تاريخ جزر القمر


يعرف القليل عن سكان الارخبيل الاوائل. ويمكن الاستنتاج من الخليط الاثني الذي تتألف منه جزر القمر ان مجموعات عديدة جاءت على دفعات من أفريقيا والخليج العربي واندونيسيا ومدغشقر، بعضها استقر في الجزر وبعضها لم يمكث طويلاً.

وصل العرب الشيراز الى الجزر في القرنين الخامس عشر والسادس عشر جالبين معهم الدين الاسلامي. ونشأت سلطانات عربية الطراز في انزواني (انجوان) في مطلع القرن السادس عشر، وحكم بعض اجزاء جزر القمر حكام عرفوا باسم فاني.

جاء البرتغاليون سنة 1505. وتصف بعض الروايات الهولندية التي تعود الى القرن السادس عشر السلطنات الكومورية بانها مراكز تجارية مزدهرة تتعامل مع البلدان الافريقية المجاورة وبخاصة مع مدغشقر.
استعمرت فرنسا جزر القمر الكبرى وانجوان ومايوت وموهيلي بين 1843 و1920 ووضعتها تحت ادارة الحاكم العام في مدغشقر. وفي سنوات لاحقة اقام المقيمون الفرنسيون والشركات الفرنسية وبعض التجار العرب الاغنياء اقتصاداً زراعياً يعتمد على المزارع التي كانت تصدر ثلث الانتاج .

سنة 1947 اصبحت جزر القمر واحدة من الاقاليم الفرنسية فيما وراء البحار واعطيت تمثيلاً في البرلمان الفرنسي. وفي سنة 1961 مُنحت الجزر استقلالاً ذاتياً. وفي 1973 وقعت فرنسا وجزر القمر اتفاقاً أفضى عام 1978 الى الاستقلال التام. وكانت جزر نجازيجيا (القمر الكبرى) وموهيلي وانزواني قد صوتت للاستقلال التام، انما مايوت (ماهوري) فضلت البقاء مرتبطة بفرنسا. وجاء ذلك في استفتاء عام وافق فيه 65 بالمئة من سكان جزيرة مايوت على البقاء جزءًا من فرنسا مدعية ان علاقاتها الثقافية والدينية واللغوية مختلفة عن الجزر الثلاث الاخرى. وظن سكان مايوت ذات الكثافة السكانية القليلة، ومعظمهم من المسيحيين، ان مصادر الجزيرة الطبيعية الكبيرة ومستوى معيشة اهلها المرتفع يؤهلها للبقاء جزءًا من فرنسا.

تولى احمد عبد الله رئاسة الجمهورية وكان اول رئيس لجمهورية القمر المستقلة. وهوابن جزيرة انزواني وما يزال مدفنه في مدينته دوموني مزاراً للكوموريين. وجاء رؤساء آخرون عديدون لاحقون من هذه الجزيرة. وكان عبدالله قد أطيح به بعد شهر واحد من تسلمه السلطة في انقلاب عسكري دبره الجنود المرتزقة الفرنسيون بقيادة الكولونيل بوب دينار ونصّبوا مكانه الامير سعيد محمد جعفر.

فقد جعفر السلطة بدوره سنة 1976 واستبدل بعلي صويلح الذي حاول تحويل البلاد نحو العلمانية والاشتراكية. بقي صويلح في الحكم بين 1976 و1978. وتميز حكمه بالعداء المستحكم بين فرنسا وجمهورية القمر. وكان وضع جزيرة مايوت هو سبب هذا الخلاف والعداء بالاضافة الى محاولة الرئيس ومساعديه تحرير الجمهورية من النفوذ الفرنسي. وكان صويلح يشدد على دور الشبان في ما سماه الثورة فخفض سن التصويت الى الرابعة عشرة وجند الشبان في ميليشيات ثورية ( بواسي)، بخاصة في القرى، للقيام باعتداءات عنيفة ضد المحافظين من كبار السن.

دأب علي صويلح على وصف نفسه بالمسلم الملتزم في حين انه كان يعمل على اقامة دولة علمانية. وكان ان وضع حدوداً على الأئمة المسلمين عندما ذهبوا بعيداً في تفسير الشريعة. ولم تلق مشاريعه في هذا المجال تجاوباً من الغالبية التي رأت فيها تعدياً على الدين وعلى العادات المتوارثة. وعندما تدهور الوضع الاقتصادي تحول ما بقي للرئيس من تأييد الى عداء وجرت محاولات عديدة لقتله. وفي استفتاء عام حول دستور جديد اقترحته حكومة صويلح صوت فقط 55% من الناس الى جانب الدستور. ولما اطيح بصويلح في انقلاب عسكري وقف معظم اهل جمهورية القمر الى جانب الانقلابيين. قتل صويلح في 29 ايار / مايو 1978 في ظروف غامضة.

رجع الرئيس السابق علي عبد الله الى الحكم. وفي سنة 1986 اقامت حكومته مؤتمراً تحت عنوان "المرأة، العائلة، التطوير" شدد خلاله المؤتمرون على دور المرأة في الحياة العائلية وفي الاعمال الزراعية . قتل عبد الله سنة 1989 على يد الحرس الجمهوري بقيادة بوب دينار فتدخلت فرنسا ورحّلت دينار من الجزيرة.

انتخب محمد جوهر رئيساً للجمهورية سنة 1990. وبعد خمس سنوات عاد بوب دينار وحاول ازاحة جوهر في انقلاب فتدخلت القوات الفرنسية واستسلم دينار.

انضمت جمهورية اتحاد الكوموروس (جمهورية القمر) الى جامعة الدول العربية سنة 1993.

انتخب محمد عبد الكريم تقي رئيساً للجمهورية سنة 1996. وضع الرئيس الجديد دستوراً جديداً وسع فيه سلطات رئيس الجمهورية وجعل الاسلام دين الدولة. توفي الرئيس فجأة سنة 1998 وحل محله تجدين بن سعيد ماسووندي .

وقعت انقلابات عسكرية عديدة منذ ذلك الوقت. ففي سنة 1999 إغتصب الكولونيل أزالي أسوماني السلطة في انقلاب ابيض واقال الرئيس ماسووندي. وفي ايار / مايو 1999 وضع دستوراً جديداً حصر بموجبه جميع السلطات التشريعية والتنفيذية في يديه. وكان ازالي قد تعهد عند تسلمه الحكم ان يتنازل سنة 2000 وان يسلم السلطة الى رئيس منتخب ديمقراطياً. استقال ازالي من الجيش سنة 2001 ودخل الانتخابات كمرشح مدني وانتخب سنة 2002 في انتخابات شابها التزوير.
في ايار /مايو 2006 انتخب احمد عبد الله محمد سمبا رئيساً للجمهورية في انتخابات نزيهة وعادلة جرت على مرحلتين. وتعهد في خطاب التولية ان يقيم العدل وان يعمل على تطوير البلاد وتحسين شؤون العباد .

جرت الموافقة على دستور جمهورية القمر الجديد في استفتاء عام في 7 حزيران / يونيو 1992. وحل هذا الدستور محل دستور سنة 1978 الذي ادخلت عليه تعديلات سنة 1982 و1985. وفي مقدمة الدستور اعترف بالاسلام ديناً للدولة واقرت حقوق الانسان كما نصت على ذلك وثيقة حقوق الانسان في شرعة الامم المتحدة. واعترف هذا الدستور بأن جميع المواطنين يتساوون امام القانون. وسمح دستور 2001 بانشاء احزاب سياسية تعمل بحرية وعلانية.

عن شبكة الحكواتي



jhvdo [.v hgrlv