عناصـــــر القصـــــة.........................
أولاً : الحكاية ...
وهي : " مجموعة من الحوادث مرتبة ترتيباً زمنيّاً "
وهناك اتفاق على أن الحكاية هي الوجه الرئيسي في الرواية , وقد نجَت " شهرزاد " من سوء مصيرها , لأنها عرفت كيف تحسن استخدام سلاح التشويق , تلك الأداة الوحيدة في الادب التي لها سلطان على الطغاة والمتوحّشين , ورغم أن روايتها كانت رواية عظيمة , رائعة في وصفها عادلة في حكمها , ذكية في سرد الحوادث , تقدمية في دروسها الأخلاقية , حيّة في تصويرها للشخصيات , خبيرة في معرفتها ... رغم كل هذا , لم تعتمد على شيء من هذا , وهي تحاول أن تنقذ حياتها من زوجها الفظ , بل كانت كل هذه الأمور ثانوية ! أما هي فلم تَبقَ على قيد الحياة إلا لأنها استطاعت أن تجعل الملك يتساءل دائماً : ماذا سيحدث بعد ذلك ؟ وفي كل مرة تدركها شمس الصباح , تتوقف في منتصف الجملة , تاركة إياه يحملق فيها كالمذهول ! وفي هذه اللحظة أدرك شهرزاد الصباح .. فسكتت عن الكلام المباح ... هذه الجملة القصيرة الجافة هي العمود الفقري في " ألف ليلة وليلة " ...
ونحن نشبه زوج شهرزاد في أننا نريد أن نعرف ما سيحدث بعد ذلك , وهذا شيء نشترك فيه جميعاً , وإليه يرجع السبب في أن الحكاية لا بد وأن تكون العمود الفقري في الرواية ...
ثانياً : ألحبكـــــة ...
وهي : " سلسلة من الحوادث يقع التركيز فيها على الأسباب والنتائج "
والحبكة قد تكون بسيطة وهي التي تقوم على حكاية واحدة وقد تكون الحبكة مركّبة تقوم على حكايتين فأكثر , ووحدة العمل والتأثير تتطلب تداخل الحكايات واندماجها ...
- وهناك القصة ذات " الحبكة المتماسكة " وهي التي تقوم على حوادث مترابطة .
- وهناك القصة ذات " الحبكة المفككة " وهي التي تبنى على سلسلة من الحوادث أو المواقف المنفصلة التي لا تكاد ترتبط برباط ما , ووحدة العمل القصصي فيها لا تعتمد على تسلسل الحوادث , ولكن على البيئة التي تتحرك فيها القصة , أو على الشخصية الأولى , أو على النتيجة العامة التي تنتظم الحوادث والشخصيات جميعاً ...
ويجب أن يتوافر شرطان في الحبكة الجيدة , أن تتحرك بطريقة طبيعية خالية من الصدفة والافتعال , وأن تكون مركبة بطريقة مقبولة مقنعة , إذ القصة تكون معقولة , ومحتملة الوقوع عندما تتصرف شخصياتها , كما تتصرف شبيهاتها في الحياة إذا وضعت تحت تأثير ظروف مماثلة , وكذلك عندما لا يخبط القدر خبط عشواء !! بل يتصرف تصرفاً لا يجافي طبيعة الحوادث والشخصيات ...
وهذا مثال يوضح الفرق بين الحكاية والحبكة : ( إذا قلنا : مات الملك , ثم ماتت الملكة بعد ذلك ) فهذه حكاية .. أما ( مات الملك , ثم ماتت الملكة حزناً ) فهذه حبكة ...
فكر في موت الملكة , فإذا ورد في حكاية سألنا : وماذا حدث بعد ذلك ؟ ... أما في الحبكة فنسأل : لماذا ؟ ...
ألحكاية تتطلب حب الاستطلاع , الذي هو أدنى الصفات الانسانية ... أما الحبكة فتتطلب ذكاء وذاكرة ...
ثالثاً : ألشخصيات ...
تعد الشخصية الانسانية مصدر إمتاع وتشويق في القصة لعوامل كثيرة منها أن هناك ميلاً طبيعياً عند كل انسان الى التحليل النفسي , ودراسة الشخصية ...
والشخصية في القصة نوعان :
ألشخصية النامية : وهي التي تتكشف تدريجيا خلال القصة وتتطور بتطور حوادثها نتيجة تفاعلها مع الحوادث .
والشخصية المسطحة : حيث تبنى الشخصية حول فكرة واحدة أو صفة لا تتغير طوال القصة .
كما أن الشخصية في القصة قد تكون شخصية انسانية لها مشخصاتها الدقيقة وخصائصها وقسماتها , وقد تكون نموذجاً بشريّاً الذي هو تجسيم مثالي لسجيّة من السجايا ... أو لنقيصة من النقائص ...
يتبع باقي التفاصيل بحول اللهٍ
مواقع النشر (المفضلة)