تَغْرِيبَةُ بَنِّي سُليم، وَ هِلَاَل

تَغْرِيبَةُ بَنِّي سُليم، وَ هِلَاَل

تَغْرِيبَةُ بَنِّي سُليم، وَ هِلَاَل

[/URL]

تَغْرِيبَةُ بَنِّي سُليم، وَ هِلَاَل

أقول ان قبول بني سليم إجازة النيل والذهاب إلي إفريقية ارتكز على ثلاث أسباب رئيسية هي:

1- السبب الأول اجتماعي نشأ على أثر عدم تأقلم بني سٌلَيْم مع حياه القري شرق النيل التي كانت بمثابة بيئة غريبة عليهم ليست كبيئتهم الصحراوية بالحجاز، وافتقارهم إلى حرية حياة البادية التي ألفوا المعيشة فيها، والتي لا يرضون بغيرها بديلا.

2- السبب الثاني سياسي ترتب على أثر احتياج المستنصر لدين الله الفاطمي إلى محاربين أكفاء، ذو بأس وقوة، فرسان مغاوير يرمي بهم المعز بن باديس الذي أعلن عصيانه وتمرده عليه، ولم يجد حيله للانتقام منه وإزالة ملكة سواهم.

3- السبب الثالث اقتصادي مادي ترتب على أثر ترغيب المستنصر المستمر لهم فيما سوف يعود عليهم من ثروات مادية كبيرة، ومكاسب اقتصاديه عظيمة من هذه البلاد ومراعيها الخصبة الغناء، حيث صار يصف لهم إفريقية وما فيها من خيرات ونعيم وما فيه بن باديس من غني وبذخ وأخذ يقلل لهم من قوته وهيبته ولم يفتر عن تحريضهم ضده وغزو إفريقية للحصول على هذا النعيم الكثير والملك الكبير ومازال على ذلك حتى اجابوا دعوته المقدمة لهم عن طريق وزيرة أبي محمد الحسن بن علي بن عبد الرحمن الْيَازُورِيَّ.

لكنه لم يريد اليازوري وزير المستنصر بذلك لهم خيراً بل كان يريد أن ينتقم من المعز بن باديس بهم لما يعلمه عنهم من قوة وبأس وشجاعة وممارستهم للحرب وإتقان اساليبها بعد أن عجز عن الانتقام منه. ولما كان في نفس أبي محمد اليازوري للمعز بن باديس الذي قصر في المكاتبة له وإجابته بوفور حقه مثلما فعل ملوك الأطراف عما يكاتِب به مَن تقدم من الوزراء بعدما لقبة المستنصر لدين الله بالوزير الأجل المكين، سيد الوزراء، تاج الأصفياء، قاضي القضاة، وداعي الدعاة، علم المجد، خالصة أمير المؤمنين، وخلع عليه. انتهي

كان المعز بن باديس يخاطب كل منهم (بعبده) فجعل يكاتب اليازوري (صنيعته) وقال عنه بعد ان عَتَب عليه عن طريق وكيلة بمصر وقال له اذن المعز ينقصني عمن تقدمني، إذا لم أكن من أهل صناعة الكتابة، وان لم أكن أوفي منهم فما أنا دونهم، ومن رفعه السلطان ارتفع وإن كان خاملا، ومن وضعه اتضع وإن كان نبيلاً. وقال له اكتب إليه بما يرجعه إلى الصواب ففعل وقد وضع الوزير عنده عيون له يطالعونه بأنفاسه. فلما قراء كتاب وكيله رد قائلاً ما الذي يريده مني هذا الفلاح، لا كنت عبده ولا كان هذا ولا يكون أبداً، فأخبر اليازوري عيونه بقوله فأحضر اليازوري ابن الإخوة وكيله وقال له قد جري صاحبك على عادته في الجهل، فاكتب إليه بما يردعه فيه، وإلا عرفته بنفسي إذ لم يعرفني. فكتب ثم أجاب ابن باديس بما هو أقبح من الأول.

فدس له اليازوري من تلطف وأخذ سكين دواته التي يقطع بها الورق، فلما وصلت إليه السكين إليه أرسل لبن الإخوة وقال له: كنت أظن بصاحبك أن الذي حمله على كان منه ثروة الثَبِيبَة، وقِلة خُبره بما تقضي به الأقدار، وأنه إذا نُبه تنبه، فإذا الجهل مستولٍ عليه، وظنه أن بعد المسافة بيننا وبينه يمنع من الانتصاف منه والوصول إليه بما يكره، وقد تلطفنا في أخذ سكين دواته، وها هي ذي، فأنفِذها إليه وأعلمه أنّا كما تلطفنا في أخذها أنّا نتلطف في ذبحه بها. ودفعها إليه.

فكتب إليه ابن الإخوة وقال بذلك، فازداد شراً وبطراً. فدس عليه من أخذ نعله، وكان يفضل الأحذية السندية، فلما وصلت إليه حذاءه أحضر ابن الأخوة وقال له: اكتب إلى هذا البربري الأحمق وقل له إن عقلت وأحسنت أدَبَك، وإلا جعلنا تأديبك بهذه. فجري على عادته في القول القبيح.

ثم دخلت سنة 443هـ وأظهر فيها المعز بن باديس صاحب إفريقية الخلاف على المستنصر وأرسل رسولاً إلى بغداد ليقيم الدعوة العباسية، واستدعي منهم الخلع فأجابوه على ذلك. وقطع الدعاء للمستنصر وأزال اسمه من الطُرز والرايات ودعا للقائم أبي جعفر بن القادر في سنة 440هـ فجُهِزَت الخلع وأرسلوها له على يد رسولهم أبو غالب الشَّيْزَرِىّ، ومعه العهد واللواء الأسود، وسلك طريق بلاد الروم إلى إفريقية فقبضوا عليه، وبلغ ذلك المعز فأرسل إلى قسطنطين ملك الروم فلم يجبه مراعاة لحق المستنصر.

ثم لما استأذن ركن الدين طغرلبك أبو طالب محمد بن ميكائيل بن سلحوق أول سلاطين السلاجقة الذين ينهي بدخولهم بغداد عصر نفوذ بني بوية في دوله العباسيين في المسير إلى مصر فأراد ملك الروم إظهار المودة التي بينه وبين المستنصر فأرسل مع طغرلبك الشَّيْزَرِىّ إلى مصر للمستنصر الفاطمي فدخل به القاهرة على جمل، وأُحرِق العهد واللواء والهدية في حفرة بين القصريين. وكان القادر العباسي قد فعل مثل ذلك مع أبو المستنصر حين أرسل إلى محمود بن سُبُكتكين سنة 415هـ وأحرق ما معه على مشهد من الناس.

فكتب إلي بن باديس أبي جعفر بن القادر بالعهد مع أبي الفضل بن عبد الواحد التميمي فقرأ كتابه بجامع القيروان ونشر الرايات السود وهدم دار الإسماعيلية. ووصل الخبر للقاهرة.

وكان سبب عصيان ابن باديس هو ما تقدم ذكره في تقصيره في مكاتبة الوزير اليازوري.

ويومئذٍ كان بطرابلس الغرب وما والاها من قبائل العرب بني زغبة ورياح وبينهما حروب وعداوة فأحضر الوزير مكين الدولة اليازوري من أمراء الدولة أبا على الحسن بن على بن مُلهم بن دينار العقيلي. كان رجلاً عاقلاً فأرسله إلى زغبة ورياح بخلع سنية وأنعام كثيرة وأمره بأن يصلح بينهم ويدفع ما بينهم من ديات ويزيد ما كان لهم ففعل. ثم أمرهم بالمسير إلى المعز بن باديس وأباح لهم ديارة وتشدد في هذا الأمر حتى توجه المذكورون إلى ديار ابن باديس.

فملكوها وجمعوا ذُيُولَه عليه، وقلموا أظافره وضيقوا خناقه حتى لم يتمكن من قتالهم إلا مستنداً إلى حيطان إفريقية. وملكوا برقة فسار إليهم المعز فهزموه، وتبعوه إلى إفريقية وحاصروا المدن، فنزل إلى بأهل إفريقية بلاء لا يوصف، فخرج إليهم المعز في أربعين ألفا وقاتلهم فهزموه إلى القيروان. ثم جمع ثمانين ألفا وقاتلهم، فهزموه أخرى وأكثروا القتل في أصحابه وحاصروه بالقيروان. وأقاموا يحاصرون البلاد وينهبون إلى سنة 449هـ فانتقل المعز بن باديس في شهر رمضان إلى المهدية التي أنشئها عبيد الله المهدي الفاطمي حيث تبعد ستين ميلاً من القيروان حتى نفذت أمواله وقلت عدته وأخذ رجاله يتفلتون منه ولم يجد غير إعمال الحيلة للخلاص مما حل به فخرج متخفياً في زي امرأة حتى انتهي إلى المهدية، فاستولت العربان من سليم وهلال على حرمه وداره وغلمانه، وقتلوا الرجال وسبوا النساء، وانتهبوا ما كان في دُورِه وقُصوره، عاثوا في البلد يَنهبون ويأسرون ويقتلون، فخربت القيروان حينئذ. وأرسلوا كثير مما نهب من قصور بين باديس من الأسلحة والعدد والآلات والخيام وغيرها إلى القاهرة، فكان يوم دخولها إلى القاهرة أمر عظيم من اجتماع الناس واعتبار أهل البصائر بتقلب الأحوال. اتعاظ الحُنفا بأخبار الأئمة الفاطميين الخُلفا (2/215)

كما كان من خبر دخول العرب إلى المغرب

أن بطون سليم وهلال من مُضَر انهم لم يزالوا في البادية، ونجعوا من نجد للحجاز فنزل بنو سليم مما يلي المدينة النبوية، ونزل بنو هلال في جبل غزوان عند الطائف، وكانوا يطرقون العراق في رحلة الشتاء والصيف فيغيرون على أطراف الشام والعراق.

ثم تجهز بنو سليم وكثير من ربيعة بن عامر إلى القرامطة بعد حادثة بغا التي أذى فيها جماعة من سليم الحجاج وأسواق المدينة، وصاروا جنداً لهم بالبحرين وعمان وقدموا معهم للشام. فلما غُلبت القرامطة في أيام المستنصر بالله أبو تميم معد بن الظاهر لإعزاز دين الله على أيدي بني سليم حيث غلبوهم على البحرين ثم اجتمعت عليهم بني عقيل وتغلب فنقل العزيز بالله بني سليم ومن معهم بالبحرين من بني هلال إلى مصر وأنزلهم بالصعيد شرق النيل فأقاموا هناك وأضروا بالبلاد.

إلى أن أستوزر المستنصر لدين الله الفاطمي المكين أبي محمد اليازوري وكان بينه وبين المعز بن باديس ما كان. فأشار اليازوري بتجهيز بني سُلَيْم، وأحياء بني هلال من جشم والأشرُوزِينِية ورياح وعدى وربيعة إلى المغرب وتولية مشايخهم أعمال إفريقية. فقُبِلت مشورته.

فأرسل الي أمراء سليم وهلال لينتقم بهم من المعز بن باديس الصنهاجي وأعطاهم المال الذي يعينهم على السفر وأمدهم بالعتاد وكل ما يلزم حربهم معه. ووصل إلى عامتهم بعيرا ودينارا لكل واحد منهم، ثم أمرهم بالمسير إلى المعز ابن باديس سنة 441هـ، وأباح لهم إفريقية يفعلون فيها ما يشاؤون وتشدد في هذا الأمر وقال لهم:

"قد أعطيتكم المغرب وملك المعز بن باديس الصنهاجي العبد الآبق فلا تفتقرون بعد ذلك ابدآ"

وكتب اليازوري إلى المعز بن باديس يقول: -

"أما بعد فقد، أنفذنا إليكم خيولاً فحولاً، وأرسلنا عليها رجالاً كهولاً، ليقضي الله أمر كان مفعولاً"

بمعنى كهولا بالحرب، لهم خبرة في القتال فسارت العرب إلى برقة وفتحوا أمصارها وكتبوا لإخوانهم الذين بشرقي النيل بصعيد مصر يرغبونهم في البلاد فأعطتهم الدولة دينارين لكل واحد، ومضوا إلى أصحابهم، فتصارعوا على البلاد بعد أن ملكوها فحصل لسليم الشرق، ولهلال المغرب.

وأقامت بطون سليم (بني وهيب) وأحلافها (رواحة وناصرة وعميرة) بأرض برقة، وسارت قبائل دباب وعوف وزعب وجميع بطون هلال إلى إفريقية لا يمرون بشيء إلا أتو عليه حتى وصلوا إلى إفريقية سنة 443هـ

انتهي اتعاظ الحُنفا بأخبار الأئمة الفاطميين الخُلفا (2/217).

تحياتي

من البحث المبين لنسب آل شاهين

وائل شاهين العبيدي الحرباوي السعداوي الأحمدي المُعزي الجعفري الشماخي الهيبي السُلمي.

المصدر: ..ٌ::ٌ:: النسابون العرب ::ٌ::ٌ.. - من قسم: مجلس قبائل بني سليم بن منصور

---

jQyXvAdfQmE fQk~Ad sEgdlK ,Q iAgQhQg

شكرا اخي وائل شاهين

بارك الله فيك ونفع بك

اللهم امين اسعدني مرورك

[align=right]
بحث جميل يا استاذ وائل نفع الله بك , و انعم و اكرم ببني سليم بن منصور فرسان قيس عيلان و قادة الفتوح , و مادة العرب الاصيلة في افريقية ...
[/align]

الأجمل هو مرورك وكلامتك يا دكتور، ونسأل الله ان ينفع بنا جميعا المنتدي وأهله.

بحث قيم بارك الله فيك

وفيك بارك الله أخي سليم بن منصور

بحث جميل وممتع
وافهم منه ان قوم من زغبة ورياح كانوا في طرابلس قبل التغريبة ؟

كيف زغبة و رياح موجودون قبل التغريبة في طرابلس ؟
معلومة جديدة و غريبة توجد مناطق في غرب طرابلس
اسمائها كأنها هلالية مثل ابو شيبة و ظهرة الخص و دحمان
ابوشييبة كان قائد هلالي و بنت الخص كانت شخصية هلالية
و دحمان اما هلالية او هوارية

بحث جميل وممتع
وافهم منه ان قوم من زغبة ورياح كانوا في طرابلس قبل التغريبة ؟

بارك الله فيك أخي الدعباسي، نعم كانوا هناك ولذلك طغى اسمهم على التغريبة وذلك لأنهم قادوها بسبب تقديم بني سُليم لهم في القيادة وهذا على أثر معرفتهم بالأرض التي دخلوها قبل سُليم وعاشوا فيها.

كيف زغبة و رياح موجودون قبل التغريبة في طرابلس ؟
معلومة جديدة و غريبة توجد مناطق في غرب طرابلس
اسمائها كأنها هلالية مثل ابو شيبة و ظهرة الخص و دحمان
ابوشييبة كان قائد هلالي و بنت الخص كانت شخصية هلالية
و دحمان اما هلالية او هوارية

نعم أخي دباب هكذا أكدت المصادر، ولذلك قدمهم الأمير رافع بن حماد السُلمي إلى القيادة على أبواب القيروان وذلك لخبرتهم بهذه الأرض، التي جموعها بسبب دخولهم قبل سُليم إليها.