النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: عوامل سقوط دولة المماليك

عوامل سقوط دولة المماليك ترجع أسباب سقوط الدولة المملوكية إلى عدة عوامل داخلية وأخرى خارجية، وذلك مثل: أولاً: العوامل الداخلية: 1- تراجع زعامة المماليك في العالم

  1. #1
    مشرف عام مجالس التاريخ وكنانة - عضو مجلس الادارة
    تاريخ التسجيل
    05-02-2010
    الدولة
    الحجاز
    المشاركات
    1,327

    1 (7) عوامل سقوط دولة المماليك

    عوامل سقوط دولة المماليك


    ترجع أسباب سقوط الدولة المملوكية إلى عدة عوامل داخلية وأخرى خارجية، وذلك مثل:

    أولاً: العوامل الداخلية:

    1- تراجع زعامة المماليك في العالم الإسلامي:
    على أثر نجاح المماليك في صد غزوات المغول وجحافل تيمورلنك وطرد الصليبيين من بلاد الشام، ادعى حكام مصر لأنفسهم دور الريادة في العالم الإسلامي، واعتبروا دولتهم مركز الإسلام ودار الخلافة، وحملوا لقب (حماة الإسلام والمسلمين)، وسادت أوساطهم نزعة التفرد الديني والسياسي.

    ووفقًا لمفاهيم العصر كانت الزعامة معقودة للحاكم المسلم الأقوى، أي للسلطان القادر على حماية الإسلام والمسلمين.

    إلا أن الوضع المميز الذي تمتع به سلاطين المماليك، تبدل في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي، ومطلع القرن السادس عشر، فقد ظهر عجز المماليك عن مواجهة أوروبا المتوثبة، وأضحى زعيم المسلمين غير قادر على حماية الإسلام والمسلمين، وبرز السؤال من جديد: من الذي ينبغي أن يتزعم المسلمين ويقودهم؟[1].

    2- الانحلال الاجتماعي:
    ظلَّ المماليك على مدى ثلاثة قرون يعتبرون دولتهم طرازًا نموذجيًّا للمجتمع المسلم العادل المحافظ على مبادئ الشرع، والواقع أن هذا المجتمع رفض كل البدع، وساده التقوى، وانتشر الإيمان الحقيقي بين فئاته، كما احتضن الخلفاء العباسيين، إضافةً إلى علماء الدين الذين كان لهم الرأي الصائب والكلمة المسموعة.

    وتغير واقع الحال مع مرور الزمن، وأضحى الأمر بعيدًا كل البعد عن الصورة التي رسمناها، إذ إن معظم المسلمين بدءوا منذ أواخر القرن الخامس عشر الميلادي يشعرون بتراجع دولة المماليك على الصعيد الاجتماعي، وجاهروا أن مصر أضحت بلدًا لا يطبق بعض مبادئ الشريعة الإسلامية[2].

    3- انعزال المماليك عن المجتمع:
    كوَّن المماليك مجتمعًا مغلقًا خاصًّا بهم، فلم يختلطوا بالرعية، بل ظلوا بمعزل عنهم مترفعين عليهم، محتفظين بجنسهم وعاداتهم، وكان التحدث باللغة التركية شرطًا أساسيًّا في الانتساب إلى الطبقة الحاكمة، فالمماليك كانوا يتحدثون بهذه اللغة في مجتمعاتهم واجتماعاتهم، وانحصر زواجهم إمّا من نساء تركيات جيء بهن خصيصى لهذه الغاية، أو من بنات الأمراء، ولم يتزوجوا من بنات مصر إلا في القليل النادر، لكن زواجهم هذا لم يغير عادة العزلة فيهم، ولم يدعهم إلى الاختلاط بغيرهم؛ مما أوجد فجوة بين الحكام والمحكومين[3].

    4- فساد النظام الإداري:
    كان التنظيم الإداري والعسكري في بداية العصر المملوكي نظامًا فعالاً وصارمًا، فعندما يعتلي سدة الحكم سلاطين أقوياء، يضبطون الأمور بحزم وحكمة.

    لكن هذا التنظيم بدأ يفقد فعاليته تدريجيًّا، إذ إن الصلاحيات الواسعة التي منحها السلاطين للأمراء ضمانًا لولائهم قد أساءوا استعمالها، وأن السلاطين أنفسهم لم يقيدوا تلك الصلاحيات؛ مما أفسح بالمجال أمام الطامحين للخروج على الطاعة، وقد أدى التهاون في ضبط هذا التنظيم الذي حمل في طياته بذور الفساد، أن نمت هذه البذور وتفتحت؛ ففسخت أواصره وأفقدته تماسكه، خاصة في ظل حكم السلاطين الصغار والضعفاء، عندئذٍ يبرز الأمير القوي الذي يعزل السلطان ويجلس مكانه[4].

    5- فساد النظام الإقطاعي:
    لقد قدم الفلاح في العصر المملوكي الكثير من الضرائب النقدية والعينية، وكانت طريقة تحصيلها تتسم في الغالب بالعنف، وقد عانى إلى جانبها من التزامات متنوعة، وقيود مفروضة عليه ألزمته قسرًا الفلاحة في الإقطاعية، فأضحى عبدًا لصاحبها لا يستطيع الهرب منها والتخلص من ظلم المقطِع وقسوته، وليس له من خيراتها إلا القليل.

    أمَّا الأمراء فقد أحجموا عن الاهتمام بإقطاعاتهم طالما أنها غير وراثية، وازداد اعتمادهم على الرواتب النقدية والعينية، كما تراجع بناء الجسور والأقنية، وأُهمِلَ ترميم ما هو قائم منها، فتدهور الإنتاج الزراعي، وازداد عجز الدولة عن سد النفقات العسكرية، فاضطر السلطان إلى فرض مزيد من الضرائب بشكل تعسفي، فنتج عن ذلك انطلاق المقاومة الشعبية بكل أشكالها[5].

    6- التدهور الاقتصادي:
    منذ اعتلاء السلطان قايتباي عرش السلطنة في عام 872هـ/ 1468م، بدأت مظاهر التدهور الاقتصادي على الدولة المملوكية؛ وذلك من خلال المظاهر التالية:

    أ- انحلال النظام الداخلي.
    ب- إهمال الأسس التي قامت عليها تربية المماليك.
    ج- بذخ السلاطين وترفهم.
    د- كثرة المصادرات.
    هـ- كثرة فرض الضرائب[6].

    ثانيًا: العوامل الخارجية:
    أدَّى الانشقاق الداخلي في صفوف المسلمين في العالم الإسلامي إلى إضعاف المجتمع الإسلامي تجاه العدو الخارجي، كما أن النزاع الديني الذي أعاق علاقات الشرق بالغرب أخذ يتفاقم من جديد في أواسط القرن الخامس عشر الميلادي، وظلت الصليبية الغربية المتجددة هي العدو الرئيسي للإسلام والمسلمين كما كانت سابقًا.

    فقد وجهت البرتغال ضربة قاصمة إلى قلب التجارة المملوكية مع الهند، وشكَّل الكشف الجغرافي وتواجد البرتغاليين في مياه الهند، وسيطرتهم على التجارة الشرقية كارثة حقيقية للدولة المملوكية، وقد هدف البرتغاليون من وراء ذلك إلى القضاء على مصدر ثراء هذه الدولة، الداعم لقوتها العسكرية، وقد نجحوا في ذلك وأنهوا فعلاً السيطرة المملوكية على المياه والتجارة الشرقية منذ مطلع القرن السادس عشر الميلادي، وتبع ذلك تدهور أوضاع الدولة الاقتصادية نظرًا لفقدانها موردًا حيويًّا ومهمًا مما أدى بدوره إلى زعزعة قوتها وثروتها.

    كانت هذه الضربة الأولى التي وُجِّهت إلى الدولة المملوكية فأضعفتها.

    أما الضربة الثانية التي قضت عليها، فقد جاءت على أيدي العثمانيين، وأنهى السلطان سليم الأول العثماني دور المماليك الفاعل في معركة مرج دابق، ثم قضى على دولتهم المستقلة في موقعة الريدانية، وورث ممتلكاتهم وألقابهم ليصبح حامي الإسلام والمسلمين[7].

    [1] إيفانوف: الفتح العثماني للأقطار العربية، ترجمة/ يوسف عطا الله، ص37-40. وانظر أيضًا د. طقوش: تاريخ المماليك ص555، 556.
    [2] د. طقوش: تاريخ المماليك ص556، 557.
    [3] المصدر السابق ص558، 559.
    [4] السابق نفسه ص559، 560.
    [5] د. طقوش: تاريخ المماليك ص562، 563.
    [6] المصدر السابق ص564-567.
    [7] السابق نفسه ص567-569.


    u,hlg sr,' ],gm hgllhgd;


  2. #2
    مشرف عام المجالس الاسلامية - عضو مجلس الادارة - رحمه الله رحمة واسعة الصورة الرمزية م مخلد بن زيد بن حمدان
    تاريخ التسجيل
    07-04-2015
    الدولة
    الأردن
    المشاركات
    6,612

    افتراضي

    بارك الله فيك اخي عبدالمنعم..
    أحسنت وأجدت..وبيّنت أسباب انهيار دولة المماليك..وفّقك الله وحفظك ورعاك وزادك علما وفهما..
    ولا ننسى ما كان لبعضهم فضل كبير..وشرف عظيم في ردّ ديار المسلمين المغتصبة ردحا من الزمن واعادتها الى حياض الاسلام..
    إنّ انكماش العرب وتقهقرهم الى الوراء ..معدن الاسلام ومادته..هو سبب البؤس والظلمة والهزيمة قديما وحديثا..

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. العلاقات الخارجية وسقوط دولة المماليك
    بواسطة عبدالمنعم عبده الكناني في المنتدى تاريخ الدولة المملوكية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 30-03-2016, 03:22 PM
  2. دولة المماليك البرجية
    بواسطة عبدالمنعم عبده الكناني في المنتدى تاريخ الدولة المملوكية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 28-03-2016, 08:33 PM
  3. إن شاء الله سنتناول بالبحث تاريخ دولة المماليك انتظرونا
    بواسطة عبدالمنعم عبده الكناني في المنتدى تاريخ الدولة المملوكية
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 25-03-2016, 07:46 AM
  4. اسباب سقوط الدولة الأموية دولة الفتوحات ‏- بقلم د عبد الحليم عويس
    بواسطة د ايمن زغروت في المنتدى تاريخ الدولة الأموية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13-09-2014, 03:05 AM
  5. العلاقات بين دولة المماليك و تيمور لنك
    بواسطة د ايمن زغروت في المنتدى تاريخ الدولة المملوكية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 09-08-2014, 06:41 PM

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
MidPostAds By Yankee Fashion Forum