النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: تاريخ موريتانيا من البداية وإلى غاية الإستقلال

لقلال كنته تنواجيو تندغه مشظوف تجكانت أولاد إبييري إيدواعلي إدوعيش أولاد بسبع إداب لحسن أولاد امبارك أولاد الناصر

  1. #1
    كاتب في النسابون العرب الصورة الرمزية أباي أعبيدي
    تاريخ التسجيل
    11-05-2016
    العمر
    52
    المشاركات
    3

    1 (7) تاريخ موريتانيا من البداية وإلى غاية الإستقلال


    لقلال
    كنته
    تنواجيو
    تندغه
    مشظوف
    تجكانت
    أولاد إبييري
    إيدواعلي
    إدوعيش
    أولاد بسبع
    إداب لحسن
    أولاد امبارك
    أولاد الناصر
    ادولحاج
    إجمـان
    إيديبوسات
    أهل أشفغ الخطاط
    أولاد آكشار
    أولاد بلة
    أسماسيد
    مسومة
    تشمشه
    الترارزة
    إيديشلي
    تاكاط
    لبحيحات
    البرابيش
    إدكجمله
    أولاد نقماش
    أرحاحلة
    تاكنيت
    اولاد عبدالله
    لمتونة
    أولاد داود
    آمكاريج
    أولاد أدليم
    إديقب
    تركز
    لعلب
    إجيجبه
    إجعافره
    أولاد دمان
    أولاد أحمد
    أولاد أحمد بن دمان
    أولاد عمني
    أولا دغيلان
    أولاد اللب
    القرع
    الطلابه
    تاقونانت
    أولاد ديمان
    إسماليل
    مدلش
    تاشدبيت

    معطيات عامة حول موريتانيا
    • أصل التّسمية: تعتبر موريتانيا همزة وصل بين العالمين العربي والإفريقي وتمثّل الصّحراء الجزء الأكبر من أراضيها، ويرجع اسم موريتانيا أصلا إلى الكلمة اليونانية Mauros بمعنى الأسمر، واللاّتينية Mauritania بمعنى الأسود. وقد تأسّست شنقيط سنة 660هـ على ايدي رجال من قبائل الأغلال وإدوعلي والسماسيد وربما غيرهم، ولعلّ تأسيسها الأوّل تم على يدي مجموعات تلتها أخرى بتأسيس ثان، وبها ترسّخت تقاليد الدرس والإمامة والقضاء والفتيا ولتكون بمثابة عاصمة وسوق تجارية وأدبية وتمّ بناؤها في منطقة آدرار.
    • الموقع الفلكي: ينحصر أقصى امتداد لموريتانيا بين درجتي عرض 16، 28 شمالا ودرجتي طول 4 و28 غربا ، وكل حدودها تقريبا عبارة عن حدود هندسية مستقيمة.
    • الموقع الجغرافي: موريتانيا أو بلاد شنقيط دولة عربية إفريقية إسلامية تقع في الجزء الشّمالي الغربي من قارة إفريقيا بين دول المغرب العربية في الشّمال ودول السّاحل الإفريقي من الجنوب .
    يحدّ موريتانيا من الشّمال الصّحراء الغربية ومن الشمال الشّرقي الجزائـر، ومالي من الجنوب الشّرقي والشّرق، والسنغال من الجنوب الغربي والمحيط الأطلسي من الغرب ويبلغ طول ساحلها 1500 أو 2000 كم ، أمّا سطحها فمعظم أراضيها عبارة عن صحاري فيما عدا المنطقة الّتي تقع قرب نهر السّنغال الخصيب في جنوب البلاد، وفي الوسط سهول رملية وأشجار هزيلة والشّمال جاف ويمتدّ في الصّحراء الكبرى.
    تشغل موريتانيا الجزء الغربي من الصحراء الكبرى التي تمتدّ حزاما بين السّودان والبلاد المغربية وتتناثر على رقعتها مناطق جبلية أشبه بهضاب متّسعة وتلتقي فيها من حين لآخر بآبار وواحات صغيرة.
    • المناخ: موريتانيا بلاد صحراوية وأرضها قاحلة ومناخها حار ولكنه صحّي باستثناء بعض المناطق الموبوءة والمناطق الجافّة وهي قليلة ويمكن تقسيم البلاد من حيث المناخ إلى أربع مناطق:
    1- منطقة بوراتيين السّاحلية وهي تتمتّع بجوّ بحري وهواء مستمر
    2- منطقة نواكشوط وهي أيضا تتمتّع بجوّ بحري إلى حدّ بعيد ولكن حرارتها في موسم الجفاف تشبه حرارة الدّاخل.
    3- منطقة النّهر وهي في جنوب البلاد وتتمتّع بجوّ لا بأس به مدّة 6 أو 7 أشهر، ولكن درجة الرّطوبة فيها مرتفعة وفصل المطر فيها يدوم من جوان إلى أكتوبر واختلاف الحرارة بين النهار واللّيل قليل في الغالب.
    4- المنطقة الصّحراوية وهطول الأمطار فيها غير موقوت ولا منتظم وتدوم الحرارة فيها 6 أو7 أشهر ويحدث فيها اختلاف كبير في الحرارة بين اللّيل والنّهار.
    • المساحة واللّغــة: تقدّر مساحة موريتانيا بـ 1030700كم2 وهي رابع دولة عربية من حيث المساحة بعد الجزائر والسعودية وليبيا ، أمّا في مايخصّ اللّغـات السائدة فيها فنجد أنّها مرتبطة بوضعها التّاريخي وهي تتمثّل في اللّغة الفرنسية قبل الإستقلال واللّغة العربية واللّهجات الإفريقية المحلّية كالتكرور والسنوينكه أو السراكولي ولهجة الوولف، ولقد أدّى رفض القبائل إلى تعريبها تماما منذ الإستقلال إلى عرقلة حركة التّعريب، وتطوّرت الأزمة عام 1968م عندما أصدرت الحكومة قرارا يجعل العربية لغة رسمية إلى جانب الفرنسية تمهيدا للإنضمام إلى الجامعة العربية الّذي تمّ فعلا عام 1973م، وأصبحت الإجازة الأسبوعية منذ عام 1983م يوم الجمعة بدلا من الأحد وبدأت موريتانيا تشهد ملامح وعمليات تكرس التعريب وعروبة البلاد.
    • التركيبة السكّانية: يتألّف المجتمع الموريتاني من النّاحية السّلالية والعرقية إلى ثلاث مجموعات سكّانية رئيسية هم الزّنوج والبربر والعرب، وقد أسهمت عوامل متعدّدة في تكوين ملامح المجتمع الموريتاني وتركيبته السّلالية وأهمّ هذه العوامل هي الموقع بالنّسبة ودخول الإسلام ونزوح القبائل العربية إلى هذه البلاد.، إنّ سكّان هذه البلاد مع بداية العصر التّاريخي كانوا يتألّفون عرقيا من مجموعتين رئيسيتين هما: البربر القدماء في المناطق الشّمالية والمجموعات الزّنجية في المناطق الجنوبية، ولم يحدث تغيير على التركيبة السلالية للسّكّان حتّى مجيء الفتح الإسلامي في النّصف الثّاني من القرن الهجري الأوّل 64هـ حيث أتى العرب ليكوّنوا المجموعة الثّالثة.
     الزنوج: تشكّل القبائل الإفريقية 14% وهي من الولوف والسوننكية والفالبور وهناك الزناكة أي الأوباش وهناك الحراتون وهي سلالة زنجية تعيش جنبا إلى جنب مع القبائل العربية والبربرية، أمّا الزوايا فهو اصطلاح يطلق على الّذين يسيرون ف طلب العلم.
     البربر: سكنوا المنطقة منذ عصور مبكرة وهم قبائل عديدة منها جدالة ومسوفة ولمتونة وهم من قبائل صنهاجة الّذين يعتبرون عرب قحطانيون حميريون على حسب بعض المؤرخين!!! وبغضّ النّظر عن الجذور الأولى للبربر فإن القبائل البربرية في موريتانيا قد تعرّبت منذ دخولها الإسلام وتزاوجوا مع القبائل العربية حتّى أصبحوا كيانا واحدا.
     العرب: قدم العرب مع الطلائع الأولى للفتح الإسلامي وكانت أعدادهم محدودة لم تؤثّر في التركيب السلالي للمجتمع الموريتاني الّذي كان يتألّف من البربر والزّنوج كما ذكرنا سابقا.، ومن أهمّ الهجرات إلى موريتانيا والّتي أثّرت في المجتمع الموريتاني قبائل المعاقيل العربية منذ القرنين 6 و7 هـ (13م) وذلك بعد خلافهم مع الدّولة المرينية في المغرب الأقصى، فبدؤوا في الهجرة جنوبا نحو الصّحراء الغربية وشمال موريتانيا طلبا للحرّية والنفوذ، والجدير بالذّكر هنا أنّ عرب موريتانيا تزاوجوا مع قبائل البربر وشكّلوا لنا طبقة اجتماعية جديدة سمّيت بـ"البيضــان" وذلك لتمييزهم عن الزنوج. ، فالمجتمع الموريتاني خليط من الزّنوج والبربر والعرب جمعهم الإسلام فجعلهم كتلة واحدة حيث يدين جميع السّكّان بالإسلام ومعظمهم على المذهب المالكي لذا لا نجد صراعا عقائديا كما انتشرت الطرق الصّوفية عندهم كالتجانية والشاذلية والقادرية. هذه الأخيرة انتشرت غربي السودان على يد الشيخ سيدي المختار الكبير الكانتي والكنتيون اخذوا هذه الطريقة بدورهم من عالم تلمساني هو عبد الكريم المغيلي الّذي ادخل الطّريقة القادرية إلى موريتانيا غير أنّها انقسمت إلى قسمين كبيرين هما الطريقة القادرية الفاضلية والطريقة القادرية البكائية.
    ومنذ القرن 2هـ/8م على الأقل أصبحت غالبية المجتمع الموريتاني تتكوّن من قبائل بدوية تعيش متنقّلة بحثا عن الماء وتصارع الطّبيعة من أجل تحصيل لقمة العيش.
    • الموارد الإقتصادية: كان الإقتصاد الموريطاني يعتمد على الثّروة السمكية والزراعة على ضفاف نهر السنغال، وذلك قبل استقلال البلاد، كن بعد منتصف الستينيات بدأت تظهر بالبلاد قطاعات جديدة خاصّة التّعدين وبعض الخدمات.
    تعدّ موريتانيا من الدول الإفريقية الأكثر فقرا من حيث الإقتصاد، تعتمد على تصدير الحديد والنّحاس وخاصّة الأسماك، أمّ قطاع الفلاحة والرّعي فإنّ مساحتها تقريبا كلّها عبارة عن صحراء ونجد فيها مراعي فقيرة.
     الزراعــــــة: تشكّل الحبوب الغذائية خاصّة الذرى قاعدة التركيب المحصولي في موريتانيا خاصّة في منطقة النهر وازراعة المطرية بينما يكتسب النخيل أمية كبيرة في واحات وسط البلاد، ومن المحاصيل الّتي شهدت تكورا كبيرا في الإنتاج خلال السنوات الأخيرة محول البقول والخضار والفواكه، أمّا محصول التمور فمن الواضح أنّه أقلّ المحاصيل تقلّبا في إنتاجه حيث حافظ تقريبا على الإنتاج نفسه خلال ثلاثة عقود، وبالإضافة إلى هذه المحاصيل تنتج البلاد كمّيات جيّدة من الصّمغ العربي.
    تشكّل الأراضي الزّراعية نسبة %38,5 ، كما تشكّل نسبة %29 من الدّخل الوطني وتعتبر المناطق الجنوبية المحاذية لنهر السنغال أكثر المناطق ملائمة لقيام النّشاط الزراعي والغنية بالأراضي الفيضية، فهذه المناطق تتميز بأنّها ذات ترب جيدة وصالحة للزراعة.
    أماّ الأقاليم الزراعية في موريتانيا الرئيسية فنجد: إقليم واد نهر السنغال، إقليم الزراعة المطرية، إقليم زراعة الأودية والسدود، إقليم الواحات.
    *الثروة السمكية والحيوانية:* يشكّل قطاع الثروة الحيوانية أحد الدعائم الأساسية للإقتصاد الموريتاني، وتعتمد هذه الثروة على المراعي الطبيعية الّتي تشكل حوالي %96 من الأعلاف المتاحة لتغذية الحيوان وتبلغ مساحتها نحو 34.7 هكتار وتوجد في الثلث الجنوبي للبلاد، أمّا باقي المراعي المتاحة فتوجد في المناطق الصحراوية وشبه صحراوية.
    إنّ أهمّ أنواع الثروة الحيوانية في موريتانيا هي:
    - الأبقار: تتركز في الثلث الجنوبي للبلاد وتزداد كثافتها كلّما اتّجهنا جنوبا خاصّة ولايات "قيدي"، "جرجل"، وهي تنتمي لسلالة أبقار المناطق الحارة وهي تتأثر بموجات الجفاف التي تصيب البلاد بين قترة وأخرى.
    - الأغنام والماعز: تنتمي أغنام موريتانيا إلى أغنام غربي إفريقيا ذات الذيل الطويل، وهي من بين أكثر الحيوانات المنتشرة في موريتانيا، عدا المناطق الشمالية الشرقية لخلو السكان وهي اقل تأثّرا بالجفاف.
    - الإبل: نجدها في المناطق الصحراوية وشبه صحراوية وكانت تتركز في وسط وشمال البلاد قبل جفاف 1968 و1973 وبعد توالي فترات الجفاف دفع اعدادا منها إلى الجنوب بحثا عن المرعى والمياه.
    - الثروة السمكية: تعد سواحل موريتانيا من أغنى مناطق العالم بالأسماك (حوالي 600 ألف طن سنويا) وذلك بسبب وجود الخلجان والجزر والشطوط خاصّة في الشمال. ويحتل قطاع الصيد البحري المرتبة الثانية بعد التعدين حيث يساهم بـ %44 من الدخل الوطني.
     التعديـن والصناعة: التعدين هو الركيزة الساسية للبلاد نظرا لما تحتويه من مناجم غنية بالحديد والنحاس والجبس.
    - الحديد: تتركز في مناطق كدية الجل والزويرات وفي اكجوجت وكريس وزمور وعدد من مناطق شمال شرق موريتانيا، وتوجد في أفديرك منشأة تعمل على تركيز خام الحديد.
    - النحاس: بدأ في انتجه عام 1971م في منطقة قلب الفرن (غرب أكجوجت) بكميات بلغت 4.5 آلاف طن ثم بدا في التناقص بسبب ارتفاع أسعار البترول الّذي يستهلك منه كميات كبيرة في هذه الصناعة، ثم اسست الحكومة شركة عام 1981م بمعية عدد من المستثمرين العرب كان من المقرر أن تبدأ الإنتاج عام 1989م.
    - الجبس: تقع موريتانيا في قائمة الدول الرّئيسية بسبب احتياطها المقدر بـ 4000 مليون طن ويتركز في السباخ القريبة من الساحل ومن أهمها سبخة اندراهمشة شمال نواكشوط.
    بالإضافة إلى هذه المعادن يوجد في مناطق مختلفة من موريتانيا الملح في سبخة الجل وفي السباخ الساحلية والفوسفات في منطقة بوفال قرب نهر السنغال.
    ونرى كذلك الصناعة التحويلية والخفيفة التي ليست لها أهمية كبيرة، ومن أهمّ المدن نجد "نواذيبو" حيث تحتوي على ميناء مهم بسبب تصديره للحديد والأسماك والفوسفات كما يستقبل بواخر الصيد لتخزين الأسماك استعدادا لتصديرها ومصانع لتعليبها، وفيها بعض الصناعات اليدوية والحديثة ومن أهمّ صناعاتها الزرابي والسجاد المزخرف.
     التجارة الخارجية: مرّت التجارة الخارجية الموريتانية بتطوّرات عديدة خلال العقود الثلاثة التالية لاستقلال البلاد سواء من حيث قيمة الصادرات والواردات وهيكلها العام أو قيمة الميزان التجاري سلبا أو ايجابا أو اتجاه التجارة.
     النقل والمواصلات: يقتصر وجود السكك الحديدية في موريتانيا بخط واحد يربط منطقة الزويرات الغنية بالحديد بميناء نواذيبو ويبلغ طوله 670كم، وتم تمديده نحو الشمال ليصل منطقة القلب الغنية كذلك بالحديد ويبلغ طوله 40 كم، أمّا النقل البري فقد أولت لها الحكومة بعد الإستقلال أهمية وبدأت في تطوير هذا القطاع خاصة في فترة السبعينيات وحتى 1990 كان هناك 1675كم طرق معبدة و 1040كم محسنة ومرصوفة لذا نلاحظ أنّ هذا القطاع لا زال متخلفا، أمّا النقل البحري فيشمل النقل النهري في نهر السنغال والنقل البحري في ميناء نواذيبو ونواكشوط وهما البوابتين الرئيسيتين اللتين تربطان موريتانيا بالعالم الخارجي.أما النقل الجوي فأولت الحكومة منذ الإستقلال أهمية لها.
    أمّا المواصلات اللّاسلكية فيوجد لديها نظام ضعيف من الكابلات ومحطتان على الموجة AM ومحطة تلفزيون واحدة ومحطة واحدة للأقمار الصناعية ولا توجد اي محطة على الموجة القصيرة FM.
    أمّا مجال السياحة فمناطق اجتذاب السياح مدينة "أتار" ومدينة "شجينجاتي" حيث توجد بهذه الأخيرة العديد من الجوامع والمنازل القديمة.
    - التقاليد الشعبية والثقافة في المجتمع الموريتاني:
    من بعض تقاليدهم في الحياة اليومية أنّه إذا نزلت على الحي عائلة من جديد أرسل إليها شاة أو مائدة ويسمونها "تاكشي" أي شاة بالصنهاجية، أمّا في مايخص شرب الشاي في موريتانيا فإنهم يشربون منهفي اليوم ثلاثة كؤوس في ثلاث دورات، أمّا العادات في الملابس فالرّجل يلبس قميص واسع الكمّين مفرط في العرض وقد يكون له جيب من الأمام، وتلبس المرأة ملحفة سوداء تنسحب إلى قدميها تلتحف في بعضها بمثابة القميص وتجعل بعضها فوق رأسها ثمّ تجعل طرفه أمامها وترمي جانبه الأعلى فوق منكبها الأيسر، ويلبس الصبي غشابة وإذا أصبح مراهقا فإنه يلبس رداءا وإذا بلغ لبس سروالا، أمّ في ما يخصّ الزواج فالوليمة على أهل الزّوجة ويعلن النكاح بالدف ويعطي الزوج المال للاعبين عليه كما يعطي شاة لطلبة القرءان والعلم، ويتبادل الأصهار الإكرام والإحترام فعلى الزوج ضحية لأم الزوجة أو خالتها مثلا عند كلّ عيد، وعليها هي مائدة للزوج .
    يوجد عادات وتقاليد أخر مختلفة على غرار قيمة المرأة في المجتمع الموريتاني، والعادات في الشَّعر والحلي والأعياد التقليدية والألغاز والأحجيات ويتحدث المختار بن حامد على الثقافة و الحياة الدينية وعن أهم المدارس الموريتانية وأهم علماء بلاد شنقيط في كتابه حياة موريتانيا الذي خصّصه للحياة الثقافية في موريتانيا. وقد تميّزوا بالشّعر وكان من أهم شعراء موريتانيا "الذيب الكبير" و"بوفمين المجلسي" "حرمة بن عبد الجليل العلوي" وآخرون وقد كان الشعر عندهم يتمثل في شعر الغزل والمدح والرثاء والفخر والمديح وشعر الحكم والمواعظ والتوسّل وكلّ هذا نراه في كتاب الشعر والشعراء لصاحبه محمد المختار ولد أباه.
    - الصّحافة:
    تأخّرت بداية الصّحافة في موريتانيا عن سائر بلدان المغرب العربي، ومع أنّ تاريخ الصّحافة فيها يبقى مجهولا أو بالأحرى غير معروف كثيرا إلاّ أنّ بعض المصادر تذكر من دورياتها الجارية ثماني دوريات متعدّدة المجالات وأقدمها يعود إلى منتصف السبعينات.

    الفصل الأوّل: موريتانيا في العصور القديمة
    1- ما قبل التاريخ في موريتانيا:
    لم تكن البلاد الموريتانية صحراوية منذ القدم، فالآثار المنقوشة على صخورها والّتي تبدو فيها أشكال مختلفة من الأدوات الّتي استعملها الإنسان القديم تؤكد أنّ البلاد كانت غنية بالمياه وتتساقط فيها الأمطار وأنهار جفت بمرور الزمن للتغيرات المناخية فهجر الإنسان نحو الشرق او المناطق الجنوبية، وكان الإنسان في العصر الحجري الحديث يعتمد على الزّراعة في تلك المنطقة. وقد أجريت بحوث في منطقة "دارتشت" في جنوب موريتانيا قد كشفت وجود 08 مراحل مؤرخة جيدا من العصر الحجري الحديث. وقد بلغ الإعمار البشري لما يعرف الآن بموريتانيا أوجّه قبل 3000 سنة ومنذ ذلك الوقت أصبح الإنسان مندمجا في توازن بيئي، وفي تلك الفترة أصبح المزارعون يتراجعون نحو الجنوب وأصحاب المواشي أقلعوا عن عادة الإستقرار وأصبحوا يتبعون قطعانهم من مرعى لآخر، منذ تحوّلت الصحراء إلى أرض جرداء .
    كما ظهر في موريتانيا الإنسان الأسترالوبيتيك منذ 500000 عام قبل الميلاد، وقد وجد فيها حقل كبير من حصى البيفاص، كما ظهر بها الإنسان العاقل حوالي سنة 35000 قبل الميلاد ثمّ أتى بعد ذلك الإنسان العاقل العاقل الذي ترك أدوات متطوّرة عن الأولى ابتداءا من 6300 قبل الميلاد، كما وجدوا آثارا كثير تعود لعصر الباليوليتيك.
    2- التاريخ القديم لموريتانيا:
    مع مرور الوقت بدأت تتوافد على موريتانيا جماعات من القبائل أبرزها "الطوارق"، وعند انتشار المسيحية في غرب إفريقيا كانت هذه القبائل قد اختلطت بالسّكان الأصليين، وكانت تعتمد في عيشها على التجارة مع الشّعوب المجاورة وعلى ما تنتجه الأرض من حبوب في الواحات.
    في القرن 3م توجهت القبائل من إفريقيا الشمالية وتوجهت نحو الغرب وبدأت احتلال الصحراء من الشمال، مع أنّ بدايات هذه الهجرة كانت موغلة في البلاد قبل الميلاد كما ذكرنا سابقا، وقد دفع هؤلاء أمامهم مجموعات أخرى لها صلة قربى مع أهل العصر الحجري الحديث .
    في عهد متأخّر نسبيا أي في حدود 2800 أو 2000 سنة قبل الآن أصبح البربر حاضرين في عموم الإقليم وانضافت نقوشهم الصخرية إلى نقوش سابقيهم ونعتقد أن اللوبيين-البربر هم أجداد الصنهاجيين وأشهر هؤلاء اللّوبيين "الغرامنت" وكانوا يجوبون الصحراء قصد التجارة وكانوا في عداء مستمر مع الرومان، وتقول بعض الروايات انه حصل تحالف بينهما تأسست خلاله رحلتان واحد نحو إثيوبيا والأخرى إلى السودان ومنها نحو موريتانيا سنة 100م.
    وهناك قبائل أخرى يطلق عليها اسم "البافور" هم من أسلاف صنهاجة. وصف الغرمانتيون أنفسهم بأنهم سود نوعا ما، ويوصفون أنّهم قليلو السواد حسب "بطليموس"، وفي القرن 5م سمع "هيرودوت" عن مجموعتين قبليتين هما "الغرمانتيون" و"الناسامونيون" وعن طريق هؤلاء الغرمانتيون حصل الرومان على معلومات عن مراكز داخل إفريقيا في القرون التالية ومن هذه المراكز موريتانيا.
    كانت بلاد موريتانيا القديمة موطنا للزنوج والبربر وظلّت هاتان الجماعتان تتنازعان على الصّحراء، أمّا في السّواحل فقد بدأ الفينيقيون منذ القرن 12م بارتياد سواحل شمال غرب إفريقيا لكتهم اكتفوا بإقامة مراكز لهم فقط، لكنّهم ما لبثوا أن سيطروا على أجزاء من موريتانيا الحالية بحلول القرن 5 ق.م، كما سيطر الرومان على شمال وغرب إفريقيا بما فيها موريتانيا من القرن 2 ق.م، وكانت هناك ممالك محاذية لموريتانيا منها "غانة" في أقصى الجنوب الشرقي لموريتانيا ومملكة "اوداغست" الزنجية، وباختصار فإنّ موريتانيا قبل دخولها الإسلام كانت مقسّمة إلى قسمين جنوبها تسيطر عليه "غانة" وشمالها تعيش فيه مجموعات من القبائل البربرية والزنجية والّتي من أهمّها القبائل الصنهاجية الثلاث "جدالة" و"لمتونة" و"مسوفة".

    الفصل الثّاني: موريتانيا في العصور الوسطى
    1- الفتح الإسلامي ودولة المرابطين:
     الفتح الإسلامي: كانت قبائل صنهاجة الصحراوية تنزل في الشطر الغربي من الصحراء الكبرى وكانت بعضها تنحدر حتّى تصل نهر السنغال وكانت تنقسم إلى 70 قبيلة منها "لمتونة" و"كدالة" و"مسوفة"...، وكلّ قبيلة لها بطون وعشائر كثيرة وظلّت هذه القبائل تعيش في الحزام الصحراوي الفاصل بين البلاد المغربية والسودان وكانوا يسمّون بالملثّمين لوضعهم اللّثام على وجوههم ، وأخذ الإسلام يصل إليهم وإلى موريتانيا الحالية في منتصف القرن 1هـ على يد "عقبة بن نافع" الّذي قاد جيوش الفتح الإسلامي لشمال إفريقيا في عهد "معاوية بن أبي سفيان" وابنه "يزيد" _رضي الله عنهما_، وتقول بعض الروايات أنّ "عقبة" لما أدرك البحر (المحيط الأطلسي) توغّل جنوبا حتّى وصل السوس (جنوب المغرب الأقصى) ثمّ واصل فتحه حتّى بلغ إلى "ولاتة" الواقعة في الجزء الجنوبي الشرقي من موريتانيا الحالية. وتوجد رواية أخرى تقول أنّه حين وصل بلاد المغرب خاض في الصّحراء وفتح بلاد التكرور وغانه ووصل إلى حدود موريتانيا سنة 60هـ، وانتشر الإسلام في تلك البقاع بعد فتوحات "موسى ابن نصير" ، وهناك بعض الرّوايات تقول أن الإسلام لم يدخل إلاّ مع حفيد عقبة وهو "حبيب بن عبيدة بن عقبة" مابين سنتي 116 و117هـ.
    في أيّام الأدارسة انضمت ديار الملثّمين إلى لوائهم ونتج عن ذلك تحالف قويّ بين بطون صنهاجة المختلفة بزعامة "لمتونة" وأخذ الحلف يتوسّع نحو الجنوب لقوّة الأدارسة وحلفائهم من "زناتة" و"مصمودة" في الشمال واصطدم هذا الحلف مع امبراطورية غـانـا الّتي نشأت في بداية القرن 4هـ ويبدو أنّ أحد الأشراف وصل إلى هذه الإمبراطورية وأسسّ مدينة "كومبي صالح" .
    توسّعت هذه الإمبراطورية حتّى شملت أراضي موريتانيا اليوم ، ثمّ بدأت قبائل "صنهاجة" تنظّم شأنها وتحكم أمرها فاجتمعت حول الأمير "تميم اللمتوني" وتحت راية الإسلام داعيى تثبيت أركانه فيما بينها وإلى نشره فيمن حولها، فاستطاعت أن تزعزع أركان امبراطورية غانا الكبيرة، واحتلت مدينة "اودغست" .
    استطاعت "جدالة" في الجنوب الغربي من البلاد أن تسيطر على مناطق تحتلها قبائل "البافور" ، ولمّا فرضت القبائل الصّنهاجية البربرية سيطرتها على مملكة اودغست الزنجية في جنوب موريتانيا بداية القرن 9م كان لملوكها وشعوبها البربر بعد دخولهم للإسلام أثر كبير في نشر الإسلام نحو الجنوب والشرق حيث لم يكن قبل ذلك قد تخطّى مناطق وسط موريتانيا إلاّ بصورة جزئية على يد التّجّار وبعض الدّعاة.
    ومع بداية القرن 10م انهارت هذه القبائل نتيجة الخلافات وسيطرت دولة غانة على أراضيها واسترجعت أودغست" لكن هذا التفرّق لم يدم طويلا حيث جمعهم خطر "غانة" تحت إمرة القائد "تارسينيا" الّذي اشتهر بمحاربته للوثنيين فاستشهد سنة 414هـ/1023م، ولكن هذا التّحالف لم يبرز إلى الوجود دولة إسلامية منظّمة لكنّه هيّأ الفرصة لظهور دولة إسلامية كبرى هي دولة المرابطين الّتي استولت على المغرب وامتدّت حتّى غرناطة في الأندلس وجزء كبير من الشّمال الإفريقي وهم الّذين بنوا مدينة "مراكش"، كما أنّهم انحدروا إلى الجنوب واستولوا على امبراطورية "غانة" ولكنّهم اضطرّوا إلى التّخلّي عنها تحت ضغط جيش امبراطورية "مالي"
    بعد وفاة "تارسينا" آلت قيادة الحلف الصنهاجي إلى "يحي بن ابراهيم الجدالي" فأراد أن يوطّد الحركة الصنهاجية بفتح البلاد أمام التعليم الديني ، وقد أدرك استعصاء أهل الصحراء على الإسلام وتعاليمه دون وجود مدد ثقافي وعلمي وتجربة حية تنقل إليها من البلاد التي تركّز فيها الإسلام من قبل وكانت فكرته أن يستجلب إليها بعض العلماء، فخرج الأمير إلى دياره في رحلة إلى الحجّ ولدى عودته مرّ بالقيروان ولقي "أبا عمران الفاسي" أحد فقهائها فشكا إليه حال قومه وطلب منه إرسال فقيه معه ليعلّم قومه فوجّهه "أبو عمران" إلى "وكاك بن زولو اللّمطي" في السّوس والّذي بدوره بعث معه "عبد الله بن ياسين" الجزولي، وعندما جاء الأمير "يحي" رفقة "عبد الله بن ياسين" أقام رباطا للتّعليم والجهاد سنة 426هـ وكان هذا الرّباط أوّل محضرة عرفتها البلاد وكان ابن ياسين أوّل شيخ محضرة في بلاد شنقيط ، وكان معلّما ومربّيا مدّة يحي بن إبراهيم ويحي بن عمر وصدرا من ولاية أبي بكر بن عمر.
    التفّ البربر حوله ولكنّهم بعد فترة ازورّوا عنه وتركوه وتوفّي حاميه "يحي بن ابراهيم" فأجمعوا على الإنصراف عنه لما يأخذهم به من مشاقّ التّكاليف الدّينية، ففكّر في تركهم والعودة إلى وطنه غير أنّ زعيما من قبيلة لمتونة هو "يحي بن عمر" أشار إليه أن يذهبا معا إلى جزيرة على مقربة من مصبّ نهر السنغال للعبادة والنّسك فوافق ومن هناك بنى "عبد الله بن ياسين" رباطا وأخذ يلتحق به العشرات من أشراف صنهاجة حتّى بلغوا ألفا وبذلك سمّاهم "المرابطون"، وغلب هذا الإسم على صنهاجة الصّحراوية إلى جانب الإسم القديم "الملثّمين" .
    على الرّغم من المصاعب الّتي لقيها الدّاعية الجديد فإنّ الدّعوة سارت بسرعة من دعوة إصلاحية إلى حركة جهادية سيطرت على "أودغست" وقد ظلّت مدينة "آزوكي" الواقعة حاليا قرب مدينة "آطار" في آدرار الموريتاني عاصمة للمرابطين . وعندما خرج المرابطون خرجوا معلنين للجهاد، فاستشهد "يحي" في المعركة الّتي فتحت فيها "اودغست" وخلفه في زعامة المرابطين "يحي بن عمر اللمتوني" وجاء بعده أخوه "ابا بكر بن عمر اللمتوني" ولم يمض وقت طويل حتّى استشهد "عبد الله بن ياسين" في الحرب الّتي دارت بينهم وبين قبيلة "برغواطة"، حيث سار إلى أرض برغواطة وكان الأمير عليهم يومئذ "أبو حفص بن عبد الله بن أبي غفير بن محمد بن معاذ"، ونشبت بين المرابطين والبرغواطيّين وقائع شديدة أصيب فيها "عبد الله بن ياسين" بجراح بالغة، توفّي على إثرها عام 451هـ/1059م.
    في هذه المرحلة قامت إمارة "التكرور" وكان لأميرها "وارجيي" صلة وثيقة مع "أبي بكر بن عمر" وقد حكمت هذه الدّولة جزءا من موريتانيا الحالية، وعاون أبو بكر ابن عمّه "يوسف بن تاشفين" ثمّ وقع خلاف بينهما إذ سار "يوسف" إلى الشمال (الأندلس) وأبو بكر نحو الجنوب، وضعف أمر المرابطين في الجنوب فاستقلّ حكّام "غانا" وقامت دولة "مالي" عام 638هـ وامتدّ نفوذها حتّى شمل الأجزاء الشّرقية لموريتانيا.
    لقد كانت دولة المرابطين هي البداية الفعلية للوجود الإسلامي (السياسي، الجهادي ، الثقافي، الفكري) في موريتانيا وقد ترك اختفاؤها فراغا سياسيا كبيرا إذ تحوّلت البلاد إلى كيانات ممزّقة تعتمد على الّنظام القبلي، وقد ازداد الوضع تعقيدا بهجرة القبائل العربية إلى موريتانيا منذ القرن 11م كبني عقيل وبني سليم وبني هلال وبني حسان الّذين تنافسوا مع القبائل العربية على حكم هذه البلاد.
    2- التغلغل العربي في موريتانيـا جذوره ونتائجه:
     دخول قبائل بني حسان العربية إلى موريتانيا: بنو حسان هم بطن من عرب المعقل المنحدرين من "كعب بن الحارث" من قبائل مذحج اليمانية ، ويدّعون أنّهم يعودون في أصولهم إلى "الحسن بن علي رضي الله عنهما ، وكان وصولهم مع الهجرة الهلالية إلى شمال إفريقية في القرن 5هـ ثمّ عمّروا صحاري المغرب الأقصى وتغلّبوا على "فيافيه"، خضعوا للسّلطة الموحّدية ثمّ المرينية، طاردهم المرينيّون زمن "يعقوب بن عبد الحق" (656هـ-685هـ/1258م-1286م) وحاصرهم "يوسف بن يعقوب" (658هـ-701هـ/1286م-1306م) ثمّ طاردهم ثانية سنة 786هـ ممّا اضطرّهم للتّقدّم جنوبا، ويذكر "ابن حامد" أنّ أولى الحروب الّتي خاضوها ضدّ الصّنهاجيّين كانت شمال آدرار الموريتانية في إقليم يسمّى "ايكيدي".
    بعد أن صمّم "المنصور الذهبي السعدي" غزو مملكة "صنغاي" الّتي استولت على "تغازي" الغنية بمناجم الملح فغضب "المنصور" وأرسل إليها جيشا كبيرا وانتصر عليها وأهمّ ماعاد على موريتانيا من انتصار الجيش السعدي أنّه رفع يد "صنغاي" على البلدان الموريتانية التي دانت إليها، ثمّ فكّر المنصور في إرسال رجال إلى موريتانيا والسّودان وحراسة ماغنمه فلبّته قبائل بني حسّان ووافقت على ذلك ونزلت عشائر منها في بلاد شنقيط، واستقرّوا في مدن موريتانيا مع إخوانهم من القبائل الصّنهاجية.
    إنّ الحرب أصل معهود بينهم فترى قبائلهم تحارب بعضها بعضا، كما وقع بين "ايدوعيش" وسكّان "تكانت" و"الترارزة" وكذلك بين "ايدوعيش" وأبناء "أحمد بن دامان" جيرانهم، وكما وقع بين الترارزة والبراكنة، وكانت الحروب الموريتانية تبدأ ضعيفة ثمّ تقوى وتستحكم بمرور الزّمن ولم تنج منها بلدة موريتانية .كانت بين قبائل بني حسّان والقبائل الصّنهاجية حروب كثيرة وحاسمة انتهت بانتصار بني حسّان وسيطرتهم على المنطقة ومن أبرز هذه الحروب "حرب شربـبه" .
     حرب شربـبّـه: كان الإمام ناصر الدّين فقيه ومجاهد واسمه أبو بكر بن ابهم بن الفغ الشمشوي عاش في اواسط قبائل من الزوايا فنادى بالجهاد لنشر الإسلام فغاظت حركة الجهاد هذه الفرنسيين في السنغال وبنو حسان في موريتانيا ذلك أن هذه القبائل ذات الشوكة بعد أن ظهر لها ما أحرزته حركة الإمام ناصر الدين من نجاح في نشر الإسلام في أوساط القبائل الزنجية وجذبه لهم شعرت أن هذه الحركة أصبحت تهدد مركزهم لذا أقدمت على تحدّيه لكن هذا التّحدي كان السبب المباشر في اشتعال حرب شرببه . فنرى أنّ هذه حرب دينية وتفاصيلها أنّ واحدا من اللّحمة اسمه "ببّه" منع الزّكاة فأراد الزّوايا أخذها منه بالقوّة فدافع عنه حسّان وصاروا يدا واحدة وقال أنّه لا يعطيها إلاّ عن طيب نفس، أمّا الزّوايا فإنّ بعض قبائلهم حارب بأجمعه كقبائل "تشمشه" و"اجيجبه" وبعضها الآخر منهم من دخل ومنهم من اعتزل هذه الحرب كـ"إدوعل" و"إدا بلحسن" فإدوعل لم يصل منهم إلاّ عدد قليل رئيسه "عبد الله بن الطالب" المعروف بالقاضي فدخل حرب شرببه منهم ثلاثون رجلا فاستشهد نصفها ونجا النّصف الآخر أمّا إدا بلحسن فبعض النّاس يزعم أنّهم اعتزلوها كلّهم، استمرّت هذه الحرب مدّة ثلاثين سنة (1644م-1674م) وهناك من يعطي أسبابا أخرى منها رغبة الصنهاجيين التخلّص من العرب الحسّانيّين لأنهم أثقلوهم بالضّرائب على العموم انتهت هذه الحرب بهزيمة الزّوايا في الموقعة الشهيرة باسم "تنيفظاظ"، لقلّة معرفتهم بتدبير الحرب بعدما كان النّصر حليفهم، وأغلظ عليهم حسّان في شروط الصّلح فمنها أنّ قبائل بني حسّان من ذلك التاريخ لا يحفرون الآبار بل كلّ بئر للزّوايا وردوا عليها ثلث مائها.
    وكان من اسباب انهزام الزّوايا كذلك عدم انضواء كلّ القبائل في بداية الحرب، أمّا نتائج هذه الحرب فألخّصها فيما يلي:
    - أسفرت هذه الحرب عن أزمة اقتصادية نتيجة لنهب وإبادة المواشي وإحراق المزارع، ممّا أدّى إلى مجاعة كبرى.
    - أخذت الأوضاع الإجتماعية شكلها النّهائي من تشكيل طبقات المجتمع من حسان وزوايا ولحمة وثبت على هذا التقسيم الهرم الإجتماعي.
    - لقد تطوّر المجتمع في هذا الصراع إلى درجة التنظيم شبه المركزي، تتمثّل في بروز هيكل سياسي جديد كإطار تتمّ داخله الهيمنة السياسية في القبائل الحسّانية على العناصر الأخرى، وهكذا تجسّدت سيطرة بني حسّان في المنطقة القبلية في بروز وحدات سياسية عرفت بالإمارات فظهرت غمارة الترارزة وإمارة البراكنة وغيرها...
    سيطر بنو حسّان على البلاد وفرضوا اللّغة العربية الّتي انتشرت انتشارا واسعا وباتت لغة 80% من السّكّان، وخلال القرن 15م تمكّن بنو حسّان من فرض نفوذهم وأقاموا علاقات تجارية مع الشّمال ووصلوا بذلك إلى أوروبا وخصوصا البرتغال الّتي أنشأت أسواقا ومراكز تجارية على السّاحل الغربي لإفريقيا.
    كان لحسّان ثلاثة أبناء هم: "دليم" و"ودي" و"حم" فانتشر "دليم" وأبناؤه في منطقة وادي الذّهب وعلى السّاحل الأطلسي، وانتشر "ودي" وقومه في بلاد شنقيط إلى أطراف السودان، وكان "حم" وقومه في قلب الصحراء من "اييدي" إلى نهر النيجر، وكان أولاد "شبل بن حم بن حسان" يسيطرون على منطقة آدرار إلى أن غلبهم أبناء عمومتهم "اولاد رزق بن ودي" وأقاموا إمارة قويّة واضطرّ "اولاد شبل" إلى النّزوح بعيدا فهم الآن منتشرون ما بين النيجر وتوات. يرتفع نسب القبائل الحسّانية إلى "جعفر بن أبي طالب"، فهم بنو حسان بن المختار بن محمد بن عقيل بن معقل بن موسى الهداج بن جعفر بن الأمير بن إبراهيم الأعرابي بن محمد الجواد بن علي الزينبي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وأبرز هذه القبائل الّتي استوطنت بلاد شنقيط وحكمتها اولاد داود عروف والبراكنة والترارزة وغيرهم...
     تشكّل الإمارات الحسّانية: أسّس الحسّانيّون عدّة إمارات، ومن أهمّها إمارة اولاد رزق بن ودي بن حسان وقد حكمت منطقة الترارزة والبراكنة واستمرّ سلطانهم من القرن 9هـ إلى القرن 11هـ ثمّ تغلّب عليهم بنو عمّهم "المغافرة" فأنشؤوا عدّة إمارات منها:
    1- إمارة الترارزة: مؤسّسها "أحمد بن دامان" وهو الّذي انتصر على اولاد رزق في معركة "أنتيتام" عام 1040ه وبقيت هذه الإمارة إلى أن جاء الإستعمار وقاعدتها "بوتيليميت".
    2- إمارة البراكنة: حاضرتها مدينة "إلاك" واستمرّت إلى أن جاء الإستعمار الفرنسي.
    3- إمارة أولاد مبارك: حكمت منطقة الحوض، وعاصمتها مدينة العيون.
    4- إمارة أهل يحي بن عثمان: حكمت منطقة آدرار أسّسها "عثمان بن الفضيل" حوالي سنة 1145ه واستمرّت حتىّ جاء الإستعمار الصّليبي وعاصمتها مدينة "أطار" ومن مدنها الرّئيسية مدينة "شنقيط".
    5- إمارة أدوغيش الصنهاجية: قامت في القرن 11ه وانشقّت منها إماراتان فرعيتان هما غمارة "تاغنت" وقاعدتها مدينة "تجكجة" وإمارة "العصابة" وقاعدتها مدينة "كيفا".
    6- إمارة مشطوف: في الحوض وهي إمار صنهاجية.
    7- إمارة نواذيبو: قاعدتها "ايتبن".

    الفصل الثّالث: موريتانيا في العصور الحديثة

    1- جذور التّدخّل الأوروبي في موريتانيا:
    بعد هزيمة المسلمين بالأندلس وسقوط غرناطة عام 1492م دفع بالنّصارى إلى اللّحاق بهم في عقر ديارهم ، وزيادة على هذا فإنّ التّفكّك السّياسي الّذي أصاب المغرب الكبير قبل ذلك أي بعد سقوط دولة الموحّدين في النّصف الثّاني من القرن 13م (1269م) عرّض موريتانيا وابتداءا من القرن 14م لبعثات احتلالية نظّمتها القوى الأوروبية البرتغالية والإسبانية والفرنسية والإنجليزية وبمشاركة هولندية وبلجيكية منذ عصر الكشوفات الجغرافية نهاية القرن 15م والفترات اللّاحقة.
    اتّسم الكشف البرتغالي لساحل غرب إفريقيا في بداية الأمر بالبطء، لكن بعد ذلك بدأ يسير سيرا حسنا، ففي عام 1418م اكتشف البرتغاليون "جزر ماديرا" ثمّ "جزر الآزور" سنة 1439م، وفي عام 1441م طافوا حول "راس بلانكو"، ثمّ اكتشف "دنيس دياز" جزيرة "نونو تريستا" وتعرف كذلك بجزيرة "أرجوين" عندئذ اكتشف البرتغاليون قيمة هذه الكشوفات، وفي الفترة ما بين 1444م و1445م وصل "دياز" إلى مصبّ نهر السّنغال و"جزر الرّأس الأخضر" و"غينيا".
    أغرت البرتغال تجارة الصّمغ والذّهب والرّقيق فاستقرّوا بالسّاحل وأسّسوا مراكز تجارية لهم وتحكّموا فيها قرابة القرنين من الزّمن ، هذه المراكز تمكّنهم من التّحكّم في طرق القوافل التّجارية الّتي تعبر المنطقة شمالا وجنوبا، لكن جهودهم لم تسفر إلاّ عن احتلال بعض المراكز السّاحلية لفترات محدودة.
    وصل البرتغاليّون في النّصف الأوّل من القرن 15م إلى سواحل موريتانيا وزار "Joas Fernandez " منطقة "وادان" الواقعة شرقي آدرار، وفي عام 1448م أنشا البرتغاليّون حصن "أرجيوم" وهو مقابل للرّأس الأبيض ومنه توغّلوا نحو المناطق الدّاخلية فتقدّموا صوب السّودان الغربي بهدف الوصول غلى مدينة "تمبكتو" الّتي ذاعت شهرتها بسبب كثرة مناجم الذّهب بها، ولكنّهم سرعان ما انصرفوا إلى تجارة الرّقيق وأصبحت "آرجيوم" هي المركز الرّئيسي لتجميعه ومنها كان ينقل عبر الأطلسي، ولم تستقر الأمر للبرتغاليين في المنطقة ففي القرن 17م ازداد التّنافس بين الدّول الأوروبية وظهرت هولندا كدولة بحرية كبيرة واستطاعت عام 1638م انتزاع "الآرجيوم" من البرتغال.
    وصل الإسبان بعد البرتغال ولحقهم الفرنسيون ثمّ الهولنديون وسار على إثرهم الإنجليز ووقعت المنافسة وزاد الطّمع في الحصول على الصّمغ العربي.
    2- العلاقات التجارية بين الفرنسيّين والإمارات الموريتانية:
    إنّ الشّيء الّذي جذب أنظار الإستعمار إلى موريتانيا هو الصّمغ العربي الّذي تشتهر به لذلك كانت كلّ شركة تحاول أن تحتكر هذه التّجارة لنفسها وأخذت تنشء مراكز تجارية لها على طول نهر السّنغال، ولم تحل مشكلة السّيطرة إلاّ في عام 1815م عندما أعطيت منطقة السّنغال رسميّا إلى فرنسا بموجب المعاهدة الّتي عقدت بين دول أوروبا الكبرى في أعقاب نهاية الحروب النابليونية ، وفي واقع الأمر فإنّ هدف الفرنسييّين حتّى ذلك الوقت لم يكن السّيطرة الكاملة على البلاد بل كانوا يهدفون إلى أمرين اثنين: الهدف الأول هو تأمين تجارة الصّمغ والهدف الثّاني منع انتشار نفوذ الموريتانيّين وخاصّة أمراء الترارزة نحو الجنوب (إلى ما وراء نهر السنغال) وعليه فقد تمّ عقد سلسلة من الإتّفاقيات بين الفرنسيّين والأمراء الموريتانيين كانت تكفل المصالح التّجارية الفرنسية من التّهديد خاصّة تجارة الصّمغ في مقابل دفع الإتاوات والهدايا للأمراء، وظلّ مفعول هذه الإتفاقيات ساريا طوال القرن 19م مع محافظة موريتانيا على استقلالها على النّظام القبلي في نطاق الإمارات.
    أقام الفرنسيّون علاقات تجارية مع القبائل الموريتانية الموجودة على الضّفّة اليسرى من نهر السنغال وكان الغرض من دفع هذه الإتاوات للقبائل هو الإبقاء على تجارة الصمغ وإرضاء هذه القبائل لمنعها من عبور نهر السنغال ومهاجمة الوكالات الفرنسية التجارية، وفي عهد "لويس الرابع عشر" اهتمّ "كوليير" بتثبيت اقدام الفرنسيّين عند مصبّ نهر السنغال فأقام حاميات عسكرية لحماية الوكالات من الهجمات الموريتانية.
    نظرا لما حقّقته هذه التّجارة من أرباح للطّرفين فقد اصبح لأمراء القبائل الموريتانية مثل الترارزة والبراكنة ممثّلون تجاريون يتولّون التّجارة مع الأوروبيّين عرفوا باسم "كاتي". أقيمت معاهدات لتنظيم عملية التبادل التّجاري ونذكر منها:
    - معاهدة وقعت بين مدير الوكالة الفرنسية Durent وقبيلة Darman Cour في 02 ماي 1785م تبعتها معاهدة أخرى في 10 ماي من نفس العام وقام بتوقيع المعاهدتين De Repentigny حاكم السنغال.
    - معاهدة وقعت بين Durent و Cory أمير الترارزة في جويلية 1785م لتنظيم تجارة الصمغ
    - معاهدة 1819م مع "عمر بوري" ملك "أوالو" الّتي لها أهمّية استراتيجية وتدعيما لحسن الجوار بين الطرفين
    - مع البراكنة في 25 جويلية 1821م.
    - 25 جوان 1821مع قبيلة "الدويش" الّتي سمحت للفرنسيّين بإنشاء مركز تجاري.
    - توالت المعاهدات في 19 أوت 1824م و 26فيفري 1826م، 25 ابريل 1829م و24 أوت 1831م وتوضّح لنا هذه المعاهدات المتتالية حرص فرنسا على التّعامل مع القبائل لتمنعها من الإغارة على وكالاتها.
    - معاهدة فرنسية مع البراكنة في 05 ماي 1834م تعهّد فيها الأمير "أحمد بن سيدي" حراسة المراكب الفرنسية مقابل دفع جزية.
    إلى جانب هذه المعاهدات التّجارية الّتي لم نذكرها كلّها هناك معاهدات سياسية كالّتي عقدتها مع أمير آدرار في 08 أوت 1892م تعهّدت فيها فرنسا بعدم التّدخّل في شؤون آدرار السياسية.
    كما ذكرنا سابقا فخلال القرن 19م وقّع الفرنسيون معاهدات مع بعض الأمراء المحلّيّين ولكن الموريتانيّين قاموا بهجمات على مراكز التّجارة الفرنسية ممّا اضطرّ بالفرنسيّين إلى التّفكير بالإستيلاء على موريتانيا لتأمين السنغال.
    3- البعثات الإستكشافية للمجال الموريتاني:
    لقد كان القرن 19م بالنّسبة لفرنسا هو عصر الإستكشافات للبلاد الموريتانية حيث أرسلت بعثات كثيرة لاستكشاف هذه البقعة من إفريقيا، ونذكر بعضا منها:
     بعثة Léopold Pante: (1850م) هو سنغالي الأصل أرسل من قبل وزير البحرية والمستعمرات في مهمّة لعبور الصّحراء من "سان لويس" إلى الجزائر.
     بعثة Faidherbe: (1859م) وهي بعثة للقيام باستكشاف أقاليم السّودان الغربي غير المعروفة وخاصّة موريتانيا من أجل إكمال المعلومات غير الكاملة الّتي يملكها حول الجغرافيا وأجناس وخيرات هذه الأصقاع.
     بعثة Vincent: (1860م) وهو النّقيب من القيادة العليا الّذي كُلّف بمهمّة استكشاف آدرار حيث في طريقه استكشف عدّة مناطق منها محلّة "محمد الحبيب" وقبيلة "لعلب" و"توروت" و"ميناء هدى" و"آركين" ثمّ تابع سيره نحو الشّمال الشّرقي عابرا "تاريازت" و"تيرس" حتّى وصل إلى النّقطة القصوى في الشّمال.
     بعثة "أبو المقداد": غادر "سان لويس" السنغالية في ديسمبر 1860م وسلك الشّاطئ ومرّ بأنجاكو ثمّ مرّ قريبا من ميناء هدى وواصل سيره وفي كلّ مرذة ينزل بمنطقة حتّى وصل إلى الساقية الحمراء، وكانت وجهته المغرب لاستكشاف هذه المنطقة الواقعة بين السّنغال والمغرب.
     بعثة Burrel: هذا ضابط بحرية تمّ تكليفه لاستكشاف أرض البراكنة حيث اكتشف بحيرة "آلاك" واتّجه نحو الشّرق واستكشف عدّة مناطق إلى أن وصل إلى نقطة البدء.
     بعثة Mage Biosonkey: وهو ضابط بحرية حيث كلّف بمهمّة دراسة إقليم "تكانت".
     بعثة Fulcrand: (1859م) هو نقيب هندسة أرسل رفقة الملازم Anbe لاستكشاف جزيرة "آرغين" ودراسة الرّأس المجاور لها المسمّى Bais du Lévrier.
     بعثة Léon Fabert: كلّف بمهمّة في بلاد الترارزة فبدأ سلسلة من خمس رحلات استكشافية في موريتانيا الجنوبية فقام بدراسة ناحية آخطوط السّاحلي والمستنقعات الموجودة فيه.
     بعثة Gaston Doneet: حيث بعثه وزير المستعمرات في مهمّة التّعرّف على آدرار وإذا أمكن أن يصل إلى المغرب مرورا بالترارزة ثمّ باقاليم اولاد أبي السباع واولاد دليم، وبوادي الذّهب، لكنّها لم تنجح نظرا لنهب هذه القافلة.
     بعثة Blanchet: حيث كان رفقة Gouinot Gambetta والترجمان أبو المقداد وتهدف هذه البعثة إلى دراسة النّواحي الملحمية في سبخة الجل والمنخفضات المجاورة، وكانت هذه آخر بعثة على حسب قول "جلييـه": {...وأخيرا، وقبل احتلالنا لموريتانيا تمّ إرسال بعثة علمية بقيادة بلانشي...}

    الفصل الرابع: موريتانيا المعاصرة
    1- دور Coppolani في فرض الحماية الفرنسية على موريتانيا:
    بمقتضى الإتّفاق البريطاني الفرنسي لعام 1890م حصلت فرنسا على الأراضي الواقعة جنوب المتوسّط وكان معنى هذا الإتّفاق أنّ أراضي موريتانيا اعترفت بها بريطانيا كمناطق نفوذ فرنسية.
    كان القائد الفرنسي Xavier Coppolani قد قام برحلات إليها سنتي 1898م و1899م حيث تنقّل خلالها في موريتانيا وترجع أهمّية رحلاته أنّها نبّهت الحكومة الفرنسية ووزارة المستعمرات لأهمّية ضمّ موريتانيا.
    تمّ تكليف Coppolani الّذي كان معروفا بدراساته الإسلامية بالتّفاوض مع قبائل البيضان والطوارق والقيام بدراستهم من وجهة النّظر السّياسية والدّينية، وكان هدفه هو مسالمة القبائل والتّفاوض معها وإقناعهم بدور فرنسا الإنساني في العالم الإسلامي !!! والدّور الّذي تزمع القيام به في أرض البيضان، وفي سنة 1899م كانت القبائل البيضانية الأساسية الّتي تقطن مناطق النّفوذ السّوداني قد أعلنت خضوعها وأصبحت ملزمة بدفع رسوم الإنتجاع والعشور، فاستطاعت الدّبلوماسية الكوبولانية المهيّأة والمدعومة بعمليات ضبّاط من السّاحل أن تضع حدّا لهذه الوضعية الصّعبة دون مقاومة ولا قتال، ثمّ ذهب Coppolani إلى بلاد الطوارق مصحوبا بمساعدة من Arnoud فوصل إلى "تمبكتو" ثمّ زار قبائل الرّحّل في إقليم "آزواد".
    بوصول Coppolani إلى السّنغال أو إلى فرنسا حسب روايات بعض المؤرّخين عرض مشروع احتلال موريتانيا على الحاكم العام لغرب إفريقيا لكنّ هذا الأخير عارض المشروع كما عارضه التّجّار الفرنسيون الّذين كانوا يفضّلون بقاء موريتانيا بعيدة على السّلطة الفرنسية حتّى يحتكروا تجارة الصّمغ، وكذلك لم تلق الفكرة ترحيبا من وزارة الخارجية الفرنسية لاعتبارات دبلوماسية .
    كان Coppolani على دراية بأحوال المسلمين في موريتانيا وقد أتقن اللّغة العربية واطّلع على العادات والتّقاليد الإسلامية، ويمكننا القول أنّ Coppolani هو أوّل من مهّد للسّيطرة الفرنسية على القبائل الموريتانية بفضل تعامله معهم ، بل مهّد أيضا للإحتلال الفرنسي لموريتانيا.
    تردّد الفرنسيون كثيرا في طريقة جدوى إخضاع موريتانيا لهم قبل أن تجبرهم الإعتبارات الإستراتيجية على التّنافس مع انجلترا وإسبانيا على إفريقيا ، وأصبحت تبحث عن طريقة تربط بها المستعمرتين القديمتين لها (الجزائر والسنغال).
    مع بداية القرن 20م اتّفقت فرنسا مع إسبانيا على أن تسيطر الثّانية على مناطق الصّحراء الغربية في حيت تبسط فرنسا نفوذها على موريتانيا وقام الفرنسيّون بعد ذلك سنة 1905م أي بعد احتلالهم لموريتانيا بترسيم الحدود بين الجزائر وموريتانيا ثمّ بين موريتانيا والصّحراء الغربية.
    استغلّ Coppolani الخلافات القائمة بين القبائل فأثارها إلى أن طلبت إحدى القبائل الحماية الفرنسية خوفا من خصومها، فأسرع Coppolani واحتلّ منطقة الترارزة عام 1903م والبراكنة عام 1904م، وأتبعها بمنطقة تكانت عام 1905م، وأخذت فرنسا تتصرّف فيها وتتدخّل في مناطقها.
    • احتلال الترارزة 1903م: تمّ تنظيم رتل عسكري في مارس 1902م تحت قيادة الرّائد De Laplane وسمّي هذا الرّتل بـ"رتل مراقبة الترارزة" وهو مؤلّف من فرقة من الرّماة وكتيبتين من الفرسان وكان هذا الرّائد مكلّفا بإعادة تنصيب الأمير "أحمد سالم" أميرا على البلاد، وهذا الأخير كان على خلاف مع شخص آخر اسمه "سيدي" الّذي هرب نحو البراكنة فقرّر "أحمد سالم" الهجوم وملاقاة "سيدي" وحدث قتال عنيف، في هذا الوقت تدخّل Coppolani ليتصرّف سلميا واستغلّ بلباقةٍ التّنافس الّذي يقسم القبائل وقام بوساطة بين المترشّحين لإمارة الترارزة "أحمد سالم" و"سديي ولد أحمد فال" واستطاع أن يجعل "أحمد سالم" أن يتنازل عن صلاحيته ويقبل الحماية الفرنسية، وكان له ذلك وبعدها خضع "سيدي" للسّيطرة الفرنسية في فبراير 1903م، وفي السّنة نفسها عُيّن Coppolani حاكما عامّا على الترارزة.
    • احتلال البراكنة 1904م: لم يقبل أمير البراكنة "أحمد ولد سيدي اعلي" تقدّم الفرنسيّين فاتّحد مع أمير تكانت "بكار شيخ إدوعيش" وهاجم بعثة فرنسية ثمّ انسحب ثمّ بعد ذلك وعلى وجه الإنتقام قام النّقيب Chofou بمباغتة حي الأمير أحمدّ وهاجمه ثمّ باغت حي إدوعيش كذلك، ثمّ في فبراير 1904م قام إدوعيش بهجوم على مركز تجاري فرنسي الّذي لوحق من طرف الفرنسيّين وطرد من المنطقة وسهلت مفاوضات الخضوع مع البراكنة.
    تمكّن الفرنسيّون خلال الفترة الممتدّة من 1900م إلى 1912م من إخضاع أمراء موريتانيا لسيطرتهم ولم يبق إلاّ بعض جيوب المقاومة الّتي قضي عليها في منتص الثلاثينيات وعليه يمكن تقسيم الإحتلال الفرنسي لموريتانيا إلى ثلاث مراحل:
    - المرحلة الأولى: (1900-1905): مرحلة التّغلغل السّلمي والسّيطرة غير المباشرة.
    - المرحلة الثّانية: (1905-1914): مرحلة الإخضاع العسكري وإخضاع معظم البلاد لفرنسا.
    - المرحلة الثّالثة: (1914-1934): تمّ فيها تصفية بقيّة الجيوب المقاوِمة وتأمين الإحتلال.
    ظلّ حكم فرنسا لموريتانيا يعتمد على أساس أنّها جزء من السّنغال، وكان ذلك واضحا من خلال المرسوم الجمهوري الفرنسي الصّادر عام 1904م بإلحاق موريتانيا برمّتها كمنطقة تابعة للسّنغال وذلك بعد سنة واحدة فقط على فرض الحماية الفرنسية عليها، وقد عُيّن Xavier Coppolani حاكما لها ولُقّب بمفوّض حاكم إفريقيا الغربية الفرنسية العام لموريتانيا، ورغم أنّه صدر مرسوم 1944م يجعل موريتانيا مستعمرة فرنسية إلاّ أنّها ظلّت تابعة للسّنغال حتّى عام 1958م.
    ألحقت فرنسا موريتانيا بالسّنغال من النّاحية الإدارية بعد أن قسّمت البلاد إلى 10 دوائر يوجد في كلّ دائرة مدير فرنسي يعاونه 03 أشخاص وقد خطّط الإستعمار لمحاربة الإسلام باتّباعه وسائل وأساليب عديدة منها: سياسة التّفريق بين المسلمين البيض والزّنوج ومحاربة اللّغة العربية ونشر اللّغة والثّقافة الفرنسية وإهمال التّعليم والصّحّة ومحاولة نشر المسكرات وإفقار الشّعب وإذلاله.
    2- المقاومة الشّعبية الموريتانية للإستعمار الفرنسي (القرن 19م-20م):
     في القرن 19م:
    ظهرت في مطلع القرن 19م شخصيات وطنيات قادت الكفاح المسلّح أمثال "محمد الحبيب" (1829-1860) و"الشيخ سيدي الكبير" (1776-1868) والّذي دعا إلى وحدة الإمارات والمشايخ لمواجهة التّغلغل الفرنسي، وقد كان لهما جولات خاسرة، وفي أواخر القرن 19م ظهرت الدّعوات الجهادية لمقاومة الفرنسيّين وكان للشّيخ سيدي الكبير دورا في هذا المجال.
     في القرن 20م:
    منذ مطلع القرن 20م وبعد إعلان اتّفاقية الحماية تصاعدت عمليات الإخضاع العسكري منذ عام 1905م فيما رافقت الكفاح المسلّح مقاومة اجتماعية واقتصادية كانت قائمة على رفض التّعامل مع المستعمر، وقد سخّر علماء البلاد أقلامهم وخطبهم لشحذ الهمم والعزائم ضدّ المستعمر .
    بعد إخضاع كلّ من الترارزة والبراكنة همّ الإستعمار لإخضاع آدرار وتكانت لكنّه اصطدم بمقاومة عنيفة وظهر الكثيرون من أبطال المقاومة هناك من أمثال "أحمد بن الديد ولد عساس" و"بكار ولد أسوف أحمد" و"سيدي أحمد ولد عبده" ، وقد نجحت هذه المقاومة الوطنية في أن تضع أمام التّقدّم الفرنسي حدّا، وقد دفع Coppolani حياته ثمنا بعد ما تحرّك نحو آدرار لإخضاعها حيث لقي حتفه على يد "الشريف زين" أخو السّلطان "عبد العزيز" ثمّ استشهد "الشريف زين" في المعركة نفسها، فتولّى قيادة الفرنسيّين الجنرال "مانغان" فزحف نحو آدرار فوقف في طريقه "الشّيخ ماء العينين".
    - مقاومة الشّيخ ماء العينين:
    قاد الشّيخ ماء العينين بن محمد حركة المقاومة ضدّ الفرنسيّين منذ بدء الإحتلال، فجعل آدرار مركز قيادته وأعلن الجهاد المقدّس واستعان بسلطان المغرب الّذي أمدّه بالمساعدات، وبدأت المعركة الّتي دامت عامين كاملين (1908-1910) وانتهت بدخول الفرنسيّين إلى آدرار بعد وفاة ماء العينين .
    كلّف القائد "مونتانييه" بالبحث والتّحقيق حول مقتل Coppolani وعلم أنّه قُتل بتحريض من الشّيخ ماء العينين وهو زعيم ديني له نفوذ في منطقة آدرار استقرّ في السّاقية الحمراء في الأراضي الخاضعة للنّفوذ الإسباني، وقد ساعده في قتل Coppolani "أحمد ولد عيد" حاكم آدرار ، لذا يمكننا القول أنّ الشيخ ماء العينين قد اقتصرت مقاومته شمال موريتانيا وجنوب الصّحراء الغربية.
    كان الشّيخ ماء العينين يكتب إلى كافّة الزّوايا الموريتانية يطلب منهم حمل السلاح لوقف الزّحف الفرنسي ووجدت دعوته صدى وخاصّة في آدرار، ولم يقتصر نشاطه على النّاحية المعنوية فقط بل كان يزوّد القبائل الأخرى بالسّلاح وقد استفادت قبائل عديدة من هذا السلاح في "تكانت" والّتي سبقت أن أعلنت خضوعها لـ Coppolaniقبل وفاته فاستغلّت الظّروف ورجعت في تعهّداتها. .
    طلب الشّيخ ماء العينين من سلطان المغرب مساعدته، فأرسل إليه حملة بقيادة الأمير "إدريس" ووصلت الحملة إلى آدرار وأخذت بالإستعداد للمواجهة، وتولّى أمر القيادة في هذه الأثناء الجنرال المعروف والمشهور "غورو" (الّذي دخل إلى دمشق إثر معركة ميسلون عام 1919م).
    بعث الأمير "إدريس" إنذارا إلى النّقيب "Tissot " يأمره إخلاء "تكانت" لكنّ هذا الأخير أبى وأرسل جيشا على رأسه الملازم Andrieu وDe franssu فنصب لهم "إدريس" كمينا وحصلت معركة كبيرة سقط فيها رقيبان هما Philippe وFleurette وجرح فيها الجنرال De franssu الّذي قتل فيما بعد رفقة Andrieu وكانت هذه المعركة في منطقة "نيملان" حيث تمكّن من الحصول على تعزيزات كبيرة بعد هذه المعركة، وقد بادرت إدارة السنغال بإرسال نجدة سريعة بقيادة الملازم Michard.
    أصبح للشّيخ "ماء العينين" سيطرة روحية وعسكرية على المنطقة الصّحراوية الواقعة في شمال موريتانيا وجنوب الصّحراء الغربية، ويلاحظ أنّه تلقّى مساندة من القوى الأجنبية إذ كانت السّفن الألمانية والإسبانية واليونانية تزوّده بالأسلحة واتّصاله بالسّلطان العثماني كلّ هذا أزعج السّلطة الفرنسية.
    بنى "غورو" حصنا في "أكشوط" عام 1908 وقد أثار بناؤه "أحمد ولد عيدا" فقام بتهديده وأغار عليه، كما أرسل ماء العينين قوّاته فهاجمت الفرنسيّين في "دامان" جنوب هذا الحصن، وأعلن ابنه الشّيخ "حسان" الجهاد ضدّ الفرنسيّين والمسلمين المتعاونين واشتدّت الإشتباكات بين ماء العينين، وكان لابدّ لفرنسا من اتّخاذ خطوات حاسمة للقضاء عليه، فاستولت على "آطار" عاصمة آدرار وتراجعت قوّات ماء العينين، فاضطرّ هذ الأخير إلى الإنسحاب إلى الصّحراء الغربية، ورغم هزيمته إلاّ أنّه استمرّ في الجهاد وسار إلى فاس وتغلّب على القائد الفرنسي في "تادلة" عام 1910 ولكنّه توفّي في نفس العام.
    كان الأمر في المغرب قد ضعف ونودي بـ"عبد الحفيظ" في مراكش عام 1907 وكان نائبا عليها من قبل أخيه "عبد العزيز" فانقسمت الدّولة إلى قسمين دولة مراكش ودولة في فاس، ثمّ خلع "عبد العزيز" من طرف أخيه "عبد الحفيظ" الّذي ثار عليه أخوه "زين" في مكناس واضطرّ "عبد الحفيظ" إلى توقيع معاهدة الحماية مع فرنسا عام 1912، وأخيرا أجبر على التّخلّي عن الحكم وتولّى مكانه أخوه "يوسف" وانتقل إلى الرّباط . لمّا انتهت مرحلة مقاومة الشيخ ماء العينين خلفه ابنه " الشيخ أحمد الهيبة" وهناك بعض الروايات تقول أن اسمه "أحمد هبة الله"الّذي تميّزت علاقته بالتّوتّر مع سلطان المغرب "مولاي حفيظ بن الحسن الأول"، الّذي اتّهمه بالتّآمر مع الفرنسيين ضدّ أبيه فزحف بمقاتليه نحو مدينة مراكش عاصمة السلطان واستطاع احتلالها لبعض الوقت ونودي سلطانا على المغرب الأقصى في 17 أوت 1912 فأرسلت فرنسا جيشا إلى هبة الله وكان النّصر إلى جانب هذا الأخير ثمّ أرسلت فرنسا جيشا ضخما فهُزم هبة الله في المرّة الثانية في معركة سيدي بوعثمان عام 1916م وفرّ من مراكش لكنّه واصل ثورته وتحصّن في "تارودانت" فطاردته القوّات الفرنسية حتّى وصل إلى "تندوف" فهزمهم، ثمّ جهّزت فرنسا قوّات من المغرب والجزائر ومالي والسّنغال بقيادة "غورو" الّذي هزم هبة الله بعد انقسام رجال هذا الأخير عن أنفسهم وتوفّي هبة الله إثر إصابته بالمرض عام 1919، وهكذا انتهت مقاومته.
    بالإضافة إلى مقاومة هبة الله بن ماء العينين استمرّت مقاومة القبائل الموريتانية جنوب موريتانيا وظهر "يد الأغدف" ابن ماء العينين وأخ "هبة الله" الّذي شنّ هجوما على الفرنسيّين جنوب الصّحراء الغربية واستطاع تكبيدهم خسائر فادحة، كما أثار أهالي "السمارة" شمال موريتانيا لكنّهم هزموا وعقدت معاهدة في 1913 بين أمير آدرار ومندوب الحاكم العام في موريتانيا.
    بعد الحرب العالمية الأولى شعر الفرنسيّون باطمئنان في موريتانيا فعدّوا هذه الأخيرة جزءا من إفريقيا الغربية الفرنسية ولكن الحركات عادت تظهر من جديد وكان من قادة هذه الثّورات "إبراهيم ديانكو"، "ديرويكو" وأمير البراكنة "أحمد بن سيدي علي" وأمير تكانت "بكار بن اسويد أحمد" وأمير آدرار "أحمد بن سيدي أحمد بن عبده" و"أحمد بن الديد" من الترارزة و"محمد تقي الله بن الشيخعلي" و"محمد المختار بن الحامد" و"الشيخ عابدين بن سيدي محمد الكنتي" و"أحمد حمادي" "وعلي بن مبارة".
    ألحق الثّوّار خسائر فادحة عام 1923 بمجموعة عسكرية فرنسية وعلى أخرى في آدرار، وفي عام 1931 تجدّد القتال بعد توقّفه أكثر من 06 سنوات ولم تتوقّف المعارك إلاّ سنة 1934 ، بعدما أصيب الثّوّار بخسائر فادحة ونتيجة الجفاف الّذي ضرب مناطقهم، وتمكّن الكفاح الشّعبي المسلّح من التّصدّي للمستعمر وإلحاق خسائر جسيمة بين صفوفه على مستوى الأفراد والمعدّات وقد تمكّنت المقاومة المسلّحة من تأخير احتلال الفرنسيّين للبلاد حتّى عام 1934م إذ استطاع الفرنسيّون إخضاع موريتانيا والمغرب بعد إنهاء عمليات الكفاح المسلّح والّتي جاءت كما نقل عن المصادر الفرنسية بفعل الجفاف أكثر ممّا هو بالسّلاح.
    وأذكر بعض المعارك الهامّة الّتي كانت في فترة المقاومة: معركة واد التاكليات-معركة اشريريك 28 نوفمبر 1923- الهجوم على موقع نواذيبو 26 مارس 1924- معركة بوكرن 05 ماي 1924م- معركة الطريفية ابريل 1925.
    3- الحركة الوطنية الموريتانية والإستقلال:
    لم تكد الحرب العالمية الثانية تضع أوزارها حتّى نشطت حركات التّحرّر في المستعمرات الفرنسية بغرب إفريقيا ومنها موريتانيا وتحت الضّغط الّذي واجهته فرنسا لزيادة المشاركات الشّعبية في حكم بلدانها عقد مؤتمر "برازافيل" (الكونغو) سنة 1944م وكان من نتائجه أن أعطى حقّ الإنتخابات للموريتانيّين عام 1946 وفاز بها مواطن موريتاني يدعى " حرمه العلوي" وأصبح نائبا لبلاده في المجلس الفرنسي وكانت هذه الإنتخابات هي الشّرارة الّتي أوقدت الحركة الوطنية الموريتانية ، ولذلك تشكّل حزبان هما "حزب الإتّحاد الدّيموقراطي" و"حزب منظّمة الشّباب" وانحصرت مطالبهما بالإستقلال المباشر والحرّيّة المطلقة، كما نجحت الحركة الوطنية في توحيد الحزبين في حزب واحد هو "حزب التّفاهم الموريتاني" سنة 1948م لكن لم يلبث أن انقسم وكوّن حزبين هما "حزب التّفاهم الموريتاني" وزعيمه "أحمد بن حرمة بن بابانا" و"الحزب التّقدّمي" وزعيمه "المختار أنجاي"، وقد فاز هذ الأخير في انتخابات 1951 و1956، وفي عام 1958 تقرّر دمج الحزبين في حزب "التّجمّع الموريتاني" الّذي دعا للإستقلال، كما نشأ "حزب النّهضة" ويدعو لاستقلال موريتانيا وانضمامها إلى الوطن الأم المغرب !!!!!! واعتبار موريتانيا جزء لا يتجزّأ من المغرب !!!!! وقد تشكّل بعد استقلال المغرب عام 1956، وأنشأ جيش التّحرير الموريتاني لكنّه فشل في تحقيق شيء.
    عُقد مؤتمر بباماكو المالية يضمّ ممثّلي أقاليم إفريقيا الغربية وكان من مقرّراته ضرورة اعتراف فرنسا بحقّ تقرير المصير إن يخشى من اندلاع حركات المقاومة في هذه الأقاليم على شكل ثورة كما حدث في الجزائر وأصدر رئيس وزراء فرنسا "غي موليه" قانون الإصلاح الإداري عام 1957.
    وفي جانفي 1958 تشكّلت لجنة الإئتلاف من ممثّلي الهيئات الرّئيسية في البلاد، ودعا "المختار ولد داده" جميع الأعضاء إلى عقد مؤتمر عام في مدينة "إلاك" وتمّ عقده في ماي 1958 وافتتحه بخطاب أكّد فيه على ضرورة الخروج من واقع التّمزّق السّياسي وتمخّض عن المؤتمرات توحيد الكتل السّياسية وهنا ظهر "حزب التّجمّع الدّيموقراطي" كما ذكرنا سابقا.
    عند مجيء "شارل ديغول" عام 1958 حدث تطوّر مهمّ نحو منح موريتانيا حكما ذاتيا حيث تمّ إجراء استفتاء في الأقاليم التّابعة لفرنسا يخيّر السّكّان بين البقاء ضمن نظام مرن جديد "مجموعة الشّعوب الفرنسية" أو الإستقلال التّام، وقد اختارت الأغلبية في المجلس الوطني الموريتاني البقاء في هذه المجموعة رغم المعارضة .
    أصبحت موريتانيا بعد الإستفتاء دولة مستقلّة ذاتيا وأصبح "المختار ولد داده" بوصفه رئيسا للحكومة الجمهورية الإسلامية الموريتانية عضوا في المجلس التنفيذي للجماعة الفرنسية ومثلت البلاد في مجلس الجماعة الفرنسية بثلاثة أعضاء موريتانيّين، وفي 22 مارس 1959 تمّ في العاصمة نواكشوط التّصديق على الدّستور الموريتاني الّذي تمّت صياغته بإشراف من "المختار ولد داده" الّذي أقرّ أنّ دين الدّولة والشّعب هو الإسلام وأنّ اللّغة العربية هي اللّغة الوطنية، كما نصّ على شعار الدّولة هو الشّرف والإخاء والمساواة والعلم أخضر فيه هلال ونجمة ذهبية، وفي17 ماي 1959 أسفرت هيمنة "حزب التّجمّع الدّموقراطي" وفي جوان اختارت الجمعية الوطنية "ولد داده" وزيرا ومنحته حقّ التّفاوض مع الفرنسيّين حول الإستقلال التّام ، وعلى الرّغم من تضييقه على "حزب النّهضة" المطالب بالإنضمام إلى المغرب !!!!! فإنّه اصطدم بحزبين جديدين هما "حزب الإتّحاد الوطني الموريتاني" الّذي يعدّ فرعا من "حزب الإتّحاد الإفريقي" لكنّ هذا الحزب كان ضعيفا ، والحزب الآخر هو "حزب اتّحاد الإشتراكيّين المسلمين الموريتانيّين" بزعامة "أحمد سالم بن بيوط" و"أحمد بن كركوب" و"سيدي بن عباس" فقد تأسّس في 25 فيفري 1960 الّذي كان له أهداف مطابقة لولد داده، لكن كان تحت قيادته مجموعة من العسكريّين الفرنسيّين المتقاعدين والمعروفين بتأييدهم للمشروع الصّحراوي والّذي جاء بسبب خشيتهم من امتداد نفوذ الثّورة الجزائرية للصّحراء ومطالب المغرب في موريتانيا.
    منذ بداية الستّينات بدأ مبدأ الإستقلال التام وتوجّه "المختار ولد داده" إلى باريس للتّفاوض مع المسؤولين الفرنسيّين وبعد مفاوضات دامت من جويلية حتّى أكتوبر 1960 تمّ التّوقيع في 19 أكتوبر من نفس السنة على اتّفاق موريتاني فرنسي يقضي بنقل السّلطات في موريتانيا إلى مسؤولين وطنيّين وإعلان الإستقلال الكامل للبلاد في 28 نوفمبر 1960، وأُعلن الإستقلال في اليوم المحدّد وأصبحت البلاد تُعرف بالجمهورية الموريتانية الإسلامية وانتقلت العاصمة من "سان لويس" السنغالية إلى نواكشوط الّتي بناها المختار ولد داده في فترة سابقة لتصبح عاصمة البلاد بعد الإستقلال وأصبح هو أوّل رئيس للبلاد.


    jhvdo l,vdjhkdh lk hgf]hdm ,Ygn yhdm hgYsjrghg l,vdjhkfh


  2. #2
    باحث في الانساب
    تاريخ التسجيل
    26-10-2011
    المشاركات
    2,884

    افتراضي

    تازيخ حافل وعريق لموريتانيا ومعلومات قيمة جدا بارك الله فيكم.

  3. #3
    عضو منتسب
    تاريخ التسجيل
    21-06-2011
    الدولة
    توات ( ادرار) الجزائر
    المشاركات
    6

    افتراضي

    أبحث عن أولاد شبل بن حم بن حسان .نحن أحد فروع هذه القبيلة نسكن في توات بالجزائر ، قبل أن نستقر بتوات أنتقلنا من موريتانيا الى الصحراء الكبرى ثم الساقية الحمراء وأخيرا توات

  4. #4

    افتراضي

    اولاد بورحيم كان الكثير منهم في مورتانيا في الساحل ولم يذكرو . لا أعرف ما السبب

  5. #5
    رئيس مجلس الإدارة الصورة الرمزية د ايمن زغروت
    تاريخ التسجيل
    01-10-2009
    الدولة
    مصريٌ ذو أصولٍ حجازية ينبعية
    المشاركات
    12,200

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نفعي البورحيمي مشاهدة المشاركة
    اولاد بورحيم كان الكثير منهم في مورتانيا في الساحل ولم يذكرو . لا أعرف ما السبب
    اذن قم بكتابة افادة عن قومك استدراكا لما فات الكاتب أعلاه.

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. تاريخ السحر والشعوذة في موريتانيا
    بواسطة الألوسي في المنتدى مجلس قبائل موريتانيا
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 24-05-2015, 04:56 PM
  2. من تاريخ الخيل في موريتانيا
    بواسطة بوفارس في المنتدى مجلس قبائل موريتانيا
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-01-2015, 03:14 PM
  3. كتاب تاريخ موريتانيا القديم و الوسيط (قبيلة اولاد ديمان والاغلال) بواسطة بوفارس
    بواسطة حازم زكي البكري في المنتدى مجلس القبائل البكرية و التيمية العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 23-10-2014, 12:21 AM
  4. تاريخ اكبر قبيلة من حيث السكان في موريتانيا ((قبيلة لقلال))
    بواسطة ابن الموطن في المنتدى البحث عن الاصول.. اصول و انساب العائلات و القبائل
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 22-05-2013, 01:19 AM
  5. تاريخ موريتانيا من المرابطين إلى بني حسان.
    بواسطة دوبلالي في المنتدى مجلس قبائل المغرب العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-08-2012, 10:18 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
MidPostAds By Yankee Fashion Forum