شياطين الشعر !!!
قصة عجيبة وفيها ذكر " مسحل " هاجس الأعشى
روى أبو الفرج الأصبهاني في كتاب الأغاني بسنده قال : حدث جرير بن عبدالله البجلي الصحابي قال : سافرت في الجاهلية فأقبلت ليلة على بعيري أريد أن أسقيه ماء , فلما قربته من الماء فإذا قوم مشوّهون عند الماء , فبينا أنا عندهم إذ اتاهم رجل أشدّ تشويهاً منهم فقالوا : هذا شاعر , ثم قالوا : يا أبا فلان أنشِد هذا فإنه ضعيف ! فأنشد :
ودّع هريرة إن الركب مُرتحل ..... وهل تطيق وداعاً أيها الرجل
فوالله ما خرم منها بيتاً حتى أتى على آخرها , فقلت : من يقول هذه القصيدة ؟ قال : أنا أقولها ! قلت : لولا ما تقول لأخبرتك أن أعشى قيس بن ثعلبة أنشدنيها عام أول بنجران ! قال : إنك صادق أنا الذي ألقيتها على لسانه وأنا " مسحل " ما ضاع شعر شاعر وضعه عند ميمون بن قيس ...
وروى صاحب الأغاني أيضاً بسنده عن الأعشى قال : حدث الأعشى عن نفسه قال : خرجت أريد قيس بن معد يكرب بحضرموت فضللت في أوائل أرض اليمن لأني لم أكن سلكت ذلك الطريق قبل فأصابني مطر , فرميت ببصري أطلب مكاناً ألجأ اليه فوقعت عيني على خباء من شعر فقصدت , وإذا أنا بشيخ على باب الخباء فسلّمت عليه فردّ عليَّ السلام وأدخل ناقتي خباء آخر كان بجانب البيت فحططت رحلي وجلست ...
قال الشيخ : من أنت ؟ وأين تقصد ؟ قلت : أنا الأعشى أقصد قيس بن معد يكرب , فقال : حياك الله أظنك امتدحته بشعر , قلت : نعم .. قال : فأنشدنيه , فابتدأت بمطلع القصيدة :
رحلت سُميّة غدوة أجمالها ..... غضباً عليك فما تقول بدالها
فلما أنشدته هذا المطلع منها قال : حسبك أهذه القصيدة لك ؟ قلت : نعم , قال : من سميّة التي تنسب بها ؟ قلت : لا أعرفها وإنما هو اسم ألقي في روعي , فنادى : يا سميّة اخرجي , وإذا جارية خماسية قد خرجت فوقفت وقالت : ما تريد يا أبت ؟ قال : أنشدي عمّك قصيدتي التي مدحت بها قيس بن معم يكرب ونسبت بك في أولها , فاندفعت تنشد القصيدة حتى أتت على آخرها لم تخرم منها حرفاً , فلما أتمتها قال : انصرفي , ثم قال : هل قلت شيئاً آخر غير ذلك ؟ قلت : نعم كان بيني وبين ابن عم لي يقال له يزيد بن مسهر ويكنى أبا ثابت ما يكون بين بني العم فهجاني وهجوته فأفحمته , قال : ماذا قلت فيه ؟ قال : قلت :
ودّع هريرة إن الركب مرتحل ..... وهل تطيق وداعاً أيها الرجل
فلما أنشدته البيت الأول قال : حسبك .. من هريرة هذه التي نسبت فيها ؟ قلت : لا أعرفها وسبيلها سبيل التي قبلها , فنادى : يا هريرة .. فإذا جارية قريبة السن من الأولى خرجت , فقال : أنشدي عمك قصيدتي التي هجوت بها أبا ثابت يزيد بن مسهر .. فأنشدتها من أولها الى آخرها لم تخرم منها حرفاً .. فسُقِط في يدي وتحيّرت وغشتني رِعْدة , فلما رأى ما نزل بي قال : ليفرخ روعك يا أبا بصير أنا هاجسك مسحل بن أثاثة الذي ألقى على لسانك الشعر .. فسكنت نفسي ورجعت أليّ وسكن المطر فدلّني على الطريق وأراني سمت مقصدي وقال : لا تعج يمينا ولا شمالاً حتى تقع ببلاد قيس ...
سبحان الله ... فهل للشعر شيطان ... أم أنها روايات من الخيال ؟
كان الله في عون الشعراء يوم الحساب !!!
adh'dk hgauv !!!
مواقع النشر (المفضلة)