صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2
النتائج 41 إلى 73 من 73

الموضوع: فضل العرب ... وما امتازوا به ؟

  1. #41
    مراقب عام الموقع - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف ابوعمر الدويري
    تاريخ التسجيل
    12-01-2011
    الدولة
    الاردن - عمان
    المشاركات
    16,550

    افتراضي

    ألأخ المكرم - عبد القادر - رعاك الله
    الحمد لله الذي خلقنا عرباً وجعلنا مسلمين
    رحم الله والديك

  2. #42
    مراقب عام الموقع - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف ابوعمر الدويري
    تاريخ التسجيل
    12-01-2011
    الدولة
    الاردن - عمان
    المشاركات
    16,550

    افتراضي

    علوم العرب - 2

    علم العرب بالأخبار

    مَن تتبع شعر العرب واستقراه , ووقفٍ على ما قالوه من مُثل واستقصاء , تبين له ما كان للعرب الأولين من اليد الطولى والقدم الراسخة في معرفة أخبار الأمم الماضين , وأخلاقهم وسيرهم , ودولهم وسياستهم , لا سيما شعرهم فهو سجل أخلاقهم , وخزانة معارفهم , ومستودع علومهم , وحفظ آدابهم , ومعدن أخبارهم , ومرجعهم عند اختلافهم في الانساب والحروب , فلذلك قيل " الشعر ديوان العرب " وعليه قول قائلهم :



    الشعر يحفظ ما أودى الزمان به ..... والشعر أفخر ما يُنبي عن الكرم

    لولا مقال زهيرٍ في قصائــــده ..... ما كنت تعرف جوداً كان في هَرِم

    ومن شعرهم دَوَّنَ الناس أيامهم وحروبهم : كأبي عبيدة , وأبي الفرج الاصبهاني , وغيرهما , ومن شعرهم ألّفَ أبو حاتم السجستاني ( كتاب المعمرين ) ! ومن شعرهم ألّفَ من ألّف في أحوال شعرائهم المتقدمين : ككتاب ( الشعر والشعراء ) لابن قتيبة , ومن شعرهم ألّفَ من ألّف في جزيرة العرب , ووصف ما فيها من البلاد , والجبال , والأودية , والوهاد , ومن شعرهم دونت الكتب المؤلفة في أخبار ملوكهم وأحوالهم , ومن شعرهم أُخذ ما أُلّف في الحيوان والنبات ككتاب ( الحيوان ) للجاحظ , وكتاب ( النبات ) لأبي حنيفة الدينوري ...


    ومن شعرهم دونت الكتب المؤلفة في أحوالهم وأديانهم , وما كانوا عليه أيام جاهليتهم , ومن شعرهم ترجح القول بأن ذا القرنين كان من العرب , فقد أكثروا ذكره في أشعارهم , فقال أعشى بن ثعلبة :



    والصعب ذو القرنين أمسى ثاوياً ..... بالحِنْوِ في جدثٍ هُناك مقيم


    وقال الربيع بن ضبيع :



    والصعب ذو القرنين عمّر ملكه ..... ألفين أمسى بعد ذاك رميما



    وقال قُسْ بن ساعدة :


    والصعب ذو القرنين أصبح ثاوياً ..... بالّلحْدِ بين ملاعب الأرياح

    وقال تبع الحميري :

    قد كان ذو القرنين قبلي مسلماً ..... ملكاً تدين له الملوك وتحشدُ

    من بعده بِلْقيس كانــت عَمّتــي ..... ملكتهمُ حتـى اتاهـا الهُدْهُـــدُ


    وقال بعض الحارثيين يفتخر بكون ذي القرنين من اليمن يخاطب قوماً من مُضر :



    سَمّوا لنا واحداً منكم فنعرفه ..... في الجاهلية لاسم الملك محتملا

    كالتبعين وذي القرنين يقبله ..... أهل الحجا واحقّ القول ما قُبِـــلا



    وقال النعمان بن بشير الأنصاري :



    ومن ذا يعادينا من الناس معشر..... كرام وذو القرنين منا وحاتمِ

    ووقَع ذكر ذي القرنين أيضاً في شعر امرىء القيس , وأوس بن حجر , وطرفة بن العبد , وغيرهم , ويؤخذ من أكثر هذه الشواهد أن الراجح في اسمه الصعب , ومن شعرهم علمنا حال قُسْ بن ساعدة وما كانت العرب تعتقده فيه حتى عظّمته تعظيماً , وضربت شعراؤها بحكمته الأمثال , وفي كتاب الإصابة شواهد ذلك , وهكذا حال لقمان بن عاد الأكبر , والأصغر , ولُقَيْم بن لقمان , فقد كانوا يعظمون شأنهم في النباهة , وعلو القدر , والعلم , والحكم , واللسان , والحلم , وهذان غير لقمان الحكيم المذكور في القرآن على ما يقول المفسرون , ولارتفاع قدره , وعظم شأنه , قال النمر بن تولب :



    لُقِيْمُ بن لقمان من أختهِ ..... فكان ابن أختٍ له وابنما

    ليالي حُمِّقَ فاستحصنتْ ..... عليه فغرَّ بها مظلمـــــا

    فغرّ بها رجل محكــــم ..... فجاءت به رجلاً محكمــا

    وذلك أن أخت لقمان قالت لامرأة لقمان : إني امرأة محمقة , ولقمان رجل منجب محكم , وأنا في ليلة طهري , فهبي لي ليلتك , ففعلت فباتت في بيت امراة لقمان , فوقع عليها , فأحبلها بلُقَيْم , فلذلك قال النمر بن تولب ما قال , والمرأة إذا ولدت الحمقى فهي محمقة , ولا يعلم ذلك حتى يرى ولد زوجها من غيرها أكياساً , وقد اطال القول في لقمان ولُقيم الجاحظ في كتاب البيان , وأورد شواهد العرب في أحواله , ومن شعرهم دونت الكتب المؤلفة في الأضياف , والفرسان , وغير ذلك , وقد بالغ العلامة الهمداني على ما ذكر في كتاب ( الوشي المرقوم ) فقال : لم يصل الى أحد خبر من أخبار العرب والعجم إلا من العرب , وذلك لأن من سكن مكّة أحاط بعلم العرب العاربة , وأخبار أهل الكتاب , وكانوا يدخلون البلاد للتجارات فيعرفون أخبار الناس , وكذلك من سكن الحيرة , وجاور الأعاجم , علم أخبارهم , وأيام حمير وسيرها في البلاد , وكذلك من سكن الشام , خبر بأخبار الروم , وبني اسرائيل واليونان , ومن وقع في البحرين وعمان فعنه أتت أخبار السند وفارس , ومن سكن اليمن علم أخبار الأمم جميعاً لأنه كان في ظل الملوك السيّارة – الى أن قال – والعرب أصحاب حفظ ورواية , والمقصود أن العرب كما لا يخفى على من سبر أقوالهم , وأشعارهم , كان لهم حظ وافر من رواية الاخبار , ومن طالع الكتب االمؤلفة في أمثالهم وقف على كثير من المواد التاريخية التي لا شبهة فيها ...

    ويليه بحث آخر بحول الله

  3. #43
    المطور العام - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية أبو مروان
    تاريخ التسجيل
    18-02-2015
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    3,295

    افتراضي

    أبا عمر ، لدي استفسارعن هذا الخبر ، و من هو لقمان الذي انجب لقيما ؟

    {وذلك أن أخت لقمان قالت لامرأة لقمان : إني امرأة محمقة , ولقمان رجل منجب محكم , وأنا في ليلة طهري , فهبي لي ليلتك , ففعلت فباتت في بيت امراة لقمان , فوقع عليها , فأحبلها بلُقَيْم }
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مروان ; 07-02-2016 الساعة 01:51 AM

  4. #44
    باحث في الانساب
    تاريخ التسجيل
    26-10-2011
    المشاركات
    2,884

    افتراضي

    لله درك ياباعمر الفاروق فقد اتيت باخبار العرب اجمع وملاحمهم وحكم اشعارهم فهم اشعر الناس وانقلهم واحفظهم رواية . نتابع وكلنا اذن صاغية.بارك الله فيكم

  5. #45
    مشرف عام المجالس الاسلامية - عضو مجلس الادارة - رحمه الله رحمة واسعة الصورة الرمزية م مخلد بن زيد بن حمدان
    تاريخ التسجيل
    07-04-2015
    الدولة
    الأردن
    المشاركات
    6,612

    افتراضي

    أخي الحبيب الأستاذ عبدالقادر..وجوابا على سؤالك:
    لا، ليس هذا "لقمان" والذي ولده من اخته والذي يُسمّى لقيماً هو لقمان الحكيم عليه السلام، فقد ورد في "أحكام القرآن الكريم" لابن العربي، فصل ذلك والجواب عليه ولقد وردت في مقال شيخنا أبي عمر، لقمان بن عاد..ومنه أنقل لكم ما قاله :"المسألة الثالثة :

    ذكر المؤرخون أنه كان لقمان بن عاد الأكبر ، وكان لقمان الأصغر ، وليس بلقمان المذكور في القرآن . وكان لقمان هذا الذي تذكره العرب حكيما . [ ص: 529 ] وفي أخبارها أن أخت لقمان كانت امرأة محمقة ، وكان لقمان حكيما نجيا ، فقالت أخته لامرأته : هذه ليلة طهري فهبي لي ليلتك ، طمعا في أن تعلق من أخيها بنجيب ، ففعلت ، فحملت من أخيها ، فولدت لقيم بن لقمان ، وفيه يقول النمر بن تولب :


    لقيم بن لقمان من أخته فكان ابن أخت لها وابنا ليالي حمق فاستحصنت
    عليه فغر بها مظلما فقر به رجل محكم
    فجاءت به رجلا محكما
    أمّا هذا الذي وقع على أخته دون درايته وبعد سُكره من زوجته، فقد ورد ذكره في كتاب : الأمثال -المؤلف : المفضل الضبي
    أرجو أن أجبتك نيابة عن شيخنا الحبيب


  6. #46
    باحث في الانساب
    تاريخ التسجيل
    26-10-2011
    المشاركات
    2,884

    افتراضي

    ومن ايتى المفضل الضبي هذا بعلومه الزاخرة التي تسمى بعضها بالمفضليات. !

  7. #47
    مشرف عام المجالس الاسلامية - عضو مجلس الادارة - رحمه الله رحمة واسعة الصورة الرمزية م مخلد بن زيد بن حمدان
    تاريخ التسجيل
    07-04-2015
    الدولة
    الأردن
    المشاركات
    6,612

    افتراضي

    شيخي الحبيب البراهيم..دكتورنا الغالي، لم أفهم سؤالك! فهل تقصد من اين أتى المفضل الضبي ..الخ؟!
    بارك الله فيكم جميعا

  8. #48
    باحث في الانساب
    تاريخ التسجيل
    26-10-2011
    المشاركات
    2,884

    افتراضي

    نعم من اين اتى بهذا العلم .

  9. #49
    مشرف عام المجالس الاسلامية - عضو مجلس الادارة - رحمه الله رحمة واسعة الصورة الرمزية م مخلد بن زيد بن حمدان
    تاريخ التسجيل
    07-04-2015
    الدولة
    الأردن
    المشاركات
    6,612

    افتراضي

    أوّلاً قبل الإجابة، نورد ترجمة له:-
    هو المفضل بن محمد بن يعلي بن عامر الضبي، أبو العباس (...- 168 هـ / ...- 784 م) راوية، علامة بالشعر والادب وأيام العرب. ومع معاصره ومنافسه حماد الراوية كانا أول من جمع المعلقات السبع. إلا أن المفضل الضبي وضع مختارات أوسع وأغزر من مختارات حماد الراوية.
    وكان المفضل ينتمي إلى بيت من بيوتات العرب بالكوفة ، من بني ثعلبة بن السيد بن ضبة، وأشهر علمائها. لا أعرف تاريخ ميلاده بالتحديد فلم أعثر عليه. انضم إلى شيعة العلويين، فقاتل العباسيين مع ابراهيم بن عبدالله بن الحسين. وبعد هزيمة إبراهيم ظفر أبو جعفر المنصور العباسي بالمفضِّل ثم عفا عنه لكونه أحفظ الكوفيين للشعر وجعله مؤدباً لابنه محمد المهدي الخليفة اللاحق. توفي المفضل الضبي حوالي سنة 168 هـ..وهو أسبق من ابن الكلبي الرافضي صاحب الأساطير والخرافات وإن اعتمد في مؤلفاته ما كتبه وألّفه الضبّي..ومُؤَلَّفُه هذا "الأمثال" يعود الى عام 150 هـ.
    أمّا من أين جمعه، فإليك الرابط من كتابه والمحقق له
    https://archive.org/stream/AMTHAL#page/n11/mode/2up
    بارك الله فيكم جميعا

  10. #50
    باحث في الانساب
    تاريخ التسجيل
    26-10-2011
    المشاركات
    2,884

    افتراضي

    احسنت م مخلد وما ارى صفحات الرابط لضعف الرؤيا ولكن ما اعرفه عنه انه اخذ مروياته من ابراهيم الازرق رحمه الله . لانه استمرض عنده فترة . فشكرا لكم سلفا بارك الله فيكم.

  11. #51
    مراقب عام الموقع - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف ابوعمر الدويري
    تاريخ التسجيل
    12-01-2011
    الدولة
    الاردن - عمان
    المشاركات
    16,550

    افتراضي

    ألأخ الكريم - عبد القادر - رعاك الله
    هو لقمان بن عاد الأكبر ... ولُقيم ابنه !!!
    رحم الله والديك

  12. #52
    مراقب عام الموقع - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف ابوعمر الدويري
    تاريخ التسجيل
    12-01-2011
    الدولة
    الاردن - عمان
    المشاركات
    16,550

    افتراضي

    ما كان للعرب من المعرفة بعلم الملاحة

    إعلم أن من العرب كان يسكن جزيرتهم سواحل بحر القلزم " الأحمر " , ومن جهة الجنوب بحر الهند المتصل به بجر القلزم , ومن جهة الشرق خليج العرب الخارج من بحر الهند الى الشمال الى بلاد البحرين والعراق , وهناك بلاد كثيرة من اليمن والحجاز وعمان والبحرين , وغير ذلك مما يطول ذكره ...


    كان سكنة هذه البلاد والأقطار كلهم من العرب , ولهم متاجر في الهند والحبشة والروم وغيرهم , فكانوا ممن تمَسْ حوائجهم ركوب البحر , ومعاناة سيره , والقيام بما يعين على ذلك وهو " علـــم الملاحـــة " الذي أطنب المؤلفون الكلام عليه , وفي عدة آيات من الكتاب الكريم دلالة على ركوبهم البحر , وجري الفلك بهم , واهتدائهم في سيرها إذا اشتد الظلام بنجوم السماء وكواكبه المعلومة لديهم ! وكذلك في الأحاديث ما يفيد ذلك , وفي شعرهم أيضاً ما يستدل به على ما ذكرنا , قال عمرو بن كلثوم التغلبي في معلقته :


    ملأنا البر حتى ضاق عنا ..... وماء البحر نملؤه سفينا

    إذا بلغ الفطام لنـا صبــيٌّ ..... تخِرُّ له الجبابرُ ساجدينا

    وقال طرفة بن العبد :

    كأنَّ حُدوجَ المالكيـــةِ غُـــدْوَةً ..... خلايا سَفينٍ بالنواصف مــن دَدِ

    عَدوليّةٌ أو من سفين ابن يامنٍ ..... يجور بها الملاّح طَوراً ويهتدي

    يَشُقُّ حُباب الماء حيزومها بها ..... كما قَسَم التُّرْبَ المفايل باليــــدِ

    والشعر في هذا الباب كثير , وفي لغتهم أيضاً ما يُستدل به على ما ذكرناه : فالمركب اسم لما يركب في البر والبحر , والسفينة وهي الجارية من " سفنه يسفنه قشره " وسمّيت بذاك لقشرها وجه الماء وجمعها " سفائن وسفن وسفين " وصانعها سَفّان , وحرفته السَّفانة , والدسار واحد الدّسر وهي خيوط تُشَد بهل ألواح السفينة , ويقال هي المسامير الخشبية , وفي التنزيل { وحملناه على ذات ألواحٍ ودُسُر } ودُسُر أيضاً مثل عُسُر وعُسْر .. قال بشر :



    مُعَبَّدَة السقائف ذات دُسْرٍ ..... مُضَبَّرَة جوانبها رداح

    والمجداف ما تجدف به السفينة , قال ابن دريد : مجداف السفينة بالدال والذال جميعاً لغتان فصيحتان , وهو مأخوذ من جدف الطائر يجدف جدوفاً إذا كان مقصوصاً فرأيته إذا طار كأنه يردْ جناحيه الى خلفه , والقِلْع الشراع والجمع قلاع , قال قائلهم :

    يَكبّ الخليّة ذات القلاع ..... وقد كاد جؤجؤها ينحطم

    وسفن مُقْلِعات إذا كان لها قلاع , وأقلعت السفينة رفعت شراعها , والشراعة كالملاءة الواسعة فوق خشبة تصفقه الريح فتمضي بالسفينة , وجمعه أشرعة وشُرْع , والدَّقْل سهم السفينة وأصله الأول , والفلس حبلها ويسمى الجمل ! وهو حبل ضخم من ليف أو خوص من قلوس السفن والجؤجؤ صدرها , والكَوْثَلُ ذنبها , والمردي والقيقلان خشبة يدفع بها السفينة ورأسها في الارض , قال شاعرهم :



    وجاريةٍ قعدتُ على صَلاَها ..... أدارىء صدرها بالقيقلان

    والمِرساة آلة ترسى بها السفينة ! وهي حديدة تُلقى في الماء متصلة بالسفينة فتقف , والمَرْساة بفتح الميم البقعة التي رست فيها السفينة , والرُّبَّان بالضم رئيس الملاحين كالرباني , والنُّوتي الملاح والجمع النَّواتي , والعَرَكيّ الملاّح أيضاً , والملاح الذي يلي الشراع , والمِلاح ككتاب ريح تجري بها السفينة , والنوْل جُعْلُ السفينة , الى غير ذلك مما هو معلوم للمتتبّع , ومن أسماء السفينة : الفلك , والقُرقُور , والجارية , والخلية " اسماء للسفينة الكبيرة " , ومن اسماء الصغيرة : الزورق , والبوص , وقال الجوهري : والبوصييُ ضرب من سفن البحر ! وقال الأعشى :

    مثل الفراتيّ إذا ما طمى ..... يقذف بالبوصي والماهر

    والقارب سفينة صغيرة تكون مع اصحاب السفن البحرية تُستخَف لحوائجهم , وعلم الملاحة علم واسع موقوف على معارف كثيرة , منها معرفة سموت الأبحر , ومعرفة مهاب الرياح , وعواصفها ورخائها وممطرها وغير ممطرها وسائر الأنواء , ومعرفة ما في البحار من الجبال والجزر , ومعرفة صناعة النجارة ...

    قال ابن خلدون : قد يحتاج الى صناعة النجارة في إنشاء المراكب البحرية ذات الألواح والدُّسُر , وهي أجرام هندسية صنعت على قلب الحوت , واعتبار سبحه في الماء , بقوادمه وكلكله , ليكون ذلك الشكل أعون لها في مصادمة الماء , وجعل لها عوض الحركة الحيوانية التي للسمك تحريك الرياح , وأنت تعلم أن السفن في قدبم الزمان , لم تكن صناعتها مُتقنة كل الإتقان , فماءٌ ولا كصدَّاء , ومرعى ولا كالسعدان ...

    ويتبع بحث آخر بحول الله

  13. #53
    مشرف عام المجالس الاسلامية - عضو مجلس الادارة - رحمه الله رحمة واسعة الصورة الرمزية م مخلد بن زيد بن حمدان
    تاريخ التسجيل
    07-04-2015
    الدولة
    الأردن
    المشاركات
    6,612

    افتراضي

    نتابعكم وبشوق..
    بارك الله فيكم وفي علمكم وحلمكم شيخنا الغالي ابوعمر

  14. #54
    مراقب عام الموقع - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف ابوعمر الدويري
    تاريخ التسجيل
    12-01-2011
    الدولة
    الاردن - عمان
    المشاركات
    16,550

    افتراضي

    علم الاهتداء في البراري

    وهو علم يتعرف به أحوال الأمكنة من غير دلالة عليه بالإمارات المحسوسة دلالة ظاهرة أو خفيّة بقوّة الشامة فقط , لا يعرفها إلا من تدرب فيها كالاستدلال برائحة التراب , ومسامتة الكواكب الثابتة , ومنازل القمر , إذ لكل بقعة رائحة مخصوصة , ولكل كوكب سمت يهتدى به كما قال الله تعالى : { وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر } ونفْع هذا العلم عظيم بَيِّن وإلا لهلكت القوافل , وضلّت الجيوش , فضاعت في البراري والقفار ...


    والعرب لوقوفهم على معرفة الكواكب والأنواء ومهب الرياح وصفاتها , ولَوَجانهم في البراري والقفار , كانوا أعرف الناس بهذا العلم , ولا بد من إيراد مثال لذلك ليعلم من وقف على هذا المقام كيقية اهتدائهم واستدلالهم ...


    فمن أراد منهم ان يسافر الى ( مكّـــة ) نظر الى أثبت النجوم دلالة وأقواها وهو القطب الشمالي لأنه لا يزول عن مكانه , ويمكن لكل احد معرفته , لكن تختلف دلالته باختلاف الاقاليم , فبالعراق وما وراء النهر يجعله من قصد مكّة من المسافرين خلف أذنه اليمنى , وبمصر خلف أذنه ليسرى , وباليمن قبالته مما يلي جانبه الأيسر , وبالشام وراءه , وقيل ينحرف بدمشق وما قاربها الى الشرق قليلا ...

    ثم بعد ذلك الجدي والفرقدان , والقطب نجم شمالي خفي حوله أنجم دائرة كفراشة رحى أو كسمكة في أحد طرفيها الفرقدان , وفي الطرف الآخر الجدي , والقطب في وسط الفراشة لا يبرح مكانه دائماً , ولا يراه إلا حديد البصر في الليلة الظلماء , ويُستدَل عليه بالجدي والفرقدان فإنه بينهما , والجدي هو الذي على طرف بنات نعش الصغرى , فكواكب بنات نعش الصغرى سبعة : أربعة منها على شكل منحرف يسمى نعشاً , والنَّيّران منهما يسميان الفرقدين , وثلاثة على خط مُعْوَج تسمى بناتاً , وطرف الثلاثة النَّيّر يسمى الجدي , فالقطب بين الجدي والفرقدين كما ذكرنا ...


    ومما يستدل به من قصد ( الكعبة ) من العرب المجرّة فإنها تكون في الشتاء أوّل الليل في ناحية السماء ممتدة شرقاً وغرباً على الكتف الأيسر من الانسان إذا كان متوجهاً الى المشرق , ثم تصير في آخره ممتدة شرقاً وغرباً أيضاً على كتفه الأيمن , وأما في الصيف فإنها تتوسط السماء لكن دلالتها أضعف من دلالة ما تقدم , والمجرّة كواكب صغار متقاربة متشابكة كثيرة جداً لا تتمايز حسّاً بل هي لشدّة تكاثفها وصغرها صارت وكأنها لطخات سحابية , وقيل غير ذلك ...


    ومما يستدل به على ( الكعبة ) أيضاً الشمس والقمر ومنازلهما الثمانية والعشرون , وكذلك يستدل به بما تقترن بهذه المنازل أو يقاربها فإنها كلها تطلع من مشرق وتغيب بمغرب , فالهلال يكون في أول الشهر الى ثلاثة عن يمين قاصد الكعبة عند غروب الشمس , وفي ثالث ليلة يكون عند غروب الشمس أمامه , وفي عاشر ليلة يكون على سمت الكعبة وقت العشاء بعد مغيب الشفق الأحمر , وفي الليلة الثانية والعشرين يكون على سمتها وقت طلوع الفجر , وهذ كله على سبيل التقريب ...


    ومما يستدل به الرياح , ويعسر الاستدلال بها في الصحراء , وأما بين الجبال الكبار والبنيان فتدور وتختلف فتبطل دلالتها , ومما يستدل به على الكعبة الجبال الكبار فكلها ممتدة عن ميمنة قاصدها الى ميسرته , ودلالتها قوية تدرك بالحس , لكنها تضعف من حيث اشتباهها , على ذلك القاصد هل يجعل ممتدها خلفه أو أمامه فتحصل الدلالة على جهتين والاشتباه على جهتين ! هذا إذا لم يغرف وجه الجبل , فإن عرفه استدبره لأن وجوهها للكعبة , ووجه الجبل ما فيه مصعده ...


    إلى غير ذلك من الدلائل على كل جهة يقصدونها , وكان من لم يعرف الطرق من العرب معيباً بينهم مذموماً عندهم ... كل ذلك تحرزاً عن غلبة خصومهم وتطاول الأعداء عليهم , والله الهادي الى سواء السبيل ...

    ويتبع ما نقف عليه من إبداع للعرب في العلوم بحول الله

  15. #55
    مشرف عام المجالس الاسلامية - عضو مجلس الادارة - رحمه الله رحمة واسعة الصورة الرمزية م مخلد بن زيد بن حمدان
    تاريخ التسجيل
    07-04-2015
    الدولة
    الأردن
    المشاركات
    6,612

    افتراضي

    وقوله تعالى: {وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهاراً وسبلاً لعلكم تهتدون * وعلامات وبالنجم هم يهتدون}،
    سبل الإهتداء بالعلامات على ضربين اثنين:
    1. أرضية ومنها الجبال الرواسي، الأنهار..الخ
    2. علوية فلكية ومنها النجوم والكواكب السيارة
    بارك الله فيكم شيخنا الحبيب ابوعمر

  16. #56
    مراقب عام الموقع - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف ابوعمر الدويري
    تاريخ التسجيل
    12-01-2011
    الدولة
    الاردن - عمان
    المشاركات
    16,550

    افتراضي كتابة العرب في الجاهلية ...

    كتابة العرب في الجاهلية

    كتابة العرب في الجاهلية مما دل عليه شعرهم ولغتهم , قال لبيد بن ربيعة :


    وجلا السّيولُ عن الطُلول كأنها ..... زٌبُرٌ تُجِدُّ مُتونَها أقلامُها

    يقول : وكشفت السيول عن أطلال الديار فأظهرتها بعد ستر التراب إياها , فكأن الديار كُتُب تُجدد الأقلام كتابتها , شبّه كشف السيول عن الأطلال التي غطّاها االتراب بتجديد الكتاب الدارس, وظهور الأطلال بعد دروسها بظهور السطور بعد دروسها , وقال رجل كِندي من دومة الجندل يَمُن على قريش :



    وتجحدوا نعمــاء بِشْرٍ عليكـــم ..... فقد كان ميمون النّقيبـة أزهـــرا

    أتاكم بخط الجَزْم حتى حفظتمُ ..... من المال ما قد كان شتى مُبعثَرا

    وأنفيتُمُ ما كان بالمال مُهمـــــلا ..... وطامنتمُ ما كان منـــه مُبقّــــرا

    فأجريتم الأقلام عـــــوداً وبدأةً ..... وضاهيتُمُ كُتّاب كسرى وقيصرا

    وأغنيتُمُ عن مُسْنَد الحيِّ حميراً ..... وما زَبَرَتْ في الصحف أقلام حميرا

    فإن أوّل من كتب بخطنا هذا " الجزم " مُرامرُ بن مرّة وأسلم بن سدرة وعامربن جدرة كما في القاموس , وهم من طيء تعلموه من كاتب الوحي للنبي هود عليه السلام , ثم علّموه أهل الأنبار , ومنهم انتشرت الكتابة في العراق والحيرة وغيرها , فتعلّمها بِشْر بن عبد الملك أخو أكيدر بن عبد الملك صاحب دومة الجندل , وكان له صحبة بحرب بن أميّة لتجارته عندهم في بلاد العراق فتعلّم حرب منه الكتابة , ثم سافر معه بشر الى مكة , فتزوج ( الصهباء بنت حرب أخت أبي سفيان ) فتعلّم منه جماعة من أهل مكة , فلهذا كثر الكتّاب في قريش يوئذٍ فامتنَّ الكندي على قريش بذلك ...


    وسمّي خط العرب بخط الجزم لأن الخط الكوفي كان أولاً يسمى الجزم قبل وجود الكوفة لأنه جزم أي اقتطع وولد من المسند الحميري , ومُرامِر هو الذي اقتطعه , وقد تكلم الصّولي في " أدب الكتاب " على هذه المسألة , وأتى بباب مفيد لخّص فيه ما ثبت لديه من الأقوال , وكذا السيوطي في " المزهر " , وجماعة من أهل الأدب , وكتب ابن خلدون في مقدمته فصلاً مفيداً يتعلّق بغرضنا , وبيّن أن الكتابة في العرب كانت أعزّ من بيض الأنوق وأن أكثرهم كانوا أمّيين ولا سيما أهل البدو , ومن قرأ منهم أو كتب كان خطّه قاصراً وقراءته غير نافذة , لأن هذه الصناعة من الصنائع التابعة للعمران , ولهذا كان الخط العربي بالغاً مبالغه من الإحكام والإتقان والجودة في دولة التبابعة لما بلغت من الحضارة والترف وهو الخط المسمى بالحميري وانتقل منها الى الحيرة لما كان بها من دولة آل المنذر نسباء التبابعة في العصبية والمجددين لمُلك العرب في العراق , ولم يكن الخط عندهم من الإجادة كما كان عند التبابعة لقصور ما بين الدولتين , وكانت الحضارة وتوابعها من الصنائع وغيرها قاصرة عن ذلك , ومن الحيرة لُقّنه أهل الطائف وقريش , ويقال ان الذي تعلّم الكتابة من الحيرة سفيان بن أميّة أو حرب بن أميّة , وأخذها من أسلم بن سدرة , وهو قول ممكن وأقرب مما ذهب الى انهم تعلموها من إياد أهل العراق لقول شاعرهم وهو أميّة بن أبي الصلت الثقفي :



    قومي إياد لو أنهـم أمــــم ..... أو لو أقاموا فتهزل النعـــم

    قوم لهم ساحة العراق إذا ..... ساروا جميعاً والخط والقلم

    هذا قول بعيد لأن إياداً وإن نزلوا ساحة العراق فلم يزالوا على شأنهم من البداوة , والخط من الصنائع الحضرية , وإنما معنى قول الشاعر : أنهم اقرب الى الخط والقلم من غيرهم من العرب لقربهم من ساحة الأمصار وضواحيها , فالقول أن أهل الحجاز إنما لَقِنوها من الخيرة , ولقِنها أهل الحيرة من التبابعة وحميّر هو الأليق من الأقوال , وكان لحميَر كتابة تسمى المُسند حروفها متّصلة , وكانوا يمنعون من تعلُّمها إلا بإذنهم , ومن حمير تعلمت مُضَر الكتابة العربية إلا أنهم لم يكونوا مجيدين لها شأن الصنائع إذا وقعت للبدو فلا تكون محكمة المذاهب , ولا مائلة الى الإتقان والتنميق لبون ما بين البدو والصناعة , واستغناء البدو عنها في الأكثر , وكانت كتابة العرب بدوية وأما مُضر فكانوا أعرق في البدو , وأبعد عن الحضر من أهل اليمن وأهل العراق وأهل الشام وأهل مصر ...


    كان الخط العربي لأول الاسلام غير بالغ الى الغاية والإحكلم والإتقان والإجادة , ولا إلى التوسّط , لمكان العرب من البداوة , وبعدهم عن الصنائع , واعلم أن ليس بكمال في حقهم إذ الخط من جملة الصنائع المدنية المعاشية , والكمال في الصنائع إضافي , وليس بكمال مُطلق , إذ لا يعود نقصه على الذات في الدين ولا في الخلال , وإنما يعود على أسباب المعاش , وبخسب العمران والتعاون عليه لأجل دلالته على ما في النفوس .......!


    قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أميّاً , وكان ذلك كمالاً في حقّه بالنسبة الى مقامه لشرفه وتنزّهه عن الصنائع العملية التي هي أسباب المعاش والعمران كلها , وليست الأميّة كمالا في حقنا نحن إذ هو منقطع الى ربه , ونحن متعاونون على الحياة الدنيا شان الصنائع كلها حتى العلوم الاصطلاحية , فإن الكمال في حقه هو تنزّهه عنها جملة بخلافنا .

    كانت هذه مقدمة لما بعدها من شؤون اللغة كتابة والمراسلات وما اليها

    وما التوفيق إلا من الله

  17. #57
    مشرف عام المجالس الاسلامية - عضو مجلس الادارة - رحمه الله رحمة واسعة الصورة الرمزية م مخلد بن زيد بن حمدان
    تاريخ التسجيل
    07-04-2015
    الدولة
    الأردن
    المشاركات
    6,612

    افتراضي

    إذا كانت هذه الأحرف العربية زمن نبي الله هود وهو القريب عهد بنوح عليهما السلام، وبها خطّ كتّاب الوحي لهود عليه السلام، وتعلّمه "الجزم " مُرامرُ بن مرّة وأسلم بن سدرة وعامربن جدرة وسمّي هذا الخط باسمه "الجزم" والذي استبدل فيما بعد وسمّي "الكوفي" فلهذا دليل قوي على قِدَم العربية لسانا وكتابة وخطّاً!
    بارك الله فيك شيخنا ابوعمر..لفتة رائعة منكم بتسمية الموضوع ب "كتابة العرب في الجاهلية" يا ليتكم أسميتموها "كتابة العربية في الأزمان الغابرة"
    في ميزان أعمالكم والحق يُربّيها لكم منّة وفضلا

  18. #58
    مراقب عام الموقع - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف ابوعمر الدويري
    تاريخ التسجيل
    12-01-2011
    الدولة
    الاردن - عمان
    المشاركات
    16,550

    افتراضي

    علم القيافة والعيافة

    إعلم أن القيافة على قسمين : قيافة الأثر ويقال لها العيافة , وقيافة البشر , أما العيافة فهو علم باحث عن تتبع آثار الأقدام والأخفاف والحوافر في المقابلة للأثر , وهي التي تكون في تربة حرّة يتشكل بشكل القدم , ونفع هذا العلم بَيِّن , إذ القائف يحدد بهذا العلم الفارّ من الناس, والضال من الحيوان بتتبّع آثارها وقوائمها بقوّة الباصرة , وقوّة الخيال والحافظة ...


    وجاء في الأثر أن بعضهم يُفَرّق بين الشاب والشيخ , وقدم الرجل والمرأة , والبكر والثيّب , وأما قيافة البشر فهي الاستدلال بهيئات أعضاء الشخصين على المشاركة والاتحاد بينهما في النسب والولادة في سائر أحوالهما وأخلاقهما , وقد فسّرها أبو القاسم الاصفهاني في كتاب " الذريعة " بتفسير أوجز فقال : والقيافة ضربان , أحدهما بتتبّع أثر الأقدام , والاستدلال به على السالكين , والثاني الاستدلال بهيئة الانسان وشكله على نسبته , وخصَّ الاستدلال بالقيافة البشرية من العرب " بنو مُدْلج " قبيلة من كنانة ... و " بنو لِهْب " بطنٌ من الأزد .. وذلك لمناسبة طبيعية حاصلة فيهم لا بِتَعَلُّمْ ...


    قال الاصفهاني : خصَّ الله تعالى بذلك العرب ليكون سبباً لارتفاع نسائهم عما يورث ثلب نسبهم , وخُبث حسبهم , وفساد بذورهم , وزروعهم , صيانة للنسبة , ولأجل حفظه تعالى نسبهم بذلك قال تعالى { وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا } أي ليعرف بعضكم بعضاً بمعرفة أصله ونسبه ...


    وبمثل ذلك قال بعض الحكماء , وحصول هذا العلم بالحدس والتخمين لا بالاستدلال واليقين , ولا يحصل بالمدارسة والتعليم , فلذا لم يصنّف فيه مصنّف لا حادث ولا قديم , والقيافة اليوم موجودة في بعض قبائل العرب في نجد , ويقال أنهم " بنو مرّة " وهم أعلم الناس بها , وقد نقل الثقات ممن سافر الى نجد وديار بني مرّة أن كثيراً منهم يرى الأثر فيقول : هذا أثر فلان وفلان , وهذا أثر بعير فلان وفلان , وهذا أثر اناس لم يطأوا الارض الفلانية , وهؤلاء أناس قدموا من كذا وكذا , ولم يخلّوا بشيء منها ...


    وذُكِر أن إعرابياً اتبع حمار له سرقته اللصوص حتى دخل " الحلّة " في العراق وهو ينشده حتى أوقفه أثره عليه من بين آثار حمير لا تحصى !! وإذا نظروا الى عدة أشخاص ألحقوا الابن بأبيه , والأخ بأخيه , والقريب بقريبه , وميّزوا الأجنبي إذا كان بينهم , وأهل مكة فيهم من يقارب هؤلاء . فترى كثيراً منهم يميّز بين العراقي والشامي , والمصري والمدني , والعربي والعجمي , ولو لم يكن بزِيّه وهيئته ...


    في هذا الباب حكايات لولا تواترها لحكم عليها بما يقرب من الاستحالة , والقيافة محكوم بها في الشرع , وهي إحدى الطرق الحكيمة , ففي الصحيح من حديث مجزز الأسلمي أنه دخل فرأى أسامة ابن زيد وزيداً وعليهما قطيفة قد غطّيا رؤوسهما وبدت أقدامهما , فنظر اليها مجزز الأسلمي وقال : إن هذه الأقدام بعضها من بعض , فسُرَّ بذلك النبي صلى الله عليه وسلم , وهي ناشئة من الفطنة والذكاء , ومن توابع غزارة العقل ...


    يليه بحول الله " علم الفراسة "

  19. #59
    المشرفة العامة للمجالس الاسلامية و الاسرة العربية - عضوة مجلس الإدارة الصورة الرمزية معلمة أجيال
    تاريخ التسجيل
    27-08-2015
    الدولة
    الأردن-عمان
    المشاركات
    1,884

    افتراضي

    من اغرب ما قرأنا ، عجيب هذا العلم يكاد السامع لا يصدق ، سبحان الله الذي ميّز البشر بعضهم عن بعض بهبات منه سبحانه ،واذكر بهذا الشان جدي لابي رحمهما الله كانت لديه بعض من هذه الهبات تميز بها عن اقرانه، فسبحان الله، بارك الله فيك اخونا الكريم ابو عمر على هذه المعلومات الرائعه نفع الله بك وبعلمك اااامين

  20. #60
    مشرف عام المجالس الاسلامية - عضو مجلس الادارة - رحمه الله رحمة واسعة الصورة الرمزية م مخلد بن زيد بن حمدان
    تاريخ التسجيل
    07-04-2015
    الدولة
    الأردن
    المشاركات
    6,612

    افتراضي

    نعم ام علي جدنا حمدان رحمه الله يُعرف بنباهته وبسرعة بديهيته وقوة فراسته..وذكاءه الحاد..وقدرته على الحساب في أمور منها المطر، الحمل وما تحمل النساء وولادتهن ولو كنّ من غير نسائه لمجرّد أن تمرّ امامه، وحمل ماشيته وتفريق اولادها عن بعضها مع كثرتها "آلاف مؤلفة من الماشية بشتى أنواعها وأصنافها"..الزراعة..وتقفّي الأثر..الشجاعة..الفروسية..القيافة في تعداد أنساب الناس ومواطن الآباء والأجداد..
    والبادية عموما يشتهرون بتقفي الأثر وتتبّعه..وخاصة الأعراب في الجاهلية كانوا به أبرع وأحذق وأمهر..وإليكم هذه الطرفة والحكاية المشهورة والتي سبق رفعها في المنتدى ونرويها من الجزء المراد الإستدلال به على علم تقفي الأثر "العيافة" وتتبعه، وهي إخوة ثلاثة...:
    وفى طريقهم قابلهم أعرابى .... كان قد فقد بعيره ....

    فسألهم إن كانوا قد رأو البعير ..... فقالوا لم نر بعيرك

    فانصرف عنهم ...

    ثم سأله أحدهم : هل كان جملك أعور ؟
    قال الأعرابى : نعم

    فانفرجت أسارير الأعرابى واستبشر وظن أنهم قد رأو جمله

    فقال الآخر : هل كان جملك أبتر ؟ أى مقطوع الذيل
    فقال الأعرابى : نعم

    وازداد فرحه وسروره وتأكد أنهم قد رأوه

    فقال الثالث : هل كان جملك أزور ؟ ( أى أن لحمه فى ناحية أكثر من الأخرى ) أو فيه عرج
    فقال الأعرابى : نعم
    فقالوا جميعا ..... لم نر جملك

  21. #61
    مراقب عام الموقع - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف ابوعمر الدويري
    تاريخ التسجيل
    12-01-2011
    الدولة
    الاردن - عمان
    المشاركات
    16,550

    افتراضي

    رواية الثلاثة منقوصة !!!
    هم أربعة .. ومن يعرف ابناء من فليتحفنا بسيرتهم كاملة !!!
    ونحن في الانتظار .. بارك الله بكم

  22. #62
    مشرف عام المجالس الاسلامية - عضو مجلس الادارة - رحمه الله رحمة واسعة الصورة الرمزية م مخلد بن زيد بن حمدان
    تاريخ التسجيل
    07-04-2015
    الدولة
    الأردن
    المشاركات
    6,612

    افتراضي

    شيخنا هي قصة القاضي والإخوة الثلاثة ولا ريب..
    وأخرى مشابهة لها في زمن غابر كان لنزار بن معد أربعة أولاد وقد رويناها في المنتدى شيخي سابقا
    بارك الله فيكم..وهذه هي قصتهم:
    توفى نزار عن بنيه الأربعة، وهم: مضر، وربيعة، وإياد، وأنمار، تخالفوا في قسمة مخلفه، وكان قد قال لهم: إن اختلفتم في ذلك، فعليكم بالأفعى الجرهمي، وكان بنجران، فذهبوا إليه، وكان ذا رأي وحنكة، فلما كانا بأثناء الطريق إذا هم بأثر بعير، فقال مضر: هذا البعير أزور، وقال ربيعة: وأعور، وقال إياد: وأبتر، وقال أنمار: وشرود. ثم ساروا فوجدوا صاحب البعير يطلبه في الشعاب والدحال، فقالوا له: بعيرك أزور؟ فقال: نعم، قالوا: فأبتر؟ قال: نعم، قالوا: وأعور؟ قال: نعم، قالوا: وشرود؟ قال: نعم، فلم يشك الرجل أنهم غرماؤه، فلازمهم إلى أن وصلوا إلى الأفعى الجرهمي، فقال صاحب البعير: لا أدعك أيها الشيخ أو تحكم بيني وبين هؤلاء اللصوص: ذهب بعير لي، فالتمسته فإذا وصفه عند هؤلاء الرجال فهم الفعلة، فسألهم الأفعى عن البعير، فأقسموا أنهم لم يروا البعير، ولا علم لهم به وإنما قلنا ما قلناه بالذكاء والفطنة، فقال مضر: أما أنا، فرأيت إحدى يديه ثابتة الوطأة، صحيحة الأثر، ورأيت الأخرى غير ثابتة الوطأة فاسدة الأثر، فعلمت أنه أزور؛ لاعتماده على إحدى يديه بشدة، فأثرت في الأرض تأثيراً ظاهراً، والأخرى بخلافها. وقال ربيعة: علمت أنه أعور؛ لأني رأيته رعيه في الفلاة لجهة واحدة. وقال إياد: رأيت مبركه، فنظرت إلى روثه مجتمعاً تحت المخرج، فعلمت أنه أبتر، ولو كان ذيالاً لمصع به يمنة ويسرة. وقال أنمار: رأيته بينما هو في قطعه مخصبة إذ تركها وتجاوزها إلى قطعة أخرى دونها، فعلمت أنه شرود يذكر الطلب فيدع المرعى الخصيب حذاراً. فقال الأفعى للرجل: التمس بعيرك، فليسوا بأصحابه. ثم ذكروا للأفعى مخلف أبيهم نزار، وأخبروه بأمره إياهم بالرضا بقسمته بينهم، فقال: القبة الحمراء، وما أشبهها فهو لمضر، فقيل لأولاده: مضر الحمراء.-- والخيول لربيعه فقيل لهم ربيعة الفرس-- وما أشبهها من البقر والغنم لإياد، فقيل لأولاده:-- إياد النعم.-- وما فضل من نقد وأثاث وسلاح لأنمار، فقيل لأولاده: أنمار الفضل وكان الأفعى قد أضافهم ثلاثة أيام، ذبح لهم الذبائح، وسقاهم الخمر، وقد دس إليهم من يوصل إليه خبرهم غير عالمين به، فمما سمع منهم قول مضر: ما رأيت كاليوم لحماً قط إلا أنه غذى بلبن كلبة. وقال ربيعة: ما رأيت كاليوم خمراً قط إلا أن كرمتها نبتت على قبر. وقال إياد: ما رأيت كاليوم خبزاً قط، إلا أن التي عجنته حائض. وقال أنمار: ما رأيت كاليوم رجلاً سرياً قط لولا أنه ينسب إلى غير أبيه. فذهب الرجل إليه، فأخبره بقولهم، فكلم خدمه عن الشاة التي ذبحوها لهم فقالوا: كانت تدجن عندنا، فولدت كلبة لنا فارتضعت هذه الشاة منها، فجاءت أسمن الغنم، فاخترناها لفرط سمنها. ثم سأل صاحب حانته عن الخمر فقال: هي من كرمة على قبر أبيك أغذى الكرم عنباً. ثم سأل العاجنة فوجدها حائضاً. ثم دخل على أمه، فسألها وتهددها على الجحد، وأمنها على الصدق، فقالت: إن أباك الملك المطاع في قومه لم يرزق ولداً فخشيت ضياع الملك، فمكنت الخباز من نفسي، فوقع علي فأتيت بك. فخرج إلى القوم وسألهم: بم علمتم ذلك؟ فقال مضر: رأيت اللحم فوق الشحم، فعلمت أنه غذى بلبن كلبة؛ فكذلك لحوم الكلاب فوق شحومها، وقال ربيعة: إن الخمر تحدث أنساً فرأيت من هذه حزناً، فعلمت أنها اكتسبت من ثرى القبر حزناً. وقال إياد: علمت أن العاجنة حائض؛ لأني رأيت الخبزة غير مسغسغ باطنها في الثريد بل ظاهرها. وقال أنمار: رأيتك قدمت لنا الطعام ولم تحضر معنا عليه لغير شاغل، فعلمت أن هذا من لؤم الآباء، ومن انتسبت إليه كريم لا لئيم، فقضيت بذلك عليك. فقال الأفعى: ارحلوا؛ فما أنتم إلا شياطين. فرجعوا إلى منازلهم. فلما ضوت الرعاة بإبلهم وتعشوا، قام مضر يوصى رعاة الإبل - وفي يد أنمار عظم يتعرقه، فدحى به في ظلمة الليل، وهو لا يبصر، فأصاب عين أخيه مضر، ففقأها، وصاح مضر: عيني، عيني، واضعاً يده عليها. وتشاغل به أخواه، فركب أنمار بعيراً من كرائم الإبل، فلحق بديار اليمن، وولد له بجيلة وخثعم، فكان هذا هو السبب لسكناه اليمن، وتدير بنيه إياها، والمنشأ للاختلاف في نسبة أنمار وإدخاله في نسب اليمن، والصحيح ما ذكرنا.،،، انتهى

  23. #63
    مراقب عام الموقع - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف ابوعمر الدويري
    تاريخ التسجيل
    12-01-2011
    الدولة
    الاردن - عمان
    المشاركات
    16,550

    افتراضي

    أبو علي - حياك الله
    تعددت الروايات !!!
    أما الثلاثة ! فهي بنت الاربعة ومنسوخة عنها ! فلو كانت كما تُروى لوجدناها في التراث المكتوب كما نعلمها ونرويها !!!
    لكن قصة الأربعة التي نوّهت اليها بأنها الصحيحة ! فكيف ذلك ؟ مع انها جائتنا بروايات مختلفة !! وإليك أحدها :


    أربعة ... وليسوا ثلاثة !!!

    رواية الثلاثة التي عقلناها منذ الصغر تُروى في المجالس والسهرات الشتوية خاصة ! تبيّن لنا أنها ليست كاملة حقيقة , وفيها تحريف كبير وتكييفها لتتناسب مع الحكمة التي قيلت من اجلها ! ولكن الحقيقة هي كما نرويها لكم من بطون الكتب

    من المعلوم والمؤكد أن أوّل من أسّس لعدنان مجداً , وشيّد لهم ذكراً , هو ( معد بن عدنان ) حين اصطفاه بختنصّر وقد ملًكً أقاليم الأرض , وكان قد همًّ بقتله حين غزا العرب , فأنذره نبيٌّ كان في وقته بأن النبوّة في ولده , فاستبقاه , وأكرمه , ومكّنه , واستولى على تهامة بيد عالية , وأمرٍ مُطاع , وفيه قال الشاعر مهلهل :


    غَنِيَت دارنا تهامة بالأم ........ س وفيها بنو معدٍ حلولا

    ثم ازداد العزّ بولده نزار , وانبسطت به اليد , وتقدّم عند ملوك الفرس , واجتباه ( تستشف ) ملك الفرس , وكان اسمه " خلدان " وكان مهزول البدن , فقال الملك : ما لك يا نزار !! وتفسيره في لغتهم " يا مهزول " ؟ فغلب عليه هذا الاسم فسُمّي نزاراً , وفيه يقول قمعة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان :

    جدِيساً خلفناه وطَمْساً بأرضـه ..... فأكرم بنا عنـــــد الفخــار فخــارا
    فنحن بنو عدنان خلدانُ جدّنــا ..... فسمّــــاه ( تستشف ) الهُمامُ نِزارا
    فسمى نزاراً بعد ما كان اسمه ..... لدى ( العرب ) خلدان بنوه خيارا

    كان لنزار أربعة أولاد : مضر , وربيعة , وإياد , وأنمار , فلما حضرته الوفاة وصّاهم , فقال : يا بَنِيَّ هذه القُبّة الحمراء وما أشبهها لمضر .. وهذا الخباء الأسود وما أشبهه لربيعة .. وهذه الخادمة وما أشبهها لإياد .. وهذه الندوة والمجلس وما أشبهه لأنمار .. فإن أشكل عليكم واختلفتم , فعليكم بالأفعى الجرهمي بنجران , فاختلفوا في القسمة , فتوجهوا اليه , فبينما هم يسيرون إذ رأى " مضر " كلأً قد رُعي فقال : إن البعير الذي رعى هذا الكلأ لأعور ! وقال ربيعة : هو أزور ! وقال إياد : هو أبتر ! وقال أنمار : هو شرود ! ...

    فلم يسيرو قليلاً حتى لقيهم رجل يوضع – يسرع المسير – على راحلته, فسألهم عن البعير , فقال مضر : هو أعور ؟ قال : نعم ! وقال ربيعة : هو أزور ؟ قال : نعم وقال إياد : هو أبتر ؟ فال : نعم ! قال أنمار : هو شرود ؟ قال : نعم ! وهذه والله صفة بعيري فدلّوني عليه , فقالوا : والله ما رأيناه , قال : قد وصفتموه بصفته فكيف لم تروه ؟ وسار معهم الى نجران حتى نزلوا بالأفعى الجرهمي , فناداه صاحب البعير : هؤلاء أصحاب بعيري وصفوه لي بصفته , وقالوا لم نرَه , فقال لهم الأفعى الجرهمي : كيف وصفتموه ولم تروه ؟ ...


    قال مضر : رأيته يرعى جانباً فعرفت أنه أعور ! وقال ربيعة : رأيت إحدى يديه ثابتة الأثر والأخرى فاسدة الأثر , فعرفت أنه أزور ! وقال إياد : رأيت بعره مُجتمعاً فعرفت أنه أبتر ! وقال أنمار : رأيته يرعى المكان الملتف ثم يجوز الى غيره فعرفت أنه شرود ! فقال الجرهمي لصاحب البعير : ليسوا أصحاب بعيرك فاطلبه من غيرهم ! ثم سألهم : مّنْ هُم ؟ فأخبروه أنهم بنو نزار بن معد , فقال : أتحتاجون إليّ وأنتم كما أرى ؟ فدعا لهم بطعام , فأكلوا وأكل , وبشراب فشربوا وشرِب ...


    فقال مضر : لم أرَ كاليوم خمراً أجود لولا أنها نبتت على قبر ! وقال ربيعة : لم أرَ كاليوم لحماً أطيب لولا أنه ربّي بلبن كلب ! وقال إياد : لم أرَ كاليوم رجلاً أسرى لولا أنه يُدعى لغير أبيه ! وقال أنمار : لم أرَ كاليوم كلاماً أنفع في حاجتنا ! وسمع الجرهمي الكلام فتعجّب لقولهم وأتى أمّه فسألها , فأخبرته أنها كانت تحت ملك لا ولد له فكرهت أن يذهب المُلْك فأمكنت رجلاً من نفسها كان نزل به فوطئها فحملت منه به ! وسأل القهرمان عن الخمر , فقال : من كرْمةٍ غرستها على قبر أبيك ! وسأل الراعي عن اللحم , فقال : شاة أرضعتها بلبن كلبة , لأن الشاة حين ولدت ماتت , ولم يكن وُلِد في الغنم شاة غيرها ...


    قيل لمضر : من أين عرفت الخمر ونباتها على القبر ؟ قال : لأنه أصابني عليها عطش شديد ! وقيل لربيعة : من أين عرفت أن الشاة أرتضعت على ابن كلبة ؟ قال : لأني شممت منها رائحة الكلب ! وقيل لإياد : من أين عرفت أن الرجل يدعى لغير أبيه ؟ قال : لأني رأيته يتكلّف ما يعمله , ثم أتاهم الجرهمي وقال : صفوا لي صفتكم , فقصّوا عليه ما أوصاهم به أبوهم نزار , فقضى لمضر بالقبّة الحمراء والدنانير والإبل وهي حُمْر فسُمّي مُضر الحمراء , وقضى لربيعة بالخباء الآسود والخيل الدّهم فسُمّي ربيعة الفرس , وقضى لإياد بالخادمة الشمطاء والماشية البلق , وقضى لأنمار بالأرض والدراهم ...


    وهذا الذي ظهر في أولاد نزار من قوّة الذكاء , وحدّة الفطنة تأسيساً لتميّزهم بالفضل , واختصاصهم بوفور العقل , مقدّمة لما يُراد بهم .. فانظر الى هذه الفراسة التي كانت تصل الى حد الإعجاز , وكانت في الوصول الى مكنون الحقائق أقوم مجاز ...


    فلله در العرب , فهُم مظهر كل عجب

  24. #64
    مراقب عام الموقع - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف ابوعمر الدويري
    تاريخ التسجيل
    12-01-2011
    الدولة
    الاردن - عمان
    المشاركات
    16,550

    افتراضي

    علم الفراسة !!!

    وهو الاستدلال بهيئة الانسان , وأشكاله , وألوانه , وأقواله , على أخلاقه وفضائله ورذائله , وربما يقال : هي صناعة صيّادة لمعرفة أخلاق الانسان وأحواله , وقد نبّه الله تعالى على صدقها بقوله { إن في ذلك لآياتٍ للمتوسّمين } وقوله : { تعرفهم بسيماهم } وقوله : { ولتعرفنّهم في لحن القول } ولفظها من قولهم " فرس السبع الشاة " فكأن الفراسة اختلاس المعارف , وذلك ضربان : ضرب يحصل للانسان عن خاطرٍ لا يعرف سببه , وذلك ضرب من الالهام , بل ضرب من الوحي , وإياه عنى النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ( المؤمن ينظر بنور الله ) وهو الذي يسمى صاحبه – المروع والمحدث – وقال عليه الصلاة والسلام ( إن يكن في هذه الأمة محدّث فهو عُمَر ) وقيل في قوله تعالى { وما كان لبشرٍ أن يكلّمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب أو يُرسل رسولا } إنما كان وحياً بإلقائه الرّوع , وذلك للأنبياء كما قال عز وجل { نزل به الروح الأمين على قلبك } وقد يكون بإلهام في حال اليقظة , وقد يكون في حال المنام ولأجل ذلك قال عليه الصلاة والسلام ( الرؤيا جزء من ستة واربعين جزءاً من النبوّة ) ...

    والضرب الثاني من الفراسة : يكون بصناعة متعلّمة , وهي معرفة ما بين الألوان والأشكال , وما بين الأمزجة , والأخلاق , والأفعال الطبيعية , ومن عرف ذلك كان ذا فهم ثاقب بالفراسة , وقد عُمل بذلك كتب كثيرة من تَتَبَّع الصحيح منها اطلع على صدق ما ضمّنوه , والفراسة ضرب من الظن , وهي من توابع العقل , وكلما كان العقل أكمل كانت الفراسة أقوى , ولهذا كانت العرب فيها أوفر حظّاً من غيرهم , وما روي عنهم من عجائب هذا الباب شيء كثير , من ذلك ما ذكره الامام الماوردي في كتاب " اعلام النبوّة " قال : إن أوّل من أسس لعدنان مجداً , وشيّد لهم ذكراً , معد بن عدنان حين اصطفاه بختنصّر وقد مًلًك أقاليم الارض , وكان قد همَّ بقتله حين غزا بلاد العرب , فأنذره نبيٌّ كان في وقته بأن النبوّة في ولده , فاستبقاه وأكرمه ومكّنه واستولى على تهامة بيد عالية وأمر مُطاع وفيه يقول مهلهل الشاعر :



    غنيت دارنا تهامة بالأم ...... سِ وفيها بنو معد حلولا

    وقد ازدادت في العرب الفراسة بعد أن أشرقت أنوار الاسلام على قلوبهم , فنظروا بنور الله تعالى المودع في أعين بصائرهم ما خفي عن عيونهم , فقد ذكر ابن القيّم في كتابه " مفتاح السعادة " أن الامام الشافعي القرشي كان له النصيب الأوفى منها , ومن أعراب البادية اليوم من له حظ وافر منها .. وقيل أن كثيراً منهم إذا نظر الى السحاب المهراق قال : أمطرت ارض كذا , وابتدىء ارض كذا ولم تمطر بارض كذا , فيكون كما قال , وعرب اليمن أوفر حظاً من غيرهم في الضرب الثاني من الفراسة ...


    قال الاصفهاني في " الذريعة " : ومن الفراسة علم الرؤيا وقد عظم الله تعالى أمرها في جميع الكتب المنزلة , وقال لنبيّه صلى الله عليه وسلم { وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن } وقال { إذ يريكهم الله في منامك قليلا } الآية , وقال في قصة ابراهيم { يا بنيّ إني أرى في المنام أنّي أذبحك } وقوله { يا أبت ‘ني رأيت أحد عشر كوكبا } والرؤيا : هي فعل النفس الناطقة ولو لم يكن لها حقيقة لم يكن لإيجاد هذه القوّة في الانسان فائدة , والله يتعالى عن الباطل ...


    وهي ضربان , ضرب – وهو الأكثر – أضغاث أحلام , وأحاديث النفس بالخواطر الرديئة لكون النفي في تلك الحال كالماء المتموّج لا يقبل صورة , وضرب – وهو الأقل – صحيح , وذلك قسمان : قسم لا يحتاج الى تأويل , ولذلك يحتاج المُعَبّر الى مهارة يفرق بين الأضغاث وبين غيرها , وليميز بين الكلمات الروحانية والجسمانية ويفرق بين طبقات الناس , إذ كان فيهم من لا تصح له رؤيا , وفيهم من تصح رؤياه , ثم من صح له ذلك منهم من يرشح ان تلقى اليه في المنام الأشياء العظيمة الخطيرة , ومنهم من لا يرشح له ذلك ...


    لهذا قال اليونانيون : يجب أن يشتغل المُعَبّر بعبارة رؤيا الحكماء والملوك دون الطغام , وذلك لأن له حظاً من النبوّة .. وهذا العلم لا يحتاج الى مناسبة بين متحرّيه وبينه , فرب حكيم لا يرزق حذقاً فيه , ورب نزر الحظ من الحكمة وسائر العلوم توجد له فيه قوّة عجيبة , ويحكى عن العرب في التعبير حكايات عجيبة حتى عن المولدين , وقال الاصفهاني : والزكانة ضرب من الفراسة , وهي معرفة فعل باطن بفعل ظاهر بضرب من التوهّم , والقيافة ضرب من الزكانة لكنها أرقْ , وقد ذكرناها بقسميها ...


    والله ولي الهداية والنوفيق

  25. #65
    مراقب عام الموقع - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف ابوعمر الدويري
    تاريخ التسجيل
    12-01-2011
    الدولة
    الاردن - عمان
    المشاركات
    16,550

    افتراضي علم الريافة .. ونزول الغيث !!!

    علم الريافــــــــــــة !!!

    هو معرفة استنباط الماء من الارض بواسطة بعض الامارات الدالّة على وجوده , فيعرف بعده وقربه بشّمْ التراب , أو برائحة بعض النباتات فيه , أو بحركة حيوان مخصوص , , وهو من فروع الفراسة , وهي موجودة في بعض أعراب نجد , وقد أخبرنا بعض الثقات أنه شاهد بعض هؤلاء ...


    قال : يضع أذنه على الارض فيُخبر بما يتبيّن له من وجود الماء وعدمه وقربه وبُعده , فإذا حفروا وجدوا الامر كما وصف , ويسمّى من له هذه المعرفة بين العرب اليوم ( بالنَّصّات ) ولا ينبغي لمن لا استعداد له لهذه القوة أن ينكرها , فإن كل أمّة من الأمم , وكل قبيلة من القبائل , وكل فرد من الأفراد , مُخْتَصٌّ بأشياء وُهِبَت له , ومُنَّ بها عليه من العلوم والصنائع والمعرفة والأخلاق والسِّيَر والمحاسن والقبائح ...


    ونحن نرى ألوفاً من الناس يتعاطون صنعة واحدة , ويتدارسون علماً واحداً , فلا يبرع منهم إلا الواحد بعد الواحد , وكلٌّ يُفاض عليه حسب استعداده ...

    سبحان الوهّاب

    علم نزول الغيث !!!

    هو علم باحث عن كيفية الاستدلال بأحوال الرياح والسّحاب والبرق على نزول المطر , والعرب لهم مزيد اختصاص بهذا العلم لأنهم أحوج الناس الى الغيث إذ به حصول معايشهم من السقي والرعي , وقد حصل لهم هذا العلم بكثرة التجارب , ودليله الدروان بين أحوال السحب والأمطار , وما لم يذكر من منظوم كلامهم ومنثوره في هذا الباب كثير ...


    في الأغاني لأبي الفرج الاصبهاني بسنده قال : خرج أعرابي مكفوف البصر , ومعه ابنة عم له , لرعي غنم لها فقال الشيخ : أجد ريح النسيم قد دنا فارفعي رأسك فانظري , فقالت : أراها كأنها ربرب " قطيع بقر الوحش " معزى هزلى , قال : ارعي واحذري , ثم قال لها بعد ساعة : إني أجد ريح النسيم قد دنا فارفعي رأسك فانظري , قالت : أراها كأنها بغال دهم تجُر جلالها , قال : ارعي واحذري , ثم مكث ساعة ثم قال : إني لأجد ريح النسيم قد دنا فانظري , قالت : أراها كأنها بطن حمار أسحر , فقال : ارعي واحذري , ثم مكث ساعة فقال : إني لأجد ريح النسيم فما ترين ؟ قالت : أراها كما قال الشاعر :


    دانٍ مسفٌّ فويقَ الارض هَيْدَبُهُ ..... يكاد يَدْفَعُهُ مِنْ قامَ بالرَّاح

    كأنما بين أعلاه وأسفلـــــه ..... رَيْطٌ منشَّرة أو ضَوْء مصباح

    فمن بمحفله كمن بنجوتـه ..... والمستكنّ كمن يمشي بِقِرْواح

    فقال : أنجي لا أبا لك ! فما انقضى كلامه حتى هطلت السماء عليهما , ثم أخذ أبو الفرج يشرح تلك الالفاظ , وملخص ذلك : أن الأصحر الأبيض وفيه حُمرة , ومعنى فمن بمحفله كمن بنجوته : فمن هو بمحفله أي مجرى معظم السيل كمن بنجوته أي ناحية عنه سواء لكثرة المطر , والقرواح الفضاء ....


    ومن تتبّع كتاب الأغاني يجد كثيراً من جملة ما يستدنون به على هذا العلم , ويتوصلون به الى معرفة نزول الغيث , لا بد من التعرض لذكر نبذة مما ورد عنهم في هذه الامور مما رواه ثقات الرواة ...



    يتبع بعض معرفتهم بالرياح والسحاب والرعد والبرق بحول الله

  26. #66
    مراقب عام الموقع - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف ابوعمر الدويري
    تاريخ التسجيل
    12-01-2011
    الدولة
    الاردن - عمان
    المشاركات
    16,550

    افتراضي

    علم الرياح والسحاب والرعد والبرق

    قالوا : الحاجة أم الاختراع ! ومن أحوج من العرب في براريهم وصحاريهم لأن يكونوا أبرع من غيرهم في علم كل ما يحفظ لهم دوام العيش الذي كان اعتماده الأول على الثروة الحيوانية من إبل وخيل وماشية بكافة أنواعها ؟ فقد أثبتوا المثل المشار اليه بكل حذقٍ ودراية لا مثيل لهما بين الأمم السابقة .. فالغيث هو عصب الحياة لمواشيهم ! فكان لا بد لهم من معرفة كل ما يتعلّق بالغيث من رياح وسحاب ورعد وبرق

    ألرياح واوصافها

    وأمهات الريح أربع : الشمال , والجنوب , والصبا , والدبور , وبذلك نطقت أشعارهم " فالشمال " مَهَبّها من كرسي بنات نعش الى مغرب الشمس صيفاً , وكانت العرب تكرهها لبردها وذهابها بالغيم والحيا والخصب بزعمهم , وهي عندهم الشاميّة , ولم تزل العرب تتمادح بالإنفاق والكرم إذا هَبَّتْ هذه الريح ... " والجنوب " مَهَبّها من مطلع سهيل الى مطلع شمس شتاء ... " والصّبا " مَهَبّها من مطلع الشمس الى مطلع العيوق , وهو كوكب نَيِّرْ أحمر شمال مطلع الثُّريّا قدر ثلاث قامات رمح أو أرجح نظراً للرائي ويسمّى رقيب الثريّا .


    وكانت العرب تحب الصّبا من بين الرياح لرقّتها ولأنها تجيء بالسحاب والمطر , وفيها الرّيْ والخِصْب وهي عندهم اليمانيّة , قيل : إنما سمّيت صبا لأن النفوس تصبو اليها لطيب نسيمها وروحها , والصبوة الميل , يقال : صبا الى كذا إذا مال اليه , وفي الأثر ما بُعِثَ نبيْ إلا والصبا معه ... " أما الدبور " فمَهَبّها من مغرب الشمس الى مطلع سهيل , وما بين كل واحدة من هذه الرياح الأربع نكباء وسمّيت بذلك لتنكّبها طريق الرياح المعروفة .


    ولكل من هذه الرياح صفات وخواص يعرفها ذوو الخبرة منهم , وتفصيل ذلك في كتب الأنواء , وقال الشيخ أبو عبد الله الاسكافي في كتاب المبادىء عند الكلام على الرياح : الشمال عن يمين المصلي , وبإزائها الجنوب , والصبا من وراء المصلي , والدبور تجاهه , ولعل ذلك باعتبار بعض الاقطار , وإلا فالأصل ما ذكرناه , ثم قال : وكل ريح عدلت عن مهاب هذه الأربع فهي نكباء .


    ونسمت الريح تنسم نسيماً ونّسَماناً ضعفت في استقامة من غير أن تحرّك شجراً أو تعفو أثراً , ويقال للشمال الجِرْبياء ومَحْوَة ونِسْع ومِسْع , وفي الصحاح : الجربياء على فعيلاء بالكسر والمد , والنكباء التي تجري بين الشمال والدَّبور وهي ريح تقشع السحاب , قال ابن أحمر :



    بِهَجْل من قساً ذفر الخُزَامى ..... تهادي الجربياء به الحنينا

    وللجنوب النّعامي والخزرج والأزيب والهيف , وللصبا القبول وإيّرٌ وهِيّرٌ , وأيِّرٌ وهَيِّرٌ , وقيل للدبور مَحْوَة , ومن اوصافها الغالبة عليها : الدّيدانةُ الليّنة كالنسيم , والذاريات والمعصرات تجيء بالمطر , وقيل الساطعة بالسماء مستديرة , واللواقح والبوارح والرُّخاء والجفول المسرعة , والجافلة والمُجْفَل والنّائجة والهوج والسوافي والحّزوق والنُّوُّوج والمتذابة التي تجيء من هنا وَثَمَّة , والمُسَفْسِفَة تجري على وجه الارض , والدّروج هي التي يُرى لها مثل ذيل الرّسَن في الرمل .

    وكذا الخّجوج والسَّيْهوج والسَّهوج والسَّهوك والهَفْهافَة والهَبْوَة والمُذَعْذِعَة وهدوج والهموم والعاتية والعاصفة والمُعصفة والقاصفة التي تكسر كل شيء , والزعازع والإعصار والحَنون والزفزافة والروامس والنافجة – أوّل كل ريح بشدّة – الرياح الباردة : الحرجف والصرصر والعَرِيّة وخازم , والبَليل فيها برد وندى , والشّفان والهلاّب والنضيضة وهي التي تنضُّ بالماء فيسيل .. الرياح الحارة : السُّهام والهيف والبارح والسموم بالنهار وقد تكون بالليل , والحرور بالليل وقد تكون بالنهار والمعمعان .

    ألسُّحُب وأنواعها

    قد ذكر الثعالبي نبذة من أنواعه وأسمائها في القسم الأول من كتاب لباب الآداب , وكذا الشيخ أبو اسحق الطرابلسي في الكفاية , والاسكافي في المبادىء , وغيرهم من أئمة اللغة , فمن السحاب " العَماء " وهم الغيم الرقيق وكذلك الطهاء والطخاء " والصبر " السحاب الأبيض " والحَبِيُّ " السحاب الذي يعترض اعتراض الجبل قبل أن يطبق السماء , قال امرؤ القيس :


    أصاح ترى برقاً أريك وميضه ..... كلمع اليدين في حَبِيٍّ مكلّل


    والحبا كعصا مثله ,ويقال سمّي به لدنوّه من الارض , " والنّشاص " السحاب المرتفع بعضه فوق بعض ," والمُكْفَهِرّ " السحاب الغليظ المتراكب والكّنّهْوَر نحوه , " والجهام " وهو السحاب الذي قد أراق ماءه , " والهف " الذي لا ماء فيه والزبرج نحوه , " والصُّرّاد " سحاب بارد ندي وليس فيه ماء , " والغمام والمُزن " السحاب الابيض , " والرباب " السحاب الابيض والأسود .. وفي كتاب الكفاية : الرّباب السحاب المتعلق دون السحاب , " والسَّيَق " وهو السحاب الذي طردته الريح , " والخَلَق " السحاب الذي يُرجى منه المطر , " والنجاء " السحاب الذي يسرع , " والهَيْدَب " ما يتدلّى من السحاب كأنه هدب القطيفة . " والجِلْب " السحاب الرقيق الذي ليس فيه ماء , قال تأبط شرّاً :



    ولست بِجُلْبٍ جلب ريح وقرَّةٍ ..... ولا بصفل صلد عن الخير معزل

    وبعضهم يقول : هو السحاب الذي يعترض كأنه جبل وليس فيه ماء , " والدجن " السحاب المطل على الارض , قال أبو زيد : والدُجُنَّة من الغيم المطبق تطبيقاً الرَّيان المظلم الذي ليس فيه مطر , يقال يوم دجن ويوم دجنة , وكذلك الليلة على الوجهين بالوصف والإضافة , قال : والداجنة الماطرة المطبقة نحو الديمة , قال : والدجن المطر الكثير وسحابة داحنة ومدجنة وادجنت السماء دام مطرها , قل لبيد :



    من كلِّ ساريةٍ وغادٍ مُدْجنٍ ..... وعَشيةٍ متجاوبٍ إرزامُها


    " والمرزم " السحاب المصوت بالرعد والإرزام صوت الرعد , وكذلك الهزيم والمرتجس والأجش , وبعضهم يقول : هزيم الرعد صوته , يقال تهزم الرعد تهزماً وغيث هزم منبعق لا يستمسك , قال يزيد بن مفرغ :


    سقَى هَزِمُ الإرعاد منبجسُ العُرى ..... منازلَها من مَسْرُقانَ فَسُرَّقا


    " والقاصب " السحاب الشديد صوت الرعد , " والبارق " السحاب الذي فيه برق , والقامَة القطعة العظيمة من السحاب والجمع قلع , قال ابن أحمر ؟:



    تفقأ فوقَهُ القَلَعُ السوارى ..... وجُنَّ الخازِبازُ به جُنونا


    والقّزَع قطع من السحاب رقيقة الوحدة قزعة , قال ذو الرُّمّة يضف ماء في فلاة :

    ترى عُصَبُ القَطا هملاً عليها ..... كأن رعالَهُ قزع الجَهام

    وفي الحديث ( كأنهم قَزَعُ الخريف ) والضبابة سحابة تغشى الارض كالدخان

    ألرعد والبرق

    من جملة ما يستدلون به على نزول الغيث الرعد والبرق , فإن الرعد إذا أرزم أي صوّت صوتاً غير شديد استدلوا به على المطر , وإذا تهَزَّم أي صوّت أشدّ صوت استدلوا به على قرب المطر , والقعقعة تتابع صوته في شدّة وله دلالة اخرى على حال الغيث , والرّجسان وهو صوته الثقيل فإذا رَجَس علموا أن المطر سيكون لشدّة , وإذا أصعق أي رمى بالصاعقة وهي نار تسقط في رعد شديد . وإذا أزَّ ورزَّ أي صوْت الرعد من بعيد قال الراجز :



    جارتنا من وائلٍ ألا اسْلمي ..... ألا اسْلمي أسْقيتِ صوب الدِّيَمِ

    صوب ربيعٍ باكرٍ لم ينــــم ..... يرزُّ رزّاً مــن وراء الأكــــــم

    رَزَّ الرَّوايا بالمزَاد المُعصَم

    " وأما البرق " فمنه المستطير وهو المتفرق , ومنه السلسلة وهي برقة دقيقة بالنهار , ومنه الوميض وهو الضعيف من البرق , ومنه الخافق وهو المضطرب , والخفو لأخفى ما يرى منه , ومنه المتكلح وهز المستديم المتتابع , ومنه الرامح والماصع وهو السريع الخفيف , ومنه الخُلَّب وهو الذي ليس فسه مطر كأنه يخلب من تشيّمه أي يخدعه , ومنه البرق المنعقق , والانعقاق تشقق البرق ومثله التبوج , وقد جاء في منثور العرب من مخايل العرب في الأنواء كيف استدلوا بذلك على الغيث ونزوله , وما ذكرناه نبذة يسيرة ملخصة من كلام الأئمة في بيان مقصدنا , ومن اراد استيعاب ذلك فعليه بمفصلات كتب اللغة والأدب .

    ويتبع غيره بحول الله وتوفيقه

  27. #67
    عضو منتسب
    تاريخ التسجيل
    11-12-2020
    الدولة
    تركيا
    المشاركات
    1

    افتراضي

    كل هذا بسبب اختلاط انسابنا مع العجم والموالي والعبيد وحسبنا الله ونحتسب هذا عند الله فداء للاسلام

  28. #68
    مراقب عام الموقع - عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية الشريف ابوعمر الدويري
    تاريخ التسجيل
    12-01-2011
    الدولة
    الاردن - عمان
    المشاركات
    16,550

    افتراضي

    الفاضل اياد حياك الله
    لا يا أخي كل هذه الصفات قبل ان يختلط العرب بالعجم .. واما العبيد فهم قبل الاسلام ليسوا اكثر من عبيد لا يسمح لهم حتى بالكلام في حضرة أسيادهم
    وكل الصفات هي هبة من الله للعرب
    ولله المنة والفضل

  29. #69
    كاتب في النسابون العرب الصورة الرمزية متابع بصمت
    تاريخ التسجيل
    27-01-2017
    العمر
    64
    المشاركات
    273

    افتراضي

    سماحة الشيخ إبن باز
    نور على الدرب الحكم على أحاديث في فضل العرب
    الحكم على أحاديث في فضل العرب
    السؤال: أيضاً أخونا سرد مجموعة من الأحاديث ويرجو من سماحة الشيخ أن يتفضل بالتوجيه بخصوصها يقول: ثقتنا فيكم مطلقة، هل صح عنه ﷺ أحبوا العرب وبقاءهم فإن بقاءهم نور الإسلام، وإن فناءهم فناء الإسلام، إذا ذل العرب ذل الإسلام، لا يبغض العرب إلا منافق، حب العرب إيمان، وبغضهم نفاق لا يبغض العرب مؤمن وهكذا يستمر في سرد كثير من النصوص ومن بينها أيضاً: من غش العرب لم يدخل في شفاعتي ولم تنله وهكذا يستمر سماحة الشيخ! ويرجو التوجيه في هذه النصوص؟

    الجواب: هذه النصوص فيما علمنا كلها ضعيفة لا تخلو من مقال، وبعضها باطل وبعضها فيه ضعف، وقد بينا كثيراً منها في رسالتنا (نقد القومية على ضوء الإسلام والواقع)، وبينا ما فيها من الكلام في غالب هذه الأحاديث وبين أهل العلم رحمة الله عليهم، وبعضها ليس بصحيح بالكلية وبعضها فيه ضعف.
    وأما غش العرب أو غش غير العرب فالغش محرم للعرب وغير العرب، حتى ولو ما صح الحديث، يقول النبي ﷺ من غشنا فليس منا فالغش للعرب ولغير العرب أمر محرم وممنوع، ليس لأحد أن يغش العرب ولا غير العرب بل الواجب النصح للعرب ولغيرهم.
    ثم العرب لهم مزية من جهة أنهم رهط النبي ﷺ، وأن الله بعثه فيهم وبعثه بلسانهم، فلهم مزية من هذه الحيثية أنهم حملوا الإسلام وهم رهط النبي ﷺ، وهم أول من حمل الإسلام ونشره بين الناس فلهم مزية ولهم حق من هذه الحيثية، فينبغي أن تعرف لهم أقدارهم ويعرف لهم فضلهم، أعني: العرب الذين دخلوا في الإسلام وحملوه إلى الناس وعلموه الناس وصاروا قدوة في الخير، كالصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم من العرب ومن حمل الإسلام معهم من العجم، فهؤلاء لهم فضل ولهم مزية من العرب والعجم.
    فـالصديق وعمر وعثمان وعلي وبقية العشرة وغيرهم من الأنصار والمهاجرين لهم فضل عظيم، وهكذا من تبعهم بإحسان في حمل العلم والجهاد في سبيل الله حتى نشروا دين الله وعلموه الناس، سواء كانوا عرباً أو عجماً، لهم حق عظيم على المسلمين المتأخرين في الدعاء لهم والترضي عنهم وشكرهم على ما فعلوا، وحبهم على ذلك.
    أما العرب الكفار لا، لا حق لهم في هذا، وهكذا العجم الكفار لا حق لهم في هذا، إنما هذا في العرب الذين تحملوا الإسلام ونشروه بين الناس وعلموه الناس وجاهدوا في سبيل الله حتى دخل الناس في دين الله أفواجاً، فلهم مزية ولهم حق ينبغي لمن جاء بعدهم أن يعرف لهم فضلهم، وأن يشكرهم على عملهم الطيب، وأن يترضى عنهم ويدعو لهم كما يدعو أيضاً لغيرهم من العجم الذين شاركوا في الخير، ودعوا إلى الله وحملوا العلم وعلموه الناس وألفوا الكتب المفيدة النافعة، فهذا مشترك بين العرب والعجم. نعم.
    المقدم: سماحة الشيخ! إذا تكرمتم متى يكون الأعجمي أفضل من العربي؟
    الشيخ: مثلما قال الله جل وعلا: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات:13] فإذا كان العجمي أتقى لله من العربي فهو أفضل، وكل ما كان العربي أتقى لله كان أفضل، فالفضل والكرم والمنزلة بالتقوى، فمن كان أتقى لله فهو أفضل عربياً كان أو أعجمياً حراً أو عبداً.
    المقدم: بارك الله فيكم.

  30. #70
    مشرف عام مجالس قبائل الجزيرة العربية - عضو مجلس الادارة
    تاريخ التسجيل
    24-07-2016
    المشاركات
    2,759

    افتراضي

    رحم الله بن باز رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ، فقد كان بحر بالعلم نقي تقي لا يميل عن الحق ولا يحيل الى غيره ، ولا يخشى
    بالله لومة لاءم ، خرج من هذه الدنيا نظيفه في دينه مقل في دنياه ، اختار الجنة بحبيبتيه محتسبا ، كذاك حاله عندما احتسب
    مرضه بالسرطان رافضا العلاج بالخارج ومفارقة بلده ثلاثين سنة
    وهو مريض به مستشفيا بالقرآن وصبري الله حتى انتقلت روحه
    الى بارءها .

  31. #71
    كاتب في النسابون العرب الصورة الرمزية متابع بصمت
    تاريخ التسجيل
    27-01-2017
    العمر
    64
    المشاركات
    273

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشريف ابوعمر الدويري مشاهدة المشاركة
    علم الفراسة !!!

    وهو الاستدلال بهيئة الانسان , وأشكاله , وألوانه , وأقواله , على أخلاقه وفضائله ورذائله , وربما يقال : هي صناعة صيّادة لمعرفة أخلاق الانسان وأحواله , وقد نبّه الله تعالى على صدقها بقوله { إن في ذلك لآياتٍ للمتوسّمين } وقوله : { تعرفهم بسيماهم } وقوله : { ولتعرفنّهم في لحن القول } ولفظها من قولهم " فرس السبع الشاة " فكأن الفراسة اختلاس المعارف , وذلك ضربان : ضرب يحصل للانسان عن خاطرٍ لا يعرف سببه , وذلك ضرب من الالهام , بل ضرب من الوحي , وإياه عنى النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ( المؤمن ينظر بنور الله ) وهو الذي يسمى صاحبه – المروع والمحدث – وقال عليه الصلاة والسلام ( إن يكن في هذه الأمة محدّث فهو عُمَر ) وقيل في قوله تعالى { وما كان لبشرٍ أن يكلّمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب أو يُرسل رسولا } إنما كان وحياً بإلقائه الرّوع , وذلك للأنبياء كما قال عز وجل { نزل به الروح الأمين على قلبك } وقد يكون بإلهام في حال اليقظة , وقد يكون في حال المنام ولأجل ذلك قال عليه الصلاة والسلام ( الرؤيا جزء من ستة واربعين جزءاً من النبوّة ) ...

    والضرب الثاني من الفراسة : يكون بصناعة متعلّمة , وهي معرفة ما بين الألوان والأشكال , وما بين الأمزجة , والأخلاق , والأفعال الطبيعية , ومن عرف ذلك كان ذا فهم ثاقب بالفراسة , وقد عُمل بذلك كتب كثيرة من تَتَبَّع الصحيح منها اطلع على صدق ما ضمّنوه , والفراسة ضرب من الظن , وهي من توابع العقل , وكلما كان العقل أكمل كانت الفراسة أقوى , ولهذا كانت العرب فيها أوفر حظّاً من غيرهم , وما روي عنهم من عجائب هذا الباب شيء كثير , من ذلك ما ذكره الامام الماوردي في كتاب " اعلام النبوّة " قال : إن أوّل من أسس لعدنان مجداً , وشيّد لهم ذكراً , معد بن عدنان حين اصطفاه بختنصّر وقد مًلًك أقاليم الارض , وكان قد همَّ بقتله حين غزا بلاد العرب , فأنذره نبيٌّ كان في وقته بأن النبوّة في ولده , فاستبقاه وأكرمه ومكّنه واستولى على تهامة بيد عالية وأمر مُطاع وفيه يقول مهلهل الشاعر :



    غنيت دارنا تهامة بالأم ...... سِ وفيها بنو معد حلولا

    وقد ازدادت في العرب الفراسة بعد أن أشرقت أنوار الاسلام على قلوبهم , فنظروا بنور الله تعالى المودع في أعين بصائرهم ما خفي عن عيونهم , فقد ذكر ابن القيّم في كتابه " مفتاح السعادة " أن الامام الشافعي القرشي كان له النصيب الأوفى منها , ومن أعراب البادية اليوم من له حظ وافر منها .. وقيل أن كثيراً منهم إذا نظر الى السحاب المهراق قال : أمطرت ارض كذا , وابتدىء ارض كذا ولم تمطر بارض كذا , فيكون كما قال , وعرب اليمن أوفر حظاً من غيرهم في الضرب الثاني من الفراسة ...


    قال الاصفهاني في " الذريعة " : ومن الفراسة علم الرؤيا وقد عظم الله تعالى أمرها في جميع الكتب المنزلة , وقال لنبيّه صلى الله عليه وسلم { وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن } وقال { إذ يريكهم الله في منامك قليلا } الآية , وقال في قصة ابراهيم { يا بنيّ إني أرى في المنام أنّي أذبحك } وقوله { يا أبت ‘ني رأيت أحد عشر كوكبا } والرؤيا : هي فعل النفس الناطقة ولو لم يكن لها حقيقة لم يكن لإيجاد هذه القوّة في الانسان فائدة , والله يتعالى عن الباطل ...


    وهي ضربان , ضرب – وهو الأكثر – أضغاث أحلام , وأحاديث النفس بالخواطر الرديئة لكون النفي في تلك الحال كالماء المتموّج لا يقبل صورة , وضرب – وهو الأقل – صحيح , وذلك قسمان : قسم لا يحتاج الى تأويل , ولذلك يحتاج المُعَبّر الى مهارة يفرق بين الأضغاث وبين غيرها , وليميز بين الكلمات الروحانية والجسمانية ويفرق بين طبقات الناس , إذ كان فيهم من لا تصح له رؤيا , وفيهم من تصح رؤياه , ثم من صح له ذلك منهم من يرشح ان تلقى اليه في المنام الأشياء العظيمة الخطيرة , ومنهم من لا يرشح له ذلك ...


    لهذا قال اليونانيون : يجب أن يشتغل المُعَبّر بعبارة رؤيا الحكماء والملوك دون الطغام , وذلك لأن له حظاً من النبوّة .. وهذا العلم لا يحتاج الى مناسبة بين متحرّيه وبينه , فرب حكيم لا يرزق حذقاً فيه , ورب نزر الحظ من الحكمة وسائر العلوم توجد له فيه قوّة عجيبة , ويحكى عن العرب في التعبير حكايات عجيبة حتى عن المولدين , وقال الاصفهاني : والزكانة ضرب من الفراسة , وهي معرفة فعل باطن بفعل ظاهر بضرب من التوهّم , والقيافة ضرب من الزكانة لكنها أرقْ , وقد ذكرناها بقسميها ...


    والله ولي الهداية والنوفيق
    ----------------------
    ط§ظ„ظ‚ط±ط¢ظ† ط§ظ„ظƒط±ظٹظ… - طھظپط³ظٹط± ط§ظ„ط·ط¨ط±ظٹ - طھظپط³ظٹط± ط³ظˆط±ط© ط§ظ„طھظˆط¨ط© - ط§ظ„ط¢ظٹط© 101
    هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعلم المنافقين حتى اعلمه الله تعالى بهم؟

  32. #72
    عضو مجلس إدارة "النسابون العرب" الصورة الرمزية د جعفر المعايطة التميمي
    تاريخ التسجيل
    27-07-2017
    الدولة
    الاردن / عَمان
    المشاركات
    841

    افتراضي احب العرب

    احب العرب ولي الفخر

  33. #73
    عضو مجلس إدارة "النسابون العرب" الصورة الرمزية د جعفر المعايطة التميمي
    تاريخ التسجيل
    27-07-2017
    الدولة
    الاردن / عَمان
    المشاركات
    841

    افتراضي اشكك في الرواية الحرة لا تعطي بجدائلها ولو ملك الدنيا

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م مخلد بن زيد بن حمدان مشاهدة المشاركة
    شيخنا هي قصة القاضي والإخوة الثلاثة ولا ريب..
    وأخرى مشابهة لها في زمن غابر كان لنزار بن معد أربعة أولاد وقد رويناها في المنتدى شيخي سابقا
    بارك الله فيكم..وهذه هي قصتهم:
    توفى نزار عن بنيه الأربعة، وهم: مضر، وربيعة، وإياد، وأنمار، تخالفوا في قسمة مخلفه، وكان قد قال لهم: إن اختلفتم في ذلك، فعليكم بالأفعى الجرهمي، وكان بنجران، فذهبوا إليه، وكان ذا رأي وحنكة، فلما كانا بأثناء الطريق إذا هم بأثر بعير، فقال مضر: هذا البعير أزور، وقال ربيعة: وأعور، وقال إياد: وأبتر، وقال أنمار: وشرود. ثم ساروا فوجدوا صاحب البعير يطلبه في الشعاب والدحال، فقالوا له: بعيرك أزور؟ فقال: نعم، قالوا: فأبتر؟ قال: نعم، قالوا: وأعور؟ قال: نعم، قالوا: وشرود؟ قال: نعم، فلم يشك الرجل أنهم غرماؤه، فلازمهم إلى أن وصلوا إلى الأفعى الجرهمي، فقال صاحب البعير: لا أدعك أيها الشيخ أو تحكم بيني وبين هؤلاء اللصوص: ذهب بعير لي، فالتمسته فإذا وصفه عند هؤلاء الرجال فهم الفعلة، فسألهم الأفعى عن البعير، فأقسموا أنهم لم يروا البعير، ولا علم لهم به وإنما قلنا ما قلناه بالذكاء والفطنة، فقال مضر: أما أنا، فرأيت إحدى يديه ثابتة الوطأة، صحيحة الأثر، ورأيت الأخرى غير ثابتة الوطأة فاسدة الأثر، فعلمت أنه أزور؛ لاعتماده على إحدى يديه بشدة، فأثرت في الأرض تأثيراً ظاهراً، والأخرى بخلافها. وقال ربيعة: علمت أنه أعور؛ لأني رأيته رعيه في الفلاة لجهة واحدة. وقال إياد: رأيت مبركه، فنظرت إلى روثه مجتمعاً تحت المخرج، فعلمت أنه أبتر، ولو كان ذيالاً لمصع به يمنة ويسرة. وقال أنمار: رأيته بينما هو في قطعه مخصبة إذ تركها وتجاوزها إلى قطعة أخرى دونها، فعلمت أنه شرود يذكر الطلب فيدع المرعى الخصيب حذاراً. فقال الأفعى للرجل: التمس بعيرك، فليسوا بأصحابه. ثم ذكروا للأفعى مخلف أبيهم نزار، وأخبروه بأمره إياهم بالرضا بقسمته بينهم، فقال: القبة الحمراء، وما أشبهها فهو لمضر، فقيل لأولاده: مضر الحمراء.-- والخيول لربيعه فقيل لهم ربيعة الفرس-- وما أشبهها من البقر والغنم لإياد، فقيل لأولاده:-- إياد النعم.-- وما فضل من نقد وأثاث وسلاح لأنمار، فقيل لأولاده: أنمار الفضل وكان الأفعى قد أضافهم ثلاثة أيام، ذبح لهم الذبائح، وسقاهم الخمر، وقد دس إليهم من يوصل إليه خبرهم غير عالمين به، فمما سمع منهم قول مضر: ما رأيت كاليوم لحماً قط إلا أنه غذى بلبن كلبة. وقال ربيعة: ما رأيت كاليوم خمراً قط إلا أن كرمتها نبتت على قبر. وقال إياد: ما رأيت كاليوم خبزاً قط، إلا أن التي عجنته حائض. وقال أنمار: ما رأيت كاليوم رجلاً سرياً قط لولا أنه ينسب إلى غير أبيه. فذهب الرجل إليه، فأخبره بقولهم، فكلم خدمه عن الشاة التي ذبحوها لهم فقالوا: كانت تدجن عندنا، فولدت كلبة لنا فارتضعت هذه الشاة منها، فجاءت أسمن الغنم، فاخترناها لفرط سمنها. ثم سأل صاحب حانته عن الخمر فقال: هي من كرمة على قبر أبيك أغذى الكرم عنباً. ثم سأل العاجنة فوجدها حائضاً. ثم دخل على أمه، فسألها وتهددها على الجحد، وأمنها على الصدق، فقالت: إن أباك الملك المطاع في قومه لم يرزق ولداً فخشيت ضياع الملك، فمكنت الخباز من نفسي، فوقع علي فأتيت بك. فخرج إلى القوم وسألهم: بم علمتم ذلك؟ فقال مضر: رأيت اللحم فوق الشحم، فعلمت أنه غذى بلبن كلبة؛ فكذلك لحوم الكلاب فوق شحومها، وقال ربيعة: إن الخمر تحدث أنساً فرأيت من هذه حزناً، فعلمت أنها اكتسبت من ثرى القبر حزناً. وقال إياد: علمت أن العاجنة حائض؛ لأني رأيت الخبزة غير مسغسغ باطنها في الثريد بل ظاهرها. وقال أنمار: رأيتك قدمت لنا الطعام ولم تحضر معنا عليه لغير شاغل، فعلمت أن هذا من لؤم الآباء، ومن انتسبت إليه كريم لا لئيم، فقضيت بذلك عليك. فقال الأفعى: ارحلوا؛ فما أنتم إلا شياطين. فرجعوا إلى منازلهم. فلما ضوت الرعاة بإبلهم وتعشوا، قام مضر يوصى رعاة الإبل - وفي يد أنمار عظم يتعرقه، فدحى به في ظلمة الليل، وهو لا يبصر، فأصاب عين أخيه مضر، ففقأها، وصاح مضر: عيني، عيني، واضعاً يده عليها. وتشاغل به أخواه، فركب أنمار بعيراً من كرائم الإبل، فلحق بديار اليمن، وولد له بجيلة وخثعم، فكان هذا هو السبب لسكناه اليمن، وتدير بنيه إياها، والمنشأ للاختلاف في نسبة أنمار وإدخاله في نسب اليمن، والصحيح ما ذكرنا.،،، انتهى

    ارجو من المراقب العام ازالة هذه الرواية لعدم صحتها بالاسماء
    لربما سرد من خيال وهذا فيه امتهان لعقولنا التي لن تستوعب
    هذا السرد المقطوع نصا ومتنا وسندا بتلك الاسماء ولو كانت اسماء
    وهمية لقضي التمر لكنها اسماء اجدادنا فلهم حق علينا بالدفاع عنهم
    غيرة وحرقة وسترا

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. عربخانة مهرة عربية في خراسان سليلة الفاتحين العرب ( حصريا في النسابون العرب)
    بواسطة د ايمن زغروت في المنتدى رسالة اتحاد النسابين العرب
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 10-04-2020, 12:49 PM
  2. افتتاح مجموعة المثقفون العرب شقيقة النسابون العرب على الفيس بوك
    بواسطة د ايمن زغروت في المنتدى ساحة التواصل بين الاعضاء
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-11-2017, 08:56 AM
  3. الشعر ديوان العرب أساتذة فقة العجم .. والي عريب ٍجدها عند العرب من قدها
    بواسطة شـاجـع يــام في المنتدى مجلس الادب الشعبي
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 27-03-2016, 12:22 PM
  4. العرب بأقلام الغير ..( العرب من وجهة نظر يابانية ) .. موضوع مطروح للتساؤل ...؟
    بواسطة المحامي عادل الأسدي في المنتدى الاسلام باقلامنا
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 20-02-2016, 05:26 PM
  5. حقائق واقعية من جزيرة العرب وأنسابها- وكتاب النسابون العرب
    بواسطة سعود الخالدي في المنتدى مجلس قبائل الجزيرة العربية العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 29-06-2011, 08:17 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
MidPostAds By Yankee Fashion Forum