القبائل الصومالية المتعددة

مصطلح (القبائل الخامسة) (beelaha shanaad) غير دقيق بل قد يكون باطلا إذا فسرناه بأن هذه القبائل في المرتبة الخامسة، إذ مفهومه يفيد بأن هناك قبيلة في المرتبة الأولى ثم الثانية ثم الثالثة ثم الرابعة وهي في المرتبة الخامسة وهو فاسد، لكن واضعو الاسم قصدوا بأن هذه القبائل هي القبيلة الخامسة المغايرة للأربعة الكبيرة التي ذكرناها بالتفصيل، فرارا منهم من الاصطلاح المستقبح لدى البعض والمشهور بـ (القبائل الأخرى) – بالإنجليزية:- (others) التي أعطيت نصف ما أعطيت للقبائل الأربعة، غير أن مصطلح (القبائل الخامسة) ما زال يشوبه غموض ويحتاج إلى تأصيل،!! وقد أجيز نظام (4.5) في مؤتمر عرته بجيبوتي عام 2000م وأبطل بعد تجاوز الصومال للمرحلة الانتقالية في عام 2012م.

هذه القبائل ليست كتلة واحدة مثل القبائل الأربعة، وإنما هم قبائل متنوعة ومتفرقة ممن بقوا بعد تقسيم الصوماليين على تلك القبائل الأربعة، وبمرور الزمن اضطروا لأن يصبحوا كتلة واحدة تأخذ اسم (القبائل الخامسة).

وتنتسب إلى هذه الكتلة قبائل صومالية كثيرة لا أعرف لها حصرًا؛ إذ أنها متنوعة أوَّلا، وغير مترابطة ثانيا، وإنما أذكر ما وقفت على تلك القبائل وهي كالتالي:

الأولى: القبائل البنادرية العربية:
البَندر في اللغة العربية هو المرفأ أو مرسى السفن، وهذه النسبة تدل على أن هذا الاسم يطلق على أناس ساكنين في السواحل، وأتوا عبر السفن واستقروا هناك، ويتواجدون في المدن الساحلية الصومالية مثل مقديشو ومركا وبراوة وكسمايو وغيرها، ويختلفون عن بقية الصوماليين ببيض بشرتهم وبعض العادات والتقاليد.

وأصول هذه القبائل – بطبيعة الحال – ترجع إلى حضارات وأعراق وفدت إلى الصومال من جهة البحر منذ عدة قرون مثل العرب والفرس وغيرهما.

قال المؤرخ عيدروس بن الشريف في بغية الآمال (ص 42):” وفي سنة 149هـ جاءت قبائل العرب من صنعاء اليمن ومن العراق وغير ذلك من البلدان الأخرى إلى مقديشو، وعددهم أربعون قبيلة إلا واحدة منهم اثنا عشر من الجدعتي (الشاشيين) وستة من العقبى (درقبه) وثلاثة من العفيفي (جدمني) وستة من سليمان بن يعقوب القحطاني، وأتت بعد تلك السنة قبيلة آل المخزومي ثم الأشراف السادة من حضرموت منهم آل الأهدل وآل جمل الليل وآل النضير” إهـ.

وأشهر قبائل البنادر هي:

1- الشاشيون (shaashi):

هم من أشهر قبائل العرب البنادريين، ويقطنون في مقديشو خاصة في أحياء حمرويني وحمر ججب وشنغاني وغيرها، قال عيدروس في بغية الآمال (ص45) “الشاشيون نسبة إلى شاش وهي قرية قريبة إلى مدينة أنزه تقع ما وراء النهر في أعمال سمرقند [آسيا الوسطى]، وينتسبون إلى أبي بكر محمد بن علي بن إسماعيل القفال الشاشي الزهري تلميذ الإمام أبي حنيفة النعمان، الذي ينتسب إلى الصحابي عبد الرحمن بن عوف” إهـ.

أقول: وقد برز منها مشاهير وعلماء منهم الشيخ عبد الرحمن الصوفي الشاشي الذي ذكرنا ترجمته في أعلام الصومال، وحفيده الصوفي الشيخ محمد أبا.

2- الغندرشي (gandarshe):

قال عيدروس (ص 286): “تنتسب إلى الشيخ عثمان الغندرشي بن الفقيه عمر الحضرمي، وهو الذي هاجر من وطنه حضرموت ونزل بمقديشو وأقام بها فولد له ذرية، ثم ارتحل عنها إلى قرية غندرشي وهي على ساحل المحيط الهندي” إهـ.

أقول: وتقطن أيضا في مدينة مركا، وغندرشي هي قرية تقع بين مقديشو ومركا على الساحل مثل قرية الجزيرة التي تقطنها أيضا قبيلة شيخال الجزيرة التي لها صلة قريبة بالغندرشي، ويقال لهما (الشيخال البيض) تمييزا عن شيخال هويه الذي ذكرناهم، وهناك رواية تقول: بأن الشيخاليين جميعا من أب واحد، لكن مما يضعف هذا الرواية هي أن قبيلة لوبغي هي ابن مرتيلي بن هراب بن دامي بن غورغاتي بن هويه بن إرر بن سمالي، والله أعلم.

3- الأشراف:

الأشراف في الصومال قبائل متعددة غير مترابطة، فالأشراف في باي وبكول هي متحالفة مع الرحنوين، والأشراف في الصومال الغربي قائمة بذاتها، والأشراف في أرض زيلع والعيسى هم أناس آخرون، ونقصد هنا الأشراف البيض البنادريين.

قال عيدروس (ص 16): ” الأشراف في براوه من أشراف آل النضير وهم من ذرية الشريف آل النضير المذكور، وهم آل أحمد مظهر، وآل قلتني مظهر، وآل حبيب مظهر” إهـ.

أقول: وهناك أشراف آل الأهدل وآل جمل الليل وجزء من آل النضير في مدينتي مركا ومقديشو.

4- قبيلة الحاتمي:

قال عيدروس: (ص 63) ” كان أولاد حاتم خرجوا من صنعاء ثم ارتحلوا إلى الأندلس ولاية أسبانية وولد فيها محي الدين بن عربي الطائي الحاتمي وتناسلوا في الأندلس، ثم سافر بعض أولاده وهو محمد بن سعيد بن مسلم مع أولاده إلى سواحل إفريقية الشرقية، وكان نزولهم الأول في بندر كسمان [كذا في الأصل]، ..ثم ارتحلوا إلى بندر كلوه وسكنوا فيها، ..ثم ارتحلوا إلى بندر براوه وكان وصولهم بتاريخ 900هـ وسكنوا وتناسلوا، وتوفي محمد بن سعيد الحاتمي عام 956هـ، وقد سكن قبلهم مدينة براوه من القبائل قبيلة التوني وقبيلة بيده وكان وصولهـم إلى براوه عام 700هـ” إهـ وأشار عيدروس إلى أن لهم حلفا مع قبائل شَنْغَمَاس المعروفة بالتوني.

أقول: وقد برز منه علماء أجلاء كثر نذكر منهم الشيخ محمد الهادي الحاتمي الملقب بـ (نور شاندي)[1]، والفقيه القاضي نورين بن أحمد صابر، قاضي براوة وزنجبار في القرن التاسع عشر[2] والشيخ العالم الخطيب محمد الهادي قاضي[3]، وأولاده المعروفون محمد الأمين محمد الهادي[4] وغيره.

ومن قبائل البنادر قبيلة آل العمودي وآل با صديق وآل بامختار وآل باحميش وآل با فضل وكلها موجودة في مقديشو ومركا.

قال عيدروس واصفا قبائل البنادر: “هذه القبائل سكنت في حمرويني وتزوجوا من أهلها واختلطوا معها واتَّبعوهم في لغتهم، وأما الذين سكنوا شنغاني فتكونت بينهم لغة ممزوجة بين لغة أهل حمرويني واللغة العربية، وأما عاداتهم فأكثرها عربية ولم يبدلوا منها إلا شيئا يسيرا، وكانت بيوتهم مبنية على الطراز العربي في نظامها ونقشها” إهـ.

5- الباجون:

هي قبيلة عربية من الأزد جاءت من سلطنة عمان، لكنها اختلطت بالزنوج قبل وصول الصوماليين إلى مناطقهم، وكانت تقطن في كسمايو وجزرها والقرى الممتدة حتى رأس كمبوني ومدينة لامو الكينية وممباسا الكينية، وكلوه من جمهورية تنزانيا.

الثانية: قبيلة عرب محمود صالح المهرية:
قال محمود محمد علمي بن نيمر في كتابه (تاريخ قبيلة المهري في الصومال – العرب محمود صالح): ” تنحدر قبيلة عرب محمود صالح من قبائل المهرة من قبائل العرب القدماء التي سكنت في جنوب اليمن، وخاصة في محافظة المهرة، وهي تتكلم بلغة تختلف عن اللغة العربية وهي من اللغات القديمة في جنوب الجزيرة العربية” إهـ.

أقول: والمهرة قوم قصار القامة أغلبهم سمر اللون، ويختلفون عن عرب عدن وحضرموت قليلا وهؤلاء أيضا يختلفون عن عرب وسط اليمن وشمالها، ويقطن المهريون أيضا في جزيرة سقطري اليمنية في خليج عدن وكانت عاصمة لسلطنة المهرة، وجزيرة عبد الكوري التي تبعد مسافة قليلة عن ساحل رأس عسير شرق الصومال، وهؤلاء على الرغم من بُعدهم عن البرِّ اليمني وقربهم إلى الصومال إلا أنهم لم يتصوملوا قط.

قال محمود بن نيمر: ” والذي جاء إلى الصومال هو محمود صالح وأخوه حسن صالح وعمهما عمرو موسى وهم ينتمون إلى عشيرة بن نيمر المهرية، وكانوا تجارا وسكنوا في ساحل الشمال الشرقي وصاهروا قبيلة مجيرتين إحدى قبائل الدارود.

وعرب محمود صالح هم أول المهريين الذين وطأت أقدامهم في الساحل الصومالي حيث أنهم قدموا من اليمن على متن سفن شراعية، واستوطنوا أول مرة في مدينة بندر قاسم (بوصاصو)، والتي ما زال أحد أحيائها يحمل اسمهم حتى اليوم، أما نسبهم فهم ينسبون إلى جدهم الكبير صالح بن علي بن عامر بن سعد بن مبارك بن نيمر الذي أتي من المهرة وسكن الصومال.

يقول سالم بن ياسر المهري في كتابه (بلاد المهرة ماضيها وحاضرها) (ص 264):

” إن الكثير من قبائل المهرة هاجرت منذ القدم إلى الساحل الشرقي المعروف ببلاد الصومال، ويقيمون في بلاد اسمها جالكعيو، ويعرفون بالعرب محمود صالح، وينضمون إلى حلف قبلي يعرف بالداروت، وداروت تعني أن الحف [كذا في الأصل ولعله (الحلف)] دائم ما دامت الدنيا باقية”.

قال محمود بن نيمر: ” وتتفرع عرب صالح إلى فروع منها بن نيمر – الجدحي – بن شوله – بن عنتوني – بن عفرير.

ومن المدن التي سكنوها وكان لهم دور في إنشائها وبنائها مدينة بندر قاسم المعروفة ببوصاصو، وتعتبر قبيلة محمود صالح من أوائل من سكن هذه المدينة واستقروا فيها، ولديهم حيّ كبير يعرف الآن بحافة العرب، ومنها مدينة غروي عاصمة إقليم بونت لاند، وبندر بيلا، وغالكعيو وأيل وقرطو وغيرها من المدن، وأيضا يسكنون في العاصمة الصومالية مقديشو، وينتسب إليهم مشاهير منهم يوسف عغال نائب رئيس البرلمان في عهد عبد الرشيد شرمأركي، والجنرال محمد علي مري قائد القوات الصومالية في منطقة هرجيسا، وعبد الله شيخ مرسل بن نيمر واضع المناهج العربية في وزارة التعليم والتربية وغيرهم” إهـ مخلصا مع تصرف.

الثالثة: جرير ويني (jareerweyne):
هذا المصطلح يطلق على قبائل كثيرة ومتعددة ترجع أصولها إلى قبائل البانتو من الزنوج، كانوا في ضفاف نهري شبيلي وجوبا قبل الزحف الكوشي إليهم من الأورومو ثم الصوماليين، وبعد نزوح معظمهم إلى داخل إفريقيا بقي البعض منهم وأخذ تقاليد الزاحفين ولغاتهم وتصوملوا في النهاية، تعيش هذه القبائل في ضفاف نهر شبيلي بطوله من منبعه في إيمي في إثيوبيا العليا حتى انتهائه عند مدينة براوة بجنوب الصومال وفي ضفاف نهر جوبا حتى مصبه في المحيط الهندي.

تجمع هذه القبائل أنواع من المميزات أبرزها الشكل واللهجة والثقافة والتقاليد، ولا يمارسون إلا الزراعة، وهم ماهرون في حرف مهمة للمجتمع الصومالي، ويتفرعون إلى فروع منها: رير شبيلي، شيدلي، مكني وغيرهم، وقد انتسب كثير منهم إلى قبائل صومالية أخرى بحكم المنطقة مثل شنتا عليمو، وغلدي، وأيلاي، وبيمال، وموبلين، ووعذان، وأبغال، وهنترو بن بالعد، وقبائل أخرى عديدة.

وكانت قبائل جريرويني من أوائل من سكن مقديشو، وعمَّروها، ومن الأحياء القديمة التي عمَّروها: وابري، بونطيري، سيغالي ، حمر ججب، وقد برز منها ساسة ومشاهير وأعلام منهم موليد معان وكان سياسيا توفي في تفجير المسرح الوطني، والأديب الكبير قاسم هلولي بشير الذي أنجب فاطمة وبحسن ومسلمة وأحفادهم، ومحمد عمر طلحة وهو فنان ومثقف وسياسي مخضرم، وأويس خميس مبوتي فنان شهير، وأويس غيدو دينلي الأديب، وعدد من الأكاديميين الذين يعملون في مجالات شتى، وهم أهل إبداع.

الرابعة: قبيلة أجوران (ajuuraan):
قبيلة أجواران وبنو عمها (هنترو) (hintiro) من أبناء فاطمة بنت غمبيلي بن هويه بن إرر، كما ذكرناهم في قبائل هويه، وهم بنو أخوالهم، ويتفرع الأجوران إلى فرعين: والمغي (waalmuge)، واقلي (waaqle)، وذكر عيدروس أن اسمه بيدبيذان.

وتعتبر أجوران من القبائل الصومالية التي لها تاريخ عريق في الصومال حيث نجحت سلطنتهم في تكوين أول دولة صومالية عريضة في التاريخ، واتسعت حتى امتدت إلى إقليم مدق وغلغدود وأقاليم هيران وشبيلي الوسطى والسفلى وباي وبكول وجوبا الوسطى والسفلى وغذو (أي جنوب ووسط الصومال بأكمله) إضافة إلى عاصمة السلطنة التقليدية وهي مدينة قلافو (qallaafo)، حتى قبري دهري في الصومال الغربي، وكانت هذه السلطنة توصف بأنها بأقوى السلطنات الصومالية وأكثرها صرامة في التاريخ.

قال المؤرخ عيدروس بن الشريف في بغية الآمال (ص: 99): “وفي سنة 1085هـ حكم أجوران هذه الأراضي، واسم إمامهم الإمام عيسى، وصار حاكما في هذه الأراضي من براوه إلى شبيلي وإلى هوبيو وبارطيري ولوخ وغيرها، فالأمر الذي يحدث في براوه يسمعه أهل شبيلي ذلك اليوم، لأن الخلق كان متصلا، وأما أجوران نفسه فكان جالسا في أرض شبيلي، وعساكره كانت منتشرة في كل مكان البنادر وغيرها، ثم تكبَّروا وجاروا في الأحكام، وآذوا الرعية...إلخ” إهـ وذكر ثورة القبائل عليهم عام 1097هـ، وهذا التاريخ فيه نظر إذ أن مملكة أجوران استمرت ثلاثة قرون تقريبا من القرن الخامس عشر حتى السابع عشر.

أقول: سلطنة أجوران مع ما حكي عنها من قسوة وظلم إلا أن لها حسنات ومفاخر لا بدَّ أن نذكرها للتاريخ، منها مقاومتها للغزو البرتغالي لساحل بنادر (مقديشو، ومركا، وبراوه) في القرن السابع عشر الميلادي، وقد أبلت السلطنة في الدفاع عن الأراضي الصومالية بلاء حسنا، لكنها ضعفت أمام قوة البرتغال وانسحبت من الساحل الصومالي، وكذلك مقاومتها للغزو الحبشي في ما يعرف اليوم بالصومال الغربي بعد مقتل الإمام أحمد غري وضعف الدولة الإسلامية في إثيوبيا.

ومن محاسن السلطنة أنها بنت للمجتمع الصومالي معالم ومؤسسات حكومية واقتصادية كبيرة لم يفكِّر به البدو الرعاة الصوماليون آنذاك، حيث بنت القلاع والحصون في القرى الصومالية، وهندسات معمارية، وقد حفرت الآبار الكبيرة المصنوعة من الحجر الجيري في مختلف المناطق الصومالية الجنوبية والوسطى، الأمر الذي فرح به البدو الصوماليون حيث وجدوا لمواشيهم وفرة المياه من الآبار المحفرة بطريقة حضارية، وقد أنشأ الأجورانيون نظام المحاكم والشرطة والجمارك والضريبة على الزراعة والرعي وإنماء الاقتصاد الصومالي وتحديث العملة إلا أنهم شدَّدوا الخناق على القبائل الصومالية، وأسرفوا في النظام الضريبي وتشديد الرقابة والأحكام العرفية والحريات العامة، فثارت القبائل الصومالية القاطنة في تلك المناطق الشاسعة، وأطاحت أخيرا بالسلطنة بحلول القرن الثامن عشر.

احتفظ آخر سلاطين الأجوران السلطان أولل دينلي (olol diinle) بعاصمته التقليدية قلافو في الصومال الغربي، واستطاع أن يحافظ على منطقة صغيرة من مملكة أجوران بعد فقدها الأقاليم الصومالية، وعاصر مجيء المستعمرين الإيطاليين لجنوب الصومال، وتحالف مع الإيطاليين أيام الغزو الإيطالي لإثيوبيا كي يحافظ على ما تبقى من سلطنته أمام الغزو الحبشي حتى انهارت السلطنة بالكلية.

توجد عائلات من أجوران في إقليم جوبا الوسطى وما يجاورها، ومنطقة بورهبكا في إقليم باي في الصومال، ومنطقة وجير في إقليم شمال شرقي كينيا، ومناطق متفرقة من الصومال الغربي.

الخامسة: رير أو حسن:
تنتسب هذه القبيلة إلى الشيخ حسن بن عمر بن علي المعروف بحسن كلويني، وينتسبون إلى الأشراف العلوية، ويقول الشيخاليون وبعض القبائل الصومالية: إنهم من الشيخال، لكنهم يرفضون ذلك رفضا باتا، وتقطن قبيلة رير أو حسن منقطة فير فير وهي في الحدود بين الصومال وإثيوبيا وبور عكر وهما تابعان لإثيوبيا، وقرية أبالي في إقليم هيران بالصومال، وهي أول قرية يمر بها نهر شبيلي في الصومال، وتقطن أيضا بلدوين ومدن أخرى في إثيوبيا، وهي قبيلة مشهورة بالعلم ومحترمة في الأوساط الصومالية.

تتفرع القبيلة إلى فرعين نور وساعد، فالأول يتفرع إلى رير علمي ورير مهدي وأدغوني، وأما علمي فيتفرع إلى محمود ونور وديني، ومهدي يتفرع إلى حسن وحسين ومحمود وكتب، أما ساعد فيتفرع إلى خيري وحوريه وهلولي.

وقد برز منها مشاهير وأعلام منهم الشيخ المفسر عمر الفاروق حاج عبدي سلطان، وأحمد عبد الله واييل الأكاديمي المعروف، وغير واحد.

السادسة: قبائل المدغان (midgaan):
يطلق هذا الاسم – ومرادفه: (مَطِبان، تومال) – على قبائل صومالية منتشرة في أجزاء متفرقة من الصومال خاصة في الشرق والغرب والشمال والوسط، وهذه القبائل تشعر بالظلم من قبل الصوماليين حيث يعانون من تمييز عنصري شديد بحيث لا يتزوّجون من غيرهم والعكس، ولا يتبوءون بمناصب مهمة، بل يتلقون في بعض الأحيان شتائم وطعون في النسب، وهذه – واللهِ- من التقاليد والعادات القبيحة والمنكرة والمنهية عنها شرعا ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : “اثنان بهما كُفر : الطعن في الأنساب، والاستسقاء بالأنواء ” رواه مسلم، وبنو آدم كلهم سواء في الإسلام أبوهم آدم، وآدم من التراب، لا فضل بين الناس إلا بتقوى الله عز وجل.

لا أعرف تاريخ هذه القبائل وأسباب تمييزهم، إلا أن هناك خرافات وأساطير لا أساس لها من الصحة تقول: إنهم أكلوا بعض المحرمات في يوم مجاعة، وهذا أباح لنا الشرع كما قال الله تعالى : {إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به فمن اضطُّر غير باغ ولا عاد فإن الله غفور رحيم}، وقد انتسب معظم هذه القبائل إلى القبائل الصومالية الكبيرة لكنها لامازالت تعاني من التمييز، وهناك قبائل منهم مستقلة، وقد برز من هذه القبائل أعلام أكثرهم فنَّانون ومُطربون.

وبهذا ينتهي سرد جميع القبائل الصومالية كلها، والحمد لله على التوفيق.
---------------- هوامش -----------------------

المتوفى في النصف الأول من القرن الثامن عشر الميلادي، تلميذ الحبيب عبد الله بن علوي الحداد
ولد الشيخ نورين بن أحمد صابر في مدينة براوة الساحلية الواقعة في شبيلي الوسطي، علماء وفقهاء القرن الثامن عشر الميلادي واشتهر الشيح نورين بنشر الدين وتربية نفوس المجتمع المسلم كما اشتهر في تدريس كتب العلم الشرعي لطلبة العلم ليلا ونهارا، وعكف على التدريس في حلقات العلم بمسجدخ المسمى “ببلاد الرحمة” في براوة، ومن هذه المدرسة تخرج ألوف من طلبة العلم ممن هم في داخل الصومال وخارجه. وإحياء لذكراه أسس حفيده الشيخ طاهر شيخ سعيد مركزا إسلاميا في ممباسا يضم مسجدا ومدرسة وحضانة ومستوصفا ومكتبة عامة
ولد في براوة وتلقى العلم من مشائخها ثم انتقل إلى بارطيرة ونهل العلم من علمائها وكان بارعا في الفقه واللغة درّس العديد من الطلبة. كان إمام وخطيب مسجد مرواس المشهور في العاصمة مقديشو قبل انهيار الحكومة الصومالية، وبعدها انتقل إلى ممباسا ليصبح خطيبا أيضا في المسجد الجامع فيها وهو أقدم مسجد أسس فيها، وكان مبعوث رابطة العالم الإسلامي في مخيمات اللاجئين قريولي وأسلم على يديه هناك ما يناهز ٥٠٠ من أخل سدامو. وقضى عمره يدرس للطلبة في دروسا خاصة في الفقه واللغة دون أن يتقاضى أجرا.. أطال الله في عمره.
مدير مركز الشاهد للبحوث والدراسات الإعلامية

بقلم انور احمد ميو



hgrfhzg hgw,lhgdm hglju]]m