بسم الله الرحمن الرحيم
قبيلة بني الحــــــــــــارث
( جمرة العــــــــرب ) (اهل السياده )
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده :
اخواني الكرام اكتب لكم في هذا الموضوع المهم والذي يخص قبيلة من اعرق القبائل العربية
نسبا وعمقا في الاصالة ورسوخا في التاريخ .
الا وهي قبيلة بني الحارث المشهورة والمعروفة اليوم في اغلب مناطق الجزيرة العربية ولعل اهم منازل هذه القبيلة قديماُ نجران وهم ملوكها ام في عصرنا الحديث فهي :
1- الحجاز وتحديدا جنوب شرق الطائف ومناطقهم الان هي : ابوراكة و ميسان والصور وقيـا
2- جنوب جزيرة العرب ا- وادي ترج في بيشة
3- لهذه القبيلة العريقة وجود في العراق واليمن وعمان والامارات وبلاد الشام
بغض النظــر عن صــلة القرابــة ببني الحــارث الحجــاز
(( نســـــــــــــــــــــبها ))
قبيلة بالحارث او بنى الحارث هي قبيلة قحطانية الأصل
وهم بنوو الحارث بن كعب بن عمرو بن عُلَة بن جلد بن مالك
( ومالك هم مذحج ) بن أُدد بن زيد بن يشجب بن عريب
بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان
فهم من مذحج من كهلان بن سبأ بن قحطان 0
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
((ومن بنى الحارث في التاريخ القديم))
بنو عبد المدان فهم كانوا شيوخ بني الحارث وكبارهم
وهم بنو عبد المدان واسمه عمرو بن الديّان بن قطن بن
زياد بن الحارث بن مالك بن كعب بن الحارث بن كعب
ولهم شهرة ومنزلة وهم أخوال أبو العباس السفاح
أول خلفاء بني العباس 0
وهم الذين قال فيهم الشاعر :
ولو أني بليت بهاشمي = خؤولته بنو عبدالمدان
لهان علي ما أجد ولكن = تعالوا فانظروا بمن ابتلاني
((وفد قبيلة بنى الحارث على النبي صلى لله علية وسلم))
ومما ورد في الأثر أنه عندما وفدت وفود القبائل على النبي صلى الله عليه وسلم كان من بينهم وفد بني الحارث يرأسهم زويد بن حارثة. فلما كانوا بين يدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، قال: ما القوم؟ قال ريئسهم سويد: مؤمنون. قال عليه الصلاة والسلام: ان لكل قول حقيقة، فما حقيقة إيمانكم؟ قال سويد: خمس عشرة خصلة، عشر منها امرتنا رسلك أن نؤمن بها يعني(( اركان الايمان واركان الاسلام))، وخمس تخلقنا بها في جاهليتنا إلى هذا حدنا، يا أن تقرنا عليها أم تنهانا عنها وننتهي.قال صلى الله عليه وسلم: ما هي الخمس؟
قال سويد:
الثباتة في موطن اللقاء
وترك الشماتة بالاعداء
والصبر على البلاء
والرضا بمر القضاء
والشكر عند الرخاء
قال عليه الصلاة والسلام: يا لها من خمس، وأنا أزيدكم خمسا ً، فتعودون من عندي بعشرين:
لا تجمعوا مالا تأكلون
ولا تبنوا مالا تسكنون
ولا تتنافسوا في شي انتم عنه غدا ً راحلون
واتقوا الله الذي إليه ترجعون
وارغبوا فيما عليه تقدمون يوم القيامة
وعندما ذهبوا، قال النبي عليه الصلاة والسلام:
فقهاء،، حكماء،، كادوا من فقههم أن يكونوا انبياء.
وفي المصدر نفسه ... كان بني الحارث . امنع العرب واغناهم واجملهم مظهرا . وروي عن النبي صلى
الله عليه وسلم انه عندما رأى وفدهم قال (( من هؤلاء الذين كأنهم من رجال الهند ))
وقد شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالغلبة والقوة حيث قال لهم : (( بماذا كنتم تغلبون الناس يا بني الحارث ))
((انتــــــقالهم الى الحجـــــــــــاز ))
لا نشك ابدا انه حتى عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانت منازل هذه القبيلة هي نجران ولازال هناك منهم جزء كبير
في هذه المنطقة دخلوا مع قبائل يام .
وليس بغريب ابدا ان نجد لبني الحارث تواجد كبير جدا في منطقة الحجاز وبالطائف تحديدا ومنطقة بيشة .
فالمدة الزمنية ( اكثر من الف واربعمائة سنة) خلال هذه المدة الطويلة من الزمان ارتحل جزء منهم ليستوطن
مناطق اخرى كالطائف وبيشة وغيرها .
لاسباب لاتخفى على الكثير من الدارسين ارتحال القبائل العربية وتغير منازلهم ليس بالشئ الغريب وارتحال جزء من بني
الحارث ليست السابقة الوحيدة في تاريخ القبائل العربية .
فشح المياة .. والحروب تبرر نزوح اي قبيلة من مكان لآخر مثال قبيلة طي ارتحلت من اليمن الى شمال الجزيرة العربية
منها قبيلة شمر ... اضافة الى ان كثير من القبائل العربية وخصوصا في
فترة الفتوحات الاسلامية قد خرج منها الكثير ليس فقط من مواطنهم في الجاهلية بل خرجت خارج حدود جزيرة العرب قاطبة.
((بني الحـــــــــارث القبيلة العريقة ))
تزخر اقدم المصادر واوثقها بذكر اسم (بني الحارث ) منذ العصر الجاهلي حتى يوم الناس هذا وهي من القبائل القليلة
التي لم يتغير اسمها او لم تغيره كقريش ... وهذيل ... وسليم ... وثقيف ... وجهينة .
في حين اندثر اسم اكثر من قبيلة كانت حتى عهد الخلافة الراشدة وعصر بني امية ملء السمع والبصر كغطفان وطيء
وعامر ... وقيس ... والكثير الكثير من القبائل .
فأين ذهبت هذه القبائل هل انقرظت بالتأكيد الجواب لا ولكنها قد اعادت صياغه تركيبتها واحلافها وظهرت بمسميات جديدة
ونراها ونسمع بها اليوم .
من هنا تاتي عراقة ( بني الحارث ) ورسوخها التاريخي بين قبائل العرب .
(((((( جمــــــــــــــــرة العرب ))))))
ذكر الاصمعي ان جمرات العرب وهو اسم كانت تطلقه العرب على بعض قبائلها وهي اربع قبائل منهم بني الحارث
ومعناه ( احتراق نسب كل من دخل في هذه القبائل ) والدخول في مسماها ونسبها . يقول الاصمعي انطفأت اليوم يقصد
في زمنه من جمرات العرب ثلاث ولم يبقى الا واحدة يقصد بذلك ( بني الحارث) وبناء عليه لم يبقى من جمرات العرب
حتى زمننا هذا سوى ( بني الحارث ) وبالتالي فهي الوريثة الوحيدة لهذا اللقب .
((نبـــــذة تاريخــــــــية))
كل مطلع على كتب السيرة وامهات المصادر التاريخية لن يجد صعوبة في ايجاد اكثر من خبر واكثر من اشارة عن هذه
القبيلة وعن رجالها وفرسانها وشعراءها منذ العهد الجاهلي حتى زماننا هذا .
وبني عبد المدان ... وهم روس بني الحارث في الجاهلية وصدر الاسلام حيث كان لهم ملك عظيم وجبروت
جنوبا ونجد شرقا وشمالا ورد في ( الايجاز فيما تشابه من اسماء المدن في العراق والحجاز ) ما يلي
((وكان لبني الحارث ابهه وملك وكان ملكهم في بني عبد المدان ويذكر المؤرخون ان بني عبد المدان كانوا يغزون
قلب نجد وكان من ينظر الى نجران وبعدها عن نجد يرى ان ذلك من الخوارق لبعدها عن نجد .. وكان العرب ينظرون
لبني عبد المدان نظرة اعجاب وهيبة يقول احد شعراء العرب لآخر كان يمشي متبخترا
تلوث عمامة وتجر رمحا=كأنك من بني عبد المدان
وقد بنوا بني عبد المدان الحارثي في الجاهلية في نجران كعبة واسموها ( كعبة نجران ) لاعتزازهم بأنفسهم وحتى
لا يعظمون الكعبه التي يعظمها كل العرب لان قريش هم اهلها وسدنتها ... وبذلك لا يكون لقريش عليهم فخرا.
وكان بني مراد وهم ابناء عمومة بني الحارث يغزون في جاهليتهم وكان رأسهم الفارس المشهور عمرو بن معدي كرب
الملقب بفارس العرب ولكنهم عند حضور بني الحارث يتنحون جانبا وتكون الرياسة والكلمة الاولى والاخيرة لبني الحارث
اعترافا من بني مراد بافضليتهم عليهم وكانوا بنى الحارث هم شوكة مذحج القبلتين التين ذكرهما الله جل جلاله في قرانه الكريم هما:
1/قبيلة قريش
2/قبيلة بني الحارث
ذكر الله جل جلاله في قرانه الكريم قبيلة بني الحارث في قصة اصحاب الاخدود ووصفهم الرب بالمؤمنين:
صاحب الأخدود هو ذو نواس من ملوك اليمن اليهود، اضطهد بني الحارث بن كعب ، وهي قبيلة عربية بطن من مذحج من كهلان من القحطانية ، وهم أصحاب (كعبــــــــة نجران) وكان يدينون بالنصرانية أمر ذو نواس بحفر أخدود عظيم أوقدت فية النيران ، وكان يحرق فية من لم يتخل منهم عن النصرانية ، وأهلك فية سيد نجران الحارث بن كعب ومئات الرجال والنساء والأطفال من أولادة وقومة وكان هذا الحدث عام 523 م وهؤلاء هم الذين وصفهم القرأن الكريم بالمؤمنين ولعن أصحاب الأخدود الذين شهد المحرقة
(قتل اصحاب الاخدود) . . . . . صدق الله العظم
أكثر القبائل في الجنة
قال صلى الله عليه وسلم (( أكثر القبائل في الجنة مذحج ومأكول ))
صححه الألباني في السلسلة الصحيحة 2606
رواه أحمد في مسنده الجزء 4 صفحة 287 ( ورواه الحاكم ( 4 / 91 )
نص الحديث كاملاً
كان يعرض يوما خيلا وعنده عيينة بن حصن بن بدر الفزاري فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا أفرس بالخيل منك . فقال عيينة : وأنا أفرس بالرجال منك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : وكيف ذاك ؟ قال : خير الرحال رجال يحملون سيوفهم على عواتقهم جاعلين رماحهم على مناسج خيولهم لابسو البرد من أهل نجد . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كذبت بل خير الرجال رجال اهل اليمن والإيمان يمان إلى لخم وجذام وعاملة ومأكول حمير خير من آكلها وحضر موت خير من بني الحارث وقبيلة خير من قبيلة وقبيلة شر من قبيلة والله ما أبالي أن يهلك الحارثان كلاهما لعن الله الملوك الأربعة : جمداء ومخوساء ومشرخاء وأبضعة واختهم العمرة . ثم قال : أمرني ربي عز وجل أن ألعن قريشا مرتين فلعنتهم . وأمرني أن أصلي عليهم فصليت عليهم مرتين . ثم قال : عصية عصت الله ورسوله غير قيس وجعدة وعصية ( كذا الأصل ولم يتبين لي وجه استثنائه بعد إثباته ثم قال : لأسلم وغفار ومزينة وأخلاطهم من جهينة خير من بني أسد وتميم وغطفان وهوازن عند الله عز وجل يوم القيامة . ثم قال : شر قبيلتين في العرب نجران وبنو تغلب وأكتر القبائل في الجنة مذحج ومأكول .
راجع السلسلة الصحيحة للعلامة المحدث الالباني رحمه الله 2606
مواقع النشر (المفضلة)