النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: تاريخ الترك- آسيا الوسطى ما قبل التاريخ ٢/١

تاريخ الترك- آسيا الوسطى ما قبل التاريخ ٢/١ في تاريخ العالم، يشكل العصر الحجري الحديث أهمية عظمى لظهور الزراعة، و التي مكنت الشعوب من النمو، و بالتالي نشوء الحضارات. و

  1. #1
    كاتب في النسابون العرب
    تاريخ التسجيل
    14-11-2014
    المشاركات
    1,126

    افتراضي تاريخ الترك- آسيا الوسطى ما قبل التاريخ ٢/١

    تاريخ الترك- آسيا الوسطى ما قبل التاريخ ٢/١
    في تاريخ العالم، يشكل العصر الحجري الحديث أهمية عظمى لظهور الزراعة، و التي مكنت الشعوب من النمو، و بالتالي نشوء الحضارات. و تشسر الأبحاث إلى أن الزراعة امتدت إلى المنطقة الأورو-آسيوية في هذه الفترة، في المنطقة الجنوبية لتركمنستان حوالي سبعة آلاف عام قبل الميلاد. جفاف المنطقة أدى إلى حصر الزراعة في واحات و سهول آسيا الوسطى. و ظلت أهمية آسيا الوسطى كمنطقة زراعية كبيرة جداً. و على مدى قرون طويلة ظلت آسيا الوسطى تنتج محصولات كالقمح و الأرز، و اشتهرت بفواكهها من التفاح و الخوخ و الرمان و البرقوق و الكرز و الشمام و العنب. أدى هذ الإزدهار الزراعي للمساعدة على ظهور المدن فيها منذ حوالي ثلالثة آلاف عام قبل الميلاد. و مع الوقت تطورت هذه المدن لتصبح مراكز للتجار و الحرفيين، و تطورت فيها ثقافة مميزة.
    مع بزوغ فجر الألفية الرابعة قبل الميلاد، بدا لسكان آسيا الوسطى أن تربية الحيوانات هو النشاط الأنسب عوضاً عن الزراعة في المناطق الجافة. و بدا أن تربية المواشي في منطقة آسيا الوسطى هي الأفضل في حين أن الزراعة كانت أنسب للمنطقة الأورو-آسيوية. و يبدو أن تربية المواشي و الخراف و الماعز قد بدأت حوالي ستة آلاف عام قبل الميلاد. بينما كان ركوب الأحصنة، و تحسين سلالات الخيول، و اختراع العجلة قد ظهرت في الفترة ما بين أربعة آلاف و ألفي عام قبل الميلاد في المنطقة الواقعة اليوم بين أوكرانيا و الحدود الروسية الكازاخية.، و انتشرت من هناك. كما تم تهجين الجمل الوسط آسيوي ذو السنامين في الألفية الثالثة قبل الميلاد، كما تم تطوير التقنيات اللازمة للاستفادة من الحليب، و الصوف، و قدرة الحيوانات على الجر مما مكن أهل تلك المنطقة من الانتشار إلى مناطق قاحلة أكثر كرعاة للمواشي. كما كونوا نظاماً رعوياً عسكرياً أساسه الخيول. و كان البدو في وسط آسيا هم من أكثر الرعاة العسكريين قدرة على التنقل.
    الثقافة الفروسية للعصر الحجري انتشرت بشكل كبير و واسع. و كانت مرتبطة بشكل أو بآخر مع الشعوب المتحدثة بالآرية أو الهندو-إيرانية. و كون الشعوب الإيرانية و الهندية تطلق على نفسها اسم “الشعوب الآرية” يدل ذلك على أن أصلهم واحد. و أول حضارة تمتد من الأورال إلى غرب الصين كانت حضارة الأندرونوفو و هي الحضارة التي أتت بعد الحضارة الهندو-آرية سينتاشا بيتروفكا (٢١٠٠-١٧٠٠ ق. م.). المقابر التي وجدت في حوض تاريم تشير إلى أنها دفنت ما بين ٢٠٠٠-٤٠٠ ق.م. و تحوي جثثاً محفوظة بشكل جيد و ذات ملامح قوقازية تشير إلى أن قوماً هندو-أوروبيين سكنوا تلك المنطقة. علاوة على ذلك، فإن المقابر تحتوي على منسوجات تشير إلى أصلها الشمال أوروبي و بها أيضاً طواقي طويلة و سوداء لسحرة أو مشعوذين تشبه المستخدمة عند الإيرانيين الأوائل. و يبدو أن أولئك القوم هم أسلاف الطخاريين و الذين تركوا خلفهم كتابات بلغة هندو-أوروبية لها صفات تشبه اللغة الجرمانية. انتشار الشعوب الهندو-أوروبية في تلك المنطقة يمكن أن يقارن بالانتشار اللاحق للشعب التركية غير أن الفرق الأساسي هو أن الانتشار التركي يمكن النظر إليه في ضوء التاريخ كله.
    دخلت شعوب السهل الآسيوي التاريخ في الألفية الأولى قبل الميلاد عندما ظهرت النصوص المكتوبة عنهم لدى شعوب أخرى كما في “التواريخ” لهيرودوتس. و تم التعريف بهم كشعب السكوذيين لدى الإغريق و الساكا لدى الإيرانيين. و كان امتدادها واسعاً جداً – من الدانوب لمنغوليا و تحدها من الجنوب إيران- و بترتيب سياسي و عسكري جديد صنف حضارتهم كحضارة حربية. و على الرغم من أن تفاصيل تلك الحضارة، ديموغرافياً و تكنولوجياً، غير متفق عليها إلا أن ملامحها الثقافية الأساسية واضحة من الناحية التاريخية و من الآثار المتبقية. و حيث أن شعوب الساكا “أو على الأقل قادتهم” كانوا “هندو-أوروبيين” فقد امتدت تلك الحضارة شرقاً نحو الشعوب الألطية حيث نشأت الشعوب التركية و المغولية.
    هذا التنوع الثقافي غالباً ما يعرف بالثالوث السكوذي من الآثار التي وجدت في المقابر: أسلحة برونزية و حديدية، عدة الخيول، و فنون تشكل زخارف حيوانية، مع أن العلم الحديث يثبت أن معظم هذه الآثار هي أقدم من السكوذيين. معظم الآثار التي بقيت هي من المعادن مثل البرونز و الحديد و الذهب، مما يدل على أن شعوب آسيا الوسطى برع في الأعمال المعدنية. و بالإضافة إلى هذا الثالوث فإن التنوع الثقافي اشتمل على عناصر أخرى.
    عاش السكوذيون في خيام مقببة، مغطاة بالشعر، و لكنها لم تكن قابلة للطي كاللتي استعملها الترك و المغول من بعدهم، و كان عليهم بذلك نقلها كما هي على عربات. و كان رجال الساكا يحرمون أن تمس المياه أبدانهم، و استعاضوا عن التنظيف بالماء مباشرة التنظف بالبخار، حيث يسخنون الأحجار ثم يريقون عليها الماء مع بذور القنب، ليصعد منها بخار مخدر، و أما النساء فكن يعجن بعض العطور مع الماء و يضعن العجينة على أجسادهم لينزعنها في اليوم التالي، و يصبحن في غاية النظافة.
    المنسوجات تشكل دليلاً هاماً على تقدم الساكا التقني و الفني، فخيامهم المقببة و المغطاة بالشعر تدل على أنهم يعرفون كيف يغزلون الشعر، و تبعهم في ذلك المغول. و من رسوماتهم للحيوان صور منسوجة بالشعر ثلاثية الأبعاد. و في آثار وجدت في جبال ألطاي في بازيريك في سيبيريا عام ١٩٤٩ تدل على أنها سكوذية، و من أبرز ما وجد فيها سجادة متقنة، مساحتها حوالي المترين مربعة، و يعتقد أنها نسجت ما بين ٣٨٣-٣٢ ق.م. في المنطقة التي تشكل اليوم جمهورية تركمنستان. و النقوش التي في السجادة تشبه النقوش المستخدمة اليوم في آسيا الوسطى و إيران، و مما يؤيد أن السجادة قد نسجت في غير المكان التي وجدت فيه أن النقوش هي لرجل يمتطي حصاناً غير مسرج، و إنما يضع تحته غطاءاً، و في تلك الفترة كان سكان بازيريك يستعملون السرج للأحصنة.، خلافاً لجيرانهم في الغرب. و العقدة التي نسجت بها السجادة تصنف اليوم من العقد التركية و تسمى كوردس Gördes على اسم مدينة تركية. و بالمقارنة مع بعض المنسوجات الأثرية يتبين أن التقنيات المستخدمة لصناعة السجاد قد تطورت و تنوعت في أوراسيا منذ ٢٥٠٠ عام. و مهما كان أصل سجادة بازيريك فإن الأهم هو أن تلك التقنية قد تطورت و انتشرت في وسط آسيا البدوية، لتصل إلى مستوى عال جداً يمكن مقارنته بأعظم السجاجيد و التي أنتجت في العصور المتأخرة.

    أبومحمد


    التاريخ ٢/١ 575877_1192331582708






    jhvdo hgjv;- Nsdh hg,s'n lh rfg hgjhvdo ٢L١


  2. #2
    كاتب في النسابون العرب
    تاريخ التسجيل
    14-11-2014
    المشاركات
    1,126

    افتراضي

    من الأمور المهمة في تعريف ثقافة الساكا هي التطورات المهمة و التي أدت إلى رفع كفاءة المحارب على ظهر الخيل. فالقوس المركب تم صنعه من الخشب، و قرون الحيوانات و الأوتار الحيوانية. و كان تصميمه بحيث يتضمن تقوساً مركباً، مما قصر من طوله و قلل من طول الشد ، و الذي أدى إلى زيادة قوة الرمية، و دقتها من على ظهور الخيل والذي مكن الرماة من تسيد الهضبة، و الذهاب إلى أبعد من ذلك. واستفاد هؤلاء المحاربون البدو من أحصنة البريجفالسكي الصغيرة، و القوية التحمل. و هي قادرة على العيش في الهضبة، على خلاف الأحصنة الكبيرة و التي تحتاج لفترات رعاية و عناية في الاسطبل. و من تجهيزاتهم أيضاً نوع خاص من السيوف الصغيرة أو الخناجر، و أيضاً ما يلزم الخيل من الأربطة و الأوثقة، و كانت أسلحتهم مصنوعة من البرونز و الحديد.
    و كما في عدة أمور أخرى سبق السكوذيون الشعوب اللاحقة في الحرب و السياسة. فقد كانت الشجاعة في الحرب هي مفتاح الهيبة. و بالرغم من وجود دلائل على اختلاف الأدوار بين الجنسين، إلا أن النساء قمن بأدوار الرجال، مثل الحرب في وقت الحاجة. و قد كانت النساء تدفن مع عدة كاملة من السلاح. و قد نقل هيرودوتس أن السكوذيين من الرجال كانوا يشربون من دم أول عدو ينحنورنه، و يأخذون الرؤوس المجزوزة إلى قادتهم، و بذلك يحصلون على نصيبهم من الغنائم. التكتيكات الحربية التي استخدمها السكوذيون من التحرك السريع، و المهارة القتالية العالية للفارس الرامي، و المناورات الخادعة مثل الكمائن و الانسحابات الكاذبة، ظلت من الخطط الناجحة في الحروب في تلك المنطقة حتى أتى عصر البارود. كان الفرسان الرماة مشهورين بمهارتهم بتحويل اتجاه سروج الأحصنة و التصويب بدقة قاتلة على المقاتلين من خلفهم. و في القرون اللاحقة التصقت هذه المهارة بالمغول و الترك، و لكن أصلها في التاريخ الهند-أوروبي مرتبط باللفظة “الرمية البارثية” و البارثيون هم شعب إيراني قديم سكن في تركمنستان.
    بالرغم من أن الرمبراطورية في الهضبة الاسيوية لم تشكل تنظيماً سياسياً، إلا أن شواهد من السكوذيين تدل على أن هناك بعض الممارسات و الأفكار من الممكن أن يكون هناك تنظيم مجتمع قبلي، حربي، بدوي في اتحاد كبير ظهر في تلك الفترة. و مفهوم ظهور قبيلة مرموقة حاكمة و الذين وصفهم هيرودوتس بالسكوذيين الملكيين، كان موجوداً بالفعل، و دليل ذلك ظهور عدد كبير من المدافن “الراقية” و التي تدل على التأثير الاجتماعي العميق لهذا المفهوم.
    و في الوقت ذاته أثر الاختلاط بالشعوب غير البدوية، فقد عاش زرادشت في شرق العالم الإيراني (ما يمثل اليوم أفغانستان، تاجيكستان، و أوزبكستان) حوالي ١٠٠٠ ق.م. نابذاً التقاليد القديمة دعا إلى عبادة الإله الحكيم: أهورا مازدا. و أصبحت الزرادشتية هي الديانة الرئيسية للساسانيين، و هم الحكام في الفترة السابقة للإسلام في إيران. قبل ذلك حاولت الإمبراطورية الهخامنشيانية احتلال آسيا الوسطى، تعرفت آسيا الوسطى من خلاله على النقود المعدنية، النظام البريدي، و الخط الآرامي و الذي ظل معمولاً به لفترة طويلة. و في ٣٢٠ ق.م غزا الإسكندر المقدوني آسيا الوسطى، و جلب معه المستوطنين من الإغريق، و إنشاء مدن و دول جديدة، ، و التأثير الإغريقي لغوياً و ثقافياً على بكتريا “تاجيكستان اليوم” حيث تشكلت دولة إغريق-بكتيرية دامت حتى منتصف القرن الثاني قبل الميلاد.
    حتى القرن الأول الميلادي كانت غالبية سكان آسيا الوسطى من الشعوب الهندو-أوروبية. و حتى هذه الفترة لم يكن هناك تدخل خارجي بانتشار لغة أو أقوام آخرين في المنطقة. و انتشر الهندو-أوروبيون من الهند إلى إيران وصولاً إلى أوروبا. و تشير بعض الأحافير في دولة منغوليا توضح أنه في حدود القرن الثاني قبل الميلاد تواجد عالمان، و بدأت القبائل المغولية بالانتشار غرباً و أقوام آسيا الشرقية، و منهم الترك، انتقلوا غرباً و تسلموا القيادة. و في تلك عملية انتقل الكثير من التراث القديم، ثقافياً أو حتى جينياً. و العلاقات الجينية بقيت بين الأسلاف، و سابقيهم. و تحولت تلك العلاقة إلى مثل حيث أورد الأمير محمود الكاشغري في كتابه مثلاً تركياً “تاتسيز تورك بولماس، باش سيز بورك بولماس” و معناه (لطالما عاش الترك والغزية منهم على وجه التحديد بجوار الفرس ولطالما كان بين هذين الشعبين تأثير وتأثر حضاري كبير لذلك قال المثل الشعبي Tatsız Türk bolmas أي لا يمكن للتركي أن يكون إلا بوجود الفارسي قرباً منه “وهذا المثل ينطبق على الأتراك الأوغوز على وجه التحديد” أما بالنسبة للشطر الثاني من المثل وهو “Başsız börk bolmas” فكانت العادة عند الأتراك أنه من العيب على التركي أن يخرج خارج الأوتاغ دون أن يعتلي القلبق أو غطاءاً للرأس فكان الترك دائماً يرتدون غطاءاً للرأس فشبه هذا بذاك. )
    أبو محمد







  3. #3
    عضو موقوف
    تاريخ التسجيل
    02-05-2016
    العمر
    35
    المشاركات
    17

    افتراضي

    موضوع رائع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. وثيقه توضح نسب البراغيث السعادي لسنه ١٦٢٢م ١٠٢١ هجري
    بواسطة قبيلة الفوايد في المنتدى مجلس قبيلة الفوايد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13-05-2020, 01:17 AM
  2. المؤرخ ابن المنقور التميمي النجدي (١٠٦٧ ه‍ ـ ١١٢٥ ه‍)
    بواسطة القلقشندي في المنتدى تاريخ الجزيرة العربية المعاصر
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09-03-2020, 10:00 PM
  3. ترجمة المؤرخ أحمد المنقور التميمي (١٠٦٧ ه‍ ـ ١١٢٥ ه‍)
    بواسطة القلقشندي في المنتدى مجلس قبيلة بني تميم
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 15-02-2020, 11:06 PM
  4. «عرب خانا» في آسيا الوسطى
    بواسطة قيد الارض في المنتدى مجلس قبائل آسيا
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-09-2012, 11:49 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
MidPostAds By Yankee Fashion Forum