بدأ استعمال عشبة
الزّعرور (Crataegus) المعروفة باللّغة الإنجليزية باسم (Hawthorn) لعلاج أمراض القلب منذ القرن الأول، وقد كانت تستعمل ثمار هذه العشبة شعبيّاً في علاج عدم انتظام ضربات القلب، وارتفاع الضّغط، وألم الصّدر، وتصلّب الشرايين، وفشل عضلة القلب، ويُحكى أنّ اكتشاف فوائد عشبة
الزّعرور البرّي حصل بمحض الصّدفة عندما لاحظ أحد رجال الدّين أنّ الأحصنة التي لديه عندما كان يصيبها التّعب والإرهاق، ما أن تتناول هذه العشبة الموجودة في محيطها، حتّى تستعيد القوّة والنّشاط، وتصبح جاهزة للاستمرار بعملها. وفي زمننا الحالي تستعمل أوراق وأزهار هذه العشبة في العديد من الأغراض العلاجية، كما يتم أيضاً استعمال الثّمار أو خلطات من أجزاء مختلفة من هذا النبات. يعتبر نبات
الزّعرور شجيرة كبيرة أو شجرة صغيرة، وهي تنمو لارتفاع ما بين 1.5 - 4 أمتار، وتتميّز بخشب صلب، وأغصان شائكة ، وتتفتح أزهارها في أيار (شهر 5) مُشكّلة عناقيد حمراء أو بيضاء أو زهريّة، وتنبت ثمارها بعد الأزهار بلون أحمر عادة ، إلا أنّه يمكن أن يكون أسود أو أصفر، أمّا أوراقها فتنمو بأشكال مُتعدّدة. وهي تنمو في جميع أنحاء العالم. توضّح الدّراسات احتواء نبات
الزّعرور على مضادّات الأكسدة (Procyandins) الموجود أيضا في العنب، و(quercetin)، حيث تعمل هذه المُضادّات على محاربة الجذور الحرّة التي تُسبّب تلفاً في أغشية الخلايا وتغيّرات في الجينات، ويمكن أيضاً أن تُسبّب موت الخلايا، ويرتفع عدد الجذور الحرّة في الجسم بسبب العديد من العوامل، مثل أشعة الشّمس فوق البنفسجيّة، والإشعاع، والتّدخين، وبعض الأدوية، وتلوّث الهواء، ويعتبر العلماء هذه الجذور الحرة مسؤولة عن العديد من الأحداث التي تُصيب الجسم مع التّقدم في العمر مثل التّجاعيد، بالإضافة إلى العديد من الأمراض مثل السّرطان، وأمراض القلب، وسنتحدث في هذا المقال عن الفوائد العلاجيّة لهذه العشبة ورأي العلم فيها. فوائد عشبة
الزّعرور هناك الهديد من الفوائد الصحيّة للزّعرور، نذكر منها: علاج فشل القلب: وضّحت الأبحاث العلميّة فعالية بعض المنتجات الصيدلانيّة لعشبة
الزّعرور في علاج فشل عضلة القلب الخفيف إلى المتوسط، كما وجدت الدّراسات أنّ هذه العشبة تُحسّن من القدرة على ممارسة التّمارين الرياضيّة بعد الإصابة بفشل عضلة القلب، وتُخفّف من الأعراض المصاحبة لهذه الحالة، ووجدت إحدى الدّراسات أنّ تناول مستخلص عشبة
الزّعرور (900 ملجم/ اليوم) مدّة شهرين كان له فاعلية في تخفيف أعراض القلب بدرجة مشابهة لفاعلية الجرعات الخفيفة من الدّواء (Captopril) الموصوف في حالات فشل القلب، كما وجدت دراسة فعاليّة تناول مُكمّل غذائيّ من عشبة
الزّعرور لـ 952 شخص مصاب بفشل القلب، ووجدت النّتائج بعد سنتين انخفاضاً في أعراض المرض التي تشمل الخفقان، وصعوبة التّنفس، والإرهاق، كما وُجِد أنّ الأشخاص الذين تناولوا العشبة احتاجوا إلى جرعات أقلّ من الأدوية. ولكن في المقابل بيّنت دراسات أخرى أنّ هذه المنتجات يمكن أن تزيد سوء حالات فشل القلب، وترفع من خطورة الموت أو الحاجة إلى دخول المستشفى، ويجب الأخذ بعين الاعتبار أنّ مرض فشل القلب هو مرض خطير ولا يصحّ أن يُعالج المصاب نفسه دون استشارة الطّبيب.
مواقع النشر (المفضلة)