عرب القراريش اصولهم انسابهم اماكن تمركزهم

عرب القراريش اصولهم انسابهم اماكن تمركزهم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف خلقه أجمعين محمد وعلى آله وصحبه وسلم الى يوم الدين ،، وبعد
كنت قد بدأت بحثاً يتعلق بقبيلة (القراريش) في شمال السودان، عرب القراريش أصلهم ونسبهم ومناطق تمركزهم.
وعند وصولي الى هذا المنتدى الرائع تجولت قليلا في بعض اقسامه العامرة ، حتى توقفت في هذا القسم، الخاص بقبائل السودان والقرن الأفريقي، فأحببت أن اتشارك معكم ما جمعت من معلومات وهو عبارة عن الفصل الأول من الدراسة، أرجوا ممن له تعليق أو تعديل فلا يتوانا في تصحيحي، وجزاكم الله خير الجزاء.

المصدر: ..ٌ::ٌ:: النسابون العرب ::ٌ::ٌ.. - من قسم: مجلس القبائل الزبيرية و الاسدية

---

uvf hgrvhvda hw,gil hkshfil hlh;k jlv;.il

الفصل الأول

الهجرات العربية إلى بلاد النوبية وشرق السودان

أولاً: لمحة عن طبيعة المنطقة.
ثانياً: القبائل العربية في المنطقة وأماكن تمركزها.
ثالثاً: تقبل المجتمعات المحلية للقبائل العربية.

-------------------------------------------

لمحة عن طبيعة المنطقة.

حدود المنطقة:

نقصد بالمنطقة هنا المكان الذي بدأ فيه تواجد القبائل العربية التي نزلت إلى أرض السودان قادمة من أرض مصر أو بالأخص صعيد مصر، ويمكن تحديد هذه المنطقة، بأنها تبدأ من مدينة أسوان في جنوب مصر، صعودا إلى بلاد النوبة العليا بمفهومها الحالي بمحاذاة النيل ، مروراً ببلاد "الشايقية" وحتى منطقة "أبو حمد"، ثم تبدأ من "أبو حمد" باتجاه الشرق على حافة صحراء العتمور وصولاً إلى بلاد البجا على سواحل البحر الأحمر، ثم تتجه شمالاً حتى داخل القطر المصري بمحاذاة البحر الأحمر وصولاً إلى الصحراء الشرقية، ثم غرباً إلى بلاد الصعيد الأعلى في أسوان. إذ أن بلاد النوبة سابقا كانت تشمل كل مناطق شمال السودان ووسطه وحتى أعال الجزيرة من "القطينة إلى سنار"[1]،
جغرافية المنطقة:
بصفة عامة يمكن وصف هذه المنطقة بأنها عبارة عن سطح صحراوي منبسط أو تلال منخفضة ومستوية في اغلب الأحيان وتوجد به سهول ذات سطح حصوي ورملي تتناثر فوقها كثبان رملية متحركة بفعل الرياح تتخللها وديان متوسطة العمق تصب جميعها في النيل.
طبيعة المناخ
أما المناخ فيسودها مناخ صحراوي جاف يتميز بشتاء بارد وصيف حار،عدا الأمطار الشتوية على ساحل البحر الأحمر.

1 – كتاب صفحات من تاريخ وادي حلفا، منيب إبراهيم فقير، الطبعة الثانية،ص14.

القبائل العربية في المنطقة وأماكن تمركزها

بلاد الصعيد الأعلى:
الصعيد في اللغة هو الأرض المرتفعة، والعرب هم أول من أطلق على جنوب مصر أسم الصعيد، ويمتد الصعيد على ضفاف النيل من جنوب القاهرة إلى آخر حدود مصر الجنوبية المتمثلة في أسوان[1]، وبلاد الصعيد ينقسم بدوره إلى ثلاثة أقسام، هي الصعيد الأسفل، والصعيد الأوسط، والصعيد الأعلى، وهذه الأخيرة تشمل محافظتي قنا وأسوان.
يمكن القول أن العرب قد عرفوا هذه المنطقة قبل الإسلام، إذ أن كثير من الدراسات قد بينت الوجود العربي في العصور الفرعونية واليونانية، فقد عثر في مدينة "أدفو" (التابعة لمحافظة أسوان الآن) على بعض النقوش تعود للعصر الفرعوني، وقد نقش عليها حاكم الأسرة الفرعونية الثالثة وهو يرسل كتائب من جيشه لصد هجمات العرب.[2]
والجدير بالذكر أن المنطقة الواقعة بين نهر النيل والبحر الأحمر كان يطلق عليها بلاد العرب طيلة العصور الفرعونية[3]، وذكر المؤرخ اليوناني استرابون (ت 25م) أن مدينة (قفط) ( أحدى مدن صعيد مصر) كانت في عهد البطالمة والرومان بلدة نصف عربية، وذكر كثرة التجار العرب بمدن الصعيد المختلفة، وإقامتهم بصفة دائمة فيها[4]

[1] المقريزي: الخطط، ج1، ص 189.

[2] محمود عزه روزة: عروبة مصر قبل الإسلام، ص16، 20.

[3] جواد علي: تاريخ العرب قبل الإسلام، ج2،ص 286.

[4] إبراهيم نصحي: تاريخ الحضارة المصرية، ص 36.

بلاد البجا:
ويحدد المقريزي أول بلادهم ببلدة تعرف (بالخربة) وبها معدن الزمرد، وآخر بلادهم أول بلاد الحبشة[1].
وكانت قبائل بلى العربية مختلطة بقبائل البجا في عهد البطالمة[2]،وكذلك عرب هوازان الذين يطلق عليهم (الحلانقة أو الحلنقة)، وقدم عرب حضرموت واستقروا بمنطقة البجا سنة 73هـ واطلق عليهم اسم الحضارمة[3]، كما ذهب أيضا جماعة من الأمويين عندما أعلنت دولة العباسيين قضائها على دولة الأمويين، واستقرت هذه الجماعة في ميناء باضع وقد دلت الكشوف الأثرية وجود شواهد قبور إسلامية ترجع إلى منتصف القرن الثاني الميلادي، كما دلت الكشوف أيضا على وجود مسجد بمدينة "سنكات" يعود تاريخ بنائه إلى عام 831م[4].
وذكر المقريزي في كتابه (البيان والإعراب): أن قبيلة الكواهلة والتي تنتسب إلى كاهل بن أسد بن خزيمة، كانوا يعيشون في منطقة (أرض العجلى) بالصحراء الشرقية، ومختلطة بالبجا، حتى أنهم أصبحوا مجموعة بجاوية تنسب إلى بني كاهل بن أسد، غير أن الكواهلة تركوا أوطانهم في بلاد البجا واتجهوا إلى وسط السودان[5]، ويكاد يكون من المؤكد أن الكواهلة دخلوا إلى المنطقة عن طريق البحر الأحمر وبدءوا باحتلال الإقليم الساحلي من سواكن إلى عيذاب[6]، وذكر الرحالة أبن بطوطة إن الذي كان يحكم جزيرة سواكن (1330م) السلطان الشريف زيد بن أبي نمي، وكانت عساكره من البجا، وهو من أولاد كاهل ومعه عرب جهينة الذين أقاموا هنالك منذ زمن بعيد[7].
ولعل تشابه المناخ السائد في بلاد الصعيد، الأعلى وشمال السودان بمناخ الجزيرة العربية، كان أحد أسباب نزوح هذه القبائل، هذا بجانب استقلال مناجم الذهب والزمرد، وكذلك التجارة حيث أنها كانت تطل على البحر الأحمر عبر موانئ عيذاب، سواكن وميناء القصير داخل الحدود المصرية.

[1] المقريزي: الخطط، ج2، ص 267.

[2] عطية القوسي: دولة الكنوز ص27.

[3] المرجع السابق، ص28.

[4] محمود الحويري: أسوان في القرون الوسطى، ص 200 – 201.

[5] البيان والإعراب ، ص 45.

[6] محمد عوض محمد: الشعوب والسلالات الأفريقية، ص 143، 144.

[7] عبدالمجيد عابدين: البيان والإعراب تحقيق ودراسة، ص 165، 166.

بلاد النوبة:
بلاد النوبة بمفهومها الحالي، تمتد من مدينة أسوان جنوبي مصر وعلى طول النيل حتى دنقلا العجوز، وتقع بلاد النوبة في الجزء الشرقي من الصحراء الكبرى، يحدها من الغرب الصحراء الغربية أو الليبية، ومن الشرق الصحراء النوبية والعتمور إلى البحر الأحمر، يفصل بينهما نهر النيل[1].
عندما أتم العرب فتح مصر سنة (21هـ) ترتب عليهم حماية حدود مصر الجنوبية، مما ترتب عليه الاصطدام بمملكة النوبة المسيحية، إلا إنه وبعد المحاولات المتكررة لغزوها، انتهت باتفاقية "البقط"، مما أتاح للعرب التوغل داخل بلاد النوبة سلميا، ناقلة معها الثقافة العربية من مصر بقوتين رئيسيتين سارتا جنبا إلى جنب، تمثلت في الهجرات العربية داخل بلاد النوبة وفي التجارة بين القطرين[2].
والمجموعات التي دخلت من بلاد النوبة، بعضها استقر بها والبعض الأخر أخذ طريقه إلى أواسط السودان وغربه، ويمكن تقسيم هذه المجموعة إلى مجموعتين، الأولى قد لزمت طريق النيل من أسوان إلى وادي حلفا ثم إلى دنقلا، وكان لهذا الطريق الفضل الأكبر في نشر العروبة في بلاد النوبة، والمجموعة الأخرى اتخذت طريقها من جنوب أسوان إلى كرسكو جنوبا أو قبلها، ثم اخترقت صحراء العتمور إلى أبو حمد، ومن أبو حمد اتخذت هذه القبائل طريقين الأول نحو عطبرة والخرطوم، والأخر نحو مروي والدبة[3].
وقد ذكر المسعودي تركز القبائل العربة ببلاد الصعيد الأعلى حول أسوان، وقال "بها خلق كثير من عرب قحطان، ونزار، وربيعة، ومضر، وخلق من قريش وأكثرهم ناقلة من الحجاز"[4].
وتسربت هذه القبائل العربية من أسوان نحو بلاد النوبة الشمالية حاملة معها الإسلام والثقافة العربية وغرست بذور العروبة في تلك المنطقة بمقوماتها الثلاثة، وهي الدم العربي واللغة العربية والدين الإسلامي[5]، وقد وجدت مجموعة عربية بأرض "المريس" لا يفصح أحدهم بالعربية أي تعلموا لغة أهل النوبة[6]، وكانت هذه المجموعات من ربيعة وقحطان وقريش، ويذكر المؤرخون إن العرب هم أول من استخدم اسم "المريس" للدلالة على النوبة، و"المريس" كلمة قبطية تعني الجنوب، فهو أسم وصفي للمملكة التي كانت تقع جنوب مصر، وقد جاء في المصادر العربية أن النوبة هم المريس المجاورين لأرض الإسلام[7].
وعندما جاءت قبيلة ربيعة إلى الصعيد الأعلى، في خلافة المتوكل العباسي (232 - 247هـ)، واستوطنت في أسوان، وداخل حدود النوبة، فرضت سيادتها على هذه المنطقة بما فيها من القبائل العربية والنوبية، والبجا، تمكنت من نشر الثقافة العربية في منطقة المريس وابتنوا بلدة تعرف (بالمحدثة)، واختلطوا بأهالي المريس وتكلموا بلغتهم أيضاً[8].
ولعل أوسع هذه الهجرات العربية التي شهدتها المنطقة كانت في القرنين الحادي والثاني عشر إلا أنها بلغت ذروتها في القرن الثالث عشر، وأكدت ذلك نتائج الكشوف الأثرية، إذ عثر في بلاد النوبة وفي مواقع مختلفة مثل (تافه، كلابشة، الدر، دبيرة، أرقين، مينارتي) على عدت شواهد لقبور تحمل أسماء عربية من القرن التاسع الميلادي وعليها أسماء أربعة أجيال كلها عربية بخط عربي، وبينما كانت بعض هذه الشواهد تحمل تواريخ قبطية وعربية فإن بعضها الآخر كانت لا تحمل إلا التاريخ العربي (الهجري)، وصفت هذه الفترة بقمة التفاعل العربي، وكانت من نتائجه قيام دولة بني كنز(الكنوز) العربية النوبية في النوبة السفلى، والتي كان لأمرائها الدور الأكبر في إسقاط مملكة المقرة[9].
أما أخر الهجرات العربية التي شهدتها المنطقة، كانت هجرة قبائل الغربية والجوابرة في أواخر القرن الخامس عشر، وقد امتد تأثير هؤلاء على وجه الخصوص بين الشلالين الأول والرابع[10].
وما إن دخلت هذه القبائل بلاد النوبة حتى غيرت المصير الاجتماعي والديني للنوبة، ولعل من أسباب هذه الهجرات العربية المطردة إلى بلاد النوبة تلك الظروف القاسية التي مرت بها القبائل العربية في مصر، خاصة بعد قرار المعتصم العباسي سنة (218هـ) بإسقاطهم من ديوان الجند والعطاء[11].

[1] منيب إبراهيم فقير، صفحات من وادي حلفا، ص 14.

[2] د. عبدالرحمن الريطي، دور القبائل العربية في صعيد مصر، الفصل الرابع، ص 285.

[3] د. عبدالرحمن الريطي، دور القبائل العربية في صعيد مصر، الفصل الرابع، ص 285.

[4] المرجع السابق، ص 285.

[5] المرجع السابق، ص 286.

[6] المسعودي، مروج الذهب، ج 2، ص 22.

[7] منيب إبراهيم فقير، صفحت من تاريخ وادي حلفا، الفصل الأول، ص 11، 12.

[8] المقريزي: الخطط، ج1، ص 190.

[9] منيب إبراهيم فقير، صفحات من وادي حلفا، ص 28.

[10] المصدر السابق.

[11] سيدة الكاشف: مصر في عهد الولاة، ص 138.

تقبل المجتمعات المحلية للقبائل العربية

أولاً: بلاد البجة:
لعل موقع بلاد البجة، والذي يمكن حصره بين النيل والبحر الأحمر، وكذلك اتصالها بالصعيد الأعلى، مكمن العرب، قد ميزها عن بلاد النوبة في التواصل العربي عن طريق الموانئ البحرية، وكذلك اتصالهم بالعرب في الصعيد الأعلى أسوان.
وكان العرب في بلاد البجة عنصر ارستقراطي، فرض زعامته على شعوب البجة في الصحراء الشرقية، ولعل العرب لم يكترثوا أو يهتموا بإبرام اتفاقية مع هذه الشعوب إلا في أوائل القرن الثاني وذلك أن العرب كانوا ينظرون إليهم كشعوب وثنية، تجدد هذا الاتفاق في زمن الخليفة العباسي المأمون، وبعد موت أبي عبد الرحمن العمري استطاعت قبيلة ربيعة العربية أن تخالط وتصاهر قبائل البجة بزواج رجالها من بنات رؤساء البجة[1].
ورغم أن العناصر البجاوية احتفظت بلغتها الأصلية "التبداوية" إلا أنه تسرب إليها قدر كبير من الألفاظ العربية، مما أثر في تركيبتها النحوية.
كذلك نجد أن البجة أصبحوا يسمون أبنائهم بأسماء عربية اسلامية مثل، محمد وأحمد ومحمود، ما إلى ذلك من أسماء عربية، كما أنهم صاروا يدفنون موتاهم بتوجيه رءوسهم نحو مكة[2].
والجدير بالذكر هنا أن هذا الاختلاط قد أحدث تفتتاً كبيرا في العصبيات الموجودة في قبائل البجة.
وكما في بلاد النوبة، نجد أن الكشوف الأثرية عثرت على شواهد قبور مسلمين ومسجد في مدينة سنكات يعود تاريخه القرن الثاني الهجري، يعضض هذا التمازج العربي البجاوي.
ثانياً: بلاد النوبة:
وبلاد النوبة التي شهدت كل هذه الأحداث واحتضنت كل هذه العناصر من البشر لم تكن في الواقع إلا وعاء تنصهر فيه العناصر، وتمتزج فيه الدماء فكانت تتقبل الهجرات وتأوي المهاجرين على مر العصور[3].
لعل العامل الأساسي لذلك كان في موقع المنطقة المنعزل أو شبه المنعزل عن العالم الخارجي، ولعل فيما ذكره المسعودي والذي سبقت الإشارة إليه في الفصل السابق، بأن أرض المريس كان بها مجموعة من العرب لا يفصحون بالعربية، وأنهم كانوا يملكون الأراضي والضياع ويؤدون الضرائب لملك النوبة، أكبر دليل على تقبل النوبيين لهذه العناصر الجديدة أو الوافدة من خارج المنطقة.
كذلك نجد دولة (الكنز)، التي قامت في النوبة السفلى، زمن الدولة الفاطمية إذ كان لها الدور الأكبر في نشر الثقافة العربية في بلاد النوبة السفلى والعليا، حتى قيام دولة المماليك في مصر[4].
كما نجد بعض القبائل العربية قد دخلت بلاد النوبة العليا واختلطت بالنوبيين دون أن يشعر الحكام النوبيين بهم، مثل مجموعة "الجعليين" وبعض القبائل الأخرى، التي كانت تمارس نشاطها الاقتصادي والاجتماعي مع أهل النوبة في هدوء وسلام.
وبالنظر إلى شواهد القبور التي عثرت في مناطق مختلفة من بلاد النوبة، والتي كانت تحمل أسماء أربعة أجيال دليل على تمازج العرب بالنوبيين، فضلا عن أن بعض هذه الشواهد كان يكتب عليها الأسماء منتمية إلى قبائلهم ، ثم أصبحوا يكتبون الأسماء منتمية إلى القرى التي يقيمون فيها، وهذا دليل آخر على التعايش والانصهار الذي حدث بين العرب والنوبة في المنطقة.

[1] د. عبد الرحمن الريطي، دور القبائل العربية في صعيد مصر، الفصل الرابع، ص 290.

[2] محمود الحويري: أسوان، ص، 202.

[3] منيب إبراهيم فقير: صفحات من وادي حلفا، ص 30.

[4] حسن أحمد، الإسلام والثقافة، ص 318.

هذا وسوف اقوم بإضافة بقية الأفصول حال اكتمالها.
راجيا أن تتقبلوا هذا العمل المتواضع بصدر رحب
ولكم مني وافر الشكر والتقدير،،،

بارك الله فيك اخي الكريم الاستاذ عبد الهادي ابو بكر و نفعنا الله بعلمك و خلقك , و لا ننسى ان نرحب بك كاتبا متميزا بيننا,

و حقيقة فان موضوع بحثك هام جدا و تحتاج اليه مكتبة الانساب العربية السودانية و المصرية على حد سواء , و نحن في انتظار بقية بحثك ان شاء الله

شكرا أخي الباش مهندس/ أيمن على هذا الإطراء وأرجوا أن أكون عن حسن ظنك بي .

بحث رائع يا استاذ عبد الهادي و ننتظر البقية فلا تتأخر بها علينا

بارك الله فيك اخي الكريم و هذه المنطقة تحتاج فعلا الى الكير من تسليط الضوء عليها سكانيا و تاريخيا و في نظري ان البيجاة هم شعب سامي حضرمي قديم تعددت هجراته بفواصل زمنية كبيرة و لا ننسى حضارة بني معين السابقة لسبأ حيث تسربت من اليمن بعد هزيمتها على ايدي سبأ الى سيناء شمالا و ارجح عبور قسم منهم الى الحبشة و ارض البيجاة

و امر اخر ان البيجاة في ادبيات الفراعنة و الاغريق هم عرب يمانية

الأخوة الكرام القلقشندي والباحث
لكم جزيل الشكر والتقدير على مروركم وتعقيباتكم الجميلة، وأنا شاكر على هذه المعلومات الاضافية لكم مني وافر الشكر والتقدير.
أنا أعمل الآن على جمع المعلومات إلا إن جزء كبير من هذا الفصل فأنا ما زلت أعاني مثل كثير من الباحثين من قلة المصادر المصادر المخطوطة بل تكاد تكون معدومة ، وبعضها سيكون سماعيا من بعض افراد القبيلة، فصبرا جميلا وإلى اللقاء

أخى الفاضل / عبد الهادى محمد أبو بكر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لكم خالص الشكر والتقدير والاحترام
على هذا البحث المتميز مثل كاتبه
بارك الله فيكم وجعله فى موازين حسناتكم

تعريف مختصر عن قبيلة القراريش

ان قبيلة القراريش هي من القبائل العربية التي تسكن شمال السودان بامتداده
وينحدر نسلهم من ولد عبد الله بن الزبير بن العوام رضي الله عنه.
وبذا يكون ابناء عمومتهم هم الكواهلة والعبابدة

بقلم : اميرمصطفي محمد خير
الدبة / دلقو

ألــقــراريــــش

ان قبيلة القراريش هي من القبائل العربية التي تسكن شمال السودان بامتداده وينحدر نسلهم من ولد عبد الله بن الزبير بن العوام رضي الله عنه. ومن مراكز كثافتهم كان ومايزال مصر ,
و دخل منهم جزء كبير للسودان علي شقين : شق بدوي طالب للرعي والكلا , وشق حضري ناشراً للدعوة
وانصهر غالبيتهم في المواطنين الاصلين وصاروا جزاءاً لايتجزأ منهم اما الشق البدوي مازال محتفظاً بالاسم واللسان ولكن ايضاً صارت للبعض منهم مصاهرات واسعة مع الاهالي كلٍ حيثما استقرّ به المقام .

وكانت مهنتم قبل تصحر العتمور رعي الابل وسعايتها والمتاجرة فيها وما زال اغلب تجار الابل في الشمال بين مصر والسودان هم من قبيلة القراريش ولهم وسمهم الخاص علي الابل (النار) وهي الشاهد علي الفخذ الايمن للبعير في صورة خط راسي كدلالة للشهادة . ثم الشعبة علي الجانب الايمن من الرقبة عند مؤخرة الرقبة وهي دلالة للشعبة المعروفة . وعلي الاغنام والضان وسمهم هو القضفة أي قطف جزء بسيط من اذانها

حيث نجد سمتهم الانتشار لذلك تباينت مواقع تجمعاتهم فلذلك من مواطن كثافتهم هي ارض الحجر (حلفا ) وناظرهم وزعيمهم فيها هو صالح بك حسين محمد شلبي والرجل له ماثره سنوردها لاحقا . ونطاقه من دلقو وشمالاً .

ثم يليه جنوباً من ابو فاطمة حتي حوض لتي العمدة العندي ابراهيم الذي توارث ابناءه العمودية طيلة فترة الادارة الاهلية وحتي حين الغائها ابان فترة النميري عام 1970م . وهي اكبر اماكن تواجدهم

ثم في نطاق الشايقية وهم كثر ولكن كانت العموديه والزعامة ارثاً شرعيا في اسرة السيد جعفرود مصطفي ذائع الصيت حيث قال الاتي :
( أن القراريش قبيلة بعضها بادية في واحة القعب بدنقلا . قيل الإسم محرف من قريش ولهم علاقة بالعبابدة والكواهلة يرعون الصحراء وبعضهم استقر بالنيل جنوب أرض المحس وجزيرة أرقو والسير وإيماني وجزيرة لبب وجزيرة مقاصر والبركل.

وهم عرب ينتمون إلى يزيد بن العوام القرشي وفي رواية هم من أبناء عبد الله بن الزبير بن العوام جاء جدهم عقيل إلى السودان.
ومن نسله كرّام بدنقلا الذي ولد ادريس جد القراريش بدنقلا وعمر الذي استوطن حلفا ومنهم سند جد السنداب وسلمان وعبيد

ومن فروعهم بحلفا السلمانية والعمراب والعوضاب ومن شيوخهم العندي إبراهيم العندي وإخوانه بأرقو وآل محجوب بكريمة وآل الدكتور مصطفى عوض الكريم وآل علي الشيخ وعرف منهم دكين

حلفا :
ال العمدة محمد صالح بك حسين شلبي وهم كثر واشتهر منهم المهندس جعفرمحمدصالح صاحب مصنع معجون (ابوردة ) بام درمان

دلقو :
ولاد الناظر ومنهم الدكتور مصطفي عوض الكريم عمل استاذاً بجامعة الخرطوم في قسم اللغة العربية , ومن اهم مؤلفاته فن التوشيخ وابن صارة الاندلسي , والنار في الادب العربي وديوان السفير وهو والد الدكتورهاشم والدكتورالفاتح المسمي علي جده من امه الفاتح البدوي ودكتورقاسم والدكتورة وسوسن

دنقلا:
اشتهرت فيهم اسرة العمدة العندي ابراهيم وهم كثر وظاهرين ومنهم الفريق معاش الذي كان مديرا للمكافحة تاج السر بابكر محمد ادريس

لتي :
اشتهر منهم راوي الشمال قاطبة وشاعرها في حينه احمدون ود حُمد صالح وله مكتبة شعرية عريضة شاع ذكره بها في الافاق ومنهم ال عمر ازرق وال علي ود حامد والعبيد

الدبة :
اشتهر فيها ال الراس مالية علي محمد علي (علي حلّوه ) اصحاب شركة مارينا وساكورا وشركة القمة

الاراك :
وفي مناطق الاراك والمقل وقشابي اشتهرت اسرة القداقيد ومنهم الاعلامي المشهور محمد خير عوض والدكتور عبد الوهاب والاستاذ عبدالله عطية

البركل :
اشتهرت اسرة الشيخ محجوب جعفر وله انجازات باقيه تحكي عن شخصيته الخيرية وهو والد البروفسير الشيخ محجوب جعفر وزير التربية والتعليم العالى السابق ابان الدمقراطية الثالثة . وبروفيسورعثمان محجوب ودكتور عمر محجوب جعفر ودكتور محمد محجوب جعفر ومهندس على محجوب جعفر

المناصير :
اشتهر فيهم الشيخ سليمان شمهروت جد الدكتور محمد بروي والاستاذ عيسي بروي من امهم

اشهر بطون القبيلة هم العوضاب والرعياب والعندياب والحموداب والهماميم والفرجلاب والفرجاب والفراجيب والقداقيد والبلالاب والسخياب والعراريف والعطياب والتكيواب والسلامنية والتوداب والمكناب والفضيلاب والقوتاب والتماتيم والنمراب والشلاليب والملكاب والرعياب والعقيداب والعيساب والغنيمية والخدوماب والعبدلاب والعمراب والكواتيل والمراييد والرحماب والسنداب

وتحت هذه البطون خشوم بيوت شتي .اورد ذكرهم في كتبهم عدد من الكتاب الوطنين والاجانب ولكن ساورد قول البرفسيورعون الشريف قاسم في كتابه "موسوعة القبائل والأنساب في السودان" لمطابقتة لحديثي اعلاه ومن اشهر الشخصيات فيهم علي حسب جغرافية المكان وليس الحصر.

وسنواصل ,,

القراريش

ذكر الرحالة السويسري (بروك هارت) 1813م إن هذه القبيلة لها نسب بعيد مع العبابدة،
إلا أنهم آثروا الرحول من موطنهم الأصلى وآثروا الحياة على ضفاف النيل، متخذين من شواطئه وجزره الغير مأهولة سكناً لهم،
وبهذا يلزم أن نسبهم يرجع إلى عبدالله بن الزبير بن العوام.

كما توجد ايضا وثيقة نسب كتبت على يد الفقيه محمد بن علي رحمة – رحمه ...الله تعالى – بتاريخ 9 رمضان 1317 هـ أي حوالي 1899 م تقريبا، مؤكدا فيها نسبه ونسب القبيلة الى عبدالله بن الزبير بن العوام رضي الله عنه.

كما وردت بعض النصوص التي تؤكد هذا الرأي منها ما أورده الدكتور عون الشريف قاسم في موسوعة القبائل السودانية ما نصه
"أن القراريش قبيلة بعضها بادية في واحة القعب بدنقلا. قيل الإسم محرف من قريش ولهم علاقة بالعبابدة والكواهلة يرعون الصحراء وبعضهم استقر بالنيل جنوب أرض المحس وجزيرة أرقو والسير وإيماني وجزيرة لبب وجزيرة مقاصر والبركل. وهم عرب ينتمون إلى يزيد بن العوام القرشي وفي رواية هم من أبناء عبد الله بن الزبير بن العوام جاء جدهم عقيل إلى السودان".

توجد ايضا رواية وردت في لقاء الأستاذ الأعلامي الراحل سيد مثل على لسان الشيخ محمد صالح العربي ""قبيلتنا اسمها القراريش ونسبنا ينتهى إلى الزبير بن العوام الصحابي الجليل ولنا أقارب في أرقو ولتي وفي أرض المحس ...
جاء جدودنا من أرقو وسكنوا بالسكوت حسب ما يطيب المرعى. عندما جاء أبي لنلوتى وولدت بها أنا هنا ، كان أهل نلوتى في هجرتهم في الشمال وكان بالبلد ستة أشخاص فقط. وظللنا نقيم بها حتى عاد الناس من المهاجرة ولحقوا بنا وكنا في ذلك الوقت نتبع لشياختنا في أرقو وكان شيخ القبيلة يأتي لجمع الضريبة هنا".

بالإضافة إلى الروايات المتوارثة من الآباء والأجداد، فإن البعض نسبهم للكواهلة والبعض إلى العبابدة.من الواضح إن هذه القبيلة وإن كانت قديمة بالمنطقة إلا إنها من آخر القبائل العربية التي نزلت إلى المنطقة، ومن المتعارف عليه إن القبائل البدوية لا تهتم بمسألة التوثيق بل يكون متواترا لديهم بما يحفظ في الصدور من أنساب وأصول ، ولعل هذا من أهم العوامل التي أدت لضياع قدر كبير من تراثها وارثها الحضاري.

وسنركز في تحليلنا على النص الوارد عن الرحالة (بروك هارت) بصفتها أقدمها تاريخيا ولما حوته من عدة أمور أخرى إلا أننا لن نهمل باقي الروايات.حسب الرواية أن الدليل المرافق لهذا الرحالة كان الشيخ (محمد ابوسعيد) كما وردت بعض الروايات أن هدا الشيخ موطنه الأصلي هو أرض الحجر،

بهذا نخلص الى أن القراريش كانوا معروفين وظاهرين في تلك الحقبة أي قبل تاريخ 1813م، ولعل قدم الرواية تعطي النص مصداقية لسبب أن تاريخ نزول القراريش الى ارض النوبة غير مؤكد والثاني أن الرواية كل ما كانت قديمة فهذا يعني قربها من الأجيال المتقدمة من القبيلة.

ولعل السؤال الذي يفرض نفسه هنا:
أين كانت تقيم قبيلة القراريش قبل نزولهم إلى بلاد النوبة وما هي الأسباب التي أدت إلى هجرهم لموطنهم ؟؟
قبل الإجابة على هذه الاسئلة، هناك بعض العادات والتقاليد والأنشطة التي وردت في هذا النص لعلي اقف عليها عسى أن تفيد في التحليل.
ذكر بروك هارت، بعض العادات التي اتبعوها في سكنهم والأماكن المفضلة لسكنهم، وكذلك أورد بعض الأنشطة التي كانوا يمارسونها في تلك الفترة، ويمكن تلخيصها في الآتي:
1- السكن في خيام مصنوعة من سعف النخيل، وفصل مجلس النساء عن مجلس الرجال.
2- التجارة في النباتات الطبية والتي تعرف بنبات (السنة سنة).
3- العمل في استخراج الملح والاتجار فيه.
4- نقل التجارة على ظهور الابل بين الجنوب والشمال.
5- العمل كخبراء أدلة.

وبالعودة للسؤال الأول والمتعلق بمكان إقامة القبيلة قبل نزولها إلى بلاد النوبة، وردة بعض الروايات التي تفيد بأن هذه القبيلة كانت ترعى أبلها في صحراء العتمور قبل أن تجتاحها موجة الجفاف، ويبدو أن هذه الرواية فيها من الحقيقة الشيء الكثير، فبعض المصادر التاريخية والجغرافية أثبتت أن هذه الصحراء كانت مخضرة وكان يجري بها وديان وغابات سكنتها الوحوش ، بجانب حضارة قامت بمنطقة أرض الحجر عرفت بحضارة سمنة تبعد حوالي سبعون كيلو متر جنوب وادي حلفا تفوق حضارة مروي أو كانت جزء منها ،

وربما هذا يفسر قدم تواجد القراريش في منطقة أرض الحجر إذ أن أصول الكثيرين من النوبيين في تلك المنطقة قراريش، ومتمسكون دون غيرهم برواية أنهم من أصل كاهلي.ولعل موقع صحراء العتمور بين النيل والصحراء أعطاها ميزة عن الصحراء الغربية لكون قرب البحر من الجهة الشرقية منها والنيل من الجهة الغربية، وكذلك اتصالها بالصحراء الشرقية لجمهورية مصر من الناحية الشمالية إذ شهدت تلك المنطقة تنقل القبائل العربية بين بلاد الصعيد الأعلى ومناطق تعدين الذهب في بلاد البجا والتي كانت هي أصلا موطن قبيلة الكواهلة العريضة

وقد دلت الروايات التاريخية سيطرتها على هدا الاقليم الساحلي لمدة طويلة الى أن أنتقلت الى اواسط السودان، وكانت مع قبيلة الكواهلة قبائل عربية أخرى مثل قبيلة بلى العربية وربيعة وبني هلال وهوازان والدين عرفوا بالحلانقة والحضارمة ولحقت بهم قبائل من جنوب مصر ولعل الهجرات الأخيرة كانت نتاج للحراك الدائر في مصر حول السلطة مثل الأموين الذين انتقلوا للعيش في ميناء باضع بعد اعلان القضاء على دولتهم على اليد العباسيين.

ذكرت المصادر التاريخية أن العرب كانت نظرتهم لشعوب البجا نظرة ارستقراطية حتى إنهم لم يهتموا بابرام اتفاقية معهم إلا مؤخرا ولم يمنع ذلك من التصاهر بين العرب والبجة، إذ أكدت بعض المصادر إن العرب كانوا يتزوجون من بنات زعماء البجة ، ولعل من اسباب ذلك كان نظام التوارث السائد في ذلك الوقت إذ أن توارث الملك كان لأبن الاخت دون الأبن المباشر، وقد ساعد ذلك في قيام دولة (بني كنز) في النوبة السفلى، وكانت من أهم اسباب تورثهم لمملكة المغرة.ومن نتاج ذلك التصاهر قبيلتي العبابدة والبشارية وكلاهما ينتسب الى كاهل أو كهيل من نسل الزبير بن العوام،

وهنا يظهر لنا سؤال أخر لا بد من الإجابة عليه، وهو كيف وصل نسل الزبير بن العوام الى إقليم البجا؟؟.
هناك روايتان:-
* أما الأولى فقد وردت على لسان نسابي العبابدة، وهي أنهم نزلوا الساحل الغربي للبحر الأحمر عن طريق جدة بعد مقتل جدهم عبدالله بن الزبير على يد الحجاج بن يوسف في مكة، مما اطرهم الى الهروب من سطوته عن طريق البحر والانضمام مع الكواهلة في الإقليم.
*`والرواية الثانية هي نزولهم الى المنطقة من بلاد الصعيد وذلك بعد انهيار إمارة الزيانبة في الاشمونين على يد ملك الممالك المعز ايبك الذي اوقع بهم مما اطرهم الى النزوح الى اقليم البجا وقد ساقوا أدلة على ذلك سنوردها فيما يلي.

الزيانبة و الحلف الزينبي:

تعد السيدة زينب بنت علي بن ابي طالب من زوجته السيدة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم اما لبطن هام من الاشراف.
فقد ولدت السيدة زينب لابن عمها عبد الله بن جعفر بن ابي طالب عدد من الاولاد و البنات عرفوا بالزيانبة تشريفا لهم و تمييزا عن باقي اخوتهم من بني جعفر ,
فزينب بنت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم. فقد ولدت جعفر الاكبر و عون الاكبر و علي الزينبي و و ام كلثوم , و العقب لعلي و ام كلثوم فقط ,
و ولد علي الزينبي بن عبد الله بن جعفر هم جعافرة صعيد مصر , و ولده مع ولد اخته ام كلثوم هم الزيانبة.

و قد تزوجت ام كلثوم من ابن عمها القاسم بن محمد بن جعفر فولدت له فاطمة التي تزوجت زوجين : حمزة الذي مات فتزوجت طلحة ,
و أبناؤها منهما بطنان في الزيانبة : هم بنو حمزة بن عبد الله بن الزبير بن العوام الاسدي , و بنو طلحة بن عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي , و من هذا كان بنو طلحة و بنو الزبير و بنو جعفر يدا واحدة في صعيد مصر.
(كتاب نسب قريش للزبيري , البيان و الاعراب للمقريزي ص 42 , صبح الاعشى للقلقشندي).

ولا نستغرب كون وجودهم ضمن إمارة الزيانبة لما ورد في من تصاهر بينهم كما سبق من كتاب مصعب الزبيري، ورواية القلقشندي والمقريزي إذ ذكروا أن هناك جماعة من الزبيريين من أبناء عبدالله بن الزبير وأخيه عروة يقيمون بالصعيد في البهنا والأشمونين وقد تحول أكثرهم إلى فلاحين مملوكين – على عهدما – أي في القرن التاسع.

أصل العبابدة:

جاء في كتاب معجم قبائل مصر، إن العبابدة واحدهم عبادي، قبيل كبير من قبائل كهيل، والكواهلة عبارة عن كيان عشائري تكون من زيجات زبيرية وقرشية في شعب البجة الحضرمي السبأي العربي،
أما في تقاليدهم فإنهم من نسل الزبير بن العوام القرشي أحد القواد الفاتحين لجنوب مصر. انتهى

وذكر اللواء صلاح التايب في كتابه القبائل المصرية وبعض السياق نقلا عن اللواء صلاح الجوهري في كتابه شريعة الصحراء قائلا:
العبابدة أربع عمائر وتعرف بالبدينات، وعمائر العبابدة يسمونها بدينات وتنتهي دائما بكلمة (آب) ومعناها (أبناء) فالعشباب أبناء عشاب وهكذا
وذكر محمد الطيب في موسوعته ج2 ص 330 عن فروعهم بمصر بتصرف: بدينة العشاباب وهي منتشرة في الصحراء الشرقية من جنوب قنا، ويسكن شيخهم أسوان، فيها عشائر محموداب (14 بطن) وكريشاب (قريش) ويعملون في صيد الأسماك بالحراب من البحر الأحمر.

أصل البشارية:

تقطن هذه القبيلة في شمال بلاد البجه في منطقة مملكة ناقس علي سواحل البحر الأحمر وبادية صحراء عيتباي، كما تمتد مساكنها إلي ضفاف نهر أتبره، حيث عاصمة نظارتهم في جزيرة بعلوك.
وتنقسم قبيلة البشاريين إلي عدة عائلات منها:
عالياب، وهم ذرية علي، الذين تناسلت منهم عوائل بالقاب وساراراب ومحمد عالياب،
وكربيلاب وحمد عمراب وهم أكثر عوائل البشاريين في جهة عيتباي، ويسكنون حول جبل عيسي.
تفرعت عائلة الحمد أوراب إلي عمر وعشباب وحمد كوراب وقمهاتاب ويقيمون في حلايب وجبل علبة وتجاورهم عائلة عامراب.
وتفرعت من عائلة الشنتيراب عوائل سعداب وسالماب وشابش وقهياب.
أما عائلة إيراياب، فهم ذرية إيرا ويسكنون بين محطة العبيدية وأبو حمد ويطلق علي هذه العائلات(أبناء أم علي)،
أما بيت النظارة فيطلق عليهم (أبناء أم ناجي)، وهم ناجي ومنصور جد المنصوراب، وعيسي. وناظرهم السيد كرار أحمد كرار (1999). واشتهرت القبيلة بالجمال التي تحمل اسمها، وهي أفضل الجمال قاطبة.

أما نسبهم فقيل إن نسبهم يعود إلى بشار بن كاهل من قبيلة الكواهلة من نسل الزبير بن العوام من أمرأتين من البجا احداهما أم ناجي والاخرى أم علي وهو جد البشارية الاكبر
وبشارية أم على يقطنون الصحراء الشرقية بمصر أما بشارية أم ناجي فيسكنون الصحراء الشرقية بالسودان

وتتفرع بشارية أم علي الى عدة فروع منهم الشينتراب والعوميراب والهومدورابأصل الكواهلة:
يقول نسابتها بإنتسابهم إلى الزبير بن العوام، حيث يقول نسابي الكواهلة إنهم أبناء كاهل بن عامر بن مدش بن موسي ( الشهير بالتنين) بن عبدالله (امه اسماء بنت ابي بكر) بن الزبير ابن العوام القرشي الاسدي الصحابي (امه صفية بنت عبد المطلب) بن خويلد بن اسد بن عبدالعزى بن قصي، و إلى أسد بن عبد العزى بن قصي تنتسب السيدة خديجة بنت خويلد.

وهناك من يرفع النسب مباشرة فيقول إنهم أبناء كاهل بن عامر بن عبدالله بن الزبير بن العوام. على أن البعض ينفي نسب الكواهلة لبني أسد القرشيين و ينسبهم لبني أسد بن خزيمة - و ذلك إعتمادا على نزعة الكثير من القبائل العربية في العصور الإسلامية خاصة في العصر المملوكي و العثماني للإنتساب لآل البيت أو بني هاشم أو أحد كبار الصحابة أو إلى أحد أبطال الإسلام أو إلى قريش أو الأنصار- فيقول بأن الكواهلة ينتسبون إلى كاهل بن أسد بن خزيمة ابن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، من العدنانية.

وقد اضاف ميكمايكل إضافة اسمين لأجدادهم هما (هدى) و(باجة) وتذكر انهما والمداكن ( جد المداكناب) وخلبوس ( جد الخلابسة ) من البجا , وتجعل خليفة والد مقود وهو في رواية اخرى اخوه .
وتفصل في ابناء محمد الاحمر فتقسم الحميدانية الى فرعين : هلال والد عباد ( جد العبابدة ) وقداح الذي له ثلاثة اولاد شمبل ( جد الشنابلة ) والكريشاب ( القريشاب ) والنوراب والرميتاب والسلاطنة ) وصلاح ( جد الشدايدة والسعودية والغزايا) وعكير ( جد الفوايدة والكرامية ) .

تذكر رواية اخرى ان الحضرية زوجة محمد كاهل التي انجبت حمد تزوجها بعده من يسمى بالعباس وولد منها ايضا حمد فهما اخوان لأم والثاني جد قبيلة الاحامدة وبهذا حدث الإندماج بين الاحامدة و العباسيين .

نظرية حيلة الثغور – لآنا رويس:أوضحت آنا رويس منزلة "حيلة الثغور" في تعريف الهوية الإثنية بقولها:
ليس بوسع جماعة ما أن تحتفظ بهوية مصدقة عند الناس بغير سيماء، ورموز، وقيم مستبطنة تشير إلي هويتها المميزة. غير أن هذه السيماء والرموز هي ثمرة تدافع مع أقوام آخرين. ومصداقية هذه الهوية تقوم علي أدراك القوم لمحتواهم الإثني واستنطاقه صورة لهم غراء ترفع من شأنهم عند أقوام آخرين ممن هم عبر الحدود منهم.

إذا ماعلقتنا بهذه النظرية، الحقيقة أننا سنحتاجها في تحليل بعض السمات والعادات التي أشار إليها الرحالة (بروك هارت) كما اسلفنا، وهناك أيضا بعض العادات والتقاليد المتعارفة لدى أهل القبيلة يمكن تدل دلالة واضحة عن أصل هذه العادات.السكن في خيام مصنوعة من سعف النخيل، وفصل مجلس النساء عن مجلس الرجال.

ورد نص في دراسة عن منطقة حلايب وشلاتين عن منطقتي أبرق وجبل علبة أن مساكن قبائل العبابدة عبارة عن مساكن خشبية والخيشة وهما نوعان من المسكن تتناسب مع طبيعة المنطقة، حيث الأخشاب تتخذ في المناطق الساحلية لعامل الرطوبة ، ويذكر أن الخيشة عبارة عن مسكن تصنع من أغصان الأشجار والفروع، واغطية من الحصير المصنوعة من سعف النخيل.

ذكر بروك هارت أن أفراد هذه القبيلة بعضهم يعمل في جمع النباتات الدوائية أو الطبية (السنة سنة) واستخراج الملح من الأرض، وهذه الأنواع من النباتات لا يتم التعرف عليها إلا ممن خبر حياة البداوة والمناطق القاحلة التي لا تصل إليها يد الطب الحديث .وهذا ما يتطابق لما جاء في دراسة عن سكان محمية جبل علبة ومنطقة أبرق، بأنهم يمتهنون صناعة الأسلحة مثل السيوف والخناجر وبعضهم يعمل في تجارة الأبل والأعشاب الطبية.

ولا شك أن نقل هذه الأنواع من التجارة يحتاج لمن يخبر الطرق والمدن خارج نطاق هذا المثلث الذي يعرف بمثلث حلايب حاليا إذا أقرب هذه المناطق بجانب المدن الساحلية على البحر الاحمر سواء كانت سودانية أو مصرية هي بلاد النوبة خاصة إن تجارة الأبل لها طرق معروفة بين الشمال الشرقي وبلاد الصعيد الأعلى جنوب مصر أي منطقة أسوان والتي تضم المنطقة النوبية.

بالعودة إلى الروايات الواردة عن نسب القبيلة الزبيري نجد أن كل الروايات اتجهت الى هذا النسب مطابقة لما أورده (بروك هارت)، هذا بالإضافة إلى بعض الروايات الشفهية التي تناقلت هذا النسب الزبيري بجانب النسب الكاهلي كما اسلفنا، ولعل النسب الكاهلي يفسره تجاور هذه القبائل في اقليم البجا مما اتاح لقيام كيان عشائري بين الأصل الزبيري والكاهلي، ومما بيناه لأصول قبائل العبابدة والبشارية والكواهلة بيان واضح لقيام هذا الكيان العشائري إذ كل من هذه القبائل اتفق على الأصل الزبيري.

وفي حال صح هذا التحقيق فيصبح بهذا إن الموطن الأصلي لهذه القبيلة هي منطقة حلايب وشلاتين حول جبل أبرق ولعل لهذا الاسم ايضا معنى لدى القراريش.

غير أن هناك رأي آخر يعيد نسب القراريش إلى الأصل العباسي، وهذا ما سأحاول إفراده في الجزء الثاني من هذا التحقيق إنشاء الله.

هذا ما أمكنني جمعه من معلومات أرجو أن اكون وفقت في توضيح بعض ما يشوب نسب القبيلة وأصلها، فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمني ومن الشيطان.

* هذا تحقيق في نسب القراريش نقلا عن منتديات عرب القراريش ,,,