راقت لك ... نعم الروقان !!!
لا نزيد على ما أتيت به يا ابن الكرام بارك الله بك ...
لن أضرب الأمثال ! ولن أستشهد بالأقوال ! ولا بما في بطون الكتب ! ولكن سأروي للمتابع الكريم واقعة شخصية !!!
ذات يوم .. وفي جلسة عائلية في بيتي .. ومن الطبيعي أن تتشعّب الحكايات وتختلف الآراء بين المتواجدين !! وكان من ضمن الحوار " ألإخوة والأخوات " وما لهم من حقٍ على بعضهم البعض !! مما يجب أن ينسحب على الأبناء ...
شرحت وتكلمت وأسهبت والجميع منصتون .. ولما أن اتيت على إكمال الكلام قال أحد أبنائي : يا أبي .. أحترم وأقدر ما جئت به ولا أخالف ذلك .. ولكن .. أحب أن تعي مني شخصيا رأيي في " عمي فلان " .. قلت : هات ما عندك ...
قال : لأنه شقيقك .. ولأنه عمي .. فله مني كل الاحترام والتقدير .. ولن اميّزه بالمعاملة عنك .. فهو كما انت عندي كأب يتوجب عليّ احترامه وتقديره والاحسان اليه وكل ما امر به الشرع الحنيف .. قلت : هذا جيد .. وبعد ؟؟؟
قال : مع كل ما قدمته لك .. لكنك لا تستطيع أن تفرض عليّ محبته !!! لم أجِبْهُ !! بل صُعقت !!! وبعد هدوء حوار من الجميع قلت : يا بني .. نعم لا استطيع فرض محبة أحد على أحد ! فهذه قلوب لا أملك انا التحكم بها ! ولكن .. هل أطمع منك أن تفيدني لماذا هذا الموقف من عمّك ؟؟؟
قال : ببساطة .. لا أشعر حين أقابله أي عاطفة منه نحوي ولا حتى ابتسامة ترضي غروري لتقربه الى قلبي كما الأعمام ...
هل أستطيع تغيير ما وقَرَ في قلب ابني ؟
ومن فوري توجهت الى منزل أخي - وهو أصغر مني سناً - ولما دلفت من باب المنزل عرف أخي ان هناك شيء في النفس لأنه ليس من عادتي " التقطيب " في وجهه كلما لقيته !!!
قال : خير ان شاء الله .. ما وراءك يا أخي ؟
قلت : هل تحب ان تخلق لك عدوّاً من بدنك ودمك ؟
قال : بالطبع لا .. ولكن كيف يكون ذلك ؟
قلت : إن ابنك وابني صنوان عندي والله يشهد .. ولكن حصل من ابني - فلان - كذا .. وقصصت عليه ما كان !!!
قال بعد هنيهة : ما العمل ؟
قلت وبحِدّة : ألا ترى ما أصنعه عندما ألتقي بأبنائك وكيف أعاملهم وأعانقهم حتى لو التقيت بهم أكثر من مرّة في اليوم ..
قال : والله أرى وأعلم مقدار ما يكنّه أبنائي لك من محبة ..
قلت : لآ أطلب منك المستحيل .. ولكن كلما قابلت ابني هذا فافرد وجهك ولا تقطبه وابتسم ومازحه وعانقه كما تراني أفعل مع أبناء جميع اخوتي .. وإن لم تستطع فعلى الأقل ابتسامة .. ففيها صدقة .. واعترف انني أبكيته .. وتنبّه الى أمر لم يكن يعطيه الأهمية !! لكن عزائي أنها أتت بالفائدة ...
والحمد لله رب العالمين
ألقارىء العزيز .. ألا ترى أنه من واجبنا التوجه الى الأعمام والعمّات أوّلاً بالوعظ والتذكير قبل أن نوقع اللوم على تقصير الأبناء ؟؟؟ ونفهم قول امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه في أسلوب وطريقة تربية الابناء ( أدّبوهم وربّوهم لجيلهم وليس لجيلكم ) !! أي الاقرار بتطور الفكر جيلا عن جيل وعدم التقصير بتأديبهم وتعليمهم الثوابت الواجب عليهم الايمان بها والتسليم لها .. فالعم والأب واحد !!
والأبناء كما نعلّمهم يكونون
أطلنا عليكم .. نرجوا المعذرة .. فالموضوع هام جداً
أخوكم " ابو عمر الفاروق "
ألمراقب العام
مواقع النشر (المفضلة)