الأثر الثقافي والاجتماعي والاقتصادي لأسرة السنيناب
الاثر الثقافى والاجتماعى
والاقتصادى والسياسى
(990ـــــــ1226هجريه)
الموافق(1585ـــــ1821م)
هذا بحث نال به الستاذ عبد الخالق بابكر الحسن على درجه الماجستير فى التاريخ من جامعه النيلين وله الحق الادبى
السيره الذاتيه للباحث
الاسم : عبد الخالق بابكر الحسن على
السكن: قريه مرى بلده الفقره
المهنه: معلم بمدرسه مرى الاساسيه المختلطه
فهو خريخ جامعه النيلين
الفصل الأول
المجموعات الجعلية والكاهلية بأرض التكاكى *
أخذ العرب يهاجرون إلى
السودان بعد فتح مصر إما فراراً من نظام سياسى جديد أو طلباً للرزق فلما فتحت النوبة السفلى** زاد عدد المهاجرين منهم إلى بلاد النوبة العليا*** حتى ملاؤوها وكان أكثرهم من جهينه وبنى العباس (1)
ويطرح مصدر آخر تساؤلاً مفاده لماذا هاجر بنو العباس من بلاد مابين النهرين بعدأن كانوا فى أبهة الملك والبلاد الرائقة والحدائق الملتفة وفروا إلى
السودان ويجيب على هذا التساؤل بقوله إن الأسباب التى دعتهم إلى ذلك كثيرة منها أن بنى العباس فى زمن مملكتهم منهم أناس زهدوا فى الدنيا وعكفوا على العبادة ومن هؤلاء ابن الرشيد نفسه وعمه صالح ، قال تعالى :( وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفرمن كل فرقة منهم طائفةٌ ليتفقهوا فى الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ). (2)
إذا علمت ذلك فلا يبعد أن يكون من أتى إلى
السودان من أجدادنا لايبعد أن يكون من الزاهدين الراغبين فى الآخرة أتى هنا لينفرد (بالدعوة) إلى الله تعالى وكذلك من أسباب هجرتهم إلى مصر والسودان ان السلطان هولاكو عامله الله بما يستحقه من العذاب عند ما قتل الخليفة المستعصم بالله ومن معه من بنى العباس سنة (656)هـ محا أثر بنى العباس فهاجروا إلى أرض الله الواسعة وبعضهم هاجر إلى مصر والسودان وهم من أصـــــــل سلسلة نسبنا (3)
أولاً هجرة قبيلة جعل :-
عندما توفى الشيخ شرف الدين**** بالكاسنجر***** ودفن بها هاجر إبنه عبد الرحمن ومعه إبنه محمد الجمه إلى منطقة التكاكى واستقرا بها وكان ذلك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
* التكاكى :ــ هى كلمة بجاوية وأصل الكلمة تكياب ومعناها المداخل أو الأبواب ومنطقة الأبواب هى منطقة الرباطاب الحالية وكلمة الأبواب تعنى الشلالات .
**النوبه السفلى:- تمتد النوبه السفلى من حلفا إلى أســـــوان .
*** النوبه العليا :- تمتد النوبه العليا من إلتقاء النيلين الأبيض والأزرق فى الخرطوم الحالية إلى دنقــــــلا العجوز ـــ مصطفى محمد مسعد - الإســــلام والنوبه فى العصور الوسطى ـــ مصر ــ القاهرةـــ مكتبة الأنجلو المصرية ــ الطبعة الأولى 1960 ـــ ص 2
1/ نعوم شقيرــ تاريخ
السودان ـ تحقيق الدكتور محمد ابراهيم أبوسليم لبنان ــ بيروت ــ دار الجيل 1981 ـــ ص97
2/ سورة التوبه الآيه 122
3/ أحمد الأمين الشيخ محمد ـــ إيقاظ الناس إلى شرف بنى العباس تحقيق أحمد المعتصم الشيخ 1363هـ ــ
السودان ـــ الخرطوم ـ بدون ناشر ص
**** شرف للدين :- هو شرف الدين بن يعقوب العباسى الذى يتصل نسبه بالعباس بن عبد المطلب عم النبى (صلى الله عليه وسلم) وهو جد العبابسة الموجودين فى
السودان وقد جاؤا إلى
السودان من مصر وكان ذلك فى عهد العنج – دار الوثائق القومية –
السودان – الخرطوم– الرباطاب /2/4/58 أحمدبن محمد المشهور بلبنج– مخطوطة النسب العباسى لأحمد بن محمد النبرى ص 24
***** الكاسنجر :- هى بلدة تقع جنوب مدينة كريمة بولاية الشمالية الحالية .
(5)
فى زمن العنج* فأحيا فيها أمواتاً كثيرة وأعطوا كبار العنج
أجرة(مقابل مادى) على أن يخبرونهم بعين الماء فيما عرفوه وسمعوه عن كبارهم فلما أعطوهم تلك الأجرة كاد العنج يجعلونها وظيفة عليهم كل عام وخاصموهم فى ذلك وانقطع نزاع العنج من تلك الوظيفة فى باقى الأيام إلى أن أتت عليهم قبيلة جعل وتغلبوا على ملك العنج واستظهروا على جميع قبائل العرب وطردوهم عن تلك الديار ثم سكنوا ما شاء الله فأتت عليهم الفونج واستولت على جميع البلاد وأذعنت لهم القبائل بالطاعة وصارت جعل عندهم من جملة الرعية ولكن لهم عندهم المزية على غيرهم من الرعية فولوهم بالتقديمة (أى قدموهم وفضلوهم على غيرهم) وولوهم فيما هم فيه من البلاد وقطعوا عليهم مهر** كل بلدة يوصلونة إلى عامل بينهم وبين السلطان الأعظم كل ذلك وقع بينهم ببذل الطاعة والعهد والميثاق ثم ان سلطان جعل بذل عزيز المال على ان يجعل الفونج ما بأيدى بنى العباس تحت ملكهم فأجابوة الى ذلك بشرط على ألا يغير عليهم شيئاً من المهر المعلوم . (1)
المجموعة الجعلية :ــ
من المعروف الذى لاجدال فيه أن أكبر مجموعتين فى
السودان هما المجموعة الجعلية والتى تشتمل علىالكثرة العظمى من العرب العدنانيين والمجموعة الجهينية والتى تشتمل على الكثرة العظمى من العرب القحطانيين وهناك مجموعات أخرى صغيرة مثل الكواهلة والرشايدة* ليسوا من جهينة ولامن الجعليين بل لهم نسبهم الخاص وهناك قبائل أخرى مثل الأحامدة على النيل الأبيض والتى تنتسب تارة الى الجعليين وتارة اخرى الى بنى كاهل والأغلب أنها مزيج من الإثنين .
وأهم قبائل المجموعة الجعلية هى الجعليون الذين ليس لهم أى إسم آخر وهم من غير شك أهم أقسام المجموعة الجعلية ومواطنهم تمتد من خانق السبلوقة( خانق السبلوقة يقع شمال الخرطوم)إلىالعطبرة(ويقصد بها عطـــــبرة الحالية).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
* العنج :ــ اسم إحدى القبائل التى كانت تسكن مملكة علوه والتى أطلقها العرب على كافة سكان تلك المنطقة ـــ يوسف فضل حسن ــ مقدمة فى تاريخ الممالك الإسلامية فى
السودان الشرقى 1450 ـــ 1821م-
السودان -الخرطوم ــ دار جامعة الخرطوم للنشر ط 4 ــ2003م ــ ص14
** المهر :ــ يتضح من سيلق الكلام أنة نوع من الضريبة التى فرضها الفونج على من هم تحت سيادتهم أما السؤال الذى يطرح نفسة لماذا هذا الإسم بالذات لأن كلمة مهر هى إصطلاح شرعى معروف ولم أعثر على مصدر يوضح سبب هذه التسمية
1- دار الوثائق القوميه / الرباطاب/ 2 /4 /58
المصدر السابق
*** الرشايده :- أصلهم من بنى رشيد فى نجد والحجاز وكانوا يقيمون ما بين رأس بناس وبئر عديب فى منطقة الحجاز وقد سار بعضهم جنوباً إلى سواكن بالسودان وانتشرزا فى شرق
السودان – محمد سليمان الطيب – موسوعة القبائل العربية – مصر – القاهرة – دار الفكر العربى – الطبعة الأولى 1993م – ص 524
2- -محمد عوض محمد ـــ
السودان الشمالى سكانه وقبائله ـــ مصر ـــ القاهره ـــ مطبعة لجنة التأليف والترجمه والنشر ط1 1951م ص 172
(6)
ثم الميرفاب وهم يسكنون حول بربر ثم الرباطاب الذين يسكنون فى المنطقة الواقعة ما بين بربر وأبى حمد ثم المناصير* من ابى حمد الى الشلال الرابع ثم الشايقية الذين يسكنون فى المنطقة الواقعة ما بين الشلال الرابع الى اقليم الدبة ثم الجوابرة بنو جابر فى داخل بلاد النوبة التى تقع بين منطقة الدناقلة والمحس ثم الركابية ويشك فى نسبهم الى المجموعة الجعلية وهم على كل حال من العرب الشماليين ومواطنهم وسط بلاد المحس ثم الجموعية واتباعهم شمال وجنوب ام درمان الى حدود الكواهلة ثم الجمع غرب النيل الأبيض الى الجنوب من بلاد الكواهلة وهناك القبائل المقسمة بين النهر وكردفان وهم البديرية وبعضهم فى بلاد النوبة وبلاد الشايقية والبعض الآخر فى كردفان .
وهناك القبائل التى ابتعدت عن النهر وهى قبيلة الجوامعة التى توجد فى أواسط كردفان شمال وشرق الأبيض ثم القديات الى الجنوب من الأبيض ثم البطاحين فى النصف الشمالى من البطانة (1)
هذه أهم فروع القبائل الجعلية والعباسية وأماكن انتشارها داخل أرض السودان، ومن خلال العرض السابق يتضح أن الوجود العربى غاية فى الكثافة والإنتشار فى أنحاء
السودان (سودان وادى النيل) وأنهم دخلوا فى النسيج السودانى بكثافة لايمكن تجاوزها.
ويذهب مصدر ثالث الى أن التكوين السلالى السائد حالياً فى
السودان تكون عبر زمن طويل. ونجد أن هذا التكوين قد قطع شوطاً كبيراً قبل الإسلام بزمن بعيد إذ تجاورت وتداخلت فى هذه البلاد المجموعات التى سماها علماء السلالات بالزنجية والقوقازية وغير ذلك من المسميات ذات الدلالات اللغوية والعرقية مثل السامية والحامية والسودانية (نسبةًً الى
السودان الكبير). وعندما وفدت الهجرات المصاحبة لإنتشار الإسلام الى
السودان أوجدت لنفسها مكاناً فى داخل هذا الإطار وكان من مظاهر التعديل فى التركيبة العرقية والثقافية بروز القبائل السودانية ولابد أن نورد هنا أن بعض القبائل السابقة لمجئ الهجرة العربية والإسلامية استمرت حافظة لكثير من خصائص تركيبها الثقافى واللغوى والسلالى،بل أن بعض المجموعات الوافدة ذابت وتم امتصاصها فى التكوينات المحلية وحتى فى حالة المجموعات المعدلة فإن تعايشاً وقع بين الخصائص القديمة والوافدة. ومن المرجح أن عدداً من السلالات قد دخل فى تركيب القبائل السودانية التى تشكلت فى هذه الفترة وبالرغم من اتجاه النسابه الى الرجوع بأصل معظم هذه القبائل الى شبه الجزيرة العربية والجنس العربى على وجه التحديد (2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
* المناصير:ــ جاء ذكر المناصير ضمن المجموعه الجعليه فى هذا المصدر رغم أن المناصير هم كواهله وسوف يأتى الحديث عنهم لاحقاً
1- المرجع السابق ص 172
2- قيصر موسى الزين – إنتشار الإسلام والسلطنات 641- 1821م –
السودان – الخرطوم – مركز محمد عمر بشير للدراسات السودانية – الطبعة الأولى 1998م – ص 37
(7)
إلا أنه يمكن النظر الى عروبة القبائل المستعربة فى
السودان فى إطار العناصر الثقافية واللغوية مع قدر يقل أو يكثر مع الدماء العربية ، ونلاحظ أن المصادر تتحدث عن أسماء قبائل شبه الجزيرة العربية وهى تتجول فى
السودان فى الجزء الأول من هذه الفترة مثل ربيعة وجهينة وغيرها. وعندما تتقدم القرون نجد تلك المصادر تستخدم أسماء لمجموعات غير معروفة خارج
السودان مثل جعليين وفونج وهى أسماء لم تكن معروفة فى
السودان قبل هذا الجزء المتأخر من تلك الفترة،وهذه إشارةرمزيةلمدىالتحول فى تركيبة المجموعات القبلية فى وسط
السودان وهى مجموعات كانت ولاتزال منفتحة على بعضها البعض بنفس طريقة إنفتاحها الأول على الوافدين من خارج البلاد مما ينفى اسطـــورة . النقاء العرقى، و فى إطار النقاط السابقة وما تمثله من تحفظات يمكن التعامل مع الأسمــــاءوالمصطلـــحات القبــــلية الـــواردة فى المصـــادرأوالشائعة فىالثقافة الشفاهيةالمتوارثة بين الناس،يمكن القول بأن القبائل السودانية التى تشكلت فى هذه الفترة إضافة لما كان موجوداً من قبائل اخرى كلها تنسب إما لجهينة أو لمجموعة الجعليين أوالكواهلة ومجموعة جهينة قحطانية تنقسم إلى ثلاثة فروع رئيسية هى :-
فرع رفاعة ومنه العركيون والقواسمه وهم اصل العبدلاب فى بعض الروايات وقد تركز وجود فرع رفاعة فى منطقة الجزيرة والبطانة .
أما الفرع الثانى هو فرع فزارة ويشمل بنى جرار والزيادية والمهرية والشنابلة والمعالى وهذه الفروع تنتشر فى الجزيرة وكردفان ودار فورولعل تباعد أماكن إنتشارها يعود لطبيعتها الرعوية .
أما الفرع الثالث هو الدويحية ويشمل هذا الفرع المسلمية والبقارة والمحاميد والكبابيش ويتركز وجود هذا الفرع فى غرب
السودان فى كردفان ودارفورأما المجموعة الثانية من مجموعات التكوين السودانى هى مجموعة الجعليين ويقصد بها المجموعةالجـــعليةالتى تشــمل الجعـــــليين والميرفاب والرباطاب والمناصير والشايقية والجوابرة والركابية والجمع والبديرية .أما المجموعة الثالثة من مجموعات التكوين السودانى هى الكواهلة وينتسبون إلى كاهل بن أسد بن خزيمة هاجروا عبر البحر الأحمر وانتشروا فى ساحله أولاً ثم اختلطوا مع البجة ثم انتشرواالى نواحى عطبرة والنيل الأزرق والنيل الأبيض وكردفـــان . (1)
بالرجوع لهذا المرجع والمرجع السابق له حول التكوين السودانى نلاحظ أن المرجعين قد اتفقا على أن كل التكوين العرقى السودانى يرجع إما لجهينة وإما للمجموعة الجعلية وإما للكواهلة وقد أضاف المرجع الأول الأحامدة ، ونلاحظ أنهما قد اتفقا على أن مجموعة جهينة قحطانية وقد ذكرالمرجع الأول أن المجموعة الجعلية عدنانية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
1- المرجع السابق – ص 39
(8)
إلا أن المرجع الثانى لم يذكر شيئاً كما نلاحظ أن المرجعين قد ذكرا المناصير ضمن المجموعة الجعلية على الرغم من أن المناصيرهم فى الأصل كواهلة وسوف نورد ذلك ضمن قبيلة الكواهلةكماأن المرجع الثانى لم يذكرالبطاحين والجموعية والجوامعة ضمن المجموعة الجعلية وقد جاء ذكر ذلك فىالمرجع الأول .
نسب الجعلين
يذهب عدد من الباحثين فى الانساب العربية بالسودان إلى أن حسن كردم هو أول من دخل
السودان من أجداد الجعليين ويعتقد أنه وفد إلى سودان وادى النيل الشمالى فى زمن خلافة بنى العباس حتى وصل جهات كردفان فى فتوحاته واستقر بالسودان الحالى سودان وادى النيل وكان مع حسن كردم اخوه ترجم والقبائل التى تنسب إلى ترجم يقال لها التراجمة أما حسن كردم فقد كان له عشرة أولاد حضروا معه إلى
السودان ثم رجع منهم سبعة إلى الكوفة وبقى منهم ثلاثة هم التمام الذى جاء ذكره فى كتاب السمرقندى ودولة وأولاده هم ملوك الفور والبرنو والسفارجة ملوك تقلى (وسوف نورد بعض الروايات حول أصل ملوك الفور وتقلى )
اما الأبن الثالث لحسن كردم هو سرار وأبناء سرار ثلاثة هم مسمار وسمرة وسميرة فمن أولاد سميرة بطحان جد البطاحين وخالد جد الخوالدة وقدوى جد القديات وهم بكردفان وقنن جد القنن وهم ايضاً بكردفان ومن أبناء سمرة بدير جد البديرية وهم بكردفان وجزء بأرض المحس والشايقية ، وعبد الرحمن الشويح جد الشويحات وحمد أبو الريش جد بنو رياش وطريف جد بنو طريف وسرارى جد بنو السرارية ومعظمهم بكردفان .اما مسمار أولاده أربعة هم سعد الفريد وصبح أبومرخة ورباط الأكبر ونبيه ، فمن ذرية سعد الفريد قحطان وكل ذريته بكردفان ومن ذريته الصبحية أولاد صبح والمناصرة أولاد منصور والإبن الثانى لسعد الفريد هو سلمة وله ولدان حاكم جد الحاكماب أهل أرقو وجبارة وذريته بالمحس أما الإ بن الثالث لسعد الفريد هو فهيد وأولاده ثلاثة حمد جد الأحامدة وجمعة جد الجمع وجامع جد الجوامعة .أما الإبن الثانى لمسمار هو رباط الأكبر وأولاده خمسة قريش* جد القريشاب وعوض جدالعوضية** وخنفر جد الخنفرية*** وحسب الله جد الحسبلاب**** ومقبل جد المقابيل***** .
أما ألأبن الثالث من أبناء مسمار هو نبيه وذريته بجهة الغرب وعلى ما قيل أنهم البرقـــــــــو******.(1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
* القريشاب:- هم أبناء قريش ويوجدون فى منطقة الجعليين
** العوضيه:ــ هم أولاد عوض وتكتب أحياناً العوضاب ويوجدون أيضاً فى منطقة الجعليين
*** الخنفرية :- هم أولاد خنفر ويوجدون فى منطقة الجعليين
**** الحسبلاب :- هم أولاد حسب الله ويوجدون فى منطقة الجعليين
*****المقابيل :ــ هم أولاد مقبل وأحياناً يكتب مقبول وتكتب ذريته المقبولاب ويوجدون فى منطقة الجعليين
اخذت مناطق تواجدهم من عدد من الجعليين من خلال بعض المقابلات
******البرقو:ـــ هم البرقو الحاليين ويوجدون فى كل من
السودان وتشاد والنيجر ومـــالى
2- محمد سعيد معروف ومحمودمحمدعلى نمر- الجعليون تاريخهم ونسبهم وحياتهم وأدبهم- السودان-الخرطوم- دار البلد ط3 1998 ص4
(9)
أما الإبن الرابع من أولاد مسمار هو صبح أبومرخة ولة ثلاثة أولاد هم حمد وحميد وحميدان فحمد سمى حمد الأكرت وهو جد الكرتان والماجدية ومعظمهم بكردفان أما حميد النوام هو جد النوامية وهم بجهة كردفان أما حميدان أولاده أربعة هم غانم وشايق جد الشايقية ومطرف وهو جد الطريفية وحسب الله جد الحسبلاب أما غانم أولاده ثلاثة هم ضواب وضياب وجموع ، فضواب أولاده إثنان هما عرمان وعبد الله أبو خمسين فمن أولاد عرمان عدلان وشاع الدين وعبد العال وزيد ومسلم ومكابر وعبد ربه وشبو أما عبد الله ابو خمسين فمن أولاده حمد كتى جد الكتياب وبلة جد البلياب وابو حريرة جد الحريراب ، أما الإبن الثانى لغانم هو ضياب وله ولدان هما ناصر جد الناصراب وبشارة وله أحد عشر ولداً هم رباط أبوسلمة (ورد هنا رباط أبو سلمة رغم أن معظم المراجع أوردته رباط أبو شمله) جد الرباطاب وعز الدين المصرى وحسب النبى وعبد العال الينبع وإدريس أبو الستروهوجدالميرفاب وعبد الرحمن وهو جد العبد رحماناب وفضل وهوجد الفاضلاب غيرهم .أما الإبن الثالث من أبناء غانم هو جموع وذريته الجموعية والجميعاب السروراب .(1)
أما المرجع الآخر حول نسب الجعليين يقول الكاتب إن إسم قبيلة الجعليين مشتق من إسم إبراهيم جعل الذى يمتد نسبه كما يجمع كثير من النسابه والمؤرخون إلى العباسيين ، ويضيفون إلى ذلك أن إبراهيم جعل المذكور كان ذا سعة فى المال والرزق فعليه كان يأتيه أهل الحاجة من كل مكان أملاً فى قضاء حوائجهم وفى الإستئثار بعونه ، فيخاطبونه بخطاب أجعلنا معك وكان إبراهيم يرد عليهم دوماً لقد جعلناك منا فكنته عمته كما يشاع . ونتاجاً لهذا التصرف يجعل هذا القول لايأخذ به بعض الجعليين . ويقول الدكتور عبد الله عبد الماجد نائب مدير الجامعة الإسلامية السودانية الأسبق فى كتابه الغرابة أن الفور والجعليين يشكلان قبيلة واحدة ويؤكد الصديق أحمد حضرة فى هذه الموسوعة أن الجعليين من اصول عربية تنتهى بهم إلى العباسيين وكذلك الفور المنتمين إلى سليمان صولون مؤسس مملكة الفور ويضيف إلى ذلك أن كلمة صولون بلهجة الفور تعنى العربى . (2)
نلاحظ أن هناك إختلاف بين المرجعين حيث ذهب المرجع الأول بالجعليين إلى حسن كردم فى حين ذهب المرجع الثانى بهم إلى إبراهيم جعل وقد إتفقا على أن الجعليين عباسيين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
1- المرجع السابق ــ ص6
2- الصديق أحمد حضرة (1798- 1918م)- العرب التاريخ والجذور -
السودان – الخرطوم- المطبعة العسكرية – 2005م – الجزء الأول – ص 11
(10)
وقد اطلق إسم الجعليين أولاً على أولاد غانم مطلقاً وهو إختلاف واسع فإذا ما اطلق إسم الجعليين على أولاد غانم فهذا يعنى أنه يشمل القاطنين المنطقه إمتداداً من أبى حمـــد إلى جــنوب ام درمــــان لأن من أولاد غانم الرباطاب والميرفاب والجموعية هذا بالإضافة للجعليين أنفسهم إلا أن هذا الإختلاف إنحسر واصبح الآن لايطلق إسم الجعليين إلا على أولاد عرمان وهم الجعليون الحاليون الذين يسكنون المنطقة الواقعة ما بين حجر العسل* والدامر أى جنوب شندى وشمالها .
أصل ملوك الفور
حسب ما ورد فى المرجع السابق فقد وردت إشارة إلى أصل ملوك الفور وأنهم أبناء دولة بن حسن كردم إلا أن بعض الروايات الأخرى ترى غير ذلك حيث يذهب مرجع حديث إلى ترجيح الروايات الوطنية التى تذهب إلى أن الداجو وهم من أقدم سكان دارفور هم أول من اسس دولة فى دارفور وكانوا يحكمون دار فور خلال القرنين الثالث عشــر والرابع عشر إلى أن فقدوا الســيطرة على الطرق التجارية للطنجر الذين بسطوا نفوذهم على المنطقة الوسطى فى نحو القرن الخامس عشر(1)
وتختلف الآراء حول أصل الطنجر ويزعم بعضها أنهم عباسيون من منطقة دنقلا وتدعى بعض الآراء أنهم من بنى هلال وفى أيام عظمتهم فى القرنين الخامس عشروالسادس عشر أخذ الإسلام فى الإنتشار وعلى أثره وصلت موجات من الهجرة العربية إلى سهول دارفور وأول من وصلها هم البقارة ففصلوا بين الشمال والجنوب واختلط البقارة بالسكان الأصليين حتى غلب السواد على سحنتهم ومن هؤلاء المسيرية والرزيقات والهبانية ، والبقارة كمعظم العرب الرحل فى
السودان الشرقى وأواسط بلاد
السودان ينتسبون إلى عبد الله الجهنى أوقبيلة جهينة .(2)
أما المرجع الثانى حول أصل ملوك الفور يذهب إلى أنه لقد اجتمعت التقاليد السودانية على أن سلطنة الفور هى من أصل عربى والذى عليه البعض وتدعية سلالتهم إلى اليوم أنهم من بنى العباس ولهم فى ذلك رواية لطيفة تختلف فى التفصيل بحسب الرواة وتتفق فى المغزى وأشهر ما ورد أن الأُمراء العباسيين بعد إنقراض دولتهم ببغداد سنة 823هـ الموافق 1421م وهذا التاريخ لايتفق مع سقوط الدولة العباسية على يد المغول حيث كان سقوطها سنة 656هـ الموافق 1258م . (3)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
* حجر العسل :- هى بلده تقع شمال الخرطوم ومن المعروف أن معظم سكانها هم من الشايقية الآن
1- يوسف فضل حسن – مرجع سبق ذكره – ص 91
2- المرجع السابق ــ ص91
3- محمد بن عمر التونسى ــ تشحيذ الأذهان بسيرة بلاد العرب والسودان ــ تحقيق الدكتور خليل محمود والدكتور مصطفى محمد مسعد ــ مصر/ القاهرة/ المؤسسه المصرية العامة للتأليف والنشر ــ 1965 ــ ص367
(11)
على كل حال تقول تلك الرواية أنه بعد سقوط بغداد تفرق
العباسيون فى بلاد المشرق فذهب منهم شقيقان إلى تونس وكان معهما نفر من الأعراب وكان إسم أكبرهما على وأصغرهما أحمد سفيان . وكان على متزوجاً بإمراة ذات جمال وأحمد سفيان عازباً ولكنه كان آيةً فى الجمال فأحبته إمرأة أخيه حباً لم يسعها معه الكتمان فكاشفته بحبها فأنكر عليها ذلك ولكنه وعدها أن يكتم سرها أما هى فاشتعلت غيظاً وعزمت على الإنتقام منه فأتت زوجها ذات يوم وقالت إنى جئتك بأمر جلل لايحسن كشفه فأقسم لى أنك لاتبوح به لأحد فأقسم لها فقالت إنه شقيقك أحمد يراودنى عن نفسى وأنا أنتهره وأزجره وهو لاينزجر فعظم هذا الخبر جداً على على وأغتم لاجله غماً شديداً ولكنه لم يصدق ماقالته له زوجته لانه كان يحب أخاه محبة فائقه ويثق بعفافه وشهامته فبقى مرتاباً فى الأمر ، وكان أحمد لما رأى إمراة أخيه إستاءت منه جعل يتلطف لها ويترضاها فرأى أخوه منه ذلك فقوى الريب فيه وصدق ماقالته له زوجته فاسودت الدنيا فى عينيه وكره أخاه وزوجته والأرض التى كان نازلاً فيها فأمر أن تقوض خيامهم ورحلوا من تلك الأرض وتأخر على فى الطريق مع أخيه أحمد وهو يفكر بالذى يفعله فأبت نفسه أن يكاشفه بسر زوجته ولم يطاوعه قلبه على قتله فقر رايه أن يعقره برجله فيسمه بوسم يؤنبه مادام حياً فاستل سيفه وفاجأه بضربة فى رجله اليمنى وتركه يسيل منه الدم ولحق بقومه وقد أدرك أحمد سفيان سبب غدر أخيه به ولكنه كان من الأنفة على جانب عظيم فصبر على الضيم وجلس ينتظر الموت والدم ينزف من عقر رجله ولهذا سمى أحمد سفيان المعقورثم علم به عبيده وخاصته فاجتمعوا حوله عالجوه حتى برئ جرحه فسار بهم بطريق الصحراء حتى أتى جبل مرة من أعمال دارفور وكان فى ذلك الجبل امة من شبه السود يقال لهم الفور عليهم ملك منهم يسمى شاودورشيت وكان ذلك الملك عريقاً فى الهمجية ولكنه مع ذلك كان كريم الطبع فلما علم بقدوم أحمد سفيان أحضره إليه فأعجبه عقله وأدبه فعهد إليه فى تدبير منزله وسياسةمملكته فأحسن أحمد السياسة وعلم رجال حاشيةالملك السلوك ثم التفت إلى المملكة فنظم أحوالها وأصلح إمورها فأحبه الملك حباً شديداً ولم يكن له إلا بنتاً واحدةً فزوجه بها فولدت له ولداًسماه سليمان فشب ثاقب الفكر شديد الرأى حسن السياسة محباًللخير والإحسان فأحبه أهل الجبل وألفوه وقد توفى أبوه أحمد سفيان فى حياة جده شاودورشيت ثم بعد ذلك توفى جده السلطان شاودورشيت فنادى به أهل الحل والعقد بإجتماع الكلمة سلطاناً عليهم وبايعوه على السمع والطاعه وكان ذلك سنة 848هـ،1445م فأقام فى عاصمة جده فىجبل مرة .ولذلك نجد أن عامة اهل دارفور يرجعون فى أنسابهم إلى أبى زيد الهـــلالى الذى اشتهر فى تونس (1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
1- المرجع السابق نفسه ص 369
(12)
أما المرجع الثالث فيقول يطلق إسم الفور على سكان دارفور الأصليين تمييزاً لهم عن الوافدين عليها هذا بإستثناء أسرة الكيرا المالكه التى إختلطت بدماء عربية وقد تعددت الآراء حول أصل الفورلإنعدام المصادر الأولية المكتوبة عنهم أولديهم ورغماً عن الغموض الذى إكتنف أصل الفور ولغتهم وبالرغم من تاريخهم القديم لايعدوعن كونه ضرباً من الأساطيرإلا أن رواياتهم قد إتفقت على تعاقب ثلاث عوائل على الحكم وهىالداجووالطنجور والكيراالفور:-
فالداجو وأحياناًتكتب التاجوفتفيد الإشارات إلى أنهم إنتقلوا من بلاد النوبه وهم أبناء عمومة وخؤولة الدناقله والمحس والحلفاويين الحاليين وهناك نظرية تقول أن الداجو هم سكان دارفورالأصليين وتقول نظرية أخرى أنهم هاجروا من شمال أفريقيا والخلاصه أنهم قبيلة زنجية حامية سامية. اما الطنجور ورغم تعدد وتضارب الآراء إلا أنهم يدعون كسابقيهم نسبه عربية وأنهم قدموا من تونس وهم على كل حال لم يكونوا زنوجاً لكن لا أحد يستطيع أن يجزم متى جاء الطنجورإلى تلك المنطقة. أماالكنجارا فينقسمون إلى خمسة أقسام هى الكيرا وخرج منهم الملوك والسلاطين ويرجح أن جد الكيرا هوأحمد المعقور الذى تزوج إحدى بنات الداجو،أمــا القسم الثانىهـــم مــورقينقا جـــنوب وجــنوب غــرب جبل مره وهم أولياءورثةالمنطقةولهم إعتقادفىالأشجاروالخرافات،أما القسم الثالث هم أمنقا يقطنون غـــرب جـــنوب غـــرب الفاشر،أما القـسم الرابع هــم الموقانقا ويقطنون فىدارىكيرنو،أماالقسم الخامس همكونيانقا ويقطنون دارالتكنياوى والتى تمتد من شمال الفاشر إلى جبل مرة .(1)
ويقول مرجع آخر يحيط بنشأة سلطنة الفور غموض شديد إذ لايعرف على وجه الدقه متى قامت هذه السلطنة ولايعرف مؤسسها بوجه ثابت . ومن المعروف أن إقليم دارفور وما جاورة كان قد تعرض فى القرنين الخامس عشر والسادس عشر بفضل الإنتعاش التجارى الذى أدى إلى تحول حضارى أدى إلى ظهور عدد من الدويلات ، منها مملكة التنجور فى شمال دارفور والتى يقال أنها كانت تمتد غرباً إلى مابعد حدود دارفور ، ومملكة الداجو فى الجنوب . ويبدو أن الفور بدأوا عجلتهم من جبل مرة فى القرن السادس عشر بتأثير من جيرانهم التنجور والداجو . ويبدو أيضاً أن توحيد الفور فى جبل مرة بقيادة الكيرا الذين هم من الكنجارة ، والذين هم فرع من الفور قد أخذ وقتاً ، كما يبدو أ علاقتهم بالداجو كانت وثيقة . ولذلك تداخلت الأخباروأختلطت الروايات وأسماء السلاطين . (2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
1- سيد أحمد على عثمان العقيد – دارفور والحق المر –
السودان – الخرطوم – الدار العربية للنشر والتوزيع – الطبعة الأولى -2007م-ص38
2- محمد إبراهيم أبو سليم – الفور والأرض وثائق تمليك –
السودان – الخرطوم – مركز أبوسليم للدراسات – الطبعة الأولى – 2006م – ص 13
(13)
. غير أن الخط الفاصل بين هذه وتلك كان هو ظهور الإسلام فى البلاط الملكى على يد سليمان سولونج ، والذى جعل من سلطنة الفور سلطنة إسلامية . وقد رجح أن الكيرا بدأوا يوحدون الفور فى جبل مرة فى القرن السادس عشر ولكنهم لم يظهروا بمملكة إسلامية حتى منتصف القرن السابع عشر على يد سليمان سولونج ، أى أن بدء السلطنة قد تم فى جبل مرة فى وقت غير محدد وعلى يد سلطان غير مشخص (محدد) وأن إنشاء السلطنة الذى ينسب إلى سليمان سولونج هو فى الحقيقة بدء ظهورها الإسلامى على يد سليمان سولونج . وقد إستمرت سلطنة الفور حتى عام 1874م عندما هزم الزبير باشا رحمة السلطان إبراهيم سلطان الفور فى موقعة منواشى التاريخية . وأضحت دارفور بعد ذلك تابعة للإدارة المصرية ثم بعدها صارت تابعة لحكم المهدية . (1)
بالرجوع لماورد فى المراجع الثلاثة والمصدرحول أصل ملوك دارفور نجد أن المرجع الأول يرجع بهم إلى الداجو وهم من أقدم سكان دارفور أما المصدر الثانى فإنه يرجع بهم إلى أصل عربى وذلك نسبةً إلى أحمد سفيان المعقورإلا أنه فى نفس الوقت يذكر أن أحمد سفيان عندما وصل إلى منطقة جبل مرة وجد فيها امةٌ سوداء ويحكمهم سلطاناً يدعى شاودورشيت وهذا يعنى أنه لم يكن الأول الذى أسس تلك المملكة وأن سكان دارفور الأصليين هم أول من أسس مملكة أما المرجع الثالث فإنه يتفق مع المرجع الأول حول الداجو وأنهم حكموا منطقة دارفور ويضيف المرجع الثالث أنهم أبناء عمومة وخؤولة الدناقله والمحس والحلفاويين كما أنه يتفق مع المصدر الذى نسب أصل ملوك الفور إلى أحمد المعقور حيث أورد المرجع الثالث أن ملوك دارفورخرجوا من الكيرا وأورد أن جد الكيرا هو أحمد المعقورالذى تزوج إحدى بنات الداجوأما المرجع الأخيرفإنه قد إتفق تماماً مع المرجع الثالث وعليه فإن إتفاق مرجعين يكون هو الأرجح والأقوىكما نجد أن المرجع الثلاثة والمصدر متقاربه حول أصل ملوك الفور . إلا أن المرجع الثلاثة والمصدر لاتتفق مع المرجع السابق الذى نسب ملوك الفور إلى دولة بن حسن كردم وهو أول من دخل
السودان من أجداد الجعليين .
أصل ملوك تقلى
إن الذى حدث بصدد ملوك الفور فىالمرجع السابق وأنهم أبناء دولة بن حسن كردم انطبق تماماً على ملوك تقلى حيث جاء فى نفس المرجع أن السفارجة ملوك تقلى هم أيضاً أبناء دولة بن حسن كردم إلا أن هناك بعض المراجع والروايات الأُخرى التى ترى غير ذلك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
1- المرجع السابق نفسه ص 13
(14)
ومنها رواية تذهب إلى أنه بعد مولد مملكة الفونج جاء إلى تقلى أحد الفقراء ويدعى محمد الجعلى قادماً من ديار الجعليين فى الشمال ولم يطل المقام بهذا الغريب حتى اجتذب قلوب الوطنيين بطيب معشره وحسن خلقه وشدة ورعه وتقواه فأحبوه وكان لسلوك الغريب العاقل وقع حسن على زعيم تقلى كيركير فزوجه من ابنته فى عام 1450م وانجبت تلك البنت ولداً أسماه أبوه أباجريده وقد سعى محمد الجعلى إلى نشر الإسلام بين سكان تقلى ووجدت محاولته قبولاً طيباً بين أواسط الناس ولما كبر أبوجريده سار على هدى والده وأخذ يساعده فى بث تعاليم الإسلام بين أهله وبعد وفاة جده كيركير ورث أبوجريده زعامة أهله منتفعاً بنظام الوراثه عن طريق الأم( وهذا يعنــى أن إبن بنت الملك هو الذى يصبح ملكاً وليس إبن إبن الملك ) وقيل أنه عرف بعد ذلك بإســـــــم قيلى بدلاً عن أبى جــريده . على الرغم من إجماع كل الروايات على أن محمد الجعلى ينتمى إلى المجموعة الجعلية أو النوبة المستقرين الذين يسكنون بين دنقلا وملتقى النيلين الأزرق والأبيض إلا أنها تختلف فى تحديد قبيلتة فتزعم بعض أشجار النسب مثلاً أن محمد الجعلى من الجعليين ويقصد بالجعليين هم الجعليون الذين ليس لهم إسم غير ذلك أى الجعليون الذين يسكنون مابين حجر العســل والدامر.
إلا أنه يتضح بعد نظرة فاحصة لتلك الأنساب أن وجود إسم رباط بين أجداد ملوك تقلى فإن هذا يدل على أن محمد الجعلى ينتمى إلى قبيلة الرباطاب ومما يدل على صحة هذا الإدعاء أن بعض الروايات التى سجلت حديثاً فقد أكدت أن محمد احمد الرباطابي هو جد ملوك تقلي.و ان لقبه هو دولة ولا نعرف شيئاً عن دولة هذا الا ان اشجار النسب تزعم ان دولة هو دولة ابن السلطان حسن كردم ابن ابي الديس بن ابراهيم جعل الذى هو والد السفارجة وهم ملوك تقلي و الغريب في الامر ان لفظ السفـارجة غير متداول في روايـات التقلاويين انفســــهم ،ومهما يكن من أمر بخصوص اصل محمد الجعلي هل ينتمي الي الجعليين او الرباطاب فإنه يمثل ظاهرة الغريب الحكيم و الوافد من ديار الجعليين بالدين الاسلامي و الثقافة العربية . ( 1 )
ويذهب مرجع آخر إلى أنه يرجع تأسيس مملكة تقلى إلى هجرة رجل من الزهاد الجعليين ويقال أنه من قبيلة الجموعية حوالى سنة 1530م وقد نزل هذا الرجل وسط تلال تقلى فلم يلبث أن إجتذب قلوب السكان وجلهم من النوبه ، بورعه وطيب أخلاقه ، واتصل بزعيم الإقليم عن طريق المصاهرة وقد أدى ذلك إلى تولى إبنه المشهور بإسم (جيلى أبوجريدة) منصب الرئاسة والملك ولعل هذا قد تم حوالى عام 1570م . (2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
1- يوسف فضل حسن – مرجع سبق ذكره- ص 112
2- عبد المجيد عابدين – تاريخ الثقافة العربية فى
السودان – مصر – القاهرة – دار الثقافة – 1953م – ص 46
(15)
ولم يلبث أن إشتمل ملكه على الإقليم الشرقى من الجبال مابين بلدة تالودى فى الجنوب إلى أبوحبل فى الشمال وخلفه فى الملك تسعة عشر من أبنائه وأحفاده ،والظاهر أن امراء هذه المملكة كانت لهم سياسة مرسومة فى نشر الإسلام والعروبة فى هذه الجهات الوعرة وكانت هذه السياسة ترمى إلى تحقيق هدفها عن طريقين : الأول وهو مايخطر بالبال لأول وهلة بنشر الإسلام والثقافة العربية والتزاوج بين القبائل النوباوية ولكن الأمراء فى الغالب لم يلبثوا أن رأوا أن هذه الطريقة لاتفى بالغرض بالسرعة اللازمة ولذلك لجأوا إلى الطريقة الثانية وهى تشجيع القبائل العربية على المهاجرة والإستيطان فى هذا الركن من
السودان فأخذت جماعات من الجعليين تهاجر من الأقاليم النهرية وكذلك جماعات من البديرية والجوامعة وبوجه خاص بطون بأجمعها من قبيلتى الكواهلة وكنانة . وبفضل هذه السياسة إنتشرت العروبة فى جبال النوبة الشرقية (1)
ويذهب مرجع ثالث إلى أن أصل ملوك تقلى يرجع إلى قبيلة الرباطاب وله فى ذلك قصة لطيفة حيث يقول حكى لنا حفظة تاريخ تقلى أن هناك منهلاً للمياة بجبل الهوى وهو بالطبع واحد من الجبال الموجودة بالمنطقة وله عين جارية تخرج من جوف الأرض وحولها صخور جعلتها أشبه بالأخدود أو الحجر وهذا الحجر يسكنه جان كبير فى شكل ثعبان وهذا الجان يخاف منه سكان المنطقة خوفاً شديداً ويعتقدون أنه هو سيد الجبل بجميع مافيه لذا كانوا يقدمون له كل عام فتاة كقربان يبتلعها حتى تطيب لهم الحياة ، جاء موعد تقديم القربان فقاموا بإختيار الفتاة التى عليها الدور وأخذوها إلى المكان المخصص لذلك وهو على فم حجر الثعبان وأوثقوها وساروا وتركوها أمام الحجر. وقبل أن يخرج إليها الثعبان ظهر رجلان سائحان يحملان سيوفهما فوقع نظرهما على البنت وهى موثوقة أمام الحجر وأحبا أن يعرفا حقيقة الأمر وتواريا وراء شجرة كبيرة وصارا يرقبان الأمر من بعيد، وفى الحين خرج ثعبان فى غاية من الضخامة ويقبل أن يهجم على البنت هجم عليه الفارسان بسيفيهما وأوسعانه ضرباً حتى تقطع إرباً إرباً . وبعد أن تأكدا من موته تماماً أطلقا البنت من وثاقها وأشارا إلى البنت بالرجوع إلى أهليها فسارت وهما يتبعانها إلى أن وصلت القرية فأندهش أهلها وسألوها عن الحكاية فأخبرتهم بما حصل فأشاروا إلى الضيوف بالجلوس وأشاروا لهما بعدم إطلاق سراحهما للذهاب إلى أي جهة ظناً منهم أن الأمور ستضطرب بعد قتل الثعبان والحالة تسوء . أما الشيخان السائحان فقد قررا البقاء مع هذه القبيلة لإنتشالها من الوثنية والتخلف والتقاليد البالية وهذا هو مطلبهما الذى خرجا من أجله . بقى الشيخان مع هذه القبيلة وبدأ إدخالهم فى الدين الإسلامى وتعاليمه وتعليم اللغة العربية . (2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
1- المرجع لسابق ص 46
2- عبد القادر محمد عبد القادر دوره – تاريخ مملكة تقلى الإسلامية –
السودان – الخرطوم – المركز الإسلامى الأفريقى – الطبعة الأولى - 1994م – ص 24
(16)
تزوج الرباطابى البنت التى أنقذاها من الثعبان وتزوج زميله أخرى حفيدة زعيم العشيرة. إستقر الشيخان وبذلا جهودهما فى نشر الدعوة الإسلامية والثقافة العربية . أنجب الرباطابى ولداً أسماه عمر أبوجريدة وكذلك أنجب البديرى ولداً أسماه أحمد وكنى (بعجاج). قيل أن الرباطابى عاد إلى أبى حمد وترك الوصاية لزميله أبوهيام فوافته المنية هناك . نشأ الإبنان وترعرعا فمات جدهم من أمهاتهم . ومن تقاليد هذه القبيلة إذا مات زعيمها يخرج جميع أبناء زعمائها إلى ميدان فسيح ثم تخرج إمرأة شبه ساحرة يقال لها حبوبة حميدة ، تحمل طيراً أخضر اللون أشبه بالببغاء تماماَ وهو مربى فى بيتها . ثم تقف وسط هذا الحمع من أبناء الزعماء ثم تطلق الطائر فيطير ثم ينزل على كتف أو رأس أحد من هؤلاء فيكون هو زعيم القبيلة دون خلاف أو نزاع . خرجت المرأة بطائرها وتوسطت الجمع وأطلقت الطائر فطار ونزل على رأس عمر أبوجريدة . هنا ضج الحاضرون بعدم الرضا وقالوا بلغتهم إى روقيرى (أى ماحقه) . قامت المرأة وأمسكت بالطائر ثم أطلقته فطار ونزل للمرة الثانية على رأس أبوجريدة فصاحوا أيضاً بلغتهم وقالوا ايلق توروقو إندى(أى إنه ليس من أهل الملك ولكن جاءه هبة ) . والجدير بالذكر أنه بعد ما آلت السلطة إلى الجعليين الرباطاب بدأت تتقاطر الوفود من جزيرة مقرات التى خرج منها محمد الرباطابى ومن الجهات المجاورة ومن كل أنحاء الشمالية إلى تقلى للإنضمام إلى أقربائهم الذين كونوا مملكة بتقلى (1) .
بالرجوع للمراجع السابقة حول أصل ملوك تقلى نجد أنها قد إتفقت على أن أصل ملوك تقلى يرجع إلى الجعليين والمجموعة الجعلية رغم إختلافها حول أصل القبيلة التى جاء منها مابين جعليين ورباطاب وجموعية.
وبالرجوع أيضاً لما ورد في المرجع الأول والمرجع الأخيرهذا بالإضافة للروايات الحديثة التي اكدت علي ان محمد احمد الرباطابي هو جد ملوك تقلي و التي ذكرت ان جد ملوك تقلي هو محمد الرباطابي و كان لقبه دولة وهذا يعني ان ملوك تقلي هم ابناء دولة وهو نفس ما اورده المرجع الاول الذي ذكر بأن السفارجه وهم ملوك تقلي هم ابناء دولة بن حسن كردم وعلي الرغم من الاختلاف في دولة هذا حيث ان دولة في المرجع الاخير هو لقب لمحمد احمد الرباطابي ودولة في المرجع الاول هو دولة بن حسن كردم الا ان المراجع قد اتفقت بطريقة مباشرة وغير مباشرة علي ان أصل ملوك تقلى ينتمى إلى قبيلة الرباطاب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
1- نفس المرجع السابق ص 24
(17)
hgufhsd,k td hgs,]hk , hgHev hgerhtd ,hgh[jlhud ,hghrjwh]d gHsvm hgskdkhf hghev hgh[jlhud ghsvm hgskdkhf hgskdkhj
مواقع النشر (المفضلة)