مملكة بني عامر
قامت في الصحراء الشرقية بين البحر الأحمر و خور بركة شرقاً و غرباً و بين عقيق على البحر الأحمر و بلاد الحبشة شمالاً و جنوباً، و البني عامر قبيلة تعيش بين السودان و دولة إريتريا، و هي مؤلفة من بدنات مختلفة، و كثير منهم في الأصل من البجة، إلا أنه تملكهم البلو الذين يقال أنهم جاؤوا من الحجاز، و ظل الحال إلى أن جاء النابتاب من ذرية عامر نابت من الجعليين، فاتخذوا شياخة القبيلة، فسموا ملوكاً و لغتهم العربية، و لكنهم يعرفون رطانة البجة و الخاسة و رجال قبيلتهم يلقبونهم بلقب "دقلل" و هو بمثابة أرباب عند ملوك العرب، و قد كانوا يمهرون نساءهم من قبائل البجة و الخاسة فتسمت أكثر بدناتهم بأسماء مشايخ النابتاب، و أما الذين لا شيخ لهم من النابتاب فقد حفظ فيهم اسم البجة، و كانوا أتباعاً لسلاطين سنار مباشرة، و الذين اعترفوا بهم ملوكاً على قومهم. و في ذلك قصة رواها الفحل في كتابه، أنه اشتهر بأن تلك الأقوام كان يحكمها البلو –و ربما هم قبيلة بلي العربية-، ثم وفد إلى ملكهم الفقيه علي نابت بن عامر بن مقدم بن أحمد سوليق بن شاع الدين –جد الشعديناب- بن الملك عرمان بن الأمير ضواب بن الأمير غانم بن الأمير حميدان بن الأمير صبح بن الأمير مسمار بن الأمير سرار بن السلطان حسن كردم بن الأمير أبو الديس بن الأمير قضاعة بن الأمير عبد الله بن الأميرمسروق بن الأمير أحمد بن الأمير إبراهيم جعل –جد قبائل الجعليين-، و كان ذلك بين نهاية القرنين السادس عشر و بداية السابع عشر الميلادي، فنال حظوة لدى الملك و من ثم زوجه بنته، و لم يرض أفراد حاشية الملك بما جرى، فتآمروا على قتل الفقيه علي نابت، و تم لهم ما أرادوا، و عندما كبر ابن الفقيه المقتول و اسمه عامر نابت، التجأ لدى أعمامه الجعليين، فعرفوه و أباه، و وقفوا إلى جانبه لدى سلطان سنار الذي كانت تتبع له بلاد البجة، فوافقهم و تمكن عامر نابت بن الفقيه علي من الاستيلاء على الملك من البلو، و جعله سلطان سنار نائباَ عليه في تلك البلاد، و سمي و ذريته بالملوك، و حملت مجموعات تسكن تلك الأرجاء اسمه فسموا بالبني عامر، و هم ليسوا من بنيه لصلبه و إنما بيت الحكم فحسب.

(المصدر: موسوعة عون الشريف ؛ تاريخ السودان لشقير؛ تاريخ العرب للفحل)

محمد بن عثمان الجعلي العباسي


llg;m fkd uhlv hguhlvhf hgkhfjhf llg;m fkd uhlv