من أنوار النبوة ...

من أنوار النبوة ...

ألمُفْلِسْ ...

قال " صلى الله عليه وسلم " لأصحابه :


( أتدرون من المفلس ؟ قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع .. قال : المفلس من أمّتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة .. ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا , وسفك دم هذا , وضرب هذا , فيُعطى هذا من حسناته , وهذا من حسناته , فإن فَنِيَت حسناته قبل أن يُقضى ما عليه أُخذ من خطاياهم فطُرحت عليه ثم طُرح في النار ) رواه مسلم .


- ما قيمة الانسان .. إذا فقد انسانيته .. إذا أصبح كالحيوان في تعامله مع أخيه الانسان .. إن الحيوان يتعامل من فصيلته تعاملا طيباً بالفطرة والخليقة ...


- أما الانسان الذي ينحرف عن الفطرة فيشتم الناس , ويفتري عليهم , ويأكل أموالهم , ويسيل دماءهم , ويجرح أبدانهم , ويضرب الآخرين ويعتدي عليهم .. ما قيمته ؟ .. لا قيمة له عند الله ولو صلّى وأطال الصلاة , ولو صام وأدّى فرضه , ولو أخرج زكاة ماله وأرضى بها الفقير ...


- إن الانسان جزء من أمّته ومجتمعه .. يجب أن يعيش لهم ومعهم فيحسن خلقه ويعاملهم بالحسنى .. وإلا فإن الله تبارك وتعالى سوف يحاسبه يوم القيامة حساباً عسيراً بخصم حسناته من سيئاته ويعطي الحسنات الى من أساء لهم .. فإذا لم تكفِ حطّ من سيئاتهم عليه حتى يدخل النار ...

ألدنيا يا أخي دار ممر لا مقرّ .. والآخرة هي الدار الباقية وهي خير وأبقى !!

فلا تنسَ الآخرة .. بإحسانك الى إخوانك في الدنيا

والمسلم أخو المسلم

المصدر: ..ٌ::ٌ:: النسابون العرب ::ٌ::ٌ.. - من قسم: هذا هو الحب فتعال نحب

---

lk Hk,hv hgkf,m >>>

وعودة منك واعظنا ومرشدنا حبيبنا الغالي ابوعمر...صح لسانك وبوحك ومنطوقك..لا خلا ولا عدم..
بارك الله فيك..موعظة لازمة بين الحين والحين..وانت لها والله..الله يحفظك ويرعاك

أللعنة ... وما اللعنة ؟

قال رسول الله صلى الله عليه ويلم:
( إني لم أُبعث لعّاناً وإنما بُعِثت رحمة ) أخرجه مسلم عن أبي هريرة .
قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم :
( أدعُ على المشركين , قال : إني لم أُبعث لعّانا وإنما بُعثت رحمة ) .
وقد ورد أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( أنا رحمة مُهداة ) .. والرحمة رقّة في القلب ورفق بالناس , والاسم الذي يكرره المسلم في كل صلواته " بسم الله الرحمن الرحيم " .

الرحمة المفقودة من قلوب الناس .. جعلت حياة العالمين دماراً .. حروب مدمّرة , تبدو فيها قسوة الانسان على الانسان , أطفال يُقتلون , رجال يُعدمون , نساء يبقرن , أشلاء أكداس في كل حرب تقع بين الناس , في الشرق أو في الغرب ! كأن الدم البشري هيّن وهو عند الله عظيم ... حسبنا الله ونعم الوكيل .

لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم .
رجل يقتل أخاه الذي يسكن معه من أجل متاع من الدنيا قليل .
وآخر يرى البائس والضعيف ولا يمد له يد الرحمة لتُعين .. والانسان : إنما هو في الاصل رحمة من الله ليعمر الارض .

ليملأها محبة ونعاوناً ...

ليملأها رفقاً وليناً ...

ليملأها وداعةً وأُنْساً ...

والاسلام جاءك يا أخي رحمة تمسح بها عن جباه الأشقياء شقاءهم , وعن جنوب الضعفاء عجزهم , وتزيل بها من تعاسة الحياة تعاستهم ... واللعنة دعوة بالبعد عن رحمة لم يرضها رسول الله لمن آذوه , وحاربوه , ولم تكن لهم في معاملته رحمة الانسان .

إنّي لم أُبعث لـعّانـاً !!!
إنّي هداية للناس ورحمة ... ولنا في رسول الله أسوة حسنة , فلا تنزعوا من قلوبكم الرحمة مع مخالفيكم في الرأي , ولا مع أعدائكم في السلاح .

يا أخي :
خالط الناي بخلق حسن , وقابل السيئة بالحسنة تنزع منهم أحقادهم , وتجعل العدو صديقاً , والمخالف مُحبّاً , والقاسي رحيماً ... فأنا وأنت في رحمة الله نعيش ... فلتكن حياتك رحمة لك ولأهلك وأبنائك وإخوانك وأعدائك والناس أجمعين ...


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ألبُشرى !!!

قال تعالى :
{ وما جعلناه إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم * ليقطع طرفاً من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين } " آل عمران : 126 – 127 "

يا أخي الواني من أوضار يومك الحاضر , المتمسح بأمجاد أمسك الغابر

قف معي في ثقة المؤمن أمام قول الله : { وما جعله إلا بشرى لكم } والبشرى اخبار بحصول ما فيه مسرّة ونفع لك , فإن الله لما وعد بالنصر ورأى أناس سوء الحال وضعف الأمة استبعدوا وقوع النصر , فبشّرهم الله به , وزاد على أن جمع الى البشرى طمأنينة القلب , وسكون النفس , والثقة بوعد الله .


أليست بيده موازين الدنيا ؟ يستطيع ان يقلب الارض " النقطة " في بحر الكون فيجعلها متفجرة العواصف , محتدمة الزلازل , متفجرة البراكين .


يستطيع ان يحرك البشر فيها , فإذا ضعيف اليوم قوي الغد , وقوي اليوم ضعيف الغد , ليقطع طرفاً من الذين كفروا , فيستأصل قواهم , ويغير مواقعهم , أو يصيبهم بغم وحزن وهزيمة فيكبتهم , أو يعذبهم وما أكثر انواع العذاب فينقلبوا خائبين .


يا أخي .. ألأمر بيد الله وما كان بيد البشر فبسلطان منه , فإذا وكلت أمرك اليه , وعملت بما آتاك من قدره , ولم تيأس من ضعف أنت فيه , واستشرفت المستقبل بأمل الإيمان , وأدركت سنن الله في تغيير القلوب , وكبت الظالمين , وجعل العاقبة للعاملين .. أيقنت أن بشرى النصر تحملها نسائم الإيمان ...

{ ولينصرنّ الله من ينصره إن الله لقوي عزيز }

لا يأس ولا قنوط

ألمسلــــــــــــــــــــــــــم !!!

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ألمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ) ... رواه البخاري .


عن انس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه ما يُحب لنفسه ) ... رواه البخاري .

في الحديث الأول .. وصف لما يجب عليه أن نكون .. إذا أردنا أن نكون أجزاء مثمرة يانعة من أمّة , وافراداً عاملين في مجتمع .. وأناساً صالحين بين الناس .. إذا أردنا أن نتمثل الشخصية المسلمة المسالمة التي تُحب أن تحيا مع الآخرين , وتُحب أن تكون مع البشر .. في صفاء ونقاء وإخاء .. فلا لإيذاء !!! لا إيذاء بقول .. مَسَبّةٍ أو غَمْزٍ أو لَمْزٍ أو استغابةٍ أو إساءةٍ أو افتراءٍ أو طعنٍ أو إشاعة لسوء .. أو ترويجٍ لخبر ...


لا إيذاء بيدٍ ... بعملٍ ... فلا ضرب ... ولا جرح ... ولا سرقة ... ولا نهب ,,, ولا سلب ... ولا اعتداء ... ولا إلقاء أذى ... في الطريق أو على الجار ... ولا إساءة بيد مهما كان نوعها ...



لأن المسلم من سلم الناس من يده ... ولسانه ... وميزان ذلك يا أخي في الحديث الثاني ... ماذا تُحب أن تكون , ماذا تُحب أن يكون الناس معك ... ما أحببته لنفسك ... يُحبه الناس لأنفسهم ...


فاحرص إذن على أن تقدّم للآخرين ما تريد أن يقدّموه لك .. محبّة ...ومودّة ...وأخوّة ... وبشاشة ... ومعونة ... ومساعدة ... واحتراماً ... وبُعْداً عن الإيذاء في اللسان واليد ... وهذا هو الإيمان ...


بل شرط الإيمان ... وصفة الإسلام ... أن يَسلَم الناس من أذاك ... ومعيار ذلك أن تقول : ماذا يؤذيني ؟ فإن علمته فهو ما يؤذي الآخرين ... وإن كرهت أن يفعل معك أحد شيئاً ... فهو ما يكرهه الآخرون لأنفسهم أيضاً ...


فأحِبَّ للناس ما تُحبّه لنفسك , ونم ليلتك وأنت موقن بمحبة الناس ... ومودّة الناس ... تكن من المؤمنين ... وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( لا يؤمن عبد حتى يُحب الناس )

( لا يؤمن أحدكم حتى يُحبّكم )

ألدنيا .. وما الدنيا ؟

من أنوار النبوّة !

خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( والله ما الفقر أخشى عليكم .. ولكني أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم ) .
وروي أن رجلاً جاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله دُلّني على عمل إذا عملته أحبّني الله وأحبّني الناس , فقال : ( إزهد في الدنيا يُحبّك الله ... وازهد بما في أيدي الناس يُحبّك الناس ) .


إليك ... إليك يا أخي القارىء ... وقد ودّعت يومك .. وأوشكت أن تودع نفسك بين يدي الله ساعات نومك , سعيت يومك على رزقك وأدخلت على مالك ما أدخلت .. أنفقته أو ادّخرته .. ما تكسبته هو رزق الله اليك .. حلال لك .. ولكن إذا بسطت لك الدنيا فلا تبطر .. إذا كثُر مالك فلا تغْتَر .. إذا تكاثرت بين يديك الدراهم والدنانير .. وأمسى عدّها لديك شاغلاً .. إذا فتح الله عليك من خزائنه .. وأجرى النعمة عليك تلو النعمة سوابغ هنيئة .. مريئة .. فلا تكن العبد الناكر .. وكن العبد الشاكر .. ولا تكن الانسان الذي يعصي الله بالمال ويتعلق به ويجري في لهاث وراءه فيعميه عن الحلال .. ويوقعه في الحرام .. ويؤدي به الى الجحود والكفران .. كفران النعمة .. كفران الخير .. وتظن ان الرزق ساقه الله اليك لفضيلة فيك .. هو فضل الله .. فلا تتعلّق به وأدِّ حقّه .. وهذا هو الزهد .


هذا هو الزهد .. اسع وتكسب الرزق ولا تتعلّق بالمال .. ازهد في الدنيا ولا تكن همّك .. وازهد فيما بين أيدي الناس ولا تمدّن عينيك الى ما متّع الله به الآخرين .
سُئِل الإمام احمد بن حنبل رحمه الله عن الزهد فقال : ليس الزهد بتغيير الوجه , ولبس المرقّعة , وتشعيث الشعر , إنما الزهد أن تكون كما قال الله تعالى : { لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم } .

وما أجمل دعاء الرسول عليه الصلاة والسلام

( اللهم اجعل الدنيا بين يدي ولا تجعلها في قلبي )

نسأل الله لنا ولكم السلامة من عرض الدنيا

جزاكم الله خير الجزاء

أثابكم الله خيرا على هذا