الامير الشهيد رضي الله عنه صحابي جليل وكان فروة عاملا للروم على من يليهم من العرب ، وكان منزله معان وما حولها من أرض الشام .

فقد كانت لجذام رئاسة في معان ثم آلت الرئاسة الى فروة بن عمروا الجذامي رضي الله عنه قبل أن يسلم
فاصبح عاملا للروم على قومه
ولما ظهر الاسلام في مكة والمدينة وبعد وقعة تبوك هدى الله فروة رضي الله عنه للاسلام إذ سطع في قلبه نور الايمان وذاق حلاوته فرفض الدنيا وقد كانت بين يديه لانه كان رئيسا على قومه في معان وما حولها من العرب فقدم الدين ولبى نداء فطرته وآثر آخرته على دنياه رغم كثرة المغريات
فيا له من زاهد بمنصبه وماله وحاشيته وخيله وقوته

لقد كتب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم باسلامه ولم ينقل انه اجتمع بالنبي رضي الله عنه لكنه أحبه
قال العباس رضي الله عنه ( شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فلزمت انا وابو سفيان بن الحارث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم نفارقه ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلة له بيضاء اهداها له فروة )

قال ابن إسحاق : وبعث فروة بن عمرو النافرة الجذامي ، ثم النفاثي ، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولا بإسلامه ، وأهدى له بغلة بيضاء ، قال العباس رضي الله عنه ( شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فلزمت انا وابو سفيان بن الحارث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم نفارقه ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلة له بيضاء اهداها له فروة )

[ حبس الروم له وشعره في محبسه ]

فلما بلغ الروم ذلك من إسلامه ، طلبوه حتى أخذوه ، فحبسوه عندهم ، فقال في محبسه ذلك :



طرقت سليمى موهنا أصحابي والروم بين الباب والقروان صد الخيال وساءه ما قد رأى
وهممت أن أغفي وقد أبكاني لا تكحلن العين بعدي إثمدا
سلمى ولا تدين للإتيان ولقد علمت أبا كبيشة أنني
وسط الأعزة لا يحص لساني فلئن هلكت لتفقدن أخاكم
ولئن بقيت لتعرفن مكاني ولقد جمعت أجل ما جمع الفتى
من جودة وشجاعة وبيان


فلما أجمعت الروم لصلبه على ماء لهم ، يقال له عفراء بفلسطين ، قال : [ ص: 592 ]



ألا هل أتى سلمى بأن حليلها على ماء عفرا فوق إحدى الرواحل
على ناقة لم يضرب الفحل أمها مشذبة أطرافها بالمناجل



[ مقتله ]

فزعم الزهري ابن شهاب ، أنهم لما قدموه ليقتلوه . قال :



بلغ سراة المسلمين بأنني سلم لربي أعظمي ومقامي



ثم ضربوا عنقه ، وصلبوه على ذلك الماء ، يرحمه الله تعالى .


Ysghl tv,m fk ulv, hg[`hld