النتائج 1 إلى 23 من 23

الموضوع: القبائل الصومالية - بقلم انور احمد ميو

القبائل الصومالية - بقلم انور احمد ميو * بعد أن انتهينا من إعداد الطباعة الثانية من تراجم الأعلام في الصومال ها أنا أولّي وجهي نحو مشروع آخر،

  1. #1

    افتراضي القبائل الصومالية - بقلم انور احمد ميو

    القبائل الصومالية - بقلم انور احمد ميو *

    القبائل الصومالية anwar-34.png

    بعد أن انتهينا من إعداد الطباعة الثانية من تراجم الأعلام في الصومال ها أنا أولّي وجهي نحو مشروع آخر، لأفتح بابا نادرا ما كُتب حوله، وهو موضوع القبائل الصومالية وبطونها وعشائرها ومناطق سكنها.
    ومن البداهة أن هذا الموضوع حيويّ بغضِّ النظر عن ما سيثيره من الحساسية، فمجرد عنوانه يدل على أن دراسة مكونات الشعب الصومالي ومناطق توزيعه في القرن الإفريقي يعد أهمية كبيرة لأبناء الوطن وللباحثين الأجنبيين، فموضوع القبائل الصومالية من أكثر المواضيع جدلا، لأن معظم من كتب عنه أجانب من الغرب، ثم حذا بعض العرب كالمصريين حذوهم، أما الباحث المثقف الصومالي؛ فإذا أراد أن يكتب عن نبذة عن جمهورية الصومال وسكانها في طليعة بحثه، فإنما يقلِّد هؤلاء الأجانب باستثناء قبيلته التي يعطي لها صفحة أو صفحتين، وبالتالي فلم يُحدث شيئا.
    إنني خططت أن أكتب عن هذا الموضوع قبل أكثر من عام، وأعلنتُ في صفحتي في الفيس بوك في أبريل الماضي أنني سأصدر في عام 2013م كتابا عن القبائل الصومالية، وذلك للأمور التالية:
    الأولى: أنه ليس هناك كتابا في هذا المجال باللغة العربية، إلا كتاب (بغية الآمال في تاريخ الصومال)، وستأتي مزاياه وعيوبه، وهناك ورقة علمية أعدَّها أستاذنا الفاضل د.محمد أحمد شيخ علي دودش بعنوان (القبائل الصومالية: الأصل، البناء، الوظيفة) نشرت في مجلة الراصد في السودان وغيرها وسيأتي الحديث عنها، أمَّا كتاب (القبيلة وأثرها في السياسة الصومالية) لأخينا د. محمد يوسف موسى طبع في دار جامعة إفريقيا في السودان عام 1999م فليس في هذا الموضوع، وإنما في استخدام القبيلة في العملية السياسية كما هو واضح في العنوان.
    الثانية: أن أغلب ما كُتب عن القبائل الصومالية بيد الباحثين الغربيين والعرب خطأ إمّا من حيث العدد أو من حيث التصنيف والتقسيم والترتيب.
    الثالث: أنه لا بد أن يكون هناك بحث معتمد في هذا المجال مفيد للجميع ويتسم بالحياد والموضوعية والدقة والصحة، غير أن من يدعي الكمال فهو واهم، فلا كمال إلا للباري سبحانه وتعالى.
    وقد أثار البعض عند إعلاني لهذه الخطة أن هذا المجال خطير جدا ربما يسبب لي خللا أمنيا، وذلك أن القبيلة هي الدّين الثاني الذي يعبده الصوماليون بعد الإسلام، فمن الحساسية بمكان أن أتطرق إلى هذا الموضوع، وبعد مجيئي إلى مقديشو منذ يونيو الماضي كنت أفكر في هذا الموضوع وأستشير، فظهر لي أنه إذا تطرقت إلى الموضوع مجردا عن الطعن والتشهير، وابتعدتُّ عن كل ما يثير الحساسية والتنافر، فلن يثير شيئا، ولن يتسبب في مشكلة، لأنني أريد أن أتناول القبائل حسب ما ترضى بها من التقسيم مع التوقي بالصحة، وسأبتعد عن كل ما هو غير حقيقي من الأقاويل والأساطير والشائعات، فبدلا من أترك هذا الموضوع وأضرب عنه صفحا لتبعاته فإنني أتطرق إليه بالعدل والموضوعية والبعد عن الحساسية، ولا أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه وأنيب.
    ما كتب حول هذا الموضوع:

    أحسن شخص تناول هذا الموضوع باللغة العربية هو الشيخ المؤرخ عيدروس بن الشريف النضيري العلوي في كتابه (بغية الآمال في تاريخ الصومال) فإنه بنى على تقسيماته للقبائل بالرواية الشفهية التي رواها عن زملائه الصوفيين من أهل البدو ومن إخوانه الحضريين في مقديشو، وكل تقسيماته صحيحة %85 مقارنة مع غيره الذين اعتمدوا على تقسيمات الأوروبيين والعرب المصريين، ولا يوجد كتاب باللغة العربية قد تطرق إلى هذا التفصيل في تقسيماته مثل كتاب بغية الآمال.
    إلا أن تطرقه لقبائل دارود وحديثه عنها ضحل، وبعضها خطأ فادح، ويبدو أنه لم يجد من زملائه الصوفيين من يروي له في التسلسل النسبي لها، وكذلك تطرقه لقبائل دغل ومرفلي.
    غير أن كتابه أحسن ما ألف في هذا الموضوع رغم أنه غير مرتب بالدقة، وضبطه لأسماء العشائر ضعيف لأنه كتبها بالعربية ولم يراع أصل الكلمة وبناءها الصوتي، وفي بعضها خطأ مطبعي، وهو مهتم بالتقسيم الفرعي ويبالغ فيها، ويذكر في كل عشيرة نسب زميل صوفي له أو شيخ يعرفه مما يدل على أنه غير مرتب.
    والكتاب طبع في مقديشو عام 1954م وطبعته مطبعة الإدارة الوصيَّة على الصومال من قبل إيطاليا، وعثرتُ عليه في مكتبة دار زيلع للنشر والتوزيع في مقديشو، وأذنوا لي بتصوريه، وسأعتمد على هذا الكتاب مع تعديل كبير من حيث ضبط أسماء العشائر باللغتين العربية والصومالية، وكذلك من حيث التقسيم والترتيب وأستعين بخبراء في هذا المجال.
    وهناك ورقة علمية أعدَّها أستاذنا الفاضل د.محمد أحمد شيخ علي دودشى بعنوان (القبائل الصومالية: الأصل، البناء، الوظيفة) نشرت في مجلة الراصد في السودان وغيرها، إلا أن الأستاذ ناقل لعشرات الآراء للأجانب حول أصل كلمة الصومال ويطنب في سردها دون أي ترجيح، فيتطرق إلى أصل الصوماليين هل هم حاميون أم ساميون، ومَن هي القبائل العربية السامية ومن هي الحامية، ويعتمد على علماء الأجناس الأوروبيين الذين كتبوا قبل مائة عام عن أصل الصوماليين أمثال هيربرت لويس وزملائه وبعض الباحثين العرب ومقلديهم من الصوماليين، ويتختم في كل مبحث بقوله: ” ونستخلص مما سبق..”،!! وبالتالي فإن الأستاذ ينقل لنا كل الآراء – ولا شك أن بعضها إن لم يكن معظمها غير صحيح – من غير أن يمحِّص وينتقد، وسيأتي نقد كل تلك الآراء في الحلقة الثانية بإذن الله.
    وهناك بعض المؤلفات باللغة الصومالية حول القبائل الصومالية أبحث عنها كي أستفيد منها إن شاء الله، ومن أهمّ ما سمعت من المؤلفات كتاب البروفسور محمد عبدي غاندي، وكتاب الجنرال محمد إبراهيم ليقليقتو، وغيرهما.

    ------
    *عن أنور أحمد ميو

    كاتب وباحث صومالي، من مواليد مقديشو 1982م، حاصل على البكالاريوس في الجغرافيا من جامعة إفريقيا العالمية بالسودان، والماجستير في الدراسات الإفريقية - علوم سياسية من نفس الجامعة، ويحضر الدكتوراة في العلاقات الدولية في أكاديمية السودان للعلوم. صدر له عدَّة مؤلَّفات في التاريخ والتراث الصومالي والفكر والشريعة.



    hgrfhzg hgw,lhgdm - frgl hk,v hpl] ld,

    التعديل الأخير تم بواسطة الارشيف ; 20-09-2015 الساعة 09:26 PM

  2. #2

    افتراضي

    هذه الدراسة شاقة ومعقَّدة إلى أبعد الحدود وذات حساسية، وبالتالي لا بد من ضبط بعض الأشياء، وإبراز بعض القواعد التي نسير عليها كي تكون الأمور واضحة للجميع، ولكي يدرك الدارسون أننا ننطلق من اجتهاد، ومن المحتمل للمجتهد الخطأ والصواب، فعلينا جميعا أن نساعد بعضنا بعضا، ونكمل بعضنا بعضا.
    القاعدة الأولى: نبني على الواقع الحالي:

    أعني أننا لن نعوِّل على الماضي، فمن الواضح أن القبائل الصومالية مرَّت بمراحل عديدة في تكوينها وتحالفاتها وتشكيلها الهيكلي، فنحن نقسِّم القبائل على ما هي عليه الآن، ولا نلزم أنفسنا بأن نبني على الماضي، إذن فما هو الماضي؟!! إنها القاعدة الثانية.
    القاعدة الثانية: القبائل الصومالية مرَّت بأطوار مختلفة:

    اتضح لي بأن القبائل الصومالية في بادئ أمرها كانت تنفصل عن بعضها وتنضم إلى بعضها بالحلف حسب الأوضاع القائمة آنذاك مثل القوة العددية والعسكرية والقوة المادية والاقتصادية، فلم تكن هناك قبيلة صغيرة تقف مفردة إلا أن تنضم إلى ما يجاورها من القبائل إلا النادر، وسيأتي تفصيل واضح بالأمثلة في التقسيم الأوَّلي للقبائل الصومالية في الفصل الثالث، وبالتالي فلن نبني دراستنا على تلك التشكيلات والهياكل القديمة.
    القاعدة الثالثة: نبحث عن الحقيقة بالقرائن:

    لا أعني أننا نغضُّ الطرف عن البحث عن الأصل الصومالي والتشكيلات القديمة، بل نتطرق إليها لكن بالطرق العلمية بعيدا عن العاطفة والتعصُّب، فمطلبنا هو الوصول إلى دراسة مستفيضة تقترب إلى الظن الراجح الذي هو أقرب إلى العقل والحس، وإن كنتُ أعلم علم اليقين بأن دراسة أصل الصوماليين من أكثر الدراسات غموضا على الإطلاق.
    القاعدة الرابعة: نبني على الظن الراجح:

    وهو الذي تحفُّه القرائن، فلن نصدِّق بأن الصوماليين جميعا من قريش، أو من ذريَّة عقيل ابن أبي طالب مثلا، لأنها مقولة فقط، ولسنا نعتمد على كل ما قيل بغير قرائن.
    القاعدة الخامسة: نعتمد على الروايات الشفهية الخالية من التعصُّب والحساسية:

    نعتمد في دراستنا هذه على أقوال الشيوخ والخبراء في السلالات الصومالية لكن لن نقبل بأيّ رواية تجرح قبيلة أخرى، مثل رواية أن أب قبيلة فلان زنى بابنة كذا، أو أنه أكل الحرام والميتة وغير ذلك من الأساطير الشائعة في الأوساط الاجتماعية، ومثل أن أب قبيلة فلان شوهد وهو على شجرة فنزل على كتف فلان إلخ، وكلها شائعات يجب أن نبتعد عنها.
    القاعدة السادسة: لن نذكر الصراعات والحروب الأهلية:

    هذه من أهمّ تلك القواعد، فلن نضمِّن دراستنا هذه بالحروب الأهلية والصراعات والنزاعات التي وقعت بين القبائل الصومالية على الإطلاق، ونبتعد عنها مهما أمكن.
    القاعدة السابعة: [مضافة]

    إن التحالفات والتشكيلات بين القبائل أمر غير مذموم ، وهو معروف منذ أقدم العصور …فإبراهيم النبي خليل الرحمن عندما جاء بابنه إلى مكة، كان العرب موجودين، وقد أذنت هاجر أم إسماعيل بنزول قبيلة جرهم العربية مكة وتزوج إسماعيل منهم…
    والعرب العدنانيون يسمون (العرب المستعربة) وهم غير عرب في الأصل، لأن أباهم إبراهيم آشوري هاجر من العراق إلى الشام..وقبيلة قريش أيضا من نسل إسماعيل المستعربة.. إذا فهم عرب بالحلف والصهر…

    القاعدة الثامثة: فصول الدراسة:

    سأبدأ هذه الدرسة بإذن الله بالفصل الأول وهو كلمة (الصومال) وكيفية ظهورها، والصوماليون الأوائل وموطنهم الأصلي وكيفية زحفهم وأماكن انتشارهم، ثم الفصل الثاني وهو الأصل السلالي للصوماليين هل هم ساميون عرب جاوزوا مضيق باب المندب وخليج عدن من شبه الجزيرة العربية، أم هم حاميون كوشيون انحدوا من برزخ السويس وجنوب مصر والسودان وأرتريا وإثيوبيا، ومَن هي تلك القبائل العربية، ومن هي تلك القبائل الحامية الكوشية.
    ثم الفصل الثالث وهو التقسيم الأوَّلي للقبائل وهي ذكر الهيكل القديم للقبائل تحت اسمي (سب وسمالي)، وكيفية انفصال بعضها عن بعض، وتحالف بعضها مع بعض حتى الوقت الحاضر الذي تشكَّلت فيه القبائل الأربعة الكبيرة والقبيلة الخامسة، وكيف تشكَّلت القبيلة الخامسة، وهناك الآن بعض القبائل الكبيرة التي تسعى إلى الاستقلال عن بعض القبائل الصومالية.
    ثم نأتي إلى الفصل الرابع وهو التقسيم الحالي للقبائل الصومالية – وهو معتمد دراستنا – فندرس قبائل در، ودارود، وهوية، ودغل ومرفلي، والقبائل التي تحالفت أخيرا باسم القبيلة الخامسة، ندرس توزيعها وتقسيماتها وأفخاذها وبطونها، وأماكن وجودها في الأقاليم الصومالية، وأهمّ تقاليدها وعاداتها ومزاياها، ولا نذكر مساوئها ولا الحروب الأهلية كما بيَّنت هذا في القاعدة السادسة.
    ثم نختم دراستنا بدراسة اللهجات الصومالية وتطورها وعلاقة بعضها ببعض وتسلسل نغماتها بدأ من أقصى الشمال الغربي زيلع وجيبوتي حتى أقصى الجنوب وما وراء الحدود مع كينيا، وهي ما لم يتطرق إليها بالدراسة من قبل.
    والله وليّ التوفيق.

  3. #3

    افتراضي

    الصوماليون الأوائل قبل ألف عام



    كان الصوماليون منذ وصولهم إلى السواحل الشمالية الشرقية من الصومال قبل ألف عام يعرفون بالبرابرة، وقد أطلق عليهم العرب القدامي بذلك، فقال ياقوت الحموي – وهو مؤرخ سوري ومن أبرز الجغرافيين المسلمين – في كتابه “ معجم البلدان” عند حديثه عن مدينة مقديشو: ” مقدشو – بالفتح ثم السكون وفتح الدال وشين معجمة – مدينة في أول بلاد الزنج في جنوب اليمن في برِّ البربر في وسط بلادهم، وهؤلاء البربر غير البربر الذين هم بالمغرب، هؤلاء سُود يشبهون الزنوج جنس متوسط بين الحبش والزنوج، وهي مدينة على ساحل البحر وأهلها كلهم غرباء ليسوا بسودان ولا ملك لهم إنما يدبر أمورهم المتقدمون على اصطلاح لهم” إهـ.
    توفي ياقوت الحموي في بغداد عام 622هـ الموافق 1224م أي قبل تسعة قرون، وقوله: “جنس متوسط بين الحبش والزنوج”، لا أشك في أنه يقصد بالحاميين الصوماليين.
    وقال الرحالة ابن بطوطة في وصفه لأجزاء من الصومال قبل ثمانية قرون: “ ووصلت إلى مدينة زيلع وهي مدينة البرابرة، وهم طائفة من السودان شافعية المذهب، وبلادهم صحراء مسيرة شهرين، أولها زيلع، وآخرها مقدشو، ومواشيهم الجمال، وهي أغنام مشهورة السمن، وأهل زيلع سود الألوان، وأكثرهم رافضة، وهي مدينة كبيرة لها سوق عظيمة”.
    أما زيارته إلى مقديشو فقال: ” ووصلنا مقدشو .. وهي مدينة متناهية في الكبر، وأهلها لهم جمال كثيرة ينحرون منها المئين في كل يوم، ولهم أغنام كثيرة، وأهلها تجار أقوياء.
    وسلطان مقديشو كما ذكرناه، إنما يقولون له الشيخ، واسمه أبو بكر ابن الشيخ عمر، وهو في الأصل من البرابرة، وكلامه بالمقدشي، ويعرف اللسان العربي..” إهـ.
    توفي ابن بطوطة في مصر عام 779هـ الموافق عام 1369م، أي قبل ثمانية قرون، وقوله في زيلع إنها مدينة البرابرة يقصد بالصوماليين، وقوله في سلطان مقديشو ” وهو في الأصل من البرابرة وكلامه بالمقدشي ويعرف اللسان العربي”، لا أشك أنه يقصد بأنه صومالي، والشيخ أبوبكر بن عمر، هو ابن هلولي اليعقوبي الأبغالي سلطان هراب، كان حاكما لمقديشو هو وذريته، وذكر المؤرخ عيدروس في بغية الآمال أنه في سنة 1097هـ تولى سلطنة مقديشو سلطان هراب الإمام محمد بن إمام أحمد بن إمام محمود بن إمام عمر هلولي اليعقوبي، وهذا متأخر، والذي لحقه ابن بطوطة كان في عام 738هـ.
    وقال العلامة ابن خلدون في المقدمة أثناء وصفه للبحار والأراض الشاسعة: ” وعليه من جهة الجنوب بلاد الزنج وبلاد بربر التي ذكرها امرؤ القيس في شعره، وليسوا من البربر الذين هم قبائل المغرب، ثم بلد مقدشو، ثم بلد سفالة، وأرض الواق واق، وأمم أخرى ليس بعدهم إلا القفار والخلاء…” إهـ.
    توفي ابن خلدون في مارس عام 1406م أي قبل سبعة قرون.

    ظهور كلمة (الصومال) ومعناها:
    قال د. محمد شيخ أحمد دودشي في ورقته (القبائل الصومالية): إن كلمة الصومال وردت لأول مرة في تاريخها في أنشودة حبشية تخلد انتصارات النجاشي إسحاق، ملك الحبشة على مملكة أفات، إحدى الممالك الإسلامية في منطقة القرن الإفريقي التي سقطت بأيدي الأحباش عام 1415م، وعقب ذلك ترددت الكلمة كثيراً في كتاب فتوح الحبشة للمؤرخ اليمني عرب فقيه، وقد اختلف الباحثون حول معنى هذه الكلمة في ثمانية آراء:
    “الرأي الأول يرى أن كلمة الصومال مأخوذة من كلمة حبشيَّة تَمَّ تحريفها وهي (سوماهة) ومعناها الكفار أو غير المتحضرين، وهي تسمية أطلقها الأحباش على الصوماليين إبّان غزوات الإمام أحمد بن إبراهيم (غري) على بلادهم.
    ويرى الرأي الثاني أن كلمة الصومال مأخوذة من كلمتين صوماليتين هما (Samey) وتعني يد الرمح و (Leh) وتعني ذو أو صاحب، وجمع الكلمتين يكوِّن معنىً جديداً وهو صاحب الرمح، والرُّمح هو السِّلاح السائد وسط المجتمع الصومالي التقليدي.
    ويرى الرأي الثالث أن كلمة الصومال مكونة من حرف (Soo)، وهو من الحروف المساندة للفعل وخاصة فعل الأمر، و (maal ) وهو مال، ومعناها احلب الناقة أو البقرة.
    ويرى الرأي الرابع أن كلمة الصومال مأخوذة من واد الصومال في اليمن حيث هاجر منها الجدّ الأكبر للصوماليين.
    ويرى الرأي الخامس أن كلمة الصومال مأخوذة من الكلمة العربية سمل أي: (فقأ) التي كان يلقَّب بها زعيم قبلي صومالي سمل عين أخيه.
    ويرى الرأي السادس أن كلمة الصومال مأخوذة من اسم لمدينة أو جزيرة قديمة كانت في منطقة شمال شرق الصومال والتي كانت تسمى سمالي (Samaale).

    ويرى الرأي السابع أن كلمة الصومال مأخوذة من الكلمة العربية (ذو مال) التي كان يلقب بها الجد الأكبر للقبائل الصومالية، وبعد مرور الزمن تم تحريف كلمة (ذومال) إلى (صومال).
    ويرى الرأي الثامن أن كلمة الصومال مأخوذة من اسم الجد الأكبر لبعض القبائل الصومالية الذي كان يسمى سمالي (Samaale) إهـ.
    أقول: الرأي الأمثل للصواب هو أن كلمة (الصومال) جاءت من الجد الأعلى لمعظم القبائل الصومالية وهو (سمالي) (samaale) ثم بات الاصطلاح بعد مئات السنين يرمز إلى قومية، حيث يطلق على كل من انتسب إلى تلك القومية إما بالنسب والصهر أو باللغة والتقليد والعادات والدين باسم (الصومالي)، وما عدا هذا الرأي فهو ضعيف.
    نعم هناك واد في اليمن يسمى (صومل)، لكن هل الجدّ سمالي جاء من هذا الوادي؟!، وهل الرعاة الصوماليون ينتسبون إلى الأماكن؟، يقول د. محمد شيخ أحمد: ” ومما يضعف هذا المحور هو أن أغلب القبائل الصومالية التي استوطنت في منطقة شمال شرق الصومال قبائل رعوية قلَّما تستقر في مكان واحد، ولذلك كان انتماؤها إلى أجدادها أقوى من انتمائها إلى أماكن إقامتها التي تتغير بصورة مستمرة، ولذلك نجد أن أسماء أسلاف القبائل الصومالية الرعوية كلها أسماء أشخاص وليس فيها اسم واحد يدل على أنه مستمد من مكان إقامتهم” إهـ.
    وقد سمعت من الإذاعة اسم شخص يعيش في شمال الصومال يسمى فلان بن سمالي، مما يدل على أن هذا الاسم لا زال موجودا في المجتمع الصومالي، وأن الصوماليين القدماء كانوا يطلقون على أنفسهم بهذا الاسم وإن لم يعرفه العرب إلا بعد تأليف كتاب فتوح الحبشة.
    والصوماليون كانوا من أهل الرعاة العزَّل، ولم يحتكوا بأي شعب إلا بعد أخذهم بالإسلام دينا على يد بعض التجَّار العرب، ثم تحمَّسوا لنشره بعد مشاركتهم في الحروب الدينية في غزوات أحمد غري، وكان المؤرخ اليمني عرب فقيه أوَّل من أطلق اسم الصوماليين عليهم في القرن الرابع عشر الميلادي أعقاب تلك الحروب، وكان المؤرخون العرب القدامي مثل ياقوت الحموي صاحب معجم البلدان والمسعودي صاحب جغرافية البلدان وابن خلدون وابن بطوطة الرحَّالة وغيرهم يسمونهم بالبرابرة السُّود، لأنهم لم يحتكُّوا بهم ولم يعرفوا الاسم الذي يصطلح فيما بينهم كما سبق النقل عنهم.
    قال د.محمد شيخ أحمد: ” كانت القبائل الرعاة الصوماليون تخوض حروباً دينية وسياسية مع المسيحيين الأحباش، ويمكن القول بأن اسم “الصومال” مستمدٌّ من اسم (سمالي) الذي تطور من اسم لمدينة أو قبيلة معينة إلى اسم يشمل تحالف القبائل الرعوية المسلمة في شمال الصومال (شمال نهر شبيلي) ثم انداح تدريجياً إلى بقية أنحاء الصومال، ولعل هجرات القبائل الرَّعوية الشمالية إلى الجنوب ساهمت في انتشار اسم سمالي على القبائل الجنوبية الأخرى” إهـ.
    أقول: كما سيأتي بيانه في الحلقة المقبلة فإن انتصار السماليين على الغالا وحلفائهم منذ مئات السنين أمكنهم من انتشار ثقافتهم اللغوية حتى غلبوا بالاسم على القبائل الأخرى غير السماليين مثل الزنوج والعرب والكوشيين الآخرين الأصغر عددا في جنوب الصومال.
    التعديل الأخير تم بواسطة الارشيف ; 20-09-2015 الساعة 09:42 PM

  4. #4

    افتراضي

    الموطن الأصلي للصوماليين وأسلافهم



    كانت المملكة الكوشية المعروفة بالمملكة النوبية تزدهر في جنوب مصر وشمال السودان، وكانت منطقة النوبة تبدأ من حوض النيل شمال السودان في الحدود مع مصر، وكانت هناك ثلاث ممالك كوشية حكمت في الماضي، الأول منها عاصمتها كرمه (1500 قبل الميلاد) والثانية عاصمتها نبتة (300 قبل الميلاد)، والثالثة عاصمتها مَرَوي (حتى 300م)، وكانت هذه المملكة منافسة للإمبراطورية المصرية الفرعونية الواقعة في الشمال، وفي فترة سيطر الكوشيون على مصر الموحدة.
    وكانت القبائل الكوشية الحامية تعيش في تلك المناطق قبل انهيار المملكة، وهي عناصر حامية وفدت إلى إفريقيا من برزخ السويس في عصر ما قبل التاريخ، ونزح الحاميون الشماليون وهم البربر الأمازيغيون والطوارق إلى شمال إفريقيا حتى أقصى المغرب وقد استعربوا كثيرا بعد الإسلام، وكانت القبائل الكوشية الحامية تنقسم إلى قسمين، طائفة من الحضر عمَّرت ضفاف نهر النيل وهي الدناقلة والحلفاويون والمحس والسكوت، وقد سكنوا مدن أسوان ودنقله العجوز، ودبة، وكرمه ومروي، وأم درمان وعطبرة، وهولاء القبائل ما زالوا موجودين حتى الآن وقد استعربوا كثيرا ولغاتها مهددة بالانقراض، وتشكل تلك القبائل عنصرا مهما في تشكيلة المجتمع السوداني الشمالي.
    أما القسم الثاني فهم طائفة من البدو الكوشيين الذين فضّلوا في حياة الترحال جنوبا وهم بنو الأرمو – بسكون الراء – وبنو سمالي – بفتح السين – والعفر الدناكلة والساهو وغيرهم، فهؤلاء القبائل الرعوية واصلت نزوحها جنوبا من أرض كوشستان وشرق السودان حتى وصلت إلى ما يسمى الآن بأرتريا وهضبة هرر وشمال الصومال، إلا الكوشيين البجا الذي بقوا في أرض شاسع من مثلث الحلايب جنوب مصر وشرق السودان حتى شمال أرتريا، وأما الكوشيون الرحَّل الآخرون فقد انتشروا جنوبا حتى وصلوا إلى شمال كينيا كما سنفصله في هذه الدراسة.
    فالموطن الذي هاجر منه الصوماليون الأوائل هو برزخ السويس وجنوب مصر مع الهجرات الكوشية التي وفدت إلى منطقة القرن الإفريقي في السنوات الأولى للميلاد أو قبله بقليل.
    وأبرز دليل عندي على صحة هذه النظرية هو الختان الفرعوني الذي يعرفه الصوماليون والعفر مع إخوانهم الكوشيين الدناقلة والمحس والسكوت والبجا في السودان، وهذا الختان لم يعرفه العرب ولا الأحباش الأمهريون والتغراي وغيرهم من الساميين على الإطلاق.
    وكذلك اللغة الصومالية هي لغة كوشية حامية ضمن اللغات الكوشية المعروفة لعدد من القوميات الكوشية مثل الأرومو والعفر والساهو والبجا والدناقلة والحلفاويين وغيرهم، وأن هناك كلمات في اللغة الصومالية مثل الشمس والنار (dab iyo qorrax) كانت لغة كوشية مصرية قديمة، والكلمات المشتركة بين لغتي الصومالية والأورومية أكثر من أي لغة أخرى لمن يعرفهما، وكذلك السودانيون الكوشيون أمثال الدنقلاويين والمحس والسكوت والحلفاويين احتفظوا بلغاتهم الكوشية مع ضعف شديد في الاستعمال، وفيها كلمات مثل (kaalay) أي تعال وهي صومالية، وفيها أمثلة أخرى ذكرها الزائرون لمنطقة شمال السودان وهي أرض الكوشيين.
    والهجرة الكوشية إلى منطقة القرن الإفريقي جاءت من جهة الشمال الشرقي للقارة الإفريقية بعد انفصال هذه القوميات بعضها عن بعض، وأن مجموعة الغالا الأوروميين وصلوا إلى تلك المنطقة قبل الصوماليين، وأن الصوماليين وصلوا قبل العفر الذين هم آخر المهاجرين الكوشيين وصولا إلى جنوب أرتريا وشمال هرر وجيبوتي.
    وكان ما يسمى اليوم بجنوب الصومال أرضا يسكنه زنوج البانتو ويزرعون في ضفة نهري جوبا وشبيلي بعد طردهم للمجموعات البدائية التي كانت تلتقط الصيد قبل آلاف السنين، وقد أصبح الأروميون طلائع الشعوب الحامية التي أجلت الزنوج البانتو وأرغمتهم على الهجرة إلى كينيا وتنزانيا وما وراءها من البلاد.
    قال المؤرخ عيدروس بن الشريف في كتابه بغية الآمال في تاريخ الصومال (ص:69): ” كان يسكن في بعض نواحي الصومال أناس من البانتو، وقبلهم كان أناس من الصيادين يعيشون في القُطر.. ثم طردت الغالا البانتو من الصومال قبل القرن الحادي عشر الميلادي، والغالا هم من الجنس القوقازي اللطيف الذي يتصل نسبهم إلى أصل البانتو” إهـ.
    أقول: هذا خطأ، والغالا يطلق على الأوروميين والبوران وهم من الجنس الحامي القوقازي، وليسوا من الجنس الزنجي، وهناك فرق بين القوقازيين والزنوج والمغول، وتفصيل هذا في علم دراسة السكان.
    قال عيدروس: ” ولم يسلم الغالا (أنفسهم) من الغارات بل طُردوا من قبل أناس زحفوا من إقليم الصومال البريطاني، وهؤلاء أخذوا اسم (الصومال) واستمرت الحروب والمصادمات بين الصوماليين والغالا مئات السنين، حتى امتدت الحرب إلى إقليم مدغ وكان النصر فيها حليف الصوماليين، استولوا في أثنائها على مدينة غالكعيو التي لم تكن تسمى بهذا الاسم من قبل، وهي من كلمتين (gaal-kacyo) معناها بالعربية (هزيمة الغالا)، وكان ذلك في القرن الحادي عشر”.
    قال: “غير أن هذه الحرب لم تُبِدِ الغالا بتاتا، بل كان هناك أناس يعيشون معهم في أرض شبيلي، واستمروا في مطاردتهم حتى أجلوهم عن أرض شبيلي، وكان ذلك في القرن الخامس عشر.
    وانتهت سلطة الغالا في القرن الثامن عشر بعد حروب دامية دامت بينهم وبين الصوماليين حتى استطاعوا أن يمدوا سلطتهم على أغلب النواحي الصومالية وانتشر الصوماليون فيها، حتى أطلقت صوماليا باسم الصومال” إهـ.
    وقد بسط المؤرخ حمدي السيد سالم في كتابه “ الصومال قديما وحديثا” أكثر من هذا شرحا وتوضيحا فقال:” في القرون الأولى للميلاد وفدت جماعات الجالا إلى شبه جزيرة الصومال ، وهي عناصر جديدة من أصل حامي، ومعها سهام ونبال وأدوات حرب وكثير من الحبوب، وفي فترة وجيزة أمكنهم أن يستخلصوا شبه جزيرة الصومال لأنفسهم وأن يطردوا جماعات البانتو إلى الجنوب والشرق، وقد تخلَّفَ بعض البانتو على ضفاف نهر جوبا ونهر شبيلي ، وفي المناطق المنعزلة النائية ، وعلى طول النطاق الكبير الذي يمتد من الجنوب لهضبة هرر فوادي شبيلي فوادي جوبا حيث تتلاشى العوائق الطبيعية في منطقة شاسعة من الشرق إلى الجنوب الشرقي.
    وفي هذا التاريخ كانت بلاد العرب في حرب مع الحبشة ، وكان من السهل على هؤلاء المتحاربين أن يَعبروا البحر الأحمر ومضيق باب المندب إلى الحبشة، وقد استمرت الحروب بين العرب والأكسوميين فترة طويلة وقعت خلالها بلاد اليمن تحت سيطرة الأحباش نحو خمسين عاما، ثم طردهم العرب بعد استنجادهم بالفرس ، وذلك قبل الهجرة المحمدية بنحو خمسين عاما، وقد دفعت تلك الحروب الجالا أن يبحثوا عن مكان أكثر استقرارا فزحفوا نحو شبه جزيرة الصومال.. وكانت الظروف الطبيعية كالبحث عن موارد المياه والآبار – وعامل الجفاف أحيانا – من أشد العوامل الطبيعية المؤثرة في حياة قبائل الجالا الرعوية ، ولذا كانوا في حركة مستمرة دون استقرار ثابت “إهـ.
    وتحت عنوان (ظهور الصوماليين) قال حمدي: ” وخلال فترة التطاحن بين الجالا والزنوج وصلت موجة حامية أكثر نشاطا وحركة وأكثر عددا وميلا للحرب من جماعات الجالا والزنوج ، وهؤلاء القادمون الجدد هم من العناصر الحامية الخالصة وهم ما نسميهم بالصوماليين الأوائل ، ومهما كانت الآراء حول المنطقة التي قدموا منها سواء عن طريق برزخ السويس أو باب المندب ، أو كانت نشأتهم في منطقة القرن الإفريقي نفسه فإن المستفاد من القول أن الطلائع الأولى للصوماليين ظهرت على مسرح التاريخ في السنوات الأولى للميلاد ، وذلك في صورة جماعات مستقرة حول جيبوتي وعلى طول خليج تاجورة ، وتتابعت بعد ذلك الهجرات الحامية للصوماليين وزاد عددهم قبل وبعد ظهور الإسلام ، واتسعت المنطقة للحاميين الصوماليين الجُدد حتى امتد نطاقهم من خليج تاجورة إلى هضاب مجرتينيا.
    وإن كنا لا نستطيع أن نحدد في الوقت الحاضر تاريخ وصول وامتداد العناصر الصومالية في شبه جزيرة الصومال فإنه يمكن القول بأن العناصر الصومالية كانت موجودة ومنتشرة في عهد واحد في مناطق الشمال والأوجادين وحول نهري جوبا وشبيلي ، ومن المحتمل أيضا أن بعض المناطق المذكورة كانت تحارب الجالا والبعض الآخر كان يعيش في سلم وهدوء مع الجالا.
    وبدأت حركة الانتشار الصومالي تتخذ خطوات عملية اعتبارا من القرن الثالث عشر وكانت عنيفة في اندفاعها نحو طرد جماعات الجالا ، وكانت حركة الصوماليين تتسم بالطابع الجَماعي المنظَّم من مراكزهم في الأوجادين ومجيرتينيا وصوماليلند نحو الأراضي الخصبة في المناطق الوسطى الجنوبية لشبه جزيرة الصومال ، وتحتَّم على الجالا الخوف من هذا التدفق العظيم من جانب المحاربين الصوماليين فاضطروا أن يطلبوا النجاة في مكان آخر أكثر أمنا واستقرارا ، فأخذ بعضهم يتجه نحو الغرب والشمال الغربي، والبعض الآخر اتجه نحو الأودية والجنوب الأقصى للصومال.
    ونستطيع أن نجزم برأي أن الصوماليين كانوا في القرن الحادي عشر الميلادي (التاسع الهجري) قد جاوزوا نهر شبيلي عند نقاط مختلفة، وأنهم كانوا يستوطنون ويعمِّرون أقاليم بنادر العليا التي هي بين النهرين، يشهد بذلك أحد الجغرافيين العرب الأوائل الذي وصل إلى داخل أراضي مركه في القرن الثالث عشر.
    وفي الأعوام الأخيرة لنهاية القرن السادس عشر كانت هناك حركة انتشار للعناصر الصومالية نحو تعمير الأراضي التي حول نهر شبيلي بالاستقرار من أجل الزراعة ، وقد عبروا نهر شبيلي بالقرب من مدينة خلافو، وأخذوا يجدون في سيرهم مقتفين أثر الجالا، حتى وصل الصوماليون إلى نهر جوبا قرب مدينة دولو، واستوطنوا الأقاليم الشمالية لجوبا، وهي مناطق غنية بالمراعي الطبيعية والغابات والأراضي الصالحة للزراعة ، وكان مركز استقرارهم في المساحات الواقعة بين لوخ ووحز وتباس … ثم حدث في نفس الوقت امتداد صومالي في نقط متعددة على نهر جوبا الجيدة في جوبا السفلى ، وانتشروا في مساحات واسعة إلى الجنوب من ضفاف نهر تانا والأراضي الواقعة إلى شمال النهر ، وهي التي نسميها اليوم باسم (انفدى) أو أراضي منطقة الحدود الشمالية” إهـ.
    أقول: وبهذه الدراسة المستفيضة من هؤلاء المؤرخين تتبين أمورا عديدة كانت غامضة حول الأصل العرقي للصوماليين والموطن الأصلي الذي انطلقوا منه، وأن الصوماليين لم يكونوا من الأحباش في هضبة إثيوبيا، ولا من الفراعنة في مصر العليا، وإنما هم حاميون كوشيون رحَّل زحفوا جنوبا حتى وصلوا إلى منطقة القرن الإفريقي مع الهجرات الكوشية.

  5. #5

    افتراضي

    عروبة الصوماليين بين الهوية الثقافية والأصل العرقي



    الصوماليون عرب إذا نظرنا إلى انتمائهم الثقافي وهويتهم الدينية، ومصيرهم القومية، وليس معظهم عربا إذا نظرنا إلى أصلهم العرقي وموطنهم الأصلي الذي انطلقوا منه، بل هم حاميون كوشيون رحَّل زحفوا جنوبا حتى وصلوا إلى منطقة القرن الإفريقي مع الهجرات الكوشية.
    وحامية الصوماليين هو رأي معظم الباحثين والكتَّاب الأوروبيين وعلماء السلالات فقد ذكر د.محمد شيخ أحمد دودشي في ورقته (القبائل الصومالية..) أن “الباحثين والكتَّاب اختلفوا حول تحديد أصل القبائل الصومالية إلى مجموعتين؛ ترى المجموعة الأولى أن أصل القبائل الصومالية يرجع إلى الحاميين الشرقيين مثلها مثل القوميات الأخرى القاطنة معها في منطقة القرن الإفريقي؛ الغالا، والدناكل، والساهو، والبجة، واعتمدت هذه المجموعة عامل السمات الجسمانية حيث أن هنالك شبهاً كبيراً إن لم يكن تماثلاً كاملاً بين الصوماليين وهذه القوميات، كما اعتمدت هذه المجموعة أيضاً عامل اللغة، حيث إن اللغة الصومالية تنتمي إلى عائلة اللغات الكوشية أو الحامية (الأفرو آسيوية)، ” إهـ وذكر من أنصار هذا الرأي أم أي لويس، وهيربرت أس لويس وسعدية توفال وغيرهم.
    أقول: ونبني الحجج والبراهين في صحة هذه النظرية على أمور عدة:
    أولها: أن اللغة الصومالية هي جزء لا يتجزأ من اللغات الكوشية، وهناك دراسات أجريت حولها، ذكرها د.محمد شيخ أحمد علي.
    ثانيها: أن العرب القدامى لم يعترفوا بالصوماليين الأوائل كجزء من العرب، وإنما وصفوهم بالبرابرة، وقد سقنا أقوالهم في المباحث السابقة، فالقبائل العربية هاجرت بعد انهيار سد مأرب في اليمن إلى العراق والشام والأراضي البعيدة، وبعد الفتح الإسلامي إلى مصر والمغرب الكبير، فلو كان الجد الأعلى للصوماليين عربيا هاشميا من ذرية عقيل ابن أبي طالب أو مضريا عدنانيا أو قحطانيا لذكره العرب في أشعارهم وكتبهم وتواريخهم.
    ثالثها: لو كان الصوماليون عربا لاستعربت لغتهم وثقافتهم كما استعرب كثير من البرابرة الأمازيغ والطوارق وكثير من الكوشيين النوبيين السودانيين مثل الدناقلة والمحس والسكوت والبجا رغم تفاوتهم في الاحتفاظ بتراثهم، فرغم أن اللغة الصومالية استقرضت كثيرا من الكلمات العربية بعد مجيء الإسلام إلا أنها بعيدة إلى حد كبير من اللغة العربية، واستخدام اللغة العربية في الصومال قليل.
    قال د.محمد شيخ : ” أما المجموعة الثانية فترى أن أصل القبائل الصومالية يرجع إلى الهجرات العربية في منطقة القرن الإفريقي، ويعتمد أصحاب هذا الرأي عامل الهجرة إذ إنهم يرون أن السكان الأصليين في الصومال اندمجوا وذابوا مع العنصر العربي الذي هاجر إلى منطقة القرن الإفريقي، ومن هذا الاندماج نتج العنصر الصومالي الذي يغلب عليه الدم العربي نتيجة لكثرة الهجرات العربية وكثافتها ونزوح السكان الأصليين من الحاميين والزنوج إلى دواخل القرن الإفريقي.
    وفيما يتعلق بالقبائل والأشخاص العربية التي هاجرت إلى القرن الإفريقي يقول عبد الرحمن النجار أن من أشهر من هاجر إلى الحبشة ونشر فيها الإسلام بنو عقيل بن أبي طالب، وأهمية هذا الرأي هو أن أغلب القبائل الصومالية تنتمي إلى عقيل بن أبي طالب كما سيأتي توضيحه في الصفحات القادمة، ويذكر عبد المنعم عبد الحليم رواية نقلها عن مخطوط يمني قديم بأن الصوماليين ينتمون إلى أشراف قريش وأن جدهم الأكبر هاجر من وادي الصومال في اليمن، ويشير شوقي عطا الله إلى أن أصل الصومال يرجع إلى زعيم قبيلة عربية شريفة هاجرت من شبه الجزيرة العربية واستقرت بهذه البلاد واندمجت مع السكان الأصليين ، وذلك دون ذكر من هو هذا الزعيم، ومن هي القبيلة الشريفة.
    ومع أن المجموعة الثانية التي ترى أن أصل القبائل الصومالية يرجع إلى القبائل العربية المهاجرة تجد دعماً ومساندة من الروايات الشفهية الصومالية وشجرة الأنساب المتداولة بينهم والتي تتمسك بنسبها العربي إلا أن الأدلة والحجج التي تعتمد عليها – هذه المجموعة – تبدو ضعيفة، فعامل الهجرة الذي اعتمدت عليه هذه المجموعة – وهو أقوى دليل لديها – هو عامل تعترف به وتوافقه عليها المجموعة الأولى التي ترى أن أصل القبائل الصومالية يرجع إلى المجموعات الحامية غير أن الخلاف بين المجموعتين يدور حول غلبة العنصر العربي المهاجر على العنصر المحلي أو عكسه، وهو أمر من الصعوبة بمكان الجزم به نظراً لبعد الفترة الزمنية التي حدثت فيها الهجرة، وما نتج عنها من اندماج المجموعتين حتى وصل إلى درجة الانصهار الكامل مما يحول دون التمييز بين من ينتمي إلى أصل عربي أو إلى أصل حامي” إهـ.
    أقول: معتمد هذه المجموعة هو ما جاء في كتاب “بغية الآمال” (ص 279) من أن الجدّ الأعلى للصوماليين (سمالي) (samaale) هاجر من وطنه أرض اليمن حتى وصل إلى هذه الجهة الأفريقية الشرقية في القرن الثالث الهجري واستوطن بها، وذكر د.محمد شيخ عن الباحث محمد إبراهيم أن الفترة التي عاش فيها سمالي كانت عقب انتشار الإسلام في منطقة القرن الإفريقي وأن سمالي كان مسلماً ، ويذكر محمد وكذلك منصور أن والد سمالي كان يسمى “هيل”، بينما يرى أحمد عبد الله ريراش أن والد سمالي كان يسمى محمد عبد الرحمن حميلي، وأنه كان شيخاً عربياً هاجر من اليمن لغرض نشر الإسلام في منطقة القرن الإفريقي، وهنالك رأي ثالث يقول إن والد سمالي كان يسمى عثمان بن محمد، وأنه كان من ضمن جيوش المسلمين الذين وصلوا إلى سواحل شرق إفريقيا إبان خلافة عبد الملك بن مروان، وعلى الرغم من هذه الاختلافات التي تلقي بظلال كثيفة من الشكوك على حقيقة هذا السلف… إلخ.
    أقول: لم يدرك سمالي الإسلام، بل عاش قبله بنحو قرن بدليل واضح قوي وهو أن المؤرخ عيدروس في كتابه “ بغية الآمال” (ص242 -281) سرد نسب شيخه الصوفي، فقال: ” وأبدأ من نسب شيخي الشيخ عبد الرحمن بن عمر العلي إلى جده الأعلى سمالي وما تناسل من ذلك الجد من الفروع…ولا أتعرَّض من قطع نسله”، وشيخه هو عبد الرحمن العلي الأبغالي صاحب كتاب”جلاء العينين في مناقب الشيخين”، ونسبه هكذا ( عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن داود بن علي بن إدريس ابن أبي بكر قاب بن حسن كرتمو بن معلم سليط بن محمد مدحويني بن عسبله بن عل (celi) بن عمر بن غلماح بن يونس بن داويني بن وعبوطن بن أبغال بن عثمان بن دارندولي بن مدلود بن هراب بن دامي بن غرغارتي بن هويه بن إرر بن سمالي) إهـ، فهؤلاء خمسة وعشرون جَدًّا، ومعدَّل حياة الجدّ الواحد ستون عاما، فلنضرب 60 على 25 = 1500، أي ألف وخمسائة عام، وعليه فإن سمالي عاش قبل الإسلام ولم يدركه، فضعفت بذلك هذه النظرية.
    قال د.محمد شيخ : ” أما قبيلة دارود فإن شجرة النسب المتداولة لديها توصل نسبها إلى عقيل بن أبي طالب، وتعتقد أن جدها الأكبر عبد الرحمن بن إسماعيل الجبرتي “دارود” هاجر من اليمن في القرن العاشر أو الحادي عشر الميلادي..”إهـ.
    أقول: لكن مؤرّخا من قبيلة دارود شكك في ذلك، وهو الشيخ عبد الله عمر نور الأوغاديني من قدماء الصحوة الإسلامية وأحد أوَّل دفعة تخرَّجت من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في الستينيات، فقال في كتابه “مسيرة الإسلام في الصومال الكبير”، بعد نقله ما تقدم: ” هذا فيه نظر، وعبد الرحمن بن إسماعيل الجبرتي الزبيدي اليمني ترجمه الشوكاني في البدر الطالع، وتوفي قبل مائتي عام فقط من اندلاع الحروب الدينية بين الأحباش والمسلمين بقيادة الإمام أحمد غري، وكانت قبائل دارودية كبيرة مثل مريحان وهرتي وأبسمي تشارك في هذه الحرب كما ذكرهم المؤرخ عرب فقيه في فتوح الحبشة بأسمائها، والصحيح أن قبيلة دارود من الجنس الحامي مثل إخوانهم الصوماليين” إهـ بالمعني.
    أقول: وهناك رواية يدعمها مؤرخون وكتَّاب كبار أمثال الجنرال محمد إبراهيم ليقليقتو وغيره أن دارود هو ابن دغالي (dagaale) بن أجي (aji) بن إرر بن سمالي، وأن در بن أجي عمّ له وتزوج من ابنته دونبرو، ويؤيّد هذا أن اسم (أجي) قيل هو إسماعيل، وأن دارود هو ابن عبد الرحمن بن إسماعيل فاشتبه الاسمان، وقسَّم الباحث الأوروبي (إنريكو شيرولي) القبائل الصومالية إلى ثلاثة أقسام: الأول: أجي (در ودارود وإسحاق)، والثاني: هويه، والثالث: سب.
    وقال المؤرخ عيدروس في بغية الآمال (ص 240): ” يرجع الإسحاقيون في نسبهم إلى إسحاق بن أحمد الذي نزح من الجزيرة العربية إلى زيلع في القرن السابع الهجري، وسكن ميط ودفن فيها، وقبره هناك مشهور يزار” إهـ.
    أقول: لكن في القرن الثامن الهجري اندلعت حروب الإمام أحمد غري ضد الأحباش، وذكر المؤرخ عرب فقيه في كتابه فتوح الحبشة أن قبيلة هبر مغادي – وهي قسم كبير من قبيلة إسحاق – كانت تشارك فيها، والغريب أن عيدروس تناقض فعدّ الإسحاقيين ضمن قبائل در بن إرر بن سمالي كما سيأتي.
    ثم قال د. محمد شيخ : ” غير أن هنالك عدداً من الباحثين الصوماليين أمثال محمد إبراهيم، ومنصور، وعبد القادر صلاة طوري، وغير الصوماليين أمثال لويس، شيرولي، سعدية توفال، ود.حسن مكي الذين يشككون في صحة ادعاء القبائل الصومالية إلى أصول عربية بجملة من الاعتبارات من بينها :
    1-لم يأت تكوين الأمة الصومالية نتيجة لحدث تاريخي أحادي كهجرة شخص أو شخصين إلى منطقة القرن الإفريقي وتكاثره أوتكاثرهما إلى بطون وأفخاذ وعشائر وقبائل، وإنما هو نتيجة للتفاعلات التي تمت بين المهاجرين العرب والعناصر المحلية في المنطقة.
    2- اقتصار انتساب القبائل الصومالية على قبيلة قريش دون غيرها من القبائل العربية علماً بأن الهجرة العربية إلى منطقة القرن الإفريقي شملت قبائل عربية جاءت من أماكن مختلفة مثل الإحساء، والبحرين، وعمان، وحضرموت، واليمن، ومن المؤكد أن هؤلاء المهاجرين تصاهروا مع السكان المحليين غير أنه لا توجد قبيلة صومالية واحدة تنتمي إلى هذه القبائل العربية مما يدل على أن الانتماء إلى قبيلة قريش ذو طابع ديني.
    3- ليس هناك تشابه بين أسماء أسلاف الصوماليين الذين تربطهم بقبيلة قريش والأسماء العربية في صدر الإسلام، بينما يوجد تشابه بين أسماء أسلاف الصوماليين والأسماء العربية في القرون الوسطى، مما يوحي بأن هذه الأسماء مختلقة.
    وتجدر الإشارة إلى أن القبائل الصومالية تتفاخر بالنقاء العرقي مثلها مثل المجتمعات القبلية في أنحاء العالم، وقد خلق هذا التفاخر نوعاً من التنافس بين القبائل الصومالية إلى الانتساب إلى القبائل العربية وخاصة قبيلة قريش التي ينتمي إليها الرسول صلى الله عليه وسلم إذ في نظرهم لا يوجد على وجه الأرض قبيلة أعلى منها مرتبة وشرفاً” إهـ.
    أقول: لكن مصير الشعب الصومالي وهويته الدينية والثقافية مرتبط بالعروبة، فلولا العرب لما أصبح الصوماليون طلائع الشعوب التي نشرت الإسلام في ربوع القرن الإفريقي، وقد حمل الصوفيون والصحوة الإسلامية من بعدهم لواء نشر الثقافة الإسلامية باللغة العربية ونشرها في ربوع الصومال، وقد أُشرب الصوماليون في قلوبهم حبَّ العرب لدرجة أن كل قبيلة صومالية ترجع نسبها إلى أحسن القبائل العربية نسبا وهي قريش، حبا للمصطفى صلى الله عليه وسلم ولأهل بيته.
    فيجب على المثقفين الصوماليين تقوية وضع اللغة العربية في المجتمع الصومالي الذي هو عضو في جامعة الدول العربية، وعلى الساسة الصوماليين جعل العربية اللغة الرسمية في البلاد في التعليم والبحث العلمي والوثائق وبعض المناسبات العامة، فلا عزَّ لنا إلا بالانتماء إلى إخواننا في الدين وهم العرب، بدل أن نبحث العز في الثقافة اللاتينية وحضارتها الرخيصة.
    مع الاحتفاظ بالتراث الثقافي الكوشي الصومالي وتدوينه ونشره ودراسته، وتفصيل هذا في موضوع (الصومال والتراث الضائع) في كتابي (مراجعات إستراتيجية..) طبع في السودان قبل عامين.

  6. #6

    افتراضي

    التشكيلة القديمة للقبائل الصومالية



    هذا التقسيم هو للسرد التاريخي ولن نعتمد عليه لتقسيم القبائل الصومالية لأنه هو التشكيلة القديمة للقبائل، وقد حدثت تغييرات كثيرة وتحالفات عديدة، حتى تكوَّنت القبائل الأربعة الكبيرة ثم الخامسة، وإنما نذكر هذا التقسيم لغرض الربط بين القديم والحديث ولأنه تاريخ، ولا بد من ذكر التاريخ، وما أذكره هنا ذكره المؤرخ عيدروس بن الشريف في “بغية الآمال” من غير تهذيب وتدقيق، فأضفت إليه معلومات عديدة مع تصحيحه من بعض المصادر وضبط الأسماء باللغتين العربية والصومالية.

    انتساب الصوماليين إلى “هيل”:
    يذكر النسابون الصوماليون أن الجد الأعلى للصوماليين كان يسمى بـ(هيل) (hiil)، فأنجب ولدين هما سمالي وسب (sab iyo samaale).
    أما سمالي بن هيل فأنجب ستة من الأبناء، وهم: إرر (irir)، غرطيري (gardheere)، غريري (gariire)، ميلي (mayle)، مقاري (maqaarre)، ويابور (yaabuur).
    أما الولد الأول: إرر بن سمالي فأنجب ولدين هما: أجي وهويه.
    وأما أجي بن إرر فأنجب در بن أجي، وهناك رواية في انتساب الدارود إلى أجي سبق ذكرها.
    وأما هويه بن إرر فأنجب ستة من الأبناء سيأتي تفصيلهم.

    أما الولد الثاني: غرطيري بن سمالي فأنجب ثلاثة من الأبناء وهم: غري (garre)، سرنسور (saransoor)، عورملي (cawrmale).
    أما غري بن غرطيري فانضم إلى قبائل دغل ومرفلي بالحلف، وسيأتي الحديث عنه.
    وأما سرنسور بن غرطيري (ومنه غالجعل ودغودي) فانضم إلى قبائل هويه بالحلف، وسيأتي الحديث عنه بالتفصيل.

    وأما عورملي بن غرطيري فلم ينضم إلى أحد، ويسكن فرعه في جنوب الصومال، خاصة في مناطق من جوبا السفلى ومدينة دينسور، وهم قليلو العدد.
    أما الولد الثالث: غريري بن سمالي فانضم إلى قبائل در بالحلف، ويسكن في مناطق من الصومال الغربي في إثيوبيا خاصة قرب دولو ومنطقة ليبان، وهم قليلو العدد وسيأتي ذكره.
    وأما الولد الرابع: ميلي بن سمالي فمن وَلده: حوادلي (xawaadle)، وانضم إلى قبائل هويه بالحلف، وسيأتي الحديث عنه.

    وأما الولد الخامس: مقاري بن سمالي فمن ولده: دبري (dabare)، وانضم إلى قبائل دغل ومرفلي بالحلف، وسيأتي الحديث عنه.
    وأما الولد السادس: يابور بن سمالي فمن ولده: هبير (hubeer)، وانضم إلى قبائل دغل ومرفلي بالحلف، وسيأتي الحديث عنه.
    هؤلاء هم أبناء سمالي بن هيل، وذكر عيدروس في “بغية الآمال” أن من أولاده أيضا حمري (xamare) بن سمالي، وحريري (xariire) بن سمالي، بيدأنّ المؤرخين ضعفوا هذه الرواية لعدم وجود أدلة، ولأن الحمريين من الساميين العرب والفرس وغيرهم، وحريري ليس له وجود.
    وسمالي هو أصل أغلب قبائل الصومال، ومنه اشتق اسم الصومال والصوماليين، وهو قراءة أجنبية لاسم السماليين، وهو من إطلاق البعض على الكل، كما أطلق تركيا على العرق التركي، وطاجكستان على العرق الطاجيكي، وكازاخستان على العرق الكازاخي، وقرغيزيا على العرق القرغيزي، وإيران على العرق الآري الفارسي مع أن أقليات عرقية أخرى تعيش في تلك البلدان في آسيا الوسطى.
    أما سب بن هيل أخو سمالي فأنجب ولدا واحدا وهو دغل (digil).
    أما دغل بن سب فأنجب ستة أبناء، وهم: جيدو (jiido)، توني (tunni)، دبطير (dabdheer)، دغين (dagiin)، دبوين (dabween)، محمد.
    أما الولدان الأول والثاني وهما: جيدو بن دغل، وتوني بن دغل فسيأتي الحديث عنهما.
    وأما الولد الثالث: دبطير بن دغل فانضم قسم منه إلى قبيلة هرين الرحنوينية، والقسم الآخر انضم إلى قبيلة دبري، وليس له وجود الآن.

    وأما الولد الرابع: دغين بن دغل ففرعه موجود في مدينة إيمي (iimeey) بأعالي نهر شبيلي في إثيوبيا، ولم أسمع عنه.
    وأما الولد الخامس: دبوين بن دغل فلم يعقب أولادا.
    وأما الولد السادس: محمد بن دغل فأنجب ولدا اسمه كلمغي (Kalmuge) ، وكلمغي أنجب ولدا اسمه تلمذر (Talmadar).
    وأما تلمذر بن كلمغي بن محمد بن دغل، فأنجب ولدين هما: سفر (sifir) بن تلمذر، ومحمد بن تلمذر الملقَّب برحنوين (raxanweyn).
    وأما محمد رحنوين بن تلمذر فأنجب أربعة أبناء وهم: عليمو (caleemo)، مرفلي (mirifle)، جنبلول (jambaluul)، بغدي (bagadi).
    أما عليمو بن محمد رحنوين فانضمت إليه مجموعة أخرى بالحلف تحت اسم (شتنا عليمو) (shanta caleemo) وهم من قبائل دغل الآن، وليسوا من الرحنوين وسيأتي الحديث عنهم، واسم (عليمو) ليس معناه ورقة الشجر كما يتباذر إلى الذهن بل الشائع، وإنما اسم شخص.
    وأما مرفلي بن محمد رحنوين فأنجب ولدين هما: عدي (cade)، مذوبي (madoobe).
    أما عدي بن مرفلي فله ستة أبناء، هم: ينتار (yantaar)، هلدي (heledi)، قراوني (quraawane)، داوني (daawane)، وبربار (barbaar)، كبلاوي (kablaawe).
    وقراوني بن عدي بن مرفلي انضم إلى بغدي، وبربار بن عدي انضم إلى شتا عليمو.
    أما مذوبي بن مرفلي فأنجب ولدين هما: أيلاي (eelaay)، طرغني (dhargane).
    أما أيلاي فانضمت إليه قبائل وكثر نسله، وسيأتي الحديث عنه.
    وأما طرغني فأنجب اثنين: هنجنلي (hinjinle) وهرين (hariin)، والأول هنجنلي أنجب سبعة وهم: دسو (disoow)، أيمد (eymad)، قومال (qoomaal)، ويللي (yalale)، هراو (haraaw)، قروالي (qarwaale) وبري (bari).
    وأما جنبلول بن محمد رحنوين فانضم إلى شنتا عليمو، وسيأتي الحديث عنه.
    وأما بغدي بن محمد رحنوين، فانضم إلى دغل، وسيأتي الحديث عنه.
    وهؤلاء هم أبناء سب بن هيل، وهذه التشكيلة القديمة تغيرت، ومرفلي بن محمد رحنوين بن تلمذر بن كلمغي بن محمد بن دغل؛ أصبح الآن أكثر بكثير من أبناء دغل برمَّتهم، وبالتالي أصبح مستقلا ومتساويا مع دغل، لا منتسبا إليه، فأصبحا (دغل ومرفلي).
    أما القبائل الصومالية الأخرى سواء الكبيرة منها أو الصغيرة، العربية منها أو الزنجية فيسأتي الحديث عنها واحدا واحدا بالتفصيل بإذن الله.
    ومن الملاحظ من هذه التشكيلة القديمة أن القبائل الصومالية كانت تنضم بعضها إلى بعض بالحلف، حسب الأوضاع الاقتصادية والأمنية، فالقبيلة إذا قلّ عددها، فإنها تنضم إلى أقرب قريب لها كي تحمي نفسها من أيّ تهديد محتمل، وإذا أمنت في نفسها فربما تعلن انفصالها وقيامها بذاتها.

  7. #7

    افتراضي

    القبائل المنتسبة إلى در



    قبائل در (dir) بن أجي بن إرر بن سمالي إحدى القبائل الكبيرة في الصومال، وتعتبر أيضا إحدى القبائل المنتشرة في أراض متنوعة من الصومال الكبير، حيث تقطن في أقصى الشمال الغربي من الصومال وجيبوتي ووسط الصومال والجنوب وأرض الصومال الغربي وشمال شرق كينيا، وقد أنجب در بن أجي أربعة أولاد وهم: مذحويني (madaxweyne)، مذوبي (madoobe)، مدلوك (madaluuk)، مهي (mahe)، كما كانت له ابنة تسمى دونبرو (doombiro)، تزوجها دارود.
    1- أما مذحويني بن در فتنتسب إليه قبيلتان هما:

    الأولى: أكشي (akishe) بن مذحويني:
    تقطن قبيلة أكشي في أراض حول مدينتي هرر وجغجغا في إثيوبيا ووجالي وهرجيسا ومناطق أخرى من صومالاند، وتعتبر من قبائل در الشمالية، ومعلوماتي عنها شحيحة.

    الثانية: غرغري (gurgure) بن مذحويني:
    وتقطن مع قبيلة العيسى في إقليم شنيلي (shiniile) في إثيوبيا، خاصة مدينة درردوا والقرى المحيطة بها، وتعتبر من القبائل البعيدة عن الصوماليين حيث أن شريحة واسعة منها تتكلم باللغتين الصومالية والأرورومية، وبعضها لا يعرف إلا لغة الأورومو.
    2- وأما مذوبي بن در فتنتسب إليه القبيلة المعروفة باسم:

    العيسى بن مذوبي:
    وهي قبيلة كبيرة تقطن في مدينة زيلع ولوغهيه في شمال غربي الصومال ومحافظات من جمهورية جيبوتي ومحافظة شنيلي في إثيوبيا إلى مدينة درردوا ، وهي القبيلة المسيطرة في الحكم في جمهورية جيبوتي مع قومية العفر، وتتفرع إلى ستة فروع: الأول: عيلييه (ceeleeye)، الثاني: هولي (holle)، الثالث: هول قادي (hoolqaade) الرابع: وردِيق (wardiiq)، الخامس: هورونه (horone)، السادس: أُوروَيني (uurweyne).
    وتعتبر قبيلة العيسى من القبائل الصومالية المحافظة على تقاليدها وتراثها حيث أن لها مَلكا يسمى بالأوغاس، وهو أعلى هرم في القبيلة، وله الطاعة المطلقة في الأمور المصيرية، وله شروط في اختياره، وتعتبر حفلة مراسيم تنصيبه من أدق المراسيم التقليدية وأغربها، ولها قانون يسمى بقانون العيسى يلزم أخذها في المخاصمات.
    وقد برز منها ساسة وعلماء وعسكريون وشعراء ومناضلون، منهم الرئيسان حسن غوليد أبتدون، وإسماعيل عمر غيلي، والمناضل محمود حربي، وآدم روبلي، وموغي درر، وعبد الرحمن سليمان بشير وخلق لا يحصون.
    والعيساويون نشطون كثيرو الحركة والعمل، ويتكاتفون فيما بينهم، ويحبون الإنسان الصومالي لاسيما البعيد عنهم قُطرا، ويرحبون به ويستمعون إليه، ويستأنسون به كأخ شقيق لهم، ويتكلمون باللهجة المحاتيرية الشمالية، ولهم بعض العبارات التي تميزهم عن الصوماليين مثل (kaa idhi)، ويعنون بها (kugu idhi)، ويمضع أعداد كبيرة منهم شجرة القات، وقد أثرت الثقافة الفرنسية فيهم حيث سافر عدد ضخم منهم إلى فرنسا وتعلموا هناك، ويمارسون الرعي في إثيوبيا والتجارة في جيبوتي.
    3- وأما مدلوك بن در فتنتسب إليه القبيلة المعروفة باسم:
    غدبورسي (gadabuurse) بن مدلوك:
    وتشتهر أيضا باسم السمرون (samaroon)، وهي سمرون بن سعيد بن داود بن أحمد بن مدلوك بن در، وتقطن في صوماللاند خاصة في غبيلي وبورما وزيلع وأجزاء من إثيوبيا وجيبوتي، وتعتبر من أهم القبائل الشمالية، وهي القبيلة الرئيسية في منطقة أودل بأقصى الشمال الغربي وعاصمتها مدينة بورما.
    وتتفرع غدبورسي إلى فروع منها: مكاهيل، محمد عسيو، وهبر عفانو، وغيرها.
    وقد برز منها ساسة وعلماء وأكاديميون وشعراء وفنانون منهم طاهر ريالي كاهن رئيس صوماللاند 2003- 2010م، والأديب حسن شيخ مؤمن أحد كبار أدباء الصومال، والبروفسيور أحمد إسماعيل سمتر المحلل السياسي، وأخوه عبدي إسماعيل، والفنانة هبة محمد هودون والفنانة الأخرى الجميلة خديجة قلنجو وغيرهم.
    وتعتبر مدينة بورما المعقل الأساسي للقبيلة وبها جامعة عمود من أهمّ الجامعات في الصومال بصفة عامة، وجامعة أيلو أمريكا، وقد اهتمت هذه القبيلة بالتعليم في وقت مبكر، حتى تفوَّقت من حولها، لكنها هاجرت بكثرة إلى الخارج لا سيما أمريكا الشمالية وأروبا الغربية ودول الخليج لاسيما السعودية فلم ترجع هذه العقول إلى البلد.
    وتتكلم القبيلة باللهجة المحاتيرية الشمالية القريبة من لهجة العيسى، ويمارس أفرادها بالزراعة في منطقة غبيلي، والرعي في مناطق في الحدود وزيلع.
    4- وأما مهي بن در فيتفرع إلى فرعين، حنفتري (xiniftire)، سري (surre).
    أ- أما حنفتري بن مهي فتنتسب إليه القبائل التالية:

    الأولى: إسحاق بن محمد بن حنفتري
    وتشتهر بالإساق بحذف الحاء، وهي قبيلة كبيرة لها وزن في الصومال، وتقطن في الأجزاء الشمالية أو المحمية البرطانية السابقة، وقد أعلن معظم أعيان القبيلة الانفصال عن بقية الصومال في 18/5/1991م، ولا تعتقد شريحة كبيرة منها أنها ضمن قبائل در، وترى أنه كان حلفا سياسيا أيام الاستقلال والوحدة، في حين يخالفهم المؤرخون الصوماليون هذا الرأي، وتقطن هذه القبيلة ابتداء من إقليم سناغ وعاصمتها عير غابو، وإقليم توغطير وفيها برعو وإقليم هرجيسا عاصمة الشمال وميناء بربرة ومدينة الشيخ وأودوين ومدن أخرى، وكذلك تقطن منطقة هود في الصومال الغربي المحاذي لصوماللاند، وتمارس أفرادها بالرعي في الأرياف، والتجارة في المدن، بل إن الإسحاقيين من أشهر القبائل الصومالية بالتجارة، وكانوا يأتون بالبضائع إلى أهل البوادي العزل الذين ليس معهم نقود، فيقولون: (iidoor) أي أبدل البهيمة بالبضاعة، فسموهم بهذا الاسم.
    وتتفرع قبيلة إسحاق إلى أربع فروع، الأول: هبر أول (h.awal) الذي يتفرع إلى سعد موسى زبير أول، وعيسى موسى زبير أول، الثاني: غرحجس (garxajis)، ويتفرع إلى قسمين: عذا غلي (cidagale)، وهبر يونس وهي أكثر عشائر الإسحاق عددا وانتشارا، والثالث: أرب (arab)، والرابع: أيوب، وهذان الأخيران أقلُّ عددا ممن سبقهما.
    قال المؤرخ عيدروس في ” بغية الآمال” (ص 241): ” وهؤلاء الأربعة من أم واحد، ويجمعهم اسم “هبر مغادي” إهـ.
    أما الفرع الرابع فهو هبر جعلو (h.jeclo)، ويقال: هبر حبوشي، ويتفرع إلى إبراهيم وأحمد ومحمد وموسى، ويقطن في إقليم توغطير.
    وقد برز من الإسحاقيين ساسة وعلماء وأدباء وشعراء وفنانون وعسكريون منهم محمد إبراهيم عغال، وعبد الرحمن تور، وأحمد سينلايو، وعبد الله سلطان تمعدي، وأحمد إسماعيل ديريه، ومحمد إبراهيم هدراوي، وعمر عرته غالب، وزهرة أحمد جامع، وخضرة طاهر عغي، وأحمد حسن عوكي، ومن الصحوة الإسلامية مصطفى إسماعيل هارون، ومحمد درر، وخلق لا يحصون عددا.
    والإسحاقيون فصحاء وبلغاء وصرحاء، منفتحون، كريمون يعطون بغير حساب، وإذا رأوا فيك خطأ فلا يترددون في عتابك، يحب الإسحاقي الأدب الصومالي وشعره فيقرأ له، ويصرّ على رأيه والدفاع عن مبادئه، ويتكلمون اللهجة المحاتيرية الشمالية المفخمة، فلهجتهم أصعب اللهجات المحاتيرية نطقا ومخرجا.

    الثانية: بيمال بن محمد بن حنفتري
    وهي من أكبر القبائل الدرية الجنوبية وأهمها، وتقطن في مناطق في إقليمي شبيلي السفلى وجوبا الوسطى، منها مدينة مركا ومحيطها، وجنالي وجمامه وغيرها، ويمارس أفرادها بالزراعة في مناطق وقرى قريبة من نهري شبيلي وجوبا، ويمارسون أيضا في رعي الأبقار والإبل في المناطق القريبة من الساحل.
    كانت لهذه القبيلة سلطنة كبيرة في الساحل الصومالي المحاذي لمدينة مركا، وقال المؤرخ عيدروس في بغية الآمال (ص 103): ” وفي سنة 1284هـ كتب الشيخ موسى حسين البيمالي سلطان بيمال خطا إلى السلطان سعيد بن ماجد سلطان برغش، وأرسله بيد رجل اسمه عثمان لامو من أهل با مختار وطلب منه عساكرا ليحموا مدينة مركه وملحقاتها..”إهـ، وقادت هذه القبيلة في أوائل القرن العشرين ثورة ضد المستعمرين الإيطاليين ، لكنها قمعت، وتعتبر هذه القبيلة حاضنة الصوفية في جنوب الصومال لاسيما في مدينتي مركا وجمامه معقل القبيلة.
    ويتفرع أولاد بيمال إلى الفروع الآتية: اسمين بن أرمغي (ismiin armage)، وداذوا بن أرمغي، وسعد بن أرمغي، وغادسن (gaadsan) بن أرمغي، والأخير يقطن في الصومال الغربي.
    وقد برز من هذه القبيلة ساسة وعسكريون وعلماء منهم: عبد الله شيخ إسماعيل السياسي تقلد بمناصب وزارية عدة في الحكومات الانتقالية، والجنرال عبدي ورسمه إسحاق وغيرهما.
    وتتكلم قبيلة بيمال باللهجة المحاتيرية الجنوبية، والبيماليون – لاسيما في مركا وجمامه – أهل حضارة وسلام مثل قبائل دغل في منطقة شبيلي السفلى والبنادريين، وكان عدد كبير من معلِّمي القرآن الكريم في الخلاوي القرآنية في مقديشو والجنوب من البيماليين.

    الثالثة: دبروبي (Dabruube) بن حنفتري:
    وهو عمّ لقبيلة بيمال، ووجوده قليل الآن، وربما انضم إلى بيمال.

    الرابعة: باجمال بن محمد بن حنفتري:
    وهذه القبيلة صغيرة العدد، وتقطن في إقليم هيران بوسط الصومال.


    الخامسة: قرانيو (quraanyo) بن محمد بن حنفتري:
    انضم قرانيو بن محمد بن حنفتري إلى بني أخواله من قبيلة غري (gare) الذي هو جدٌّ له من قبل أمّه، واسمها مكه بنت توف بن غري بن غرطيري بن سمالي، ومن فروعه: فركشو (furkisho) وكلي (kuli)، ونمو وكالويش، وهم كثيرون، وسيأتي ذكرهم عند ذكر قبيلة غري إن شاء الله.

    قبيلة سري (sure):
    ب- وأما سري بن مهي فتنتسب إليه قبيلة سري وهي من أهم القبائل الدرية الجنوبية، وتقطن في وسط الصومال في إقليم مدق خاصة محيط مدينة غالكعيو وقرية بعادوين (bacaadweyn) وغيرها، وفي غلغدود تقطن محيط طوسمريب وقرية حرالي، وفي إقليم هيران قرية كبحلني، وفي باي وأجزاء من مدينة لوق في إقليم غذو، وإذا أطلقت كلمة (در) يراد بها قبيلة سري، لأنها اشتهرت به أكثر من إخوانها السابقين.
    وتتفرع قبيلة سري إلى فرعين: الأول عبد الله بن سري، ومن فروعه فقي محمد وفارح وهغر، الثاني: قُبيس بن سري، ومن فروعه: أحدو، وميدكسي وتلويني وفقي عمر.
    وقد برز من هذه القبيلة ساسة وعسكريون وعلماء منهم الشيخ إبراهيم سولي، والشيخ يوسف دريد شيخ صوفي مشهور، وقائد القوات الصومالية حاليا عبد الكريم طغبدن وغيرهم.
    ونظرا لتشتت القبيلة في أماكن متفرقة من الوسط والجنوب فإن لهجة القبيلة وممارسة أعمالها تختلف من منطقة لأخرى، فالقبيس في منطقة مدق بوسط الصومال يتكلمون باللهجة المحاتيرية الوسطية ويمارسون الرعي، وهم مقْدِمون في الحرب ومتصفون بالشجاعة، أما فرع العبد الله في هيران ولوق فيتكلمون باللهجة المحاتيرية الجنوبية وهم هادئون ومسالمون، ويمارسون الزراعة في ضفاف نهري شبيلي وجوبا، والسريُّون عموما أهل صوفية ومعروفون بالتدين والشجاعة والقومية.
    وهناك قبيلة غريري (gariire) وهي غريري بن سمالي وهو جدّ لقبيلة در وأكبر منه سنّا، لكن فرعه انضم إلى در بالحلف، وتقطن القبيلة في الحدود الصومالية الإثيوبية عند مدينة دولو وإقليم ليبان المجاور.
    وهناك أيضا قبيلة ورداي (wardaay)، تعيش في منطقة الشمال الشرقي في كينيا، قيل إنها من قبيلة در، وليس عندي تفاصيل حولها.
    وبهذا انتهى سرد قبائل در وعشائرها وبطونها وأفخاذها، والحمد الله على التوفيق.

  8. #8

    افتراضي

    القبائل المنتسبة إلى الدارود

    بائل الدارود تعتبر إحدى القبائل الكبيرة في الصومال، وهي إحدى القبائل المنتشرة في أراض متنوعة من الصومال الكبير، حيث تقطن في طرف الشمال الشرقي من الصومال حتى وسطه وأجزاء كبيرة من أرض الصومال الغربي في إثيوبيا، ومناطق في حوض نهر جوبا بجنوب الصومال حتى شمال شرقي كينيا، وقد أنجب الدارود خمسة من الأولاد هم: سذي (sade)، تنذي (tanade)، كبللح (kablalax)، يوسف أورتبلي (awrtable)، عيسى.

    1- أما سذي بن الدارود فتنتسب إليه قبيلتان:

    أ- فعيو (facayo) بن سذي:
    هذه القبيلة صغيرة العدد، وتقطن في مناطق من غذو وجوبا السفلى، وهي محسوبة على مريحان.

    ب- مريحان بن سذي:
    هي من أهم قبائل الدارود القاطنة في الجنوب، وتقطن في مدينة عابدواق بوسط الصومال والقرى المحيطة بها، وقرية بلنبلي، وداخل الحدود في إثيوبيا حيث تجاور عشائر من أوغادين في محيط شيلابو، وفي الجنوب تقطن مريحان منطقة غذو تحديدا الضفة الغربية لنهر جوبا في مدن مثل لوق والقرى المحيطة بالنهر حتى مدينة بارطيري، وفي الداخل تقطن مدينة غربهاري وبلد حواء وعيل عدي وقسم من مدينة عيل واق الحدودية، وتتكلم باللهجة المحاتيرية في المناطق الوسطى.

    تتفرع مريحان إلى أوي سمي (ooysame)، وأور مذك (oormidig)، والأول يتفرع إلى رير حسن ورير إسحاق، وينتسب إلى الثاني بنو محمد داود وهم عثمان وأحمد وعلي وعيس، ومن عيس إبراهيم متان ويوسف متان، فالأول يتفرع منه أبناء غراد وهم غوليد وأحمد ونصر، والثاني يتفرع منه فارح أغاس ورير ديني، وهو أهم فخذ في القبيلة.

    وقد برز من القبيلة ساسة وعسكريون وعلماء وأدباء وغيرهم مثل محمد سياد بري رئيس الصومال من عام 1969-1991م، والشيخ آدم شيخ عبد الله المفسر المشهور، والأديب عبد القادر حرسي يميم، وأحمد علي فارح إذا جاء، وبري شري هيرالي، ومحمد عبد الله فرماجو، وعدد لا يحصون.

    وتمارس مريحان الرعي والتجارة والزراعة، وتتصف بالنشاط والشجاعة وكثرة الحركة وشدة عند الحرب، وأخوّة عند السلم، والكرم والإخلاص، وقد انضم قسم كبير من أفرادها إلى حركة الاتحاد الإسلامي بعد انهيار الحكومة المركزية ونزوح القبيلة إلى معاقلها في غذو أوائل التسعينيات.

    2- أما تنذي بن الدارود فتنتسب إليه:

    قبيلة ليلكسي (leelkase):
    من القبائل الدارودية المهمة في الصومال رغم قلة عددها، وتقطن في مدينة غلدغب في إقليم مدق، وجزءا من مدينة غالكعيو وإقليم نوغال، وتعتبر ليلكسي من القبائل الدينية المحافظة، حيث أن أغلب أفرادها من أتباع الصحوة الإسلامية لاسيما السلفية، وكانت في القِدَم متصفة بتعليم الدين ونشره، حتى لقبت بقبيلة الحرتا (xetra) ورغم أن عندها شدة في الحرب إلا أنها مسالمة ولا تسارع في الحرب إلا دفاعا عن النفس، وكانت لها سلطنة كبيرة قبل الاستعمار.

    وقد برز من القبيلة ساسة وعسكريون وعلماء وغيرهم مثل زكريا محمود حاج عبدي، ود.أحمد حاجي عبد الرحمن، والشيخ أحمد عبد الصمد وغير واحد من العلماء والمثقفين.

    3- أما كبللح بن الدارود – وهو أكثر الأولاد عددا – ؛ فينتسب إليه اثنان: كونبي (koombe) بن كبللح، كومذي (kuumade) بن كبللح.

    أما كونبي فأنجب اثنان، الأول: غري (gari) بن كونبي، والثاني: هرتي (harti) بن كونبي.

    فالابن الأول لم يكثر عقبه، وتوجد عائلات من قبيلة غري بن كونبي في مدينة جغجغا في الإقليم الصومالي في إثيوبيا وأجزاء متفرقة في شرق الصومال وشماله.

    أما هرتي بن كونبي فتنتسب إليه القبائل التالية:

    الأولى: محمد بن هرتي (مجيرتين) (majeerteen):
    قبيلة مجيرتين إحدى أهم القبائل الدارودية وأكبرها في الصومال، وتقطن في أقصى الشرق حافون وبوصاصو وأيل وقرطو وغرووي وغالكعيو وأجزاء في داخل الحدود مع إثيوبيا.

    وتتفرع قبيلة مجيرتين إلى التالي:الأول جبرائيل، ويتفرع منه إبراهيم بن جبرائيل المعروف ببعيديهن (baciidyahan) ونوح بن جبرائيل، الثاني: سليمان بن محمد، ويتفرع منه علي بن سليمان، ومحمود بن سليمان، ويتفرع من محمود: عمر بن محمود، وعيسى بن محمود، وعثمان بن محمود، وأبناء محمود بن سليمان هم أغلبية المجيرتين، وهناك فروع أخرى.

    وتلعب قبيلة مجيرتين دورا بارزا في السياسة الصومالية وهي المسيطرة في حكومة بونت لاند بشكل شبه كامل، وقد برز من هذه القبيلة ساسة وعلماء ومناضلون وغيرهم منهم الرئيس عبد الرشيد شرمأركي رئيس الصومال 1967-1969م، وعبد الله يوسف أحمد رئيس الصومال من عام 2004-2008م وهو مؤسس إقليم بونت لاند، وعبد الرزاق حاج حسين رئيس الوزراء الصومالي 1964-1967م، والعقيد حسن أبشر رئيس الورزاء 2002-2003م واللواء محمد أبشر موسى، ومن الصحوة الإسلامية نور الدين علي علو مؤسس السلفية في الصومال، وعبد القادر فارح غعمي، وخلق لا يحصون.

    وكانت للقبيلة سلطنة كبيرة تسمى سلطنة مجيرتينيا، ومقرها منطقة بارغال (baargaal)، وتمارس القبيلة الرعي بجانب التجارة في ثاني أكبر ميناء في الصومال وهو بوصاصو، وللقبيلة زعامات قبلية تسمى بـ (isimo)، وهي التي يرجع إليها في القضايا المصيرية، وتتكلم باللهجة المحاتيرية الشمالية المرققة مقارنة مع اللهجات الشمالية الأخرى.

    ويتصف المجيرتينون بالعقل والمجاملة والنشاط في العمل وحبُّ الرئاسة وممارسة العملية السياسية.

    الثانية: سعيد بن هرتي (طولبهتني) (dhulbahante):
    قبيلة طولبهنتي من أهم قبائل الدارود في الشمال، وتقطن في منطقة سول بشمال الصومال وأجزاء من منطقة عين، وسناغ، وكانت متصفة بالفروسية وتربية الخيول، وبها تخرَّج المناضل المشهور محمد عبد الله حسن الأوغاديني الذي ولدته أم طولبهتنية، وفي منطقة تليح في منطقتهم كانت فيها قلعته المشهورة التي صمدت فيها قوات الدراويش أمام قوات المستعمرين البريطانيين.

    تمارس القبيلة الرعي إلى جانب التجارة، وتعتبر مدينة لاسعانود معقلا رئيسيا لها، وقد فُتحت فيها جامعة نوغال قريبا، وهي قاعدة أساسية لحركة الاعتصام التي أسست في المدينة عام 1996م بعد أن تحولت من حركة الاتحاد الإسلامي، وتتكلم القبيلة باللهجة المحاتيرية الشمالية.

    وقد برز من هذه القبيلة ساسة وشعراء منهم: علي خليف غلير رئيس الوزراء الصومالي من عام 2000-2001م والشاعر المناضل إسماعيل مري، والشاعر علي طوح آدم، وأحمد جامع جنغلي وزير الخارجية الصومالي 2009م والفنانة المشهورة سادة علي ورسمه وغير واحد.

    الثالثة: ورسنغلي (warsangali) بن هرتي:
    قبيلة ورسنغلي تقطن في الشمال خاصة في إقليم سناغ الشرقية ومدينتي برن ولاسقوري وقرى كثيرة تمتد إلى القرب من مدينة بوصاصو، وأجزاء من إقليم الشرق، وكانت لها سلطنة كبيرة قبل أن يضُم الإنجليز تلك السلطنة إلى محميته في شمال الصومال.

    يمارس معظم أفراد القبيلة الرعي والصيد من البحر، ويوجد في مدينة لاسقوري المصنع الصومالي الوحيد لإنتاج لحوم الأسماك، وأراضي ورسنغلي تعتبر من الأراضي الخلابة ذات الطبيعة الباهرة، وتتكلم القبيلة باللهجة المحاتيرية الشمالية.

    الرابعة: دشيشي (dashiishe) بن هرتي:
    وهذه القبيلة أصغر القبائل الهرتية عددا، وتقطن في إقليم كركار وقرطو وأجزاء من مدينة بوصاصو الساحلية، وتلعب دورا هاما في إدارة بوصاصو العاصمة التجارية لبونت لاند، وتمارس الرعي إلى جانب التجارة في البلدة.

    هؤلاء هم أولاد كونبي بن كبللح بالتفصيل.

    أما كومذي بن كبللح فأنجب ولدين هما: غلميس (galimeys) بن كومذي، أبسمي (absame) بن كومذي.

    أما غلميس بن كومذي فلم يكثر أولاده فانضم إلى أولاد أخيه الأبسميين.

    وأما أبسمي بن كومذي فأنجب أربعة من القبائل التالية:

    الأولى: بالعد (baalcad) بن أبسمي:
    تقطن بالعد بن أبسمي في أعالي إثيوبيا الوسطى الذي يسمى بالغرب (galbeed)، لاسيما محيط مدينة هرر وما فوقها حتى درردوا، ويمارسون زراعة شجرة القات والتجارة بها، مع حرفة الرعي وغيرها، ولهم لهجة تتغير من لهجة إخوانهم الأبسميين إذ أنهم تأثروا بجيرانهم من قومية الأورومو.

    الثانية: ويتين (weeteen) بن أبسمي:
    وهم قليلو العدد، ويقطنون في محيط مدينة غذي، وتشتهر القبيلة بالتصوف والعلم، وهم مقدَّرون بين تلك المجتمع مثل الشيخالين.

    الثالثة: جدواق (jidwaaq) بن أبسمي:
    وهي ثاني قبيلة مهمة في العائلة الأبسمية بعد الأوغادين، وتقطن في مدينة جغجغا المركز السياسي والتجاري للإقليم الصومال في إثيوبيا، والقرى التي تقع جنوبها.

    وتمارس الزراعة مع الرعي والتجارة، وتستفيد من مدينة جغجغا عاصمة إقليم الصومال الإثيوبي التي هي أهم مركز سياسي وتجاري.
    وتتفرع القبيلة إلى فروع منها: أبسكول (abiskuul)، برتري (bartire)، يبري (yabare).

    كانت لهذه القبيلة سلطنة كبيرة لا سيما فرع برتري، وكان أشهر ملوكها غراد حرسي ويلوال الذي كان يتصف بالحرب والفطنة وكان شَاعراً بارعاً وأديباً ماهراً، وكان مقرُّ مملكته حول مدينة جغجغا حتى منطقة شنيلي، ومناطق أخرى في أعالي نهر شبيلي.

    الرابعة: أوغادين (ogaadeen) بن أبسمي:
    تعتبر قبيلة أوغادين أكثر أولاد أبسمي عددا، بل أكثر قبائل الدارود برمَّتها عددا حيث تقطن في مناطق متعددة من الصومال الغربي في إثيوبيا منها: (قرحي، غذي، أفطير، طغحبور، ورطير، إيمي) وفي شمال شرقي كينيا (غاريسا ووجير) وفي جمهورية الصومال (إقليم جوبا السفلى).

    تشتهر هذه القبيلة بالتمسك بالتقاليد الصومالية وهي قبيلة رعوية تعتمد على رعي الإبل بشكل أساسي وتمارس الزراعة، وكذلك تشتهر بالنضال ضد الأحباش في فترات طويلة.

    يسيطر الأوغادينون على العملية السياسية في الإقليم الصومالي الإثيوبي، وأيضا الإقليم الصومالي الكيني، ويتكلمون باللهجة المحاتيرية الشمالية وهي أحسنها فصحة، ويهتمُّون بالأدب الصومالي والشعر، ويتصفون بالهدوء والتحمُّل والكرم والفصاحة والقومية.

    وقد برز من القبيلة شعراء وعلماء ومناضلون وسياسيون منهم: السيد محمد عبد الله حسن المناضل الكبير المشهور، والشيخ علي الصوفي والد عبد الرشيد علي الصوفي المقرئ الصومالي المشهور، والعقيد أحمد عمر جيس واللواء آدم غبيو، والشاعر الصومالي عبد الله معلم طوذان، والأديب محمود سنغب، والشيخ أحمد عبدي أمل، والشيخ أحمد مدوبي وفارح معلم وخلق لا يحصون عددا.

    وتتفرع القبيلة إلى الفروع التالية :الأولى: محمد زبير ويتفرع إلى رير إسحاق ورير عبد الله وهم أكثر فروع الأغادين عددا ويقطنون في مناطق عدة في الأقاليم الوسطى من الصومال الغربي وفي جوبا بجنوب الصومال، الثانية: عوليهن (cawilyahan) وهي التي تليها عددا وتقطن في أفطير بالصومال الغربي وجوبا بجنوب الصومال وأنفدي في كينيا، الثالثة: مقابل ويتفرع إلى مكاهيل وسعد، ويقطن في ورطير بالصومال الغربي، الثالثة: عبد الله، ويقطن في منطقة غذي (godey)، الرابعة: بهغري، ويقطن في منطقتي شيلابو وقلافو بالصومال الغربي، الخامسة: عمرو، وهم أقلهم عددا، ويقطنون في أعالي نهر شبيلي.

    4- أما يوسف بن الدارود، فتنتسب إليه القبيلة المعروفة بأورتبلي، وتقطن في مناطق في شرق الصومال، وعددها قليل.

    5- وأما عيسى بن الدارود، فلم يكثر عقبه، وهم قليلون.

    وبهذا انتهى سرد قبائل الدارود وعشائرها وبطونها وأفخاذها، والحمد الله على التوفيق.
    التعديل الأخير تم بواسطة الارشيف ; 20-09-2015 الساعة 09:29 PM

  9. #9

    افتراضي

    البحث العلمي بين التأليف والتكليف

    طرحت في شبكة الشاهد منذ نحو شهر مقالات أردت أن أكتب فيها عن القبائل الصومالية، وكنت أفهم أن الموضوع صعب له سجون وتداعيات.

    إلا أنني – حتى الآن – نجحتُ في أن لا أثير نعرات قبلية وشتامات، وذلك لسبب واضح: أنني تفاديت عن ذكر أيّ ما يثير حساسية عند ذكر القبائل، من مناطق متنازع عليها، أو حكايات منقولة فيها تجريح لجناب قبيلة بعينها، أو صراعات بين سلطنات وقبائل سواء كانت قديمة أو حديثة..

    أصبح معظم التعليقات أكثر إيجابية من إضافات وملاحظات وتصحيحات حول ذكر البطون والأفخاذ ومناطق السكن، وبالتالي قلّ الخطر من هذا الجانب..

    غير أن بعض الإخوة أثاروا قضية رأيتها هامشية في أصلها، وحاولوا جعلها محورا مهما؛!! وهي المتعلقة بالمنهج والبحث العلمي، حيث أشاروا إلى أن هذه المقالات تفتقر إلى أدنى مقومات البحث العلمي، ولهم الحق في إبداء آرائهم.

    ليس من نهجي أن أرفض كل ملاحظة أو رأي لأخ.. ولكن أرفض – وبشدة – أن يحمّلني شخص برأيه، فأكون خاسرا إن خالفت نهجه، وناجحا إن وافقتُ رأيه..

    هناك فرق بين البحث العلمي وبين تأليف كتاب حول قضية ما؛ فالبحث العلمي هو تكليف مؤسسة مّا لكتابة موضوع بعينه له ضوابطه ومنهجه ومشكلاته وفروضه وأهميته وحدوده وزمانه ومكانه، أو أن يتكلف شخص من إرادته.

    الرسائل الجامعية العلمية وأعني بها (رسالتي الماجستير والدكتوراة) ليس للطالب الباحث أي حرية في أن يختار نوع المنهجية التي يتبعها، وإنما يخضع لتوجيهات المشرف على الرسالة، فإذا أراد أن يوثق في الهامش مثلا فإنه لا بد أن يذكر : اسم الكتاب ومؤلفه ودار نشر الكتاب والتاريخ ومكان نشره ثم ذكر الصفحة.

    وقبل كل شيء تُعرض خطتك البحثية – التي تتكون من أمور عدة يعلمها الباحثون – على مجلس الكلية أو الجامعة، فإذا رأوا أن البحث هو مهم يجيزون لك الخطة، وإذا رأوا أن هذا البحث قد قتل، أو ليست به فائدة كبيرة فإنهم يلغون الخطة بأكملها ويطلبون الكتابة من جديد.

    وللمشرف أن يلزم عليك بطريقة خاصة يراها هو صحيحة، فيقول لك: وثِّق المراجع بهذه الصورة، أو زد المراجع، أو يقول لك: هذا المبحث ضحل فلا بد أن تزيد فيه شيئا.

    وبعد أن يتفق معك في مختويات البحث، تُعرض الرسالة – أو البحث – على مشرف خارجي يراجع الرسالة ويناقش في محتوياتها، أما المشرف الداخلي فهو يناقش نوعية الكتابة والتوثيق والتنسيق.

    فمن حق هؤلاء الأساتذة أن يغيروا كثيرا مما أفنيت فيه وقتا طويلا، ويلزم التعديل.

    مع أن قواعد البحث العلمي تختلف من أستاذ لأستاذ آخر في داخل المؤسسة العلمية أو خارجها، وعندي أمثلة كثيرة لا أريد أن أفني فيه وقتا وطويلا.

    وقريب من هذا الأوراق العلمية التي يبعث بها إلى المؤتمرات أو المجلات العلمية، أو أن تشرف عليك مؤسسة ما، فمثلا كتابة (قضية الشهر) لمركز الشاهد له أن يطالبك فيها بتعديل بعض الفقرات وتنسيقها والتعمق في موضع إلخ.

    أما تأليف الكتاب الذي يعود لشخص مّا سواء أكان باحثا أم شاعرا أم تاجرا أم أكاديميا أم سياسيا فله الحق في أن يكتب الصيغة التي يراها هو، إذا كان ما ينقله من غيره صحيحا.

    ليس من حق أي ناقد أن يقول: لماذا تقول عقب كل نقل: (أقول)، ولماذا تستخدم علامة (إهـ)، بدل أن تستخدم علامة التنصيص، ولماذا تنقل عن المصدر نقلا طويلا يستغرق صفحة أو نصف صفحة، ولماذا لم تتقصّ جميع الأقوال التي قيل فيها.

    من حق أي مؤلف أن يستخدم ما يشاء، فيستطيع أن يؤلف كتابه بأرجوزة شعرية، كما فعلوا من قبل، ومن حق المؤلف أن يذكر اسم الكتاب وصفحته فقط.

    من حق المؤلف أن يستعمل علامات التنصيص والأقواس الكبيرة جدا، ومن حقه أن يكتب (انتهى) بالكامل، أو (إهـ)، وأنا استعملته ليكون نقلي واضحا لا لبس فيه لأي شخص مهما كان مستواه.

    وبالتالي ليس من حقك أن تقول: هذا ليس ببحث علمي، لأن ما أكتبه ليست رسالة جامعية أو ملزما لإشراف شخص معين، نعم لك أن تضيف معلومة أو تصحح خطأ، أو تدلي بنظريتك في مضمون المقال أو الكتاب.

    ولا تتأثَّر أيها الناقد أنك في مؤسسة جامعية أو ما يشابهها تمر عليك بحوث عدة فتنتقدها، فالأمر متسع، وكبار الأساتذة الجامعيين يقرؤون المؤلفات العادية التي تكتب في مواضيع متعددة ولا يحملون فكرهم عليها لأن هناك فرق بين التأليف العادي وبين الرسالة الجامعية أو الورقة العلمية.

    وأيضا من حق أي مؤلف أن يرتب مادته كما يريد، فيبدأ بالألف ثم الباء إلخ أو يبدأ بالعين ثم الثاء، ومن حقه أن يعبر فيه أيّ نظرية يراها صحيحة، سواء خالف نظريتك أم لم يخالف.

    فمثلا أرى أن أصول القبائل الصومالية وأنسابها ثابتة مع أنه حدثت تحالفات، وأن أسماء بعينها صحيحة، كما أن هناك أشخاصا يسمون بسمالي وسب وإرر ودارود وهويه، وأن الانتساب إليهم واقع، وأن المدة التي بيننا وبينهم لا يتجاوز ألفا وخمسائة سنة، كما هو الثابت في نسب الشيخ عبد الرحمن العلي الذي نقلناه من المؤرخ عيدروس في بغية الآمال.

    أما ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ : ” كذب النسابون” ثم استشهد بآية {وعادا وثمود وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا} – وهو حديث باطل– ، وما ذكر عن ابن مسعود: في آية {والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله} قال: “كذب النسابون”،، فهذا في الأنساب البعيدة التي توصل بين الشخص وبين نبينا آدم أو نوح أو سام أو حام إلخ.

    فهناك أنساب ثابتة إلى عدنان بن إسماعيل بن إبراهيم، وخليل الرحمن عهده بعيد.

    وهذه نظريات موجودة تؤيدها الحكايات والواقع، قد تكون صحيحة أو فيها نظر، لكن ليس من حقك أن تتلف الكتاب بمجرد أن فيه أباطيل وأساطير، أو يثير الاستمئزاز أو السخرية أو الأضحوكة؛ فهذه نظريتك أنت قد أوافقك عليها أو لا أوافق.

    وقد ألف أحد الباحثين الغربيين كتابا بعنوان:( الحادي عشر من سبتمبر والخداع الكبرى) ذهب فيه إلى أن الهجمات وراءها إدارة جورج بوش وحزبه والمحافظون الجدد المتطرفون لتضليل الرأي العام ولغزو العالم الإسلامي، وقام بدراسات ومقارنات وتحليلات في الطائرات المستخدمة، فأجاب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بأن هذه نظريته ونحترم رأيه ولكنه ليس صحيحا.

    وختاما، فإن الكتابة ذات شجون، فعلى الكاتب أن يراعي الأمانة العلمية في النقل هذا هو الشرط المهم، لكن له أسلوبه في التأليف والتنسيق، وله نظريته التي يبني عليها كتابه.

    وأنا لا أرى أن كثرة المصادر في الهامش تعني أنه فائق وجاوز القنطرة، بل المهم هو الفكرة الموجودة والمعلومة التي في صلب المقالة.

    وتبادل الآراء بين المثقفين أمر محمود إذا كان القصد صحيحا وأن لا يريد فريق أن يحمل فكره على الآخرين وإلا يكون المقال باطلا، علما بأن هذه الحلقات مسودة قابلة للتصحيحات والاستفادة من الإضافات والتصحيحات.

  10. #10

    افتراضي

    القبائل المنتسبة إلى هويه

    تعتبر قبائل هويه من القبائل الكبيرة في الصومال الكبير خاصة في وسط وجنوب الصومال، وتقطن في الأقاليم الوسطى والجنوب وأجزاء من الصومال الغربي في إثيوبيا وشمال شرقيّ كينيا.

    وقد أنجب هويه ستة من الأولاد، وهم: كرنلي (karanle)، غغنطبي (gugundhabe)، رارني (raarane)، غمبيلي (gambeele)، حسكل (xaskul)، غرغارتي (gurgaarte)، وينتسب إليه أيضا بالصهر وغيره: حوادلي (xawaadle)، سرنسور (saransoor)، شيخال (sheekhaal).

    1- أما كرنلي بن هويه فأنجب أربعة وهم: سيحاولي (seexaawle)، غذر (gidir)، كاريي (kaariye)، واظيري (waadeere).

    أما الأولاد الثلاثة الأوَّلون فعقبهم موجودون في أعالي الصومال الغربي بإثيوبيا خاصة في مدينتي بابلي وإيمي (baabili & iimeey) وما حولهما، ومعظهم يتكلمون باللغة الأورومية، والبعض منهم ثنائي اللغة ويجيد باللغة الصومالية، ووجودهم في الصومال شبه معدوم.

    أما الرابع وهو واظيري فتنتسب إليه القبيلة المعروفة باسم:

    قبيلة مرسذي (murusade) بن واظيري:

    قبيلة مرسذي بن واظيري بن كرنلي بن هويه من القبائل المهمة في قبائل هويه، وتقطن في أجزاء من إقليم غلغدود خاصة في منطقة عيل بور وقرى كثيرة تمتد حتى قرية وبحو بالقرب من هيران، والشمال الغربي من مقديشو خاصة في منطقة غوبتا ودينيلي وتقطن أيضا قرية بولو مرير في شبيلي السفلى وبعض القرى في أفجوي.

    وتتفرع مرسذي إلى فرعين: الأول: فول علس (foolculus)، ويتفرع منه هبر محمد (هلبي –دغوري)، وهبر عينو، الثاني: سبت، ويتفرع إلى عبد الله ومجبي (majabe)، وهو يتفرع إلى أبكر بن مجبي وهبر إدلي بن مجبي وهو المشهور بأيان سمي، وأبناء أبكر ثلاثة: إسرافيل وسعيد وعدويني.

    وتمارس قبيلة مرسذي الرعي في مناطقها، والتجارة في العاصمة الصومالية، وقد انضم كثير منها إلى الصحوة الإسلامية، وصاروا من أنصارها، وتتكلم القبيلة باللهجة المحاتيرية الجنوبية.

    وقد برز منها ساسة وعلماء وأكاديميون منهم محمد قنيري أفرح سياسي وزعيم حرب، عبد الله غافو رئيس دائرة الهجرة والجوازات وأحمد عبدي طعسو داعية إسلامي وآخرون.

    2- أما غغنطبي بن هويه، فأنجب اثنان هما: جبذي (jibide)، جدلي (jidle).

    أما جبذي بن غغنطبي فتنتسب إليه قبيلتان هما:

    الأولى: مولكالي (moolkaale) بن جبذي:

    وهي القبيلة المشهورة باسم “باذيعدي” (baadicade)، وهي من القبائل المعروفة والمهمة في قبائل هويه، وتقطن في الضفة الغربية لنهر شبيلي على امتداد إقليم هيران، خاصة في بلدوين وبولوبرتي وجللقسي وغيرها، وتتكلم باللهجة الهيرانية المحاتيرية الجنوبية.

    وتتفرع باذيعدي إلى فرعين: الأول: تولويني ومنه: (ماميه، أفغاب، زبير)، والثاني: يبطال ومنه (إلابي (ilaabe)، حامد، إبراهيم).

    والباذيعديون يمارسون الزراعة والرعي، وهم قوم مسالمون، وتجّار أقوياء، وهم من الفوج الأول الذين ذهبوا إلى السعودية في ثورتها النفطية وعملوا فيها، وقد برز منها أكاديميون وعلماء منهم د.عمر إيمان أبوبكر، ود.محمد علي إبراهيم المراقب الأسبق لحركة الإصلاح.

    الثانية: ججيلي (jajeele) بن جبذي:

    وهي من قبائل غغنطبي المهمة، تقطن في عاصمة هيران بلدوين، وداخل الحدود مع إثيوبيا لاسيما القرى الحدودية مثل فرلباح (farlibaax)، وتتفرع ججيلي إلى محمد، وفرمغي، وددبيه (dadbiye).

    وتمارس قبيلة ججيلي بالرعي لاسيما رعي الإبل، وإبلها معروفة بالجودة والجمال.

    وأما جدلي بن غغنطبي فتنتسب إليه قبيلتان هما:

    الأولى: دلعوس تري (dalcawstire) بن جدلي:

    وهي قبيلة تقطن في إثيوبيا خاصة في مدينة مستحيل وما بعدها وداخل الصومال، ويوجد أفراد من القبيلة في هيران، ولكنهم قليلون، وإذا أطلق اسم جدلي فهم المراد.

    الثانية: مرولي (muruule) بن جدلي:

    وهي قبيلة صغيرة العدد، تقطن في شمال شرق كينيا، وأجزاء من إثيوبيا مما يلي منطقة منديرا الحدودية وواجير، وتمارس بالرعي والتجارة.

    3- وأما رارني بن هويه، فلم يعقب أولادا كثيرة، وهناك أفراد قليلون ولا أعرف مكانهم.

    4- وأما غمبيلي بن هويه، فلم يعقب إلا بنتا واحدة، اسمها فاطمة بنت غمبيلي، وولدت كلا من هنتري (hintire) بن بالعد، وألمي (alame) بن بالعد.

    وأما ألمي فأنجب أجوران بن ألمي بن بالعد، والمؤرخون كانوا يعدُّنهم في قبائل هويه لكنهم الآن ليسوا من قبائل هويه في التشكيلة الحالية، وسيأتي الحديث عنهم في القبائل الخامسة.

    5- وأما حسكل بن هويه فلم يكثر عقبه، ويوجد أفراد منهم في كل من إثيوبيا والصومال، وقد برز منهم أشخاص مشهورون منهم الطبيبة حواء عبدي طبلاوي.

    6- وأما غرغارتي بن هويه فهو أكثر أولاد هويه عددا، وأنجب أربعة من الأولاد، وهم: وذلان (wadalaan)، سلعس (silcis)، أسرتين (usirteen)، ماني (maane)، دامي (daame).

    أما وذلان بن غرغارتي فهم قليلو العدد، ويقطنون ما بين مقديشو وأفجوي لاسيما منطقة لفولي، ويوجد أفراد منهم في إقليم مدق خاصة في حررطيري وأرض أبغال.

    وأما سلعس بن غرغارتي فكذلك قليلو العدد، ويقطنون في القرى القريبة من أفجوي.

    وأما أسرتين بن غرغارتي فعددهم قليل للغاية، ويوجدون في الصومال الغربي.

    وأما ماني بن غرغارتي فهم قليلو العدد، وهم يقطنون ما بين بلعد وأفجوي.

    هراب:

    وأما دامي بن غرغارتي فأنجب ولدا واحدا وهو هراب المشهور، الذي أنجب أربعة من الأولاد، وهم: مرتيلي (martiile)، محمود، مذركعس (madarkicis)، مدلود (mudulood).

    أما مرتيلي بن هراب فتنتسب إليه قبيلة شيخال لوبغي (loobage)، وهو لوبغي بن سعد بن داود بن عماتين بن مرتيلي بن هراب، وسيأتي الحديث عنه في قسم الشيخال.

    وأما محمود بن هراب فتنتسب إليه القبيلة المعروفة باسم:

    قبيلة ددبلي (duduble):

    وهي قبيلة مهمة في جنوب الصومال، وتقطن في منقطة عيل غرس وعيل بور بوسط الصومال، وتمارس بالرعي والتجارة، وقد استفادت القبيلة من شركة بركات التي كان يملكها التاجر أحمد نور جمعالي، والتي تحولت إلى شركة هرمود للاتصالات، من أكبر الشركات الصومالية العملاقة، استفادت من الناحية الاقتصادية والاجتماعية حيث تحول معظم القبيلة إلى الصحوة الإسلامية والتيار السلفي، وقبيلة ددبلي هي حليفة لأبناء عمها هبر غذر وذلك لصغر عددها، وتتكلم باللهجة المحاتيرية الجنوبية.

    وأما مذركعس بن هراب فتنتسب إليه القبيلة المشهورة باسم:

    قبيلة هبرغذر (habargidir):

    تعتبر قبيلة هبر غذر من أكبر وأهم قبائل هويه خاصة من أبناء هراب، وتقطن في وسط الصومال، ابتداء من جنوبي مدينة غالكعيو حتى الساحل (ميناء هوبيه)، وتقطن أيضا عددا من أهم مدن إقليم غلغدود وهي عذاذو، طوسمريب، غوريعيل، متبان وغيرها، وتقطن أيضا في قسم كبير من العاصمة مقديشو، وتتكلم باللهجة المحاتيرية في الأقاليم الوسطى.

    وتتفرع قبيلة هبر غذر إلى أربع فروع رئيسية معروفة: الأول: سعد (sacad)، وتقطن في جزء من مدينة غالكعيو والقرى الواقعة في جنوبها حتى مدينة هوبيو الساحلية، وتتفرع إلى عبد الله وعوريري، ومن عوريري: رير هلولي، رير أيانلي، رير جلف، وغيرهم، الثاني: عير (cayr)، وتقطن في إقليم غلغدود وخاصة في طوسمريب وغوريعيل وحررطيري وغيرهما من المدن، وتتفرع إلى وعي (wece)، ومعلي (mucle)، ومنه عبسيه وهبر أجي وسوبيي وسمدورتي وغيرها، الثالث: سليمان، وتقطن في جنوب مدق ومدينة عذاذو وحررطيري وهوبيو في مدق، وتتفرع إلى فرح (farax)، ودشمي (dashame)، فالأول يتفرع منه رير حرسي وبهأبغال وورفاء، والثاني يتفرع منه أوبكر وغيره، الرابع: سرور، وهو أصغرهم عددا، ويقطن في مدينة حررطيري في مدق.

    تمارس قبيلة هبرغذر الرعي في مناطقها، والتجارة في مناطق عدة في جنوب الصومال، وتعتبر من أقوى اقتصاديات المجتمع الصومالي، حيث دخلت في شركات الاتصالات والحوالات والمواد الغذائية والبضائع والألكترونيات وغيرها، وقد ساهمت أيضا في الصحوة الإسلامية وكان لها دور كبير في مراحلها المختلفة.

    وقد برز منها ساسة وعلماء وسياسيون وعسكريون منهم عبد الله عيسى محمود المناضل، ومحمد فارح عيديد، وعبد القاسم صلاد حسن، ود.إبراهيم حسن عدو، ويوسف غراد عمر، وحسن طاهر أويس، وبشير أحمد صلاد، وأحمد ديريه علي، وحسن آدم سمتر، وحليمة خليف مغول، وخلق لا يحصون.

    مدلود:

    وأما مدلود بن هراب فأنجب أربعة وهم: محمد، عيسى، وعويتين (wacweeteen)، دراندولي (darandoole).

    أما محمد بن مدلود فتنتسب إليه قبيلة شيخال عبدي شيخ عبدلي، وقال المؤرخ عيدروس: ” ويعروفون بشيخال رير أو عبد شيخ” إهـ، وتقطن في جوبا الوسطى.

    وأما عيسى بن مداود فتنتسب إليه قبيلة أوجيدين (ujeedeen)، وتقطن في منطقة جويل بإقليم هيران، ولها وجود في مقديشو، وأجزاء من منطقة بكول، وتمارس الرعي والتجارة، وقد برز منها أعلام وسياسيون أمثال آدم عبد الله عثمان أول رئيس للصومال 1960-1967م، ومحمود ترسن عمدة مقديشو من عام 2010م وغيرهما.

    وأما وعويتين بن مدلود، فلم يكثر أولاده وهم قليلون.

    وأما درندولي بن مدلود، فأنجب اثنين: هلبي (hilibi) بن درندولي، وعثمان بن درندولي.

    أما هلبي فأصبح قبيلة صغيرة العدد وتقطن في إقليم شبيلي الوسطى خاصة في منطقة بلعد.

    وأما عثمان بن دراندولي فأنجب أربعة من الأولاد وهم: موبلين (moobleen)، وعذان (wacdaan)، إلاواي (ilaawaay)،أبغال (abgaal).

    أما موبلين بن عثمان، فتقطن في منطقة جوهر عاصمة إقليم شبيلي الوسطى وتمارس الزراعة والرعي، وعددها قليل.

    وأما وعذان بن عثمان فتقطن في أجزاء من منطقة أفجوي ونواحيها، ولها فروع منها: مالنلي (maalinle)، وغرب (waqrab)، وغيرها.

    وأما إلاواي بن عثمان فوجوده قليل، ولا أعرف عنهم شيئا.

    وأما أبغال بن عثمان فقد كثر نسله حتى فاق الجميع من أولاد هراب وهويه، وتعتبر قبائل أبغال من أهم قبائل هويه وأكثرها عددا، ويقطنون في أرض شاسع من ساحل إقليم مدق عند مدينة حررطيري بوسط الصومال حتى ساحل بنادر وأحياء عديدة من العاصمة مقديشو، ويتكلمون باللهجة المحاتيرية الجنوبية.

    ويتفرع أبغال إلى فرعين: هرتي (harti)، وهبرهنترو (habar hintiro).

    أما هرتي فيتفرع إلى أغون يري (agoonyare) وأيبكر، وورسنغلي (warsangali)، وعيسى، وأما هبرهنترو فتتفرع إلى فرعين: وعبوطن (wacbuudhan) ورعلس (warculus)، ويتفرع وعبوطن إلى دولي (doole) دانوني (daanoone) وكبالي، ومن دولي يتفرع داود، ومن دانوني يتفرع غلماح، والغلماحيون لهم فروع مشهورة أمثال علي (celi) ورير متان ومحمد موسى.

    أما ورعلس فيتفرع منه وعيسلي (wacaysle)، ويتفرع أيضا إلى أربعة: سليمان وهارون وجبرائيل وعمر، وأبناء سليمان هم عمر وعبد الرحمن، والأول هم الأكثرية في فخذ وعيسلي.

    ويمارس الأبغاليون الزراعة والرعي في مناطقهم في شبيلي الوسطى وإقليم غلغدود، ولهم تجارة قوية في العاصمة مقديشو، ولهم رقصات شعبية ولهجة جذابة، وعندهم عناية خاصة بحفظ القرآن والتصوف ودراسة الفقه والعلوم الشرعية، ولهم سلطان عام وهو سلطان قبائل هراب كلها ويطلق عليه بالإمام.

    وقد بزر منهم سياسيون وعسكريون وعلماء ومثقفون منهم علي مهدي محمد، والجنرال داود عبد الله حرسي، إسماعيل جمعالي، وعلي طيري، وشيخ شريف، وصلاد غبيري، وفارح وهليه، وخلق لا يحصون عددا.

    وبهذا يتنهي سرد قبائل غرغارتي بن هويه برمَّتها.

    قبيلة حوادلي (xawaadle):

    حوادلي هو ابن مَيلي بن سمالي، وأصبح من ضمن قبائل هويه من جهة الأم، ويعد من أهم قبائل هويه وأكبرها، وتقطن قبيلة حوادلي في إقليم هيران في الضفاف الشرقية من نهر شبيلي على امتداد الإقليم، ويمتد وجودها من مدينة بلدوين وهلغن وبولبرتي وجللقسي، ولها وجود في العمق الريفي المجاور لإقليم غلغدود، وأجزاء صغيرة من جوهر في شبيلى الوسطى، وتمارس القبيلة الرعي والتجارة، وتتكلم باللهجة المجاتيرية الجنوبية.

    وتتفرع حوادلي إلى سمتلس (samatalis)، ولحمغي (laxmage)، وألغمر(algumar).

    وأبناء سملتس هم الأكثرية وهم: عبد الله، وعبدي يوسف، وفرمغي (farmage)، ودغي (dige)، وأبناء الأخير هم الأكثرية وهم: عيسى بن دغي ويبر بن دغي.

    ومن أبناء عيسى: مذحويني وإبراهيم ويعقوب، ومن مذحويني علي وعبدي وغيدي ويبر، وفخذ علي بن مذحويني هم المشهورون، وقد برز منها ساسة وعلماء منهم الشيخ محمد معلم، والعقيد عمر حاشي آدم وغير واحد.

    قبائل سرنسور (saransoor):

    سرنسور هو ابن غرطيري بن سمالي، وأصبح من ضمن قبائل هويه من جهة الأم والقطر، ويعد من أكثر وأهم قبائل هويه، وينتشر السرنسوريون في أراض شاسعة من جنوب الصومال وشمال شرقي كينيا والصومال الغربي.

    وتنتسب إلى سرنسور القبائل التالية:

    الأولى: غالجعل (gaaljecel) بن سرنسور:

    غالجعل بن سرنسور قبيلة كبيرة وعريضة تقطن في إقليم هيران وأجزاء من مناطق شبيلي الوسطى والسفلى ، جوبا السفلى وتوجد أيضا في إثيوبيا.

    وتتفرع قبيلة غالجعل إلى فرعين: الأول: برسني، ويتفرع إلى حاذو ومرقمال (muruqmaal)، الثاني: صورانلي (sooraanle)، ويتفرع إلى دقنديد (doqondiid)، ومعاوية، وطولي طقن، وهذا يتفرع منه درس سمي، ودور واق (diris same & doorwaaq)، ومنه أفخاذ أبتي سمي، وملاح.

    وتشتهر هذه القبيلة برعي الإبل الذي يدل عليه اسمها، وساهمت أيضا بنشر الصحوة الإسلامية في الصومال، ولذلك جميع رموز هذه القبيلة من الصحوة الإسلامية أمثال د.محمود إبراهيم عبدي الوزير السابق الذي اغتيل، وعبد الرحيم مودي الناطق السابق باسم المحاكم الإسلامية في الصومال عام 2006وغيرهما.

    الثانية: عيسى بن سرنسور:

    وهي قبيلة صغيرة العدد وهي محسوبة على غالجعل.

    الثالثة: دغودي (dagoodi) بن سرنسور:

    قبيلة كبيرة تقطن في إقليم الشمال الشرقي في كينيا لاسيما في وجير ومنديرا، وأجزاء من إثيوبيا خاصة مدينة دولو وإقليم ليبان، وهذه القبيلة على كثرتها ليس لها وجود رسمي ولا تأثير في الصومال.

    الثالثة: مسري (masarre) بن سرنسور:

    وهي قبيلة صغيرة العدد ومحسوبة على دغودي.

    شيخال:

    اسم (شيخال) يطلق على قبائل متعددة، وقد مررنا آنفا في أفخاذ عشائر مدلود بن هراب فخذ يسمى (بشيخال رير عبدي)، والشيخاليون – كما يظهر من اسمهم – مشهورون بالتدين والتصوف والعلم ونشره، وأشهر قبائل شيخال قبيلتان:

    الأولى: شيخال لوبغي (loobage):

    وهي أحمد لوبغي بن سعد بن داود بن عماتين بن مرتيلي بن هراب كما ذكرناهم، وتقطن هذه القبيلة في أماكن متعددة من جنوب ووسط الصومال، حتى لا تكاد أن تفقد قرية أو مدينة منهم، لكن الموطن الأساسي لها هو مدينة جلب وما حولها في جوبا الوسطى بجنوب الصومال.

    وتتفرع قبيلة لوبغي إلى أربعة فروع: الأول: عبدي بن لوبغي، الثاني: عاغني (caagane) بن لوبغي، الثالث: سعد بن لوبغي، الرابع: مهدلي بن لوبغي.

    وتتكلم القبيلة باللهجة المحاتيرية الجنوبية، وتمارس بالرعي والزراعة والتجارة، وقد برز منها ساسة وعلماء منهم الجنرال محمد إبراهيم ليقليقتو وغير واحد من العلماء الصوفيين.

    الثانية:شيخال أو قطب:

    وتنتسب إلى أبي بكر الصديق، وتقطن في الصومال الغربي، وتمارس الرعي والتجارة، وهي قبيلة معروفة بالدين والعلم والتصوف، ومحترمة في المناطق التي تقطنها.

    وبعد الصحوة الإسلامية أصبح عدد كبير من أبنائها من مؤسسي وأتباع الحركة الإسلامية المعروفة بالإصلاح، وتوصف بالثقافة والعلم.

    وبهذا ينتهي سرد قبائل هويه وعشائرها وأفخاذها، والله ولي التوفيق.

  11. #11

    افتراضي

    القبائل المنتسبة إلى دغل ومرفلي

    عتبر قبائل دغل ومرفلي (digil & mirifle) من القبائل الكبيرة في الصومال، وتقطن في جنوب الصومال وخاصة في المناطق ما بين النهرين أعني شبيلي وجوبا، وفي أجزاء من حدود إثيوبيا وكينيا والصومال، وكان المرفليون المعروفون بلقب (رحنوين) (raxanweeyn) وبلهجة الماي (rewing) أحفاد دغل، إلا أنهم بعد أن تكاثروا وتناسلوا انفصلوا عن دغل وأصبحوا مستقلين ومتساووين له، فكانت القبيلة أن تسمى بدغل ومرفلي.

    ونبدأ أولا بالقبائل المنتسبة إلى دغل:

    قبائل دغل:
    هي قبائل أغلبها مزارعة، وتقطن أساسا في إقليم شبيلي السفلى وجزءا من باي وجوبا الوسطى وداخل الحدود في كينيا، وهي قبائل معظمها مستقرة وذات حضارة منذ قرون، وتعتبر من القبائل المسالمة التي لم تنخرط في الحرب الأهلية في الصومال، والقبائل المنتسبة إلى دغل سبعة وهم:

    الأولى: غلدي (geledi):

    وتعتبر من أهم قبائل دغل، وتقطن في منقطة أفجوي الكبرى مع قراها، وكانت لها سلطنة كبيرة انتهت بدخول المستعمر الإيطالي في جنوب الصومال، وتقول الباحثة فاطمة عالن موسى في أطروحتها (سلطنة غلدي)، من كلية اللغات والتاريخ في الجامعة الوطنية الصومالية عام 1987م باللغة الصومالية وبالآلة الكاتبة (type) قالت (ص1-3) : “سلطنة غلدي نشأت في تحالف بين القبائل واتفاق على تشكيل سلطنة كبيرة بعد انهيار سلطنة أجوران في أواخر القرن السابع عشر، وكانت القبائل الغلدية رعوية ثم تحولت إلى مزارعين وتجار، وبعد أن ارتفع دخلهم الاقتصادي تمكنت السلطنة في السيطرة على أراض جديدة في إقليم شبيلي السفلى، وفي أواخر القرن التاسع عشر أعلنت سلطنة غلدي أنها أقوى سلطنة في جنوب الصومال، مما أدى إلى صراعات في مناطق مجاورة” إهـ مخلصا.

    أقول: وبسبب الصراعات مع السلطنات المجاورة ضعفت السلطنة وانهارت، ويتفرع الغلديون إلى فرعين: تولوين (tolween) ويبطال (yabdhaal)، فالأول هي القبائل من الأصول الكوشية رغم أن فاطمة عالن موسى ذكرت أنها قبائل عربية هاجرت من هرر، غير أن لونهم أسمر يميل إلى السواد مثل الصوماليين، وأهم أفخاذها غوبرون (goobroon)، وهم أهل السلطنة ورأس الأمر، ومحمد سوبس (suubis)، وأبيكرو (abiikarow)، ورير حاجي، وهندب (handab) وغيرهم.

    وأما الثاني فمعظمها من القبائل ذوات الأصول العربية مثل عشيرة أذوين العباسية التي تتفرع إلى خمسة وهم: شريف، نور، حسين، محاد، معلم عثمان، ذكرهم المؤرخ عيدروس في بغية الآمال (ص 66)، ومثل عشيرة باجمال، وهي عربية حضرمية.

    وتمارس قبيلة غلدي الزراعة بشكل أساسي مع التجارة، وتتكلم بلهجة ماي القريبة من محاتري البنادريين، ولها تقاليد خاصة مثل (istunka) الذي يقام في كل عام في أفجوي.

    الثانية: بغدي (bagadi):

    قبيلة بغدي تعتبر من أهم قبائل دغل، وتقطن في منطقة أوطيغلي (awdheegle) في شبيلى السفلى وقرى: مبارك، دار السلام، بريري، جنالي، ويوجد أفراد منهم في مدينة قريولي، وتمارس قبيلة بغدي الزراعة بشكل أساسي، وتتكلم بلهجة ماي، وتحظي بالاحترام بين القبائل القاطنة هناك حيث تقوم بمهمة الوساطة بين القبائل المتناحرة في الرعي والأراضي.

    وقبيلة بغدي معظمها من الأصول العربية إثر غلبة العنصر العربي على غيره ولها فروع: الأول: أبا سعد، وهي من أهم أفخاذ بغدي، الثاني: أبا جبل، وتقطن في قرية بريري وبعضها في أفجوي، الثالث: قراوني (quraawane)، وتوجد في أوطيغلي، الرابع: طيغلي (dheegle)، ويعيش بعض منه في حي بالغري بأفجوي مع عشيرة أذوين الغلدية العباسية.

    وكان مؤسس حزب دغل ومرفلي أواخر أربعينيات القرن الماضي الشيخ عبد الله محمود البغدي من قبيلة بغدي، وقد رأسه عثمان حسين محمد من أذوين – غلدي، فاغتيل في عام 1952م، ثم رأسه عبد القادر زوبي حتى تحول الحزب إلى حزب الدستور.

    الثالثة: غري (garre):

    تعتبر قبيلة غري أكبر قبيلة في دغل من حيث العدد، وتقطن في مناطق تابعة لمنطقة قريولي وأفجوي وبريري، ولا يقتصر وجودها في إقليم شبيلي السفلى بل تقطن في أجزاء من إقليم الصومال الغربي في إثيوبيا، وفي مدن (منديرا- عيل واق – مويالي) في كينيا والمناطق الحدودية مع الصومال، وتشتهر هذه القبيلة برعي الإبل وتصدير اللبن ولحوم الإبل، ولهذه القبيلة ساسة وعلماء منهم: بلو خيرو (bilow keerow) البرلماني الكيني المعروف، ود. أحمد عبد اللطيف أكاديمي كيني ، وعبد القادر محمد نور محافظ إقليم شبيلي السفلى في الصومال، والشاعر الصومالي بلهجة ماي الشيخ عبدلو إساق، والعقيد عبد الواحد حاج حسن وغيرهم.

    وتتفرع غري إلى فرعين: الأول: توف (tuuf)، الثاني: قرانيو (quraanyo)، فالأول يتفرع منه كالويني، تبادا (tubaade) أبتوغاي (abtugaay) دول، كالهولي (kaalhule)، مقابله (muqaabalo)، ألعس (alcas) وغيرهم، والثاني يتفرع منه فركش (furkish)، كليه (kiliye)، بني (banne) أودغويه (oodgooye) وغيرهم.

    قال زميلنا الباحث آدم أزهري في رسالة بالبريد الإلكتروني: “ توف وقراينو شقيقان من أب واحد، والراية التي تفيد بأن قرانيو أصلها من حنفتري بن مهي بن در هي رواية ضعيفة، وأصلها أن رجلا من قراينو سلب منه ناقته، فادعى أن عشيرته قرانيو من در ليستعيد ناقته، والعشيرة كلها ترفض هذه الرواية وجميع الكتب إلا أن الشريف عيدروس في بغية الآمال جزم بها معتمدا على رواية در” إهـ مترجما.

    ونظرا للمناطق المتنوعة التي تقطنها قبيلة غري فإنها تتكلم بلهجات متنوعة ففي إقليم شبيلى السلفى تتكلم بلهجة قريبة من الماي، وتعرف بلهجة غري (af gare)، وفي مويالي ومنديرا في كينيا وإثيوبيا تتكلم بلغة البوران الأورومية، وفي مناطق من باي ومنديرا تتكلم بلهجة ماي الرحنوينية.

    الرابعة: دبري (dabarre):

    هي ثاني قبيلة من حيث العدد، تقطن في منطقة دينسور في إقليم باي وأجزاء واسعة في جوبا الوسطى، وتمارس الرعي والتجارة، مع الزراعة، وتتكلم دبري بلهجة خاصة بها مع لهجة ماي.

    ولهذه القبيلة ساسة وعلماء منها :حسين عبد الرزاق وزير التعليم العالي في حكومة علي غيدي 2005م والشيخ محمود عبد الباري داعية من أشهر العلماء في جنوب الصومال، وعبد الحكيم فقي وزير دفاع حكومة فرماجو 2010م ووزير الدفاع في الوقت الحاضر.

    الخامسة: شنتا عليمو (shanta caleemo):

    من القبائل الكبيرة في دغل، وتقطن في منطقة ولنوين في شبيلي السفلى والقرى التابعة لها، وتعرف أيضا باسم (رير دافيت)، والأفخاذ الخمسة هم: الأول: جنبلول (jambaluul)، الثاني: هيفمغي (hiifmuge)، الثالث: هبير (hubeer)، وهذا له فرع في قبائل رحنوين سيأتي ذكره، الرابع: إرطو (erdho)، الخامس: بربار (barbaar).

    وتمارس قبيلة شنتا عليمو الزراعة والتجارة، وقد استفادت من منطقتها الاستراتيجية التي تربط إقليم باي بشبيلي السفلى ومقديشو، من الناحية التجارية والاقتصادية، وتتكلم بلهجة الماي.

    السادسة: توني (tunni):

    تعتبر قبيلة توني من القبائل العريقة في جنوب الصومال، وتقطن في مدينة براوة الساحلية بإقليم شبيلى السفلى وبامتداد الساحل حتى مدينة جمامة بجوبا الوسطى وكسمايو بإقليم جوبا السفلى، وتعتبر أيضا بعيدة عن إخوانها حيث إنها تقطن في الساحل، وتعتمد على صيد الأسماك في البحر خلافا لأخواتها السابقة الذكر، ولها لهجة قريبة إلى اللغة السواحلية بالإضافة إلى لهجة ماي.

    وتعرف قبيلة توني أيضا باسم (شنتا غماس)، (shan gamaas)، التي تشير إلى أنها خمسة أفخاذ وهم: الأول: وريلي (wariili)، الثاني: دعفراد (dacfaraad)، الثالث: داق تيرو (daaqtiro)، الرابع: غوي غاي (gooygaay)، الخامس: هيوبي (hayuubi).

    السابعة: جيدو (jiido):

    قبيلة رعوية ترعي البقر بشكل أساسي، وتمارس أيضا الزراعة، تقطن في قريولي وكنتواري وسبلالي (kuntuwaarey+ sablaale) بإقليم شبيلى السفلى ، وتتفرع قبيلة جيدو إلى فرعين: الأول: سفري (sifri)، الثاني: وجي (wiji).

    ولبعض أفراد هذه القبيلة لهجة أخرى غير لهجتها (الماي) وهي لهجة قريبة إلى السواحلية، وتوصف هذه القبيلة من القبائل الغنية التي أعطاها الله ثروة بالإضافة إلى كونها تقليدية حيث اعتمدت على ثروتها بالكامل، ويقل فيها الثقافة والعلم، وقد برز منها السياسي علي سالم إبرو نائب رئيس الوزراء 2007م.

    قبائل مرفلي:
    وتشتهر أيضا باسم (رحنوين) (raxanweyn)، وهي أكثر عددا من قبائل دغل، وتقطن في إقليمي باي وبكول وجزءا من غذو وجوبا الوسطى والسفلى، ويتكلم جميع قبائل مرفلي بلهجة ماي البحتة التي يعرف (maay arti)، ولها فرعان: سغال وسديد: أي تسعة وثمانية.

    أولا: فرع سديد:
    تنتسب إلى سديد القبائل التالية:

    1- ليسان (leesaan):

    تعتبر قبيلة ليسان من أهم قبائل رحنوين ثقلا بسبب قوتها الاقتصادية، حيث توصف بقوة التجارة، وتقطن في قرى غوف غدود القريبة من بيدوا ومدينة بردالي في باي، وتتفرع القبيلة إلى فرعين: بري (bari)، وأورسا (orsa)، ومعناه الغرب.

    وقد برز منها ساسة ومشاهير منهم: محمد إبراهيم حابسذي وزير المواصلات وأحد زعماء الحرب ومن مؤسسي (R.R.A)، والشيخ مختار روبو علي أبومنصور من كوادر حركة الشباب المجاهدين، وغيرهما.

    2- هراو:(haraaw):

    هذه القبيلة هي امتداد ليسان، وهي الآن صغيرة العدد، ويسمى كل منهما : (laba harqaan).

    3- أيلاي (eelaay):

    تعتبر قبيلة أيلاي من أهم قبائل الرحنوين وأكثرها عددا، حيث تقطن في بورهبكه وشبيلو في إقليم باي، وبارطيري في إقليم غذو، وتمارس الزراعة في جميع المناطق التي تقطنها.

    وتتفرع إلى خمسة: ناسيه (naasiye)، بهراد (bohoraad)، وراسيلي (waraasiiley)، مشيخد، ومعناه الشيوخ.

    وكانت قبيلة أيلاي من قادة الرحنوينيين وصاحبة السلطان حتى ضعفت وانفصل عنها العديد، وقد برز منها ساسة وعلماء منهم فوزيه أحمد علي؛ سياسية برلمانية عضو في تحالف التحرير في أسمرة ووزيرة شئون المرأة في حكومة عمر عبد الرشيد 2009م، والبروفسور محمد شيخ عثمان جواري رئيس البرلمان الحالي.

    4- بقل هري (boqol hore):

    تعتبر هذه القبيلة من أهم قبائل الرحنوين وأكثرها تعليما وثقافة مقارنة مع سائر الرحنوينيين، وتقطن في منطقة غنوني في بكول، ومنطقة مودمودي في باي، ومنطقة دلندولي.

    وتتفرع قبيلة بقل هري إلى أربع عشائر مشهورة وهي: دسو (disow)، قومال (qoomaal)، أيمد (eymad)، يللي (yalale).

    وقد برز منها ساسة وعلماء منهم السياسي عبد القادر محمد نور زوبي من رواد قبائل الرحنوين، ومنهم الشيخ عبد الرحمن الزيلعي مؤسس الطريقة الزيلعة القادرية في الصومال وغير واحد.

    5- حرين (xariin):

    تعتبر أيضا من القبائل المهمة في قسم سديد، وتقطن في لباتن جرو (labaatan jirow)، وقرى أودينلي، دنبل، سيدلو (seedelow)، وكلها في إقليم باي، وفي مدينة بارطيري في إقليم غذو، وتمارس الزراعة في جميع المناطق التي تقطنها، وقد برز منها ساسة منهم العقيد حسن محمد نور شاتي غدود؛ أشهر شخصية في قبائل الرحنوين.

    6- رير باي:

    هم مجموعة من أربع قبائل من قبائل سديد، يقطن معظمهم في إقليم باي وهم:

    الأولى: جرون (jirroon)، وتقطن في مدينة واجد في بكول، ومنطقة سرمان طيري في باي.

    الثانية: غروالي (garwaale)، وتقطن في وردبلي في باي، ومنطقة طري (dhurey) في بكول.

    الثالثة: معلم ويني (macalin weyne)، وتقطن في يركد في باي، وفي لوق وقرى تابعة لها في إقليم غذو، وفي مدينة ساكو في جوبا الوسطى.

    الرابعة: رير دومال (reer dumaal)، وتقطن في مد شيخ، وقرية إديدا (ideeda) في باي.

    7- وانجيل (waanjeel):

    قبيلة صغيرة انضمت مؤخَّرا إلى رير باي التي ذكرناها آنفا، وتقطن في قرى في بكول.

    8- هلدي (heledi):

    قبيلة صغيرة كانت محسوبة على أيلاي فانفصلت، وتقطن في بورهكبا، وبور هلدي، وبور طجس في إقليم باي.

    وهناك قبيلة أشراف من ضمن قبائل سديد، وهي قبيلة تقطن مع عدد من قبائل الرحنوين وحليفة لها، وقد برز منها ساسة منهم شريف حسن شيخ آدم رئيس البرلمان السابق.

    ثانيا: فرع سغال:
    تنتسب إلى سغال القبائل التالية:

    1- هظمي (hadame):

    من القبائل الكبيرة في رحنوين ، ومن القبائل الرعوية منها ترعى الإبل بشكل أساسي وتقطن في مدينة حُدر عاصمة بكول والقرى المحيطة بها، وأجزاء من منديرا – كينيا، وقد برز منها ساسة منهم: آدم محمد نور (مدوبي) رئيس البرلمان السابق، آدم سرنسور وغيرهما.

    وتتفرع قبيلة هظمي إلى أربعة فروع: شرموغي (shirmooge)، غالجيل (gaaljeel)، رير حسن (reer xasan)، خميسلي (khamiisle)، لكسا (liksa).

    2- لواي (luwaay):

    من أهم قبائل سغال، تقطن في قرية أبقبيدي (abaqbeedey) في بكول، وقرية أفرو (ufurow) في إقليم باي، وتمارس الرعي، وتتفرع إلى فرعين: إيدو (iidow)، آروو (aarow).

    3- غيلدلي (geeladle):

    تعتبر قبيلة غيلدلي من أوسع قبائل رحنوين وأكثرها عددا، وتقطن في مناطق متعددة من أرضهم، منها قنسح طيري (qansaxdheere) وأيسو كلاهما في باي، وتييغلو في بكول، ودينسور في باي، وساكو في جوبا الوسطى، وتمارس الرعي بشكل كبير والزراعة.

    وتتفرع إلى فرعين هبلو (hibilow)، ورطيري (wardheere).

    4- جلبلي (jilible):

    قبيلة صغيرة تقطن في عيل غرس وتييغلو في بكول، وقد برز منها عبد الله ديرو إسحاق السياسي ورئيس البرلمان في حكومة عبد القاسم.

    5- ينتار (yantaar):

    تقطن هذه القبيلة في إيدالي (iidaale) في باي، وحبالي بربار ، ورام عدي (raamacade)، وتمارس الزراعة والرعي، وتتفرع إلى قلاني (qulaane) أو مد طيرو (awmad dheerow).

    6- هبير (hubeer):

    تقطن قبيلة هبير في منطقة زراعية كبيرة تسمى أوفلو (ooflow)، وهي أهم أرض زراعي في إقليم باي وأوسعها، وتعرف القبيلة باسم هبير أوفلي، تمييزا عن هبير دافيت التي هي من ضمن قبيلة شتنا عليمو، وتقطن قبيلة هبير أيضا مع قبيلة ينتار في حبالي بربار ورام عدي، وتقطن أيضا في هيمي في جوبا الوسطى، وكيسمايو عاصمة إقليم جوبا السفلى.

    وتتفرع هبير إلى أربع فروع مشهورة: الأول: هليه (huliye)، الثاني: هيامي (hiyaame)، الثالث: هري (haraa)، الرابع: غالبيد (gaalbeed).

    7- غسار غدي (gusaargude):

    هذه القبيلة من قبائل إقليم غذو الرحنوينية، وتقطن في مدينة لوق والقرى النهرية الممتدة إلى بارطيري، ولا تقطن في إقليمي باي وبكول، وكانت لها سلطنة في لوق قبل مائتي عام.

    8- غباوين (gabaawiin):

    وهي أيضا من القبائل التي تقطن مع غسارغذي، ولا توجد في باي وبكول.

    9- أيلي (eyle):

    قبيلة تشتهر في صيد الوحوش، وتمارس الرعي، وتقطن في مناطق متعددة فيما بين النهرين.

    وإلى هنا تنتهي قبائل مرفلي الرحنوينية، وتجد الإشارة إلى أن بعض القبائل الصومالية مثل الدارود وهويه ودر انتسبت إلى الرحنوين بعد أن اختلطت معهم، غير أن القبائل المشتهرة بالاختلاط هي قبائل ثلاث من فرع سغال وهي: هظمي، لواي، غيلدلي، فهذه القبائل – كما هو الواقع المشاهد – استوعبت قبائل من أبسمي وهرتي من دارود، وغغنطبي ومدلود وسرنسور من هويه، وسري من در، أما القبائل الأخرى فتتفاوت فيها الاختلاط ويقل ذلك في فرع سديد.

    وبهذا ينتهي سرد قبائل دغل ومرفلي بأجمعها، وبه ينتهي سرد القبائل الأربعة الكبيرة في الصومال: در، ودارود، وهويه، ودغل ومرفلي، والله ولي التوفيق.

  12. #12

    افتراضي

    القبائل الصومالية المتعددة

    مصطلح (القبائل الخامسة) (beelaha shanaad) غير دقيق بل قد يكون باطلا إذا فسرناه بأن هذه القبائل في المرتبة الخامسة، إذ مفهومه يفيد بأن هناك قبيلة في المرتبة الأولى ثم الثانية ثم الثالثة ثم الرابعة وهي في المرتبة الخامسة وهو فاسد، لكن واضعو الاسم قصدوا بأن هذه القبائل هي القبيلة الخامسة المغايرة للأربعة الكبيرة التي ذكرناها بالتفصيل، فرارا منهم من الاصطلاح المستقبح لدى البعض والمشهور بـ (القبائل الأخرى) – بالإنجليزية:- (others) التي أعطيت نصف ما أعطيت للقبائل الأربعة، غير أن مصطلح (القبائل الخامسة) ما زال يشوبه غموض ويحتاج إلى تأصيل،!! وقد أجيز نظام (4.5) في مؤتمر عرته بجيبوتي عام 2000م وأبطل بعد تجاوز الصومال للمرحلة الانتقالية في عام 2012م.

    هذه القبائل ليست كتلة واحدة مثل القبائل الأربعة، وإنما هم قبائل متنوعة ومتفرقة ممن بقوا بعد تقسيم الصوماليين على تلك القبائل الأربعة، وبمرور الزمن اضطروا لأن يصبحوا كتلة واحدة تأخذ اسم (القبائل الخامسة).

    وتنتسب إلى هذه الكتلة قبائل صومالية كثيرة لا أعرف لها حصرًا؛ إذ أنها متنوعة أوَّلا، وغير مترابطة ثانيا، وإنما أذكر ما وقفت على تلك القبائل وهي كالتالي:

    الأولى: القبائل البنادرية العربية:
    البَندر في اللغة العربية هو المرفأ أو مرسى السفن، وهذه النسبة تدل على أن هذا الاسم يطلق على أناس ساكنين في السواحل، وأتوا عبر السفن واستقروا هناك، ويتواجدون في المدن الساحلية الصومالية مثل مقديشو ومركا وبراوة وكسمايو وغيرها، ويختلفون عن بقية الصوماليين ببيض بشرتهم وبعض العادات والتقاليد.

    وأصول هذه القبائل – بطبيعة الحال – ترجع إلى حضارات وأعراق وفدت إلى الصومال من جهة البحر منذ عدة قرون مثل العرب والفرس وغيرهما.

    قال المؤرخ عيدروس بن الشريف في بغية الآمال (ص 42):” وفي سنة 149هـ جاءت قبائل العرب من صنعاء اليمن ومن العراق وغير ذلك من البلدان الأخرى إلى مقديشو، وعددهم أربعون قبيلة إلا واحدة منهم اثنا عشر من الجدعتي (الشاشيين) وستة من العقبى (درقبه) وثلاثة من العفيفي (جدمني) وستة من سليمان بن يعقوب القحطاني، وأتت بعد تلك السنة قبيلة آل المخزومي ثم الأشراف السادة من حضرموت منهم آل الأهدل وآل جمل الليل وآل النضير” إهـ.

    وأشهر قبائل البنادر هي:

    1- الشاشيون (shaashi):

    هم من أشهر قبائل العرب البنادريين، ويقطنون في مقديشو خاصة في أحياء حمرويني وحمر ججب وشنغاني وغيرها، قال عيدروس في بغية الآمال (ص45) “الشاشيون نسبة إلى شاش وهي قرية قريبة إلى مدينة أنزه تقع ما وراء النهر في أعمال سمرقند [آسيا الوسطى]، وينتسبون إلى أبي بكر محمد بن علي بن إسماعيل القفال الشاشي الزهري تلميذ الإمام أبي حنيفة النعمان، الذي ينتسب إلى الصحابي عبد الرحمن بن عوف” إهـ.

    أقول: وقد برز منها مشاهير وعلماء منهم الشيخ عبد الرحمن الصوفي الشاشي الذي ذكرنا ترجمته في أعلام الصومال، وحفيده الصوفي الشيخ محمد أبا.

    2- الغندرشي (gandarshe):

    قال عيدروس (ص 286): “تنتسب إلى الشيخ عثمان الغندرشي بن الفقيه عمر الحضرمي، وهو الذي هاجر من وطنه حضرموت ونزل بمقديشو وأقام بها فولد له ذرية، ثم ارتحل عنها إلى قرية غندرشي وهي على ساحل المحيط الهندي” إهـ.

    أقول: وتقطن أيضا في مدينة مركا، وغندرشي هي قرية تقع بين مقديشو ومركا على الساحل مثل قرية الجزيرة التي تقطنها أيضا قبيلة شيخال الجزيرة التي لها صلة قريبة بالغندرشي، ويقال لهما (الشيخال البيض) تمييزا عن شيخال هويه الذي ذكرناهم، وهناك رواية تقول: بأن الشيخاليين جميعا من أب واحد، لكن مما يضعف هذا الرواية هي أن قبيلة لوبغي هي ابن مرتيلي بن هراب بن دامي بن غورغاتي بن هويه بن إرر بن سمالي، والله أعلم.

    3- الأشراف:

    الأشراف في الصومال قبائل متعددة غير مترابطة، فالأشراف في باي وبكول هي متحالفة مع الرحنوين، والأشراف في الصومال الغربي قائمة بذاتها، والأشراف في أرض زيلع والعيسى هم أناس آخرون، ونقصد هنا الأشراف البيض البنادريين.

    قال عيدروس (ص 16): ” الأشراف في براوه من أشراف آل النضير وهم من ذرية الشريف آل النضير المذكور، وهم آل أحمد مظهر، وآل قلتني مظهر، وآل حبيب مظهر” إهـ.

    أقول: وهناك أشراف آل الأهدل وآل جمل الليل وجزء من آل النضير في مدينتي مركا ومقديشو.

    4- قبيلة الحاتمي:

    قال عيدروس: (ص 63) ” كان أولاد حاتم خرجوا من صنعاء ثم ارتحلوا إلى الأندلس ولاية أسبانية وولد فيها محي الدين بن عربي الطائي الحاتمي وتناسلوا في الأندلس، ثم سافر بعض أولاده وهو محمد بن سعيد بن مسلم مع أولاده إلى سواحل إفريقية الشرقية، وكان نزولهم الأول في بندر كسمان [كذا في الأصل]، ..ثم ارتحلوا إلى بندر كلوه وسكنوا فيها، ..ثم ارتحلوا إلى بندر براوه وكان وصولهم بتاريخ 900هـ وسكنوا وتناسلوا، وتوفي محمد بن سعيد الحاتمي عام 956هـ، وقد سكن قبلهم مدينة براوه من القبائل قبيلة التوني وقبيلة بيده وكان وصولهـم إلى براوه عام 700هـ” إهـ وأشار عيدروس إلى أن لهم حلفا مع قبائل شَنْغَمَاس المعروفة بالتوني.

    أقول: وقد برز منه علماء أجلاء كثر نذكر منهم الشيخ محمد الهادي الحاتمي الملقب بـ (نور شاندي)[1]، والفقيه القاضي نورين بن أحمد صابر، قاضي براوة وزنجبار في القرن التاسع عشر[2] والشيخ العالم الخطيب محمد الهادي قاضي[3]، وأولاده المعروفون محمد الأمين محمد الهادي[4] وغيره.

    ومن قبائل البنادر قبيلة آل العمودي وآل با صديق وآل بامختار وآل باحميش وآل با فضل وكلها موجودة في مقديشو ومركا.

    قال عيدروس واصفا قبائل البنادر: “هذه القبائل سكنت في حمرويني وتزوجوا من أهلها واختلطوا معها واتَّبعوهم في لغتهم، وأما الذين سكنوا شنغاني فتكونت بينهم لغة ممزوجة بين لغة أهل حمرويني واللغة العربية، وأما عاداتهم فأكثرها عربية ولم يبدلوا منها إلا شيئا يسيرا، وكانت بيوتهم مبنية على الطراز العربي في نظامها ونقشها” إهـ.

    5- الباجون:

    هي قبيلة عربية من الأزد جاءت من سلطنة عمان، لكنها اختلطت بالزنوج قبل وصول الصوماليين إلى مناطقهم، وكانت تقطن في كسمايو وجزرها والقرى الممتدة حتى رأس كمبوني ومدينة لامو الكينية وممباسا الكينية، وكلوه من جمهورية تنزانيا.

    الثانية: قبيلة عرب محمود صالح المهرية:
    قال محمود محمد علمي بن نيمر في كتابه (تاريخ قبيلة المهري في الصومال – العرب محمود صالح): ” تنحدر قبيلة عرب محمود صالح من قبائل المهرة من قبائل العرب القدماء التي سكنت في جنوب اليمن، وخاصة في محافظة المهرة، وهي تتكلم بلغة تختلف عن اللغة العربية وهي من اللغات القديمة في جنوب الجزيرة العربية” إهـ.

    أقول: والمهرة قوم قصار القامة أغلبهم سمر اللون، ويختلفون عن عرب عدن وحضرموت قليلا وهؤلاء أيضا يختلفون عن عرب وسط اليمن وشمالها، ويقطن المهريون أيضا في جزيرة سقطري اليمنية في خليج عدن وكانت عاصمة لسلطنة المهرة، وجزيرة عبد الكوري التي تبعد مسافة قليلة عن ساحل رأس عسير شرق الصومال، وهؤلاء على الرغم من بُعدهم عن البرِّ اليمني وقربهم إلى الصومال إلا أنهم لم يتصوملوا قط.

    قال محمود بن نيمر: ” والذي جاء إلى الصومال هو محمود صالح وأخوه حسن صالح وعمهما عمرو موسى وهم ينتمون إلى عشيرة بن نيمر المهرية، وكانوا تجارا وسكنوا في ساحل الشمال الشرقي وصاهروا قبيلة مجيرتين إحدى قبائل الدارود.

    وعرب محمود صالح هم أول المهريين الذين وطأت أقدامهم في الساحل الصومالي حيث أنهم قدموا من اليمن على متن سفن شراعية، واستوطنوا أول مرة في مدينة بندر قاسم (بوصاصو)، والتي ما زال أحد أحيائها يحمل اسمهم حتى اليوم، أما نسبهم فهم ينسبون إلى جدهم الكبير صالح بن علي بن عامر بن سعد بن مبارك بن نيمر الذي أتي من المهرة وسكن الصومال.

    يقول سالم بن ياسر المهري في كتابه (بلاد المهرة ماضيها وحاضرها) (ص 264):

    ” إن الكثير من قبائل المهرة هاجرت منذ القدم إلى الساحل الشرقي المعروف ببلاد الصومال، ويقيمون في بلاد اسمها جالكعيو، ويعرفون بالعرب محمود صالح، وينضمون إلى حلف قبلي يعرف بالداروت، وداروت تعني أن الحف [كذا في الأصل ولعله (الحلف)] دائم ما دامت الدنيا باقية”.

    قال محمود بن نيمر: ” وتتفرع عرب صالح إلى فروع منها بن نيمر – الجدحي – بن شوله – بن عنتوني – بن عفرير.

    ومن المدن التي سكنوها وكان لهم دور في إنشائها وبنائها مدينة بندر قاسم المعروفة ببوصاصو، وتعتبر قبيلة محمود صالح من أوائل من سكن هذه المدينة واستقروا فيها، ولديهم حيّ كبير يعرف الآن بحافة العرب، ومنها مدينة غروي عاصمة إقليم بونت لاند، وبندر بيلا، وغالكعيو وأيل وقرطو وغيرها من المدن، وأيضا يسكنون في العاصمة الصومالية مقديشو، وينتسب إليهم مشاهير منهم يوسف عغال نائب رئيس البرلمان في عهد عبد الرشيد شرمأركي، والجنرال محمد علي مري قائد القوات الصومالية في منطقة هرجيسا، وعبد الله شيخ مرسل بن نيمر واضع المناهج العربية في وزارة التعليم والتربية وغيرهم” إهـ مخلصا مع تصرف.

    الثالثة: جرير ويني (jareerweyne):
    هذا المصطلح يطلق على قبائل كثيرة ومتعددة ترجع أصولها إلى قبائل البانتو من الزنوج، كانوا في ضفاف نهري شبيلي وجوبا قبل الزحف الكوشي إليهم من الأورومو ثم الصوماليين، وبعد نزوح معظمهم إلى داخل إفريقيا بقي البعض منهم وأخذ تقاليد الزاحفين ولغاتهم وتصوملوا في النهاية، تعيش هذه القبائل في ضفاف نهر شبيلي بطوله من منبعه في إيمي في إثيوبيا العليا حتى انتهائه عند مدينة براوة بجنوب الصومال وفي ضفاف نهر جوبا حتى مصبه في المحيط الهندي.

    تجمع هذه القبائل أنواع من المميزات أبرزها الشكل واللهجة والثقافة والتقاليد، ولا يمارسون إلا الزراعة، وهم ماهرون في حرف مهمة للمجتمع الصومالي، ويتفرعون إلى فروع منها: رير شبيلي، شيدلي، مكني وغيرهم، وقد انتسب كثير منهم إلى قبائل صومالية أخرى بحكم المنطقة مثل شنتا عليمو، وغلدي، وأيلاي، وبيمال، وموبلين، ووعذان، وأبغال، وهنترو بن بالعد، وقبائل أخرى عديدة.

    وكانت قبائل جريرويني من أوائل من سكن مقديشو، وعمَّروها، ومن الأحياء القديمة التي عمَّروها: وابري، بونطيري، سيغالي ، حمر ججب، وقد برز منها ساسة ومشاهير وأعلام منهم موليد معان وكان سياسيا توفي في تفجير المسرح الوطني، والأديب الكبير قاسم هلولي بشير الذي أنجب فاطمة وبحسن ومسلمة وأحفادهم، ومحمد عمر طلحة وهو فنان ومثقف وسياسي مخضرم، وأويس خميس مبوتي فنان شهير، وأويس غيدو دينلي الأديب، وعدد من الأكاديميين الذين يعملون في مجالات شتى، وهم أهل إبداع.

    الرابعة: قبيلة أجوران (ajuuraan):
    قبيلة أجواران وبنو عمها (هنترو) (hintiro) من أبناء فاطمة بنت غمبيلي بن هويه بن إرر، كما ذكرناهم في قبائل هويه، وهم بنو أخوالهم، ويتفرع الأجوران إلى فرعين: والمغي (waalmuge)، واقلي (waaqle)، وذكر عيدروس أن اسمه بيدبيذان.

    وتعتبر أجوران من القبائل الصومالية التي لها تاريخ عريق في الصومال حيث نجحت سلطنتهم في تكوين أول دولة صومالية عريضة في التاريخ، واتسعت حتى امتدت إلى إقليم مدق وغلغدود وأقاليم هيران وشبيلي الوسطى والسفلى وباي وبكول وجوبا الوسطى والسفلى وغذو (أي جنوب ووسط الصومال بأكمله) إضافة إلى عاصمة السلطنة التقليدية وهي مدينة قلافو (qallaafo)، حتى قبري دهري في الصومال الغربي، وكانت هذه السلطنة توصف بأنها بأقوى السلطنات الصومالية وأكثرها صرامة في التاريخ.

    قال المؤرخ عيدروس بن الشريف في بغية الآمال (ص: 99): “وفي سنة 1085هـ حكم أجوران هذه الأراضي، واسم إمامهم الإمام عيسى، وصار حاكما في هذه الأراضي من براوه إلى شبيلي وإلى هوبيو وبارطيري ولوخ وغيرها، فالأمر الذي يحدث في براوه يسمعه أهل شبيلي ذلك اليوم، لأن الخلق كان متصلا، وأما أجوران نفسه فكان جالسا في أرض شبيلي، وعساكره كانت منتشرة في كل مكان البنادر وغيرها، ثم تكبَّروا وجاروا في الأحكام، وآذوا الرعية...إلخ” إهـ وذكر ثورة القبائل عليهم عام 1097هـ، وهذا التاريخ فيه نظر إذ أن مملكة أجوران استمرت ثلاثة قرون تقريبا من القرن الخامس عشر حتى السابع عشر.

    أقول: سلطنة أجوران مع ما حكي عنها من قسوة وظلم إلا أن لها حسنات ومفاخر لا بدَّ أن نذكرها للتاريخ، منها مقاومتها للغزو البرتغالي لساحل بنادر (مقديشو، ومركا، وبراوه) في القرن السابع عشر الميلادي، وقد أبلت السلطنة في الدفاع عن الأراضي الصومالية بلاء حسنا، لكنها ضعفت أمام قوة البرتغال وانسحبت من الساحل الصومالي، وكذلك مقاومتها للغزو الحبشي في ما يعرف اليوم بالصومال الغربي بعد مقتل الإمام أحمد غري وضعف الدولة الإسلامية في إثيوبيا.

    ومن محاسن السلطنة أنها بنت للمجتمع الصومالي معالم ومؤسسات حكومية واقتصادية كبيرة لم يفكِّر به البدو الرعاة الصوماليون آنذاك، حيث بنت القلاع والحصون في القرى الصومالية، وهندسات معمارية، وقد حفرت الآبار الكبيرة المصنوعة من الحجر الجيري في مختلف المناطق الصومالية الجنوبية والوسطى، الأمر الذي فرح به البدو الصوماليون حيث وجدوا لمواشيهم وفرة المياه من الآبار المحفرة بطريقة حضارية، وقد أنشأ الأجورانيون نظام المحاكم والشرطة والجمارك والضريبة على الزراعة والرعي وإنماء الاقتصاد الصومالي وتحديث العملة إلا أنهم شدَّدوا الخناق على القبائل الصومالية، وأسرفوا في النظام الضريبي وتشديد الرقابة والأحكام العرفية والحريات العامة، فثارت القبائل الصومالية القاطنة في تلك المناطق الشاسعة، وأطاحت أخيرا بالسلطنة بحلول القرن الثامن عشر.

    احتفظ آخر سلاطين الأجوران السلطان أولل دينلي (olol diinle) بعاصمته التقليدية قلافو في الصومال الغربي، واستطاع أن يحافظ على منطقة صغيرة من مملكة أجوران بعد فقدها الأقاليم الصومالية، وعاصر مجيء المستعمرين الإيطاليين لجنوب الصومال، وتحالف مع الإيطاليين أيام الغزو الإيطالي لإثيوبيا كي يحافظ على ما تبقى من سلطنته أمام الغزو الحبشي حتى انهارت السلطنة بالكلية.

    توجد عائلات من أجوران في إقليم جوبا الوسطى وما يجاورها، ومنطقة بورهبكا في إقليم باي في الصومال، ومنطقة وجير في إقليم شمال شرقي كينيا، ومناطق متفرقة من الصومال الغربي.

    الخامسة: رير أو حسن:
    تنتسب هذه القبيلة إلى الشيخ حسن بن عمر بن علي المعروف بحسن كلويني، وينتسبون إلى الأشراف العلوية، ويقول الشيخاليون وبعض القبائل الصومالية: إنهم من الشيخال، لكنهم يرفضون ذلك رفضا باتا، وتقطن قبيلة رير أو حسن منقطة فير فير وهي في الحدود بين الصومال وإثيوبيا وبور عكر وهما تابعان لإثيوبيا، وقرية أبالي في إقليم هيران بالصومال، وهي أول قرية يمر بها نهر شبيلي في الصومال، وتقطن أيضا بلدوين ومدن أخرى في إثيوبيا، وهي قبيلة مشهورة بالعلم ومحترمة في الأوساط الصومالية.

    تتفرع القبيلة إلى فرعين نور وساعد، فالأول يتفرع إلى رير علمي ورير مهدي وأدغوني، وأما علمي فيتفرع إلى محمود ونور وديني، ومهدي يتفرع إلى حسن وحسين ومحمود وكتب، أما ساعد فيتفرع إلى خيري وحوريه وهلولي.

    وقد برز منها مشاهير وأعلام منهم الشيخ المفسر عمر الفاروق حاج عبدي سلطان، وأحمد عبد الله واييل الأكاديمي المعروف، وغير واحد.

    السادسة: قبائل المدغان (midgaan):
    يطلق هذا الاسم – ومرادفه: (مَطِبان، تومال) – على قبائل صومالية منتشرة في أجزاء متفرقة من الصومال خاصة في الشرق والغرب والشمال والوسط، وهذه القبائل تشعر بالظلم من قبل الصوماليين حيث يعانون من تمييز عنصري شديد بحيث لا يتزوّجون من غيرهم والعكس، ولا يتبوءون بمناصب مهمة، بل يتلقون في بعض الأحيان شتائم وطعون في النسب، وهذه – واللهِ- من التقاليد والعادات القبيحة والمنكرة والمنهية عنها شرعا ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : “اثنان بهما كُفر : الطعن في الأنساب، والاستسقاء بالأنواء ” رواه مسلم، وبنو آدم كلهم سواء في الإسلام أبوهم آدم، وآدم من التراب، لا فضل بين الناس إلا بتقوى الله عز وجل.

    لا أعرف تاريخ هذه القبائل وأسباب تمييزهم، إلا أن هناك خرافات وأساطير لا أساس لها من الصحة تقول: إنهم أكلوا بعض المحرمات في يوم مجاعة، وهذا أباح لنا الشرع كما قال الله تعالى : {إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به فمن اضطُّر غير باغ ولا عاد فإن الله غفور رحيم}، وقد انتسب معظم هذه القبائل إلى القبائل الصومالية الكبيرة لكنها لامازالت تعاني من التمييز، وهناك قبائل منهم مستقلة، وقد برز من هذه القبائل أعلام أكثرهم فنَّانون ومُطربون.

    وبهذا ينتهي سرد جميع القبائل الصومالية كلها، والحمد لله على التوفيق.
    ---------------- هوامش -----------------------

    المتوفى في النصف الأول من القرن الثامن عشر الميلادي، تلميذ الحبيب عبد الله بن علوي الحداد
    ولد الشيخ نورين بن أحمد صابر في مدينة براوة الساحلية الواقعة في شبيلي الوسطي، علماء وفقهاء القرن الثامن عشر الميلادي واشتهر الشيح نورين بنشر الدين وتربية نفوس المجتمع المسلم كما اشتهر في تدريس كتب العلم الشرعي لطلبة العلم ليلا ونهارا، وعكف على التدريس في حلقات العلم بمسجدخ المسمى “ببلاد الرحمة” في براوة، ومن هذه المدرسة تخرج ألوف من طلبة العلم ممن هم في داخل الصومال وخارجه. وإحياء لذكراه أسس حفيده الشيخ طاهر شيخ سعيد مركزا إسلاميا في ممباسا يضم مسجدا ومدرسة وحضانة ومستوصفا ومكتبة عامة
    ولد في براوة وتلقى العلم من مشائخها ثم انتقل إلى بارطيرة ونهل العلم من علمائها وكان بارعا في الفقه واللغة درّس العديد من الطلبة. كان إمام وخطيب مسجد مرواس المشهور في العاصمة مقديشو قبل انهيار الحكومة الصومالية، وبعدها انتقل إلى ممباسا ليصبح خطيبا أيضا في المسجد الجامع فيها وهو أقدم مسجد أسس فيها، وكان مبعوث رابطة العالم الإسلامي في مخيمات اللاجئين قريولي وأسلم على يديه هناك ما يناهز ٥٠٠ من أخل سدامو. وقضى عمره يدرس للطلبة في دروسا خاصة في الفقه واللغة دون أن يتقاضى أجرا.. أطال الله في عمره.
    مدير مركز الشاهد للبحوث والدراسات الإعلامية

  13. #13

    افتراضي

    اللهجات الصومالية

    بعد أن انتهينا من ذكر القبائل الصومالية ننتقل إلى مواضيع لها صلة بها مثل دراسة اللهجات والتقاليد الصومالية ثم المدن والمحافظات إذ أننا أشرنا إليها أثناء دراستنا للقبائل فكان لا بد من التطرق إليها بشرح؛ كي تكون دراستنا هذه شاملة لكل النواحي الاجتماعية والتاريخية لمجتمعنا الصومالي.

    اللهجات وتطورها:
    اللهجة في الاصطلاح هي مجموعة خصائص لغوية تنتمي إلى بيئة معينة، ويشترك في هذه الخصائص جميع أفراد تلك البيئة، وهي بدورها جاءت من بيئة أكبر وأشمل وأوسع، وقد ضمت لهجات عديدة حيث كل واحدة منها امتازت بظواهر لغوية خاصة بها تميزها عن اللهجات الأخرى ، وفي الوقت نفسه فإنها اشتركت فيما بينها بظاهرة أو مجموعة ظواهر لغوية تسهل التفاهم والاتصال بين أفراد تلك البيئات فيما بينهم.

    والعلاقة بين اللغة واللهجة هي علاقة الخاص بالعام؛ فاللغة الواحدة تتفرع إلى لهجات ولغات، ولكل واحدة من هذه اللهجات خصائص تتميز بها عن الأخريات، وتبقى ترتبط بصفات لغوية تمثل اللغة الأم التي تضم تلك اللهجات.

    وما من شك في أنَّ كلَّ لغة من اللغات كانت يوماً لهجة من اللهجات الكثيرة المتعددة ، فمثلاً اللغات السامية كانت يوماً لهجات للغة السامية الأم مثل العربية والعبرية والسريانية ثم أصبحت لغات مستقلة، وكذلك اللغات الحامية الكوشية كانت لهجات للغة الأم مثل البجا والعفر والأورومو والصوماليين، وقد تشعبت تلك اللهجات لعوامل عديدة، وبعد ذلك استقلت كل لهجة عن غيرها نظراً لما تميزت به من خصائص وصفات خاصة بها فصارت لغة قائمة بذاتها تفرعت بعد ذلك إلى لهجات عديدة.[1]

    اللغة الصومالية:
    اللغة التي يتحدث بها الصوماليون هي من عائلة اللغات الكوشية الشرقية التي يتكلم بها مجموعات عرقية متعددة تسكن من جنوب مصر حتى القرن الإفريقي مثل لغات النوبة والبجا والعفر والساهو والأورومو، واللغة الصومالية من اللغات الحية القوية التي يتكلم بها أكثر من عشرة ملايين نسمة في الوطن الصومالي الكبير.

    وقد بدأ الأوروبيون بدراسة اللغة الصومالية منذ القرن التاسع عشر، وصنفوها ضمن اللغات “الكوشية الشرقية” أو”الأفرو آسيوية” أو اللغات السامية الحامية، ولاشك أن اللغة الصومالية لها علاقة باللغات الكوشية المصرية القديمة، وتبرز هذه العلاقة أكثر في التسميات الأساسية للحياة مثل (الشمس، والماء، والنار، وغيرها) وقد ناقشنا في هذه المواضيع فيما سبق عند موضوع (الموطن الأصلي والعرقي للصوماليين).

    وللغة العربية نصيب وافر في اللغة الصومالية نظرا لقربها من الجزيرة العربية وتأثير العنصر العربي في المجتمع الصومالي منذ الفجر الأول للإسلام، واستقرضت اللغة الصومالية مئات من الكلمات العربية، وقد كانت اللغة العربية لفترة طويلة وإلى عهد قريب لغة الحكم والتعامل التجاري والتدوين منذ قبل قيام الإمارات الإسلامية على أرض الصومال حتى مجيء المستعمرين الأوروبيين.

    كتابة اللغة الصومالية والتدوين بها:

    كانت اللغة الصومالية غير مدونة وغير مكتوبة في التاريخ، غير أن العلماء والمفكرين كانوا يكتبون لغتهم الصومالية بحروف عربية وغير عربية، وهناك الكثير من المخطوطات المكتوبة بهذه الصورة ولا سيما مدونات ومكاتبات العلماء، وقد كان الشاعر عبد الله معلم المعروف بطوذان يكتب شعره بحرف خاص.

    وأول من حاول فكرة كتابة اللغة الصومالية هو عثمان يوسف كينديد أخ السلطان علي يوسف حاكم سلطنة هوبيه، وكانت الأبجدية التي وضعها كينديد معمولة بها حتى بعد استقلال الصومال، غير أنه عندما بدأ التفكير بالتدوين الرسمي للغة الصومالية حدث سجال فكري وسياسي كبير في عهد الاستعمار وبعد الاستقلال بين الطبقات الصومالية الاجتماعية حول الحروف التي ستعتمد في كتابة اللغة الصومالية.

    وقد تصدى العلماء والمثقفون من التيار الإسلامي لمحاولة كتابتها بالحروف اللاتينية فلم تستطع الحكومات المدنية البت في القضية الشائكة حتى مجيء الانقلاب العسكري، وأعلن الرئيس محمد سياد بري في 21 من أكتوبر عام 1972م كتابة اللغة الصومالية بالحرف اللاتيني التي اخترعها شري أحمد جامع، وألزم الناس بها في المدونات الحكومية والتعليم حتى أصبحت لغة مكتوبة ومستعملة إلى يومنا هذا.

    وللغة الصومالية قاموس صدر عام 1975م من تأليف ياسين عثمان يوسف كينديد، لكنه مدون بلهجة الأقاليم الوسطى، ولم يبحث كثيرا عن اللهجات الأخرى لاسيما الجنوبية.

    اللهجات الصومالية:
    تنقسم اللهجات الصومالية إلى قسمين: محاتري (maxaa tiri)، ماي أرتري (maay arti)، فالأول يتكلم به معظم القبائل الصومالية، والثاني تتكلم به قبائل دغل ومرفلي في الجنوب خاصة فيما بين نهري جوبا وشبيلي ومن يسكن معها.

    وكل اللهجات الصومالية متقاربة بعضها من بعض وتنصبُّ في النهاية إلى موضع واحد وهو اللغة الصومالية الكوشية، ومن يدَّعي أن هذين اللهجتين لغتان مستقلتان عن بعضهما البعض فرأيه ضعيف، فاللهجات الصومالية مترابطة بعضها ببعض كما سنشرحه في هذا المقطع بالتفصيل، نعم قد يبدو للشخص أن اللهجة التي يتكلم بها أهل هرغيسا في الشمال تختلف تماما عن لهجة أهل بيدوا في الجنوب كأنهما لغتان متغايرتان، بيدأننا إذا شرحنا التدرج الذي تمرُّ به اللهجة الصومالية حتى تصبح خالية عن حروف الحلق والتكلف ندرك تماما بأن اللغة الصومالية بلهجاتها مترابطة.

    قواعد لهجة محاتري الشمالية:

    لهجة محاتري الشمالية يتكلم بها سكان مناطق واسعة من أرض الصومال الكبير مثل زيلع وجيبوتي وبربرة وهرغيسا وغبيلي وبورما وجغجغا وأهل الصومال الغربي من الأوغاينيين، وأهل سناغ وعيرغابو ولاسعانود وجميع أهل شرق الصومال حتى الوسط، أعني منطقة غالكعيو، ولها قواعد.

    القاعدة الأولى: كثرة حرف (u) في الاستعمال:

    كل من يقول: (wuxuu)، فهو محاتري شمالي، مثل: (god buu qodayaa )، (wuu cabayaa)، والنطق بهذا الحرف فيه صعوبة، ولذلك تركه أهل الجنوب ميلا منهم إلى التسهيل.

    القاعدة الثانية: كثرة حرف (yaa) في أواخر الكلم:

    كل من يقول: (wuu qabanayaa) فهو محاتري شمالي، ومثله: (cabayaa)، (baxayaa) وأشباهها، وهي أفعال مضارعة مستقبلية، وفيها صعوبة في النطق، ولذلك تركها أهل الجنوب مَيلا منهم إلى التسهيل.

    القاعدة الثالثة: الجيم الذي يشوبه الشين:

    كل من ينطق بحرف الجيم باللغة الصومالية (j) مشوشا بالشين فهو محاتري شمالي، لكن يخالف هذه القاعدة قبائل وعشائر صغيرة في مناطق متفرقة تنطق بالجيم المشبع الذي لا تخلط فيه شِينًا، يقولون: (waan jiranahay) كأنه شين.

    القاعدة الرابعة: تبديل حرف الراء (r) بحرف (dh):

    معظم أهل الشمال يستبدلون الراء بذاك الحرف، مثل قولهم (gabadh)، ويعنون بها (gabar)، ويقولون: (faydh)، ويعنون بها (feyr) أي الضلع، لكن يخالف هذه القاعدة بعض القبائل، فتساهلت النطق، أما أهل الجنوب فتركوا التكلف فلا ينطقون بـ (dh) الذي يراد به الراء.

    القاعدة الخامسة: حرف (S) المنفي بها:

    مثل قولهم: (muusan imaaanin)، وقولهم: (muusan fadhiisanin) ونحوهما، فخففه الجنوبيون فقالوا ( ma imanain& ma fadhiisanin).

    لهجة محاتري في الأقاليم الوسطى والشرق:

    اللهجة الوسطى تقترب كثيرا من محاتري الشمال، وكذلك أهل الشرق، لكن لها مميزات تجعلها أيضا لغة صعبة النطق، مثل قول أهل مدق وجزء من غلغدود: (wuu baxahayaa) ، فزادوا حرف (h)، الذي هو من حروف الحلق، وبالتالي فأصبحت الكلمة أكثر صعوبة من ذي قبل، وتقول بعض قبائل الشرق: (weey bixi doonaanin)، ويضيفون (nin) وهي خاصة لهم.

    مخالفة محاتري الجنوب القواعد السابقة:

    أهل محاتري الجنوب تركوا التكلف فخالفوا تلك القواعد كلها، فالقاعدة الأولى قالوا فيها: (woo baxaa)، فتخلَّوا عن حرف (u)، وحرف (y)، تسهيلا في النطق، أما أهل الماي فخففوها أكثر فقالوا: (behee)، فنطقوها كلمة واحدة مجردة عن حرف (x) من حروف الحلق.

    اللهجات المحاترية التي تستعدُّ للانتقال إلى لهجة ماي:

    هي على ثلاث مراتب:

    الأولى: لهجة حايو:

    وهي التي ينطق بها قبائل أبغال ومرسذي وبعض القبائل القاطنة في غلغدود وحودالي، وهي أول من يخالف قاعدة (wuxuu)، فيقولون: (woxoow)، وهي أسهل من الأولى، بل إن معظمهم يستسهلون أكثر فيقولون: (xow)، مثل: (xow dhahay)، ( xaad sheegtay) ويقولون (siyeed) مثل أهل ماي خلافا لمحاتري الشمال (sideed)، وهي أول لهجة يبدأ فيها الإمالة التي جعلت لهجة ماي تختلف عن محاتري لكثرة الإمالات.

    الثانية: لهجة الهيران:

    وهي التي ينطق بها قبائل غغنطبي وسرنسور من هوية، فيقولون (waxaas dhahay)، بدلا من محاتري الشمال (wuxuu yiri)، ويكثر فيهم حرف (s) ويقولون (wixii aas qabtay)، (aas bixiyay)، وعندهم قاعدة خاصة فيقولون: (weey baxaayiin).

    الثالثة: لهجة البنادريين:

    وهي أقرب اللهجات المحاترية إلى ماي، وأكثرها إمالة، بل إن بعضهم عداها من الماي، لما بينهما من مشركات، مثل (baladkaan) بإمالة حرف (L) كأنها مضاعفة، ومثل (ma kastay) فيقولون: (waxaas dhahay) تماما مثل لهجة الهيران، ويقولون: (waan jiriyay)، بدل ( waan raadiyay)، وعندهم قاعدة خاصة حيث يبدلون (w)، بـ (b)، مثل قولهم: (suwax wanaagsan) وقس عليه، واللهجة البنادرية أو الحمرية ينطق بها القبائل البنادرية وقبائل جرير ويني وغيرهما.

    لهجة ماي للغلدي:

    لهجة سكان أفجوي هي أقرب اللهجات إلى محاتري البنادريين خاصة، وتُعتبر أوَّل انتقال محاتري إلى ماي، وبين هذين اللهجتين مشتركات كثيرة مثل إبدال (b) بـ (w)، يقولون: (suwixii)، تماما مثل البنادريين، ويكثير فيهم حرف (s)، (maas dhati)، بمعني (maxaas dhahday)، باللهجة البنادرية، ويقولون: (min)، والبنادريون يقولون: (minin)، أي البيت، وبالتالي لهجة غلدي تعتبر أقرب لهجات ماي إلى محاتري.

    لهجات دغل:

    ثم تلي ذلك لهجة قبائل شنتا عليمو وبغدي وجيدو التي هي وسط بين لهجتي غلدي والرحنوين، لكنها أقرب إلى لهجة الغلدي، وأبعد عن محاتري البنادري وما وراءها.

    لهجة ماي الرحنوينية:

    تعتبر لهجة ماي لقبائل الرحنوين أبعد اللهجات عن محاتري بشكل عام، ولها قواعد:

    القاعدة الأولى: خلوها من بعض حروف الحلق وهي (c,x):

    لأنها صعبة النطق، ولا تنطق بها معظم لغات العالم إلا قليلا مثل اللغة العربية، فيقول الرحنوينيون: (irbid)، التي هي (cirbid)، ومثل: (humaan)، التي هي (xumaan)، وذلك لصعوبة نطقها.

    القاعدة الثانية: الاختصار في الجملة:

    مثل قولهم: ( ani soo bihi)، وأصلها (anigu waan soo baxay) وهي تتكون من خمسة عشر حرفا، فأوجزوها في عشر حروف، ومثلها: (jiifadi)، وأصلها (waan jiiftay)، وقس على ذلك.
    ---------------- هوامش -----------------------

    “في اللهجات العربية ” ص16 ، د. إبراهيم أنيس ، “التطور اللغوي التاريخي” إبراهيم السامرائي ص:34 بتصرف.

  14. #14

    افتراضي

    التقاليد والعادات الصومالية

    أولا: ملامح الشخص الصومالي وصفاته:
    قال الشريف عيدروس في بغية الآمال (ص 237):
    ” الصومالي بوجه عام فارع الطول، نحيف حسن القامة كامل النموّ ذو جبهة مستديرة وعينين نجلاوين غائرتين، وأنف إغريقي مستقيم أقنى [كذا]، وفم منتظم، وشفتين غير غليظتين، ويتدرج لونه من الأسمر الفاتح إلى الأسمر الداكن، وهو خفيف سريع الحركة شديد البأس قوي الشكيمة، يُكبر الشجاعة [كذا] والإقدام والجود والكرم، وهو تقي ورع، ومن أشد المسلمين استمساكا بالعروة الوثقى، يأتم بالقرآن ويهتدي بهديه، وهو رقيق الشعور شديد الحس، يتأثر بما يراه أو يسمعه تأثرا عميقا، يحافظ على ما ورثه عن آبائه وأجداده من عادات وتقاليد، ويعنى بحفظ نسبه ويلقنه أبناءه ليباهوا به” إهـ.

    ثانيا: اللباس التقليدي:
    قال عيدروس (ص 80): ” كما أخبرني به الشيخ المغفور له محمد فقيه يوسف الشاشي صفة لباس الساكنين ببلاد الصومال رجالا ونساء والسبب فيه، أما الرجال فكانوا يلبسون ثوبا أبيض طوله سبعة أذرع مع مخيطان في الوسط ولهما أذيال والبعض منهما مخيطان، وصفة لبسهما كصفة لبس المحرم الإزار والرداء للإحرام، ورؤوسهم مكشوفة، ومنهم من يكون له شعر يحاذي شحمة الأذنين، وهذا منهم اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، والسبب فيه أنهم جاءوا إلى هذه البلاد وهم في لبس الإحرام” إهـ.

    أقول: هذه الرواية ضعيفة بداهة، والصوماليون الأوائل كانوا قبل الإسلام بهذا اللباس، وهو غير مستمد من لباس الحج، بل كان لباس معظم القوميات الكوشية في القرن الإفريقي قبل أن تتطور الملابس (انظر صورة هيئة الملابس للغالا والصوماليين في بغية الآمال ص 71-72).

    قال عيدروس: “ثم إنهم تطوروا في هذا اللباس وجعلوا الثوب مع ردائه ملونات قطنا أو حريرا يلبسهما الرجال والنساء، أما النساء فهنَّ يلبسن عليها سديرية تغطي الأيدي وتستر الصدر إلى السرة، وعلى رؤوسهن مصرا من حرير يشد به الرأس فقط، ويلبسن أيضا رداء مجسنا من الحرير، وقليل من الرجال من كان يلبس الكوفية والقميص وهم بعض القدماء من الأشراف والمشائخ.

    وجميع سكان القطر الصومالي من أدناه إلى أقصاه فهم على هذا اللباس المذكور أولا منذ القدم حتى الآن، ولكن في الوقت الحاضر دخل في بعضهم التمدن الحديث وبدلت لباس الرجال والنساء موافقة للعصر الحديث، ولا نرى من هو يلبس الثوب والرداء إلا القليلون” إهـ.

    رابعا: عادات القبائل الرعوية الصومالية:
    قال د.محمد أحمد شيخ علي في ورقته “القبائل الصومالية، الأصل، البناء والوظيفة”:

    “تسكن هذه القبائل المناطق الشمالية والوسطى والجنوبية، والجنوبية الغربية من جمهورية الصومال، والغالبية العظمى منها رعاة، وكل قبيلة منها تنقسم إلى عشائر وبطون وأفخاذ، ونظراً لكبر حجم القبيلة وانتشار أعضائها في مساحات واسعة فإنها لم تكن تمثل وحدة سياسية واقتصادية متماسكة، ولذلك فإن مجموعة دفع الدية – والتي هي عبارة عن ما بين أربعة إلى ستة أجيال من الأقرباء المنتمين إلى جد مشترك في داخل القبيلة – هي التي تمثل الوحدة السياسية الرئيسية داخل كل قبيلة، ويتضامن أعضاء مجموعة دفع الدية – كما يفهم من اسمهم – في دفع مال الدية الواجبة على أحد أعضائها في حالة قتله أو جرحه شخصاً من خارج مجموعته كما أنها تستلم وتتقاسم فيما بينها أموال الدية المستحقة لها من جراء قتل أو جرح عضو منها من قبل شخص خارج المجموعة.

    ولكل مجموعة من مجموعات دفع الدية أراضٍ تستعملها للرعى أو الزراعة أو معاً، وآبار للمياه، وأعراف وتقاليد تنظم علاقاتها الداخلية والخارجية، وتتكون هذه الأعراف من مجموعة من القواعد التي تواضعت عليها المجموعة من خلال مؤتمراتها الدورية، ومجموعة أخرى من القواعد المستمدة من أحكام الشريعة الإسلامية، وخاصة فيما يتعلق بالأحوال الشخصية والديات، وقيادة دينية وسياسية (شيوخ وعلماء).

    خامسا: النظام الإداري للقبائل الرعوية:
    قال د.محمد : “ولكل مستوى من مستويات البنية القبلية فإن كبار السن يضعون لها السياسات، ويحلون مشاكلها سواء كانت داخلية أو خارجية من خلال مؤتمرات عامة (shir) يشترك فيها كل رجل بالغ من المجموعة، ويرأس هذه المؤتمرات رئيس المجموعة – الذي يأتي عن طريق الانتخابات بخلاف شيخ القبيلة الذي هو منصب وراثي – ويشرف على تنفيذ القرارات الصادرة عن هذه المؤتمرات بمعاونة مساعديه مستخدماً في ذلك آليات الإقناع والوساطة دون اللجوء إلى القوة، أما الأفراد فإنهم ينقادون إلى القرارات الصادرة عن مؤتمرات المجموعة لعلمهم بأن الذي يخالفها ليس له مكانة في داخلها وأنه لا يجد من يمد له يد العون والمساعدة في حالة مواجهته صعوبة في حياته” إهـ.

    سادسا: العمل الروتيني للرجل والمرأة:
    قال د. محمد: ” ويوجد لدى القبائل الصومالية نظام تقسيم العمل حسب الجنس والعمر، حيث يتركز عمل المرأة على تربية الأولاد وإدارة المنزل وفي بعض الأماكن بجلب المياه من الآبار والمستنقعات القريبة أو متوسطة المسافة، ورعي الماشية وخاصة الضأن والماعز، وفي المناطق الزراعية تعمل المرأة بجانب الرجل في الحقل : زراعةً وحراسةً وحصاداً، وكذلك تلعب دوراً كبيراً في عملية إحلال السلام بين القبائل المتحاربة وخاصة إذا كانت الحرب بين قبيلة المرأة وقبيلة زوجها، فالمرأة لديها حصانة في أوقات الحروب ولذلك فإنها تحمل الرسائل بين الأطراف المتحاربة، وفي بعض المناطق عندما يتصالح الطرفان المتحاربان فإنهما يتبادلان الزيجات ويتصاهران حتى تتوثق الصلات.

    أما الرجل فيتركز عمله بالبحث عن مركز صالح لسكن الأسرة، ومن لوازمه الأساسية أن يكون خالياً من الحيوانات المفترسة وبعيداً عن مناطق الصراع القبلي وأن تتوفر لديه الأعشاب ويقع على بعد مسافة معقولة من مصادر المياه وأن يكون خالياً من الأمراض التي تصيب الإنسان والماشية ولهذا يقوم الرجال بحركات استطلاعية (Sahan) للحصول على هذا المركز لتنتقل إليه الأسرة بعد مكوثها بالمركز القديم فترة من الزمن – والذي يتراوح في الغالب ما بين شهر إلى ثلاثة أشهر – كما أن الرجال مسئولون عن رعي الإبل وحفر الآبار، وشراء حاجات الأسرة من مأكل وملبس من القرية أو المدينة إضافة إلى المسائل المتعلقة بإدارة الحرب والسلام والمشاركة في إدارة شئون مجموعته.

    وبجانب العلاقات الرأسية التي يكسبها الشخص الصومالي من انتسابه إلى عشيرته أو قبيلته فهناك علاقات أفقية يكتسبها الشخص من خلال تحالفه مع أصهاره أو أخواله إذ أن الزاوج السائد لدى المجتمع الصومالي وخاصة المجتمع الرعوي هو الزواج الاغترابي وذلك من أجل بناء تحالف جديد بين قبيلتي الزوج والزوجة وتسمى هذه العلاقة بالمصاهرة (Xidid) إهـ.

    سابعا: عادات القبائل الزراعية الصومالية:
    قال د.محمد أحمد شيخ: “تتكون هذه القبائل من جماعتي دجل ومرفلي اللتين تسكنان في المناطق الزراعية الخصبة الواقعة بين نهري جوبا وشبيلي في وسط جنوب الصومال، وتتحدث هاتان الجماعتان بلهجة ماي، ويتفرع عن كل منهما عدد من القبائل التي تحالفت على أساس المصلحة أو المنفعة وتستمد اسمها من المنطقة التي تسكنها”. إهـ.

    أقول: ليس كل تلك القبائل تحالفت على أساس المصلحة، فهناك قبائل تنتسب إلى سب بن هيل أخي سمالي وأب دغل، وأنجب دغل أولادا عديدة منهم محمد رحنوين كما سبق تفصيله، نعم إن لهم حلفاء أكثر من السماليين وغيرهم، لكن لا يطلق على أنهم أتوا كلهم من الحلف وليس لهم جد ينتسبون إليه.

    قال الدكتور: “والغالبية العظمى من هذه القبائل تعتمد في حياتها على الزراعة البحتة أو بجانب الرعي، وأجزاء منها تمتهن الرعي وحده، وما عدا هذه الأخيرة فإن قبائل دجل ومرفلي لا يعرفون الترحال والانتقال بل إنهم يعيشون في قرى دائمة.

    ويتعاون سكان القرية في إدارة شئونهم مثل الزراعة والحصاد وبناء البرك وصيانتها وكذلك قضايا الدفاع، وفي الغالب فإن سكان القرية لا ينتمون إلى بطن أو فخذ واحد بل ينتمون إلى بطون وأفخاذ مختلفة، ولذلك فإن القرية تمثل الرابط الأساسي لهذه القبائل أو بعبارة أخرى فإن القبيلة في هذه المنطقة تتكون من قرى ذات استقلال ذاتي والتي تباشر إدارة شئونها الداخلية بينما تتولى القبيلة إدارة الشئون الخارجية والأمور ذات الصلة بالمصلحة العليا للقبيلة كدفع الدية واستلامها.

    ثامنا: النظام الإداري للقبائل الزراعية:
    قال: “ويتولى كبار السن من أهل القرية (الأخيار) الشئون الإدارية للقرية كما أنهم يختارون من بينهم مسئول القرية الذي يترأس مجلس القرية، ويشرف على تنفيذ الأوامر الصادرة منه بينما يقوم شباب القرية (Bar-Baarta) بتنفيذ هذه الأوامر، وتقل الحروب والمناوشات وسط هذه القبائل ولهذا فإن الأمن والاستقرار يسودان في هذه المنطقة ويشتهر سكانها بأنهم مسالمون .

    ولكل قبيلة من هذه القبائل رئيسها الذي يسمى (ملاق) (Malaaq) وهو منصب وراثي، ويكثر وسط هذه القبائل المجموعات التي التحقت القبيلة عن طريق الحلف أو الولاء وهي أن يأتي شخص أو أشخاص من خارج مجموعة ” السب” أو من داخلها (وفي هذه الحالة يذهب الشخص إلى عشيرة أخرى ليلتحق بها) ويتفق مع إحدى القبائل أو العشائر في أن يلتحق بهم ، ثم يخضع الشخص لإجراءات معينة والتي هي عبارة عن قسم يؤديها قائلاً : بأنه فلان بن فلان (يذكر اسمه)، وأنه من قبيلة بني فلان (يذكر اسم القبيلة)، وكان شيخ قبيلته فلان بن فلان (يذكر اسم شيخ قبيلة) وأنه يريد أن يلتحق إلى القبيلة أو العشيرة الفلانية (يذكر اسم القبيلة أو العشيرة) وأنه يكون مع هذه القبيلة في السلم والحرب، وفي الشدة والرخاء، وعقب هذا القسم يكون شخصاً من القبيلة، ويمنح له قطعة من الأرض يزرع فيها وقطعان من الماشية، ويكون لهذا الشخص حقوقاً مساوية لبقية أفراد القبيلة وبإمكانه- أن ينافس على منصب رئيس القرية أو العشيرة أو القبيلة.

    والنظام الإداري عند قبائل السب أكثر تسلسلاً من النظام الإداري لدى قبائل سمالي، وتحالفات قبائل السب أكثر استقراراً وثباتاً وأوسع حجماً من تحالفات قبائل سمالي، وكذلك فإن رؤساء قبائل السب أكثر تأثيراً وقوة عن رؤساء قبائل سمالي، وتأثير علماء الدين الإسلامي لدى قبائل السب أقوى من رصفائهم لدى سمالي” إهـ.

    تاسعا: عادات القبائل الحضرية الساحلية:
    ما سبق ذكره هو عادات معظم البدو الصوماليين، أما أهل الحضر ولا سيما من أهل السواحل من القبائل العربية والآرية ومن سكن معها من الصوماليين فإن لهم عادات خاصة لهم في شئونهم الإدارية والمعيشية والأسرية، ولم تكن هناك صراعات مسلحة بين تلك القبائل وإنما لهم جهاز عسكري يحمي الأمن والاستقرار لأن معظمهم وفدوا من مدن كبيرة وعريقة وحضارات وإمبراطوريات، ولم يأتوا من البوادي والغابات، ولم يندمج كثير منهم مع المجتمع الداخلي، وكان لهم نظام القضاء والمحاكم والسجون وغيرها.

    والنساء لاسيما البنات لا يخرجن من أبواب البيوت طوال اليوم والأسبوع والشهر، ولا يعملن خارج المنزل أي عمل، ولهم بيوت على الطراز العربي أو الفارسي المبني من الطوب والحجر، ولهم أسواق معمورة بشتى أنواع التجارة، ويجيدون حرفا صناعية مثل صناعة أنواع الملابس والأحذية، وجودة الطهي وأنواع من المأكولات والحلاوى.

    عاشرا: تمدن معظم المجتمع الصومالي:
    منذ استقلال الصومال ثم الثورة العسكرية وما تلاها من انهيار الحكومة المركزية نزح معظم القبائل الصومالية نحو المدن والقرى الكبيرة، واستقروا فيها، وبالتالي انحسرت التقاليد الصومالية الأصلية وقلَّت، لأن الشخص الصومالي شديد التأثر بما حوله، بل سريع الحركة والسفر والتنقل، كما قال عيدروس بن الشريف آنفا، وأضاف: ” ولقد دفع كثيرا من الصوماليين جدب أرضهم [والحروب الأهلية بعد انهيار الحكومة] إلى أن يولوا وجوههم شطر البحر، فغاص بعضهم طلبا للؤلؤ، وركبه بعضهم فأصبحوا تجارا ماهرين [في الخليج والدول الشرقية الإفريقية]، يجوبون البحار والمحيطات، تراهم في كثير من موانئ [ومدن] الهند وجزيرة العرب وبريطانيا [وأروبا] وأمريكا”. إهـ بإضافات.

    وقد أدت تلك العوامل إلى اضمحلال معظم التقاليد الصومالية وأثرت من حيث الهيئة والشكل والنظام الإداري وطريقة المعيشة ونظام التعليم وطريقة استعمال التكنولوجيا الحديثة، وشبكات الاتصالات والفضائيات.

    وكان المجتمع الصومالي محافظا يتمذهب بالمذهب الشافعي على الطرق الصوفية، وبعد تلك السفريات دخلت البلاد مذاهب وأفكار أخرى مثل التيارات السلفية من الجزيرة العربية، والتيارات الإخوانية من مصر والسودان، وأخذ بعض الناس يتمذهب فقهيا بالمذهب السلفي الحنبلي، وأثرت أيضا على لباس المرأة الصومالية حيث عمت البلاد لباس الحجاب (الجلباب) والنقاب، وانعدم اللباس التقليدي للمرأة.

  15. #15

    افتراضي

    الأقاليم والمحافظات والمدن الصومالية

    في القرن التاسع عشر اقتسمت الدول الأوروبية الأراضي التي كان يسكنها الصوماليون، وكان اسم الصومال آنذاك فضفاضا يطلق على كل أرض يقيم به الصوماليون من مختلف قبائلهم، ولذلك سموا المحمية البريطانية في الشمال بصوماليلاند أي أرض الصومال باللغة الإنجليزية، وصوماليا أي الصومال باللغة الإيطالية، وأطلقه الفرنسيون مستعمرتهم بالساحل الصومالي الفرنسي، أما في الإقليم الصومالي في إثيوبيا فأطلقه البريطانيون عليه باسم (أوغادينيا)، وفي شمال شرقي كينيا بـ (NFD).

    في فترة الوصاية والاستعداد للاستقلال والوحدة كان الصومال البريطاني والإيطالي مكون من ثمانية أقاليم فقط، ولم تغير الحكومات المدنية هذا النظام حتى جاء الانقلاب العسكري في الحادي والعشرين من أكتوبر عام 1969م.

    ففي عام 1972م أصدر النظام العسكري أوامر بزيادة أقاليم إضافية لجمهورية الصومال مثل سناغ، نوغال، غلغدود، غذو، ليمهد الطريق أمام حملة مكافحة الأمية والتنمية الريفية وتطوير الصناعة، وإعادة هيكلة المحافظات الصومالية، فبلغ عددها 15 إقليما حتى عام 1975م.

    وفي أوائل عام 1980م أضيف إقليم جوبا الوسطى ومحافظاته، وفي عام 1986م أضيف إقليمي أودل وسول، لتتمم الأقاليم الصومالية بـ 18 إقليما.

    وبعد انهيار الدولة الصومالية أوائل عام 1991م اشدَّ الصراع القبلي في الصومال، وحاول كل فصيل أن يستقل بإقليمه مستفيدا من قبيلته التي تقطن فيه، فانشطر إقليم مدق إلى نصفين، وزيدت بعض الأقاليم من قبل الحكومات الإقليمية، فزادت حكومة بونت لاند إقليم كركار على إقليم شرق، وزادت حكومة صومالي لاند إقليم الساحل على إقليم الشمال الغربي، وزيد أيضا إقليم عين على إقليم توغطير.

    أما دراستنا هذه – وهي الأخيرة من سلسلة القبائل الصومالية – فإننا نعتمد على الأقاليم الثمانية عشر التي كانت موجودة قبل انهيار الدولة الصومالية في يناير 1991م وكذلك المحافظات، ونبدأ من أقصى الشمال الغربي وننتهي بأقصى الجنوب، ثم نشير إلى بعض الأقاليم الصومالية خارج جمهورية الصومال بإذن الله.

    الأول: إقليم أودل (gobolka awdal):
    نبدأ بإقليم أودل، وهو الإقليم المحاذي لجمهورية جيبوتي، ويقع في الطرف الشمال الغربي للصومال، ويعتمد اقتصاد هذا الإقليم على الثروة الحيوانية والزراعة والسياحة والتعليم، وله أربع محافظات:

    1- بورما :

    بورما (boorama) هي العاصمة الفعلية للإقليم، وهي مدينة استراتيجية مهمة تقع على قرب الحدود مع إثيوبيا، وفيها مقرات كبيرة للمنظمات وفنادق ضخمة وسوق كبير، وجامعتان، إحداهما من أهم جامعات الصومال، وهي جامعة عمود، ويعد أهل بورما من أكثر الشعب الصومالي تعليما منذ فترة طويلة، ومدينة بورما من أكثر المدن الصومالية استقرارا، ويحيط بها تلال وأرض طبيعية خلابة، إلا أنها – في بعض الفترات – تتعرض لهزات أرضية خفيفة، وفي الثمانينيات تعرضت لقصف إثيوبي عنيف.

    2- زيلع:

    زيلع (zeylac) مدينة صومالية تاريخية، بل هي من أقدم المدن الصومالية الساحلية حيث وردت في معجم البلدان لياقوت الحموي، الذي ألِّف قبل ألف عام، وتقع على الساحل، وتقابلها عدة جزر، وهي قريبة إلى الحدود مع جيبوتي، وفيها مسجد قديم، وهي مكان تنصيب أوغاس قبيلة العيسى عادة، وتقطن المدينة أيضا قبيلة غدبورسي (السمرون)، وقبيلة العيسى وموسى محمد، وغيرها.

    3- بكي:

    بكي (baki) كانت العاصمة التقليدية للإقليم، وهي أرض زراعية وذات طبيعية باهرة، ومياه طبيعية، وثروة حيوانية، وفيها بعض الخدمات الأساسية كالمدارس الأساسية والثانوية.

    4- لوغهيا:

    لوغهيا (lughaya) مدينة ساحلية تقع على شرق مدينة زيلع، وتبعد عن ميناء بربرة حوالي 200كلم، وتبعد عن ميناء جيبوتي 50كلم، وطقسها حار نظرا لموقعها الجغرافي، ويعتمد اقتصادها على صيد السمك، وألبان المواشي.

    الثاني: الشمال الغربي (gobolka waqooyi galbeed):
    ثم ندخل إقليم الشمال الغربي المجاور له من الشرق، ويقع أيضا في الطرف الشمال الغربي، ويعتمد اقتصاد هذا الإقليم على الثروة الحيوانية والزراعة والسياحة والميناء والبناء وغيرها، وقد أحدثت فيه إقليم الساحل الذي عاصمته بربرة، وله ثلاث محافظات:

    1- هرغيسا:

    هرغيسا (hargeeysa) هي عاصمة الإقليم، وعاصمة صوماليلاند، وثاني مدينة في الصومال، بناها الإنجليز إبان تأسيسهم المحمية البريطانية في شمال الصومال، وكانت من قبل قرية صغيرة، وهي مركز تجاري كبير، ففيها فنادق عملاقة ومطار تشيدها دولة الكويت، وفيها شركات كبيرة، ومقرات لمنظمات دولية ومحلية، وفيها مقر حكومة صوماليلاند ومقر الأحزاب السياسية، وتحيط بالمدينة تلال كأنها تحميها من الغزو، وفي وسطها رمز الانفصال، وهو مجسم لطائرة ميغ، وهي عبارة عن ما تعرضت لها المدينة من قصف عنيف من قبل الطيران الحربي الصومالي إثر اندلاع الصراع بين الحكومة العسكرية وجبهة (SNM) في أواخر الثمانينيات، وتنمو المدينة بشكل كبير بمرور الزمن.

    2- بربرة:

    بربرة (barbara) هي مدينة على ساحل خليج عدن، وهي الميناء الرئيسي للإقليم ولصوماليلاند، وهي الآن عاصمة للإقليم المستحدث (الساحل)، بها أكبر مطار عسكري في شمال الصومال، ومنها تطير الطائرات المتوجهة إلى جنوب الصومال وجيبوتي، وفيها مقرات تجارية كبيرة من الواردات والصادرات، وتستعمل الميناء أحيانا دول حبيسة مجاورة مثل أثيوبيا.

    3- غبيلي:

    غبيلي (gabiilley) هي مدينة زراعية مهمة، تقع على الحدود مع إقليم أودل، يعتمد اقتصادها على الثروة الحيوانية والزراعة.

    الثالث: إقليم توغطير (gobolka togdheer):
    ثم ندخل إقليم توغطير، ويقع في الطرف الشمالي، وشرق إقليم الشمال الغربي، ويعتمد اقتصاد هذا الإقليم على الثروة الحيوانية من الإبل والماعز، وقد أحدثت فيه إقليم عين الذي عاصمته بوهودلي، وفيه أربع محافظات:

    1- برعو:

    برعو (burco) مدينة قديمة وهامة، وهي مدينة استراتيجية تربط الأقاليم الشمالية بالأقاليم الشرقية والجنوبية، وهي عاصمة الإقليم ومركز تجاري هام، وهي المدينة الثانية في صومالاند، وفيها أعلن انفصال الأقاليم الشمالية عن الجنوب في مايو عام 1991م، وفيها خدمات اجتماعية بما فيها جامعة برعو، ومقرات حكومية ومنظمات دولية ومحلية.

    2- الشيخ:

    مدينة الشيخ هي مدينة جبلية على بعد 70كم من برعو، وفيها جبل الشيخ الذي استمد من اسم المدينة، فيها برودة شديدة في بعض الأحيان لارتفاعها عن سطح البحر.

    3- أودويني:

    أودويني (oodweeyne) هي من إحدى محافظات إقليم توغطير ومدنها.

    4- بوهودلي:

    مدينة بوهودلي (buuhoodle) هي بالقرب من الحدود مع إثيوبيا، وهي مدينة غنية بالثروة الحيوانية، وهي الآن عاصمة للإقليم المستحدث عين.

    الرابع: إقليم سناغ (gobolka sanaag):
    ثم ندخل إقليم سناغ، وهو على شرق إقليم توغطير والشمال الغربي، وهو من أكبر أقاليم الصومال مساحة، وهو أجمل إقليم في الصومال حيث توجد فيه مناظر طبيعية خلابة، مثل جبل دالو المعروف، وفيه أطول جبال الصومال، مثل قمة صرد (surud)، ويعتمد اقتصاد الإقليم على الثروة الحيوانية والصادرات، ويعد من الأقاليم الصومالية الآمنة الذي لم تطلها الحروب الأهلية بشكل كبير، وله ثلاث محافظات:

    1- عيرغابو:

    عيرغابو (cayrigaabo)، هي عاصمة الإقليم، وهي خضراء جميلة، وطقسها بارد لقربها من أطول قمم جبال الصومال، ويعتمد اقتصادها على السياحة والثروة الحيوانية.

    2- برن:

    برن (baran)، هي مدينة استراتيجية تقع في قلب الإقليم، ويحيط بها الجبال الشاهقة من كل صوب مثل جبال عليمو، واستمد من اسم المدينة من بئر مشهور كان في تلك المنطقة، ويتبعها قرى كثيرة.

    3- لاسقوري:

    لاسقوري (laasqori) مدينة ساحلية تاريخية قديمة، تشتهر بصيد الأسماك، وفيها جبال شاهقة، وفيها مصنع إنتاج لحوم الأسماك، وكانت مقرا لسلطنة قبيلة ورسنغلي في القدم.

    وزادت بعض المصادر محافظة رابعة وهي:

    4- عيل أفوين:

    عيل أفوين (ceelafweyn) هي من محافظات إقليم سناغ.

    ومن مدن الإقليم مدينة دهار (dahar)، التي تبعد عن عيرغابو 220كلم شرقا.

    الخامس: إقليم سول (gobolka sool):
    ثم ندخل جنوبا إقليم سول، وهو شرق إقليم توغطير وجنوب إقليم سناغ، ويعتمد اقتصاده على الثروة الحيوانية، وهو إقليم به برك مائية وأودية كثيرة وأعشاب كثيرة جدا، وفيه أربع محافظات:

    1- لاسعانود:

    لاسعانود (laascaanood) مدينة مشهورة استراتيجية تربط الشمال بالجنوب، وهي عاصمة الإقليم، وهي مدينة تاريخية كانت مركزا لقوات الدراويش الذي تقاتل ضد المستعمرين البريطانيين في الشمال، ويمر بها واد كبير يمد بالمدينة المياه العذبة، وفيها جامعة نوغال، وخدمات أساسية مثل المستشفيات والمدارس ومقرات حكومية وغير حكومية، ونظرا لكونها منطقة متنازع عليها فإن الأمن فيها غير مستقر.

    2- عينبو:

    عينبو (caynabo)، مدينة صغيرة تقع في غرب الإقليم، ويتبعها قرى كثيرة.

    3- تليح:

    تليح (taleex) مدينة تاريخية مشهورة، كانت القاعدة الأساسية لقوات الدراويش بزعامة السيد محمد عبد الله حسن وفيها قلعته المشهورة، وفي مؤتمر في يناير 2012م أعلن في المدينة عن ميلاد ولاية خاتمة.

    4- حدن:

    حدن (xudun) مدينة صغيرة تقع في شرق الإقليم.

    وبهذا تنتهي الأقاليم الشمالية من الصومال.[1]
    ---------------- هوامش -----------------------

    استفدت من معظم هذه المعلومات من موقع: http://baardheere.com/index.php?option=com_content&view=article&id=36&It emid=36 ومن ويكبيديا، ومن خريطة جمهورية الصومال المفصلة، ومن معلومات أخرى

    السادس: إقليم الشرق (gobolka bari):
    ثم ندخل إقليم الشرق، ويقع هذا الإقليم في الطرف الشرقي من الصومال، وهو من أكبر الأقاليم مساحة، وهو الإقليم الوحيد الذي يطل على كل من المحيط الهندي وخليج عدن المرتبط بالبحر الأحمر، ويعتمد اقتصاد الإقليم على الثروة الحيوانية وصيد الأسماك والتجارة والصادرات، وقد استحدث فيه إقليم كركار الذي عاصمته مدينة قرطو، ولإقليم الشرق خمس محافظات:

    1 – بوصاصو:
    بوصاصو (boosaaso) مدينة كان اسمها القديم بندر قاسم، وكانت مرفأ صوماليا قديما، وهي عاصمة الإقليم والعاصمة التجارة في ولايات بونت لاند، ومركز تجاري كبير، وفيها الميناء من أهم موانئ الصومال، وفيها مطار كبير شيد أخيرا، وتعدُّ مدينة بوصاصو من أكثر المدن الصومالية نموا، وفيها جامعات متعددة مثل جامعة شرق إفريقيا وجامعة بوصاصو، وطقسها حار شديد في وقت الصيف، وفيها أهم سوق تجاري في بونت لاند.

    2- قرطو:

    قرطو (qardho) بلدة استراتيجية تقع في وسط الإقليم، وهي الآن عاصمة للإقليم المستحدث كركار، وتتميز المدينة بجوها البارد نظرا لموقعها الجغرافي، ويأوي إليها السياح وأهالي بوصاصو في فصل الصيف والإجازة.

    3- بندر بيلا:

    بندر بيلا (bandarbeela) بلدة ساحلية تقع على ساحل المحيط الهندي، ويعتمد اقتصادها على الصيد والتجارة.

    4- علولا

    علولا (caluula) بلدة في أقصى الزاوية في شبه الجزيرة الصومالية في رأس عسير، وتقترب من مدينة حافون التاريخية.

    5- قندلا:

    قندلا (qandala) بلدة صغيرة قريبة من مدينة بوصاصو من جهة الشرق.

    6- إسكشبن:

    إسكشبن (iskushuban) هي بلدة صغيرة تقع في الشرق، وفيها أشجار النخيل وأودية وبرك مائية.

    وهناك بلدة حافون التاريخية وهي تقع على شبه جزيرة فرعية، تسمى برأس حافون.

    السابع: إقليم نوغال (gobolka nugaal):
    ثم ندخل إقليم نوغال، الذي يقع جنوب إقليم الشرق، ويعتمد اقتصاد هذا الإقليم على الثروة الحيوانية والسياحة والتجارة، وصيد الأسماك، والإسكان، وله ست محافظات:

    1 – غروي:

    غروي (garoowe) هي عاصمة الإقليم، وعاصمة بونت لاند، وكانت من المدن الصومالية القديمة، ونمت بشكل كبير إبان تأسيس بونت لاند، وفيها المقرات الرسمية لحكام بونت لاند، مثل الرئاسة والوزارات ومقر البرلمان الإقليمي، ويكثر فيها مقرات الجمعيات الدولية والمحلية، وفيها جامعة بونت لاند، وفرع جامعة شرق إفريقيا، وعدد كبير من المدارس الثانوية والأساسية.

    2- أيل:

    أيل (ayl) بلدة على ساحل المحيط الهندي، وهي من أهم مرافئ الإقليم، وتطل علها الجبال والأودية، وكانت مقرا لدولة الدراويش التي كان يتزعمها السيد محمد عبد الله حسن، وعانت المدينة من نشاط القرصنة منذ عام 2007م، وفيها بعض الخدمات الأساسية للمجتمع.

    3- برتينلي:

    برتينلي (burtiinley) بلدة تقع في الحدود مع إقليم مدق، وهي على الطريق الرئيسي إلى بوصاصو، وهي مركز هام للألبان وفيها تجمعات آبار للمواشي.

    4- دنغورويو:

    دنغورويو (Dangoroyo) بلدة قديمة تقع مرتفعة عن سطح البحر، وطقسها بارد.

    5- بوعني:

    بوعني (boocane) بلدة صغيرة في الإقليم.

    6- ربابلي:

    ربابلي (rabaable) بلدة صغيرة.

    الثامن: إقليم مدق (gobolka mudug):
    ثم ندخل إقليم مدق، وهو على الجنوب من نوغال، وهو أكبر أقاليم الصومال مساحة، وقد انشطر الإقليم إلى جزئين، جزء تابع لبونت لاند، وجزء تابع لغلمدق، ويعتمد اقتصاده على الثروة الحيوانية والتجارة والإسكان، وفيه خمس محافظات:

    1- غالكعيو:

    غالكعيو (gaalkacyo) مدينة استراتيجية مهمة، وهي عاصمة الإقليم، إلا أنها انشطرت بين حكومتين: بونت لاند، وغلمدق، وفيها أكبر سوق تجاري بوسط الصومال، وفيها مستشفيات كبيرة، ومطار عبد الله يوسف الدولي، ولكونها مدينة مقسمة بين القبائل القاطنة هناك لا تخلو المدينة من حوداث أمنية متكررة، إلا أنه لم يحدث فيها حرب أهلية شاملة منذ مصالحة عام 1993م،وفيها جامعات ومدارس ثانوية وأساسية متعددة، وفيها مقر منظمات دولية ومحلية.

    2- هوبيو:

    هوبيو (hobyo) بلدة ساحلية ومرفأ قديم تقع على ساحل المحيط الهندي، كانت قاعدة لسلطنات متعددة آخرها سلطنة آل كينديد التي انتهت باعتقال الإيطاليين سلطانها في سجون مقديشو، ولم تتلق المدينة أية اهتمام من قبل الحكومات الصومالية في تطوير بناء المرفأ حتى انهيار الدولة، وهي الآن محل نزاع بين إقليمي غلمدق وحمن إيو حيب، وأصبح هذا النزاع السياسي عائقا كبيرا أمام تطوير المدينة.

    3- حرر طيري:

    حررطيري (xarardheere) بلدة تقع في شرق الإقليم، وتقع على الساحل جنوب مدينة هوبيو، وهي مدينة سياحية، وعانت المدينة من أنها أصبحت قاعدة أساسية للقراصنة، وهي مستقلة عن الحكومات الإقليمية التي لها نفوذ في هذا الإقليم نظرا لتنوعها القبلي، وهي أرض خصبة لكثير من المسلحين سواء كانوا من الإسلاميين أو القراصنة أو القبليين.

    4- غلدغب:

    غلدغب (goldogob) بلدة تقع في غرب الإقليم وهي بالقرب من الحدود مع إثيوبيا، وهي مدينة نامية من حيث الخدمات مثل الكهرباء والتجارة والتعليم والمراكز الصحية والمدارس الثانوية والأساسية، وافتتح فيها فرع جامعة شرق إفريقيا.

    5- بعادوين:

    بعادوين (bacaadweyn) بلدة تقع في الإقليم، ويتبعها قرى كثيرة وتعتمد على الرعي وزراعة البطيخ والحبوب.

    6- جربين:

    جربين (jarbiin)، بلدة تقع في مدق.

    التاسع: إقليم غلغدود (gobolka galgaduud):
    ثم ندخل إقليم غلغدود، ويقع في جنوب إقليم مدق، ويعتمد اقتصاده على الثروة الحيوانية، وهذا الإقليم أقلّ نموا من الأقاليم السابقة واللاحقة نظرا لكونه منطقة صراع بين قبائل متعددة ثم بين الحركات السلفية الجهادية والصوفية المسلحة، ولم يخضع لأيِّ حكومات محلية ولا مركزية منذ انهيار الدولة الصومالية، مع أن موارده شحيحة، وفيه خمس محافظات:

    1- طوسمريب:

    طوسمريب (dhuusamareeb) مدينة تقع في وسط الإقليم، وهي عاصمة الإقليم، وتقع على الطريق الرئيسي الذي يربط بين الشمال والجنوب، وفيها مقرات لمنظمات دولية ومحلية.

    2- عابدواق:

    عابدواق (caabudwaaq) بلدة تقع في شمال غرب الإقليم بالقرب من الحدود مع إثيوبيا، وفي الآونة الأخيرة أصبحت قاعدة أساسية لتنظيم أهل السنة والجماعة الصوفي المناوئ لحركة الشباب.

    3- عيل بور:

    عيل بور (ceelbuur) بلدة تقع في وسط الإقليم، وفيها أهمّ منجم لملح الصومال وللرخام، وقبل أن تستولي عليها حركة الشباب كانت البلدة محل صراع بين قبيلتين أخويتين، وقد استحدث فيها بعض الخدمات الأساسية مثل المستشفى ومدارس أساسية.

    4- عذاذو:

    عذاذو (cadaado) بلدة تقع في شمال الإقليم، وقد أحدثت نموًّا لا بأس به منذ تأسيس حكومة حمن إي حيب المحلية التي وفرت لها الاستقرار، وفيها خدمات أساسية ومدارس ثانوية، ومطار صناعي حديث، وفيها مقرات لمنظمات دولية وأهلية.

    5- عيل طير:

    عيل طير (ceeldheer) بلدة ساحلية تاريخية، تقع في شرق الإقليم على ساحل المحيط الهندي، وتحول الناس إليها من قرية مريغ القديمة بعد أن أصبحت مركزا تجاريا هاما.

    ومن البلدات المهمة في الإقليم بلدة غوريعيل (guriceel) التي أحدثت نموا هائلا في السنوات العشر الماضية من حيث الخدمات الأساسية والتجارة، وأصبحت قاعدة أساسية لتنظيم أهل السنة والجماعة، وفيها مقرات لمنظمات دولية ومحلية.

    العاشر: إقليم هيران (gobolka hiiraan):
    ثم ندخل إقليم هيران جنوب غرب إقليم غلغدود، ويمر بالإقليم نهر شبيلي أحد أهمّ الأنهار في الصومال، ويعتمد اقتصاده على الزراعة والثروة الحيوانية والتجارة، وفيه ثلاث محافظات:

    1- بلدوين:

    بلدوين (baladweyn) مدينة قديمة مشهورة استراتيجية، عاصمة الإقليم، يمر بها الطريق الرئيسي إلى الأقاليم الشمالية، ويتلوَّى نهر شبيلي فيها، ويقسمها إلى قسمين، وفيها جسران، ومطار أوغاس خليف، وقد مرت المدينة صراعات متنوعة ومتعددة، إلا أنها نمت بشكل كبير من حيث الخدمات الأساسية مثل المستشفيات، ففيها المدارس المتنوعة وجامعة بلدوين، وفيها أهم سوق في إقليم هيران، وهي محطة مهمة للنقل إلى الأقاليم المختلفة وإثيوبيا.

    2- بولوبرتي:

    بولوبرتي (buulaburte) بلدة قديمة استراتيجية تقع في وسط الإقليم ويمر بها نهر شبيلي، وفيها حقول زراعية مهمة، وتربط بين الأقاليم الجنوبية والأقاليم الوسطى من الصومال، ويعتمد اقتصادها على الزراعة والثروة الحيوانية والتجارة، وفيها بعض المدارس الأساسية.

    3- جللقسي:

    جللقسي (jalalaqsi) بلدة تقع في جنوب شرق الإقليم ويمر بها نهر شبيلي، وفيها أراض زراعية مهمة، ويمر بها الطريق الرئيسي إلى بولوبرتي وبلدوين.

    ومن بلدات الإقليم بلدة متبان (matabaan) التي تقع في شمال الإقليم، وبلدة محاس (maxaas) في الحدود مع إقليم غلغدود.

    وهنا تنتهي الأقاليم الشرقية والوسطى من الصومال.
    الحادية عشر: إقليم شبيلي الوسطى (gobolka shabeelaha dhexe):
    ثم ندخل إقليم شبيلي الوسطى، ويقع في الجنوب الشرقي لإقليم هيران ويحده من جهة الساحل، ويمر بالإقليم نهر شبيلي الذي استمد من اسم الإقليم، وبالتالي يعتمد اقتصاده على الزراعة والثروة الحيوانية، وكان الإيطاليون بنوا فيه مشاريع تنموية، ثم أسست فيه الحكومة العسكرية مصنع السكر والألبسة وغيرها من المصانع، وله أربع محافظات:

    1- جوهر:

    جوهر (jowhar) مدينة صومالية قديمة ومشهورة، تقع على ضفاف نهر شبيلي، وهي عاصمة الإقليم، وأصبحت مركزا للحكومة الانتقالية برئاسة عبد الله يوسف عام 2005م، وتبعد عن مقديشو 90كلم من الشمال الشرقي، ويمر بها الطريق الرئيسي إلى الأقاليم الوسطى، وكانت فيها مصانع مهمة مثل مصنع السكر والقطن قبل انهيار الدولة، وفيها مزارع، ومستشفيات ومقرات لمنظمات طوعية أجنبية ومحلية.

    2- بلعد:

    بلعد (balcad) بلدة تقع أيضا على ضفاف نهر شبيلي، وتبعد عن مقديشو 30 كلم شمالا، وهي عبارة عن بلدة زراعية، وكانت بها مصنع الألبسة ومحميات حكومية قبل انهيار الدولة.

    3- عذلي:

    عذلي (cadale) بلدة تقع على ساحل المحيط الهندي، وتبعد عن مقديشو 180كم شمالا، وكانت مقرا للطرق الصوفية، وذكر الشريف عيدروس أن الطليان عمَّرها بالقوة، وأنها تحوي بعلماء ومشائخ ومساجد عديدة.

    4- آدم يبالي:

    آدم يبالي (aadan yabaale) بلدة ساحلية أيضا شمال بلدة عذلي، ويتبعها قرى كثيرة.

    ومن بلدات الإقليم:

    – مهداي (mahadaay)، وهي بلدة تبعد عن مدينة جوهر 27كلم، ويمر نهر شبيلي شرقي البلدة، وأهلها مزارعون ورعاة لاسيما البقر والأغنام.
    – ورشيخ (warsheeq) بلدة دينية تقع على ساحل المحيط الهندي، تبعد عن مقديشو 65كلم شمالا، وكانت مركزا مهما للطرق الصوفية، ومزارا لكبار مشائخهم، وحاضنة لطلاب العلم.

    الثانية عشر: إقليم شبيلي السفلى (gobolka shabeelaha hoose):
    ثم ندخل جنوبا إلى إقليم شبيلي السفلى، وهو إقليم غني بالمحاصيل الزراعية، ومن أخصب الأقاليم الصومالية، حيث ينتهي إليه نهر شبيلي ويتحول إلى مستنقعات قرب براوه، ويعتمد اقتصاده على الزراعة والمواشي والصيد من البحر، وهو من أكثر الأقاليم الصومالية كثافة بالسكان، وفيه ثماني محافظات:

    1- مركا:

    مركا (marka) مدينة ساحلية صومالية قديمة، ذكرها الإدريسي الجغرافي في كتابه قبل مئات السنين وياقوت الحموي في معجم البلدان، وهي عاصمة الإقليم، وبها الميناء الرئيسي للإقليم، وفيها المركز التجاري والسياحي، وفيها مساجد عديدة، ولكون سكانها من القبائل المسالمة لم تحدث فيها حرب أهلية مدمرة، بل كانت تنتقل بين أيدي القوى المتنافسة من دون حوادث، مثلها مثل باقي مدن الإقليم.

    2- ونلوين:

    ونلوين (wanlaweyn) بلدة في شمال الإقليم، وتعرف أيضا باسم دافيت (daafeet)، ويتبعها قرى كثيرة، ويعتمد سكان هذه المحافظة على الزراعة والرعي، وهي نقطة تجارية هامة حيث تربط أقاليم باي وبكول بالأقاليم الشمالية ومقديشو، وفي المحافظة أكبر مطار عسكري في جنوب الصومال يسمى بمطار بيلودوغلي.

    3- براوه:

    براوه (baraawe) بلدة قديمة ساحلية، تقع على ساحل المحيط الهندي، ينطق أهلها بلغة تقترب من اللغة السواحيلية، ولهم تقاليد خاصة بهم، وكانت البلدة في القدم منطقة غابات على الساحل، فعمّرها السكان، ويعتمد اقتصاد البلدة على التجارة والصيد والحرف الصناعية مثل صناعة الألبسة التقليدية والأحذية.

    4- قريولي:

    قريولي (qoryooley) بلدة في وسط إقليم شبيلي السفلى، ويعتمد اقتصادها على الزراعة والرعي، وتصدِّر إلى الأقاليم الأخرى الفواكه والخضروات والحبوب والألبان والمواشي، ويمر نهر شبيلي قريبا منها، حيث يستفاد منه في سقاية المزارع.

    5- أفجوي:

    أفجوي (afgooye) بلدة تقع في شمال غرب الإقليم، ويمر بها نهر شبيلي، وتقع على ممر استراتيجي مهم، حيث تربط بين مركا وونلوين ومقديشو وأوطيغلي، ويعتمد اقتصادها على المحاصيل الزراعية مثل الحبوب والخضروات والفواكه والمواشي والألبان، وفي البلدة مراكز صحية ومستشفى ومدارس أساسية وثانوية، وفيها سوق كبير وحقول زراعية واسعة.

    6- أوطيغلي:

    أوطيغلي (awdheegle) بلدة تقع في وسط الإقليم، ويتبعها قرى كثيرة مثل جنالي، بريري، مبارك، دار السلام، وفيها مزارع كثيرة.

    7- كنتواري:

    كنتواري (kuntuwaarey) بلدة تقع في جنوب الإقليم، وتشتهر بالزراعة.

    8- سبلالي:

    سبلالي (sablaale) بلدة تقع في جنوب الإقليم، وتشتهر بالمحصولات الزراعية لاسيما الفواكه، والرعي.

    الثالثة عشر: إقليم بكول (gobolka bakool):
    ثم ندخل إقليم بكول، ويقع جنوب إقليم هيران، ويعتمد اقتصاد إقليم بكول على الثروة الحيوانية والتجارة، وله خمس محافظات:

    1 – حدر:

    حدر (xudur) مدينة تقع في وسط الإقليم، وهي عاصمة الإقليم، وبسبب الصراعات بين القوى المتنافسة في مناطق باي وبكول، فإن المدينة شهدت نزوحا وتراجعا في أنشطتها الاقتصادية، وبعد أن استولت عليها حركة الشباب في الفترة ما بين 2009-2012 هجرت منها المنظمات الأجنبية الإغاثية التي كانت تتخذ من المدينة مقرا لها بعد أن طلبت الحركة منها الرحيل، وشهدت المدينة غلاءا في الأسعار، وفيها بعض المدارس الأساسية والثانوية.

    2- واجد:

    واجد (waajid) بلدة صغيرة لكنها مهمة في إقليم بكول، وتتخذ المنظمات الدولية مقرا لها، ويعتمد اقتصادها على الثروة الحيوانية وإنتاج العسل.

    3- عيل بردي:

    عيل بردي (ceelbarde) بلدة قريبة إلى الحدود مع إثيوبيا، ولها علاقة بمحافظة أفطير في الجانب الآخر من الحدود، ويعتمد اقتصادها على التجارة والثروة الحيوانية.

    4- ربطوري:

    ربطوري (rabdhuure) بلدة تقع في غرب الإقليم، وتبعد عن حدر 90كلم، ويعتمد اقتصادها على الثروة الحيوانية والزراعة.

    5-تييغلو:

    تييغلو (tiyeeglow) بلدة تقع في شرق الإقليم بالقرب من إقليم هيران، وهي مركز تجاري صغير، وتتبعها بعض القرى مثل عيل غرس، بيولي، وهي مزار الشيخ أويس القادري.

    الرابع عشر: إقليم باي (gobolka baay):
    ثم ندخل في إقليم باي، وهو الإقليم الصومالي الوحيد الذي ليس له حدود بحري، وليس له حدود مع دولة أجنبية، ويعتمد اقتصاد الإقليم على الزراعة والثروة الحيوانية، والتجارة، وله ست محافظات:

    1- بيدوه:

    بيدوه (baydhabo) مدينة صومالية كبيرة، ورابع مدينة في الصومال، وهي عاصمة الإقليم، وأصبحت عاصمة سياسية للحكومة الصومالية الانتقالية ما بين عامي 2005-2008م، وهي مركز تجاري كبير في تلك الأقاليم، ولها فنادق ضخمة، وسوق كبير، ومراكز صحية، ومدارس أساسية وثانوية، ومعاهد دينية، ولها منبع شهير باسم (isha beydhabo)، وأحياء قديمة، ومساجد عريقة، ونظرا لكثرة القرى التي تتبعها فإن بيدوه يعتمد اقتصادها على الزراعة والثروة الحيوانية، وكانت المدينة واحدة من المدن الصومالية الجنوبية التي لم تشهد الاستقرار في كثير من الأحيان بسبب تنافس الجبهات والحركات الإسلامية والقوى الأجنبية على الاستيلاء عليها.

    2- دينسور:

    دينسور (diinsoor) بلدة مشهورة في شرق الإقليم، وثاني بلدة في الإقليم بعد بيدوه، ويعتمد اقتصادها على الزراعة والثروة الحيوانية، وفيها مزكر تجاري، وتربط بين أقاليم شبيلي بأقاليم جوبا.

    3- بورهبكا:

    بورهبكا (buurhakaba) بلدة مشهورة، يعتمد اقتصادها على الزراعة، وهي قريبة من إقليم شبيلي السفلى، ولها تل كبير استمد منه اسم البلدة, يتبعها قرى كثيرة.

    4- قنسحطيري:

    قنسحطيري (qansaxdheere) بلدة تقع في جنوب الإقليم.

    الخامس عشر: إقليم غذو (gobolka gedo):
    ثم ندخل إقليم غذو، ويقع في أقصى الجنوب الغربي من الصومال، وهو الإقليم الثاني الذي له حدود مع دولتين بعد إقليم أودل، والدولتان هما إثيوبيا وكينيا، ويعتمد اقتصاد الإقليم على الثروة الحيوانية والزراعة والتجارة، ويمر به نهر جوبا أكبر نهر في الصومال من حيث المساحة، وله ست محافظات:

    1 – غربهاري:

    غربهاري (garbahaarey) بلدة تقع في وسط الإقليم، وهي عاصمة الإقليم، وتقع في وسط الإقليم في أرض صحراء، وبها مدرسة ثانوية وبعض الخدمات البسيطة.

    2- لوق:

    لوق (luuq) بلدة تقع على ضفاف نهر جوبا، ويتلوى بها كما يتلوى نهر شبيلي بمدينة بلدوين، وهي بلدة تاريخية قديمة كانت قاعدة لسلطنة غسارغذي في القرن التاسع عشر، وهي منطقة تجارية استراتيجية، حيث تربط بين الطريق إلى إثيوبيا وإلى كينيا.

    3- بارطيري:

    بارطيري (baardheere) بلدة قديمة مشهورة، تقع على ضفة نهر جوبا، وهي بلدة العلم والفقه الشافعي، وكان الطلاب يجدُّون في السير إليها، واستمد اسمها من أشجار البار التي تنتشر على ضفاف نهري جوبا وشبيلي، ويعتمد اقتصدها على الزراعة كثيرا، وعلى الثروة الحيوانية، وفيها المدارس الأساسية والثانوية، وفيها مركز تجاري.

    4- بلدة حواء:

    بلدة حواء (beledxaawo) بلدة حدودية تقع في الطرف الجنوب الغربي من الصومال، وتحاذي بلدة منديرا الكينية، بل تلتصق جدارن بيوتها على بيوت منديرا، وهي مدينة تجارية مهمة وممر كبير لناقلات البضائع إلى مناطق شمال شرقي كينيا، حيث تربط بين الصومال وكينيا، وشهدت صراعات عديدة.

    5- عيل واق:

    عيل واق (ceelwaaq) بلدة تقع على الحدود مع كينيا، وهي مقسمة بين الصومال وكينيا.

    6- دولو:

    دولو (doolow) بلدة حدودية يفصل نهر جوبا بين جانبي الصومال وإثيوبيا، ويمر بها أيضا نهر داو الذي يفصل بين كينيا وإثيوبيا والصومال، وهي بلدة مقسمة بين إثيوبيا والصومال، ومركز تجاري هام.

    السادس عشر: إقليم جوبا الوسطى (gobolka jubada dhexe):
    ثم ندخل إقليم جوبا الوسطى ويقع في جنوب الصومال، وهو من أصغر الأقاليم الصومالية مساحة، ويعتمد اقتصاده على الزراعة والثروة الحيوانية وله أربع محافظات:

    1 – بؤالي:

    بؤالي (bu,aale) بلدة تقع في وسط الإقليم، وهي عاصمة الإقليم، ويمر بها نهر جوبا، ولها خدمات اجتماعية مثل الاتصالات والفنادق، وهي مقر لمنظمات دولية ومحلية.

    2- جلب:

    جلب (jilib) بلدة تقع بالقرب من الساحل ويمر بها نهر جوبا، ويتبعها قرى زراعية كثيرة، وبالتالي يعتمد اقتصادها على المحاصيل الزراعية، وهي من أكثر بلدات الإقليم كثافة بالسكان.

    3- ساكو:

    ساكو (saakow) بلدة صغيرة استراتيجية تربط بين إقليمي غذو وجوبا الوسطى.

    4- دجوما:

    دجوما (dajuuma) بلدة زراعية، وكانت من أشهر البلدات الجنوبية التي احتضت العدد الأكبر من النازحين من مجاعة عام 1974م في الأقاليم الوسطى والشرقية من الصومال.

    السابع عشر: إقليم جوبا السفلى (gobolka jubada hoose):
    ثم ندخل إقليم جوبا السفلى، ويقع في أقصى جنوب الصومال، ويعتمد اقتصاد الإقليم على الزراعة والثروة الحيوانية والتجارة وميناء كيسمايو، وله أربع محافظات:

    1 – كيسمايو:

    كيسمايو (kismaayo) مدينة ساحلية، وثالث مدينة في الصومال بعد مقديشو وهرغيسا، وهي عاصمة الإقليم، وتبعد عن مقديشو 528كلم جنوبا، ويصب نهر جوبا في المحيط الهندي في قرية تبعد عن كيسمايو بـ15كلم شمالا، ويعتمد اقتصادها على التجارة وبها الميناء الرئيسي في جنوب الصومال، ومطار كبير، وجامعة كيسمايو، وأسواق وفنادق ومراكز كبيرة، وقد مرت المدينة صراعات دموية عديدة، بدءا بسقوط حكومة حكومة الرئيس محمد سياد بري عام 1991م، وتنافس على الاستيلاء عليها جبهات وحركات إسلامية عديدة، وحتى الآن بعد استيلاء القوات الكينية وحلفائها الصوماليين عليها لا زالت كيسمايو عنيدة على تشكيل إدارة توافقية بين القوى المتنافسة هناك.

    2- جمامه:

    جمامه (jamaame) بلدة تقع على نهر جوبا، وهي أرض زراعية خصبة، وبها غابات تصلح للرعي.

    3- أفمذو:

    أفمذو (afmadow) بلدة تقع في الطرف الجنوبي القريب إلى الحدود مع كينيا، وبها الطريق إلى بلدة طوبلي الحدودية، وهي بلدة تجارية مهمة.

    4- بطاطي:

    بطاطي (badhaadhe) بلدة تقع في أقصى الجنوب الصومالي القريب من الحدود مع كينيا، وفي المحافظة قرية رأس كمبوني المعروفة، وهي قرية ساحلية تقع في الحدود، ويتبعها جزر.

    الثامن عشر: إقليم بنادر (gobolka banaadir):
    وننهي ذكر الأقاليم بإقليم بنادر الذي يشمل العاصمة الصومالية مقديشو، وهو أصغر الأقاليم مساحة إذ أنه يشمل على مدينة مقديشو وضواحيها، ومدينة مقديشو مدينة قديمة تاريخية ذكرها مؤرخو العرب في كتبهم قبل ألف عام، وزارها الرحالة ابن بطوطة قبل ثمانية قرون، وقد شهدت المدينة سلطنات إسلامية مختلفة، ومرت بمراحل عديدة وهي مفصلة في كتب التاريخ مثل كتاب (بغية الآمال في تاريخ الصومال) للشريف عيدروس، وهي عاصمة جمهورية الصومال، وأكبر مدينة يسكنها الصوماليون، وأكبر مركز تجاري وتعليمي في الصومال، وكانت المدينة تقتصر على الساحل، حتى امتدت إلى التلال الشمالية وتوسعت، وهي الآن تتكون من ستة عشر محافظة وهي: حمر ويني (xamarweyne)، حمر ججب (xamarjajab)، عبد العزيز (cabdicasiis)، شبس (shibis)، شنغاني (shangaani)، بونطيري (boondheere)، ياقشيد (yaaqshiid)، وابري (waabari)، كاران (kaaraan) هيليوا (heliwaa)، هدن (hodan)، هولوذاغ (hoolwadaag)، ورتا نبدا (warta-nabada) المعروفة سابقا بورطيغلي (wardhiigley)، وذجر (wadajir)، طركينلي (dharkeeynley)، دينيلي (dayniile)، ثم أضيفت محافظة حكذا (kaxda).

    إلى هنا تنتهي حلقات (القبائل الصومالية) في 16- حلقة، ثم ننشر الفهرس العام للقبائل والمدن، ثم الحلقة الختامية وفيها نقاش حاد لبعض الانتقادات السابقة أثناء نشر الحلقات، ثم نبدأ بالاستدراكات والتصحيحات بإذن الله.

  16. #16

    افتراضي

    الفهرس العام للقبائل والمدن الصومالية

    أولا: القبائل والعشائر الصومالية:
    – أبسمي (بن كومذي)
    – أبغال (بن عثمان بن مدلود)
    – أجيدين (بن مدلود)
    – أجوران (بن بالعد)
    – إسحاق (قبيلة كبيرة معروفة)
    – أسرتين (بن غرغاتي بن هويه)
    – أشراف (قبائل تنتسب إلى أهل البيت)
    – أكشي (بن مذحويني بن در)
    – أورتبلي (بن دارود)
    – أوغادين (بن أبسمي)
    – إلاواي (بن عثمان بن مدلود)
    – أيلاي (بن مرفلي رحنوين)
    – الباجون (قبيلة عربية)
    – بالعد (بن أبسمي)
    – باذيعدي (انظر: مولكالي)
    – بغدي (بن دغل)
    – بقل هري (بن مرفلي رحنوين)
    – بيمال (بن حنفتري بن در)
    – تنذي (بن دارود) هو ليلكسي.
    – توني (بن دغل)
    – ججيلي (بن جبذي بن غغنطبي)
    – جدواق (بن أبسمي)
    – جرّون (بن مرفلي رحنوين)
    – جرير ويني (قبائل معروفة)
    – جلبلي (بن مرفلي رحنوين)
    – جيدو (بن دغل)
    – الحاتمية (قبيلة عربية)
    – حرين (بن مرفلي رحنوين)
    – حسكل (بن هويه)
    – حسن (رير أو حسن)
    – حوادلي (بن ميلي بن سمالي)
    – دارود (قبيلة كبيرة معروفة)
    – دامي (بن غرغاتي بن هويه)
    – دبروبي (بن در)
    – دبري (بن دغل)
    – ددبلي (بن هراب)
    – در (بن إرر بن سمالي)
    – درندولي (بن مدلود)
    – دشيشي (بن هرتي)
    – دغل ومرفلي (قبيلتان كبيرتان معروفتان)
    – دغودي (بن سرنسور بن غرطيري)
    – دلعوس تري (بن جدلي بن غغنطبي)
    – رارني (بن هويه)
    – سذي (بن دارود)
    – سرنسور (بن غرطيري بن سمالي)
    – سري (بن مهي بن در)
    – سلعس (بن غرغاتي بن هويه)
    – سمرون ( هو غدبورسي بن مدلوك)
    – شاشي (قبيلة عربية)
    – شنتاعليمو (دغل)
    – شيخال (قبائل معروفة)
    – طلبهنتي (بن هرتي)
    – عرب محمود صالح (قبيلة عربية)
    – عيسى ( بن مذوبي بن در)
    – عيسى ( بن دارود)
    – عيسى ( بن سرنسور)
    – غادسن (بن بيمال)
    – غالجعل (بن سرنسور بن غرطيري)
    – غباوين (بن رحنوين)
    – غدبورسي (انظر: سمرون)
    – غرغاتي (بن هويه)
    – غروالي (بن مرفلي رحنوين)
    – غري (بن غرطيري) وهو بن دغل.
    – غرغري (بن مذحويني بن در)
    – غسارغذي (بن مرفلي رحنوين)
    – غغنطبي (بن هويه)
    – غلدي (بن دغل)
    – غلميس (بن كومذي)
    – غمبيلي (بن هويه)
    – غندرشي (قبيلة بنادرية)
    – غيلدلي (بن مرفلي رحنوين)
    – فعيو (بن سذي بن دارود)
    – قبيس (بن سري بن مهي بن در)
    – كبللح (بن دارود)
    – كرنلي (بن هويه)
    – كومذي (بن كبللح)
    – كونبي (بن كبللح)
    – لواي (بن مرفلي رحنوين)
    – ليلكسي (انظر: تنذي)
    – ليسان (بن مرفلي رحنوين)
    – ماني (بن غرغاتي بن هويه)
    – مجيرتين (بن هرتي)
    – مدلوك (بن در)
    – مدلود (بن هراب)
    – مذحويني (بن در)
    – مذركعس (بن هراب) هو هبرغذر.
    – مرتيلي (بن هراب) هو شيخال لوبغي
    – مرسذي (بن واظيري بن كرنلي)
    – مسري (بن سرنسور بن غرطيري)
    – مرولي (بن جدلي بن غغنطبي)
    – مريحان (بن سذي بن دارود)
    – معلم ويني (بن مرفلي رحنوين)
    – مهي (بن در)
    – موبلين (بن عثمان بن مدلود)
    – مولكالي (بن جبذي غغنطبي) هو المعروف بباذيعدي
    – ميدغان (قبائل معروفة)
    – وانجيل (بن مرفلي رحنوين)
    – وذلان (بن غرغاتي بن هويه)
    – ورسنغلي (بن هرتي)
    – وعويتين (بن مدلود)
    – ويتين (بن أبسمي)
    – هراب (بن دامي بن غورغاتي)
    – هبير (مرفلي رحنوين)
    – هرتي (بن كونبي بن كبللح بن دارود)
    – هظمي (بن مرفلي رحنوين)
    – هلدي (بن مرفلي رحنوين)
    – هويه (بن إرر بن سمالي)
    – ينتار (بن مرفلي رحنوين)
    – يوسف بن دارود (هو أورتبلي).

    ثانيا: الأقاليم والمدن الصومالية:
    – آدن يبال (بلدة – شبيلي الوسطى)
    – إسكشبن (بلدة – شرق)
    – أفجوي (بلدة – شبيلي السفلى)
    – أفمذو (بلدة – جوبا السفلى)
    – أودل (إقليم)
    – أودويني (بلدة – توغطير)
    – أوطيغلي (بلدة – شبيلي السفلى)
    – أيل (بلدة – نوغال)
    – بارطيري (بلدة – غذو)
    – باي ( إقليم)
    – بؤالي (بلدة – جوبا الوسطى)
    – براوه (بلدة – شبيلي السفلى)
    – بربرة (مدينة – الشمال الغربي)
    – بكي (بلدة – أودل)
    – برتينلي (بلدة – نوغال)
    – برعو (مدينة – توغطير)
    – برن (بلدة – سناغ)
    – بطاطي (بلدة – جوبا السفلى)
    – بكول (إقليم)
    – بلد حواء (بلدة – غذو)
    – بلدوين (مدينة – هيران)
    – بلعد (بلدة – شبيلي الوسطى)
    – بنادر (إقليم)
    – بندربيلا (بلدة – شرق)
    – بورما (مدينة – أودل)
    – بورهكبا (بلدة – باي)
    – بوصاصو (مدينة – شرق)
    – بولوبرتي (بلدة – هيران)
    – بوهودلي (بلدة – توغطير)
    – تليح (بلدة – سول)
    – توغطير (إقليم)
    – تييغلو (بلدة – بكول)
    – جريبن (بلدة – مدق)
    – جللقسي (بلدة – هيران)
    – جلب (بلدة – جوبا الوسطى)
    – جمامه (بلدة – جوبا السفلى)
    – جوبا السفلى والعليا (إقليمان)
    – جوهر (بلدة – شبيلي الوسطى)
    – حدر (مدينة – بكول)
    – حدن (بلدة – سول)
    – حررطيري (بلدة – مدق)
    – دجوما (بلدة – جوبا الوسطى)
    – دولو (بلدة – غذو)
    – دينسور (بلدة – باي)
    – ربطوري (بلدة – بكول)
    – زيلع (بلدة – أودل)
    – ساكو (بلدة – جوبا الوسطى)
    – سبلالي (بلدة – شبيلي السفلى)
    – سناغ (إقليم)
    – سول (إقليم)
    – شيخ (بلدة – شمال الغرب)
    – طوسمريب (بلدة – غلغدود)
    – عابدواق (بلدة – غلغدود)
    – عذاذو (بلدة – غلغدود)
    – عذلي (بلدة – شبيلي الوسطى)
    – علولا (بلدة – شرق)
    – عيرغابو (بلدة – سناغ)
    – عينبو (بلدة – توغطير)
    – عيل بور (بلدة – غلغدود)
    – عيل بردي (بلدة – بكول)
    – عيل طير (بلدة – غلغدود)
    – عيل واق (بلدة – غذو)
    – غالكعيو (مدينة – مدق)
    – غبيلي (بلدة – شمال غرب)
    – غذو (إقليم)
    – غربهاري (بلدة – غذو)
    – غروي (مدينة – نوغال)
    – غلغدود (إقليم)
    – غلدغب (بلدة – مدق)
    – قرطو (بلدة – شرق)
    – قريولي (بلدة – شبيلي السفلى)
    – قندلا (بلدة – شرق)
    – قنسحطيري (بلدة – باي)
    – كنتواري (بلدة – شبيلي السفلى)
    – كيسمايو (مدينة – جوبا السفلى)
    – لاسعانود (مدينة – سول)
    – لاسقري (بلدة – سناغ)
    – لوق (بلدة – غذو)
    – لوغهيا (بلدة – أودل)
    – مدق (إقليم)
    – مركا (مدينة – شبيلي السفلى)
    – مقديشو (عاصمة الصومال– بنادر)
    – مهداي (بلدة – شبيلي الوسطى)
    – نوغال (إقليم)
    – واجد (بلدة – بكول)
    – ورشيخ (بلدة – شبيلي الوسطى)
    – ونلوين (بلدة – شبيلي السفلى)
    – هرغيسا (مدينة – شمال غرب)
    – هوبيو (بلدة – مدق)
    – هيران (إقليم)

  17. #17

    افتراضي

    اللؤلؤة في ختام سلسلة القبائل الصومالية

    أحمد الله عز وجل الذي وفقني لإتمام هذا المشروع الكبير الذي بدأ في منتصف شهر نوفمبر 2012م وانتهى في 20 من شهر فبراير 2013م، أشكره على نعمائه وفضله وإلهامه وتسخيره، فله الثناء والإجلال، ثم أشكر لكل من تعاون معي حول إنجاز هذا المشروع وعلى رأسهم شبكة الشاهد وأساتذتنا وزملائنا وإخواننا الذين أفادونا.

    إن موضوع دراسة القبائل لهو موضوع هام وشريف، وليس بموضوع رديء وذليل كما يبدو في الوهلة الأولى لمن ليس أفقه واسعا، فالشخص إذا سلم من الأمراض النفسية والعقدة القبلية والتعصب فلا يرى أيّ حرج ولا مضض في دراسة القبائل الصومالية فخذًا فخذًا وبطنا بطنا، فأيُّ شرف أكبر من أن ندرس قبائل المجتمع الصومالي وتاريخه، وأيّ عزة أعزُّ من أن نمحص تاريخ الشعب الصومالي ونسجله في مؤلَّف خالد؟!، فلا محلَّ لأن نعترض دراستنا هذه بأي حال من الأحوال،!! ولا مناص من أن نتطرق إلى هذا الموضوع بالتفصيل، فالأنساب وحفظ التسلسل القبلي يكاد أن يندرس، والأجيال القادمة تكاد أن تلومنا بضياع التاريخ الصومالي وأنساب أهله، فالشخص القارئ اليوم قد يراه أمرا عاديا بل – في بعض الأحيان – ليس مجديا،!! ولكن أحفاده بعد عقود وقرون قد يرونه طبقا من ذهب،!! لأنه تاريخ يجب حفظه.

    قال الشريف عيدروس بن الشريف النضيري العلوي الأشرافي في كتابه الماتع (بغية الآمال في تاريخ الصومال) (ص 235):

    “اعلموا أن علم الأنساب هو العلم الذي يبحث عن تناسل القبائل والبطون من الشعوب، وتسلسل الأبناء من الآباء والجدود، وتفرع الغصون من الأصول في الشجرة البشرية بحيث يعرف الخلف عن أي سلف انحدر، والفرع من أيّ أصل صدر، وفي هذا العلم من الفوائد النظرية والعملية بل من الضروريات الشرعية والاجتماعية والأدبية والمادية ما لا يحصى“ إهـ.

    وقد قسمنا الدراسة إلى ثلاث محاور رئيسية، الأول: (الأصل العرقي والموطن الأصلي لأهل الصومال وكلمة الصومال)، الثاني: (تقسيم القبائل الصومالية وذكر عشائرها وأفخاذها)، الثالث: (دراسة اللهجات والتقاليد والعادات، والمحافظات والمدن)، وقد بذلنا الجهد في ترتيبها وتحريرها حسب الطاقة، ونقلنا من بطون الكتب والبحوث واعتمدنا على الروايات الشفهية، على حد طاقتنا وجهدنا البشري، وفتحنا النقاش مع القراء واستفدنا من بعضهم، وأعلنَّا أننا لن نغلق الأبواب أمام الملاحظات، فها نحن أنخنا مطايانا في نهاية الرحلة.

    علم الأنساب..وسهام النقد:
    إن علم الأنساب ودراسة القبائل الصومالية وتاريخ الشعب الصومالي لم يدوَّن بشكل رسمي، وعلى كل مواطن صومالي أن يساهم في سد هذا الفراغ، وهذا الضياع الكبير، وأن يخدم شعبه، إلا أننا إذا أصغينا إلى هؤلاء المتشائمين والمثبطين وأشباههم وأشياعهم وأمثالهم فإننا نعود إلى الوراء مائة سنة، ولن نخرج من دائرة الحيرة والتخلف والقيل وقال لمائة عام.

    فيا أيها الناقد إن هذه الدراسة ليست لك لوحدك، بل للأجيال القادمة على مرِّ العصور والأزمان، فبدلا من أن تساهم في كيفية إخراجه على وجه أحسن وكيفية بنائه بوجه أفضل؛ لماذا تنادي بإغلاق هذا الباب وهجره وإبطاله؟!!.

    لقد كانت دراسة القبائل الصومالية في ظاهرها – عند كثير من إخواننا القراء – أمرا في غاية الصعوبة والأخطار، بل إن كثيرا من أصحاب هذا الرأي حكموا عليه قبل أن يسوِّد مداد القلم الورقة، ففي الحلقة التمهيدية الأولى قال أحد المعلقين: “هذا موضوع سيثير حساسية كبيرة، ولا أرى أنه مناسب بل سيزيد الطينة بلة إذ أن مشكلة الصومال أصلها العرق القبلي والسكان، ولا أعرف ما الذي دفع الكاتب إلى أن يتطرق إلى هذا الموضوع وفى هذا الوقت بالذات” إهـ ، وقال آخر: “رغم أن كثيرين استبشروا إلا أن التطرق إلى مثل هذا الموضوع وفي هذا الوقت بالذات سيكون وبالا على الأمة، والدليل هو الموضوع نفسه والتوقيت وشكرا” إهـ.

    أسلاك شائكة، وجدار حديدي:!!
    وكانت الدراسة عند البعض أسلاكا شائكة لا يمكن تجاوزها، وجدارا حديديا لا يمكن الظهور عليها أو النقب في وسطها، فوضعوا لها الشروط، فقال أحدهم: “أستاذ أنور، مع احترامي لك ولجهودك.. هذا ليس بحثا علميا ولا دراسة علمية...”إلخ في تعليق طويل، فطلبت منه أن يصحح معلومة تاريخية أو يسدد خطأ في الموضوع، أما التوصية في شكل البحث العلمي فهو أمر آخر لا نتطرق إليه الآن، فعلق باسم أنثويّ آخر فقال: “أخي أنور حقيقة أنا أستغرب كتابتك من حيث سطحيتها.. [ثم] تصدِّع رؤوسنا بزعم البحث، وكتابة هذه الورقة لا تتجاوز كلام سطحيا بسيطا، وكباحث في الدكتوراه يجب أن تربأ نفسك من كتابات من هذا القبيل، وتجتهد في البحث والتنقيب ولا سيما أنك تقحم نفسك في أمور حساسة لا يجيد في بحثها إلا بارعون وباحثون أكفاء يمحصون ويقارنون ثم يرجحون” إهـ

    أقول: ما هي هذه السطحية، وما هو العمق وآلة المعول، فسمّ لنا المواضيع والفقرات التي تحتاج إلى الحفر بشكل أعمق، ولتستدرك بنا المصادر والمعلومات،!! أم أن سطره الأخير – عند التأمل – يفيد لنا بأن التطرق في الموضوع محتكر فقط “للبارعين والأكفاء”،؟!! أخي لقد انتهى عصر الاحتكار.!!

    كتاب الخرعبلات والأساطير !!
    بيد أن أحد زملائنا الكبار تحمَّس – جدًّا – لكلامه، ظنا منه أنه ناصح أمين، وأوهجت (!) في نفسه أن يستدرك على الكتاب المستدعى الضعيف، من غير أن يغفل عرض نظريته في دراسة القبائل وإبراز رأيه في الموضوع، فقال:” اعتقادي راسخ بأن تاريخ الشعوب لا يكتبه قلم واحد، وأن حبل الكذب قصير، ولا أحد يستطيع أن يزيِّف وعي العقلاء جميعا، ثم أعتقد أن القاعدة الشرعية أن النسب يثبت بالتواتر والشهرة، وأن الناس مؤتمنون على أنسابهم، ولكن هذا بشرط أن يكون متسقا مع منطق العقل ومتوافقا مع الواقع” إهـ.

    جوابي: هل الأنساب الصومالية باطلة؟!!، وهل إذا – أنا – درستُ قبيلة فلان باسمها الحقيقي الساكنة في منطقة فلان بطونها وأفخاذها وعشائرها، هل أكون خُرافيا كذَّابا؟!!، نعم: إذا اختلقتُ الكذب بما لا وجود له فصفني بالكذب،!! كنت أرجو منكم التوخي والدقة في النقد وعدم الركض وراء الخواطر والعواطف والاستبداد بالرأي حتى يصبح النقد مرتكزا على معلومة معينة ويتم الاستفادة منه.!!

    قال: “فأيّ باحث يحتكم إلى المنطق ويحترم عقله ويقيه من أن تتسرب إليه الخزعبلات؛ ينأى بنفسه أن يؤمن بهذه الترَّهات ولو كان القائل [أباه] وجدَّه وأحب الناس إليه”إهـ.

    جوابي: بالفعل أحترم عقلك ورأيك بكل تقدير، ولكن أليس من حقك أن تحترم عقول الآخرين وآراءهم ونظرياتهم؟!!، لقد أقحمت نفسك في الموضوع، ولم تكتف بمجرد رأي فقط، بل أصدرت حكمك بوصفك الكتاب وما فيه بالإفك المبين، والأساطير والكذب المشين.!!

    قال: “فإذا كان قصدك أن تكتب وتوفر للباحثين العرب ومن يقرأ بالعربية كتابا سهلا يرجعون فيه إلى الأنساب كما هو معروف بدون عناء حسبما هو مثبت في كتاب (بغية الآمال) للشريف عيدروس، هكذا بدون أن تستهتدي بنظرية أو قاعدة علمية صحيحة فاعلم أنك تشارك في ترسيخ الخزعبلات والأكاذيب الملفقة عمدا وبأغراض سياسية، وهذا ليس من دأب الباحثين ولا العلماء، بل يُقبل هذا من شخص يقصد فقط نفعا ماديّا أو يرغب إدراجه في قائمة المؤلفين فحسب” إهـ.

    جوابي: ما هو الكتاب (الصعب = المقعَّد) الذي يصنَّف على الكدر والعناء والمشقة، وما هي القاعدة العلمية؟!!، أرجو أن تعرضه علينا حتى نستفيد منه، أمَّا القبول والرفض فليس هذا من حقك، لأنك قارئ ويتحكَّم عليك ذوقك الشخصي، هذا إذا لم تكن ديكتاتوريا، لكن إذا تريد أن تحمِّلنا برأيك فلا وألف لا.

    أما إذا أنا أقصد من الكتاب نفعا ماديًّا وربحا تجاريًّا، فهذا أمر خصوصيٌّ آخر، فبإمكاني أن أطالب جامعتكم الذي تُدرِّسون [تدريسا] فيه بإلغاء نظام الرسومات، وأن تجعل الدراسة مجانية،!! لا تتسرعَّ أخي أن تدخل في الخصوصيات.!!

    قال: ” والذين أدلوا بدلوهم في الموضوع من الباحثين مثل الدكاترة : عبد الله عمر منصور، وعلي عبد الرحمن، ومحمد مختار، ومحمد عبدي غاندي (يحمل دكتوراة في التاريخ)، ومحمد دودشي..وغيرهم الكثير والأجانب منهم ممن وردت أسماؤهم في الكتب [فهم] سلكوا مسلكا آخر، تعرفه ويعرف من له إلمام بالموضوع” إهـ.

    جوابي: أن من أشرت إليهم من الدكاترة والباحثين فإنما تكلموا عن أصل (كلمة الصومال) والأصل العرقي والأصل اللغوي، والتقاليد، وأشاروا إلى القبائل الكبيرة ومناطق سكنها بشكل عام، ولا أظن أنني أهملت ذلك في بداية دراستنا هذه، أم أنني أنتهي عند هذا الحد، وأخرج عن تشجيعك وحمايتك كما قلتَ: ” كنت أشجعتك سابقا على المضي قدما دون أن تبالي بالانتقادات لأنني لم أتصور أنك تنخرط في هذه السرديات عن القبائل وأصولها” إهـ.

    يا أخي إن وجود شيء في الكرة الأرضية وشرح تفصيلاته ليس خزعبلات، إنما الخزعبلات وتلفيق الكذب والأساطير أن أشرح بما لا وجود له في الواقع بتاتا، فمن الذي يمنع من أن أشرح قبائل الولايات المتحدة الأمريكية (الخليطة) أعراقها بطونها أفخاذها، وأن أعدد مناطقهم وقراهم وتقاليدهم، أمَّا إذا أنت تقصد أن يكون (البحث) (!) أو الكتاب عن الأصل الحقيقي لأنسابهم كما خلقها الله؛ فإنني لم أبحث – في البداية – عن المستحيل.!!.

    الاعتراف بالتقصير:
    كنت أكتب المسودَّة وأنا معترف بالتقصير من نواحي عدَّة، وكنت أعلم أن الموضوع شائك، ويحتاج إلى مزيد من الصبر والاستفادة والبحث عن المعلومة، ولم يخطر في بالي أنني وحيد الدهر، أو أنني منفرد بالمعلومة، رغم أنني أعتقد أن ما احتوت عليه هذه السلسلة من المواضيع التي جمعتُها لم يشتمل عليه كتاب آخر، فأرجو أن أكون فاتح خير، وبادئ مشروع يحتاج إلى تطوير وتكميل، وإلى تنقيح وتبسيط، فالعلوم لا تؤلف وهي كاملة، بل تمر بمراحل مختلفة من الطور والإنشاء والتطور، ثم الازدهار.

    وتميَّز المشروع بعدد من النقاط التالية:

    1- الاختصار، فليس هو مبسطا حتى يمل القارئ ويهجره.

    2- الحياد، بحيث تفادى عمَّا يثير أية حساسية، مع أن الموضوع نفسه كان حساسا، وكان من الصعب التفادي عن التورط في إثارتها، إلا نقاطا عادية أصرّ البعض على جعلها جريمة، وهي التصنيف والترتيب، وسنتحدث عنها في التصحيحات.

    3- الخلوّ من الحكايات المشهورة عن القبائل، لأن الكتاب تاريخ، ولا نقبل أن يدخل في التاريخ كل ما سيثير الحقد والبغضاء.

    4- الموضوعية، فلم نَبن نظريَّاتنا على العاطفة والخواطر والتعصُّب، بل على المقارنة والترجيح، وبالفعل أخذنا نظريات لم يستسغها بعض الإخوة عندما خالفَت نظرياتهم، فبعضهم سكت على غضض، وبعضهم تحامل، والأحسن منهم رحب وصوَّب.

    5- التطرق إلى مواضيع لها صلة بالقبائل مثل التقاليد واللهجات والأقاليم والمدن الصومالية كي تعم به الفائدة.

    6- أما المصادر التي أثار البعض بأن الكتاب خال عنها، فأقول: ما كان من المصادر المنقولة؛ فقد أشرت إليها بالصلب لا بالهامش، وما كان من نقل شفهي فلم أشر إليه، لأنني – في تقسيم القبائل والبطون والأفخاذ – بنيت على كتاب (بغية الآمال) مع المقابلات الشفهية من أناس متعددين، فأصبح الفرق كبيرا بين الأصل وهو بغية الآمال، وبين ما كتبته شفهيا عن التقسيم من ضبط أسماء القبائل وذكر البطون والأفخاذ وأماكن السكن ومشاهير القبيلة.

    التصحيحات والاستدراكات:
    وبعد أن انتهينا من كتابة المسودَّات تم عرضها على المؤرخين والباحثين، فصححوا وصوَّبوا وسدَّدوا واستدركوا، كلٌّ على حسب طاقته واجتهاده، واستفدنا منهم كثيرا، جزاهم الله كل خير، ونضمُّ إليهم كل ما سبق عن الإخوة من تنبيه قويم، وتصويب سديد، وقد اتصل الناس بي عبر الإيميل والفيس بوك والهاتف من أرجاء العالم المعمور لتصحيح بعض ما رأوه أن فيه تقصيرا في عشائرهم، فرحبتُ بهم وأخذت توجيهاتهم، كل هذا نجعله في حلقات مقبلة تُنشر تباعا، والله وليُّ التوفيق.

    الشكر والعرفان:
    أشكر لكل من ساهم في نشر هذه السلسلة وعلى رأسهم شبكة الشاهد، التي أتاحت لي فرصة عرض السلسلة وما جرى فيها من نقاشات وردود، وإظهارها لجماهيرها القراء في جميع أنحاء العالم، وكل الأساتذة والزملاء الذين صححوا حرفا من حروفه.

    إهداء:
    أُهدي هذه السلسلة بحلقاتها الكاملة إلى روح أُمِّي فاطمة محمد حسن التي كافحت من أجلنا، وباعت الغالي والرخيص لمعيشتنا وتعليمنا، ولَقِيت في ذلك صُعوبات جمَّة، وتحدِّيات كبيرة،!! الله- وحده – أعلم بها،!! إلى أن أوصلت السفينة إلى مُرساها،!! ورأت – بعينها – الثمرة وحسن عقباها،!! ثم ارتحلت عن هذه الحياة التافهة الفانية: ماءَها ومَرعَاها،!! فنسأل الله تعالى أن يتغمَّدها برحمته وإحسانه وفضله وأن يُكْرِمَ منتهاها.

    وإلى أبي أحمد ميو، وأشقَّائي وإخواني وأعمامي وأصهاري وأصحابي وأحبابي وزملائي في الكتابة والقلم والفكرة والاستقلالية أينما كانوا، وأتمنَّى لهم العيش الكريم والنجاح الباهر، والفوز في الأُولى والآخرة.

    الختام مسك إن شاء الله:
    اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي والدينا وعذاب الآخرة، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، وزدنا ولا تنقصنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، اللهم اختم لنا بخير واجعل عواقب أمورنا إلى خير، اللهم ما قَصُر عنه رأْيُنا ولم يبلغ به حبر قلمنا من أمور شعبنا فإنا نسألك أن تسدده يا رب العالمين، اللهم اجعل بلادنا الصومال سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأجر الأمن والأمان والاستقرار في رُبوعنا، اللهم وفِّق علمائنا لبيان الحق والدعوة إليه، ووفِّق مثقَّفينا لتنمية مجتمعهم يا ذا الجلال والإكرام، اللهم أرشد كل من يحمل السلاح في بلادنا إلى ما فيه الخير وصلاح البلاد والعباد، اللهم ألِّف بين قلوب الفصائل والحركات والتكتُّلات، اللهم وحِّد شملنا، واجعلنا متحابِّين، على الخير متعاونين، وأبْعِدنا عن التفرُّق والتحزُّب والتكتُّل والانفصال والتجزُّؤ والتقسيم يا ذا الجلال والإكرام.

    وأستودعكم الله وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلوات الله وسلامه على أفضل النبيين، وسيِّد المرسلين، وقائد الغرِّ المحجَّلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

    تنويه مهم:
    الحلقات التي تم نشرها في هذه الشبكة ليست النسخة النهائية، وإنما المعتمد هو الكتاب الذي سيصدر لاحقا إن شاء الله، وبالتالي لا يجوز لأي باحث وكاتب أن يقتبس من هذه السلسلة على الإنترنت إلا بذكر المصدر الأصلي، وهو شبكة الشاهد، والرابط، واسم كاتب المقال، ولا يجوز نشر هذه السلسلة في أي موقع إلكتروني آخر إلا بعد إذني.


  18. #18

    افتراضي

    التصحيحات والاستدراكات

    عد الانتهاء من سلسلة القبائل الصومالية في 20 فبراير الماضي، أعطيت زمنا يقترب من الشهرين في إعادة صياغة السلسلة من حيث المعلومات الإضافية والمصادر، وأرسلت المسودَّة إلى عدد من المصححين، والتقيت بعدد من الخبراء في شأن القبائل الصومالية، وعثرت على كتاب الجنرال محمد إبراهيم ليقليقتو المسمي (تاريخ بلاد البونت الكبير) باللغة الصومالية، وكذلك عثرت على كتاب (تاريخ الصومال) (sooyaalka soomalida)، للكاتب عبد القادر أورومو، وإن لم أجد فيه بغيتي، وكذلك كتاب “الثقافة العربية وروَّادها في الصومال” لأستاذنا الكبير د. محمد حسين معلم، فتوفرت لدي معلومات متعددة أستطيع من خلالها إعادة صياغة السلسلة من جديد.

    فلم أقتصر على نفسي تلك الاستدراكات والتصحيحات بل عزمت على عرضها للقراء مرة ثانية كي يستدركوا على تلك المستدركات، والله تعالى هو اعتمادي، وإليه أنيب.

    الموطن الأصلي للصوماليين وأسلافهم:
    تحت هذا العنوان جاء فيه ما نصه ” كانت المملكة الكوشية المعروفة بالمملكة النوبية تزدهر في جنوب مصر وشمال السودان، وكانت منطقة النوبة…إلخ” حتى الصفحة الثانية عند النقل عن حمدي السيد.

    رأينا أن نبدل به ما جاء في كتاب ” الثقافة العربية وروَّدها في الصومال” (ص12-13) نقلا عن كتاب محمد إبراهيم ليقليقتو (تاريخ بلاد البونت الكبير – الصومال) (ص: 15) قال:

    “قبل عشرة آلاف سنة كان يعيش حول جبال القوقاز عناصر حامية نزحت فيما بعد إلى الغرب وهؤلاء كانوا ثلاث عشائر: مصر، وكوش، وبوث (فوت)، ولم يذكر الباحثون سبب هذه الترحال الكبير، ولعل ذلك يكون بسبب دفع أو ضغط أتي من قبل عناصر أخرى جاءت من الشرق الأقصى، لأن التدافع شيء وارد من خلال المجتمعات والكيانات الإنسانية القديمة.
    وهذه العشائر الثلاثة هاجرت إلى شمال إفريقيا وبالتحديد إلى أرض مصر، وفي ذلك الزمن السحيق لم يكن هناك فاصل مائي بين شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وبذلك تمكنوا من العبور بسهولة واستطاعوا الوصول إلى إفريقيا واستراحوا حول ضفاف نهر النيل ومكثوا هناك سنين طويلة أو عدة أجيال متعاقبة.

    وقد تفرعت عشيرة بوث إلى مجموعة عشائر فرعية كان منها الصوماليون وأورما (الغالا) وسدامو، أما عشيرة كوش فقد تفرعت منها مجموعة أخرى من العشائر وهي أمهرة (أغو) والبجة ومساي (كوشتا – نلوتيه).

    واختلطت هذه العناصر الحامية بالسكان الأصليين في المنطقة مثل العنصر الزنجي القديم الذي سبق إلى المنطقة ومن البديهي أن يدفع كل جنس جديد يفد إلى منطقة القرن الإفريقي العناصر الأخرى الموجودة إلى داخل القارة وبذلك صارت المنطقة للصوماليين وحدهم حينما خلصت لهم بعد أن طردوا الأقوام الآخرين.
    وأهل الصومال من أقسام كوشيتك ثم غرب كوشيتك، وكوشيتك أنفسهم ينقسمون إلى العشائر التالية: عشائر عفر وساهو وعشائر أورومو والصوماليين وريندينلي (reendiinle)، وعشيرة بيسو (bayso)“إهـ.

    أقول: عشيرة كوش ليس فيها أمهرة، بل إنها من العناصر السامية، ومن المحتمل أن اسم الكوش غلب على العشائر الأخرى.

    الصوماليون الأوائل قبل ألف عام:
    يغير إلى عنوان: (الصوماليون الأوائل وظهور كلمة الصومال).

    يضاف إلى هنا أن أول من تناول أرض الصومال من العرب والمسلمين هو أبو الحسن المسعودي المتوفي عام 345هـ في كتابه ” مروج الذهب”، فسماها مرة بأرض حافون، ومرة بساحل الزنج، ومرة بخليج البربر، وهو أول من ميَّز بين بربر الصومال وبربر المغرب.[1].

    أما الإدريسي المتوفي 560هـ الموافق 1060م فقد أطلق اسم أرض البربر على بعض مدن الصومال مثل مركا وبراوه، وأطلق عليها في مواضع أخرى على بعض أجزاء الصومال اسم الهاوية.
    أما أول من استخدم (اسم الصومال) فهو البحارة الجغرافي شهاب الدين ابن ماجد المتوفي عام 895هـ الموافق 1490م في كتابه “ثلاثة أزهار في معرفة البحار”، فذكره باسم السومال – بالسين – في أرجوزته قائلا:

    مسير شهر عن سفالة مغربا **** يميل للسمال عن مجربا

    واستخدم هذا الاسم أيضا في كتابه ” الفوائد في أصول علم البحر”، وأورد فيه أغلب المدن الصومالية المطلة على المحيط الهندي.

    وجاء بعده سليمان المهري المتوفي عام 917هـ وأكثر من استخدام اسم السومال – بالسين – في كتابه ” العمدة المهرية في ضبط العلوم البحرية”.

    غير إن أول من أشاع اسم الصومال – بالصاد – هو المؤرخ اليمني عرب فقيه في كتابه “فتوح الحبشة”، واشتهر الاسم من بعده بهذا الشكل.[2]

    ظهور كلمة (الصومال) ومعناها:
    يغير إلى عنوان: (أصل كلمة الصومال ومعناها) وهو عنوان فرعي.

    جاء فيه ما نصه: “وبهذه الدراسة المستفيضة من هؤلاء المؤرخين تتبين أمورا عديدة…“إلخ.
    قال مصحح لغوي: الخطأ نصب (أمورا) فارفع إن جعلت فاعلا، وإلا فأين الفاعل؟.

    عروبة الصوماليين بين الهوية الثقافية والأصل العرقي:
    جاء فيه ما نصه: ” فهؤلاء خمسة وعشرون جَدًّا، ومعدَّل حياة الجدّ الواحد ستون عاما، فلنضرب 60 على 25 = 1500، أي ألف وخمسائة عام، وعليه فإن سمالي عاش قبل الإسلام ولم يدركه، فضعفت بذلك هذه النظرية”.

    قال مصححان: هل هذا صحيح؟!! حبذا لو تأكدت معدَّل حياة الجدّ الواحد، وأعتقد أنّه 30 أو 40 عاما.

    جاء فيه ما نصه: ” قال د. محمد شيخ : ” غير أن هنالك عدداً من الباحثين الصوماليين..”.
    قال مصحح لغوي: الصحيح أن يقال: غير إن هناك.

    جاء فيه ما نصه: ” قال د.محمد شيخ : ” أما قبيلة دارود فإن شجرة النسب المتداولة لديها توصل نسبها إلى عقيل بن أبي طالب، وتعتقد أن جدها الأكبر عبد الرحمن بن إسماعيل الجبرتي…”إلخ.


    نبدلها بعبارة د.محمد حسين معلم في “الثقافة العربية وروادها في الصومال” (ص21):

    ” وأما قبائل دارود الجبرتية فلا تزال تنتسب إلى جذور عربية قرشية بكونها تنحدر من سلالة الشيخ عبد الرحمن بن إسماعيل الجبرتي المكنى بطاروت المتوفي سنة 897هـ وكان يعيش بمدينة زبيد باليمن، في أواخر القرن التاسع الهجري غرب حضرموت بجوار الحبشة (أي الصومال)، وكان في الأحباش قوم من المسلمين وبينهم حروب مع الأحباش فلما اجتمع بهم عبد الرحمن الجبرتي انتصروا على الكفار حيث قتلوهم وأخرجوهم من البلاد وتناسل الشخ هناك” إهـ.

    لأنها أشمل وفيها تاريخ وفاة عبد الرحمن الجبرتي التي نبني عليها مناقشتنا في عروبة الدارود.

    وقد ترجم الإمام الشوكاني في كتابه ” البدر الطالع” لوالد عبد الرحمن فقال: “إسماعيل بن ابراهيم بن عبد الصمد الهاشمى العقيلى الجبرتى ثم الزبيدى الشافعى ولد سنة 722 اثنتين وعشرين وسبعمائة وكان له أحوال ومقامات ولأهل زبيد فيه اعتقاد كبير وكان يلازم قراءة سورة يس ويأمر بها ويزعم أن قراءتها لقضاء كل حاجة..” إهـ وذكر وفاته 806 هـ (البدر الطالع 1/129).

    ثم عثرت على نص انتقاد محمد إبراهيم ليقليقتو لهذه الرواية في كتابه (تاريخ أرض البونت الكبير” (ص18) فقال: ” والحكايات التي تذكر أن عبد الرحمن الجبرتي العقيلي نزل في أرض بين علولا وبارغال، ونزل على ملك در، وتزوج من ابنته دونبرو، وأنجب أبناء الدارود، وتوفي ودفن في دوشي (duushe) في مرتفعات هذافتمو (hadaaftimo)، حكاية ضعيفة، وكذلك حكاية أن الشيخ إسحاق بن أحمد وأربعا وأربعين من مريديه قدموا من حضرموت، وسكنوا ميط، وتزوج وأنجب أولاد إسحاق.

    وقد نقل من كتابات قديمة تؤكد أن الدارود ودر أخوان، وينحدران من أجي بن إرر بن سمالي، وأن ادعاء العروبة لكل من الإسحاق والدارود ليس قويا”إهـ.

    وأكبر دليل يدعم محمد إبراهيم ليقليقتو والشيخ عبد الله عمر نور الأوغاديني هو أن عبد الرحمن الجبرتي توفي 897هـ، وحروب الإمام أحمد غري بدأت سنة 933هـ.

    نضيف إلى أن د.محمد حسين معلم يرحج كون الصوماليين من أصل حامي فيقول: “والحقيقة أنه يترجح لدينا أن الصوماليين حاميو الأصل، وإن كانت قد دخلتهم كثير من الدماء العربية نتيجة الهجرات العربية..” (ص:23).
    ---------------- هوامش -----------------------

    “الثقافة العربية وروادها في الصومال” د.محمد حسين ص 29
    نفس المصدر

    التشكيلة القديمة للقبائل الصومالية:
    يغير إلى عنوان (التكوين الأصلي للقبائل الصومالية).

    نضيف إلى ما ذكره محمد إبراهيم ليقليقتو في كتابه “تاريخ بلاد الونت الكبير” (ص:17) قائلا:
    “ينحدر معظم الصوماليين من شخص كان يسمى هيل بن أبروني (hiil abroone) الذي كان يعيش في الشمال والشمال الشرقي من البلاد، وكان رجلا عنده معرفة ويعلم الناس الفروسية والقتال، وزوجوا له بنتا أصغر منه بكثر، فولدت له (سب)، ثم ولدت له سمالي، أما سب فاتجه نحو الغرب واختلط بالسكان المحليين، وأنجب ولدا يسمى بأمري (amarre)، وأمري أنجب ديسمي (deysame)، وأنجب أيضا دغل (digil)، وأنجب دغل سبعة، وهم: دوبو (duubo)، دوبطيري (duubdheere)، غيدلي (geedle)، دغني (digane)، وعمر وعثمان ومحمد، وأما سمالي فبقي في أرض أبيه وأهله وأنجب تسعة وهم: إرر، مقري (maqarre)، غرطيري، ميلي، كركوري (kurkuure)، غريري، حمري، حريري، يابور” إهـ.

    وهذه الرواية تختلف قليلا عما اشتهر من أبناء دغل التي أوردناها من كتاب الشريف عيدروس، وهي المعتمدة.

    في الأصل: (غرطيري بن سمالي أنجب ثلاثة من الأبناء وهم: غري (garre)، سرنسور (saransoor)، عورملي (cawrmale).

    قال مصحح: هذا خطأ، فأولاده أربعة، وهم: غري، وعورملي، وهون (hoon)، وغرجنتي (garjinte)، والأخير يتفرع إلى مؤمن وعالم وريلي، ومن ريلي متان، ومنه سرنسور، فليس هو من أولاد غرطيري مباشرة.

    الحلف بين القبائل الصومالية:
    نحدث هذ العنوان الفرعي.

    ثم نضيف إلى أن القبائل الصومالية كانت معروفة بالتحالفات في الظروف الاقتصادية والعسكرية والاجتماعية.

    قال محمد إبراهيم ليقليقتو: “في القرن الثالث عشر الميلادي هاجم الصوماليون الساحل الشمال الغربي للمحيط الهندي، ووصلوا إلى قرية مريغ (هي قريبة من مدينة عيل طير) وآبار عيل عدي، وكان أول من عبر نهر شبيلي من جهة الساحل (أي بنادر) من القبائل الصومالية قبيلة جيدو، وانسحب الغالا الأوروميون من ورشيخ حتى مركا، ثم تبعتهم قبيلة أجوران التي احتلت المناطق الريفية من شبيلي، وقد غزت القبائل الصومالية في تلك الأيام باسم التسعات الثلاثة: تسعة جيدو، وتسعة أجوران، وتسعة أبغال” إهـ.

    قال: “ثم تحالفت قبائل باسم (أجي وأجوران) التي مكنت للأجوران بتأسيس سلطنة كبيرة في جنوب الصومال، وتقاسمت قبائل من أجي [منها ماندنلي (maadinle) بن دغالي بن أجي وهي الآن منقرضة] السلطة مع أجوران، وكانت تبني الحصون والقلاع وتحفر الآبار”.

    قال: ” وبعد انتهاء الحروب الدينية في الحبشة في القرن الخامس عشر الميلادي نزحت قبائل متحالفة باسم (سب وسمالي) من هرر إلى جنوب الصومال، ودخلت صراعات مريرة مع جماعات الغالا الأوروميين، وأزاحوها إلى نهر غناني [هو نهر جوبا]، ثم انضم إليهم تحالف أجي وأجوران الذي جاء من ريف شبيلي، وواصل السب والسمال زحفهم حتى وصلوا إلى نهر ويب.
    وفي القرن السابع عشر تحول اسم السب وسمالي إلى رحنوين، وشن الحلف هجوما على حلف أجي وأجوران، الذي كان يسيطر على منطقة باي، وتمكن تحالف السب والسمالي (رحنوين) من بسط السيطرة على باي وبكول وجزء من شبيلي، وارتحل تحالف أجي وأجوران إلى جوبا العليا ونهر غناني، وهؤلاء أيضا أجلوا قبائل ورداي والبوران وبقايا الأورمو إلى داخل كينيا وغرب إثيوبيا”.

    وفي تلك المراحل تشكلت التحالفات الكبيرة بين القبائل الصومالية ، فقال ليقليقتو: ” وفي القرن الثامن عشر انضمت قبائل من دارود ودر نزحت من الغرب إلى تحالف رحنوين التي كانت ترأسها قبيلة أيلاي صاحبة السلطة، إلا أن بعضا من دارود لم يقتنع في المنزلة التي أنزلوه في المجالس والهيكل التنظيمي للحلف فارتحل إلى مناطق تسيطر عليها قومية ورداي والبوران في ضفاف نهر غناني [جوبا] واستولى منهم أراض كثيرة”.إهـ[1]

    ثم نشير إلى تكوين القبائل الأربعة وما يسمى بالقبيلة الخامسة، وننتقدها.

    القبائل المنتسبة إلى در:
    في الأصل: (مذحويني بن در تنتسب إليه قبيلتان هما: أكشي، و غرغري).

    أقول: أبناء مذحويني هم خمسة: الأول: غري (gure) ويقطن في أرض نغيلي بإثيوبيا، الثاني: غرغري وأشرنا إليه، الثالث: أكشي، وأشرنا إليه، الرابع: هوردري (horedare)، الخامس: لييلي (layiile)، وذكر محمد ليقليقتو أسماء آخرين، غير أن تلك القبائل كلها إما أنهم انقرضوا وإما أنهم أقليات اليوم.

    في الأصل: (مذوبي بن در تنتسب إليه قبيلة العيسى).

    أقول: ذكر لي واحد أن هناك قبيلة تسمى موسى بن مذوبي بن در، شقيقة العيسى، وتقطن في ساحل إقليم أودل، لكنها قليلة، وبعضها انضم إلى قبيلة العيسى.

    قبيلة العيسى:

    في الأصل: (ويمضغ أعداد كبيرة منهم [أي العيسى] شجرة القات).

    قال مصحح: احذف هذه العبارة للابتعاد عن الحساسية القبلية، وأنت لم تحصِ عدد من يمارس مضغ القات.

    في الأصل: (وقد أثرت الثقافة الفرنسية فيهم [العيسى] حيث سافر عدد ضخم منهم إلى فرنسا وتعلموا هناك).

    قال مصحح: هل تقصد العيساويين في جيبوتي؟ لأن معظم يقطن في إقليم شنيلي بإثيوبيا وإقليم أودل في الصومال.

    نعيد الصياغة من جديد.

    في الأصل: (مدلوك بن در فتنتسب إليه قبيلة غدبورسي).

    أقول: وتنتسب إليه أيضا قبائل تحمل اسم مدلوك في جنوب الصومال منها حسن مدلوك، وإسحاق مدلوك، وإن كان عددهم قليلا.

    غدبورسي (gadabuurse) بن مدلوك:

    قال مصحح: الصحيح أن يقال: (gadabiirsi).

    لكن جاء في كتاب ليقليقتو (gadabuursi) فكلا اللفظين مشهور.

    جاء في الأصل (وقد برز منهم ساسة وعلماء وأكاديميون منهم … الفنانة هبة محمد هودون والفنانة الأخرى الجميلة خديجة قلنجو وغيرهم).

    قال مصحح: فيه ميوعة، والأحسن أن تحذف الفنانات والفنانين.

    قال مصحح آخر: خديجة قلنجو كنت أظنها مجيرتينية.

    قال مصحح ثالث: يضاف إلى أعلام سمرون الشيخ علي جوهر المشهور في أوساط العلماء.

    قبيلة إسحاق:

    قال مصحح: ” قد أفرطتَ في مدح الإسحاقيين على حساب القبائل الأخرى، والأحسن عندي اختصار المدح”.

    أقول: نعيد الصياغة من جديد.

    في الأصل: (وتتفرع قبيلة إسحاق إلى أربع فروع، الأول: هبر أول، الثاني: غرحجس، والثالث: أرب، والرابع: أيوب ……أما الفرع الرابع فهو هبر جعلو (h.jeclo)، ويقال: هبر حبوشي).
    قال مصحح: هل معنى ذلك أن هبر جعلو ليسوا ضمن قبائل إسحاق نسبا إذا لم يكونو ضمن الأقسام الأربعة المذكورة سابقا؟.

    أقول: كان ذلك سبق قلم.

    قبيلة بيمال:

    في الأصل: (قال المؤرخ عيدروس ” وفي سنة 1284هـ كتب الشيخ موسى حسين البيمالي سلطان بيمال … وطلب منه عساكرا ليحموا مدينة مركه وملحقاتها.)

    قال مصحح لغوي: الخطأ “عساكرا” فهو مما لاينصرف.

    في الأصل: (ويتفرع أولاد بيمال إلى الفروع الآتية: اسمين بن أرمغي..إلخ).

    قال مصحح لغوي: غيّر الألف إلى همزة ، لأن همزة الوصل في الأسماء محصورة في عشرة أسماء ومذكورة في ألفية بن مالك.

    دبروبي (Dabruube):

    الصواب: دبروبو (Dabruubo) قال مصحح: هم اليوم جزء من قبيلة بيمال.

    قرانيو (quraanyo) بن حنفتري:

    ينبغي الإشارة – هنا – إلى أن قرانيو جزء من قبيلة غري بن غرطيري، وأن هذه الرواية ضعيفة.

    قبيلة سري:

    في الأصل: (تتفرع قبيلة سري إلى فرعين: الأول عبد الله بن سري، ومن فروعه فقي محمد وفارح وهغر).

    أقول: يتفرع عبد الله بن سري إلى فقي محمد، وسليمان، ومحمد، والأول هو المشهور في الفرع.---------------- هوامش -----------------------

    تاريخ أرض البونت الكبير (ص:37-45) ملخصا
    القبائل المنتسبة إلى الدارود:
    قبيلة سذي:
    قال مصحح: تقطن أغلبية قبيلة فعيو بن سذي في الصومال الغربي.

    في الأصل: “تتفرع قبيلة مريحان إلى أوي سمي (ooysame)، وأور مذك (oormidig)،”.

    قال مصحح: الصواب في الاسمين: أوسمي (awsame)، وأورمذك (uurmidig).

    أقول: جاء في كتاب ليقليقتو: (oysame)، وكذا رويت عن شيخ خبير، لكن الاسم الثاني صوابه مع المصحح.

    قبيلة ليلكسي :
    في الأصل: “وتقطن ليلكسي في مدينة غلدغب في إقليم مدق، وجزءا من مدينة غالكعيو وإقليم نوغال،…. حيث أن أغلب أفرادها من أتباع الصحوة الإسلامية”.

    قال مصحح لغوي: والصواب كسر (جزءٍ) لعطفها على (مدينة)، وكسر (إن).

    في الأصل: “وكانت لها سلطنة كبيرة قبل الاستعمار”.

    قال مصحح: قال لي خبير: “لم يكن للدارود سلطنة إلا مجيرتين وورسنغلي”، فأرجو أن تحقق في هذا الأمر.

    أقول: نقلت أصل المعلومة من ويكبيديا، (ليلكسه)، وقول الخبير ليس بدقيق، فقد كانت لعشيرة برتي من قبيلة جدواق بن أبسمي الدارودية سلطنة كبيرة في الصومال الغربي وكان من أشهر ملوكهم حرسي فارح ويلوال.

    قبائل كبللح:
    في الأصل: “أما كونبي فأنجب اثنان..”.

    قال مصحح لغوي: الصواب (اثنين).

    قال مصحح آخر: أولاد كونبي ليسوا باثنين، بل هم خمسة، وهم: غري كونبي، وعبدي كونبي، وهرتي كونبي، وغرالي كونبي، وحرلي كونبي.

    أقول: ونبه عليه أيضا زميلنا الفاضل عبد الفتاح أشكر، فله الشكر.

    في الأصل: “أما هرتي بن كونبي فتنتسب إليه القبائل التالية..إلخ”.

    قال مصحح: وينتسب إلى هرتي أيضا غير هؤلاء الأربعة المشهورين : عبد الرحمن بن هرتي المعروف بـ(kaskiiqabe)، ليبان بن هرتي غشلي (gashle)، وغيسغولي (geesaguule) بن هرتي، وهم أقلية الآن.

    قبيلة محمد بن هرتي مجيرتين :
    قال ليقليقتو: اسمه أملالي (amalaale).

    في الأصل: “…سلطنة مجيرتينيا، ومقرها منطقة بارغال (baargaal)،).

    قال مصحح: كانت لها سلطنة أخرى في هوبيا (Hobyo).

    في الأصل: “يتصفون بالعقل وحبُّ الرئاسة وممارسة العملية السياسية.”.

    قال مصحح لغوي: تُكسر الباء.

    قال مصحح آخر: الأحسن أن تترك هذه العبارات.

    في الأصل: “وتتفرع قبيلة مجيرتين إلى التالي…جبرائيل … سليمان إلخ”.

    قال مصحح: أنجب سليمان أربعة، وهم علي سليمان، ومحمود سليمان، وإسماعيل سليمان، وأغار سليمان.

    قبيلة طلبهنتي:
    قال مصحح: يضاف إلى أن طلبهنتي يتفرع إلى موسى، وحسين (hayaag)، وأحمد، وعثمان، ويونس، فالأول يتفرع منه محمد وأبوبكر، وبري، وعبدلي، والأخير يتفرع منه هبروا الذي أنجب اثنين: شرشوري المعروف بـ (غراد)، وخالد، فالأول يتفرع منه محمود غراد، وفارح غراد، وعبدي غراد، ومن محمود يتفرع سياد، وعيس، ومن سياد يتفرع جامع، وأغاريهن (ugaaryahan)، أما فارح غراد فيتفرع منه محمود وأحمد وغوليد.

    قبيلة ورسنغلي:
    قال ليقليقتو: هو ابن مورسنتي (moorasante)، وله شقيق اسمه إغلي (igle).

    قال مصحح: اسم ورسنغلي محمود، ويضاف إلى أنه يتفرع إلى عمر ودبيس (dubeys)، فالأول يتفرع منه محمد، ونوح، وأحمد ومحمود، ومن الأخير يتفرع منه رير غراد، وبهأغاس لبي (ugaaslabe)، وبهإيدور (bah iidoor)، وأغاس لبي يقولون إنهم حلف لورسنغلي.

    مورعسي (mooracase) بن هرتي:
    هذا عنوان مستحدث بدلا من (دشيشي بن هرتي) كذا في كتاب ليقليقتو.

    قال مصحح: اسمه أحمد وأنجب أربعة، وهم: دشيشي، وتينلي (tiinle)، وكبتانلي (kabtaanle)، ومغنلبي (maganlabe) والثلاثة أقلية.

    قبيلة دشيشي (dashiishe):
    قال مصحح: ويقال دشيشلي، والأصح دِشيشي (dishiishe) بكسر الدال.

    أقول: وفي كتاب لقيليقتو (deshiishe)، وكلها متقاربة.

    قبيلة ويتين (weeteen) بن أبسمي:
    قال مصحح: الصواب أن يكتب هكذا بالصومالية (weyteen).

    أقول: وينتسب إليهم الشيخ محمود شبلي، ووقع ذكره خطأ في أعلام ومشاهير قبيلة أوغادين نبَّه عليه عدد كبير من المصححين والمعلقين.

    قال معلق: “ويتين بن أبسمي من الواضح أنه ليس عندك معلومات بخصوص هذه القبيلة فليسوا قليلو العدد كما تفضلت به، بل هم القبيلة الثالثة بالنسبة لقبائل أبسمي، ويقطنون في أماكن كثيرة بالصومال الغربي خاصة في مدينة طنان التاريخية القريبة من مدينة غدي، ومدينة برقد معقل الطريقة الأحمدية ومدينة جكجكا العاصمة خاصة جبال كارامرطا، ومن أعلام القبيلة السيد محمد بن يوسف شيخ الطريقة الأحمدية في إقليم الصومال الغربي والشيخ محمود شبلي الداعية المعروف”إهـ.

    قبيلة أوغادين:
    في الأصل: “ومن فروع أوغادين عشيرة عبد الله، وتقطن في منطقة غذي (godey) إلخ..”.
    قال معلق: عشيرة عبد الله (cabdale) من القبائل الكبيرة في أوغادين وإليها ينتمي صاحب كتاب تحفة الأوفياء الشيخ إبراهيم عبد الله.

    قبيلة أورتبلي:
    قال مصحح: هناك أعيان يستحيل نسيانهم في مشاهير أورتبلي مثل الأخوين عبد العزيز نور حرسي وعبد الرحمن نور حرسي، فالأول من مؤسسي الحزب الصومالي السياسي المسمى غريدك (gareedka) والثاني كان ممثل الصومال لدى البنك الإسلامي للتنمية في سنوات عديدة في المملكة العربية السعودية، وأصبحا وزيرين في عهد سياد بري.

    أقول: وينتسب إليهم أيضا الأديب عريس عيسى كارشي.

    وقال مصحح آخر: ومن أعلامهم محمد عبدي يوسف رئيس وزراء الرئيس عبد القاسم صلاد في وقت قصير.

    قبيلة عيسى بن دارود:
    قال مصحح: من أعيانهم فضيلة الدكتور عبد القادر محمد عبدالله الملقب بعبد القادر غري المؤسس وأول رئيس لجامعة شرق إفريقيا في بوصاصو، نال درجة الدكتوراة بقسم العقيدة في كلية الدعوة وأصول الدين التابع بجامعة أم القري بمكة المكرممة في المملكة العربية السعودية ،عام 1417هـ الموافق سنة 1997م.

    القبائل المنتسبة إلى هويه:
    قبيلة غمبيلي بن هويه:

    ذكر ليقليقتو اسمه بالجيم: جمبيلي (jambeelle).

    ضعَّف محمد إبراهيم ليقليقتو الرواية التي تفيد بأن بالعد هو ابن فاطمة بنت غمبيلي، وأن هويه هو خال أبناء بالعد، وقال: إن غمبيلي أنجب بالعد، وأنجب بالعد خمسة وهم: أولجر (oolajir) وهنتري، وورنلي، وغروري، وأروري، وأنجب أولجر أجوران المعروف.

    قبيلة غغنطبي:

    في الأصل: “أما غغنطبي فأنجب اثنان”.

    قال مصحح لغوي: خطأ، والصواب: اثنين.

    قبيلة ججيلي:

    في الأصل: “..وتمارس قبيلة ججيلي بالرعي لاسيما رعي الإبل، وإبلهم معروفون بالجودة”.

    قال مصحح لغوي: لفظ (إبل) مؤنث؛ قال تعالى : {أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت}، والصواب: وإبلهم معروفة.

    قبيلة مرولي:

    في الأصل: “..هي قبيلة صغيرة العدد، تقطن في شمال شرق كينيا، وأجزاء من إثيوبيا”.

    قال مصحح: لها وجود في إقليم هيران بالصومال أيضا.

    غرغارتي بن هويه:

    كذا جاء في الأصل، وهو خطأ، والصواب: غورغاتي (gorgaate)، بدون الراء الثانية.

    في الأصل: “وأما غرغاتي بن هويه فهو أكثر أولاد هويه عددا، وأنجب أربعة..إلخ”.

    قال مصحح: أنت عددت أربعة، وذكرت خمسة، وهو سبق قلم منك، والصواب في العدد هم خمسة.

    قال متصل: هناك سادس وهو محمد بن غورغاتي، والمنتسبون إليه اليوم هم من القبائل التي تعد من الميدغان.

    سلعس بن غرغاتي:

    قال مصحح: ينتسب إليهم الأدميرال فارح قري قائد القوات البحرية الصومالية.

    أقول: وهو رجل مخضرم مثقف له مؤلفات في التاريخ الصومالي، وهو رئيس جامعة حمر.

    قبيلة ددبلي (duduble):

    يضاف إلى أن ددبلي يتفرع إلى محمد عمل، أوردي، آرسذى، بسنكا، وغيرهم.

    دراندولي (darandoole) بن مدلود.

    قال مصحح: هو دالندولي باللام.

    أقول: الصواب دارندولي (daarandoole) كما هو مثبت في كتاب ليقليقتو.

    قبيلة أوجيدين (ujeedeen).

    قال مصحح: هو أوديجين (udeejeen)، ولهم وجود في مقديشو، لاسيما في حي شنغاني.

    أقول: وكذلك هو مثبت في كتاب ليقليقتو، ويتلفَّظ بعض الناس بأوجيجين وهو خطأ شائع.

    قبيلة إلاواي (ilaawaay) بن عثمان:

    في كتاب ليقليقتو: إلاباي (illaabaay)، لكن ما أثبتّه أقرب إلى الصواب.

    القبائل المنتسبة إلى دغل ومرفلي:
    قبائل دغل:
    في الأصل: “..وتقطن أساسا في إقليم شبيلي السفلى وجزءا من باي..”.

    قال مصحح لغوي: والصواب كسر: جزءٍ.

    قبيلة غلدي:

    في الأصل: ” ويتفرع الغلديون إلى فرعين: تولوين (tolween) ويبطال (yabdhaal)،..إلخ”.

    أقول: عشائر تولوين كالتالي: سبعة عيل قذي وهم غروبرن (goobroon)، محمد سوبس (suubis)، أبيكرو (abiikarow)، رير حاجي (reer xaaji)، أبروني هراب (abroone hiraab) هندب (handab) طين (dhiin) وأيتري (aytire)، وعشائر يبطالي كالتالي: أوذوين ويعرف بخمسة أذوين وهم: شريف، نور، حسين، محاد أبيكر، معلم عثمان.، ومن يبطالي أيضا سبت عمر، وبريو، طلمانيو، وغالي وردي.

    قبيلة دبري:

    يضاف إلى أن دبري يتفرع إلى غاشمغي (Gaashimuge)، إلكولي (Ilkoole)، تكمي (Takame)، وهناك عرولي بن مقري بن سمالي شقيق دبري، لكنه الآن ضمن قبائل دبري.

    في الأصل : “ولهذه القبيلة ساسة وعلماء….”.

    قال مصحح: يضاف إليهم عبد السلام شيخ حسين وزير العليم العالي في عهد سياد بري.

    قبيلة غري:

    قال مصحح: هناك رواية تقول بأن جزءا من قبيلة غري وهو قرانيو تقطن في جمهورية تشاد، منهم الرئيس السابق حسين هبري الذي أطيح به في نوفمبر 1990م.

    قبيلة شنتا عليمو:

    قال مصحح: وقد برز منهم أعلام مثل : الشيخ عمر دوبوين، والشيخ سليمان من غرسيد وأغاس بولي والفنان مصطفى من جنبلول وغيرهم.

    قبيلة جيدو:

    في الأصل: “وقد برز منها السياسي علي سالم إبرو”.

    قال مصحح : الصواب أنه سالم عليو إبرو، وزير المالية السابق، ونائب ريئس الوزراء سابقا.

    قبائل مرفلي:
    قبيلة ليسان (leesaan):

    قال مصحح: تكتب هكذا بالصومالية: (laysaan).

    في الأصل: “…من مشاهيرهم محمد إبراهيم حابسذي ومختار روبو أبو منصور..”.

    قال مصحح: كثير ممن استطلعت آراءهم أكَّدوا بأن يحذف زعماء الحرب والفنانين وأيضا قادة حركة الشاب من أعلام القبائل.

    قبيلة أيلاي (eelaay):

    قال مصحح: أيلاي باللغة الصومالية هكذا (eylaay).

    قبيلة هظمي (hadame):

    قال مصحح: يضاف إلى مشاهيرهم الشيخ مختار محمد حسين رئيس البرلمان الصومالي في الستينيات ورئيس الجمهورية بالوكالة بعد اغتيال الرئيس عبد الرشيد علي شرماركي.

    قبيلة غباوين:

    أقول: أصولها من القبائل الزنجية، كما سيأتي في قبائل جريرويني.

    القبائل الصومالية المتعددة:
    رأى بعض الإخوة أن تصنيف القبائل الصومالية المتفرقة في خانة واحدة إنما تركز على قاعدة (4.5) الباطلة، وبالتالي رأينا أن نحذف هذا العنوان بتاتا، ثم نذكر تلك القبائل فرادى.

    أما نقدنا لهذا النظام فننقله إلى عنوان (التكوين الأصلي للقبائل الصومالية) في العنوان الفرعي (التحالفات بين القبائل الصومالية).
    .
    القبائل البنادرية العربية:

    قال مصحح: حبذا لو تحذف كلمة (العربية)، وبإمكانك أن تذكر فيما بعد بأنّ أصولهم من العرب لأن موضوعك في القبائل الصومالية.

    أقول: يضاف إلى أن المؤرخ عبد القادر أورومو في كتابه (تاريخ الصومال)، قسم القبائل البنادرية إلى غبلعد (gibilcad)، وغبلمدو (gibilmadow)، فالأولى ذكر منها اثني عشر قبيلة هي: الأشراف، وعمودي، وشاشي، ورير فقي، ورير شيخ، وغدمني (gudmane)، وبرواني، ودرقبي، والباجون، والغندرشي، وأبكرو، وعبد الصمد، وإسكاشتو، والثاني ذكر منها سبعة وهم: بنطمو (bandhamo)، ومورشي، وطبروني، وقلنشبي، وثلاث غيدي (sadaxda geedi)، ورير مانيو، ورير يعقوب.

    قبيلة الحاتمي:

    قال مصحح: أليس الحاتميون ضمن قبائل توني البراوة حلفا؟ مجرد سؤال ، يمكن أن تسأل الجهات المختصة.

    أقول: قد سألت الجهات المختصة وذكروا لي بأن الناس يظنون أن جميع سكان براوة من التني، بينما الحقيقة أن هناك صراعا سياسيا بين البراويين من أصول عربية وهم الحاتميون والقبائل العربية المتحالفة تحت اسم (بيدا) في براوة وقبائل التنّي في التمثيل السياسي، خاصة وأن التني يريدون أن يستحوذوا على كل شي، ولذا فإن القبائل ذات الأصول العربية في براوة تدخل ضمن الأقليات في توزيع الكعكة السياسية.

    ولهذا فإن الحاتميين قبيلة قائمة بذاتها ومحافظة على نسبها وقيمها وتقاليدها، ولا يتحالفون ولم يتحالفوا مع أحد بمفهوم التحالف القبلي، الذي يعني أنهم يحسبون من ضمن تلك القبيلة ويدفعون الديات ويتحملون الترات مع بعض.

    قبيلة الباجون:

    قال مصححان: يضاف إلى أن الباجون مركزهم الرئيسي هو مدينة لامو في ساحل كينيا، ويسكنون في الصومال مدينة كيسمايو والجزر القريبة منها مثل مثل كويامي، مطوا ، فوما ، وجولي جواي، وقد برز منهم الفنانة عائشة عبدو سليمان مليكا، ولهم لغة تشبه إلى حد كبير باللغة السواحيلية.

    قبيلة عرب محمود صالح المهرية:

    قال متصل: الأحسن أن تضيف أل فتقول: (العرب محمود صالح) كما هو المشتهر.

    أقول: أنا متبع القواعد العربية، فاسم (عرب) مضاف إلى محمود، ولا يدخل عليه أل.

    في الأصل: “ويقطن المهريون أيضا في جزيرة سقطري اليمنية في خليج عدن وكانت عاصمة لسلطنة المهرة، وجزيرة عبد الكوري التي تبعد مسافة قليلة عن ساحل رأس عسير شرق الصومال، وهؤلاء على الرغم من بُعدهم عن البرِّ اليمني وقربهم إلى الصومال إلا أنهم لم يتصوملوا قط”.

    قال متصل: العبارة الأخيرة غير صحيحه ، لأن المهرة حدودها على أرض سلطنة عمان ، وفترة من الفترات كانت عاصمتهم جزيرة سقطرى ، وتلك كانت العاصمة الثانية بعد العاصمة قشن .

    ثم إن عبارة (لم يتصوملوا ) فيها دلالة أنهم يشاركون الصومال في أرضهم ، وهذا خطأ ، لأن قبائل المهرة لا يشاركون الصومال أرضهم ، فكيف (يتصوملون) أعني يأخذون عادات وتقاليد الصومال وهم بعيدون عنهم.

    ثم إن هناك أفراد هاجروا إلى الصومال وكونوا قبيلة هناك ، وتلك القبيلة وإن كانت أصولها وجذورها من المهرة – وهذا معترف به من كل أبناء المهرة – إلا إنهم اندمجوا مع قبائل الصومال.

    قبائل جرير ويني:

    يضاف إلى أن المؤرخ عبد القادر أورومو في كتابه (تاريخ الصومال) قسّم جرير ويني، إلى قسمين، نهر جوبا، ونهر شبيلي، فالأول هم ثلاث قبائل وهم: شمبري، ومشنغلي، وغباوين، والثاني هم ست قبائل وهم: رير شبيلي، ورير عمر، ومكني، وشيدلي، وكبولي، وأيلي.

    في الأصل: “..برز منها ساسة ومشاهير وأعلام منهم…. أويس خميس مبوتي فنان شهير، أويس غيدو دينلي..”.

    قال مصحح: فيه ملاحظتان: الأولى أن والد أويس خميس تنزاني أصلي، وكان أبوه جنديا بريطانيا فتصومل، الثانية: أن الذي من قبيلة جريرويني هو أويس غيدو أويس القائد العسكري في الجيش الصومالي، أما أويس غيدو دينلي فكان من قبائل البنادر البيض.

    قبيلة أجوران:

    في الأصل: “قبيلة أجواران وبنو عمها (هنترو) (hintiro) من أبناء فاطمة بنت غمبيلي بن هويه بن إرر، كما ذكرناهم في قبائل هويه”.

    أقول: ضعف محمد إبراهيم ليقليقتو هذه الرواية، ورجح إلى أن بالعد هو ابن غمبيلي بن هويه، وأنه أنجب خمسة، أولجر، وهنتري، وورنلي، وغروري، وأروري، وأن أجوران هو ابن أولجر، وكلهم من أبناء هويه.

    في الأصل: “ويتفرع الأجوران إلى فرعين: والمغي (waalmuge)، واقلي (waaqle)..”.

    قال متصل: أفخاذ أجوران هي: واقلي (waaqle)، والي مغي (waale moge)، ساري (saare)، توري طقسوري (tooredhaqsoore)، بدبيدان (badbeedaan).
    أقول: لكن المؤرخ ليقليقتو فرق بين توري وطقسوري.

    يضاف أيضا إلى أن سلطنة أجوران بدأت في القرن الثالث عشر الميلادي وانتهت في القرن السادس عشر، لمدة أربعمائة عام، كما جاء في كتاب ليقليقتو ص 38.

    اللهجات الصومالية:
    يدمج بين هذا والذي بعده بعنوان: (اللهجات والتقاليد الصومالية) ويكون الفصل الثالث.

    في الأصل: ” ومن يدَّعي أن هذين اللهجتين لغتان مستقلتان عن بعضهما البعض..”.

    قال مصحح لغوي: الصواب: هاتين اللهجتين.

    اللباس التقليدي:

    قال مصحح لغوي: راجع قول الشريف عيدروس من المصدر مرة أخرى لأن فيها أخطاء كثيرة، وذكر منها أمثلة.

    الأقاليم والمحافظات والمدن الصومالية :
    في الأصل: ” في فترة الوصاية والاستعداد للاستقلال والوحدة كان الصومال البريطاني والإيطالي مكون من ثماني أقاليم فقط”.

    قال مصحح لغوي: الصواب مكونا، بالنصب على أنه خبر كان.

    في الأصل: ” فإننا نعتمد على الأقاليم الثمانية عشر التي كانت موجودة قبل انهيار الدولة الصومالية في يناير 1991م وكذلك المحافظات..”.

    قال مصحح: ولكن فيما بعد استحدثت مناطق لم تكن موجودة في الفترة التي أشرتَ إليها، أو لم تكن ضمن المحافظات الثمانية عشر التي اخترتها، فهل هناك اصطلاح تسير عليه في تسميتك بمنطقة معينة مدينة أو قرية ؟ وما الفرق بين المحافظة والإقليم في بحثك؟.

    أرى أن تراجع الفقرة الأخيرة، بل وأن تلزم نفسك الحديث عن المحافظات والمدن والقرى بعد انهيار الحكومة الصومالية – أي بعد 1991م – حتى ينطبق ما توصلت إليه من البحث والجهد الكبير الذي بدلته والله أعلم.

    أقول: فعلتُ ذلك لأن الأقاليم والمحافظات التي استحدثت بعد انهيار الحكومة المركزية قابلة للتغيير، بل وبعضها تدور على الصراع بين الكيانات الصومالية.

    قال المعلق خالد يوسف: ” أخي أنور فقط إضافة في الجغرافيا الإدارية لجمهورية الصومال الديمقراطية لم يكن يعمل بنظام الأقاليم، والأصح أن المعمول به كان نظام المحافظات والتي يندرج ضمنها المديريات، وبالتالي كان عدد المحافظات 18 عشرة محافظة وأعتقد ضمت 72 مديرية”.

    أقول: سألت عن ذلك باحثا في القانون فأفاد بأن الأصح أن يستعمل نظام الأقاليم والمحافظات في الصومال.

    قال المعلق نفسه: “ فيما يخص محافظتي أودل وسول فقد تم اعتمادهم في عام 1982 وليس 1986م”.

    أقول: لماذا لم تأت بالرابط أو المصدر؟.

    مدينة بريرة:

    في الأصل: ” وتستعمل الميناء أحيانا دول حبيسة مجاورة مثل أثيوبيا..”.

    قال مصحح: ما معنى حبيسة ؟ ما المقصود منها.

    أقول: اللفظ معروف في علم الجغرافيا والسياسة، ويقصد بها الدولة التي لا تطل على البحر.

    بلدة الشيخ:

    قال مصحح: يضاف إلى أن فيها أول مدرسة ثانوية في الصومال.

    إقليم سناغ (gobolka sanaag):

    في الأصل: ” وله ثلاث محافظات: عيرغابو، برن، لاسقوري”.

    قال مصحح: أهملتَ محافظة عيل أفويني (ceel afweyn)، وفقي فليه (faqi fuliye)، وتثبت محافظة دهر بدلا من بلدة لاسقورى، لأنها أصبحت أكبر وأهمّ.

    قال المعلق خالد يوسف: أما مدينة ذهر في محافظة سناغ فتمثل مديرية حيث تضم المحافظة خمسة مديريات وليست أربعة.

    إقليم سول (gobolka sool):

    في الأصل: ” ولها أربع محافظات: لاسعانود، عينبو، حدن، تليح”.

    قال المعلق خالد: إن مدينة يجوري تمثل مديرية من مديريات محافظة سول.

    أقول: هذا ما لم أجد له مصدرا.

    مدينة لاسعانود:

    في الأصل: ” ونظرا لكونها منطقة متنازع عليها حالياً فإن الأمن فيها غير مستقر”.

    قال مصحح: حبذا لو حذفتَ هذه الجملة ، لأنّه ربما يطرأ عليها الأمن في وقت قريب إن شاء الله بالإضافة إلى أنه يشارك معها فيما أشرتَ إليه معظم المناطق الصومالية.

    بلدة تليح:

    قال مصحح: يضاف إلى أنه تعتبر تليح أول منطقة في إفريقيا هاجمت طائرة حربية تابعة للسلاح الجوي للاستعمار البريطاني.

    إقليم نوغال (gobolka nugaal):

    في الأصل: ” وله ست محافظات: غروي، أيل، برتينلي، دنغورونيو، بوعني، ربابلي”.

    قال مصحح: للإقليم ثلاث محافظات، وهي الثلاثة الأولى، أما الثلاثة الأخيرة فإنها قرى.

    إقليم مدق (gobolka mudug):

    في الأصل: ” وله خمس محافظات: غالكعيو، هوبيو، حررطيري، غلدغب، بعادوين، جريبن”.

    قال مصحح: بعادوين قرية، وليست محافظة، فمحافظات مدق خمسة كما ذكرتَ، فلا أدري ما مغزى ذكرك بعادوين.

    بلدة جربين (jarbiin):

    كذا جاء في الأصل، وهو خطأ، قال مصحح: الصواب: جريبن (Jariiban) .

    إقليم باي (gobolka baay):

    في الأصل: ” وله ست محافظات: بيدوه، دينسور، بورهكبا، قنسحطيري”.

    كذا جاء في الأصل، وهو غريب، فإنني لم أذكر إلا أربعة.

    قال مصحح: يضاف إليها محافظة بردالي، وهي بذلك خمس محافظات.

    آخر التصحيحات والاستدراكات.

    تنبيهات:
    الأولى: أن كتاب (تاريخ بلاد البونت الكبير) لكاتبه محمد إبراهيم محمد ليقليقتو، يتحدث فيه عن التاريخ الصومالي بدءا من وصول الصوماليين إلى القرن الإفريقي حتى استقلال جمهورية الصومال عام 1960م بما في ذلك الحروب الدينية والإمارات الإسلامية والاستعمار الأوروبي، وفي أواخر الكتاب يسرد المؤلف ما اعتمد عليه من مراجع ومصادر أجنبية أغلبها مكتوبة باللغة الإيطالية والإنجليزية وأخرى عربية، أما سرد القبائل الصومالية فقد جعلها كملحق للكتاب، وليس في صلب الكتاب واعتمد على الروايات الشفهية، وبالتالي فكتاب ليقليقتو ليس بكتاب خاص بالقبائل الصومالية بكل تلك التفصيل كصنيعنا، وإنما هو أعم من ذلك.

    ومؤلِّفه رجل عسكري مخضرم كبير، ولد في جنوب الصومال عام 1921م وعاش حتى عام 1998م وكان من الضباط الأولى الذين درسوا في إيطاليا قبل الاستقلال عام 1954م، فهو رجل مثقف وخبير، وصاحب باع طويل في المجتمع الصومالي وتركيبته، ونثق بنقله ونعتمد على كتابه، فهو لا يقل سنًّا عن المؤرخ الكبير جامع عمر عيسى الذي ولد في أوائل العشرينيات أيضا.

    وما قلنا في هذا الكتاب نقوله في كتاب (بغية الآمال في تاريخ الصومال) لكاتبه الشريف عيدروس بن الشريف النضيري العلوي، فهو يتناول تاريخ مدينة مقديشو ومركه وبراوه، وتاريخ الصوفية وطرقها في الصومال، وفي أواخر الكتاب يعقد المؤلف فصلا في أنساب الصوماليين، ويسرد قبيلة قبيلة بتفصيل، والخلل أن الكتاب غير محرر من حيث الصياغة، وأسماء القبائل فيها تحتاج إلى تحرير، وبالتالي فهو ليس بخاص في ذكر قبائل الصومال كصنيعنا، وإنما يتناول التاريخ الصومالي ككل.

    الثانية: الاعتماد على النقل الشفهي اعتماد صحيح، إذا كان التاريخ الصومالي غير مدوَّن أصلا، فقد اعتمد المؤرخ جامع عمر عيسى في جمع تاريخ الدراويش وأشعار الشعراء على الروايات الشفهية كما هو معروف، ومهمَّتنا الآن هي تدوين التاريخ الصومالي وتركيبته الاجتماعية قبل أن تندرس في يوم من الأيام.

    الثالثة: أن الجهد البشري مهما بلغ ذروته فلا بد من الخلل والنقصان، فلا ندَّعي العصمة والكمال، وما لا يدرك كله لا يترك بعضه.

    الرابعة: اسم الكتاب سيكون: (اللؤلوة البحريَّة في تاريخ القبائل الصوماليَّة)، ونسأل الله التوفيق.

    الشكر والعرفان:
    أشكر لجميع من شاركوا معي في إنجاز هذا المشروع، وفي مقدمتهم مصححو الكتاب:

    أستاذنا المؤرخ الفاضل الدكتور محمد حسين معلم علي، أجزل الله مثوبته.

    الأستاذ العزيز الشيخ محمد شيخ أحمد محمود الضرير الكفيف الحاصل على الماجستير في التاريخ الإفريقي من مركز البحوث والدراسات الإفريقية بجامعة إفريقيا العالمية، زاده الله علما ونورا وبصيرة، قرأتُ عليه من أوله إلى آخره.

    الأستاذ عامر أحمد ميو، المصحح اللغوي المتخصص في علوم العربية.

    الأستاذ موسى أحمد عيسى الخبير القانوني والباحث في الشأن الصومالي، كان في مقديشو في شهر أبريل ليشارك في مؤتمر إصلاح القضاء.
    الأستاذ عبد النور بن فارح تانو، ابن أخ المؤرخ الأديب الكبير أحمد فارح علي إذا جاء.

    وأشكر أيضا الأستاذ أحمد عمر غيدي النائب السابق في البرلمان الصومالي الانتقالي، والخبير في سكَّان مناطق جوبا بجنوب الصومال، في إمداده لي بمصادر أو وترتيبه لي لقاء خبراء أو الاتصال بهم.

    أشكر أيضا الفيلسوف الصومالي الخبير بعرقيات القبائل الصومالية وأصولها لاسيما فرع أبناء سمالي السيد عبد واق علسو، وإن كان متطرفا في كثير من آرائه، فهو يرى أن يكتب (القبائل السمالية)، وأن اسم “الصومال” اسم استعماري صليبي باطل يجب طرحه، وقد رفضت فكرته تلك، في نقاش قد يحتاج إلى مكان آخر.

    أشكر أيضا لكل من اتصل بي أثناء استمرار السلسلة للتصحيح والتسديد، وكل من شجعني على هذه الفكرة، كما أشكر لكل من خالفني، وأوضح على الملأ أنه يخالف منهجيتي وعرض سلسلتي، في تعليق علقه أو مقال منفرد كتبه حول ذلك، فله الشكر على رأيه وفكرته، وأحترمه.

    كما أشكر لشبكة الشاهد وإدارتها التي منحت لي الفرصة في عرض هذا البرنامج عبر منبرها والذي كان يحتاج – حقيقة – إلى صبر عظيم نظرا للتنوع الكبير والتباين العميق في أفكار الناس وأذواقهم وآرائهم حول عرض القبائل، فلها الشكر والعرفان.

    وإلى هنا يتوقَّف القلم حتى إشعار آخر، ومشروع قادم تالي، وحتى ذلكم الحين، أستودعكم الله.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


  19. #19

    افتراضي


    كتاب (تاريخ القبائل الصومالية) ..البداية والنهاية


    عندما فكَّرتُ بالكتابة عن القبائل الصومالية لم أجد كتابًا يتحدَّث عن الموضوع بمعناه التَّوثِيقي والتفصيلي والتاريخي، وإنما وجدتُّ مواضيعَ مُتناثرة في كُتبٍ مِن هنا وهناك، ومع أنَّني بدأتُ بموضوع معَقَّد نسبيًّا – نظرا لقلة مراجعه وتشعُّب مواضيعه – إلا أن طَرحه على شبكة الشاهد – في شكل مقالات متسلسلة وإثارة الموضوع نقاشا حادًّا بين أوساط القرَّاء – وطَّد من التصاقي بالموضوع نقدًا واستفادة وبحثا وتعديلا وتطويرا.

    وأصبحت تلك الملفَّات على شكل مسودَّة منذ مارس الماضي حتى ديسمبر الحالي باحثا عن مزيد من المعلومات، بل تعمَّقتُ في البحث عن التقسيمات والتوزيعات للقبائل والروايات الشفهيَّة والمزيد من الكتب ذات الصِّلة بالموضوع، فجاءت التعديلات متتالية، ومن أهمها:

    1- توثيق المعلومات التي أنقلها من الكُتب المطبوعة بذكر رقم الصفحة، وفي قائمة المراجع توثيقها توثيقا كاملا، بذكر مكان الطبع والسنة ودار النشر وغير ذلك.

    2- التدقيق في تصنيف القبائل على حسب العشائر والبطون والأفخاذ من الخبراء والشيوخ حسب المستطاع، وتدقيق النُّطق باسم القبيلة أو البَلدة باللُّغتين العربية والصومالية.

    3- تشكيل معظم الحروف في الكتاب حتى يصبح شبه خالٍ من الأخطاء النحوية والإملائية.

    4- تغيير عبارة: (وأنجب فلان أربعة من الأولاد وهم: إلخ) إلى عبارة : (وينتسب إلى فلان أربعة وهم إلخ)، مثاله: (أما كومذي بن كبللح فأنجب اثنان غلميس وأبسمي)، تمَّ تغييره إلى (أمَّا كومذي بن كبللح فينتسب إليه اثنان إلخ) وقس على ذلك، لأنها أدقُّ دلالة، لكونها غير جازمة بأن فلان أنجب فلانا وفلانا، وكذلك لا تنكر الواقع، وهو انتساب هؤلاء إلى هذا الجدّ.

    5- تغيير عبارة: (تعتبر قبيلة فلان من أهمّ قبائل كذا) إلى عبارة (… من أبرز قبائل كذا)، لأنها أدقُّ من حيث الدلالة، لكونها لا تدل على مهمٍّ وغير مهمٍّ.

    6- ترجيح بعض الروايات على بعضها إلا إذا لم يتوفَّر لي أيّ معلومة فأذكرها بدون ترجيح، مثل ذكر روايتي أن بالعد هو بن جمبيلي بن هويه ورجَّحها محمد إبراهيم ليقليقتو، أو أنه ابن فاطمة بنت جمبيلي، وأن هويه أخوالهم وهي مشهورة أيضا، وكذلك ذِكْر رواية أن هناك علاقة أخويَّة بين قبيلتي ليلكسي وحوادلي، حيث تزعم كل منهما أن الأخرى تابعة لها، وقلتُ في الكتاب: ” وليس عندي دليل واضح حول البتّ في القضية“، أما القضايا التي رجَّحتُها فهي أن معظم القبائل الصومالية كوشية من حيث الأصل بما فيها دارود وإسحاق، وليست عربية، وأن شيخال هي قبائل متعددة وليست من أصل واحد مثلها مثل قبائل الأشراف، وأن التحالف بين القبائل الصومالية أمر موجود وله جذور، وأن لهجتي ماي ومحاتري من أصل واحد وكلاهما من اللغة الصومالية، وغير ذلك من الأمور التي دعمتُها بقرائن واضحة.

    7- بعد ذكر القبائل الأربعة الكبيرة، تبدأ القبائل الأخرى واحدة تلو الأخرى من دون تصنيفهم في خانة واحدة، وهذا أحسن مسلك، وأفضل طريق، ولم أترك قبيلة كبيرة وصغيرة إلا ذكرتها حتى ختمتُها بقبيلة (أُوغَاس لَبي) التي ذكرتُ أنها حليفة لقبيلة ورسنغلي، وبالتالي يعتبر الكتاب أوسع كتاب يشتمل على القبائل الناطقة باللغة الصومالية.

    8- تمَّ تغيير عنوان (قبائل المدغان في الصومال)، إلى (قبائل غَبُويه في الصومال) لكون هذا الاسم هو الصحيح في القبيلة، ثم أردفتُ الأسماء المشهورة بها ومنها المدغان.

    9- تغيير عنوان (قبيلة عرب محمود صالح) إلى (القبائل المهريَّة في الصومال) إذ أننا عثرنا على قبائل مهرية أخرى غير محمود صالح.

    10- الأخذ بمصطلح (المحافظات والمديريات) بدلا من (الأقاليم والمحافظات) بعد تشاورات عديدة.

    11- حذف التفصيل في ذكر اللهجات الصومالية واختصارها.

    12- إضافة عنوان (داء القبلية في المجتمع الصومالي) والتحذير من استعمال القبَليَّة على وجهها القبيح، إذ أن رسالتنا في الكتاب هي التعارف {….لتعارفوا}.

    13- العثور على كتب مهمة في الموضوع مثل (فتوح الحبشة) النادر، و (تاريخ ليقليقتو)، و(تاريخ عبد القادر أورومو) وكتاب (الصومال أرضا وشعبا) لعبد المنعم المصري، وغيرها.

    وكتاب (تاريخ القبائل الصومالية) يقع في 124 صفحة من القطع الوسط، ونطمح إلى أن نطبعه في العاصمة نيروبي قريبا تحت إشراف الأخ الأستاذ عامر أحمد ميو، وبعد صدوره ننوي توزيعه في كينيا والصومال بمشيئة الله عز وجلّ.

    وعمل الإنسان مهما اجتهد لا بدَّ وأن يتخلَّله النقص، وصدرنا مفتوح لكل ملاحظة أو تصحيح أو إضافة في القريب العاجل أو البعيد الآجل، ونسأل الله التوفيق في القول والعمل.

  20. #20

    افتراضي

    عن أنور أحمد ميو
    كاتب وباحث صومالي، من مواليد مقديشو 1982م، حاصل على البكالاريوس في الجغرافيا من جامعة إفريقيا العالمية بالسودان، والماجستير في الدراسات الإفريقية - علوم سياسية من نفس الجامعة، ويحضر الدكتوراة في العلاقات الدولية في أكاديمية السودان للعلوم. صدر له عدَّة مؤلَّفات في التاريخ والتراث الصومالي والفكر والشريعة.

  21. #21
    عضو منتسب
    تاريخ التسجيل
    26-08-2018
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    7

    افتراضي

    الاقتباس غير متاح حاليا
    السلام عليكم
    أهلنا الصوماليون حياكم الله هل يوجد من أبناء مدينة زيلع؟
    كنت أريد أن أسأل من الشيخ محمد أبودربين بن سعد بن كلاي قبل 800 سنة تقريباً في زيلع وهاجر إبنه من هناك إن لم أخطئ الى ارتريا إسمه إبراهيم أبوالعينين !!
    هل من يمكنه أن يفيدنا أكثر ؟؟

  22. #22
    عضو منتسب الصورة الرمزية محمد علي البكري
    تاريخ التسجيل
    24-08-2012
    الدولة
    المملكة المتحدة بريطانية
    المشاركات
    3

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اولا اشكر ادارة الموقع لإعطائهم الفرصة مجانا لكل الاعضاء المشتركين في الموقع, وشكري الخاص للأخ الباحث الصومالي السيد انور احمد ميو علي الجهد الذي بذله في خدمة الشعب الصومال خاصة خدمة الطلاب الراغبين في بحث وتعمق هذا المجال, جزاك الله عن الأمة خير الجزاء وجعله في ميزان حسناتك.

    أخي أنور احمد ميو لدي سؤال بسيط وإن شاء الله إذا وفقك الله اريد ان استفيد منك. سؤالي: اولا انا من عائلة البكري العمانية القاطنين في مدينة مركة "وفي أثناء قراءتي عن هذا البحث فلم اجد ان ذكرت شيء من هذه القبيلة" بينما هذه القبيلة كان لها دورا كبير في نشر دين الإسلام ولها رموز وشخصيات معروفة على مستوى الصومال, ومن هذه الرموز البارزة مثل الشيخ العالم الكبير شيخ علي ميي البكري, وكذلك من بعض الشخصيات المعروفة "الدكتور احمد حبيب احمد" الله يرحمه كان من وزراء حكومة سياد بري طيلة مايقارب عشرين سنة أو أقل بسنتين علي حسب تقديري, وقد تقلد منصب وزير في عدة وزارات وآخرها وزارة التعليم العالي.

    إذا عندك معلومات عن هذه القبيلة افدنا الله يحفظك.
    اخوكم محمد بن علي البكري
    moh-ali48@ممنوع وضع روابط لمواقع اخرى http://www.alnssabon.com/index.phpممنوع وضع روابط لمواقع اخرى http://www.alnssabon.com/index.phpممنوع وضع روابط لمواقع اخرى http://www.alnssabon.com/index.phpممنوع وضع روابط لمواقع اخرى http://www.alnssabon.com/index.phpممنوع وضع روابط لمواقع اخرى http://www.alnssabon.com/index.phpممنوع وضع روابط لمواقع اخرى http://www.alnssabon.com/index.phpممنوع وضع روابط لمواقع اخرى http://www.alnssabon.com/index.php.com

  23. #23

    افتراضي

    لا إله إلا الله محمد رسول الله

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. القبائل الصومالية : الأصل، البناء ، والوظيفة.
    بواسطة أبوعبد العزيزالقطب في المنتدى مجلس قبائل الصومال
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 23-04-2020, 01:16 PM
  2. شعر نوبي تأليف الدكتور مصطفي عبدالقادر القاء انور محمد احمد نور
    بواسطة يحيي صابر في المنتدى مجلس قبائل النوبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 19-12-2015, 06:19 PM
  3. معجم القبائل الصومالية
    بواسطة الارشيف في المنتدى مجلس قبائل الصومال
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20-09-2015, 09:59 PM
  4. القبائل الصومالية المتعددة
    بواسطة الارشيف في المنتدى مجلس قبائل الصومال
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20-09-2015, 09:53 PM
  5. القبائل الصومالية : الأصل، البناء ، والوظيفة.
    بواسطة أبوعبد العزيزالقطب في المنتدى مجلس قبائل السودان العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-09-2012, 12:02 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
MidPostAds By Yankee Fashion Forum