اخواني الكرام
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته....
بعد حمد الله و الصلاة و السلام على نبيه و مصطفاه ...
يسعدني الليلة ان افتح موضوعا ممتعا يتعلق بفرع رفيع من ذرية امير المؤمنين عمر بن الخطاب في مصر في العصر الوسيط , و هم ذرية الامير خلف بن نصر العمري الذين اشتهروا بال فضل الله العمريين , و تفخر مصر بالوجود المبكر لذرية عمر بن الخطاب رض الله عنه فيها و اشتراكهم في صناعة تاريخها الوسيط.
أولا: أقوال العلماء المثبتة لنسب ال فضل الله باستفاضة الشهرتهم بالنسب العمري:
1 . ننقل هنا عن شيخ النسابين المصريين ابو العباس القلقشندي الفزاري فقد نقل عن ابن فضل الله العمري في كتابه مسالك الابصار و هو حفيد من تحدث عنهم الشريف الجواني سابقا ما يلي:
وقد ذكر في مسالك الأبصار: أنه وفد منهم طائفة على الفائز الفاطمي بالديار المصرية في وزارة الصالح طلايع بن رزيك في طائفة من قومهم بني عدي ومقدمهم خلف بن نصر وهو شمس الدولة أبو علي، ومنهم طائفة من بني كنانة بن خزيمة وأنهم وجدوا من ابن رزيك ما أربى على الأمل وحلوا محل التكرمة عنده على مباينة الرأي ومخالفة المعتقد، ثم ذكر أن من بني عمر بن الخطاب جماعة بثغر دمياط والبرلس وأحال في بسط ذلك على كتابه المشتهر بفواصل السمر في فضائل آل عمر، ثم قال: ونحن من ولد خلف بن نصر فاقتضى أنه عمري.
قلت: ومن آل عمر أيضاً اعيان القاهرة ممن اشتهر منهم بهذه النسبة حتى صار علما عليه القاضي شمس الدين محمد بن العمري عين اعيان كتابة الدست الشريف بالابواب الشريف
2. و قال القلقشندي نفسه في كتاب اخر هو قلائد الجمان في التعريف بعرب الزمان:
والعمريين موجودون إلى الآن بكثرة بمصر والشام وغيرهما.
وقد ذكر في مسالك البصار أنه وفد منهم طائفة على الفائز الفاطمي بالديار المصرية في وزارة الصالح طلائع بن رُزيك في طائفة من قومهم بني عدي، ومقدمهم خلف بن نصر، وهو شمس الدولة أبو علي، ومعهم طائفة من بني كنانة بن خزيمة، وأنهم وجدوا من ابن رُزَّيك ما أربي على الأمل، وحلُّوا محل التكرمة عنده على مباينة الرأي ومخالفة المعتقد.
ثم ذكر أن من بني عمر رضي الله عنهم جماعة بثغر دمياط والبرلس، وأحال في بسط ذلك على كتابه المسمّى: "بفاضل السمر في فضائل آل عمر" وذكر أن بوادي بني زيد من بلاد الشام فرقة منهم، وكذلك بالقُدس، وعجلون، والبلقاء.
وممن ينسب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه: بنو فضل الله كُتّاب السر الشريف بمصر والشام.
وقد ذكر المقرُ الشهابيُّ إبنَ فضل الله في كتابه "التعريف" أنه من ولد: خلف ابن نصر، المقدم ذكره.
ومن العمريين الآن جماعة من الأعيان بالديار المصرية. منهم: القاضي شمس الدين العمري، والقاضي ناصر الدين البرلسي، كاتبا الدست الشريف
3. كما يقول القاضي تقي الدين المقريزي الحسيني رحمه الله في كتابه الرائع البيان و الاعراب عما في مصر من الاعراب :
فرحلت إلى مصر طوائف من العُمريين، من سلالة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، في أيام الفائز الفاطمي في وزارة الصالح بن رزيك، ومعهم طائفة من بني عدي، وبني كنانة بن خزيمة "فحلوا محل التكرمة على مباينة الرأي ومخالفة المعتقد". ونزل جماعة منهم بدمياط والبرلس.
و اثبت نسبهم عدد اخر من المؤرخين غير من ذكرناهم قديما و حديثا , و لولا ضيق الوقت لتوسعنا في النقل عنهم .
ثانيا : الرواية الشاذة للجواني عن ال فضل الله العمريين:
رغم ان العلامة المقريزي نقل كما هو مبين اعلاه في النقطة رقم 3 ثبوت شهرة ال فضل الله بالنسب العمري , الا انه كمحقق نزيه و محايد نقل رواية شاذة وصلته من الشريف محمد بن اسعد الجواني نقيب الاشراف في زمانه قال فيها :
وأما العُمَريّون الذين بأرض مصر فإنهم ينسبون إلى عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه. وقال الشريف محمد بن أسعد الجواني النسابة: وهم يكذبون في ذلك لأن أنسابهم لاتتصل به وقد لقيت منهم جماعة وعرفتهم كذبهم بطريق علمته
الرد على الجواني:
أولا: انتفاء شبهة التشيع عند الجواني:
من خلال دراسة تراجم الشريف ابن اسعد الجواني فقد كان عالما بالانساب و كان نقيبا للاشراف ردحا من الزمن و عاصر اخر الدولة الفاطمية و اول الدولة الايوبية و صاحب العادل اخي صلاح الدين .
و اشتهر عنه حبه للشيخين ابي بكر و عمر بل ألف فيهما مصنفا شهيرا , و نظم قصائد في مديحهما , و نستنتج من ذلك انه لا شبهة مذهبية عنده ضد العمريين.
ثانيا: ان له تقييما سيئا عند الاخباريين :
فقد ورد ان الامام ابن حجر العسقلاني الكناني المصري إمام وقته و شيخ اهل الحديث و الرواية قال في شأنه :
"و له في تصانيفه مجازفات كثيرة و يورد اسانيد مستغربة "
و رغم ان الشريف الجواني لم يرد عنه تشيعا الا ان تقييم ابن حجر له مضعف لقبول رأيه في ال فضل الله العمريين , فمثله قد يقبل منه تنسيب الناس لكن لا يقبل منه نفي النسب عنهم حسب اصول علم التنسيب , حيث ذهب الامام ابن فندق البيهقي رحمه الله الى ان علم النسب مثل علم الرواية يشترط العدالة و الثقة .
ثالثا: شبهة التنافس على كتابة السر بينه و بين بعض الكتاب العمريين:
فقد ورد ان الشريف بن اسعد الجواني عمل كاتبا للسر في الديوان السلطاني الايوبي و من المعلوم ان العمريين كتبوا ايضا لهم فلعل هناك منافسة بينهم , و في علم الجرح و التعديل لا يقبل شهادة القرين في قرينه , و كذلك في علم النسب.
رابعا: ثبوت استفاضة شهرتهم كعمريين:
فقد كانت لال فضل الله و قومهم الامراء شهرة مستفيضة بالنسب العمري في مصر و الشام و خدمتهم و استوزارهم للملوك بسبب ادبهم و نسبهم .
و ال فضل الله الى اليوم مستفيضو الشهرة بالنسب العمري و بقيتهم في البرلس و الدقهلية و القلعة بقنا و اسوان.
الخلاصة:
تهافت الرواية الشاذة للشريف الجواني و يبقى النسب العمري لال فضل الله و ذرية من الامراء نسب عالٍ كالنجم عصيٌ على التناول بالايدي.
hgv] ugn hgv,hdm hgah`m gg[,hkd td ksf hg tqg hggi hgulvddk lwv hgulvd,k td lwv
مواقع النشر (المفضلة)