أبو الطاهر بن عوف إسماعيل بن مكى
( 485 – 581هـ ) ( 1092 – 1185 م )


وهو أول أستاذ لأول مدرسة فى الاسكندرية الاسلامية – من أجله أنشئت أول مدرسة سنية فى مصر فهو إسماعيل بن مكى بن عيسى بن عوف الزهرى ينتهى نسبه إلى سيدى عبد الرحمن بن عوف الصحابى الجليل ولد بالاسكندرية سنة 485 هـ وتوفى بها سنة 581هـ عن ست وسبعين سنة ودفن بمدرسته .

قال السيوطى عنه إنه صدر الاسلام تفقه على أبى بكر الطرطوشى وسمع منه وتخرج به الأصحاب كما يذكر ابن فرحون ، ان ابن عوف أخذ الكثير من الفقهاء المالكية بالاسكندرية ولا عجب فى ذلك فقج كان ابن عوف ربيب الطرطوشى وزود خالته وقال عنه أبو الحسن على بن الحميرى : كان بن عوف رحمه الله إمام عصره وفريد دهره فى الفقه على مذهب مالك وعليه مدار الفتوى وجميع الى ذلك الورع وكثيرة العبادة والتواضع التام ونزاهة النفس .

وترجم له أبو المظفر وجيه الدين منصور بن سليم الهمدانى الاسكندرانى فى أعلام الاسكندرية ، محتسب الاسكندرية المولود سنة 608 هـ قال : كان ابن عوف من العلماء الأعلام ومشايخ الإسلام ، ظاهر الورع والتقوى ، كتب عنه الحافظ السلفى وروى عنه شرف الدين بن المقدمى ، وبيت وقد زار صلاح البن عوف بثغر الإسكندرية بيت كبير شهير بالعلم ، كان فيه جماعة من الفقهاء قال الشيخ شهاب الدين بن هلال ، سمعت أنهم أجتمع منهم سبعة فى وقت واحد وكانوا إذا دخلوا على الإمام أبى سند بن عفان يقول أهلا بالفقهاء والسبعة تشبيها بالفقهاء السبعة أئمة المدينة المنورة.

وتذكر المراجع أن نفيس الدين ابو الحرم المكى ابن أبى الطاهر بن عوف اشتغل بالتأليف فقد وضع شرحا عظيما على التهذيب لأبى سعيد البرادعى ، يقع فى ستى وثلاثين مجلدا ويضيف ابن فرحون فيقول عن شهاب الدين ابن هلال ( وكان يقيده على دروسه التى كان يلقيها فى المدرسة العرفية أو الحافظية ) ويعلق الدكتور الشيال على الرواية فيقول ( ويفهم من هذا أن لأبن كان يدرس فى مدرسة أبيه )

ويقول أبو شامة فى الذيل على الروضتين أن الشيخ الإمام الزاهد الورع رشيد عبد العزيز بن محمد بن الطاهر المعروف بابن عوف من ذرية عبد الرحمن بن عوف صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن فقهاء الاسكندرية ومفتيها فى مذهب مالك بن أنس ، وفد على دمشق لشغل عرض له فوصلها يوم الثلاثاء تاسع شعبان سنة 626هـ
ويذكر أبو شامة أنه اجتمع بعد الغد من مجيئه بالمدرسة العادلية بدمشق مع الشيخ أبى عمر وأنه حكى له أن عرمه إذاك ستون سنة وكان تقيا ورعا يصوم يوما ويفطر يوما كصيام داود عليه السلام ويضيف أبو شامة فيقول ( وأتى معه دقيق العيد من الاسكندرية فلم يزل يأكل منه حتى رجع لا يتناول غيره.

وتقول الدكتور سعاد ماهر : يحدثنا الدكتور الشيال عن تاريه ابن عوف فى الدولتين الفاطمية والأيوبية فيقول : وشهد ابن عوف نهاية الدولة الفاطمية الشيعية وقيام دولة صلاح الدين فى مصر سنة 567هـ وقد زار صلاح الدين الاسكندرية سنة 577هـ وحرص فى هذه الزيارة أن يحضر هو وأولاده وكبار رجال دولته دروس أبو طاهر بن عوف وسمعوا عليه جميعا ( موطأ مالك ) بروايته عن أستاذه الطرطوشى

وذكر أبو شامة خبر هذه الزيارة نقلا عن العماد الاصفهانى الذى صاحب صلاح الدين فقال فقال : وتوجه السلطان بعد شهر رمضان سنة 577هـ الى الاسكندرية عن طريق البحيرة وخيم عند السوارى ( عمود السوارى ) وشاهد الأسوار التى جددها والعمارات التى مهدها وأمر بالاتمام والاهتمام وقال السلطان : نغتنم حياة الشيخ الامام أبى طاهر بن عوف فحضرنا عنده وسمعنا عليه موطأ مالك بروايته عن الطرطوشى فى العشرة الأخيرة من شوال وتم له ولأولاده ولنا به السماع – وقد ارسل القاضى الفاضل عبد الرحيم بن على البيسانى رسالة الى صلاح الدين يهنئه فيها بهذه الزيارة جاء فيها ( أدام الله دولة المولى الملك الناصر صلاح الدنيا والدين وسلطان الاسلام والمسلمين محيى جولة أمير المؤمنين واسعد برحلته للعلم , وأثابه عليها واوصل ذخائر الخير اليه واوزع الخلق شكرا لنعمته فيه فإنها نعمة لا توصل الى شكرها إلا يايزاعه واودع قلبه نور اليقين فانه مستقر لا يودع فيه إلا ما كان مستندا الى إبداعه ولله فى الله رحلتاه وفى سبيل الله يوماه وما منها إلا أغر محجل )

وأصبح لبن عوف منذ ذلك الحين مكانة كبيرة عند صلاح الدين يسأله الرأى ويستفتيه فى كل ما يعرض من مشاكل أو أمور جسام فقد روى الصفدى قصة القاضى شرف الدين عبد الله بن أبى عصرون الذى اصيب بالعمى فأرسل صلاح الدين يستفتى ابن عوف فى جواز أن يكون القاضى أعمى قال الصفدى وكتب السلطان صلاح الدين بخطه الى القاضى الفاضل يقول فيه : إن القاضى قال أى القاضى شرف الدين إن قضاء الأعمى جائز فتجتمع بالشيخ أبى الطاهر بن عوف الاسكندري وتسأله عما ورد من الأحاديث فى قضاء الأعمى.

ويقول ابن فرحون ان ابن عوف كان السبب فى تجديد الصادر بثغر الاسكندرية والصادر هو ضريبة تجارية تدفع على كل ما يخزن بالمخازن مقابل الميناء الشرقية وهو شيء وظفه السلطان على تجار النصارى إذا صدروا من الإسكندرية زائدا على العشر ، رتبه لفقهاء الثغر- دنانير تصرف في كل شهر ، وجعل له ناظرا وشهودا أوقعه عليهم وعلى ذريتهم ، وكان الشيخ أبو الطاهر بن عوف ربيب الإمام أبي بكر الطرطوشي وقيل إن خالته كانت تحت الطرطوشي ، وعليه تفقه ، وبه انتفع في علوم شتى ، وله مصنفات ، قال ابن هلال رأيت له مجلدا في الرد على المتنصر وهو رجل يدعي العلم وليس من أهله ، صنف كتابا سماه الفاضح واعتقد أنه نقض به الشريعة المحمدية وادعى فيها تناقضا في الأحكام ، وكان جاهلا مصحفا فمما صحف قوله صلى الله عليه وسلم تمرة طيبة وماء طهور بقوله خمرة طيبة وقال انظر كيف يقول خمرة طيبة وهو يحرم شرب الخمر ، وصنف الإمام الرازي ردا سماه قطع لسان البائح ، وللشيخ أبي الطاهر تذكرة التفكير في أصول الدين وغير ذلك من التآليف وانتفع به الناس وعمر ، مولده سنة خمس وثمانين وأربعمائة ، وتوفي سنة إحدى وثمانين وخمسمائة وله ست وتسعون سنة

نقلا عن كتاب مساجد مصر الاثرية للدكتورة سعاد ماهر



Hf, hg'hiv fk u,t Yslhudg l;n hg.ivd