه رجال حاشية السلطانالحفصي ابي العباس أحمد وعمل بعض رجال الحاشية على الكيد له وأظهروه لدىالسلطان على أنه رجل داهية ومصدر دسائس ومؤمرات فلم يجد عبد الرحمن بنخلدون بدا والحالة هذه من مغادرة مسقط رأسه متحججا لدى السلطان بأداء فريضةالحج وأبحر من ميناء تونس نحو الإسكندرية على ظهر إحدى سفن الحجاج ليصلهابعد خمسة وثلاثين يوما في البحر يوم 7 ديسمبر 1382 م (784 هـ).
    لقد طوى ابن خلدون برحيله من بلادالمغرب واستقراره بالقاهرة صفحة مضطربة من حياته بأقطار المغرب عرف فيهاأيام عزه وكانت مصدر إلهامه لتتحول بقية سنوات عمره في دار الهجرة بمصر إلىحياة أحد رجال العلم الذين كانت تعج بهم مصر المملوكية ولم يعد يربطهببلاد المغرب سوى ذكريات انقضت وآمال انطوت وطموحات خابت حاول الاشتغالبالتدريس وامتهن وظيفة القضاء فتولى قضاء المالكية بالقاهرة خمس مرات وأدىفريضة الحج وأصبح من رجال الدولة المملوكية المقربين فصاحب السلطان برقوق ( 784 -801 هـ) عند خروجه إلى دمشق أثناء تعرضها لهجوم تيمورلنك سنة 803هـ/ 1400 م ، فكانت له مقابلة مشهورة مع هذا الفاتح العظيم الذي قدر في ابن خلدون مواهبه وحسن تصرفه ورغبه في الانتقال معه إلى سمرقند لكن ابن خلدونأحسن التملص من عرض تيمورلنك ليعود إلى القاهرة ، حيث وافته المنية سنة 808هـ / 1406 م عن سن تناهز الخامسة والسبعين عاما.


    rgum fkd sghlm pde ;jf hfk og],k lr]lji


  2. #2
    مشرف عام مجالس الادب و التاريخ - عضو مجلس الادارة
    تاريخ التسجيل
    30-08-2012
    العمر
    47
    المشاركات
    2,865

    افتراضي

    سلمت اناملك علی جميل ما طرحت
    نقل ماتع ومتميز شكراً لك

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. السلام على شهداء قلعة الوطن
    بواسطة د جعفر المعايطة التميمي في المنتدى مجلس عشيرة المعايطة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 19-12-2017, 04:14 PM
  2. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 29-01-2013, 09:28 PM
  3. ابن خلدون.....شخصيات تاريخيه....... معلومات مهمة عن ابن خلدون
    بواسطة ابن خلدون في المنتدى موسوعة التراجم الكبرى
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-01-2013, 07:14 PM
  4. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-12-2012, 09:44 PM
  5. قلعة الأسرة من يحميها
    بواسطة الشافعي في المنتدى قهوة الحرافيش .اوتار القلوب
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-03-2010, 01:15 AM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
MidPostAds By Yankee Fashion Forum