سلمت وسلمت اناملك علی جميل ما طرحت استاذي
شكراً لك
نقلا عن كتاب " لقاء الحضارات على ارض الاندلس " للدكتور فتحي زغروت
مدينة الزهراء مدينة أنشأها الخليفة عبد الرحمن الناصر وقد رويت قصصا فى أسباب بنائها وتسميتها تدل على سمة من سمات الثقافة آنذاك وهى ثقافة العمران ، التى تشبع بها ذلك الخليفة الأموى ومعه شعبه العاشق للبنيان .
ومن أجل ذلك غير نظام الإمارة إلى الخلافة وأراد أن يقيم هذه مدينة لتكون جديرة بهذا الاسم ـ كما قلنا سابقا ـ وخاصة أن قصر الإمارة بقرطبة كان قد قدم عليه العهد ولم تعد أعمال التجديد والتعمير فيه ترضى نزعة الناصر إلى مظاهر الفخامة كما أن هناك من أرجع أسباب نشأة المدينة إلى أن الناصر أراد أن يخلد ذكراه فى التاريخ وقد نسبت إليه أبيات من الشعر فى ذلك فكان يقول :
همم الملـوك إذا أرادوا ذكرها من بعدهم فبألسـن الـبنيـان
إن الـبـنـاء إذا تـعاظم قدره أضحى يدل على عظيم الشان
وعلى ما يبدو أن الخليفة كان قاصدا مدلول اللفظ ومعناه ولعله بذلك يكون قد أرضى فى الوقت نفسه جاريته المحبوبة بأن اختار اسمها لمدينته([1]) .
وفى سنة 329هـ انتقل الناس إلى الزهراء قبل أن يتم تحقيق مشروعه من جعلها مدينة عظيمة تضم بجوار قصور سكناه دور حاشيته وأرباب الوظائف فى دولته وحرسه ودواوينه وخزائنه وذخائره ومحبسه وكذلك مكتبته وخزائن كتبه([2]) .
وقد ظهر بعض المهندسين والعمال المهرة الذين عملوا فى هذا المشروع الضخم كان منهم المهندس مسلمة بن عبد الله ومعاونه عبد الله بن يونس عريف البنائين وحسن بن محمد وعلى بن جعفر الإسكندرانى وقد عثر فى أطلال دار الملك فى مدينة الزهراء على نقوش كتابية حفرت عليها أسماء بعض العمال وهم سيف وسعيد الأحمر ، وسعد ومحمد بن سعد ورشيق ، وغالب وسعيد بن محمود وفتح وأفلح ودمير ومظفر والنقاشون بدر ونصر وعبيد .
ولك أن تتصور العدد الهائل من المشرفين والعمال الذين شاركوا فى بناء تلك المدينة فكان يعمل فى هذا المشروع من البنائين ثلاثمائة من حذاق البناه ومائتان من النجارين ومن العمال والفعلة خمسمائة([3])، ذلك بالإضافة إلى عشرة آلاف رجل من الخدم والفعلة وكانوا يتقاضون أجورا مختلفة فكان منهم من يتقاضى فى كل يوم درهم ونصف ومن له الدرهمان والثلاثة وكانت تستخدم فيها فى كل يوم كذلك ألف وخمسمائة دابة .
وكان عدد سوارى الزهراء أربعة آلاف سارية منها ألف سارية وثلاثة عشر سارية مجلوبة من إفريقية ، وتسعة عشر سارية من بلاد الفرنج ومائة وأربعين سارية هدية من إمبراطور بيزنطة وسائرها من مقاطع الأندلس طراكونة وغيرها([4]) ، وكان لهذه المدينة العديد من الأبواب المنبثة فى كل الاتجاهات ، وكان عدد الحمامات العامة ثلاثمائة حمام وعدد الدور أربعمائة([5])
انتقل الناصر إلى مدينته الجديدة قبل أن يستكمل بناؤها وفى سنة 336هـ نقل إليها دار السكة([6])ولعله نقل فى تلك السنة كذلك دار الصناعة ([7]) ، ونقل إليها قبل سنة 340هـ الدواوين والخزائن والمطبق ([8]) ، وكان الناصر قد أقام فيها سنة 333هـ حفلا عظيما لختان أولاد ابنه ([9]) ، واستقبل فى نفس السنة وفد الأدارسة برئاسة محمد بن أبى العيش وقعد لهم أفخم قعود فى قصر الزهراء ، واستقبل فى السنة التالية أو فى سنة 336هـ سفارة إمبراطور بيزنطة واستقبل بها مرة ثانية فى السنة التالية وفد الأدارسة وقعد بها لهم قعودا بهيا بصفته أمير المؤمنين ([10]) .
المراجع:
1- انظر نفح الطيب للمقرى ج2 ص62 .
2- أحمد فكرى ص202 .
3- أحمد فكرى . مرجع سابق ص203.
4- أحمد فكرى . مرجع سابق ص100 ، 104 .
5- البيان المغرب لابن عذارى ج2 ص232 .
1- البيان المغرب لابن عذارى ج2 ص232
2- نفح الطيب ج2ص112
3 - صورة الأرض لابن حوقل ص108
4- نفح الطيب ج1 ص352.
5- البيان المغرب لابن عذارى ج2 ص215 .
المصدر: ..ٌ::ٌ:: النسابون العرب ::ٌ::ٌ.. - من قسم: تاريخ الاندلسl]dkm hg.ivhx gshk hgpqhvm hghsghldm hgtwdp fhghk]gs - frgl ] tjpd .yv,j l]dkm hg.ivhx hghl,d,k hghk]gs hgpqhvm hghsghldm hgkhwv fkd hldm tjpd .yv,j
سلمت وسلمت اناملك علی جميل ما طرحت استاذي
شكراً لك
ما زلنا نتابع ... ونبغي المعرفة !!!
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)