القبائل المنتسبة إلى الدارود

بائل الدارود تعتبر إحدى القبائل الكبيرة في الصومال، وهي إحدى القبائل المنتشرة في أراض متنوعة من الصومال الكبير، حيث تقطن في طرف الشمال الشرقي من الصومال حتى وسطه وأجزاء كبيرة من أرض الصومال الغربي في إثيوبيا، ومناطق في حوض نهر جوبا بجنوب الصومال حتى شمال شرقي كينيا، وقد أنجب الدارود خمسة من الأولاد هم: سذي (sade)، تنذي (tanade)، كبللح (kablalax)، يوسف أورتبلي (awrtable)، عيسى.

1- أما سذي بن الدارود فتنتسب إليه قبيلتان:

أ- فعيو (facayo) بن سذي:
هذه القبيلة صغيرة العدد، وتقطن في مناطق من غذو وجوبا السفلى، وهي محسوبة على مريحان.

ب- مريحان بن سذي:
هي من أهم قبائل الدارود القاطنة في الجنوب، وتقطن في مدينة عابدواق بوسط الصومال والقرى المحيطة بها، وقرية بلنبلي، وداخل الحدود في إثيوبيا حيث تجاور عشائر من أوغادين في محيط شيلابو، وفي الجنوب تقطن مريحان منطقة غذو تحديدا الضفة الغربية لنهر جوبا في مدن مثل لوق والقرى المحيطة بالنهر حتى مدينة بارطيري، وفي الداخل تقطن مدينة غربهاري وبلد حواء وعيل عدي وقسم من مدينة عيل واق الحدودية، وتتكلم باللهجة المحاتيرية في المناطق الوسطى.

تتفرع مريحان إلى أوي سمي (ooysame)، وأور مذك (oormidig)، والأول يتفرع إلى رير حسن ورير إسحاق، وينتسب إلى الثاني بنو محمد داود وهم عثمان وأحمد وعلي وعيس، ومن عيس إبراهيم متان ويوسف متان، فالأول يتفرع منه أبناء غراد وهم غوليد وأحمد ونصر، والثاني يتفرع منه فارح أغاس ورير ديني، وهو أهم فخذ في القبيلة.

وقد برز من القبيلة ساسة وعسكريون وعلماء وأدباء وغيرهم مثل محمد سياد بري رئيس الصومال من عام 1969-1991م، والشيخ آدم شيخ عبد الله المفسر المشهور، والأديب عبد القادر حرسي يميم، وأحمد علي فارح إذا جاء، وبري شري هيرالي، ومحمد عبد الله فرماجو، وعدد لا يحصون.

وتمارس مريحان الرعي والتجارة والزراعة، وتتصف بالنشاط والشجاعة وكثرة الحركة وشدة عند الحرب، وأخوّة عند السلم، والكرم والإخلاص، وقد انضم قسم كبير من أفرادها إلى حركة الاتحاد الإسلامي بعد انهيار الحكومة المركزية ونزوح القبيلة إلى معاقلها في غذو أوائل التسعينيات.

2- أما تنذي بن الدارود فتنتسب إليه:

قبيلة ليلكسي (leelkase):
من القبائل الدارودية المهمة في الصومال رغم قلة عددها، وتقطن في مدينة غلدغب في إقليم مدق، وجزءا من مدينة غالكعيو وإقليم نوغال، وتعتبر ليلكسي من القبائل الدينية المحافظة، حيث أن أغلب أفرادها من أتباع الصحوة الإسلامية لاسيما السلفية، وكانت في القِدَم متصفة بتعليم الدين ونشره، حتى لقبت بقبيلة الحرتا (xetra) ورغم أن عندها شدة في الحرب إلا أنها مسالمة ولا تسارع في الحرب إلا دفاعا عن النفس، وكانت لها سلطنة كبيرة قبل الاستعمار.

وقد برز من القبيلة ساسة وعسكريون وعلماء وغيرهم مثل زكريا محمود حاج عبدي، ود.أحمد حاجي عبد الرحمن، والشيخ أحمد عبد الصمد وغير واحد من العلماء والمثقفين.

3- أما كبللح بن الدارود – وهو أكثر الأولاد عددا – ؛ فينتسب إليه اثنان: كونبي (koombe) بن كبللح، كومذي (kuumade) بن كبللح.

أما كونبي فأنجب اثنان، الأول: غري (gari) بن كونبي، والثاني: هرتي (harti) بن كونبي.

فالابن الأول لم يكثر عقبه، وتوجد عائلات من قبيلة غري بن كونبي في مدينة جغجغا في الإقليم الصومالي في إثيوبيا وأجزاء متفرقة في شرق الصومال وشماله.

أما هرتي بن كونبي فتنتسب إليه القبائل التالية:

الأولى: محمد بن هرتي (مجيرتين) (majeerteen):
قبيلة مجيرتين إحدى أهم القبائل الدارودية وأكبرها في الصومال، وتقطن في أقصى الشرق حافون وبوصاصو وأيل وقرطو وغرووي وغالكعيو وأجزاء في داخل الحدود مع إثيوبيا.

وتتفرع قبيلة مجيرتين إلى التالي:الأول جبرائيل، ويتفرع منه إبراهيم بن جبرائيل المعروف ببعيديهن (baciidyahan) ونوح بن جبرائيل، الثاني: سليمان بن محمد، ويتفرع منه علي بن سليمان، ومحمود بن سليمان، ويتفرع من محمود: عمر بن محمود، وعيسى بن محمود، وعثمان بن محمود، وأبناء محمود بن سليمان هم أغلبية المجيرتين، وهناك فروع أخرى.

وتلعب قبيلة مجيرتين دورا بارزا في السياسة الصومالية وهي المسيطرة في حكومة بونت لاند بشكل شبه كامل، وقد برز من هذه القبيلة ساسة وعلماء ومناضلون وغيرهم منهم الرئيس عبد الرشيد شرمأركي رئيس الصومال 1967-1969م، وعبد الله يوسف أحمد رئيس الصومال من عام 2004-2008م وهو مؤسس إقليم بونت لاند، وعبد الرزاق حاج حسين رئيس الوزراء الصومالي 1964-1967م، والعقيد حسن أبشر رئيس الورزاء 2002-2003م واللواء محمد أبشر موسى، ومن الصحوة الإسلامية نور الدين علي علو مؤسس السلفية في الصومال، وعبد القادر فارح غعمي، وخلق لا يحصون.

وكانت للقبيلة سلطنة كبيرة تسمى سلطنة مجيرتينيا، ومقرها منطقة بارغال (baargaal)، وتمارس القبيلة الرعي بجانب التجارة في ثاني أكبر ميناء في الصومال وهو بوصاصو، وللقبيلة زعامات قبلية تسمى بـ (isimo)، وهي التي يرجع إليها في القضايا المصيرية، وتتكلم باللهجة المحاتيرية الشمالية المرققة مقارنة مع اللهجات الشمالية الأخرى.

ويتصف المجيرتينون بالعقل والمجاملة والنشاط في العمل وحبُّ الرئاسة وممارسة العملية السياسية.

الثانية: سعيد بن هرتي (طولبهتني) (dhulbahante):
قبيلة طولبهنتي من أهم قبائل الدارود في الشمال، وتقطن في منطقة سول بشمال الصومال وأجزاء من منطقة عين، وسناغ، وكانت متصفة بالفروسية وتربية الخيول، وبها تخرَّج المناضل المشهور محمد عبد الله حسن الأوغاديني الذي ولدته أم طولبهتنية، وفي منطقة تليح في منطقتهم كانت فيها قلعته المشهورة التي صمدت فيها قوات الدراويش أمام قوات المستعمرين البريطانيين.

تمارس القبيلة الرعي إلى جانب التجارة، وتعتبر مدينة لاسعانود معقلا رئيسيا لها، وقد فُتحت فيها جامعة نوغال قريبا، وهي قاعدة أساسية لحركة الاعتصام التي أسست في المدينة عام 1996م بعد أن تحولت من حركة الاتحاد الإسلامي، وتتكلم القبيلة باللهجة المحاتيرية الشمالية.

وقد برز من هذه القبيلة ساسة وشعراء منهم: علي خليف غلير رئيس الوزراء الصومالي من عام 2000-2001م والشاعر المناضل إسماعيل مري، والشاعر علي طوح آدم، وأحمد جامع جنغلي وزير الخارجية الصومالي 2009م والفنانة المشهورة سادة علي ورسمه وغير واحد.

الثالثة: ورسنغلي (warsangali) بن هرتي:
قبيلة ورسنغلي تقطن في الشمال خاصة في إقليم سناغ الشرقية ومدينتي برن ولاسقوري وقرى كثيرة تمتد إلى القرب من مدينة بوصاصو، وأجزاء من إقليم الشرق، وكانت لها سلطنة كبيرة قبل أن يضُم الإنجليز تلك السلطنة إلى محميته في شمال الصومال.

يمارس معظم أفراد القبيلة الرعي والصيد من البحر، ويوجد في مدينة لاسقوري المصنع الصومالي الوحيد لإنتاج لحوم الأسماك، وأراضي ورسنغلي تعتبر من الأراضي الخلابة ذات الطبيعة الباهرة، وتتكلم القبيلة باللهجة المحاتيرية الشمالية.

الرابعة: دشيشي (dashiishe) بن هرتي:
وهذه القبيلة أصغر القبائل الهرتية عددا، وتقطن في إقليم كركار وقرطو وأجزاء من مدينة بوصاصو الساحلية، وتلعب دورا هاما في إدارة بوصاصو العاصمة التجارية لبونت لاند، وتمارس الرعي إلى جانب التجارة في البلدة.

هؤلاء هم أولاد كونبي بن كبللح بالتفصيل.

أما كومذي بن كبللح فأنجب ولدين هما: غلميس (galimeys) بن كومذي، أبسمي (absame) بن كومذي.

أما غلميس بن كومذي فلم يكثر أولاده فانضم إلى أولاد أخيه الأبسميين.

وأما أبسمي بن كومذي فأنجب أربعة من القبائل التالية:

الأولى: بالعد (baalcad) بن أبسمي:
تقطن بالعد بن أبسمي في أعالي إثيوبيا الوسطى الذي يسمى بالغرب (galbeed)، لاسيما محيط مدينة هرر وما فوقها حتى درردوا، ويمارسون زراعة شجرة القات والتجارة بها، مع حرفة الرعي وغيرها، ولهم لهجة تتغير من لهجة إخوانهم الأبسميين إذ أنهم تأثروا بجيرانهم من قومية الأورومو.

الثانية: ويتين (weeteen) بن أبسمي:
وهم قليلو العدد، ويقطنون في محيط مدينة غذي، وتشتهر القبيلة بالتصوف والعلم، وهم مقدَّرون بين تلك المجتمع مثل الشيخالين.

الثالثة: جدواق (jidwaaq) بن أبسمي:
وهي ثاني قبيلة مهمة في العائلة الأبسمية بعد الأوغادين، وتقطن في مدينة جغجغا المركز السياسي والتجاري للإقليم الصومال في إثيوبيا، والقرى التي تقع جنوبها.

وتمارس الزراعة مع الرعي والتجارة، وتستفيد من مدينة جغجغا عاصمة إقليم الصومال الإثيوبي التي هي أهم مركز سياسي وتجاري.
وتتفرع القبيلة إلى فروع منها: أبسكول (abiskuul)، برتري (bartire)، يبري (yabare).

كانت لهذه القبيلة سلطنة كبيرة لا سيما فرع برتري، وكان أشهر ملوكها غراد حرسي ويلوال الذي كان يتصف بالحرب والفطنة وكان شَاعراً بارعاً وأديباً ماهراً، وكان مقرُّ مملكته حول مدينة جغجغا حتى منطقة شنيلي، ومناطق أخرى في أعالي نهر شبيلي.

الرابعة: أوغادين (ogaadeen) بن أبسمي:
تعتبر قبيلة أوغادين أكثر أولاد أبسمي عددا، بل أكثر قبائل الدارود برمَّتها عددا حيث تقطن في مناطق متعددة من الصومال الغربي في إثيوبيا منها: (قرحي، غذي، أفطير، طغحبور، ورطير، إيمي) وفي شمال شرقي كينيا (غاريسا ووجير) وفي جمهورية الصومال (إقليم جوبا السفلى).

تشتهر هذه القبيلة بالتمسك بالتقاليد الصومالية وهي قبيلة رعوية تعتمد على رعي الإبل بشكل أساسي وتمارس الزراعة، وكذلك تشتهر بالنضال ضد الأحباش في فترات طويلة.

يسيطر الأوغادينون على العملية السياسية في الإقليم الصومالي الإثيوبي، وأيضا الإقليم الصومالي الكيني، ويتكلمون باللهجة المحاتيرية الشمالية وهي أحسنها فصحة، ويهتمُّون بالأدب الصومالي والشعر، ويتصفون بالهدوء والتحمُّل والكرم والفصاحة والقومية.

وقد برز من القبيلة شعراء وعلماء ومناضلون وسياسيون منهم: السيد محمد عبد الله حسن المناضل الكبير المشهور، والشيخ علي الصوفي والد عبد الرشيد علي الصوفي المقرئ الصومالي المشهور، والعقيد أحمد عمر جيس واللواء آدم غبيو، والشاعر الصومالي عبد الله معلم طوذان، والأديب محمود سنغب، والشيخ أحمد عبدي أمل، والشيخ أحمد مدوبي وفارح معلم وخلق لا يحصون عددا.

وتتفرع القبيلة إلى الفروع التالية :الأولى: محمد زبير ويتفرع إلى رير إسحاق ورير عبد الله وهم أكثر فروع الأغادين عددا ويقطنون في مناطق عدة في الأقاليم الوسطى من الصومال الغربي وفي جوبا بجنوب الصومال، الثانية: عوليهن (cawilyahan) وهي التي تليها عددا وتقطن في أفطير بالصومال الغربي وجوبا بجنوب الصومال وأنفدي في كينيا، الثالثة: مقابل ويتفرع إلى مكاهيل وسعد، ويقطن في ورطير بالصومال الغربي، الثالثة: عبد الله، ويقطن في منطقة غذي (godey)، الرابعة: بهغري، ويقطن في منطقتي شيلابو وقلافو بالصومال الغربي، الخامسة: عمرو، وهم أقلهم عددا، ويقطنون في أعالي نهر شبيلي.

4- أما يوسف بن الدارود، فتنتسب إليه القبيلة المعروفة بأورتبلي، وتقطن في مناطق في شرق الصومال، وعددها قليل.

5- وأما عيسى بن الدارود، فلم يكثر عقبه، وهم قليلون.

وبهذا انتهى سرد قبائل الدارود وعشائرها وبطونها وأفخاذها، والحمد الله على التوفيق.

بقلم انور احمد ميو



hgrfhzg hglkjsfm Ygn hg]hv,]