هذا الكتاب هو الخطيئة الكبرى ، في حياة الدكتور طه حسين ، الذي كان شديد التأثر بالمستشرقين في تعاطيهم مع الدين ، من خلال خلفيتهم الثقافية المسيحية ، التي ينطلقون فيها من مبدأ : تصادم الدين مع العلم .و قد اثار جدلا كبيرا في عهده(1926) تاريخ نشر الكتاب . فقد اتُّهم طه حسين بإهانته للدين الاسلامي ، و تجرئه على النبي صلى الله عليه و سلم . و قد تصدى له كبار الأدباء العرب(في مصر) ، خاصة مصطفى صادق الرافعي .. و ذهب بعضهم إلى اتهامه بالكفر .. و لكن طه حسين نفى أنه كفر ، ثم تاب في آخر حياته ، و قيل شوهد يطوف بالبيت الحرام مستغفرا عن ذنبه العظيم هذا .
و هذا الكتاب ليس من المراجع الموثوق بها في ثقافتنا العربية الاسلامية ، خاصة و أن طه حسين نفسه تراجع عما كتب فيه و تبرأ منه .
هذا جزء يسير من رد الرافعي على طه حسين :
* فقول طه مثلا "إن قصة بناء الكعبة خرافة، وإن إبراهيم وإسماعيل شخصان وهميان لا يعدان علما، بل حمق محض، فإذا اعتذر منه بالعلم أضاف إلى حمقه جهلا، فإذا أصر على قوله واعتذاره زاد على الجهل الحمق والغفلة".
* وفكر د. طه حسين الدائر في فلك "العلمانية، والذي أدى به إلى التقليد واتباع آراء بعض المستشرقين.. جعله يتعصب لآرائه اقتناعا منه بهذا المنهج..
* رأينا عصبية طه على الإسلام تلبس ثلاثة وجوه:
أولها: عقيدته في القرآن وأنه من وضع الذي جاء به لا من وحى ولا تنزيل ولا معجزة.
وثانيها: رأيه في النبي صلى الله عليه وسلم وأنه رجل سياسي فلا نبوة ولا رسالة.
وثالثها: عمله في توهين أمر الأئمة من الصحابة في من بعدهم وقياسهم في الإنسانية وأهوائها وشهواتها على قياس من نفسه وطباعه.انتهى قول الرافعي .
- وهذه التهم تتوافق مع المنهج الذي تابع فيه د. طه حسين آراء المستشرقين ومناهجهم المادية.
-و لأن طه حسين تاب و ندم على نشره هذا الكتاب ، نسال له المغفرة و قبول التوبة . و نسأله تعالى أن يجعل ردّ الرافعي عليه من أثقل عمله الصالح في ميزان حسناته .
مواقع النشر (المفضلة)