جمهورية أنجولا

التحرير

تقع أنجولا جنوب غرب قارة إفريقيا ، يحيط بها من الشمال والشمال الشرقى جمهورية الكونغو الديمقراطية ، وتحدها من الشرق زامبيا ، وتحدها من الجنوب ناميبيا ، وتطل سواحلها الغربية على المحيط الأطلنطى .

المساحة 1.246.700 كيلو متراً مربعاً ، وعدد سكانها 16 مليون نسمة ، بدأ التوافد البرتغالى على البلاد منذ عام 1482 حيث وصلت أولاً القوافل البرتغالية بقيادة ديجو كاو ثم تبعتها الحملات الإستكشافية الأخرى ، كما توالت الحملات التبشيرية ، وكان هدف البرتغاليين فى بداية توافدهم إنشاء لإمداد سفنهم التى تبحر حول إفريقيا متجهة إلى الشرق الأقصى وتزويدها بالمؤن ، إلا أنه حدثت عدة تطورات وبدأ التوسع فى تجارة العبيد ، وشن الأفارقة حركات مقاومة ضد الحكم البرتغالى ، وقوبلت هذه الحركات بالمزيد من سياسات القمع والقوة من قبل البرتغال ، وقد ظلت مسيطرة على تلك المنطقة حتى تمكن الأنجوليين من نيل إستقلالهم فى الحادى عشر من نوفمبر 1975م ، وتم إعلان قيام جمهورية أنجولا الشعبية .

الوضع الدينى فى أنجولا :

قبل مجئ البرتغاليين كان سكان أنجولا يرتبطون بصورة أو بأخرى بأرواح الأسلاف من الجانب الأبوى ، وبعد مجئ الإرساليات تحول عدد من السكان إلى المسيحية ، وتعتبر كنيسة أنجولا كلها أسقفية تابعة للكنيسة الكاثوليكية التى بدأت عملها فى سان سلفادور سنة 1496م والتى بقيت تتولى كل شئون التعليم فى البلاد حتى 1908م .

وفى سنة 1852م تولت جمعية الروح القدس العمل فى منطقة بنجويلا ، وتوالت الإرساليات وأنشأت جمعية القلب المقدس مركزاً فى هويلا بمنطقة موساميدس كما افتتحت بعض المدارس ، وأقامت إرسالية المعمدان مركزاً لها فى سلفادور ، وبدأت الإرساليات الأمريكية النظامية العمل فى منطقة لواندا ، وتشترك الكنيستان الأمريكية والكندية فى العمل فى منطقة دول الجنوب الإفريقى ، كما تشترك الإرسالية السويسرية وإرسالية جنوب إفريقيا معاً فى منطقة موساميدس .

وكان تعدد الإرساليات يسبب مشاكل لبعضها من جانب السلطات البرتغالية التى لا تتسامح فى الحرية الدينية ، وكانت الإرساليات تمتلك المدارس خاصة تلك التى تتعلق بالزراعة ، ففى يناير من سنة 1962 كان فى أنجولا 46.610 مدرساً وعدد الطلاب 709.705 على ان الاحصاء التفصيلى يوضح 387.050 طالباً فى 11933 مدرسة تتولاها الارساليات الكاثوليكية ، 160.00 طالباً فى نحو 3000 مدرسة تتولاها الإرساليات البروتستانتية .

تمكنت أنجولا من الحصول على إستقلالها من البرتغال ، واليوم نجد أن دستور أنجولا ينص على حرية الدين ، وغالبية السكان من المسيحيين ، إذ يحتفل السكان بعيد الميلاد والجمعة العظيمى وهى أعياد وطنية وعطلات رسمية فى البلاد ، ومعظم المسيحيين فى أنجولا ينضوون تحت لواء كنيسة الروم الكاثوليك وهى أكبر جماعة دينية فى أنغولا ، وتضم 55% من السكان دخلت إلى المنطقة منذ مجئ البرتغاليين فى أواخر القرن السادس عشر .

وتوجد أيضاً الطوائف البروتستانتية بطوائفها المختلفة أهمها المعمدانية ، الميثودية ، ويقدر أتباعها بـ 10% من المجموع الكلى للسكان ، الطوائف المسيحية التابعة للكنائس الإفريقية التقليدية تكتسب زيادة متنامية فى أنجولا ونسبة أتباعها تقدر بـ 25% من السكان فى أنجولا ، وهناك أيضاً عدد قليل من الجالية المسلمة التى يقدر أتباعها ما بين 80.000 – 90.000 مسلم ، وتتألف فى معظمها من المهاجرين من غرب افريقيا أو من العرب الذين تعود جذورهم للأصل اللبنانى .
ينص دستور البلاد على حرية الدين ، وغيرها من القوانين والسياسات التى ساهمت بشكل عام فى ممارسة الدين بحرية ، تطلب الحكومة من الجماعات الدينية ضرورة التسجيل ليسمح لها ببناء المدارس ودور العبادة ، والمجموعات الدينية بصورة عامة يجب أن توفر معلومات أساسية للمنظمة والتى من أهمها أن لا يقل عدد أتباعها عن 100000 شخص لتكون بذلك مؤهله للتسجيل ، يتمتع رجال الدين فى أنجولا بمكانة كبيرة إذ ان لهم الحق فى إستخدام منابرهم بإنتظام لإنتقاد سياسات الحكومة .



[li,vdm Hk[,gh